عنوان الموضوع : رسالةٌ إلى شيطاني,معَ التحيّة
مقدم من طرف منتديات الشامل

رسالةٌ إلى شيطاني , معَ التحيّة !




27/8/2017


My dearest enemy
تبّاً .. لا .. لأُجرّب شيئاً آخَر :
Dear Mr. Satan
لا .. سيظنّها رسالةً من شركةِ الاتّصالات !
حسَناً :
Hey man … what's up ?

أُفّ .. حسَناً أيّها الوغدُ اللّعين ..
صِدقاً - أو كذِباً – فأنَا لم أكتُب إلى شيطانٍ من قَبلٍ ولا أعرِفُ إنْ كنتَ
أُميّاً أو حاصِلاً على شهادةِ الدّكتوراه في الفسادِ الأخلاقيّ !
وبناءً على ما تضعهُ في رأسِي فأنا أُخمّنُ أنّكَ بروفسُورٌ وعالِمٌ قدِيرٌ في بلَدِكُم !
ولا يُمكننِي أيضَاً معرفةُ إن كنتَ تتحدّثُ العربيّةَ أو لا ؛
( في حالِ " لا " فأرجُو أن تضعَ هذهِ الرّسالةَ في مترجِم غوغل وتنقُلها إلى اللّغةِ التي تُلائِمك = In case you don't speak Arabic please use google translation to convert this language into an appropriate one ) .
خطَرَ لي أنّها فرصةٌ مُلائِمةٌ لكَي أحدّثكَ ، فنحنُ قلّما نتحدّثُ بالنّسبةِ لشخصينِ
يتشاطَرانِ حياةً طويلَةً ويأكُلانِ ويشربانِ وينَامانِ معَاً !
أعنِي .. كلٌّ منّا كانَ يقومُ بعملِهِ وحَسب ، أنتَ كنتَ تخيطُ ليَ الأفكارَ وأنا أنفّذُها
من دونِ أن أقولَ لا ، وكنّا نفعلُ ذلكَ لأكثرَ من عشرينَ سنةً !
ولم يحدُث أن تعرّفَ أحدُنا على الآخَرِ ، أو " عزَمهُ " على كوبِ قهوَة في د. كيف ! .
رُبّما تتساءَلُ لماذا تودُّ تناولَ قهوةٍ معَ شخصٍ فارغةٍ مثلِي وأنتَ شخصٌ مهمٌّ ومشغولٌ جِدّاً ..
لأجيبكَ .. بأنّها طريقةٌ جيّدةٌ لنتكلّمَ أكثرَ عن حياتِي التي تستمتِعُ بتخريبِها والعيشِ
داخِلها بدونِ أنْ تدفعَ إيجاراً أو تقتَسِمَ معِي فاتورةَ الكهربَاء !
لا تفهَم من ذلكَ أنّني أعترِض – معاذَ الله - ...
أنا فقط أريدُ أنْ أعرِفَ المزيدَ عنك ، ولأنّكَ الآنَ " مُكتّفٌ " ولا تستطيعُ
الكلامَ خطرَ لي أنْ أُرسِلَ لكَ هذهِ الرّسالةَ أُعبّرُ لكَ فيها عن مشاعِري .
وأرجُو منكَ أنْ تتقبّلَ كلامِي بصدرٍ رَحب !


أُستاذ شيطَان .. بغضّ النظَرِ عن اختلافَاتِنا الجذريّة ، وبغضّ النّظَرِ عن حقيقةِ
أنّكَ تفعلُ كلّ ما بوسعِكَ لتدمِيري – وغيرِها منَ الأمورِ التّافهةِ والسّطحيّةِ التي بيننا -
لكنّ هذا لا يعنِي ألاّ أُبدِي إعجابَاً بإخلاصِك !
وصدّقني من بينِ كُلّ الأشخاصِ الذينَ أعرِفُ ، أنتَ الأشدُّ ولاءً ،
فأنا لم أركَ ولو مرّةً واحِدَةٌ تفعَلُ " عكسَ " الأشياءِ التي تُؤمِنُ بها ،
وهذا يجعلُكَ تقريبَاً أكثرُ الأشخاصِ وفاءً لمبادِئهِم !
بِودّي يا أُستاذ شيطَان أنْ تُخبِرَني كيفَ استطعتَ الصّمودَ وسطَ كلّ هذهِ
المُغرياتِ الإنسانيّة !
أُريدُ – أيضَاً - أن تُبلِغَ عنّي التحيّةَ لمُساعدِيكَ الظّرفاء - أولئكَ المسؤولونَ
عن تشتيتِ ذِهني أثناءَ الصّلاةِ – وإخبارُهم بأنْ يُخفِضُوا صوتَ أحادِثِيهم قلِيلاً
فأنا إلى هذهِ اللّحظةِ لم أتمّكن من تجربةِ صلاةٍ حقيقيّة !
أتصدّقُ أنّني لا زِلتُ أفشلُ خمسَ مرّاتٍ في اليومِ منذُ أكثرَ من عشرينَ سنةٍ ..
تبّاً .. أنتُم بارِعُونَ فِعلاً !

