عنوان الموضوع : حــدث فى الحلابات
مقدم من طرف منتديات الشامل

~*¤ô§ô¤*~ حــدث فى الحـــــــلابااات ~*¤ô§ô¤*~

--------------------------------------------------------------------------------

][®][^][®][ حــدث فى الحـــــــلابااات ][®][^][®][



هذه القصة هى اول إنتاجى القصصى

الفكرة مقتبسة من إحدى القصص التى تمتلىء بها الدول المحتلة ومقاومتها للإحتلال

أتمنى ان اكون موفقة فى تقديمهاا لكم

برؤية خاصة وعرض خاص بى

ولا تبخلوا على بإقتراحاتكم وآرائكم

صدرى مفتوح لكل حرف يكتب منكم لى


بقلم شــــــــ أحمد الرفاعى ــــــــــــــــــهد


~*¤ô§ô¤*~البــــــــــــــــــــــداية~*¤ô§ô¤*~


استيقظت سندس على صوت المؤذن يؤذن لأذان الفجر كعادتها وبدأت تعد نفسها لاستقبال يوم جديد

وأخذت تفكر كيف ستصل الى وسط المدينة لكى تحضر ما تريد؟


اليوم ا عليها أن تذهب فيه إلى وسط المدينة كي تحضر بعض الكتب التى تدرسها فى جامعتها ..

لم تكن المشكلة في الذهاب إلى وسط المدينة التي تبعد عنها بعض الكيلومترات..


ولكن ا لمشكلة تكمن في ذلك الحاجز الاسمنتى الذي وضعه الصهاينة ليفصل مدينتهاعن بقية القطاع .. وقد يستغرق الوقت اللازم للذهاب من مدينتها إلى وسط مدينة ساعات طويلة ..



سندس هي الابنة البكر .. وهي تقوم بدور الأم لأخوتها الأصغر منها بأعوام قليلة .. وكذلك فهي ترعى أباها الذي لم يتزوج بعد أن توفيت زوجته أثناء وجودهاا معه خارج فلسطين للعمل

وجعل كل حياته من أولاده
كانت لدى سندس رغبة قوية تُثبت فيها لوالدها أن البنت لا تقل عن الولد في شيء .

. وتفضيل الذكر على الأنثى ما هو إلا نوع من التقاليد البالية والتى تتمنى أن يتخلص منها مجتمعنا العربى فهى كانت تعرف أن آباه كان يتمنى مثله مثل أى رجل شرقى أن يكون له ولد يحمل إسمه من بعده ويجعل له إمتداد 00ولكنه كان يخفى ذلك داخله وإن كان يعبر عنه أحياناً بببعض الكلمات العفوية ومع ذلك هى لم تكن تريد لشخصيتها أن تتجرد من الهوية العربية المميزة للفتاة الشرقية المسلمة ومع ذلك كانت تتمسك بحقوقها كفتاة تريد أن تصل إلى أقصى مراحل التعليم ولم تثنها كل عروض الزواج التى تقدمت لها فهى شابة ودودة وخلوقة وشخصيتها قوية وهى بين ذلك وتلك لا تريد أن تستغل الحرية التى أعطاها إياها والدها إلا فى الحدود التى يسمح بها واقعها المحيط بها ..


وضعت سندس لذلك مجموعة خطوات لتصل لما تريد فكان التعليم اولى هذه الخطوات فتمسكت بهذه الخطوة رغم كل الضغوط من حولها ورغم عدد الذين تقدموا لخطبتها

حقيقة لم تكن سندس جميلة ولكن كانت روحها أجمل من أى فتاة أخرى تفوقها جمالاً بعقلها وجاذبيتها


فكل من يراها ويتحدث إليها يشعر ويستأنس فى الحديث إليها بل ويذهل من نور وجهها الربانى والذى زاده جمالاً جمال حجابها وأدبها فكانت أمنيةكل نساء العائلة أن يفزن بسندس لأبنائهن زوجة صالحة ..

فرغت سندس م صلاة الفجر وتهيأت للخروج من الغرفة لتجد والدها يقرأ القرآن الكريم فبادلته التحية وسألها عن وجهتها اليوم فأخبرته بانها ستقوم بتوصيل أختها الصغيرة للمدرسة وبعد ذلك تتوجه إلى الجامعة بعد أن تشترى بعض الكتب الخاصة بها من وسط المدينة

ما كاد والدها يسمع كلمة الخروج من المدينة حتى رفع عينه عن القراءة وقال لها كونى حذرة وحاولى عدم الإحتكاك بأحد لا نريد مشاكل مع اليهود

وعجبت سندس لهذا القول فى هذا اليوم بالذات فهى المرة الأولى التى يتفوه فيها والدها بهذه الكلمات وهى كثيرة الذهاب إلى وسط المدينة فلما اليوم بالذات وأنقبض قلب سندس ولكنها لم تعر ذلك إنتباها وإاستعاذت من الشيطان وأخذت تتلو بعض آيات من القرآن عله يبث بداخلها الطمأنينة..

.. وقفت تنظر من نافذة غرفتها تترقب شروق الشمس مع أول نسمات تعانق أنفاس الصباح ..


في هذا المكان الرائع الهادئ ووسط حقول الزيتون وعبق الحنين الى الحرية كل ذلك كان مجتمعا على مشارف مدينة الأحلام كما كانت سندس تسميها فقد كانت تحب هذا المكان بشدة وتراه أجمل مكان بالعالم

كان كلُ شيءٍ جميلاً في عيون سندس المتفائلة التي لم تكن تنظر إلى العالم إلا من خلال نافذتها المطلة على حقل الزيتون فتراءت لها الدنيا كخميلة جميلة تمتد بها الخضرة وتمتلىء بتغريد الطيورتعزف احلى أنغام بالوجود وتنهدت سندس تنهيدة عميقة أخذت معها نفساً طويلاً من النسيم المداعب لخصلات شعرها الأسود الطويل المسترسل على كتفيها فى نعومة الحرير
لم تكن تعرف سندس من الدنيا إلا هذا الصفاء والنقاء .

