عنوان الموضوع : وقعت في حبك رغما عني - بقلمي - رواية جميلة
مقدم من طرف منتديات الشامل

مقدمــــــــــة

يوما ما سأعتلي عرش إمبراطورية خالدة وأرى الحب والجميع تحت إمرتي ..
ويأتي أميري لينحني ويقبل يدي
وقد أتى لي بتاج من زمرد قبعت بداخله شتى الألوان وصنوفها وتوجته ملكا لمملكتي

ويومآ سأرى نفسي فتاة ساذجة حيث ينتظرها فارسها على صهوة جواده ليمسك يدها ويحملها معه ويتجولان وهو يحمل لها ورود نرجسية ليقدمها لها وهي تنظر لعينيه بشغف مستميت مميت...

ويومآ إمرأة وحيــدة سكنت قمة جبلٍ بكوخٍ خشبي معزول يرثى لحاله لا احد يقطن حولها سوي حيواناتها الأليـفة وأعشاش حمام قد هُجرت منذ أعوام ...
وقد تناثر الغبار بكل مكان وخيوط العناكب قد انسدلت من فوق رأسها...
وتجد هذه الرفقة خير أنيس...
فهي مازالت تنظر لتلك المرآة وهي تمشط شعرها بمشطها العاجي المتآكل
و فانوس عتيق معلق بركن زاوية تطفئه كلما ,,
حل المساء لتزيد العتمة عتمة وتخلد لفراشها,,
وهي تنعم بالراحة بعيدا عن كل الناس ...

ويوما تكون تلك الطفلة التي تلهو بدميتها البالية لتجد متعتها
بها ولا يهم ما يحدث من حولها إن كان وإن لم يكن ..

ولكن بالنهاية أظل أنا .. أنا أشعر بما يدور حولي ولكن بصمت قاتل وهـدوء مزعج .... أتألم تارة وأضحك مرات عدة..... حتى لا يعلم بما يدور بذهني فإن كنت بائسة فهناك من هم أبئس مني ..
ولكن تظل لي مشاعر مبعثرة أكنها وتحيـرني ...
ولا أستطيع البوح بها ...



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الفصل الأول

( ما الذي جاء بي إلي هنا !! ليتني بقيت أمام التلفاز أفضل من هذا التحديق البغيض ) كانت هذه جملة سيلا التي كادت تفور غضبا من الانتظار وحدها أمام قاعة الحفل التي دعتها صديقتها لحضورها و اختفت من بين الجموع الغفيرة و لم تظهر منذ نصف ساعة ..




سئمت الانتظار فقررت المشي قليلا لتبعد الملل عنها .. كانت ترتدي فستانا قصيرا وردي اللون و شعرها الأسود منسدل علي كتفيها و غرة تغطي جبهتها مما زادها حلاوة و أنوثة .. شعرت بعيون الشباب تحدق فيها و تحرقها من رأسها حتي قدميها و لكنها لم تبالي لم تكترث بالمغازلات المعهودة .. كانت تبتسم ابتسامة سخرية فور مغازلتهم لها .. ( يا لتفاهة الشباب لماذا يحدقون بي هكذا !! أعتقد بأنهم رأوا فتيات من قبل .. و لكنهم لا يملون من التحديق في الفتيات و مغازلتهن ) ..




أخذت كأس عصير بارد تشربه و تمشي علها تجد صديقتها في أحد الممرات المقابلة لقاعة الحفل .. ( لن آتي مرة أخري معها حتي لو توسلت و بكيت أمامي يا لها من صديقة مخلصة تتركني غريبة بين أناس لا أعرفهم و نظراتهم تكاد تقتلني ) ..


فجأة و بدون أن تنتبه سيلا اصطدمت بصدر عريض مما أفقدها توازنها و سكبت العصير علي قميصه ..

..............: تبا ما الذي فعلته !! هل أنت عمياء لا ترين أمامك .

سيلا ( يا إلهي ما هذا الجمال ما هذه الجاذبية .. لم أري في حياتي شابا وسيما كهذا مع طوله الفارع و عضلاته المفتولة القوية و صدره العريض .. أشعر بأنه سيغمي علي ) : آسفة لم أقصد كنت شاردة قليلا ..


