عنوان الموضوع : روايتي الأولى - فيلا الشارع الخامس - رعب - كاملة
مقدم من طرف منتديات الشامل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أعضاءنا المجتهدين
شلونكم ؟؟؟؟
عساكم طيبين

المهم ماراح أطول عليكم , صار لي فترة وأنا أفكر أنزل رواية
تكون من تأليفي , صراحة تحمست لما شفت هالكم الهائل من
الروايات , قلت ليش ما أجرب حظي وأنزل رواية أنا بعد ؟؟
طبعا هذي ما هي أول تجربة لي في كتابة الروايات , سبق وكتبت
روايات كثيرة , بس ظلت حبيسة الأوراق , ولم يقرأها أحد سواي
هع هع
بس هذي الرواية راح تكون أول تجربة لي في المنتدى , أتمنى انها
تعجبكم , وتتفاعلون مع أحداثها .

وقبل لا أبدأ بسرد الأحداث , راح أعطيكم نبذة عن الرواية
طبعا الرواية خيالية وكل أحداثها وشخصياتها من نسج الخيال وليس
لها وجود في الواقع , وكذلك أسماء الشوارع , وأما الأحداث فانها
تقع في فيلا فخمة وسط مدينة لندن الانجليزية , في شارع يطلق
عليه اسم ( الشارع الخامس ) وسوف تكون باللغة العربية الفصحى
وسوف يتخلل الرواية مواقف مرعبة تقع لأبطالها , لذلك أنصحكم
أن تقرأوها وحدكم في غرفة مقفلة , واضاءة خافتة , في الليل
^^^ لزوم الاثارة هع هع ^^ ترا أمزح لاحد يطبق النصيحة

كلمة أخيرة قبل البدء بالرواية
ترا هذي الرواية مجهود شخصي ولا يجوز لأحد أن ينسبها لنفسه
بأي حال من الأحوال لأن هذا من الغش ومن غشنا فليس منا
انتهى ,,,,,,,,,,,

