عنوان الموضوع : التناص الأدبي
مقدم من طرف منتديات الشامل

.. التناص الأدبي ..
مفهموم التناص الأدبي كبير جداً ليس فقط عندنا في العصر الحديث
وإنما في العصر القديم وأيضاً عند الغرب


التناص الأدبي: "هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أوحديثة شعرا أو نثرا مع نص القصيدة الاصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الشاعر".
إذن مفهوم التناص يدل على وجود نص أصلي في مجال الأدب أو النقد على علاقة بنصوص أخرى ،وأن هذه النصوص قد مارست تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على النص الأصلي في وقت ما.
بداية مصطلح التناص: ظهر مصطلح التناص عند (جوليا كريسيفا) عام 1966م،إلاّ أنّه يرجع إلى أستاذهاالروسي (ميخائيل باختين )،وإن لم يذكر هذا المصطلح صراحة واكتفى( بتعددية الأصوات)،و(الحوارية)، وحللها في كتابه فلسفة اللغة ،وكتاباته عن الروائي الروسي (دستويفسكي)،وبعد أن تبعته جوليا وأجرت استعمالات إجرائية وتطبيقية للتناص في دراستها (ثورة اللغة الشعرية)،عرّفت فيها التناص بأنه (التفاعل النصي في نص بعينه) ثم التقى حول هذا المصطلح عدد كبير من النقاد الغربيين وتوالت الدراسات حوله،وتوسع الباحثون في تناوله ، وكلها لا تخرج عن هذا الأصل،وقد أضاف الناقد الفرنسي (جيرار جنيت) لذلك أن حدد أصنافا للتناص .
وبعد ذلك اتسع مفهوم التناص ،وأصبح بمثابة ظاهرية نقدية جديدة وجديرة بالدراسة والإهتمام، وشاعت في الأدب الغربي، ولاحقا انتقل هذا الإهتمام بتقنية التناص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر أدبية ونقدية غربية ضمن الاحتكاك الثقافي ،إضافة إلى الترسبات التراثية لأصلية.
يقول رولان بارت ( ليس هناك ملكية للنص أو أبوة نصية لأن الكتاب والمبدعين يعيدون ما قاله السابقون بصيغ مختلفة، فالنص الأدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة، فهو لا يأتي من فراغ، ولا يفضى إلى فراغ).

وقد وضح مفهوم مصطلح التناص
(intertextuality) عام 1966 العالم الروسى ميخائيل باختين
(M. Bakhtine) ولكنه ظهر بشكل أوضح على يد تلميذته جوليا كريستيلآ.
ففي هذا التعريف نجد التأكيد على التداخل والتشابك بين النصين النص الجديد والنص القديم، دون ان يكون في ذلك قتل للنص القديم بل هو تداخل او تقاطع بين النصوص في الالفاظ او المقاطع او السياق الذي تدور حوله هذه النصوص وقد اهتم الدارسون بالتقاطع بين النصوص باعتباره الوظيفة التي تمكن من قراءة النص على مختلف مستوياته تقول كريستفا" سنطلق على تقاطع نظام نص معين {الممارسة السيميائية } مع الملفوظات {المقاطع} التي سبق أن عبر عنها في فضائه أو التي يحيل إليها في فضاء النصوص { الممارسة السيميائية } إسم الإيديولوجم الذي يعني تلك الوظيفة للتداخل النص والتي يمكننا قراءتها " ماديا" على مختلف مستويات بناء كل نص تمتد على طول مساره مانحة إياه معطياته التاريخية والإجتماعية وهكذا يظل النص محكوما بالتداخل مع النصوص السابقة عليه.

فالتناص إذا ضرورة يفرضها الواقع الأدبي الذي يحتم على الكاتب والقارئ ضرورة فهم النص فلولم يكن النص استجابة لنصوص متقدمة لا نهائية لما كان له أن يفهم.