........... : اعتذارك لن يغير شيئا .. لقد أفسدت قميصي المفضل بسرحانك السخيف .

سيلا : قلت لك آسفة .. قبلت اعتذاري أم لا .. لا يهمني أفسح لي الطريق ليس لدي وقت أضيعه مع أمثالك ..

.......... : يا لك من فتاة وقحة .. هل تعرفين من أنا لترفعي صوتك أمامي ..

سيلا : لا يهمني معرفة اسمك .. أغرب عن وجهي ..






**************************

**********************






كاد يحترق وجه إيان من الغضب .. ضرب المنضدة بقبضة يده القوية فسقطت الكؤوس علي الأرض .. ( لم تولد الفتاة التي ترفع صوتها علي .. يا لها من فتاة متعجرفة عديمة الأخلاق ) ..

ستيف : إيان اهدأ لا تغضب من أجل شيء تافه لا يستحق ..

إيان : و لكنها استفزتني ببرودها و وقاحتها .. لم تعاملني فتاة هكذا من قبل .. ستيف هل فقدت سحري و جاذبيتي ؟؟

ستيف : ماذا ؟؟

إيان : لم تتأثر بجاذبيتي كباقي الفتيات .. هل شكلي لم يعد مثيرا ؟؟

ستيف : بالعكس أنت وسيم جدا .. ربما ليست من النوع الذي يعجب بالشباب بسرعة .








*****************************

*********************






( يا له من شاب وقح كيف يجرأ علي إهانتي أمام صديقه .. يجب أن أعطيه درسا في آداب التعامل كي لا يهينني هكذا مرة أخري .. لا لا يوجد مرة أخري لن أذهب لتلك الحفلة مجددا .. ليته لم يهني هكذا كنت ربما حدقت به قليلا .. ما الذي دهاني يبدو أني جننت لأفكر بالتحديق في ذلك المتعجرف ) نفضت هذه الأفكار من رأسها .. ذهبت إلي الطريق العام لتوقف سيارة أجرة و تذهب للبيت لم تستطع البقاء بعد إهانة إيان لها .. و لكنها فوجئت بصوت فتاة تناديها ..




ماري : سيلا انتظري لا تذهبي سيلا .

ألتفتت سيلا و إذ بها تري صديقتها ماري تجري من بعيد و تناديها ..

قالت سيلا بسخرية : و أخيرا تذكرتي أن لديك صديقة في الحفل .

قالت ماري و هي تلهث من الجري : سيلا اسفة دعيني ألتقط أنفاسي أولا و بعدها سأخبرك بكل شيء .

سيلا : حسنا .. لكن ليس لدينا الليل بطوله غدا يوم طويل و عليا الاستيقاظ باكرا .

ماري : من حقك أن تغضبي مني لأني تركتك وحيدة بين أناس غرباء .. و لكني رأيت لوكاس و تحدثنا قليلا .

سيلا : ماذا ؟؟ لوكاس !! هل جننتي و لكن كيف قبلت محادثته لك بعد الذي فعله .. الحقير لو رأيته لهشمت عظامه و رميته للكلاب .

ماري : سيلا اهدإي .. أعرف أنك خائفة علي و لكني بخير لا تقلقي .

سيلا : كيف تريدين ألا أقلق بعدما رأيتك بتلك الحالة طيلة 7 أشهر التي مضت .. هل نسيتي ليال الأرق بسببه !! هل نسيتي اعتزالك عن الناس بسببه !!

ماري : لم أنسي و لكني لم أستطع رفض دعوته لي .

سيلا : كالعادة ستظلين تعانين من قلبك الطيب .. ألا تفهمين لوكاس خانك مع لميس .. لم يخنك مرة بل مرتين .. و ربما خانك عدة مرات من يدري .

ماري : لوكاس تغير .. أحسست بالندم و الصدق في صوته .. ندم علي خيانته لي و سيصحح أخطائه .


سيلا : صدقيني ماري حتي لو ندم سيعيد الكرة مرة أخري و يجرحك أكثر .. أرجوك انسي لوكاس انزعي حبه اللعين من قلبك .. هناك شباب كثر ينتظرون نظرة منك .. لماذا تريدين تدمير حياتك من أجله ,, أنظري لنفسك كم أنت جميلة بشعرك الأشقر الذهبي و عيونك الزرقاء الجذابة .. و أناقتك الطاغية تزيد من أنوثتك ,, لو كنت شابا لفتنت بك من أول نظرة .. لوكاس لا يستحق حبك و اهتمامك .. لا يستحق افهمي ماري أرجوك .