أترككم الآن مع أحداث الرواية ,,,,,,,,,,,,

*** فيلا الشارع الخامس ***

مدخل للرواية ,,,,,,,,,

نحن الآن في مدينة لندن قبل 20 عاما , وتحديدا في شارع
يقع في وسط المدينة يسمى ( الشارع الخامس ) .
وقد اصطفت على جانبي الشارع الكثير من المنازل والمتاجر الصغيرة
بالاضافة الى بعض المنازل ذات البناء الفخم , وكان من بين هذه
المنازل الفخمة , فيلا مكونة من طابقين , وكان تصميمها غاية في
الجمال , يعرف الناظر اليها من الوهلة الأولى أن أصحابها في غاية
الثراء , فعندما تدخل من بوابتها تقابلك حديقة غناء واسعة , تحيط
بالفيلا , أما بناء الفيلا من الداخل فقد كان عبارة عن صالة واسعة
ينتشر على جوانبها الكثير من الغرف, ويتوسطها درج يؤدي للطابق
العلوي , وفي الجهة الأخرى للصالة وهي الجهة المقابلة للدرج يوجد
ممر صغير يوصل للمطبخ , وثمت باب يقع في نهاية المطبخ يوصل
للحديقة , أما الدرج فقد صمم بشكل جميل , فعلى جانبيه كانت
قضبان الدرابزين مطلية باللون الذهبي البراق , وما ان تصل للطابق
العلوي حتى تقابلك صالة واسعة تنتهي بممر يفضي الى غرف النوم ,
كل غرفة من غرف النوم كان يوجد بها حمام , وكذلك كان يوجد
بها براندا تطل على الحديقة .
كانت الفيلا ملكا لعائلة ثرية تدعى عائلة ( روبنسون ) وكان
الجد الأكبر هو من بنى هذه الفيلا ومن ثم أصبحت ميراثا يتوارثه
الأبناء والأحفاد , حتى آلت أخيرا الى شاب يدعى ريتشارد روبنسون , يبلغ من العمر39عاما , وهو آخر فرد في العائلة , والوريث الوحيد للفيلا , وقد كان متزوجا من شابة حسناء تدعى
كاترين , تبلغ من العمر 20عاما, وكان يحبها حبا شديدا , وهي أيضا كانت تحبه بشده , وقد مضى على زواجهما خمس سنوات , الا أنهما لم يرزقا بأطفال .
وعلى الرغم من حبهما للأطفال ورغبتها في انجاب طفل , الا أن تأخر
الانجاب لم يكن ليؤثر على حبهما لبعضهما البعض .
كان يقع بالقرب من الفيلا منزل تملكه أرملة تعيش فيه وحدها , وتدعى هيلين , وكان منزلها يقع في الجهة المقابلة للفيلا , وكانت نافذة غرفة نومها مواجهة لبوابة الحديقة , مما يمكنها من رؤية السيد
ريتشارد عند خروجه من الفيلا وعودته , وقد كان السيد ريتشارد
يتمتع بالوسامة والجاذبية التي تجعل كل امرأة تراه تقع في غرامه , وقد
رأته الأرملة هيلين عدة مرات , بعضها كان فيها بمفرده , وبعضها كان
فيها بصحبة زوجته .
كانت هيلين تشعر ببعض الحقد تجاه كاترين كلما رأتها بصحبة السيد
ريتشارد , فقد بدت لها فتاة مدللة وساذجة , ولا تستحق أن تكون زوجة لرجل مثل السيد ريتشارد . فكما يبدوا عليها انها فتاة
حمقاء ولا تجيد تدبير أمورها , فان وقعت ثروة السيد ريتشارد في
يدها فسوف تضيعها بكل سهولة بسبب سوء تدبيرها .
هذه كانت نظرة الأرملة هلين لكاترين , ولم يكن سببها الا لشعورها بالغيرة منها .
من خلال مراقبة الأرملة هيلين للسيد ريتشارد فقد لاحظت أنه كثيرا
مايسافر , فقد كانت تراه بين فترة وأخرى يغادر الفيلا بصحبة زوجته ومعهم حقائب سفر , فظنت في البداية أنهما يسافران للنزهة
الا أنها لاحظت أن السيدة كاترين كانت تعود للفيلا قبل يوم واحد
من عودة السيد ريتشارد , فقررت أن تبحث في هذا الأمر , وفعلا استطاعت ببعض الحيل أن تصل الى خادمة السيدة كاترين
فجرتها في الكلام حتى عرفت منها كل شيء .
فالسيد ريتشارد كان يسافر من فترة لأخرى لأجل العمل , فتضطر
زوجته كاترين أن تذهب للاقامة عند أختها وزوج أختها ريثما يعود
زوجها ريتشارد من سفره , وجميع الخدم يأخذون اجازة , وقبل
يوم واحد من عودة السيد ريتشارد من السفر يعود الخدم الى الفيلا
لتنظيفها وتجهيزها لاستقبال السيد ريتشارد ويكون ذلك تحت اشراف زوجته كاترين .
عندئذ بدأت هلين تفكر بطريقة تمكنها من الوصول الى قلب ريتشارد
والاستحواذ عليه , ولكن قبل ذلك عليها أن تتخلص من زوجته
كاترين ليصفو لها الجو , فبدأت تعد خطة لذلك , ولكنها تحتاج الى
مساعدة من شخص ما , وبعد تفكير طويل , وجدت الشخص
المناسب , انه ابن عمها جوزيف , وهو شاب وسيم يبلغ من العمر35عاما , وقد سجن عدة مرات لارتكابه جرائم سرقة وسطو على
المنازل .
كانت هلين تعلم أن ابن عمها جشع جدا , ولن يقبل أن يساعدها
بالمجان , ولذلك كانت خطتها تقتضي بأن يقوم جوزيف بتمثيل دور
العاشق أمام كاترين لتقع في غرامه , عندئذ تخون حبها لريتشارد
فيطلقها , حينها تبدأ هي بلعبتها , فتنسج خيوطها العنكبوتية حول
ريتشارد ليقع في غرامها ويتزوجها , بعدها تدبر حيلة تتخلص بها من
جوزيف .
لم يكن من الصعب عليها اقناع جوزيف بمشاركتها في هذه الخطة
فقد كانت على يقين من أن جوزيف بمجرد أن يرى كاترين سيقع
في غرامها , خاصة وأن كاترين كانت تتمتع بالكثير من الجمال الذي
يجذب أي رجل ويخطف قلبه وعقله , ليذوب في حبها , ويصبح
متيما بها .
وهكذا عزمت هيلين أمرها , واتصلت بابن عمها تدعوه الى بيتها
لاحتساء فنجان من القهوة , كبداية لعقد الاتفاق .

يتبع ,,,,,,,


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

,,,,,,,, الفصل الأول ,,,,,,,,,,

وصل جوزيف الى منزل ابنة عمه هيلين , فاستقبلته بكل ترحيب
وأدخلته غرفة الجلوس , وقدمت له القهوة .
رشف رشفتين من فنجانه ثم سألها قائلا :أخبريني الآن يا ابنة عمي
مالذي تريدينه مني ؟! فليس من عادتك أن توجهي لي دعوة الى
منزلك لاحتساء القهوة .
تبسمت هيلين بخبث وعللقت على كلام جوزيف قائلة :يعجبني
ذكاءك وفطنتك يا ابن عمي , هذا صحيح , هناك سبب جعلني
أتصل بك وأطلب رؤيتك .
جوزيف : وماهو هذا الأمر ؟؟
هيلين : أريد أن أعقد معك صفقة .

أطلق جوزيف قهقهة ثم قال ساخرا : صفقة هههه , وهل ترينني
رجل أعمال لتعقدي معي صفقة ؟؟
أجابته هيلين ببرود : لا لست رجل أعمال , بل محتال تجني
الأموال من خلال السرقة والنصب والاحتيال .
نهض جوزيف من مقعده وصاح بانفعال قائلا : هيلين , أجئت
بي الى هنا كي توجهي لي الاهانات ؟؟؟؟؟
فقالت له هيلين وهي لاتزال على برودها : أنت من بدأ بالسخرية
أولا , وعلى كل حال سوف أختصر عليك المسافة وأخبرك بما أريده
بدون مقدمات .
قال جوزيف بنفاد صبر : ماذا لديك ؟
أجابته هيلين بضجر : اجلس ودعنا نتحدث .
تأفف جوزيف ثم جلس ليسمع ما ستقوله له هيلين .

