عنوان الموضوع : قلب توفاه الوحيد
مقدم من طرف منتديات الشامل

قد ماتَ بالآهاتِ كلُّ تألُّمي ... في حلوتي و القلبُ لم يتبسَّمِ...

قلبي توفَّاه الوحيدُ محبَّةً ... آهٍ و كلُّ توحُّدي بتعلُّمِ...

ميميَّتي فيكِ ارتحلتُ مسلِّماً ... و دمشقُ فيها القلبُ بعد تهرُّمِ...

إنِّي أموتُ بحبِّها متفرِّداً ... و أنا الوحيدُ لها بكلِّ تهيُّمِ...

و محبَّتي في الجوفِ تحلو كلَّما ... ذُكرتْ دمشقُ بسهرةِ المترنِّمِ...

لا ينتهي حبِّي و إنَّ هوايتي ... وطنٌ سأحميه بكلِّ تسلُّمِ...

و إنِ ابتعدتُ فإنَّ همِّي صاحبٌ ... و إنِ اقتربتُ فإنَّ راحتَها دمي...

الربُّ يحميها و أكثرَ خيرَها ... لقدِ اختفى فيها الأسى كالمعدمِ...

لم أنسَ ما علَّمتِني بعروبةٍ ... و نسيتُ ما قدَّمتُه بتكرُّمِ...

أرتاحُ فيكِ و قد هربتُ من الهوى ... أهواكِ يا من كنتِ خيرَ توسُّمِ...

تفنى المحبَّةُ دائماً لكنَّها ... لعروبةٍ في الشامِ لم تستسلمِ...

و أقمتُ حربَ الحبِّ غيرَ مقاتلٍ ... كم في الحروبِ محرَّمٌ لم يُحرمِ...

فذكرتُ قاتلتي بكلِّ محبَّةٍ ... و نسيتُ قبري وافياً بتبسُّمِ...

متبسِّمٌ متوحِّدٌ متألِّمٌ ... بتبسُّمي و توحُّدي و تألُّمي...

إنِّي رأيتُ السوءَ سادَ تفكُّري ... و رأيتُه يهوى الأسى بتوهُّمِ...

و لئن مررتُ بليلةٍ دونَ الأسى ... مرَّتْ بيَ الآهاتُ دونَ تنغُّمِ...

و رأيتُ أيَّاماً كُسرتُ بها و لم ... يُكسرْ كئيبٌ قبلَها و يُهدَّمِ...

و تركتُ أفراحاً و عفتُ هوايةً ... كانتْ كبسمةِ قاتلٍ لم يُسلِمِ...

فبحثتُ عن همِّي و لستُ ملاقياً ... و بحثتُ عن عقلي و لم أتغرَّمِ...

ألَّفتُ من هذا الأسى كتباً و قد ... ألَّفتُها أرمي بكلِّ تكتُّمِ...

و كرهتُ آهاتي بكلِّ كئيبةٍ ... فرأيتُها حبِّي و كلَّ تعلُّمي...

ما قد يكونُ ملائماً لتفكُّرٍ ... قد لا يكونُ ملائماً لتندُّمِ...

إن كانَ في الآهاتِ سوءٌ واحدٌ ... فلقد رأيتُ الخيرَ فيها كالدمِ...

يا وحدتي إنِّي رأيتُكَ صاحبي ... رغمَ المنايا قد قتلتِ تألُّمي...

و بوحدتي داريتُ كلَّ كئيبةٍ ... من حالةٍ فتركتُها كمُحرَّمِ...

ما غابَ عن بالٍ تذكُّر وحدتي ... فهي الَّتي ألقتْ رحالَ تهرُّمي...

إن كانَ رغمَ الهمِّ وجهٌ باسمٌ ... فالوجهُ قرَّرَ بعد دهرٍ مظلمِ...

و لقد أمنتُ فإنَّ قبري نائمٌ ... و لقد تركتُ القبرَ بعد ترنُّمِ...

فكَّرتُ بعد تألُّمي و نسيتُه ... بتعلُّمٍ قُتلَ الهوى و تبسُّمِ...

قدرٌ هي الأحداثُ لستُ بهاربٍ ... مكتوبةٌ عندَ المتينِ الأرحمِ...

إنِّي رأيتُ النورَ راحَ مودِّعاً ... فلقيتُ نوراً بعدَ ليلٍ مُعتِمِ...

و فتحتُ باباً قد ظننتُه حائطاً ... ففتحتُ أبواباً بحسنِ تقدُّمِ...

عندَ انعدامِ الماءِ أعرفُ تربةً ... فيها ارتواءٌ بعدَ كلِّ تعلقمِ...

و لقد رأيتُ الفقرَ سادَ تعايشي ... فاقبلْ بفقرٍ راضياً فتنعَّمِ...

الربُّ يفعلُ ما يشاءُ و إنَّه ... لمهيمنٌ و بحكمِه لم يكلم...

و رأيتُ بعدَ الحربِ خيرَ غنيمةٍ ... و الحربُ قامتْ قبلَ نيلِ المغنمِ...

و مشيتُ دونَ تخوُّفٍ مترنِّماً ... و الحرُّ يمشي دونَ أيِّ تلثُّمِ...

و لقد غفوتُ على الغيومِ تفاؤلاً ... بالخيرِ قبلَ إقامةٍ و تكرُّمِ...

اللهُ قد خلقَ الوحيدَ و إنَّه ... محبوبُه و فدى المحبَّةَ بالدمِ...

يا من خلقتَ الكونَ إنَّكَ واحدٌ ... و إلى الهوى يا ربُّ لستُ بمنتمِ...

و خلقتَ ترحمُ من خلقتَ معلِّماً ... خيرٌ مكارمُه بكلِّ توسُّمِ...

