عنوان الموضوع : حكاية...! خاطرة جميلة
مقدم من طرف منتديات الشامل




ها أنا أهرع كالبيوض السّمكية إلى شاطئ الذّكرياتِ , بعد أكثر من عشرة أعوام مضت ...بل عقدا من الربيع انفرط دون ان يزهر في حدقي غصن...

أحاول الآن أن أغتسل من أوجاع الماضي,

أن أطفئ غيظي في منفضة السجائر,

أن أخرج عذاباتي على أقساط ,

أن ألملم حزني على ورق ,

أن أجفف بالورق عرق الذاكرة ,

أن أفتح للبركان في داخلي فوهة أخرى على ريشة القلم

أن أختزل الطقس الصحراوي في أعماقي ... بمعادلة رياضية حاسمة... لكن الأوراق لا تسمع إلا ما نمليه عليها فقط ..!

فما أخف الورق و ما أثقله بالكلمات !



أزيح ستائر القلب ليدخل الضوء , كي أجتاز المسافة الفاصلة بين الأمس و اليوم

بين الماضي و الحاضر...

يطفو طيفك على السطور مجدداً

تدق الساعة الخامسة و العشرون ....

فيتراقص قلبي كبندول الساعة الذي مازال يحفر في خيالي دقاته
, حين كنت أرقب الفجر بلهفة ..

لأحمل لك كوب ماء الزهـر...

تتوسل إلي أن أن أتجرع منه ...ليمتزج بشفتي , فيصبح ماؤه عذبا ...
و لا حاجة إلى تحليته بعد ذلكـ..

تطوقني ذراعاك ...تحاصرني أنفاسك بشراسة العشق الممنوع ...

في قبلة محمومة أرتمي في حضنك كعصفور بلله المطر ..

يرن صوتك في أذني .:

- لا أرضى أن يقاسمني في غرامك أحد ..!

لم أنبس بحرف ,و لكن بقبلة :

- سأظل أحبّك حتى سفوح الجليل..

و عبثا ينعق الغراب الأسود معكّرا صفو الأحلام ... لتقترن من دون سابق إنذار بامرأة غيري بعد أن كنّا قد عقدنا قلبينا بشريطة حمراء ...
هكذا إذن ...
لطخت جدران الحلم و أعلنت موتا ليبراليا بأزيز الرصاص من مسدس بكاتم الصوت .... بنحرة سكين واحدة , جرّت ذهابا و إيابا ... فما أرفأك بي ... و ما أغباني ..



و هكذا راح شريط الذكريات يلتف إلى الوراء..

ها انا أتلثم بلون كفن ليوم فرحك كي أواجه بصمت طقمك الأسود ...

مدهش هذا اللون...
يُلبس للأفراح و المآتم ....
كمرآة عاكسة لليأس....

ها أنا سلحفاة تنام على ظهرها....
قلبتها حتى لا تهرب....
حتى تشهد عشوة ذاكرتها المغتصبة...

و ها أنتَ ذا تعود بعد حقبة من الوجع...و عمر من الاحتضار.

في دورك الأخير
تشرق بين أكمام القرنفل,
مغتسلاً بماء الورد
تتقدم كقامات أشجار الجوز..
تزفّك رائحة الكولونيا المنعشة من ذقنك الحليق...

كأمير أسطوري مغري شهي
مرتبك....مربك
متلملم ...مكابـر
بملامحك المتمردة
بخطوطك المرتعشة كضربات القلب
خصلات شعرك المصففة بفوضوية مهذبة
بقميصك الحريري الذي لم يعرف يوما ربطة عنق

تنسكب الدموع المختبئة حمما حارقة من الصمت الحجري....
كطوفان السيول....
كالشتاء الحانق...
كالأغصان المتهالكة بغزارة الأمطار الإستوائية في الجزر الإفريقية..

يفيق الماضي فجأة بداخلي ....مرهقا في أرض الأحلام الموءودة
يستدرجني إلى دهاليس الذاكرة المحنطة...

آه , كم تمنيت لو سرقت تلك الحناجر النسائية التي تحترق البهجة و الفرح ,
لتبارك امتلاككَ لي
انا التي قد أدفن دون أن يكون لي عرس ,
و دون أن تنطلق الزعاريد يوما من أجلي ,

و راح الكرنفال يغرق في لجج متلاطمة من الخلائق ثاملا بين أنفاس الحشد و صخب ممتزج من صدق الزغاريد و أصوات الدفوف و الأبواق و البنادير,

..ماأشد الحناجر المرتشاة, و ما أكرم الأيادي التي تدفع كما تنقبض على عجل ..!

أصفق لك بعينين مبللتين بالإزدراء كي اختم ملحمة اليأس ... تمتزج زوبعة المشاعر في ومضة ساخطة... كالإنقلاب الشتوي..

بارد الأطراف و المشاعر تعبرني جرسا يوقظ صّرة الذاكرة ...

تتراقص ...أشواقي كهندي أحمر ...يغتسل بالنار في أتّون مدفع

أي قدر جعلني أحضر إلى هنا بتوقيتك ؟
من أين أبدأ حكايتي معك ؟
و لحكاياتك معي عدة بدايات ؟

تشب فيّ فجأة الحمى التي لم يطفئها رجل

أكبح غيضي , و ألملم حزني على مضض
أتوقف طويلاً عند تعاريج وجهك
أنبش فيه عن ذكرى ...هزيمتي الأولى أمامك....
كنت رجل أعاصير ...كنت لحافا لغيري و صقيعا لي
كنت الأحطاب التي أحرقتني بدل أن تدفئني ...
ويحك..
كيف عدت هكذا لتتربص بي و انا التي تحاشيت كل المنعطفات المؤدية إليك ..