أُستاذ شيطان .. هَل تذكُرُ حلقةَ حِفظِ القُرآنِ التي جعَلتنِي أعزفُ عنهَا بعدَ ثانِي لِقاءٍ
وأخبَرتني أنّهُ من الأفضلِ لي أنْ أحفظَ القُرآنَ في بيتِي وبشكلٍ مُكثّف ،
بَل وجعَلتنِي أضعُ جَدولاً لذلِكَ ، ومنذُ حدِيثِكَ ذاكَ اليومِ لم أُحاوِل حفظَ آيةٍ واحِدةٍ ؟ .
بُؤسَاً ؛ هلْ تذكرُ ذاكَ اليومَ إذ بصقتَ فيهِ داخِلَ رأسِي وجعَلتَني أعودُ لمَا عدلتُ عنهُ ؟
مرَضَاً ؛ أنتَ تعرِفُ كَم أنَا ضعيفَةٌ عندَ الحقائبِ والأحذيةِ ، جعَلتَ قلبِي يخفِقُ
أيّامَ ال Discounts ، وجعَلتَني ألهَثُ طوالَ عُمري خلفَ الأسماءِ السّخيفةِ
وأنسَى تلكَ الفتاةَ الصّغيرةَ في أفريقيا ، والتي تعهّدتُ بكفالَتِها سنويّاً ،
ورميتُ بالكفالةِ على والِدي حينَ لم أستطِع سدادَها !
وفي الشّهرِ الذي يلِيهِ ابتعتُ " غوتشي " ..
حقيبَة إمبرياليّة بشِعَة كانَت ستُطعِمُ هذهِ الفتاةَ لأربعةِ سنواتٍ بدونِ الحاجةِ إلى أحَد !
أربعُ سنواتٍ من حياتِها ضاعَت في حقيبَتي ، وتضاءَلت في ثمنِ حذائِي .
أنا أُهنّئكَ .. أهنّئكَ جِدّاً .

أستاذِي القدِير ..
( ربّما تتواضَعُ وتقولُ بخَجلٍ كفاكِ ) ولكنّكَ فعلتَ – وتفعَلُ - المُستحيلَ من أجلِي ..
تضعُ الغُرورَ في أيّ كأسٍ أشرَبُ مِنهُ ، تُخبِرُني بأنّني أكثرُ النّاسِ إخلاصَاً !
تصُبُّ على ظهرِي إسمنتاً من الكسَلِ حينَ أنهَضُ للصّلاةِ ،
تضعُ ضمِيري في الثّلاجةِ حينَ أنوِي العدُولَ عن أحدِ مشارِيعِنا المُشترَكةِ ،
تضعُ على عينيّ blind fold وتُخبِرُني أينَ أضعُ قدَمِيّ وكم خطوةٍ إلى اليسارِ أمشِي !
وتسخرُ – في رأسِي – من أيّ فكرةٍ جيّدةٍ ، تجعّدُها كورقةٍ رديئةٍ وتقُولُ لي " لاحِقاً .. "
ونسهرُ أنا وأنتَ حتّى الصّباح على فيلمٍ the scent of a woman لآل باتشينو !
أعلَمُ أنّكَ لا زِلتَ غاضِباً منّي ، لأنّني " لا أحترِمُكَ " وأُصلّي الفجرَ في وقتِها !
إلى حدّ أنّكَ جعَلتنِي – ذاتَ يومٍ – أنامُ قبلَ التحيّات ! .
ولكنّكَ تنسَى اختلافاتِنا حينَ ترَى ثمرةَ عرَقِكَ طوالَ كلّ تلكَ السّنين : أنا ! .

أخبِرني .. ( بعدَ كلِّ ما فعَلتُهُ من أجلِكَ عليكَ أنْ تُخبِرَني ) ؛
بحقِّ كلّ تلكَ الذّنوبِ التي اقترَفنَاها معاً ، بحقِّ لِسانِيَ الملوّثِ بأعراضِ الآخرِينَ ،
بحقِّ الأمورِ التِي " فعَلتُها " وبحقِّ الأمورِ التي " لم أفعَلُ " ! ..
بحقِّ " مُلوحةِ " الذّنبِ التي جرّبتُها ، و" عُذوبةِ " التّوبةِ التي لم أُجرِّب ،
بحَقِّ أخطائِيَ التي تُميلُ كتفِيَ اليُسرَى .. وحسَناِتيَ التي ترفعُ كتفِيَ اليُمنَى ،
بحقِّ ما لا يُقالُ ! أخبِرنِي ..
أينَ وضعتَ قلبِيَ القدِيم ؟ وهذا الجديدُ الذي في صدرِي ،
هل لهُ – مثَلاً – كتيّبُ إرشاداتٍ لأنّني إلى الآنِ لم أستطِعْ تشغِيلَهُ !

