عنوان الموضوع : ملاذ - ركني الهادئ
مقدم من طرف منتديات الشامل



أدنت حافة المقصّ من خصلات شعرها المتكمّشةِ بها أصابعها المتخشبة

وراحت ترقبه يطبق عليها

تسمعُ حفيف نصله يجتزها .. يذبحها من الوريد إلى الوريد

تسلّل قسطٌ من تشفٍّ إلى نفسها الرّهقة ونفثت زفرةٍ عميقة وهي تنظر إلى

الخصلات الكستنائيّة الذّبيحة المتكوّمة في مشهدٍ يوحي بكلِّ مترادفات الحزن والفجيعة

لقد اعتادت أن تجزّ شعرها الطّويل كلّما أحاط بنفسها سرادق الحزن

وأسدلَ القهر عليها سدولهُ ..

لكأنما باجتزازه تنتقم من مظهرٍ نشاز لا ينتمي للمنطق

لأجلِ من يتطاولُ شعرها ويتماوج ويبرق؟؟ ..

رجلُها الذي كان يحطّ على زنده ويفترشُ صدره بزهوٍ وكبرياء .. رحل

فلا حاجةَ بعدُ إلى تطاوله .. لقد صارَ عبئاً يبتعثُ الأسف والحسرة

ليذهب إلى الجحيم

ستقصّه كلّما طال .. ستقصُّهُ دون تردّد أو ندامة

إنّها لاتملك مواجهة حزنها الملتاع بغير دمعةٍ خرساء ونهداتٍ متواترة

وخصلاتٍ مبتورة ووجهٍ شاحبٍ ارتسمت فوق تضاريسه المحتفظ بمسحة جمالٍ نبيلٍ

علائمُ الانكسار والخذلان

إمامُ مسجدِ القرية يمضي في خطبته ..

ونساء القرية يهيئن أنفسهن لاستقبال رجالهنّ الآيبين من صلاةِ الجمعة

والأرملةُ : ترمقُ شعرها المجزوز بهدبٍ خضبهُ دمعٌ مدرار وزفراتٍ حرّى

تلملمُ أحزان عمرها المعذّب

أتراها تبكي شعرها المسفوح قرباناً على مذبحِ الحزن أم تراها تتفجّعُ على غبطةٍ مدفونةٍ

بين ضلوعِ رجلٍ مسجّىً في محجّة الأبديّة !!

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



أشتاقُكَ حدَّ انحدارِ الدّمع

حدَّ ضجيجِ الضّلوع بأناغيم وجدٍ ترتّلها حنايا الرّوح

ولستُ أجدُ لهواك تصريفاً أو تحوّلاً

فهو أبداً يتناسلُ في حضرةِ الليالي المتواردة المكرورة بعضها في إثرِ بعض

أراك بعين فكري وجَناني غايةَ مناي ومنتهى أملي

يعتادني إليكَ الحنين

ويهزّني إليك المضجع

ويغتلي في مرجل الصّدر منّي جوىً ينزعني إليك ..

إلى كل (ما أشبهك أو كان منك مدانيا )

أتقرّى ذكراك بعماية المسلوب

وأقفو أثرك بغواية المفتون

(مدلهةٌ أنا فيكَ ما فجرٌ ونجمته

مولّهةٌٌ أنا فيكَ ما قيسٌ وليلاهُ )

مريـم

__________________________________________________ __________
[BACKGROUND="90 #000000"]






متى ينحطم تمثالُ الجفاء؟؟

متى ينقشع السّكون الذي ران بيننا

متى تبتر صمتك المطبق وتردم هوّةً سحيقة شرذمتنا

ألا ما أشأم كبرياء أجوف باعد بين الروح وصنوها

وما أجحد دهراً عبوساً أنكد أقصاني عنك يااا أنا

مريـم

[/BACKGROUND]


__________________________________________________ __________
[BACKGROUND="80 #333333"]


(وانتظرتُ ردَّ كِتابي أو ورقةً من شجرِ عِتابي

فما زالت تتقطَّعُ الساعةُ من الساعةِ

ويلتقي اليومُ باليوم

ويذهبُ اللومُ إلى العتاب

ويجيءُ العتابُ إلى اللوم،

وكتابك على ذلك كأنهُ مغمىً عليه

لا هو في يقظةٍ ولا هو في نوم !

فسبحانَ من علَّم آدمَ الأسماءَ كلها لينطقَ بها

وعلَّمك أنت من دون أبنائهِ وبناتهِ السكوت

والسلامُ عليك في أزليَّةِ جفائِك التي لا تنتهي!

أما أنا فالسلامُ علىَّ يومَ وُلدتُ ويومَ أموت )

الرّافعي

[/BACKGROUND]


__________________________________________________ __________

الصَّمت زينٌ والصمتُ حكمٌ

لكنّهُ في عرفِ المشاعرِ مذبحة

مريـم




كَبَّلتني بالصَّمتِ
حتَّى ماتَتِ الكلماتُ حزناً
في فمي..

قيَّدتني
حتى ظَنَنْتُ بأنَّ هذا القيدَ
يَسْكُنُ مِعصمي..

وقَتَلتني
حتَّى ظَنَنْتُُ بأنَّ قَتْلَ النَّفْسِ
في الأديانِ غيْرَ مُحَرَّمِ ..

" جويدة "




__________________________________________________ __________