. ولكن كان هناك شىء واحد بل شيئين يقطعان عليها صفوها هذا ذكرياتها مع أمها وشوقها إليها والشىء الآخر كان كريهاً جداًبالنسبة لها هى لاتستطيع التعود عليه مثل باقى أهل المدينة فهى بالنسبة لها شىء غريب لم تتعوده طوال حياتها

بل ولم تصادفه فى البلد الذى قضت فيه معظم أيام صباها هذا الشىء هو صوت المدافع المنبعث فى شكل دورى ومعتاد كل فترة معلنا ً عن وجوده البغيض تلك المستوطنة اليهودية الموجودة على بعد مئات الامتار من بيتها والذى كان بمثابة ثكنة عسكرية تكتظ بالدبابات والمعدات العسكرية لابالسكان

فهؤلاء الناس مهوسون بل ومرعوبون من مصير وجودهم الغير قانونى على ارض لاتحمل جذورهم
إ نهم يتملكهم الخوف من المجهول لحد الجنون ولذلك هم يطلقون الرصاص بطريقة عشوائية تنم عن خوف وجبن وقد تملك منهم

وهم لا يتوقفون عن هدم البيوت وحرق الأشجار المحيطة بهم وإعتقال أى فرد يجرؤ ويتقدم نحو هذه المنطقة وذلك كله بحجة توفير الأمن والآمان للموقع

ومع أن بيت سندس ليس بقريب إلا أن صوت الرصاص الطائش المنطلق على البيوت كانت احياناً تلامس بيت سندس..

فتقطع عليها أحلامها وتهوى معها على أرض الواقع المرير

كانت هذه البربرية الصهيونية هى الحاجز بينها وبين أحلامها البريئة الوردية




خرجت سندس صبااحااً من المنزل فى طريقهااا المعتاد إلى موقف السيارات الموصلة لوسط المدينة ..

وكل ما يشغل تفكيرها هو كيفية الخروج من التفتيش المرعب الذى يمرون به عند الحواجز الاسمنتية الأمنية الصهيونية

وقفت سندس تتأمل المارة وتتأمل العيون التى تخفى بداخلهاا الإصرار على البقاء والتمسك بالحرية

أشياء لم تكن تلحظها فى البلد العربى المستقر الغير محتل الذى ترعرعت وعاشت به فترة طويلة آمنة

وأفاقت من تأملاتها للبشر من حولها


على صوت محرك السيارة الأجرة التى ستركبها


أسرع الركاب الى السيارة متدافعون وكأنه يوم الحشر الزحام وحر يوليو القاتل-

وضعت سندس قدمهاا على عتبة السيارة ولم تكن تدرى أنها تضع قدمهاا على أولى خطوات حياااتهاااا

وجلست بجوار سيدة كبيرة فى السن يبدو على وجهها علامات القلق ..

و يجلس في الخلف رجلٌ عجوز في السن أيضاً ومعهما صبي صغير فى السن .

. و بجانب سائق السيارة جلس رجل فى متوسط العمر والحجم

أخذت السيارة تقطع الطريق والكل يتمتم بكلام الله حتى يحفظهم من كل شيطان رجيم وما الشياطين إلا ما هم يتربصون بهم وراء المعابر والحواجز الأمنية المرورية


وماهى إلا بضعة دقائق حتى توقفت السيارة ومع هذه الوقفة توقف قلوب الركاب من القلق ولكن السائق

طمأنهم أنه سيقل راكب من الطريق

توقفت السيارة وصعد شاب فى العشرينات من العمر يبو مما يحمله في يده من كتب انه جاامعى

جلس الشاب بجوار سندس التي كانت فى حالة سرحان مع الطريق وأفاقت على وجود الشاب بجوارهااا

فأصابها نوع من الخجل جعلهااا تلتصق بالمرأة الجالسة بجوارها فأصبحت تجلس فى المنتصف بين الشاب

الجامعى والمرأة العجوز التى كانت تجاور الشباك حتى تتلمس بعض الهواء البارد لعله يعطيها الإحساس

بالبرودة فى هذا الشهر الحار من السنة



][®][^][®]حــــــــــــــااااجز المـــــــــــــــــوت[®][^][®][

سرعان ما تابعت السيارة رحلتهاا حتى أقتربت من إحدى الحواجز

وهنا حبس الركاب أنفاسهم هذا المكان يكتظ بالعربات الأجرة والخاصة يتصف بالزحام وذلك بسبب التفتيش الدقيق الذى يتعرضون له يوميا ً


اقتربت السيارة من الحاجز الأمنى أو كما يطلقون عليه سكان هذه المنطقة حاجز الموت

حيث زحام السيارات التي تنتظر دورها بدخول الحاجز أو لنقل الداخل مفقود والخارج مولود


مرت الدقائق على الركاب وكأنهاا الدهر كله

كانت السيارة تتهادى فى سيرهاا وتدخل الى مكان التفتيش وكأنهاا تتهاوى الى القدر المحتوم

و مع كل هذا كانت سندس تؤمن ان ما كتبه الله لها سيكون مما كان يعطيها شىء من الطمأنينة

كانت السيارة على بعد ليس بكبير من المنطقة العسكرية التى ستخضع للتفتيش فيهااا

كانت هذه المنطقة هى عبارة عن منطقة تم هدم المنازل الموجودة فيهاا وتشريد أصحابهاا دون تعويض

كما قاموا بتجريف الأرض وقطع الأشجار وجعلوها ثكنة عسكرية محاطة بكل أجهزة المراقبة والمعدات العسكرية والدبابات .


. و كان على السائق ان يسير ببطء فى هذا الطريق المحاط بالأسوار العاليةالأسمنتية والذى يفصل العرب عن المنطقة التى يعيش فيهاا المستوطنين اليهود

إلى هنا والوضع يسير بصورة عادية إعتاد عليها الركاب كل يوم .



~*¤ô§ô¤*~المـــــــوت فى الحـــــــلابااات~*¤ô§ô¤*~


ما إن دخلت السيارة إلى منطقة الجدار حتى بدأ الرعب يستولى على قلوب الركاب

واحست سندس بشىء يعتصر قلبهاا ولكنهاا أرجعت ذلك الى الطقس الحار والرطوبة العالية والموقف الذى تمر به وما يسببه لهاا من معاناة نفسية

قطع صوت الجندى اليهودى القابع على الدبابة الواقفة على الطريق هذا افحساس الذى أنتابهاااا

عندما طلب من سائق السيارة بصوت جهورى كله صلابة التوجه إلى الداخل فى المنطقة المحاطة بجدار عال من الأسمنت وكأنه حاجز الموت

في منطقة يسميهااا المرتادون لهااااا اسم الحلابات !! ..


