حبيتي ما ذا عساني أقول ؟
ولكن قبل أن أقول بماذا أكتب لك ؟
أأكتب بمقلتي ؟
ولكن لقد جف حبرها ونفد قرطاسها ...
حسنا ، سأكتب بالقلم ، سلوتي ، وأنيس وحدتي ، وحامل همي
أتعرفين حبيبتاهـ ، أتعرفين يا بدرا في الدجى ، أتعرفين يا ذات الثغر الباسم ، أتعرفين يا ذات الوجنتان الحمراوتان
أتعرفين أني أيضا أحمل همه ، أحمل هم أن يشاركني همومي ، فما ذنبـه ؟
ألا تعرفين يا قلبي أني أكرهـ أن أنقل بؤسي إلى غيري ؟
ألا تعلمين أني أكرهـ أن تنتقل الكآبه
إلى ما سواي ؟
ألا تعرفين أني دائما ما أردد :
فلعل غيرك إن رآك مرنما .......... ترك الكآبة جانبا وترنما
توقفت قليلا لأقبل قلمي
ما أعظمك يا قلماهـ
أكتب لها أيها القلم معاناتي
أكتب لها حكاياتي
أعلم أيها القلم أنها حكايات مريرهـ
لكن أسمح لي أيها القلم
واسمحي لي حبيبتاهـ
أن أفصح عن القليل
لعل قلبي أن يجد له متنفسا بعد أن غرق ببحر الهموم والغموم والأحزان...
ما أقساهم وهم ينحرون طفولتي
إنني أكرههم
وأقسم بالذي أقسم بك أيها القلم أنني كرهتهم أكثر حين جعلوني أكرهـ
ألا تصدقينني حبيبتي الآن ؟
لقد جعلوني أكرهـ وما أمر هذا الشعور ، إنني أتجرع هذا الشعور ولا أكاد أسيغه
أتعتقدين حبيبتاهـ أنني أهذي ؟
كلا، لقد حملوني ما لا أحتمل
وأي جسد هو ذاك الجسد الذي يحتملهم
وأي قلب هو ذاك القلب الذي يحتمل هما هم سببه
ويا للسخرية
لقد لبسوا ملابس المساكين
ويا للسخريه
وهم يلبسونني ثياب المستأسد الضاري
حبيبتاهـ
لقد انقسموا قسمين أو إن شئت معسكرين
وكل قسم أو إن شئت كل معسكر لم يترك مجالا للحياد ولسان مقالهم وحالهم ( إن لم تكن معي فأنت ضدي )
لا أدري حبيبتاهـ - وما ألذ كلمة حبيبتاهـ - هل قلبي أم عقلي هو الذي أمرني بالحياد
وقفت بين القسمين أو إن شئت في المنطقة الفاصلة بين المعسكرين
وكل معسكر يراني من مكانه أقرب إلى خصمه
أتراني جاسوسا ؟
أتراني أفشي الخطط ؟
أتراني أنقل ما يشمت الأعداء ؟
كان هذا لسان تعاملهم الأجوف معي
عذرا حبيتاهـ نسيت أن أقدم لك القسمين أو إن شئت قواد المعسكرين
المعسكر الأول يقودهـ أبي
وأما المعسكر الآخر فتقودهـ أمي
أو مرة أخرى سأعرفك على قادة المعسكرين
المعسكر الأول تقودهـ أمي
والمعسكر الآخر يقودهـ أبي
لا ، لست مجنونا حبيتاهـ ولكن خشيت أن يقول قائل أو يتمنى متمن أن يقول لم بدأت بهذا وأخرت الآخر
أتعرفين ؟
في المرة القادمه سأجعل البداية قرعة بين القسمين أو إن شئت بين المعسكرين
حبيبتاهـ ألا تريدين أن تحضنينني ؟
أنا أريد ذلك أرجوك أميرتي
أرجوك سيدتي
أريدك أن تحضينينني مرتين
واختاري بأي حضنة تبدأين
بحضنة كحضنة الأم
أم
بحضنة كحضنة الأب
أرجوك حبيبتي
لا أريد منك سوى مرة أن تحكي لي حكاية قبل النوم
بعد أن تؤوينني إلى فراشي
وأرقد بسلام بعدها
أو أثناءها
لا تخافي حبيبتي أريد أن أجرب فقط معنى الطفوله
وأنا لك أيضا يا حبيبتي أب وأم وأخ وزوج وكل ما شئت
حبيبتي
هل ماتت ضمائرهم ؟
ألم يعرفوا صغر سني ؟
وأني كنت أحبهما ولا أستطيع الإستغناء عنهما ولا أريد أن أدخل في دوامة مشاكلهم
يتبع ...