آمنتُ يا ربِّي بكلِّ ديانةٍ ... و قرأتُ عنها في كتابِ المسلمِ...

فبعثتَ أحكمَ من خلقتَ و إنَّه ... لمعلِّمٌ حبَّاً و لم يتعلَّمِ...

يا ربُّ سلِّمه فإنَّه مؤمنٌ ... قادَ الحروبَ و دينُه لم يُحسَمِ...

إنَّ الوفاءَ لكم أيا ربَّ الدنا ... لحبيبِه و لدينِه لم أكتمِ...

الدينُ إسلامٌ و كلُّ هدايةٍ ... فيه و ما هو دربُها بالمُظلِمِ...

و لقد هدى اللهُ القلوبَ و إنَّها ... فنيتْ من المأساةِ بعد تفهُّمِ...

رحمَ الخلائقَ بالرسولِ و إنَّه ... خيرُ الخليقةِ بالقيامِ و بالفمِ...

و قرأتُ قرآناً به متأمِّلٌ ... فيه التقيتُ براحةٍ و تنعُّمِ...

إن يخبئِ الإنسانُ همَّه هادئاً ... يلقَ الهمومَ تهدَّمتْ و يُنسَّمِ...

و يرَ افتهامَ حياتِه و كأنَّه ... ذو حكمةٍ حكمتْ عليه فيحكمِ...

يشكرْ فيُكرمْ بالنعيمِ و كلُّه ... حلٌّ له من مُنعِمٍ و مُكرِّمِ...

يُحسنْ بكلِّ تأدُّبٍ و كلامُه ... حسنُ الكلامِ كساكنٍ متنغِّمِ...

يكفرْ فيُنسَ كقاتلٍ في همِّه ... يُتركْ بكلِّ كآبةٍ و تهدُّمِ...

و يتبْ فيعلمْ كم أساءَ و يستلمْ ... خيراً من الله استحقَّ فيحلمِ...

ينسَ الهوى حكماً و يمشِ مسلِّماً ... و يكنْ كحرِّ الفكرِ لم يتوهَّمِ...

آمنْ فإنَّ القبرَ أقربُ صاحبٍ ... سيكونُ بيتاً بعدَ أيِّ تهرُّمِ...

أسلمتُ غيرَ مفكِّرٍ و أحبُّه ... ربِّي ألا كنْ كلَّ حبٍّ في دمي...

و لقد نسيتُكَ من قتلتَ محبَّتي ... و تركتُ ذاكرتي بكلِّ تبسُّمِ...

إنِّي لأبقى بعدَ أيِّ ترحُّلٍ ... و كما علمتُ من التفكُّرِ مُلهمي...

و إنِ ارتميتُ بعقلِ من فارقتُه ... فأنا هنا و الحيُّ ما هو مرتمِ...

غرَّبتُ من تركَ الوفاءَ تسامحاً ... و تركتُه حرَّاً بغيرِ تفهُّمِ...

و لقد نسيتُ ملامحاً لاقيتُها ... و لقد قتلتُ من استحبَّ تألُّمي...

الربُّ يهدي من يشاءُ محبَّةً ... و يُعلَّمُ الإنسانُ قبلَ ترنُّمِ...

فإنِ اغتربتُ فإنَّ عقلي عالمٌ ... بتغيُّرِ الأحوالِ إن لم تسلمِ...

و المرءُ يدري ما الخفيَّةُ غالباً ... إن غارتِ الشفتان عن وجهِ الفمِ...

إنِّي رأيتُ من التغرُّبِ موطناً ... فيه اختفيتُ و بالغيابِ الأحكمِ...

و كرائهي رحلتْ بحسنِ تفاهمٍ ... و رأيتُ بالآهاتِ كلَّ توهُّمِ...

و لقد علمتُ بما أقومُ به فلا ... أنسى انتباهاً عندَ أيِّ مُحرَّمِ...

و قتلتُ ما كانَ التألُّمَ ربُّه ... و نسيتُ آهاتي بكلِّ تبسُّمِ...

و لقد رثيتُ الموتَ قبلَ أوانِه ... ناديتُه فالموتُ راحةُ مسلمِ...

يا نفسُ إنِّي راحلٌ قتلَ الهوى ... فوهبتُه كرهي بكلِّ تعلُّمِ...

أ دمشقُ آهٍ كم أحبُّكِ يا دمي ... فتبسَّمي و تعلَّمي و تهيَّمي...

لمختار شيخ الأرض






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

[BACKGROUND="100 https://im35.gulfup.com/5pdqy.gif"]



حياك الله اخي الكريم
ابيات جميلة عذبة
شكرا لذائقتك
تنقل الى قسم المنقولات الادبية
مع الحب
لاعدمنا جديدك
أخي عبد القادر
واهلا وسهلا بك



[/BACKGROUND]

__________________________________________________ __________
عبد القادر خليل
أهلاً وسهلاً بك
سلمت للاختيار المائز
نصٌ جميل عذب
يزخر بجمال الحرف
وروع الكلم
كل الشكر مع باقة ورد
أرق الأماني


__________________________________________________ __________
رووووووعه
طَآب ليٍ آلمَكوثْ حقآ هَنَآ
رآآآقٌ ليِ مآسطرتَـه هذه آلحَروفٌ
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل
لروَحِـگ گـلً آلـوَد و
محًبتيٍ وآحتَرآميٍ
تقبل مروري



__________________________________________________ __________
رووووووووووووووووووووووووووووعه ة !!

__________________________________________________ __________
عبد القادر خليل

قصيدة أكثر من رائعة
اختيار مميز

ننتظر القادم بشوق
احترامي وتقديري