هذه المنطقة الحلابات هى حااااجز الموت

كما يطلقون عليهاا يقوم الجنود اليهود بتفتيش السيارات المسافرة بحيث تكون بعيدة ومعزولة عن السيارات

الأخرى التي تمر من خلال الحاجز الخارجى فلا يتمكن المسافرون من رؤيتهااا عبر الحاجز أثناء التفتيش

توجهت السيارة نحو الحلابات وكأنما تخط بإطاراتهااا قدرهاااا المحتوم

طلب السائق من الركاب أن يسلموه هوياتهم ليمر التفتيش و اليوم بسلام

بالنسبة لسندس كانت هذه هى المرة الأولى من نوعهاا التى تتعرض فيهاا للحجز والتفتيش وكأنهااا كانت على موعد مع القدر

.. وكم أ صابهاا الذهول وهى ترى وجه الجنود الصهاينة عن قرب فهى لم تتعرض للتعامل معهم عن قرب -

وخفق قلبهاا و أحست أن دقاته يسمعهاا كل من حولهااا عندما رأت الجنود الصهاينة يشهرون بنادقهم الآلية بإتجاه الركاب-



تقدم الضابط اليهودى من السيارة وطلب من السائق أن ينتحى بالعربة جاانبااا

وهاا هنااا أدرك الجميع أن هذا اليوم لن يمر بسلام


بادر السائق الركاب بأن يكونوا فى هدوء تام

وإبتدر الضابط ا لسائق فى لهجة مخيفة وبلغة عربية ضعيفة

أين الهوياات وأتبع طلبه هذا بالسباب واللعن

أعطاه السائق الهويات ليراجعهااا على الكومبيوتر


وتطلعت سندس إلى اعلى لتجد جندى الحراسة الموجود بأعلى البرج المختص بالمراقبة وقد صوب مدفعه نحو السيارة- فى وضع إستعداد-

.

وفى لحظة --عاد-- الضابط اليهودى -- ليعلن--للركاب---عن مفاجأة لم تكن فى الحسباان




¤*~تاابعواا الشرط المميت~*¤

فى الحلقة القادمة

ووووووووووإنتظروا معى البقية


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

اسجل حضوري إلى ان تكملي البقيه

الله يعطيك العافيه


كان هنا

تعب قلبي

__________________________________________________ __________



°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°الشرط المميت°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

عاد الضابط مرة أخرى ومعه عد من الجنود وكأنهم الجلادون

وطلب من الركاب أن ينزلوا بهدوء واحداً تلو الأخر تاركين متعلقاتهم داخل السيارة ..

ثم تجمعوا في مكان بعيد عن السيارة وطلبوا من السائق أن يفتح لهم كل شيء

سواءً كان خاصاً بالسيارة أو الركاب وأخذ الجلادون يباشرون عملهم على أمل أن يجدوا ما يدين الركاب

وفي تفتيش دقيق بدأ بإطارات السيارة الاحتياطى ومارا بكل متعلقات الركاب ثم انتهي بمحرك السيارة

عاد الجميع ( وهم غير مصدقين أنهم مروا من هذه الخطوة بسلام ) مرةً أخرى إلى السيارة بعد انتهاء التفتيش

ولكن ما زال الخطر قائم وهذه المرة فى الهويات

آثر الركاب ان ينتظروا وماذا لديهم سوى الإنتظار وكأنما كتب على العرب أن ينتظروا قرارات الآخرين

وما يملوه عليهم من أوامر

كانت الدقائق تمر عليهم وكأنهاا الدهر بأكمله

وما أن لاح لهم الضابط اليهودي وبيده بطاقات الركاب حتى تنفس الجميع الصعداء ظناً منهم أن الأمر قد انتهى على خير وسلام

اقترب الضابط بوجهه القبيح نحو سائق السيارة قائلاً له وعلى وجهه ابتسامة ساخرة مقيتة زادت ملامحه قبحاً :

هذه بطاقاتكم يمكنكم أن تأخذوها وتغادروا المكان بسلام ..

ولكن بشرط

وأخذ يضحك فى سخرية

لم ينتبه السائق لما قاله وانما كان كل تركيزه على الأوراق التى بيده

ولذلك ----

لم ينتبه السائق ويسأله عن شرطه ..

ولم يمهله الضابط الصهيونى مهلة التفكيربل قال على عجالة


ههههه تريدون الخروج من هناا ههه


و تابع الضباط اليهودي حديثه وقد ضاقت عيينيه و اتسعت ابتسامته الصفراء الساخرة لتضيف مزيدا

من القبح والخبث على خريطة وجهه :


الشرط هو أن تقوم هذه الفتاة ( وكان يقصد سندس ) بتقبيل الشاب الذى بجوارها --ويقوم الشاب برد القبلة لهاا


سمعتم أيها العرب الأحرار ههههههههههههههههههه


ان يقبلهااا الشاب الذي يجلس بجوارها ويحتضنهاا وتقبله هى أيضا هههههههههههههه

وإلا---


بقيتم هنااا إلى ما لا نهاية ----

ههههههههههههه

المدة مفتوحة اسبوع شهر سنة

. وأعتقد أنكم تعرفون جيدا أننا نحسن الضيافة وكرماء إلى أبعد الحدود مع الضيوف

ماذاا سيحدث؟؟

هل ستقبل سندس الشرط؟؟


وهل سيقبل الشاب هذا الشرط؟؟

إنتظروا البقية

ذهلت سندس من هول ما سمعت واحست ان الارض تميد بها

وتمنت ان يكون ما يحدث حلم فظيع وستفيق منه

تمنت ان تكون على سريرها الآن وسينادى عليهاا والدها ليوقظها وستدق الساعة لتفزعها من نومها كعادتها

ولكن الذى أفزعها لم يكن صوت الساعة-----



ولكن صوت السائق أيقظها من غفوتهاا لتطل بعينهااا وتحملق فيمن حولهااا


علها تجد من يساندهاا

ولكنها وجدت كل العيون متعلقة بكلمة تخرج من شفتيها


ابتدرها السائق بكلمات كلها توسل ان تفكر بالأمر

ولكن


فجأة جاءها صوت ضعيف من اخر السيارة لرجل عجوز مبادرا ً السائق بكلمات واهنة


وهل كنت توافق انكانت ابنتك او اختك --الخ ؟؟؟؟؟ واحتدم النقاش بينهما

وحمدت سندس ربها انهم وجدوا ما يلهيهم عنها وعن ما ستقرره

وفى نفس الوقت أخذت تتطلع الىالشاب بنظرة جانبية علها تجد عنده الحل

ولكن هاهو قدرها المحتوم يعود مرة اخرى وذابت روح سندس وأحست أنهاا تتهاوى إلى عمق سحيق