فأخذت هلين تحدثه عن السيد ريتشارد وثرائه الشديد وعن زوجته
الحسناء كاترين وجمالها الفتان , وعن رغبتها بالتفريق بينهما .
وكان جوزيف يستمع اليها بصمت , ويحدث نفسه قائلا ( يالسخافة
عقول بعض النساء , أتفعل كل هذا من أجل رجل وقعت في غرامه
؟؟؟؟؟؟)
بعد أن انتهت هيلين من كلامها سألها قائلا : ومالذي سأجنيه أنا
من مشاركتك في هذه اللعبة ؟
ابتسمت هيلين بخبث وقالت : فائدتين : الأولى أنك ستحظى
بقلب كاترين الجميلة الفاتنة , والثانية هي الثروة التي ستحصل عليها
ان أنت ارتبطت بها بعد أن يطلقها ريتشارد .
نظر اليها جوزيف ببلاهة ثم قال :اذا كان ريتشارد سيطلقها فمن أين
لها بالثروة ؟؟؟؟؟؟؟!!!!
فقالت هيلين : أيها الأحمق , أنسيت بأنها زوجته ومدللته , حتما
أنه قد كتب لها بعض أملاكه باسمها , فان استطعت انت ان تسيطر على مشاعرها حينئذ يمكنك أن تجني من ورائها ثروة .
ابتسم جوزيف وأخذ ينظر الى هيلين باعجاب وقال : لم أعلم
بأنك بهذا الذكاء ياابنة عمي , حسنا أخبريني , ماهي خطتك ؟
فقالت هيلين : أولا سأحاول التقرب من كاترين وأعقد معها صداقة
ثم أعرفك عليها , ثم تبدأ أنت بالخطوة التالية وهي الايقاع بها
لتقع في غرامك , وبالتدريج تبدأ في كره زوجها والابتعاد عنه , ومن
ثم ندفعها لتطلب منه الطلاق .
ابتسم جوزيف وقال بخبث : انك بالفعل شيطانة ماكرة .
فردت عليه هيلين بخبث أيضا قائلة : لن أكون أمكر منك .
بعدها أطلق الاثنان ضحكة شيطانية , ثم بدآ باعداد خطة محكمة
للايقاع بكاترين .

في تلك الأثناء كانت كاترين تشاهد التلفاز مع زوجها ريتشارد في صالة الطابق السفلي
ولم يكونا يعلمان شيئا عن المؤامرة التي تحاك ضدهما .
كان ريتشارد ينظر الى ساعته من وقت لآخر , وقد لاحظت كاترين
ذلك فسألته باستغراب قائلة : مابك عزيزي تنظر الى ساعتك
من وقت لآخر , هل تنتظر مكالمة ما ؟؟؟؟؟!
فابتسم ريتشارد ابتسامة جذابة وقال : لا ياعزيزتي , لا أنتظر
مكالمة وانما أنتظر شخصا .
وقبل أن تسأله كاترين عمن يكون هذا الشخص الذي ينتظره , قرع
جرس الباب , وما ان فتحته الخادمة حتى أطل رجلان يحملان
صندوقا خشبيا كبيرا , فاستقبلهما السيد ريتشارد وطلب منهما أن
يدخلا الصندوق الى احدى غرف الطابق السفلي .
ثم التفت الى زوجته وقال لها باسما : عزيزتي أرجوا منك أن
تنتظري هنا لدقائق .
قال عبارته ثم تركها ولحق بالرجلين الى داخل الغرفة التي أمرهما
بأن يضعا الصندوق فيها , فدخل الى الغرفة وقبل أن يغلق الباب
التفت الى زوجته كاترين وأرسل اليها قبلة في الهواء .

بعد دقائق غادر الرجلين المنزل فيما طلب ريتشارد من كاترين أن
تغمض عينيها , ففعلت , فأمسك بيدها وقادها الى داخل الغرفة
ثم طلب منها أن تفتح عينيها , وما ان فتحتهما حتى وقع بصرها على
بيانو كبير يتوسط الغرفة .

كانت مفاجأة كبيرة لكاترين , لم تتمالك نفسها من فرط سعادتها بهدية
زوجها , فوثبت بين أحضانه تقبله وتشكره على هذه الهدية التي
لم تكن تتوقع ان يهديها اياها .

مضطرة أوقف هنا , وراح أنزل الفصل الثاني باذن الله متى ما سمحت لي الفرصة .

أتمنى اني ألاقي تفاعل منكم , وتشجيع .


__________________________________________________ __________
كملي مرة ححمآآآس ،،

وديَ ،،،

__________________________________________________ __________
,,,,,,,,,,, الفصل الثاني ,,,,,,,,,,

ذات صباح خرج السيد ريتشارد الى عمله كالعادة , وكانت هيلين
تراقبه من نافذة غرفة نومها , فوجدت أن الفرصة سانحة لتبدأ
أولى خطوات لعبتها الماكرة للتفرقة بين الزوجين , فقررت أن تقوم
بزيارة ودية للسيدة كاترين بغرض التعرف عليها , فذهبت الى
المطبخ وأعدت قالبا من الكعك لتأخذه معها كهدية للقاء الأول .

كانت كاترين في غرفة نومها تمارس بعض التمارين الصباحية الخفيفة
عندما طرقت عليها خادمتها الباب لتعلمها بأن جارتها الأرملة التي
تقطن في المنزل المقابل قد جاءت لزيارتها , عندها شعرت كاترين
ببعض الانزعاج من هذه الزيارة المفاجئة , فحدثت نفسها قائلة
( أعجب من تصرفات بعض النسوة التي تفتقر للباقة والتهذيب ,
أما كان يجدر بها أن تأخذ اذنا قبل أن تقوم بهذه الزيارة على هذا
النحو المفاجئ ؟؟؟!!)
وعلى الرغم من انزعاجها الشديد من زيارة هيلين الا أنها رأت أنه
من غير اللائق أن تترك ضيفتها في الأسفل دون أن تستقبلها وتظهر
لها بعض الترحيب من باب اللباقة , لذلك طلبت من خادمتها أن
تحسن ضيافة جارتها ريثما تغتسل وتبدل ملابسها .

