عنوان الموضوع : رواية : الحقيبة العجيبة مكتملة
مقدم من طرف منتديات الشامل


الحلقة الأولى : عندما اختفت الحقيبة

ذات يوم من الأيام,اتصل بي أحد أصدقائي فدعاني لقضاء بضعة أيام عنده بفاس.في الحقيقة كانت الفرصة مواتية إذ كنا مقبلين على عطلة منتصف الدورة الثانية.فلم أتردد في قبول الدعوة، فوعدت صديقي بأن أكون بجواره في أقرب وقت ممكن.

وجاء موعد السفرفجهزت حقيبتين الأولى وضعت فيها ماأحتاجه من ملابس والثانية ملأتها بالهدايا التي اقتنيتها من أجل صديقي وافراد عائلته.
صعدت القطار بعدما اقتنيت تذكرة في الدرجة الأولى, لأنه كما تعلمون خلال هذه الفترة يكثر الإزدحام وبالتالي يكون المسافر عرضة للنشل والسرقة, زيادة على متاعب السفر في مثل تلك الظروف.لهذا رغم أن ثمن التذكرة كان جد مرتفع احسست بسعادة عظمى وأنا ألج المقصورة رقم ثمانية مرفوقا بالمراقب الذي ساعدني في حمل إحدى الحقيبتين.استلقيت على الأريكة مرتاح البال ومطمئن النفس .كيف لا وأنا في عربة لا يتعدى عدد المسافرين فيها العشرة متفرقين في مقصوراتها وأغلبهم أناس يبدو على ملامحهم االحشمة والوقار.ورغم هذا كنت وحيدا بمقصورتي.صراحة كنت أتمنى رفيقا أتبادل معه أطراف الحديث لكن أغلب الركاب كان لهم رفيق او رفيقة.إذن لن يكترث أي واحد منهم بوجودي.ورغم هذا قررت ان أمضي وقت السفر في ممارسة بعض هواياتي كالمطالعة والاستماع إلى الموسيقى وطبعا تعبئة شبكة السودوكو التي أحبها كثيرا.
مرت المرحلة الأولى من الرحلة ممتعة كما أحب: طالعت خلالها عدة فصول من قصة الكونت مونتي كريستو وتناولت كأسا من الحليب مع حلوى لذيذة ثم تذوقت خلالها بعض أغاني فيروز .
المهم لما نظرت من النافذة أدركت أن القطار يدخل مدينة تازة.لكن سرعان ما اندهشت للعدد الهائل من المسافرين الذين
صعدوا القطار .لحسن الحظ باتت مقاعد الدرجة الأولى بعيدة عن متناولهم.فتابع القطار مسيرته وواصلت مطالعتي لرواية ألكسندر دوماس.كنت منغمسا مع الأحداث المثيرة وإذا بباب مقصورتي يفتح.رفعت رأسي لأرى شابا وسيما يحييني أحسن تحية ويستسمح في الجلوس.لم أتردد في القبول فرحبت به أيما ترحاب بل واغلقت الكتاب منتظرا بداية حوار مع هذا الشاب .فعلا تبادلنا أطراف الحديث بكل عفوية وصدق فوجدت في جليسي خير أنيس يمكن الإعتماد عليه.لا أخفي عليكم أننا تكلمنا في أمور عديدة استنتجت من خلالها ان رفيقي ذو مستوى جد عالي.
بعض قرابة ساعة أخرج الشاب من حقيبته الصغيرة علبة عصير وكوبين وبعض الحلويات فدعاني لمشاركته تناولها.في الحقيقة كنت سأرفض لكن من أدب اللياقة وضرورة حسن المعاملة قررت ان أشرب كأسا من العصير .
مرت ساعات من الزمان لم أدر ماذا وقع خلالها عندما أيقظني المراقب لينبهني أننا وصلنا الى فاس منذ مدة وان كل المسافرين قد نزلوا من القطار ولم يبق فيه إلا أنا .نظرت من حولي لا أثر للشاب
فجأة قفزت مسرعا وانا احملق تجاه مكان الحقيبتين إحداهن اختفت
لاحظ موظف المحطة إرتباكي فقال لي :
-"خير إن شاء الله
أجبته بتلعثم: احدى ح...حقي...باتي اختفت
أضاف قائلا: صفها لي
اعطيته وصفا دقيقا لها فرد علي بأن حقيبتي كان يحملها شاب في مقتبل العمر عرفت أنه جليسي الذي ضحك علي وسرق حقيبتي
للأسف الشديد الحقيبة المسروقة هي التي تحتوي على الهدايا التي جلبت الى صديقي وعائلته.لو كان سرق حقيبة ملابسي لكان الامر أهون مما هو عليه الآن.لكن ما العمل في مثل هذه الظروف؟
المهم خرجت من المحطة وأنا أفكر ...نعم يا إخواني كيف سأقابل صديقي الذي لم أره منذ مدة بدون اي تذكار من المدينة التي ولد فيها وأحبها
بعد تفكير طويل قررت أن أشتري بعض التذكارات من مدينة فاس راجيا ان تنال رضاه وتعجبه وقد اخترت أغلاها ثمنا ظنا مني أنه قد لا تكون له الفرصة لشرائها خصوصا واني قد علمت من طرف أحد الأصدقاء أنه اشترى منزلا عن طريق السلف البنكي وانه لم يبق له من راتبه الا القليل.
يتبع غدا إن شاء الله