** عاد الضابط اليهودى الوقح **ليستطلع الأمر ويعيد كلامه فى حدة وصياح مخيف


بأن ينفذ الشاب والفتاة ما يريد وما أمرهم به

وحاول السائق ان يشرح له ان عاداتنا العربية وديننا وتقاليدنا لا تسمح بذلك


ولكن هذا الكلام مازاده الا تصميما ً وتمسكا ً بطلبه المهين والمشين

واخذ يضحك ويلوح بمدفعه الرشاش فى وجه السائق


وهو يقول فى إستهزاء

تقاليد\ دين \ عادات


ههههههههههههههههههههههههه

لا تقلق سيفعلونهاا


سيجدون المبررات ويفعلونهاا


العرب دائماً ما يجدون الحل هههههههه

إفعليهاا يا برنسيسة

ستسمعى بعض الإستنكار ولكن لايهم بعد ذلك كل شىء سيكون فى النسيان

هكذا انتم يا عرب ههههههههههههههه


ورجع الصمت يخيم على السيارة والركاب من جديد

وإلتفت السائق الى الفتاة وعينيه تذرف الكلمات تتوسل للفتاة كى تقرر شيئا ً



وحاولت سندس جاهدة ان تتلافى النظر اليه


وفى هذه اللحظة وقع بصرهاا عل الشاب المرشح لهاا

وكان يجلس بجوارهااا


ولاحظت انه مثلهااطالب لما يحمله من كتب وكان من هيئته يكبرها بسنوات عدة


واستغربت الفتاة انهاا تحس انها رأت هذا الشاب من قبل ولكن اين لاتتذكر


وقطع حبل افكارهاااا


حديث الركاب والحر الذى تمكن منهم


والعجوز الذى ينتظر الوصول للمستشفى كى يلحق بجلسة غسيل كلوى خاصة


وفى هذا الوقت لا حظت سندس ان الشاب يقوم بتدوين آيات قرآنية على الكتاب الذى يحمله

ولمحت منهاا


"


((وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون))




"


((( آلا بذكر الله تطمئن القلوب)))



"


(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)




وحمدت سندس ربهااااا وأطمأنت قليلاً

ذلك ان هذا الشاب ليس من النوعية المعاصرة المستهترة وانه يعرف ربه حقاً


ونظرت اليه متمعنة فيه وبادرته بقولهاا (( ونعم بالله))


تنبه الشاب ان الفتاة تلاحظه فأراد ان يطمئنها على موقفه


فرد عليها دون ان ينظر اليها


"


(( لاتقلقى ان الله معنا))


((ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون))



وفى هذه اللحظة


أتاهم من لا يرحم


الضابط مصطحبا ًمعه خمسة جنود يحيطون السيارة من كل جانب ويشهرون رصاصهم الى الركاب



وصاح متوعداااا ً



الم تتكرم البرنسيسة العربية بالموافقة


وعند ذلك رمقه الشاب بنظرة كلها حقد وغل


لم يلحظ احد من الركاب هذا الحوار الخفى الذى دار بين الشاب والضابط


ولكن


الضابط لم يفوت هذه النظرة عبثا ً



وقال للسائق انزل وخذ الهويات الخاصة بالركاب

وما ان حط السائق بقدمه الأرض


حتى اخذ وابل من الرصاص ينصب على السيارة من كل جانب


وعلت صرخات الركاب والأطفال


ورجع السائق بسرعة للسيارة


وسط ضحك هستيرى صادر من الجنود المحاصرين للسيارة


امر الضابط الجنود بالكف عن الضرب للسيارة بالرصاص



وقال للسائق والركاب


هذه مجرد بروفة

لما سيحدث اذا لم تنفذ الفتاة والشاب ما اريده


وانصرف وترك الجنود تحاصر السيارة


وأسقط فى يد الفتاة والشاب


لقد تحول الموقف الى منحدر آخر

فماذااا سيفعلون؟؟؟؟

وماذا سيقررون؟؟؟



~*¤ô§ô¤*~كبش الفداء ~*¤ô§ô¤*~

فى هذه اللحظة الحاسمة تعلقت عيون الركاب بالفتاة والشاب

واضعين فيهماا كل الأمل وكأنهم يحولونهم الى كبش فداء لحياتهم

واحست سندس ان مافات لا يقارن بما هو آت واخذت ترقب الشاب بنظرة جانبية لعلها تجد لديه الحل

ولكن الشاب راح يداعب طفلا ًكان يجلس بجواره ويتحدث اليه وكأنما يأخذ منه الونس والعزم

وراح يدقق النظر الى خارج الشباك الزجاجى ولكنه لم يعد يرى شىء

سوى هذا الجندى القادم اليهم وكأنه ملك الموت مع الفارق ان الأخير منزل من سيد الخلق أجمعين

ولكن هذا الكريهما هو الا دخيل وقح يملى شروطه عليهم وأنه قد ملك الدنياا فى يديه وماهو الا كذلك وماهو الا

احساس واهى ليس له من سند وما كان هباء لا يكتب له البقاء

قدم الجندى وأخذ يتصفح الوجوه الموجودة بالعربة وتوقف عند رجل فى منتصف الثلاثينات من العمر000

وحبست كل الأنفاس فى السيارة0000

وأشار له أنت أنت ما جنسيتك؟؟ ولم يرد عليه الرجل0000 ولكنه عاود النظر اليه بغضب شديد000

وهنا تدخل رجل عجوز مخاطبا ً هذا الرجل الجالس بجواره فى اخر العربة هامساً له 000

رد عليه أرجوك ياابنى لا نريد مزيد من المشاكل

ورد الرجل على الجندى اليهودى من مصر مصرى الجنسية أيعجبك0000

ونظر الجندى اليه بعجب 00000 أ تعمل هناااا ام سياحة؟؟؟

وتململ الرجل فى جلسته وقال له التنين إيه رأيك حلو كده 000

أستغرب الركاب من لهجة التحدى التى يتكلم بهاا هذا الشاب مع الجندى اليهودى وعرفوا أنهم سيقعون فى مشكلة آخرى إذا أستمر هذا النقاش طويلاً

وبسرعة فائقة تدخل السائق ليحول دون وقوع ذلك

فبادر الجندى بقوله الحر خانق وفيه أطفال ومرضى بالسيارة السماح من اهل السماح ونمشى ولك التحية والشكر00

ولكن الجندى لم يجعله يكمل باقى حديثه

وعلى الفور وهو ينظر الى الرجل المصرى فى غيظ مكتوم إرفع زجاج السيارة كل الزجاج يقفل حالاً

ولن تجدوا سوى الرصاص ولن تشموا سوى البارود ان حاولتم فتح هذا الزجاج

أسرع الركاب بالإمتثال لأمر الجندى فى خنوع مهيب وربما شكروه وقدموا التبريكات له لأنه حرمهم من نسمة الهواء الوحيدة الممكنة فى هذا المكان

