عنوان الموضوع : قرى فلسطينية - سياحة و سفر
مقدم من طرف منتديات الشامل

سحماتا قبل النكبة...ان العين لتدمع والقلب ليحزن



سحماتا قبل النكبة
تقع سحماتا في قلب الجليل الاعلى وتنهض على قمتي تلّتين، تطل على كروم التين والزيتون وصبرها المشهور. يمر بمحاذاتها طريق عام يربطها بمدينة صفد، وبمدينتي نهاريا وعكا وبعض القرى الاخرى.. ترتفع عن سطح البحر 575م، وتبعد عن عكا للشمال الشرقي 30كم، وعن نهاريا للشرق 18كم. تحدها قرى ترشيحا غرباً، كفر سميع والبقيعة جنوباً، بيت جن جنوب شرق، حرفيش وسبلان شرقاً، ودير القاسي وفسوطة شمالاً..بلغت مساحتها 135 دونما.. وكانت تتكون من حارتين اساسيتين تفصل بينهما البرك وساحة القرية (الرحبة) التي كانت تشهد ليالي الاعراس.

تاريخ سحماتا القديم
سحماتا بلدة كنعانية وقد يكون اسمها حرّف من السريانية وتعني النور والاشراق.. آثارها التاريخية تشهد على انه حتى الغزوة الفارسية 612 - 627 م كانت عامرة. دمرتها هذه الغزوة وتركتها خرابا، وانتقل موقعها من التل الشمالي (المعروف باسم الدوير) الى التل الجنوبي.. فتحها العرب المسلمون سنة 636 م وأقام فيها عدد منهم.. وهكذا اصبح سكانها من العرب، من المسيحيين والمسلمين.
احتلها الصليبيون وتركوا فيها بعض آثارهم: القلعة في اعالي الحارة الشرقية للقرية (وهناك كان برج قائم في شرقها)، وبأسفلها خزان ماء كبير لحاجة سكان القلعة في الحرب والسلم، وآثارها لا زالت موجودة بعد ان عملت فيها اسرائيل تدميرا.. والثاني السور الذي كان يطوّق جزءا كبيرا من الحارة الغربية والذي كانت حجارته في بعض المواقع ترتفع الى عدة امتار، وأضحى اليوم بعد احتلال القرية جزءا من الدمار او تحت انقاضه.. وكانت هناك قطعة ارض تعرف باسم "برنان" وهي تحريف على ما يبدو من كلمة "برناند" الصليبي الذي كان يتصرّف بها...

وفي ايام ظاهر العمر الزيداني الذي احتل مدينة عكا عام 1744 وتحول الى الحاكم الفعلي لفترة قصيرة لفلسطين الشمالية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وتوليه لمدينة صفد واستيلائه على الاقاليم الجبلية التابعة لها، اصبحت قرية سحماتا تحت حكمه.. وقد قام بترميم ما أصاب القلعة من دمار في الحروب الصليبية.
ان الكنيسة البيزنطية في منطقة "الدوير" على التل الشمالي يعود تاريخها الى حوالي عام 550 م، وتظهر فيها جليّة صور اكواز الرمان وعناقيد العنب والعصافير والكؤوس المزخرفة المرصوفة بالفسيفساء.
اساسات البيوت وزواياها
"وكان اهل القرية حتى عام 1948 يشاهدون الكثير من المغاور وبرك الماء، وبعض اساسات البيوت وزواياها لا يزال قائما، وعلى علو اكثر من متر في بعض الحالات... البركة الشمالية التي يعرفها الآباء تزيد مساحتها عن 200 متر مربع وعلوها يزيد عن اربعة امتار.. والنزول اليها بدرج من الجهة الشمالية... وهي خالية من المياه، لأن العوامل الطبيعية اتلفتها.. كما يذكر اهل القرية الذين عاشوا فيها حتى عام 1948 انه على بعد مسافة لا تزيد عن ثلاثماية متر شرقي البركة توجد أنقاض بناء.. جدران، معالم ابواب منقورة في الصخر.