ماري : لا أعرف أفكاري مشوشة .. سأذهب للبيت و أنام قليلا ربما أستعيد نشاطي و أفكر ما الذي سأفعله حيال هذا الأمر .



سيلا : قلت لك هذا الكلام لأني أريد مصلحتك و سعادتك .. أنتي صديقتي المفضلة ماري و أنتي تعرفين هذا ,, لا أريد رؤيتك تبكين عليه مرة أخري ..

__________________________________________________ __________
ماري : شكرا لك صديقتي الغالية لا أحد يهتم بي مثلك .
سيلا : و لو .. هذا واجب الأصدقاء .. تأخرت كثيرا يجدر بي الذهاب .. غدا لدي يوم عمل طويل في الشركة .
ماري : حسنا تصبحين علي خير سيلا .
سيلا : إلي اللقاء .


__________________________________________________ __________
الفصل الثاني



دخلت سيلا البيت في الواحدة صباحا .. خافت أن يعرف والدها أنها تسللت خلسة من البيت ,, وقتها ستحدث جبهة حرب في البيت كالعادة .. سئمت الشجار مع والدها علي أتفه الأسباب و لكنها تمنت أن تري في عينيه نظرة الوالد المحب الحنون علي بناته .. تمنت لو يعاملها مثل ( راما )أختها الصغرى المدللة التي يلبي لها والدها كل طلباتها .. أما هي لم تشعر في حياتها أنها ابنته فلذة كبده بل تشعر و كأنها غريبة عليه .. ( لماذا يعاملني هكذا ما ذنبي ؟؟ أعرف أنه تمني أن يحظى بولد يأخذ مكانه و يكون رجل البيت .. أعرف ذلك من تهديده الدائم لي لو كان مكاني ولد لما أحس بهذا النقص في حياته .. و لكني لن أسامحه علي زواجه من تلك الأفعى السامة التي سممت له عقله و أصبح كالخاتم في إصبعها ) ..




............ : و أخيرا تذكرتي أن لديك بيتا تقصدينه .

سيلا : و أنتي ما شأنك بي .. لا علاقة لك لو بقيت في الخارج أسبوعا كاملا .

.......... : ما شأني إذا ؟؟ سأخبرك بعلاقتي بك .. أنا زوجة والدك الآمرة الناهية في هذا المنزل .. و رغما عنك ستطيعين أوامري و إلا طردتك من البيت و ارتحت من مشاكلك .


قالت سيلا باستفزاز : سيكون من الأفضل أن تطرديني علي أن أبقي في هذا البيت أمام وجهك القبيح المليء بالبثور ,, لا أدري ما الذي أعجب والدي في عجوز شمطاء سيئة الطباع .


شادية ( زوجة الأب ) : إلزمي حدودك أيتها الحقيرة أغربي عن وجهي .

سيلا : ما الحقير إلا أنت .. سأدفعك الثمن غاليا علي كل أفعالك و سترين .

صعدت سيلا الدرج بسرعة حتي انقطعت أنفاسها و استلقت علي السرير .. يجب عليها النوم و إلا فلن تستيقظ غدا لتذهب إلي الشركة .






( يا له من يوم حافل بالتفاهات أولا تركتني ماري وحيدة في الحفل و من ثم أهانني ذلك المتعجرف و الآن العجوز الشمطاء .. ماذا بعد ذلك !! أرجو أن يكون غدا يوم هادئ لأريح أعصابي من هذه الضغوط ) .. غفت سيلا و نست أمر إيان كليا .. لم تفكر فيه البتة أما إيان فكان منشغل البال كيف أنها لم تخضع لسحره و هذا الأمر أثار جنونه ..