في غضون دقائق كانت كاترين تنزل الدرج لاستقبال ضيفتها التي
كانت تجلس على الأريكة في الصالة وأمامها فنجان قهوة , وما ان
رأتها هيلين حتى وقفت بكل تهذيب وأخذت تبتسم , وحين اقتربت
منها كاترين ووقفت أمامها , أخذت هيلين تقدم نفسها بطريقة لبقة
ثم بدأت تعتذر لأنها قامت بزيارتها بهذا الشكل المفاجئ .

كان أسلوب هيلين المهذب ولباقتها كفيلين بتغيير نظرة كاترين اليها,
فبعد أن كانت قد أخذت عنها فكرة أنها من صنف النساء الفضوليات
والثرثارات , أصبحت تراها انسانة راقية ترتاح اليها النفس .

وهكذا رحبت كاترين بزيارة هيلين , وبدأت تتحدث معها وتتعرف
عليها .
لم تكن هيلين ترغب بأن تتحدث عن نفسها كثيرا حتى لاتبدو ثقيلة
الظل , لذلك بدأت تتحدث عن معرفتها بعائلة روبنسون فقالت :
أنا أعيش في هذه المنطقة منذ ما يقارب الثمان سنوات , وكنت
أعرف بعض أفراد عائلة زوجك السيد ريتشارد , وكنت قد سمعت
من زوجي بأن لهم ابنا يعيش في فرنسا.

ابتسمت كاترين عندما ذكرت هيلين اسم فرنسا وقالت : هذا
صحيح , فريتشارد كان يعيش في فرنسا, وهناك التقينا وتزوجني
فوالدي قد استقر في فرنسا منذ كنت طفلة صغيرة , فنشأت
هناك .
فقالت هيلين : لقد لاحظت بأن لكنتك غريبة بعض الشيء.
ابتسمت كاترين بدورها وتابعت تقول : كان والدي رجل أعمال
معروف في فرنسا وكذلك ريتشارد , فوقعا عقد شراكة بينهما في
احدى الصفقات , وذات يوم جاء ريتشارد الى منزلنا في زيارة
لوالدي , ورآني مصادفة , فأعجب بي , وبعد مدة طلب يدي
للزواج .
صمتت كاترين وأخذت تسترجع في مخيلتها ذكرى زواجها من ريتشارد.

أما هيلين فقد أخذت ترمقها بنظرة حاقدة وتقول في نفسها ( لو لم
يذهب الى فرنسا لم يكن ليلتقي بهذه الفتاة البائسة ويتزوجها .)
ثم أخذت تتصنع المرح وقالت :واضح أنكما سعيدين مع بعضكما
أرجو لكما التوفيق .
ثم نظرت الى قالب الكعك الذي أحضرته معها وقد كان موضوعا
على الطاولة أمامها , فضربت جبينها قائلة : أووه يالحماقتي نسيت
أن أذوقك من الكعك الذي صنعته , لم أعرف ماذا يمكنني أن أقدم
لك كهدية في لقاءنا الأول , فصنعت قالب الكعك هذا , أرجو أن
يعجبك .
أخذت كاترين قطعة وتناولتها ثم قالت بابتهاج : انها لذيذة بالفعل ,
يبدو أنك طاهية ماهرة !
ضحكت هيلين ثم قالت بامتنان مصتنع : يسعدني كثيرا قولك هذا
وشكرا لك على اطراءك .
ثم نظرت الى ساعتها ووقفت وهي تقول : اسمحي لي بالانصراف .
نهضت كاترين بدورها وأخذت تقول : لايزال الوقت مبكرا على
الانصراف , أرجوك ابقي فزيارتك قد أسعدتني كثيرا .
ابتسمت هيلين بخبث وقالت : لا بأس ياعزيزتي , ستكون بيننا
زيارات كثيرة , فأنا أيضا قد ارتحت اليك وأشعر بأننا سنصبح
صديقتين .
فقالت كاترين موافقة : وأنا أيضا لدي الشعور نفسه , وكم تسعدني
صداقتك .

غادرت هيلين فيلا السيد ريتشارد وهي تشعر بنشوة الانتصار
فقد تحقق لها مرادها , واستطاعت من أول زيارة لها للفيلا أن
تكسر الحواجز بينها وبين كاترين , وبذلك أصبح الطريق لتنفيذ
خطتها سالكا , ولم يبقى عليها سوى الاعداد للخطوة التالية وهي
التقاء جوزيف بكاترين , ولكن عليها قبل ذلك أن توثق صداقتها
بكاترين حتى ترتاح اليها ولا تشك في أمرها .

ما ان وصلت هيلين الى منزلها حتى أجرت اتصالا بجوزيف تخبره
بالانجاز الذي حققته في زيارتها الأولى لجارتها الشابة .
فرح جوزيف بهذه الأخبار كثيرا , فقد بات لقاءه بالشابة الحسناء
وحصوله على الثروة قريبا جدا .

