عنوان الموضوع : قصيدة ( الراجفة ) شعر رائع
مقدم من طرف منتديات الشامل

ظــميءٌ وعـذبُ دمــوعهِ أنهــارُ = ولــكـل ذكـرى مـجلس يــنهارُ
ويـقـيمه طيــف بدا فـإذا مــضى =
مــا زال بـيـــن تفــكـّرٍ وتــذكّـــرٍ = مــتــرنّــحا تلـهو بــه الاقــدارُ
يـــشــتاق ذاك الــــوِرد الا أنــــه = وِردٌ عـــداد حـــبابـــه ضـرّارُ
عـانــقــتُ ذاك الـماء أروي غــلةً = فــإذا بــه مـن بـعد شـربي نارُ
مــا كنتُ ادري أن طـرف ملائـكٍ = يــوما سيخفر ، والهوى أطوارُ
أودعتُ إذ ودّعـتُ روحـي رحـمةً = مــا إن تكــدر أمــنها أخــطــار
حــتى لتــصبــح غـيــمة قــزحــية = تــرعـى هــواي وحـملها أخبارُ
بالله قلــي كيــف أمـــست غـــيـمةً = غـضباً وبعض دموعها إعصارُ
الآن أدرك إذ مضى عـمري سدىً = من أن أعـــمار القــلوب قـِصارُ
والغـدرُ كــأسٌ بالمــرارة أتــرعت = وَقـــفاً عــلى أهـــل الـوفاء تـدارُ
ما حل ّبي؟ كيف استحالت ضحكتي = ألـماً وكيف تــقــاصـرُ الأعـمارُ
أنــى يخــونـــــكَ شادنٌ إمــــا بــــدا = حــارت بـنفع علومـــها الأحبارُ
أنــى يــخــون وفــي حــديث جـفونهِ = صــدق النــبوّةِ عـــاطــر مــوّار
يـا مـن يُُصــلّى إن نــأى نـفـلاً ومـن = وجــبت لـطـلعة نــوره الأذكــارُ
حــقّا ســتنساني ؟ وتنــسى خــافــــقا= تــاريــخــه مــا تــنطق الاشعارُ
قلي لماذا ؟ كـــيف ؟ بــل وإلــى متى = تشــهاق نــاركَ فــي دمـي فوّارُ
صــورتَ لــي الأوهــام حـــتى أنـــها = مـــا قـــد حيــيتُ وغيرها إنكارُ
مــا كــان في عــينـيكَ مـن ذنبٍ سوى = طــرفٍ كــقلـبي ، بـالهوى أمّارُ
لا لـــم تقــلي ما يـــؤمّــل مــهــجتـــي = لكـــن طــرفــك عــابثٌ ثــرثارُ
يا بــحر هذا الـحــسنِ غرقى نـــحن إذ = كــفـر الــغـرام فــآمن الـــبحّارُ
لــهفانُ يدفــــع مــوجةً عـــن حــــــتفهِ = بيــدِ الرجـــاءِ ، ويجرف التيارُ
رفـــقاً بــهِ ، أدرِكــهُ ، قــد مسّ الردى = وبــكــت عـــليه بحســنهنّ بحارُ
أنسيتَ؟ أم أنسيتَ عهدا خافضاً = خُطّت به مـــن نـــوركَ الاسفارُ
يا أنت ، يا طفلاً تغاضب فتنــةً = فطغى الجمال وأرهِــقَ التصـبارُ
كـــم قد جــنى ولقـــيتُهُ متـعذّراً = لـــو كــنّ تــنفع عـــنده الأعـذارُ
فـــيزيــده طـــول الـتذلل عـزّةً = وكذاك تنســى في الهوى الاقدارُ
جلّ الذي أذكى بصــفحةِ خـــــدّهِ = ناراً تؤجــــج وقــــــدها الأنظارُ
وأنــارَ صـــبحَ جبــينهِ متوضّـحاً= واللـــيلُ فـــوق جـــبينهِ هــــدّارُ
ثبتــــت عيــونٌ مبصراتٌ طرفهُ= وبخــصرهِ للــــمبصـــراتِ مدار ترفٌ إخــالُ بـــنانــه فـــي كــــفّهِ = مــاءً تــعانـــد طــــبعه الأظــفارُ لبهائهِ خفـــت حلـــومُ ذوي النـهى = واعـــتاد أربــاب الـــنزاقِ وقـارُ