وهناك ما يعرّف التناص " بالتناص العام " وهو ما أشار إليه بعض النقاد بأنه علاقة نص الكاتب بنصوص غيره من الكتاب . و" بالتناص الخاص" وهوعلاقة نصوص الكاتب بعضها ببعض. وموضوع التناص عاماً كان أو خاصاً ليس جديداً في الدراسات النقدية الحديثة ، حيث أن جذوره تعود في الدراسات الشرقية والغربية إلى تسميات ومصطلحات أخرى منها التضمبن والاستشهاد والقرينة والتشبية والمجاز والا نتحال والسرقة والنسخ،
ومن التناص ما يسمى "الاقتباس"

وينقسم إلى نوعين :
أحدهما : ما لم ينقل فيه المقتبَس عن معناه الأصلي , ومنه قول الشاعر :
قد كان ما خفت أن يكونا

إنا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير لما جاء في سورة البقرة، الأية 156{ وإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }

ومن كبار الشعراء من يقتبس صدراً أو عجزاً من شعر الآخرين.

كقول البياتي في قصيدته "شىء من الف ليلة "
رأيت خائنَ المسيح في بلاط الملك السعيد
منجماً ومخبراً وكاتباً
رأيته هراً بلا نيوب
يحكي انتفاخاً صولة الأسد.

أخذه من قول ابن خفاجة الأندلسي :
ألقابُ مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد

خلاصة القول
" التناص الأدبي يستحضر فيه الشاعر أسماء أدباء أو أشعاراً سابقة له سواء أكان ذلك من الشعراء العرب أم الأجانب لإنشاء علاقة متبادلة بين زمنين الماضي والحاضر بشرط ألا يكون الماضي مصدراً للاحتذاء والتقليد بل للإبتكار والتجديد والتعبير عن تجربة إنسانية يعاد فيها صياغة الماضي وفق رؤية معاصرة "


مراجع لمن أراد التوسع

* جيرارجينت نقلا عن د/ محمد ناجي محمد احمد، ص 46
* علم النص – جوليا كريسيتفا : ترجمة فريد النراهي ، توبقال للنشر ، ص 21 .
3- نقلا عن معارضات ياليل الصب : جرارجينت ، ص 47 .
* باختين، ميخائيل، الخطاب الروايي، ت: محمد برادة، دارالفکر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة/باريس، طبعة اولي، 1987،ص 53-54
* مجلة الآداب اللبنانية- العدد 1-2 كانون الثاني وشباط - السنة 46- 1998 ص50
* صبري حافظ، أفق الخطاب النقدي دراسات نظرية وقراءات تطبيقية، دار شرقيات، القاهرة 1996- ص 58
*الزعبي، أحمد، التناص نظريا وتطبيقيا - مؤسسة عمّان للنشر- عمّان 2017- ص 19.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

شريف أحمد

طرح جميل جداً
دمت وسلمت أخي الحبيب

أسعدك الرحمن

احترامي وتقديري


__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين القضاه1977
شريف أحمد

طرح جميل جداً
دمت وسلمت أخي الحبيب

أسعدك الرحمن

احترامي وتقديري

الرقيق
.. حسين القضاه ..

ممتن لعطر الحضور
والتواجد الذي تجلى به أسما
معاني الرقي
تقديري لك


__________________________________________________ __________
شريف أحمد
.
.

أهلاً وسهلاً بك
صباح الورد

راق لنا النقل كثيراً
وجمال الطرح
اختيار مميز
آمل أن تعم منه الفائدة

دمت بألف خير
أرق المنى


__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لونا السعدي
شريف أحمد
.
.

أهلاً وسهلاً بك
صباح الورد

راق لنا النقل كثيراً
وجمال الطرح
اختيار مميز
آمل أن تعم منه الفائدة

دمت بألف خير
أرق المنى


الرقيقة
.. لونا السعدي ..

ممتن لعطر الحضور
والتواجد الذي تجلى به أسما
معاني الرقي
تقديري لكِ


__________________________________________________ __________