الحارة الغربية (التحتا) يتوسطها المسجد والكنيسة المتجاوران المتحابان.. وكانت تضم المدرسة الابتدائية التي اسسها العثمانيون عام 1886، والدراسة فيها كانت حتى الصف الرابع, وافتتح الصف الخامس والسادس في عامي 1945 و 1946. وتضم ايضا المنزول (الديوان). والحارة الشرقية (الفوقا) التي تقع في اعاليها القلعة التي بناها الصليبيون، وفي القرب منها جنوبا كانت المدرسة الزراعية التي تأسست ايام الانتداب البريطاني تحيطها حديقة مساحتها عشرة دونمات لتدريب الطلاب على طرق الزراعة العملية، تربية الدواجن (الدجاج والحمام)، وتربية النحل بالاسلوب الحديث.
وفي شرق جنوب الحارة الشرقية تقع المقبرة الاسلامية للقرية التي تبلغ مساحتها 30 دونما، لم يبق منها الا حوالي 8 دونمات تحوي بقايا قبور اسلافنا المبعثرة هنا وهناك، واما اكثر من ثلثيها فقد غرسته دائرة اراضي اسرائيل بالصنوبر لتغيير معالمها، تماما كما هي في دأبٍ دائم من اجل تغيير معالم القرية خدمة للمصالح والاهداف الصهيونية.
بالرغم من تدمير القرية
كانت قرية سحماتا تستمد المياه للري ولسقي المواشي من تجمع مياه الامطار في بركتين كبيرتين: الاولى الرئيسية، وتقع داخل القرية على كتف "ساحة الرّحبة" ومساحتها خمسة دونمات سعتها 5000 متر مكعب، وبها ثلاثة عمدان مختلفة العلو تساعد على معرفة كمية هطول الامطار كما كان يروي الفلاحون القدامى. وكانت مياه هذه البركة كما تستعمل للري (المشاتل والمزروعات البيتية) وسقي المواشي، كما ان الاطفال كانوا يسبحون بها ايام الصيف والشباب في الليالي المقمرات... سطحها من جهتها الشرقية مرصوف بالفسيفساء، وكان معبرا للمارة من الناس والحيوانات مما يدل على قدم هذه البركة ودقة الرّصف فيها.. وما زالت هذه الفسيفساء بالرغم من تدمير القرية عن بكرة ابيها بادية للعيان.. والثانية، البركة الجنوبية (الجوانية): وتقع على ثغور البيادر ومساحتها نصف مساحة اختها..واما مياه الشرب فكانت تستمدها من خمسة ينابيع قريبة منها هي العين، والقواطيع، والمغارة الشمالية، وبرزة، والبياضة.. هذا، الى جانب مياه وادي الحبيس الذي يجري شرقي القرية، ومياه الامطار التي تجمعها معظم البيوت في آبار خاصة داخلها.
كانت سحماتا ابّان الحكم العثماني تتبع لقضاء صفد، وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، اعادت حكومة الانتداب البريطاني تقسيم الالوية والاقضية، والحقتها بقضاء عكا - لواء الجليل..
اما الاراضي الزراعية فكان يزرع فيها القمح (كان في سحماتا مطحنة "بابور طحين")، والشعير والكرسنة والذرة الصفراء وشتى انواع الخضار والفواكه.. واشتهرت سحماتا بزيتونها الذي كان يغطي مساحة 2100 دونم، منه ما يزيد عمره عن الف سنة مغروس على انقاض التل الشمالي، كان بها ثلاث معاصر زيت، وفي السنوات الاخيرة قبل النكبة اصبح في القرية معصرة آلية حديثة.. كما واشتهرت بزراعة التبغ الذي كان مشهورا برائحته كالبخور، تزينها "مساطيح الدخان" في الصيف.. هذا اضافة الى التين والصبار.. وعرفت سحماتا بالسمّاق، والطيّون، ونبتة السوس فيها..