مســحتهُ كــفّ الله حــسناً فانــتهى= غيـــبا تـــكاشف دونـــه الأسرارُ
هـــامت بــهِ عيني فضلت رشدها = وقد امتحنـــتُ ، إلـــيّ يـــا أبرار ردّوا عليّ الرأي حُــــسنَ مشورةٍ = فبمـــثلِ حــــالي يــا اســـاةُ يشارُ
يـــا حيّه الغــربي يا وطـن الصّبا = يـــا بـــرقةً جــعلت لــها الأمطارُ
قامــــت لقـــلبي من ذراكَ قــيامةُ= إذ اشـــرقــت من غـربــكَ الأنوارُ
مِن حســـــنِ أحوى عزّ في اترابهِ = فشـــهودُهُ وإن اتــــــقوا ، فُـــــجّارُ ! ساهٍ ، رسول الحتــفِ لــــينُ قوامهِ= صاحٍ ، ونــــظرةُ عـــينِهِ إســــكارُ مــــا إن كـفى شفتيهِ طيب رحيقها = فـــجرت عـــلى أقـــواسهــنّ عُقـارُ
أبداً ولا رضـــيت ورودُ خــــدودهِ= حـــتى تنـــــفس فـــيهما " ايّـــــارُ للـــــيل ما تطـــــوي ضفائرُ شعرهِ = وضــحاه مــــا قـــد تــنشر الازرارٍُِِ
جاهـــدتُ فيــــكَ لـــذاذةً جـهد التقى = أنّـــى وقـــدّكَ للـــغــوى مــضــمارُ
مـــا كنـــتُ قــد أخــمدتُ منيَ ثورةً = عــــصفت عــــلى أعـــقابها الافكارُ
إلا انكـــساركَ والــــتثـــني والــلمى = ونــــحول خصــــركَ دائــــماً ثـوّا خصمان ما تفنى الحروب إذا التقوا = عـــــقلي الخبــــــيثُ وقـــدّك الجبارُ
يا من وفيــــتكَ إذ خـــفرتَ ضلالةً = هـــا قد أفقــــتُ وجــــازني الإعسـار مـا كــــان ذاك الــــحب إلا ســكرةً = رحــــلت لـــذاذتــــها وحــــلّ خُـمارُ
إن كــان قلبـــي فــــي هواكَ مُحدّثاً = بالوردِ ، أبشر ، قـد مـــحتْهُ قــــــفارُ
واليــــوم أنـــى صــُرّفت عيناي لن = تُلــــفى لــــطـــيفكَ فـــــيهــما آثـــارُ
لــن يسـرق النسرين عطركَ لا ولن = تشــدو بفــــتنة صــــوتــكَ الأطـيارُ
أنــــا لا أحـــبكَ إنـــما هــــي سورةٌ = غـــــرّت فــــؤادي والهــــوى غرّارُ
وإذا ذكـــرتُـــكَ هــــهنا فـــــلأننـــي = مـــا زلــــتُ مـــن عـيني عليكَ أغارُ
ولقد ذكرتــــكَ بالــــطوافِ فريـضةً = وببـــطــن مـــكة تـــغســــلُ الأوزار وأشــرتُ للـــبيتِ العتــــيقِ مُســـلّماً = حتى اســتلمــتُ فـــهاجنــــي استعبارُ
وأخـــذتُ بالأســــتار أدعو ربــــــّّها = ضـــــيقاً ويــــدعو الــــمدمع المدرارُ
يا كاشـــفاً ضـــُرّ الــــورى علما ويا= مـــن لا يُضـــام بـــجنبِ عــزّكَ جارُ
صــلني بنســــيانٍ وفـــــرّج كــربتي = والــــكربُ يصــــحبُ عُسرهُ الإيسارُ
يا حُب امســـتي قد شـــكوتكَ لــلذي = مـــــا إن تضــــيع عنده الأوطارُ
فــي حرمة البــــيت العتيق وسترهِ = قد يســـــتوي الإعــلان والإسرارُ
يا حــــُبّه اشــــكوك لا مــــتناســــياً == لكـــــن نســـيتُ وأدمــعي استغفارُ