*****************************

*******************






~~ صباح يوم جديد ~~






استيقظت سيلا الساعة التاسعة صباحا .. ( يا إلهي تأخرت عندي إجتماع عند العاشرة .. سأفطر في المكتب لاحقا ) إرتدت سروال جينز أسود و بلوزة حمراء اللون و مكياج خفيف و كحل أظهر جمال عينيها الخضراوين .. خرجت من البيت مسرعة استقلت سيارة أجرة لتذهب إلي الشركة ( لن يستمر الحال هكذا دائما أستقل سيارات الأجرة سأقبض راتبي في نهاية الشهر و أشتري سيارة تليق بمكانتي و مستواي المهني ) .. ما أن وصلت إلي الشركة ناداها مديرها ..




ثواني و إذ بسيلا تدخل مكتب المدير .

سيلا : نعم أستاذ .

المدير : سيأتي اليوم ضيف مهم أريدك أن تجهزي الأوراق اللازمة .

سيلا : أي ضيف ؟؟

المدير : السيد سالفاتور مالك الشركة .. سيلقي نظرة علي العمل بشكل عام و أفضل موظف سينال ترقية .. لا أريد أن يحدث أي خطأ أرجو أن تنبهي باقي الموظفين .




سيلا : حسنا أستاذ سنكون عند حسن ظنك .

خرجت سيلا من مكتب المدير و هي تفكر في الكلام الذي سمعته من إحدي الموظفات قبل قليل ..

دينا : هل سمعت من سيأتي غدا ؟؟

راوية : لا لم أسمع .. من سيأتي ؟




دينا : السيد سالفاتور الإبن يقولون أنه شاب بارع الجمال .. أوسم شاب في كل المنطقة .. و أمه تبحث له عن عروس .

راوية : أحقا ما تقولين !!

دينا : بالطبع راوية و لذلك سأحاول الإطاحة به ليقع في غرامي .

راوية : هل تمزحين !! بل سيغمي عليه عندما يري جمالي الفتان و يطلب يدي علي الفور .

ضحكت دينا بسخرية : ربما سيغمي عليه من فرط وزنك يا حبيبتي .

قالت راوية بغضب : إلزمي حدودك و إلا دفعتك من فوق المبني لتصبحي في عداد الموتى ..






ضحكت سيلا علي مدي سذاجتهن و غبائهن .. يتشاجرن علي شاب لم يرينه بعد .. مضت نصف ساعة جهزت سيلا كل الأوراق اللازمة .. و كشف بأسماء الموظفين للإحتياط لو أراد رؤيته ..


و ما إن مرت عدة دقائق حتي أتي السيد سالفاتور و طلب رؤية كل الموظفين ليناقشهم في بعض الأعمال ..

سيلا : ماري انتظريني قليلا سأغسل يدي و نذهب معا .

ماري : لا تتأخري و إلا غضب المدير .

سيلا : انتهيت هيا بنا .

" طق طق " كان هذا صوت طرق الباب ..

المدير : تفضل .




دخلت سيلا و ماري و جلستا في أول المقاعد لأن سيلا من أهم الموظفات في الشركة .. و ما إن رفعت عينيها حتي انهارت أعصابها ( يا إلهي إنه ذلك المتعجرف ماذا أفعل لماذا ينظر لي هكذا ساعدني يا رب ) ..




قال إيان للمدير : سأختار موظفة و أشرف عليها في مشروع أريد أن ينفذ بأسرع ما يمكن .




المدير : إختر من تشاء لأن الموظفين ذو خبرة عالية في مجال التصميم و بالأخص سيلا هي من أكفأ الموظفات و أنا واثق بأنها ستنجز العمل علي أكمل وجه .

إيان : حسنا إذا آنسة سيلا سنبدأ من الغد و من الأفضل أن تأتي لشركتي الخاصة لنبدأ في التنفيذ .




سيلا و الأفكار تكاد تحرق رأسها ( لابد أنه ينوي الإنتقام مني لم أكن أعلم أنه رئيس الشركة .. ما هذه الورطة التي وقعت فيها ) : ..................

قال إيان بسخرية : آنسة سيلا ما بك لا تجيبين أم أن القط أكل لسانك ..

سيلا : آ آسفة لم أقصد .

نظر إليها نظرة ثاقبة و قال باستهزاء : لابد أنك شاردة كالعادة يا ...... آسف ماذا كان اسمك ؟


__________________________________________________ __________
سيلا : اسمي سيلا .. سين ياء لام ألف ..

قال إيان باحتقار : حسنا أستاذة سيلا تعلمت الدرس ..