يحيط بالقرية واديان: وادي الحبيس ووادي القواطيع (وادي الخرب( يلتقيان معا ويكونان رافدا يلتقي مع وادي القرن الذي يصب في البحر المتوسط قرب قرية الزيب الساحلية.
أما بالنسبة للينابيع حول القرية متعددة، وهي المصدر الرئيسي لمياه الشرب وأبرزها:1. العين 2. القواطيع 3. عين تلما 4. عين برزة 5. نبعة ابو هاني 6. عين البازل 7. نبعة المويصة 8. عين الرعيش 9. عين الدرّة..
الآبار التاريخية: بئر القلعة، البئر الشمالي ، بئر برزيق، بئر السعران .

سكان القرية:
بلغ عدد سكان القرية في اواخر القرن التاسع عشر حوالي 400 نسمة.. وفي اول احصاء قامت به سلطات الانتداب البريطاني عام 1922 بلغ عددهم 632. وفي الاحصاء الثاني الذي اجري عام 1931 اصبح العدد 796 مواطنا .وفي عام 1945 بلغ عدد سكان سحماتا 1130، ويقدر عددهم في عام النكبة 1948 بحوالي 1200 مواطن، منهم 65 مسيحيا.

مخاتير القرية:
1. الحاج أسعد بلشه2. احمد نعمان3. قيصر سمعان4. احمد عيسى5. محمد عبد الرحمن6. محمود صالح قدورة7. سعيد العبد موسى8. جريس قيصر سمعان9. علي صالح قدورة .
كان اهالي سحماتا متآخين ومتحابين ومثالا يحتذى في التسامح والترفّع عن الطائفية، ولا زال يضرب بهم المثل حتى اليوم.. فقيصر جريس سمعان الذي كان مختارا للقرية في فترة من الفترات ابّان الانتداب البريطاني تمتع بثقة جميع اهالي سحماتا مع ان الاكثرية كانت مسلمة.. وتمتع بنفس الثقة لاحقا ابنه جريس الذي كان احد المخاتير الثلاثة مع اخويه سعيد العبد موسى وعلي صالح قدورة... وهكذا اسهم المخاتير مع بقية وجهاء القرية، مع سائر ابنائها في نسج تاريخ سحماتا الحديث في حب قريتهم في جو من الود والوئام..

عائلات القرية:
العائلات المسيحية :سمعان، عيد، سلوم، جبران . العائلات المسلمة : قدورة، موسى، حسين، الجشي، عزام، سلمون، حسون، عامر، عثمان، بلشة، سليمان، زيدان، مرة، حمادة، خشان، الشبلي، شاهين، ايوب، فايز، الحجار، عسقول، مصطفى، الدوخي، الذياب، اليفاوي، عيسى، يعقوب، عبد الرزاق، الحجارية، فاعور، الحاج ابراهيم، محمود، احمد, اسعد، الصالح..
وفي هذا الجو وهذا المحيط عاش اهالي سحماتا سعداء في قريتهم الى ان داهمتهم رياح النكبة التي اجتاحت فلسطين، وقامت الطائرات بقصفها من الجو في 28 تشرين اول 1948، وكانت نتيجة هذه الغارة ثلاثة شهداء واربعة جرحى وتهديم بعض البيوت، ثم دخلتها قوات الاحتلال في الـ 29 منه بإشراف القائد الصهيوني يتسحاق رامون.. وكان لا زال في القرية العديد من العائلات محاولة البقاء فيها، الا ان هذه القوات اختارت اسلوب الارهاب والقتل، وصلبت الشاب محمد عبد الرحمن حسين قدورة امام والده والاهالي ورموه بالرصاص... وقد بلغ عدد شهداء سحماتا ابان الاحتلال ونتيجة له 16 شهيدا نذكر منهم: محمد عبد الرحمن حسين قدورة رموه بالرصاص امام والده ، مصطفى علي اطلق الجنود عليه النار، وهو عائد الى القرية يسوق بقراته. حسن موسى قتل امام منزله في الحارة الشرقية ، عبد الوهاب سلمون..شيخ طاعن في السن قتلوه في بيته ، خليل سلوم قتلوه في بيته وكان مريضا، عطا الله موسى .. أصيب برصاصة وهو سائر في الطريق ، أحمد حمودة .. أصيب بشظية، خليل عبود .. أحد أبناء قرية البقيعة وكان يزور خليل سلوم ، موزه موسى .. زوجة أسعد نمر يبت بشظية من الطائرة في منزلها ، سمية عامر.. زوجة توفيق العبد علي قدورة قتلت في بيتها، بالرغم من ذلك، وتشبثا بالبقاء في القرية، حاول من تبقى من الاهالي العودة الى بيوتهم، فالتجأوا تحت الاشجار، وفي الكهوف او في القرى المجاورة.. الا ان الجيش منعهم من ذلك.. وبقوا على هذه الحال حتى اوائل عام 1949... ثم دمرت القرية لاحقا تدميرا كاملا حتى يفقد الاهالي الامل في العودة اليها..اقيم على اراضيها مستوطنتان هما حوسن وتسورئيئل، والجناح الشرقي من مستوطنة معلوت، وكذلك البحيرة الاصطناعية..