بالنسبة لكاترين فقد كانت تشعر بسعادة كبيرة بعد لقاءها بهيلين,
فبعد زواجها من ريتشارد عاشا في فرنسا مدة أربع سنوات , ثم
قرر ريتشارد أن يعود الى انجلترا ليستقر فيها , وأخبرها أن عائلته
تمتلك فيلا في وسط مدينة لندن , وأنه ينوي العودة والاستقرار
في مسقط رأسه .
لم ترحب كاترين بالفكرة في بداية الأمر , لأنها لا تريد أن تفترق
عن عائلتها , ولكنها وافقت عليها من أجل ريتشارد , كما أن وجود
شقيقتها في لندن قد هون عليها الأمر قليلا , ولكنها فوجئت بأن
منزل شقيقتها يبعد عن منزلها كثيرا ,كما أنها لم تكن ترتاح لزوج أختها , ولكنها كانت تضطر للاقامة في بيتهم أثناء سفر زوجها ريتشارد , وقد مضت سنة منذ استقرارها مع زوجها في لندن .

مع الأيام توطدت أواصر الصداقة بين هيلين وكاترين , لدرجة
أنهما كانتا تخرجان معا الى السوق .
كان ريتشارد سعيدا لأن زوجته قد وجدت أخيرا صديقة تؤنس
وحدتها , فكان كلما استأذنته زوجته للخروج مع جارتها لايمنعها
من ذلك طالما أن هذا الأمر يسعدها .

يتبع ,,,,,,,,,,


__________________________________________________ __________
,,,,,,,,,, الفصل الثالث ,,,,,,,,,,,,

ذات يوم خرجت كاترين بصحبة جارتها الأرملة هيلين الى السوق
وبينما هما تتسوقان , اذ برجل ملثم يقترب من كاترين ويسحب
منها حقيبة يدها ويفر هاربا , عندها أطلقت كاترين صرخة ,
في حين صاحت هيلين قائلة : لص , أرجوكم أمسكوا به لا تدعوه
يهرب .
في تلك الأثناء كان رجل يقف على مقربة منهم , وما ان رأى اللص
يسرق الحقيبة ويركض بها حتى تبعه بسرعة فائقة , واستطاع أن
يمسك به , فأخذ يضربه بشدة , فيما كان اللص يتأوه ألما من ضربات الرجل الموجعة .
وقد حصل كل ذلك على مرأى من الناس الذين تجمهروا حول
الرجلين يراقبون مايحدث .
وفيما كانت هيلين وكاترين تراقبان مايجري , أخذت هيلين تدقق
في ملامح الرجل الذي كان يضرب اللص بلا رحمة , وعندما عرفته
صاحت باندهاش قائلة : جوزيف ,,!!!!

فركضت باتجاهه ولحقتها كاترين , وعندما وصلتا اليه كان اللص يطلق
صيحات الألم ويرجووه أن يتركه وشأنه , الا أن جوزيف كان
مستمرا في ضربه دون هواده .
واللص يردد بألم : أرجوك دعني لن أعود للسرقة ثانية , آآآآآآآه
لقد كنت جائعا جدا ولا أملك المال لشراء الطعام آآآآآآآه .
فصرخ به جوزيف قائلا له بتنديد : هذا ليس مسوغا لسرقة
الآخرين واخافتهم كما فعلت مع هذه الآنسة المحترمة .
حينها اقتربت منه كاترين وقد شعرت بالأسى على هذا اللص المسكين
الذي دفعه الجوع للسرقة فقالت موجهة حديثها الى جوزيف :لا بأس
أيها السيد اتركه أرجوك , فقد وعد بألا يعود لمثلها ثانية , ولولا
الجوع لما اضطر الى فعل ذلك , لقد سامحته أرجوك اتركه .

أخذ الجميع ينظرون الى كاترين باستغراب شديد فكيف لها أن
تصدق ادعاءات هذا اللص , مؤكد أنه يقول ذلك ليفلت من العقاب .
أما هيلين فقد أخذت تبتسم بينها وبين نفسها في خبث وتقول :
لم أخطئ حين قلت عنها أنها ساذجة , فقد انطلت عليها الحيلة
بسهولة .
بينما كان جوزيف ينظر الى كاترين بانبهار ويقول في نفسه : لقد
صدقت هيلين عندما وصفتها بالفاتنة , انها بالفعل آية في الجمال ,
والرقة .
صمت قليلا ثم أردف يقول : ولكنها غبية للغاية .
ثم نظر الى اللص وقال له بلهجة تهديد ووعيد : لقد كنت محظوظا
هذه المرة بوجود هذه الآنسة الطيبة , ولذلك سأتركك ترحل
بسلام , ولكن ان عدت لمثلها لن يمنعني أحد من أخذك الى مركز
الشرطة لتنال عقابك الذي تستحقه , هيا اغرب عن وجهي .