مر الإجتماع و كأنه دهر علي سيلا من سخرية إيان و انتقاده لها .. لم تشعر بالراحة من تصرفات إيان لأنه عاملها بإحتقار أمام الجميع مما أثار فضول ماري .. خرجت سيلا من مكتب المدير و الشرار يكاد يخرج من عينيها .. ( تبا لماذا حظي هكذا .. دائما أتورط في مصائب لا غني لي عنها .. كم أكره حياتي البائسة ) ..




ماري : سيلا ما الذي حدث للتو ؟؟ لم أفهم شيء .

سيلا : ما الذي لم تفهميه ؟

ماري : السيد إيان و كأنه يعرفك من قبل .

سيلا : لو لم أذهب لتلك الحفلة لما رأيته و كرهني هكذا .


ماري : ما الذي حدث ؟؟

حكت لها سيلا كل شيء و عن وقاحتها معه ..

ماري : هل جننتي ؟؟ ألم تعلمي من هو ؟؟

سيلا : و ما أدراني أنا ..


ماري : السيد إيان مستعد أن يقف في وجه أي شخص يرفع صوته عليه و يدفعه الثمن غاليا .

سيلا : ليس لهذا الحد ..

ماري : بل أكثر ,, حتي أنه مستعد أن يحرق الأخضر و اليابس في سبيل إنتقامه .

سيلا : يا إلهي ماذا عساي أفعل ؟؟

ماري : إعتذري منه ربما سيسامحك .

سيلا : إعتذرت منه من قبل و لن أذل نفسي و أعتذر مرة أخري .




شعرت سيلا بخوف شديد و لكنها لم تظهره لأحد .. إرتدت قناع الجمود فقد كان وجهها خالي من أي تعبير مما أثار غيظ إيان ..




إيان ( لم تأبه بسخريتي و إهانتي لها أمام الجميع .. يبدو أن لدي مشوار طويل معك يا سيلا سنستمتع كثيرا صدقيني ) ..






لم تخفي علي سيلا نظرات إيان الخبيثة ( لابد أنه يخطط لأمر ما ليوقع بي .. و لكنك أخطأت الإختيار يا عزيزي سأريك من هي سيلا مارين )

استمرا علي هذا الحال نصف ساعة ينظران لبعضهما نظرات الإنتقام ..




ماري : سيلا سيلا هل أنتي معي ؟؟

سيلا : نعم نعم أنا معك .

ماري : لا تورطي نفسك في مشاكل مع السيد إيان .. أنت لست ندا له أرجوك لا تحاولي فعل شيء .


سيلا : لا تخافي لن أفعل أي شيء .. فقط سنلتقي في شركته كل صباح و حسب .

ماري : ماذا تقصدين لم أفهم .

سيلا : لا لا شيء كنت أمزح .

ماري : حذرتكي لا تتهوري و تدخلي نفسك في متاهة لا نهاية لها .


سيلا : قلت لك لا تخافي .. عليا الذهاب سنلتقي غدا في السادسة مساءا كوني في الموعد حسنا .






ركضت سيلا نحو الباب بسرعة و خرجت من الشركة .. كان الوضع مربكا جدا .. أحست بإحباط قاتل والدها و امرأته من جهة و إيان من جهة أخري ( لماذا لا أشعر بالأمان و أعيش حياة هانئة ؟؟ لماذا أبي لا يحبني بالقدر الكافي الذي أحتاجه .. لا أريد مالا لا أريد سيارة .. أريد فقط أن يشعرني بأني ابنته .. قطعة من روحه .. أن يعاملني مثل راما .. لماذا لا يتحدث معي و يسألني هل أنا بخير و كيف أعيش حياتي في العمل .. اصابني فراغ عاطفي حاد .. كم تمنيت أن يملئ هذا الفراغ شخص يحبني يهتم بي يسأل عني .. كم تمنيت ذلك من أعماق قلبي و لكن الحظ لم يحالفني .. كل الحب كل الثقة كل الإحترام وهبته لــ ماثيو .. و لكنه لم يقدر ثمن تضحيتي و استبدلني بأخري .. هذه الحادثة تحرق لي قلبي بل تمزقه ..