ويحك ...كيف عدت بعدما كاد الجرح أن يتلملم و كادت الروح أن تشفى منك
..و كاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ من أشياءك شيئا فشيئا...
ويحك تعال ..

خبّرني ماذا ترى في هذا المأثم ...؟!

أهو خيال يسري أم هو جحيم نحن الذين نسري فيه ..!

أنبئني إلى متى ستضل عيناي معصبتين ..بسحرك ...؟

و كيف لعقلي أن ينقشع من غشاوة هذا الكابوس ..
آه ما أحوجني لأن أجمع شتات روحي من هذا الحلم الضارب أطنابه عليّ
لأهتدي إلى نور الحقيقة التي طال شوقي إلى معانقتها و الإنتهاء إليها ..

و أين العجب ..؟!

ألم تكن رجلا من ورق يحب و يكره على ورق.
يهجر و يعود على ورق ...يقتل و يحيي بجرة قلم

لماذا التحايل على الأشياء إذن ...؟

تحتضنكَ نظراتي للمرّة الأخيرة ... تنفض يديها , و هي تنهي طقوس صلاة الوداع الأخير على الذاكرة ...

تتأرجح أنفاسي المعتقلة على سفوح الأماني المالحة ...

و بشهقات متراصة و أنفاس متلاحقة ...
و ابتسامة ملفقة ...
من بقايا مرقعة ختمتُ مراسمَ الدّفن [ العرس الجنائزي ]

ها انا أبصق مرارة عمر من الإنتظار ...
عمر من الأحلام المستحيلة ...
من الخيبات المتتالية ...
من الاوهام الكاذبة ...

فماذا يغني التأوه و الضجر سيدي ...؟

و أي ربح يجني الألم و التوجع , إذا كانت سطور القضاء حاكمة بالبؤس و الحرمان ...!
سيّدي ..!
ها قد إنفتح الجرح ثانية ...فأي ضماد سيوقف نزفه الآن ..

من سيسدد فاتورة الشوق الباهضة ...؟

من سيثلج الأطراف الزاحفة بجنون إلى صدره , لتنتشق عبق عرقه المتخمر الطيب

من سيوقف مطرقة القلب , عن ضخ الأشواق لقلبه الذي استقال عن حبي

أقسم بالدموع الحارقة التي ناجيت بها اللّيالي السّود ,

و بالحبّ الذي لم أذق منه إلا علقما وصابا ,

و بالزّفرات التي أذبت فيها بهائي الذي شغفت به ,

و بالخلوات التي لم يكن يتراءى لي فيها سوى إسمك

أنني لن أعوّض عنك إلا بعتمة الكفن و لن يعانقني من بعدك إلا شبح الموت .

تراتيل الساعة العاشرة صباحا
في 05/06/2017





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يسلمووووووووووووووو

__________________________________________________ __________


حكايـة مليئــه بالألـــ م




سأعودُ لأدون هنـــ ا






دمتِ




__________________________________________________ __________


تراتيل

وتراتيل بكاء من دهشة الأصابع
تجر النزف حتى مشارف الوجع
وترسم خطوطا في دوامة التشهق

هنا ... أحتاج أن أتكلم
دون اللجوء لقواعد اللغة
أو قوالب منمقة بنحو المفردات

هنا ... أحتاج أن يتدفق مني
الحديث كما النبض
شلالا هادرا بريئا من العصيان

وحينما قرأت نصك
وجدت أنك قادرة على إستجلاب
كل المواسم في ربيعك
وإستحضار ملائكة الفصول في باقة عطرك

فأي قدرة لك على جلبنا
إلى باحة الهوى
ومراودة أحرفنا على البوح
وكلماتنا على الرقص معك

وأي لمسة تمنحينها للحرف
ليكون زادا ً للقصيدة
لتستعيد الأبجديات مقدرة
صك المعاني في لب الحديث


لن أطيل عليك
فأنت مؤطرة بالجمال
ومحاطة بياسمين الروح

وقولي لك ..
رائعة أنت يا رائعة



__________________________________________________ __________


تراتيل القدر


يا عازفة الناي

اطربينا والهمينا

فانتِ انثى

من زنابق الورد

تنبضين

وبمداد العطر

تكتبين

ونحن ..

تحت شرفاتك

مستمعين/ مستمتعين

لاهازيج قلبك

غاليتي

هو الوقت من يعلمنا

كيف هو الحب في خلجات الوجع

لنمضي بشوقنا اليهم

في رحيلهم المر واحتواء بعدهم

تراتيل القدر

كنت هنا بين هذا الابداع

ارتشف الالق بسخاء نظر بهي

دام لنا هذا القلم الرفيع وجماله الحسي الراقي

مودتي وورد جميل

رائعه واكثر

تحيتي غاليتي





شموع


__________________________________________________ __________
تراتيل القدر

شكرا كتير على خاطرتك الرائعه

كل التحيه والتقدير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متعب القحطاني
يسلمووووووووووووووو

غزير شكري
و وافر إمتناني ،
لهذا الحضور البهي ّ
طبت يا متعب و أهلا كثيرا !