ما ان حرر جوزيف يد اللص من يده حتى نهض اللص بارهاق
وأخذ يسير ببطء شديد من جراء الضرب الذي تعرض له , وظل
يسير حتى توارى عن الأنظار , فيما أخذت كاترين تلاحقه ببصرها
حتى اختفى تماما , ثم انتبهت على جوزيف الذي كان يكلمها وهو
يمد لها بالحقيبة قائلا : تفضلي ياآنسة حقيبتك .
ابتسمت كاترين ومدت يدها لتأخذ الحقيبة ثم قالت بامتنان :
أشكرك كثيرا على موقفك النبيل أيها السيد , انك بالفعل رجل
شهم وشجاع .
ابتسم جوزيف وأخذ يتصنع الخجل من اطراءها , ثم التفت الى
هيلين وتظاهر بالاندهاش لرؤيتها ثم قال : آه هيلين كيف حالك؟
لم أتوقع أقابلك هنا .
فردت عليه هيلين بهدوء قائلة : وأنا أيضا لم أكن أتوقع رؤيتك .
ثم التفتت الى كاترين وقالت لها : كاترين دعيني أقدم لك جوزيف
ابن عمي .
ثم التفتت الى جوزيف وقالت له : أقدم لك جارتي وصديقتي
السيدة كاترين روبنسون _ وقد تعمدت أن تشدد على كلمة
( السيدة )_ حينها قال جوزيف متظاهرا بالاحراج :أووه
آسف حقا , اعذريني ياسيدتي .
فابتسمت كاترين بلطف وقالت : لا بأس لا عليك أبدا ,
ولا حاجة لأن تعتذر .

حينها وجدها جوزيف فرصة ودعا الاثنتين لاحتساء فنجان من
القهوة على حسابه , فرحبت كل من هيلين وكاترين بالأمر .

وهكذا تمكنت هيلين بمساعدة ابن عمها جوزيف من تنفيذ الجزء
الثاني من خطتهما الشريرة , وقد شاركهما في تنفيذها شاب يدعى
لوكاس , وهو من قام بدور اللص , وقد كان لوكاس صديقا
لجوزيف , وقد شاركه في كثير من أعمال السرقة , وكان اللقاء
الأول بينهما قبل ثلاث سنوات , حيث التقيا في السجن , ومن
حينها نشأة بينهما صداقة امتدت حتى لحظة تنفيذ هذه الخطة .
وكان كلا من هيلين وجوزيف قد وعد لوكاس بالحصول على
الكثير من المال بمجرد أن تنجح خطتهما .
الا أن لوكاس لم يكن يطمع بالمال بقدر ماكان يطمع بالزواج من
هيلين , فمنذ أول لقاء بينهما شعر بالحب تجاهها , ولكنه كان مترددا
بطلب يدها للزواج , فلا يمكن أن توافق هيلين على الارتباط
برجل له سوابق في سجلات الشرطة , ولكنه وافق على مساعدتهما
في خطتهما هذه لكي يكون قريبا منها , عله يحظى باعجابها , لا سيما
وأنه كان يجهل تماما السبب الحقيقي وراء هذه الخطة , فكل
مايعرفه هو أن السيدة كاترين متزوجة من رجل ثري جدا , فان
استطاع جوزيف أن يدخل معها في علاقة غرامية فقد يحصل منها
على الكثير من المال .

مضت الأيام والصداقة بين هيلين وكاترين تزداد يوما بعد يوم ,
فكانت ثقة كاترين بهيلين تزداد أكثر فأكثر , وكانت هيلين كلما
اجتمعت مع كاترين تكثر من التحدث عن ابن عمها جوزيف ,
وتصف شجاعته ومروءته ونبل أخلاقه , وذلك لكي تزيد من
اعجاب كاترين به .
ثم بدأت في تنفيذ خطوتها الثالثة من الخطة , فعرضت على كاترين
أن تأتي للاقامة عندها أثناء سفر زوجها بدلا من قطع مسافة طويلة
للذهاب الى بيت أختها , لا سيما وأنها تعيش وحدها وليس معها
أنيس يؤنس وحدتها .
شعرت كاترين في قرارة نفسها بتقبل للفكرة , ولكنها لم تكن واثقة
من تقبل زوجها للموضوع , الا أنها قررت أن تفاتحه بالأمر وتحاول
اقناعه , خاصة وأنه يعرف بأنها لا ترتاح كثيرا في بيت أختها .
وبالفعل بدأت كاترين بمحاولة اقناع ريتشارد بأن يسمح لها بالمبيت
عند جارتها هيلين طوال فترة سفره , فرفض ريتشارد في البداية
فمهما كانت قوة الصداقة التي تربط بين هيلين وكاترين الا أن هيلين
تبقى غريبة عنهم , ولكن الحاح كاترين كان يضعفه كثيرا , فهو
لا يستطيع أن يرفض لها طلبا , وفي النهاية وافق على طلبها .

وهكذا احرزت هيلين تقدما كبيرا في خطتها , وأصبحت كاترين
تبيت عندها في بيتها كلما سافر ريتشارد الى عمله , وكانت هيلين
تتعمد دعوة جوزيف لتناول العشاء معهما , حتى يتمكن من التقرب
الى كاترين أكثر , وقد كان جوزيف بارعا في اظهار عواطفه تجاه
كاترين, فيغدقها بالمشاعر الفياضة والكلام المعسول الذي يذيب
قلب أي امرأة ويجعلها تقع في مصيدته الغرامية بكل سهولة .

مع الأيام بدأت كاترين تميل الى جوزيف , وتعشقه بجنون ,
فقد كانت ترى فيه الرجل الذي تتمناه كل فتاة حتى وان كانت
متزوجة , صحيح أن ريتشارد لم يكن يبخل عليها بأي شيء تطلبه
الا أنها كانت تشعر بأنه بارد في مشاعره , ولا يستطيع أن يشبعها
عاطفيا .