لم يعجب هذا التصرف الشاب الجالس بجوار سندس خصوصا ً بعد ان أخذ العرق يتصبب من الجميع وخصوصا ً

المرضى منهم وزاد الأمر سوءاً صراخ الطفال وبحثهم عن نسمة هواء تغير من هذا الجو القابض القاتل للنفس


لقد كسى بخار الماء الزجاج واصبح الجو خانقا ولم يعد هناك اى سبيل لدخول الهواء بعد ان

امرهم الضابط الصهيونى بإحكام إقفال زجاج السيارة ومن يفتح اى شباك سيكون مصيره رصاص


الجنود المتعطشين لهذه اللحظة لحظة الضغط على الزناد واطلاق الرصاص


ولكن ما العمل ومعظم الركاب من الشيوخ والأطفال والجو فى شهر يوليو خانق




لم يدرى الشاب إلا وهو يضع يده عى زجاج الشباك ويمسح بخار الماء ليكتشف ما وراءه


ولكن فى هذه اللحظة أوقفه عن فعل ذلك

صيحة مكبوتة ومكتومة صادرة من الراكب الموجود وراءه وهو يرجوه الا يفعل حتى لا يعرض الجميع للخطر


ولكن الشاب فى اصرار عجيب وهو من شيم الشباب المتحمس للدفاع عن وطنه الواقع تحت الإحتلال

حاول ان يهدىء من قلق الراكب وأك له أنه يعرف ماذا يفعل وهنا تراجع عن هذه الخطوة حتى لا يسود الهرج وسط الركاب ويصل صوتهم للخارج

ثم أشار الى السيدة العجوز الجالسة بجوار سندس ان تحنى رأسهاا قليلاً

ثم حاول أ، يفتح الشباك فتحة صغيرة لتخل بعض الهواء للسيدة بعد ان لاحظ انها قد شارفت على الإغماء

وهنا تدخل الراكب مرة اخرى قائلاً أرجوك لاتكن بطلا على حسابنا أرجوك أغلق الشباك

ولكن الشاب عاد مرة أخرى وبحسن خلق وبسماحة مؤكداً

للراكب ان فتحة بسيطة لن تضر ولن يلحظونى وانا اقوم بها ذلك ان بخار الماء يغطينا ولا يكشفنا لهم

واقتنع الراكب على مضض

وفعلا احس الركاب ببعض الهواء البارد يتسلل عبر الشباك

ونصحهم الشاب ان يقوم بعضهم بفعل ذلك ولكن بحرص

ولكن بعضهم تسمر فى مكانه عندما اعلن لهم ان الضابط اليهودى قادم نحوهم


وعند ذلك خيم الوجوم على الجميع وكأنهم فى انتظار حكم المحكمة الذى سيصدر ضدهم


ولكن شتان ما بين القاضى والجلاد

وان كان الإثنان معا قد إجتمعا فى هذا الجندى الصهيونى الذى نزعت الرحمة من قلبه


قدم الظابط الى السيارة

وهو فى قمة غيظه وحنقه لأنه لم يتعود الرفض ولكن الرفض هذه المرة جاء من أمل المستقبل الذى يودون خنقه وتدميره


تقدم صارخا ً من السائق وأمره ان يفتح الزجاج ويأخذ الأوراق الخاصة بالركاب


ثم نظر الى الفتاة

وقال لهاا تستحين هه



ونظر الى الشاب بغيظ وقال له انت انزل من العربة


تسمرت العيون على الشاب وماذا سيحدث له؟

قام الشاب من مكانه لينزل من السيارة وهو يتمتم بآيات قرآنية لتحفظه من كل شيطان رجيم

وما ان لمست قدمااه اللأرض حت تجمع حوله الجنود مصوبين نحوه بنادقهم الآلية وفى وضع إستعداد


تقدم منه الضابط وامره ان يرفع يداه الى اعلى ويتقدم امامه


نظر الشاب اليه وفى عينييه نظرة اصرار وإيباء قوية زادت من غضب الضابط

وصرخ فيه صرخة مدوية إرتعد لهاا كل من كان فى السيارة


ونظرت الفتاة إليه وهى تحاول جاهدة ان تلملم ما تبقى لها من شجاعة

وتدعو م قلبهاا ان يحفظه المولى تعالى فى علاه من شر قبضتهم المخيفة


تقدم الضابط الصهيونى و نهر الشاب ونعته بافظع الشتائم وقال له فى تحد قاتل



إخلع ملابسك كلهااا حالا ً


نظر الشاب إليه نظرة إشفاق على هذا الضابط الذى يظن حاله المسيطر على الوضع


وقام الشاب بإنزال يديه ووضعهاا الى جانبه فى تحدى واضح


إبتدره الضابط بغلظة وقال له


إخلع ملابسك حالا ً





نظر الشاب الى الجندى وكأنه لم يسمع شىء

وكرر الجندى قوله فى صياح شديد


إخلع ملابسك الآن!!!!!!!!


وهناا تدخل ضابط آخر يظهر على قسمات وجهه العربدة والصرامة

أتركه نعبث معه قليلا يبدو أننا سنقضى وقتاً ممتعاً اليوم


تسمرت عيون سندس بالشاب

وراحت تحملق فى ملامحه علهاا تجد مصدر هذه الشجااعة

ومن أين آتى بهااا؟؟؟

ولكنهاا رغم الوجوم المحيط بهاا من كل جانب سرحت بخيالهااا وتمنت لو كانتفدائية وضحت بنفسهاا تفجيراً فى

هؤلاء الأوغاد حتى تنقذ ذلك الشاب الشجاع

الذى بدوره أنقذها من التعرض للفضيحة وصان عرضهاا

هنا أيقظها من حلمهاا صوت غريب ناعم الى حد ما ولكنه يحمل بداخله كل اساليب وحيل الشياطين

إنه صوت ضابطة يهودية تدخلت فى الحوار مع الشاب


ثم جاءت ضابطة آخرى وفى سفور ماجن سألته

هل أنت من المقاومة؟؟


ولم يرد الشاب عليها

بل رمقهاا بنظرة كلها غضب وشعور بالسخرية من حالها المزرى

مما جعلها بل جعلهم جميعاً يستشيطون غضبا



بادره الضابط الأول بقوله عربى انت هه فلسطينى هه

بولا !!!!!