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الحلقة الثانية : عندما وصلت عند صديقي عبد الواحد

هاتفت صديقي واخبرته بوصولي الى مدينة فاس.لقد ظهرت من خلال صوته فرحته الكبرى في لقياي ، فطلب مني أن أمكث في نفس المكان وسيكون أمامي بعد أقل من ربع ساعة.
فعلا بعد دقائق معدودة رأيت سيارة تقف بجانب الطوار المقابل إلي.نزل منها صديقي فسارع إلي باسطا يديه:
"_
حوميدي أنت هنا يا مرحبا يا مرحبا!
بعد عناق كله أشواق وحنين إلى الماضي البعيد وبعد الإستفسار عن الأحوال العائلية وأخبار الأصدقاء انطلقت بنا السيارة إلى منزل صديقي .أثناء الطريق تبادلنا بعض الذكريات ويا لها من ذكريات المهم قطعت السيارة مسافة لا بأس بها كنت خلالها أشاهد العمارات والبنايات الشامخة ثم عرج صديقي الى حي فيه منازل متناثرة بين بقع أرضية .ما يظهر للزائر أن هذه البنايات تتشابه في زخرفتها وبنائها. لاحظ صديقي اندهاشي فسارع الى إعطائي نبذة موجزة:
"_
هذا الحي السكني يا عزيزي حوميدي خاص بالأساتذة .لقد أنشأنا جمعية واقتنينا بقعة أرضية بثمن رمزي فقمنا بتهييئها بالماء والكهرباء وفصلناها الى بقع صغيرة ومتوسطة وكبيرة ثم عبدنا طرقها.لم يبق لنا في الأخير الا فتح باب الإنخراط للأساتذة لاقتناء البقعة التي تناسبهم.وكما ترى بعد مرور أقل من سنة تم بناء ما لا يقل عن مئة سكن ."
وقفت السيارة بجوار منزل يشبه بكثير المنازل التي شاهدت من قبل إلا هذا يمتاز عنهم بشيء واحد الحركة والنشاط .ما أن فتحت الباب لأنزل من السيارة وإذا بثلاثة اطفال يهتفون وهم يتسابقون إلي :
"_
عمي حوميدي جا عمي حوميدي جا!!!"
ثم نطوا علي يعانقونني ويقبلونني. نظرت تجاه الباب فبدت لي شابة جميلة تنظر الي باستحياء لكن يظهر على محياها فرحة لا توصف قلت وأنا أشير بأصبعي إليها: أليست هذه حنان البنت المشاكسة ؟
رد علي اصغر الأولاد : عمي حوميدي حنان غادي تتزوج او تمشي علينا ثم أردف آخر: خطبها شاب من تازة.
المهم اقتربت منها فمدت لي يدا مرتعشة وهي تقول مرحبا بك عندنا عمي حوميدي
.أتمنى لك مقاما سعيدا بيننا.
دخلنا المنزل فقوبلت من طرف زوجة صديقي التي استقبلتني بدورها وعبرت لي عن فرحتها بهذا اليوم المبارك وأسرت لي أن زوجها يتكلم عني كثيرا بالبيت لدرجة ان كل العائلة تعرف عني الشيء الكثير.
بعد ذلك أخبرتني أن الحمام جاهز .
المهم الماء المنعش أعاد إلي حيويتي ونشاطي; كما أني احسست بجوع شديد.
لما خرجت من الحمام كان كل أفراد العائلة بانتظاري حول الطاولة فقال لي صديقي مازحا :
"_
يا حوميدي لقد أبطأت علينا .كنت أوشك أن أعتقد بأنك نمت داخل الحمام.أنظر يا صديقي أصبح الطعام باردا سارعت زوجته: بالرد لا تصدقه يا سيدي انه يمزح دائما هكذا .
ألقيت نظرة الى ساعتي اليدوية لقد قضيت زهاء ساعة في الحمام ثم أجبتها لا تكثرتي لهذا الأمر يا سيدتي انا أعرف جيدا عبد الواحد هو دائما هكذا عندما يكون جائعا.
اردف قائلا وهو يبتسم حوميدي يعرفني أكثر منكم
ثم: إلي أسرع أكاد أموت من الجوع
أجبته أنا أيضا لا تقلق

يتبع غدا إن شاء الله



__________________________________________________ __________

سانتظر الحلقة القادمة بفارغ الصبر..كي اعرف العلاقة بين الحقيبة وابنة صديقك عبد الواحد..