يتبع ,,,,,,,,,,


__________________________________________________ __________
,,,,,,,,, الفصل الرابع ,,,,,,,,,

وصلت العلاقة الغرامية المحرمة بين جوزيف وكاترين الى أوجها ,
حيث كانت كاترين تستغل غياب زوجها ريتشارد عن الفيلا كلما
سافر , بالاضافة الى غياب الخدم , فتقوم باستقبال جوزيف
في بيتها , وتمكنه من نفسها , وكان ذلك كله يقع على علم من هيلين
التي كان لها دور كبير في تطور العلاقة بين الاثنين , عندها بدأت
تعد العدة لتنفيذ الجزء الرابع من الخطة , فنصبت كمينا للعاشقين
الغافلين , لكي تتخلص منهما معا , وقد طلبت مساعدة لوكاس
في تنفيذ هذا الجزء من خطتها , وأقنعته بأنه من الأفضل ان تكون
القسمة بين اثنين بدلا من ثلاثة .

كانت خطتها تقتضي بأن يكشفا سر العلاقة الغرامية بين جوزيف
وكاترين أمام ريتشارد , عندئذ سيحظيان بمكافأة مالية كبيرة منه ,
كانت هذه هي الخطة التي رسمتها مع لوكاس , لتدفعه الى مساعدتها,
وأما خطتها الأصلية فقد كانت تختلف عن ذلك تماما .
فبعد أن تكشف أمر جوزيف وكاترين أمام ريتشارد , تبدأ بنسج
خيوط العنكبوت حول ريتشارد لتسيطر عليه , فتقوم باقناعه
بالتخلص من الاثنين , بعد ذلك تتخلص من لوكاس , حينئذ
تخلو لها الساحة , فتبدأ باغراء ريتشارد ليقع في غرامها ويتزوجها
وبذلك تستطيع الحصول على ثروته دون أن ينازعها عليها أحد .

كانت خطة محكمة ولكنها تحتاج الى تنفيذ دقيق , وما ان عاد السيد
ريتشارد من سفرته الأخيرة حتى بدأت هيلين بتنفيذ خطتها ,
فطلبت من لوكاس أن يتصل بالسيد ريتشارد على أنه فاعل خير
ويحاول بقدر الامكان أن يغير صوته حتى لايشك فيه السيد
ريتشارد اذا ما التقيا , وطلبت منه أن يخبره بأن رجلا يتردد على
الفيلا كل ليلة عندما يكون هو مسافرا .

في البداية لم يكن السيد ريتشارد يلتفت لهذه الاتصالات , ولا
يعطي الأمر أي أهمية , فقد كان واثقا بزوجته الى أبعد حد , ولا
يمكن أن يصدق بأنها يمكن أن تخونه مع رجل آخر .
وقد كانت هيلين على يقين من أن السيد ريتشارد سيتجاهل
الاتصالات , ولكنها أرادت أن تشوش أفكاره وتدخل الشك الى
نفسه تجاه زوجته .

بعد ذلك بدأت تبتعد عن كاترين , وتقلل من زياراتها للفيلا ,
بحجة ان ذلك من مصلحة كاترين وجوزيف حتى لا ينتبه ريتشارد
الى علاقتهما , هذا ما أقنعت به هيلين كلا من جوزيف وكاترين ,
ولكنها في حقيقة الأمر كانت تعد العدة لتضرب ضربتها القاضية .

فذات يوم اتصل لوكاس بريتشارد وتحدث اليه دون أن يغير صوته
وطلب لقاءه لأمر مهم جدا , وعندما ذهب ريتشارد للقاء لوكاس
فوجئ بوجود هيلين وقد بدت واهنة وحزينة جدا , ثم بدأ لوكاس
بالحديث قائلا :أعتذر عن ازعاجك ياسيد ريتشارد ولكن الأمر
الذي طلبتك لأجله لا يحتمل التأجيل .
فقال ريتشارد بارتياب :وما هو هذا الأمر الذي لا يحتمل التأجيل؟
فقال لوكاس : في البداية دعني أقدم لك نفسي , أنا أدعى لوكاس
وأنا شقيق هيلين .
أخذ السيد ريتشارد ينقل بصره بين الاثنين بشك ويقول في نفسه: عجبا !! لا أرى شبها بينهما .
الا أنه تجاهل الأمر ثم سأل قائلا: حسنا , وماذا بعد ؟
فقال لوكاس : ان الأمر يتعلق بشقيقتي هيلين , فهي أرملة كما
تعلم , وقد تقدم ابن عمي لخطبتها ووافقت عليه وقد أحبته بجنون.
فزفر السيد ريتشارد بضيق ثم قال بنفاد صبر: وما علاقتي أنا
بذلك ؟؟
فقال لوكاس :من فضلك ياسيدي اسمعني للنهاية , وان لم يعجبك
كلامي يمكنك الانصراف .
فلزم السيد ريتشارد الصمت على مضض فيما تابع لوكاس حديثه
قائلا : كان ابن عمي متيما بحب شقيقتي الى أبعد حد , وقد اتفقا
على الزواج في عطلة الربيع , وقبل فترة ذهب ابن عمي في زيارة
لبيت شقيقتي هيلين , والتقى هناك ب,,
صمت لوكاس وأخذ يتصنع الارتباك فيما أخذ ريتشارد يستحثه على
المتابعة وقد بدا عليه الاهتمام .
حينها تابع لوكاس حديثه قائلا : كان كل شيء على مايرام الى
أن التقى ابن عمي بزوجتك السيدة كاترين في منزل شقيقتي , من
بعدها بدأ يتغير ,,
فقاطعه السيد ريتشارد بحدة قائلا : مالذي تعنيه بقولك أنه بدأ
يتغير ؟؟؟؟!!!!
ثم أشار الى لوكاس باصبعه السبابة قائلا له بلهجة تهديد :ان كنت
تنوي أن تتحدث عن زوجتي بسوء فانني أحذرك .
عندها قالت هيلين ببرود : ومالذي يدعوك الى الظن بأنه سيتحدث عن زوجتك ؟؟ لقد كان يتحدث عن خاطبي .