مناديا الضابطة

هيا لتمرحى معه قليلا

وهنا ضحكت الضابطة ضحكة صفراء فلقد سنحت لها الفرصة لتفعل ما تريد بهذا الشاب العنيد

ردت عليه بميوعة بنات الهوى

ًولما لا عزيزى


الليلة الماضية كانت مملة ولم نجد ما يسعدنا فيهاا



فلنتسلى قليلا أو كثيرا ليس هناك ما يمنع


حملق الشاب فى وجوههم الكريهة وتمنى لو يملك ترسانة من السلاح ليقضى بهاا على أمثالهم

وهنا بدأ قلب سندس يدق بعنف أحست مع دقاته أن جميع من فى السيارة يسمعونهاا

وزاغت عينيها بين الضابط والضابطة والشاب0



تململ السائق فى جلسته وقال لمن يجلس بجانبه طيش شباب وتهور سيدفع ثمنه الآن هذا الشاب العنيد

سيدفع ثمن تهوره وعناده فلينفذ ما يريدون ويخلص بنفسه إنهم لا يعرفون التفاهم ولا الحوار مئات القتلى على

الطريق كل يوم 0

الذين لا ينفذون الاوامر يتم تصفيتهم فى الحال امام ذويهم

مالذى سيضيره لو كان فعل ما يريد وقام بتقبيل الفتاة وكأنهم يمثلون فيلماً؟؟؟

وإستدار ناحية سندس خلفه موجهاً حديثه لهاااا

أيعجبك ما هو فيه الآن لو كان وجد منك خيط الموافقة لفعلهااا

نظرت سندس إليه وهى غير مصدقة ما تسمع أعربى هذا أمسلم هذا يستحيل

كانت تحدث نفسهااا


وزاد الطين بلة

تدخل الراكب المجاور للسائق

كنا فى شبابنا مثله ووجدنا ان كل ذلك لا فائدة منه فإستسلمنا

للواقع الذى نحن فيه

يابنتى هم يملكون كل شىء نحن ما زلنا فى المكان أنقذى ذلك الشاب بكلمة منك

همت سندس من مكانهاا لتعتدل

فظنوا أنها ستنزل للخارج فصاحوا بهاا الا تفعل والا قتلت بالرصاص على الفور

الغريب ان سندس لم تفكر فى هذا إطلاقا ولكنها كانت تعتدل فى جلستهاا

وعجبت من هؤلاء الناس الذين يريدون

التضحية من الآخرين حتى ينالوا هم حريتهم على الجاهز

أحست ان الدنيا تدور بهااا

وأخذت الدموع تتساقط من عينيها دون شعور لم تستطع أن توقفهااا

ولكنهاا أخذت رأسهاا بين يديهاا كمن يأخذ وليده بين أحضانه

تحاول ان تخفى الدموع التىتتساقط رغماً عنهاا

فهى لم تكن تحب أن تظهر أبداً ضعفهاا

وهنا تدخل الرجل المصرى بلهجة كلها سخرية

كفاكم كلمات تحمل فى طياتهاا كل معنى للضعف حروفهاا مغموسة فى الذل

آلا تستحون تقايضون بالشاب والفتاة

وكأنكم إمتلكتموهم انتم عقلاء ام مغيبين عن الواقع

وتدخل السائق محقراً لكلامه ومثبطاً من عزيمته

وصاح الراكب المجاور للسائق بلاش فلسفة أرجوك الموقف لا يحتمل شعارات ولا مواقف عنترية

ورد عليه المصرى أنتم لاتعرفونهم حق المعرفة

إنهم لن يكتفوا بالقبلة إذا حدثت بل سيطلبون الأكثر بعد ذلك

هم لا يتوقفون عند حد عندما يجدون المفاوض مرن وينفذ ما يريدون

اليوم قطعة أرض لبناء مستوطنة

وغدا شريط ساحلى

وبعد غد حاجز أمنى وهكذاااااااا

إنهم لن يتوقفون عن المطالب

فلتمت الفتاة

وليمت الشاب

ولكن بشرف

أسمعت أيها المراهن الخاسر

بشرف بشرف

أحست سندس ان هذا الرجل هو ملاكهاا الحارس بعد الشاب الفلسطينى الثائر

فهو وان ذهب لبعض الوقت

ولكن الله عوضها عنه بملاك حافظ لهاااا فى صورة ذلك الرجل المصرى

وهنا توقف الجميع عن اللغو والحديث عندما سمعوا ضحكات تطل عليهم من الخارج وكأنها الشياطين تزغرد

إنهاا ضحكات الجنود والضباط اليهود

كأنهم يجهزون أنفسهم لمشاهدة فيلم نارى يزيد لهيب يوليو

تقدمت الضابطة من الشاب وهمت بأن تلمس جسد الشاب الفلسطينى

ولكن الشاب ودون ان يشعر وجد نفسه يدفعهاا عنه وكأنما لدغته آ فعى


كانت الدفعة قوية أفقدت الضابطة توازنهااا و كادت من قوتهاا أن تتهاوى على الأرض

ولكنهاا أستطاعت أن تتفادى هذا السقوط المريع المخزى


وهمت بأن تصفع الشاب على وجهه الشريف الطاهر الذى لم يرضى أن تدنسه هذه العاهرة بلمسه إياه

ولكنها فوجئت بما لم تتوقعه

قبضة فولاذية من حديد تجمعت بهاا كل قوى الحق والفضيلة وظمأ الحرية ولهيب الإنتقام من كل ما هو صهيونى

قبضة أمسكت بيدهاا تخنقهاا تريد أن تبعدهااا عن هذا الوطن الحر

قبضة الشاب الفلسطينى تمسك بيدهااا


صرخت الضابطة أتركنى أيها الكلب العربى


وهنا أخذ الرصاص ينهمر من كل ناحية أمام أقدام الشاب وهو واقف فى مكانه وكأنه تمثال لا يتحرك


سمع الركاب صوت الرصاص وأخذوا يصرخون-وعرفوا أنهم هالكون الآن لا محالة


أما سندس فأحست أن الدنيا تدور بهاا ولكنهاا تماسكت وما كان يقلقهاا سوى مصير هذا الشاب


ودون ان تشعر وجدت يدهاا تحرك زجاج السيارة لتستطلع أمر الشاب

ولكن الرصاص المنهمر على السيارة لحظة فتحهاا الشباك جعلهاا تنبطح على الكرسى المجاور لهاا


نهرهاا السائق على فعلتهاا هذه والتى من الممكن ان تعرض الجميع للخطر


إستغربت سندس من كلام السائق أى خطر الذى يتكلم عنه ونحن وسط الخطر وداخله


ولكنهاا قامت مرة آخرى بعد أن احست الهواء يندفع من فوقهاا

فوجدت ان الزجاج قد هشم جزء منه

وتهلل وجهها فهى الآن تستطيع ان ترى كل شىء بوضوح ولكنهاا ما أن وقع نظرهاا خارج النافذة