حتى إذا تــــركـــت يـــدي اسـتارهُ = ضــــحكت بــــطلعةِ طيفكَ الاستارُ
هـــل لـــي وراء الحـــب منزلةٌ كما = تــــلكَ الــــتي أوحـــى بـها " بشّارُ "
في الله ثـــم الحــــب أرسِـــلُ أدمـعاً= إرسالها مــــا دون ذلــــــك عـــــارُ
هذا زمان الأدعيــــاء وقــــد طـغوا = وافــــتنّ فــــي قـــهر الكبارِ صغار من كل عـــيّ إن ســـما فـــــفهاهةٌ = وإذا ابــــان فـــمكــــثرٌ مــــهــــذارُ
لله كــــم ظــــلموا طــــباع نـفوسهم = والـــناس يعــــدل طبعهم إن جاروا
مــــا هـــزّهـــم حرّ الـــزفير بأنـتي = حـــتى كــــأن قلــــوبهم أحــــــجارُ
عُـــد لي ، فـــقد كثر الـحديث بفرقةٍ = تدمـــي الـــجفون وضرّني الإكثارُ ســـرّت أعـــاديـــنا وأدركَ حــاسدٌ فــــينا مــــناهُ وقلـــــّت الأنـــصارُ
لو كـــنتُ ألــــقى مــــن يعير سلوّهُ = لســــلـوتُ ، لـــو أن الســـلوّ يُـعارُ
لا أشـــتكـــي إلا الــــيــكَ وإنــــمـا = يــــدري بـــفـــعلِ الــخمرةِ الخمارُ
عُــد قد بكت أحجارُ داركَ واشتكت = أن لـيـــــس تـــدركُ كــفك الأسوارُ
منــذ انـــثــنيتَ ونــاظـــرايَ بــقيةٌ = فــاللـــيلُ ســــهدٌ ، والنـــهارُ نـهارُ يهوى خطاك من " الرصيفة" رملها= فإذا نأيتَ مضـــى إليكَ يُثـــــــــارُ فإذا رأى أهل الجــــهالة نـــقـــعــــه = قالوا : ريـــاحٌ حـــملـــهــنّ غـبار ولــقد غـــدا عـــندي الـــمزار وإنما = أنـــى خـــطرن خـــطاك ثـم مزارُ
لو كـــان سُــــخّر للـــديارِ رحـــيلها = لســــعــت وراءك إذ رحـــلتَ ديارُ
مــــاذا علــــيك إذا تــــركــتَ متيماً = يـــرتـــادُ أوهـــاماً ، أكــنتَ تُضارُ ؟
و رفـــعتَ عنهُ ســيف ظلمك رحمةً= أم أنّ ســــيفــــكَ دائــــمــاً بـــــتّارُ
أدري بأنـــــك لـــــــن تعــــود وإنما= هـــذا قضـــاءُ شــــاءه الـــــــــقهارُ
ودّع ولا تــــنــــظر وراءك إنــــــما = لـــــم يـــــبقَ إلا نــــظرةٌُ فــــدمارُ
أنا ما بقى ، لا تنــــظرنّ لـــميــــتتي = وارحل يــــجازي غــــدركَ الغفّارُ


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



صح لسانك يالشاعر العربي


واستمر إلى الامام

تحيتي

لك شاعر الانثى


__________________________________________________ __________
الأخ .. الشاعر العربي


أجد ت وأبدعت..

بيض الله وجهك .. لاهنت

نزف الكتابة.. سراب الماضي

__________________________________________________ __________
صديقيّ ،( شاعر الأنثى ) و( سراب الماضي ) أشكر لكما مروركما وكلماتكما الجميلة وإن شاء الله نبقى على تواصل دائم .

رمضان كريم وكل عام وانتم بخير .

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________