حينها بدا الارتباك على السيد ريتشارد ولم يعرف بماذا يجيب ,
فانفعاله لم يكن له الا تفسير واحد , وهو أنه قد بدأ يشك في
أن كاترين تخونه مع شخص آخر .

كانت هيلين تدرك ذلك جيدا , ولذلك أومأت للوكاس بأن يتابع
حديثه , ليضرب على الوتر الحساس .
فتابع لوكاس قائلا : لقد بدأت مشاعر ابن عمي تجاه شقيقتي تتغير,
أصبح باردا في عواطفه معها , وجافا جدا في علاقته بها , ولم يعد
يحبها كالسابق , وقد لاحظت ذلك أنا أيضا , لذلك قررت أن
أراقبه , وعندئذ عرفت سبب تغيره .

كان السيد ريتشارد ينصت الى كلام لوكاس وقلبه يخفق بشدة ,
وكل ما يخشاه هو أن يكون حدسه صحيحا , حينها بدأ يفكر
بجدية في تلك الاتصالات المجهولة المصدر ,والتي كان صاحبها
يلمح له عن وجود خيانة زوجية , بالاضافة الى تبدل أحوال زوجته
التي لاحظها خلال الأسابيع الماضية , فقد بدت باردة المشاعر على
غير عادتها , خاصة عندما يعود من السفر , فلم تعد تظهر له ذلك الاشتياق واللهفة الى لقاءه كما كانت تفعل من قبل , ولم يعد
يبدو عليها الحزن والضيق اذا ما أخبرها بأنه سوف يسافر كما في
السابق , كل هذه الأحداث بدأت تتضارب في ذهن ريتشارد ,
فتركت في نفسه خليطا من الشعور المتضارب بين التصديق
والتكذيب .
رمى لوكاس بظرف على الطاولة أمام السيد ريتشارد , مما جعله
ينتبه من شروده , فيما تابع لوكاس حديثه قائلا : هذا ما وصلت
اليه من خلال مراقبتي لابن عمي الخائن , ستجد في هذا الظرف
الدليل القاطع على صدق كلامي , ولا يهمني ان صدقتني أو لم
تصدق , المهم عندي هو أن أثأر لشقيقتي من ذلك الحقير ,
وأنتقم لكرامتها .

أنهى لوكاس كلامه ثم أمسك بيد هيلين , ونهضا من مقعديهما ,
وغادرا المكان , فيما ظل ريتشارد جالسا في مكانه يحدق في الظرف
الذي تركه له لوكاس على الطاولة , وقلبه يخفق بشدة خوفا مما
يمكن أن يجده فيه .
وفي النهاية أخذ الظرف وغادر المكان عائدا الى بيته .
وعندما وصل الى الفيلا , دخل الى مكتبه في الطابق السفلي ,
وأغلق على نفسه الباب , ثم رمى بالظرف على طاولة مكتبه .
وقدتردد كثيرا قبل أن يتخذ قراره الأخير في فتح الظرف والاطلاع
على محتواه .
وما ان فتحه حتى صعق من هول ما رأى , فقد كان الظرف يحتوي
على مجوعة من الصور التي تظهر زوجته كاترين في أوضاع فاضحة
مع شاب غريب .
شعر ريتشارد بالدماء تغلي في عروقه , وأحس بنيران تشتعل في
قلبه , فقد وجهت له كاترين طعنة في الصميم , وهو الذي أحبها
حبا شديدا , ولم يكن سفره المتكرر الا لأجلها هي , فلطالما
حلم بطفل منها , فحينما تأخرت بالانجاب وقد أكد له الأطباء بأنها
لا تعاني من أية مشكلة تمنعها من الانجاب , فكر في احتمال أن
يكون السبب منه , ولذلك ذهب الى طبيب وأجرى فحصا ,
فأكد له الطبيب بأنه يعاني من مشكلة يحتاج معها الى علاج
طويل , فلم يشأ أن يكسر قلب كاترين , فقرر أن يتعالج دون
علمها , ولكي لا ينكشف أمره فضل أن يتعالج في مدينة أخرى ,
فكان يوهمها بأنه يسافر من أجل العمل , وهو في الحقيقة يسافر
لأجل العلاج .

أكيد تتساءلون فين الرعب في هذي الرواية , لا تستعجلون
ترا الرعب جاي .
وباذن الله راح تكون أحداث الفصل الجاي مثيرة ومشوقة
انتظروني

أما الآن فمضطرة أوقف كتابة لأني صار لي ثمان ساعات قاعدة على
الجهاز أكتب ( ماشاء الله علي ) وبصراحة تعبت مالي قادرة
أكمل .

ودي لكم ,,,,,,
أختكم : شمووووع الذكر


رواية قمة في الروعة ...بانتظار التكملة بفارغ الصبر