حتى صرخت صرخة مكتومة أرجعتهاا بسرعة داخلهاااا

ماهذااا دم دم ؟؟


بدأ الدم ينسال من الشاب بعد ان أصابته إحدى الرصاصات الطائشة المنطلقة من حثالة جنود الأرض على الإطلاق


وبدأ الضابط يصيح فى عنف وتحد واضح ولهجة آمرة


إخلع ملابسك الآن


وردد الشاب


أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله


لن أخلع ملابسى


ولن تخلعوا أى فلسطينى من على هذه الأرض


ولو آتيتم بكل شياطين الأرض وكانوا لكم حلفااااء


لن تخلعوهاا

لن تخلعوناا


لن أخلع ملابسى أبداً


أشهد أن لا إله إلا الله أ ن محمد رسول الله



جرفوا الأرض

إهدموا البيوت

شردوا البشر


إقتلوا الشيوخ

يتموا الأطفال


ستبقى الجذور فى الأرض تقول أنا أرض فلسطينية


ستبقى البيوت والمنازل شاهدة على جرائمكم


وسيهيم البشر فى كل بقاع الأرض يؤكدون أن فلسطين باقية وانتم الى زوال زواااااال


وسيبقى التاريخ داخل كل عربى وفلسطينى يقول الأرض فلسطينية


وسيصبح اليتامى هم المستقبل الذى ترتعدون منه



زاد هذا الكلام الهامس الذى كان يخرج بصعوبة واضحة من الشاب المدرج فى دماءه




من جنون الضباط اليهود وأخذوااا يصيحون حوله وكأنهم يرقصون رقصة الموت حول الفريسة


ماذا سيفعلون معه؟؟؟؟


__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه على هذه
الرائعه

تحياتي

__________________________________________________ __________
شكشوكة
اهلا وسهلا بك بيننا

اضفت نورا جديدا على منتدى القصه والخيال

سلمت يداك على هذا الأبداع

ننتظر جديدك
اجمل تحيه

__________________________________________________ __________
أسرع الضابط و كأنما مسته صاعقة أخذ يتمتم بكلمات عبرية فهمت منها سندس بعض العبارات

فهى تدرس اللغة العبرية ضمن مقرراتهاا الدراسية فى الجامعة


وأستطاعت ان تفهم منها أنه يتوعد هذا الشاب بالقتل إذا لم يمتثل لأمره وهنا تدخل ضابط آخر فى النقاش-

وأستطاع ان يقنعه ان يتركه على الطريق ينزف حتى الموت ثم تابع كلامه له همسا

وعندهاا لم تستطع سندس تمييز ما يقولونه


وفجأة وعلى غير ما توقع الركاب لوح الضابط للسائق بقبضة يديه فى الهواء محذرا له انه ان لم

يغادر هذا المكان فى دقيقة واحدة من الآن

سيقضى عليهم جميعا


لم يصدق السائق أنه سيخرج من وادى الموت هذا سالما ً


ولم يمهله الضابط ان يصدق او لا يصدق

واخذ وابل من الرصاص ينهال على السيارة من كل جانب والسائق يتحرك بالسيارة بكل ما أوتى من قوة

وصرخات الأطفال والنساء بالسيارة تتعالى حتى عنان السماء


وسط صخب وتهليل وضحك الجنود اليهود


وكأنما طاب لهم هذا المنظر البشع


ولم يكن يشغل بال سندس ايا من كل ذلك سوى بقعة الدم التى كانت تتسع وتتسع وتتسع

حول الشاب المدد على الأرض والجنود من حوله يتبادلون الركلات وكأنهم يسددون ضربات جزاء

فى احدى المباريات


ولكن هذه مباراة ولا اى مباراة

من سيكون الفائز؟


ومن سيكون الخاسر؟؟


خرج الركاب من وادى الموت الى الدنيا

مع ان خارج الحاجز لا يفرق فى شىء عن داخله

سوى المواجهة الصريحة مع الموت

تنفسوا الصعداء وماهم بمصدقين أنهم ما زالوا على قيد الحياة

حقاً إنه هو حب الحياة

حتى وان كانت تحت الإحتلال وفى ظروف مثل تلك الظروف الحياتية الصعبة


إنشغل كل فرد بإيجاد وسيلة سريعة للخروج من هذا المكان بأسرع ما يمكن


وكأنهم ليسوا موقنين بأن هذا الجندى اليهودى صادق فى كلامه



وانه تركهم لحالهم دون اى مقايضات كعادة اليهود وفى وسط هذا كله لم يتذكر أحد منهم الشاب وما هو مصيره


وما صدر منهم غير بعض الإمتعاض من شفاه أعياهاا العطش فى حر يوليو


وكأنهم كانوا يخشون مجرد النظر خلفهم ليستطلعوا ما كان من امر ذلك الشاب


غير ان سندس كان لهااا موقف مغاير تمامااا عنهم


فقد أحست ان هذا الشاب ما كان سوى كبش فداء لهاا أنقذهاا الله به


اخذت تتطلع من السيارة وتمد فى عنقهاا علها تجد ما يعينها على الرؤية ولو اى إشارة تدل على انه مازال على قيد الحياة

ولكن دون جدوى ودون ان تدرى وجدت نفسهاا تغادر السيارة وكانما تحاول جاهدة ان تغير من


تفكيرهاا فى الشاب -


ولكنهاا وجدت من يقف أمامهااا


ويقول لهااا




تنبهت سندس لمن يقف أمامها وتطلعت إليه ولم تتعرف عليه فبادرته بإستغراب عفواً000 ولم تطل حيرتهاا كثيراً فبادرها أخوكى فى الله ثائر المصرى كنت معكى بالسيارة

إغفرى لى تطفلى عليكى ولكن لدى أمانة أود أن أعطيها لكى وأعتقد أنك خير من يصونها فوجئت سندس بكلامه وبدأت الحروف تجرى على لسانها بعد أن ظنت أنها قد نسيت حروف الكلام بأسرها

00إلتفتت إليه والدهشة تعلو وجهه او مزيج من الدهشة والإستغراب معاً أى آمانة يا سيدى عما تتكلم

رد عليها مبتسما محاولاً تبديد الرهبة البادية على وجهها لاتقلقى إننى أخذت هذه الأشياء الخاصة بالشاب الذى كان

يجلس بجوارك لقد وقعت منه أثناء نزوله من السيارة عندما أخذوه الجنود اليهود بغتة00 و00 الحقيقة أننى كنت متابع

ما يحدث من أحداث من مكانى فى آخر السيارة ووقع نظرى على هذه الكتب الخاصة به وهى تتناثر على الأرض