مهجرون في الوطن:
بقي حوالي 7% من اهالي سحماتا مهجرون في الوطن، ينتمون الى عائلات سمعان، موسى، قدورة، سليمان، عبد الوهاب، الجشّي، محمود، واحمد.. يبلغ تعدادهم اليوم حوالي 600 نسمة ويكوّنون 140 عائلة، يقيمون في قرى فسوطة، ترشيحا، البقيعة، كفر سميع، الرامة، المكر، شعب، المزرعة، وفي مدن حيفا، وعكا، وشفاعمرو... عاشوا كبقية شعبهم ليل الحكم العسكري حتى عام1966 اذ حرموا من العودة الى قريتهم، حتى ومن زيارة الاطلال فيها.. ولا زالوا يتعرضون لسياسة القهر والتمييز العنصري التي تلم بشعبهم. وبالرغم من الحالة التي مروا بها وضيق ذات اليد، فقد نجح مهجرو سحماتا ان يتخرج من بينهم العشرات من ذوي الكفاءات العلمية العالية في شتى المواضيع...ان اهالي سحماتا في الوطن يتشبثون برموشهم بحقهم في العودة الى قريتهم والى لقاء اهليهم في الشتات على ارض قريتهم الغالية... وهم يخوضون معركتهم العادلة في ظل جمعية ابناء سحماتا بالتعاون الكامل مع جمعية المهجرين القطرية..

المواقع التاريخية (الخرب) في ارض سحماتا : خربة قرحتا (قرحاتا) تقع شمالي غربي سحماتا وتبعد عن منازلها ثلاثة كيلومترات ، خربة برزة تقع شرقي "خربة قرحتا" وتبعد عنها حوالي خمسة كيلومترات، خربة رخصون تقع بين سحماتا وقرية سبلان ، راس عباد تقع خربة راس عباد على تل بين قريتي سحماتا والبقيعة

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الله ينصركم يااااااربـــ ,,

تسلمــ يمناااااكــ ,,

__________________________________________________ __________
يااارب يجي النصرر قرييييب

الله يكون في عونكم

يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
الله ينصركم ويحميكم
طرح رائع..
سلمت يمينك.. وسلم لنا انتقائك
يعطيك الف عافيه ..


__________________________________________________ __________
تقرير روووعــــه
النصر آت بإذن الله

سلمت يداك
انتظر جديدك


__________________________________________________ __________
هلا بك

معلومات رائعه وطرح موفق

لك جزيل الشكر على جمال طرحك

ودي

يــعطيك العآآفــيه ع التقــرير..

بــس كـنت اتمـنى تصآآحبهآ صــور اكـثــر ع ــشآآن يـكون الـموضووع تـوب الـــتووب..

لآهنــت...