وكيفَ يحدُثُ أنْ ..
أُسمّمُكَ ب " الكُرسيّ " وَ " الفلَقِ " فتغيبُ لحظةً وتعُودُ لي " سافِلاً " مُعافَى !
عندَ أيّ طبيبٍ تتعالَجُ فهوَ – واللّعنةُ – يجيدُ ما يفعَلهُ !

ورُبّما تتساءلُ الآنَ - والعُصبةُ على عينيكَ - .. لكِن ؛
أجَل يا أستاذِي الكَلب ( لستُ مُتأكّدةً من أنّكَ ستفهَمُ أنّها شتيمةٌ ؛ إنّها كذلِك ) ،
حفظتُ جميعَ ما كتبتَهُ لي من مُلاحظاتٍ دوّنتَها في رأسِي وجمعتُ
ما علّقتَ من بعضَ الأوراقِ الصّفراءِ على صدرِي ..
أخبَرتَني بأنّكَ راحِلٌ لمدّةِ شهرٍ في إجازةٍ مدفُوعةِ التّكاليفِ ، ولم تقُل أينَ ،
ولا لماذا لم تأخُذ معكَ نظّارةً شمسيّةً – للشّاطئِ –
أو مِعطفاً ضدّ المطَرِ – للأماكنِ البارِدَة – كمَا يفعلُ المُسافِرونَ ،
لم تقُل الكثِير .. كلُّ ما قُلتَهُ فقط :
" لا تقلقي I'll be back before you know it .. سأعودُ قبلَ أن تلحَظي غيابِي "
وأخبَرتنِي " I'm sure you can handle yourself just fine ..
أنا مُتأكّدٌ من أنّكِ ستتدّبرينَ أمُوركِ جيّداً " .. قلتَ ذلكَ وكأنّكَ تعلَمُ أنّني
لا يُمكنُ أن أخذلَ سنواتٍ من التّدريبِ والتّربيةِ في شهرٍ واحِد !
وكأنّكَ تعلَمُ .. يا مُعلّمي الحيوان - أنّني لن أُخيّبَ ظنّكَ ، ولن تعودَ لتَجِدَني شيئاً جدِيداً ،
سيكونُ كُلّ شيءٍ على حالِهِ حتّى تعُود ! .

أُستاذِي الحقِير ..
( ليسَ لكَ يدٌ مرئيّةٌ لأصفِقَها بيدِي وأقولُ أحسَنت )
لقد ربّيتَني جيّداً وجعَلتَنِي – أيّامَ مُراهقَتي – نُسخةً صغيرَةً مِنك !
كنتُ تلكَ المُراهقةَ اللّئيمةَ والتي سيفخَرُ أيّ شيطانٍ بكونِها طالبِةً له !
وأنا أُدرِكُ أنّني جعلتُكَ – ولا أزالُ – تفتخِرُ بي وتبتسِمُ شاكِراً الجحِيمَ
بأنّ تعبَكَ فيّ لم يضِع هَدرَاً .. وبأنّني دائِماً " أفضلُ " مِن توقّعاتِك .
أجَل ( ولكَ أنْ تنزلَ يدكَ من فوقَ كتفِي ) أصبحتُ سيّئةً جِدّاً ،
إلى الحدّ الذي يُمكِنُني بهِ التمرُّدَ على استحوَاذِكَ ..
أجَل ، حتّى أَنت !
تمّ الاستغناءُ عن خدَماتِكَ يا **** !
كُلّ ما أحتاجُ أنْ أتعلّمهُ منكَ للحياةِ .. تعلّمتُه :
الكذِب ، الرّياء ، النّفاق ، اللّؤم ، الغَيبَة ، المُماطلَة ، التّسويف .. إلَخ ،
ولمْ يعُد ثمّةَ حاجةٌ لك .. أصبحتَ عجُوزاً جِدّاً وكُلُّ ما تُسِرُّ بهِ إليّ أعرِفُهُ مُسبقاً !
حانَ الوقتُ لكَي أعرِضَ عليكَ الاستقالةَ ، أو أطرُدكَ بورقةٍ ،
فلم تعُد مُفِيداً لي على الإطلاق !


سيّد شيطان ..
Mr. Satan
We are sorry to inform you that your
services are no longer required.
You are officially out of business

Unfortunately our policy




does not provide recommendations
.However, we wish you the best in Hell






Yours sincerely
H.S.






-





بقلم الكاتبة:هاجــــــر الشــــــــريف


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

سلمت يدآك..
على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير...
تحيتي ومودتي


__________________________________________________ __________
انتقاء مميز استمتعت بالقراءة رغم اني لا اتفق مع كل ما جادت به قريحة الكاتبة فكيد الشيطان ضعيف وهوى النفس اعظم
شكرا لك


__________________________________________________ __________
يعطيك الف عافيه
ويسلم لنا طرحك الرائع
ودي لك.*


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________