ومعها هذه الميدالية والنظارة الخاصة به وكتاب الله الذى كان يحفظه بآياته من شرورهم وكم اتمنى أن يكون بخير وآمن

من شرهم بفضل قراءته لهذه الآيات البينات الحافظة من كل شر بإذن الله

فقمت وإلتقطتها بسرعة قبل أن تقع فى يد أحد من الجنود الصهاينة

ونظرت إليه سندس وهى ما زالت تتلمس سبب لوقوفه وكلامه هذا

ولكنه لم يمهلها التفكير والتخمين فبادرها قائلاً أرجوكى توصيل هذه المتعلقات الخاصة به لذويه لقد لاحظت أنكم ركبتم من مناطق متقاربة من بعضها البعض

لم تمهله سندس أيضاً أن يكمل جملته وأختطفت الكتب و الميدالية و بها المفاتيح والمصحف ونظارته و إحتضنت هذه الأشياء وكأنما تريد أخذ الآمان منها

قال ثائر المصرى الحمد لله أنك موافقة على هذه المهمة فانا كنت متشكك من قبولك لها

نظرت إليه سندس بإستغراب وإستجمعت شجاعتها للرد عليه اتظننى ناكرة للجميل أتعرف انه لولاه لكنت بين ايديهم الآن وربى وحده هوالذى يعلم ماذا كان سيحدث لى؟؟؟

إبتسم ثائر فى رضا وأبلغها أنه مستعد لتوصيلها لبيتها إذا كانت ما زالت تخاف الطريق ولكنها شكرته على كل شىء

وصمم ثائر ان يترك معها على الأقل رقم تليفونه إذا إحتاجت إلى أى شىء

وشكرته سندس وإاستدارت تبحث عن سيارة تخرجها من هذا المكان إلا أن عينيها مازالت تتعلق بأمل النظر الى الشاب الفدائى الذى ضحى بنفسه من أجلها ومن أجل أن يصون شرفها

ركبت عربة آخرى وهى فى عالم آخر لم تكن تحس بمن حولها بل كان صياح المحيطين بها وكلامهم وضحكهم عبارة عن خيالات تتراءى لها وكأنهم أشباح فى مدينة الموت

إستغربت سندس أن الناس نسيت ما حدث أو ربما تناست لتكمل مسيرة يومها كالمعتاد فما أكثر ما يقابلوه فى يومهم من غرائب وأحداث دامية

أفاقت سندس على صوت من يحدثها بحنان لم تعهده على الأقل فى خلال الساعات الماضية وكانت سيدة صغيرة فى السن لفت نظرها حال سندس وما فيه من ذهول وشبه غياب عن الوعى سألتها ما بك أأنت متعبة من الحر؟؟أتحبى أن أساعدك فى أى شىء؟

ولكن سندس لم تجيب عليها ولكن كلما أحست بالخوف إزدادت إلتصاقاً بحاجيات الشاب لم تجب سندس لإحساسها بالإعياء وأن كلماتها قد جفت فى حلقها ولم تستطع حتى الحراك

إلى أن صاح المنادى على المنطقة التى ستزل بهاا إستجمعت سندس كل قوتهاا حتى تقدر على النزول من العربة وإتجهت الى الطريق الموصل لبيتها

لم تكن تعرف كم من الوقت يمر ولم تحس بحرارة الشمس مع إنه وقت القيلولة ومع ذلك كانت تمشى وكأن هناك من يتبعها فكانت تحث الخطى حتى تصل إلى البيت وما إن وصلت باب منزلهاحتى أظلمت الدنيا من حولها ولم تعد تدرى بشىء سوى هذه القطرات الباردة التى كانت تصب فوقها من حين لآخر ولم تكن تسمع سوى هذه الأصوات الخافتة من حولهاهذا كل ما كان يعطيها الإحساس أنها ما زالت على قيد الحياة

ولكن من هم وما هذه القطرات لا تعرف؟؟؟

*****************

أفاق الشاب الذى كتب له عمر جديد من عند الله ليجد نفسه بين أناس لا يعرفهم البتة وماكاد الشاب يفتح عينييه حتى وجد رجل عجوز على ملامحه تبدو الطيبة الممزوجة بالشهامة العربية

يقول له حمدا لله على سلامتك يابنى لم نكن نصدق أنك ستعود مرة ثانية إلى الحياة

نظر الشاب إليهم محاولاً البحث عن وجه يعرفه بينهم ولكنه لم ينجح فى ذلك وبصعوبة بالغة وبصو ت واهن أشبه بالهمس تساءل عن المكان الذى فيه ومن يكونوا؟؟؟

إبتسم العجوز وقال له ليس هذا وقته ستعرف كل شىء لاحقاً الآن لا تتحرك كثيراً حتى لا ينزف جرحك مرة ثانية لا تقلق كل شىء سيكون على ما يرام

أغمض الشاب عينييه فى إستسلام وهمس له والداى يعرفون مكانى

ولكن العجوز اجابه بالنفى وزاد لابد أنهم يا ولدى فى أشد القلق عليك فأنت هنا منذ أسبوعين ولكن للأسف لم نعثر معك على شىء يدل على شخصيتك

ما أسمك يابنى ؟؟؟رد الشاب نضال إسمى نضال

ضحك العجوز وقال إسمُ جميل وعلى مسمى إرتاح الآن وخذ قسطاً من الراحة وبعدهاا نتكلم فى كل ما تريد

أسلم الشاب نضال امره لله وراح فى نوم عميق

************************

لم تكن سندس أحسن حالاً من نضال سوى انها كانت بين إخوتها و أهلها ولكن كانت غائبة عن الوعى تعود لوعيها دقائق وتغيب مرة آخرى بعد صراخ وبكاء متواصل فيقوم والدها بإعطاءها الدواء المناسب الموصوف لها من الطبيب الذى شخص حالتها إنهيار عصبلى حاد

وهذا كان شىء متوقع بعد ما مرت به من أحداث يجهلها كل من تجمع حولها إلى الآن فهى لم تفيق حتى الآن لكى تسرد لهم أحداث ذلك اليوم العصيب الذى مرت به

ومن سندس الغائبةعن الوعى إلى إسترداد للوعى لدى نضال وخليكوا معانا لنرى باقى الأحداث لى عودة



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســ الأحزان ــر
شكشوكه

تسلم اخي الكريم على ما خطته

اناملك من روعه هالقصة

ربي يعطيك الف عافية

ولا يحرمنا من عطائك المتواصل..


سر الأحزان

شكشوكة

اخت لك فى الله00ولست اخ

وسعدت جدا بمرورك الودود على قصتى المتواضعة

ولكى مودتى