ابعدت هذه الأفكار عن رأسها بسرعة لأنها فور تذكرها لماثيو تتحطم نفسيتها و تنهار .. رغم مرور عامين علي الحادثة إلا أنها تركت أثرا كبيرا في نفسية سيلا ( ماثيو حبيبها أو بالأصح كان حبيبها العاشق كما أدعي أمامها .. كانت تحبه بل تعشق التراب الذي يمشي عليه .. كان هواءها الذي تتنفسه كان كل حياتها .. استمرت علاقتهما طيلة عامين وعدها بأنه سيتقدم لخطبتها فور انتهائها من الجامعة .. وثقت فيه ثقة عمياء مما جعلها تتغاضي عن كل عيوبه .. لديه الكثير من الصديقات و يغازل الفتيات و يدخن السجائر و لكنه أقنعها بأن كل هذا بدافع التسلية لا أكثر .. صدقته في عدة مواقف ليس لأنها اقتنعت بتبريراته بل لأن حبه سيطر علي عقلها مما أنساها كل شيء .. و مع الأيام لم يعد يبالي بها .. أصبح لا يتصل بها أو يزورها .. حتي أنه انقطع عن مراسلتها .. لم تستطع تحمل غيابه أصبحت كالمجنونة كأنها أدمنت علي شيء و منعوها منه .. ذهبت إليه و واجهته و لكنه تحجج بأنه مشغول مع والده و لا يملك الوقت للقائها و محادثتها .. لم تشعر بتلك المشاعر الجياشة في كلامه حتي أنه لم يقل لها اشتقت لك كعادته بل كلمها بجفاف و كأنها ضيف ثقيل عليه .. أصابتها صدمة و لكنها لم ترد التفكير بأنه ربما توجد فتاة أخري في حياته .. ظلت تردد ماثيو يحبني أنا فقط و سيتزوجني بعد شهرين .. لم تستطع النوم لمدة أسبوع .. ظلت تتردد علي مكتبه لتلتقيه و تكلمه و لكنها لم تجده أو كما قال ماثيو لسكرتيرته " لو أتت سيلا و سألت عني قولي لها غير موجود " أصبحت سيلا تائهة تمشي في شوارع أنقرة بلا هدف .. تشعر و كأن روحها سلبت منها .. ( لماذا ماثيو تغير فجأة ؟ ما الذي حدث له ؟ لم أقصر معه في شيء و أحببته جدا بل أحببته أكثر من نفسي ) قررت أن تدخل لأحد المقاهي لترتاح قليلا لأنها علي وشك أن تسقط علي الأرض لإضرابها عن الطعام بسبب حزنها .. فور دخولها المقهى تجمدت في مكانها من هول ما رأت .. شعرت و كأنها في كابوس .. لم تستوعب المشهد الذي مر أمامها .. كان وقع الصدمة قوي .. و لكنها تماسكت و تقدمت نحو ماثيو الذي كان منهمكا في تقبيل فتاة ما .. تمشي بتثاقل و الهواء يكاد ينفذ من رئتيها .. و بدون مقدمات صفعته بأقصى قوتها حتي خرج الدم من فمه ( أيها الحقير لماذا تخونني ماذا فعلت لك .. هل أخطأت معك في شيء ؟؟ هل أنا مقصرة إتجاهك ؟؟ لماذا تفعل بي هذا ما ذنبي أنا ؟؟ قل لي ما ذنبي ؟؟ ) و انهارت علي الأرض تبكي بشدة .. سببت خيانة ماثيو لها صدمة قوية ظلت طيلة 8 أشهر تتألم و تبكي بصمت كلما تذكرت ذلك المشهد المريع .. لم يعرف أحد بخيانته لها .. حتي صديقتها المقربة ماري لم تخبرها .. ظلت تتعذب وحدها و تبكي كل ليلة تحت لحاف سريرها الدافئ .. من حينها قررت إغلاق قلبها بالمفتاح و رميه في البئر كي لا تفتحه من جديد .. كي لا تتعرض لجروح جديدة تذكرها بماضيها الأليم ..


__________________________________________________ __________
أتمني أشوف تفاااااااااااااااااااااااااااعل



أختي الكريمة
الألماسة القرمزية


رواية جميلة و رائعة
بداية موفقة و سرد للأحداث
راقي
في إنتظار القادم
بكل شوق
لك خالص تحياتي