لا اريد ان اسبق الاحداث..حتى لا افسد متعة تتبع الحلقات..

سرد جميل ..والقصة لا تزال في بدايتها..

بالتوفيق يا رفيق(يا حميدي )

لعفو يا مولانا





s


__________________________________________________ __________

دا انت اتنشلت ثاني..اتدكر "انما الاعمال بالنيات"

الله يكون في عونك اخي..ربنا يعوض عليك....ماتكونش من عمايل بوشعيب,,!

لقد اختفى (بوشعيب ) لعله معهم..

سنرى في الحلقة القادمة




__________________________________________________ __________
رواية ممتعة وسرد جيد لا تكلف فيه
وأسلوب جميل
وقفك الله أخي
ننتظر بكل شوق القادم من الأحداث
وسر الحقيبة العجيبة
تقبل مروري وسط إبداعك المتناغم


__________________________________________________ __________
الأمر المحير هو صديقي حوميدي يثق هنا في غريب وتناول من يده الأطعمة ولا يعي عاقبة لقاء غريب
وأترك صديقي mamdou15
يفسر لكم هذه القولة المغربية
(معرفت من ولى تورث البلى )هذه هي قصة حوميدي وباقي القصة شدني الى البنت الجميلة التي ستخطب وتتزوج
هل حوميدي كان مغروما بها سيجيب عنه في الحلقات القادمة بدون شك
أما غياب بوشعيب عنكم سببه قصة المشاركة الواقعية والتربوية هنا في تعب قلبي لم تحظ ب تصويتات المشرق العربي من الشام الى الخليج فهذا سبب غيابي ولكني لم أبطأ بمجرد تصفحي قصة حوميدي في حلقات
ولم يخيب ظني فيه كما وصفته هنا في ترحيب خاص به أول ما علمت بتواجده معي
والان أنا جد مبسوط لاعطائه نظرة عن القصة المغربية وريادته لها ومن المعلوم أني قرأتها له باللغة الفرنسية
وأهنئه على هذه الترجمة بلغة جد فصيحة وأسلوب شيق وأنتظر القادم من حلقات هذه القصة التي أبهرتني بكل صراحة

اليوم كنا في لقطات شيقة مع تقديم حوميدي الهدايا للأسرة المضيفة له وكذا مشاعر الفرحة من أب الأسرة الى أبنائه
وألاحظ الأستاذ العبقري الساحر حوميدي يوظف التربية السيكولوجية وذلك بمداعبة الأطفال ومشاطرتهم فرحة الهدايا
ولا نذري هل ستطول هذه الفرحة عندما يغاذر الضيف الأسرة تلك تساؤلات يطرحها كل متصفح منا
امل أن تحفز الادارة كاتب القصة في حلقات مشوقة بتقييمات يرى فيها سخاء أهل المشرق بكرم تتجسد عنده في نقط لا أقل ولا أكثر له ولكل من قام بمشاركات نعم يستحق التمييز حسب شروط اطلعت عليها في منتديات تعب قلبي
تشترط مداومة العضو لزيارة الموقع ومشاركاته المنتظمة دون انقطاع وهذه أضيفها لأخي houmidi59
mamdou15هكذا يرى بعض المشرفين هنا كيفية الحصول على تقييمات تميز وشخصيا غير موافق مع المشرف الذي حط هنا اشتراط مشاركة العضو ب200 مشاركة لأن العضو المميز نستطيع أن نحكم عليه من خلال بضعة مشاركات كمواضيع ابداعية لم يسبق له نشرها أو تتضح الرؤيا أننا أمام عملاق من عمالقة منشطي المنتديات الفعالين
نقطة مهمة جدا وهي تكبيل العضو بمنعه من الاقتباس للرد على مشاركة ومنعه من مراسلة عضو وحتى الادارة وقد وقعت في هذا الفخ قمت بتعديلات مهمة لنص مشاركتي بقصة وقعت لي في حياتي وانقطع حبل التواصل بعد مرتين أو ثلاثا
بدعوى ليس لك الحق في الرسائل الخاصة الا اذا الخ...
وهنا مازاد الطين بلة في اجحاف أساند فيه أخويmamdou15وhoumidi59