عنوان الموضوع : رواية لكل منا حكاية
مقدم من طرف منتديات الشامل

رواية لكل منا حكاية للكاتبة بنت فلسطين


( الجزء الأول )


في ساحات مدينة دبي وعندما كانت الشمس تخترق بنورها نوافذ البيوت أيقظت بأشعتها سمر التي كانت غارقة بأحلامها بعد أن زارها النوم على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لأن القلق كان يسيطر عليها و خوفها من أول مقابلة عمل بعد فترة طويلة من الدراسة و الجد و المثابرة منعها من النوم .
(سمر فتاة في عمر 23 سنة فتاة جميلة ذات شعر طويل و الشيء الذي كان يميزها هو عينيها الواسعة الخضراء)

استيقظت سمر على صوت هاتفها الذي يرن بأغنيتها المفضلة وبعد عدة رنات فتحت هاتفها ،
سمر : صباح الخير يا حلوة أنا لازم كل يوم أصحا على صوتك .
سحر : صباح الورد ، ليش شو ماله صوتي و الله أحلى من صوت نانسي و هيفاء .
سمر : يجنن صوتك خلص اسكتي أنا شكلي راحت على نومه و ما حسيت على حالي بدي أروح اخذ دش و ألبس و أنتي كوني جاهزة على الساعة 9 على باب المؤسسة .

(سحر هي صديقة سمر منذ الطفولة و دايماً مع بعض وكثير بشبهوا بعض لدرجة انو يلي ما بعرفهم بخربش فيهم ومن كثر حبهم لبعض قرروا يدرسوا علم نفس مثل بعض )

*****************

في إحدى البيوت وفي حديقة واسعة و أكثر من رائعة كانت لمياء تقطف الأزهر و تسير بين الأشجار تفكر بموعد زفافها و أحمد خطيبها الذي سيعود من أمريكا بعد يومين .

(لمياء فتاة أشبه بالقمر من حيث الجمال ، تعيش في عائلة ثرية ذات أموال كثيرة تبلغ من العمر 25 سنة و تعمل في شركة تابعة لأهلها لأن بالحقيقة لمياء حلمها أن تكون مديرة أعمال لها شركتها الخاصة )

( أما أحمد هو شب وسيم ذو بشرة قمحية وشعر أسود وعيون بنيه و ذو قامة طويلة ويعمل في شركة أجنبية ذات فروع في مدينة دبي)

أخرج لمياء من تفكيرها صوت الخادمة : المدام تريدك في الصالة .

ذهبت لمياء إلى أمها ميادة ( التي تتصف بالجمال الذي نقلته إلى ابنتها ، ميادة امرأة مثقفة تعمل طبيبة في أكبر مستشفيات دبي ، لديها من الأبناء محمد صاحب 27 سنة مهندس و يفكر بالزواج ، وزينة آخر العنقود التي تشبه والدها سعيد من حيث الصفات وطريقة التعامل ومثالها الأكبر والدها و طموحها أن تصبح محامية )

لمياء : نعم مامي قالت لي روز انك ناديتيني
ميادة(أمها) : حبيبتي بدي اياكي تروحي مع زينة وتختاري هدية لأحمد لأنه بعد يومين راح يرجع و أنا مش حابه انك تنسي .
لمياء : إن شاء الله و أكيد مش راح أنساه أحمد .


********************

(أمام مؤسسة لمعالجة المشاكل الاجتماعية)
سحر كالعادة بتستنى سمر يلي دايماً تتأخر
سحر : أوووف منك يا سمر لازم نتأخر اليوم .
وصلت سمر يلي كانت لابسة جاكيت أسود يحمل بعض الخيوط الحمراء وقميص ابيض مع بنطلون أسود طويل )
سمر : سحورتي آسفة كثير بس بابا اتأخر الصبح .
سحر : آخ منك شو بدي أحكيلك امشي قدامي بسرعة .

دخلت سمر وسحر المقابلة و الحمد لله كانت أكثر من رائعة لأنه سمر وسحر ما في حد اشطر منهم بالمناقشة والحكي الكثير .


**********************

في بيت متواضع يحمل بداخله شادن و زوجها عمر (شادن عمرها 26 سنة فتاة متوسطة الطول تحمل من الجمال النسبة المتوسطة لكن زوجها عمر جماله يفوق جمال شادن حبيبته منذ الطفولة ورغم المشاكل التي واجهتهم لحتى أهل شادن يوافقوا بعمر قدروا إنهم يتزوجوا ويكملوا أحلى قصة حب ، عمر يشتغل في مكتب للتجارة و يمتاز بخبرته العالية رغم قلة سنين عمله أما شادن درست بالجامعة لغات لكن لحد الآن ترفض فكرة الشغل)
عمر : شدونتي لسا ما اقتنعتي بفكرة الشغل ؟
شادن : أنا ما راح أغير قراري أنا هاي الفترة ما بدي اشتغل و اخلي الشغل يأخذني من داري وحياتي .
عمر : مثل ما بدك و الشغل موجود وقت ما بتغيري رأيك بتحكيلي .


*********************

في منزل سمر يلي كانت مع أهلها على طاولة الطعام و كانت تحكيلهم عن مغامراتها اليوم مع سمر بالمؤسسة
سمر : أنا كثير مبسوطة لأنه ولأول مرة بحس تعب الجامعة ما راح خسارة .
أمها : أكيد مش راح يروح خسارة بس أنتي شدي همتك و اشتغلي منيح ، شادي شو صار معك بقصة المول يلي قررت تفتحه ؟
شادي : الحمد لله بدينا تصليح بالمجمع و بعد 3 شهور راح يكون جاهز .
(شادي هو رجال بكل ما للكلمة من معنى قدر خلال فترة قصيرة يبدأ مشروعه يلي كان يحلم فيه ، طويل أسمر عمره 30 سنة ولكن لا يعترف بعمره الحقيقي)

*********************

في المجمع وبين المحلات كانت لمياء وزينة يختارون هدية لأحمد يلي راح يوصل مدينة دبي غداً الساعة 3 عصراً .
لمياء : زنزونتي بدي تساعديني بفكر أعمل لأحمد حفلة خاصة و بدي تشتري معي هدية غير تبعت مامي وتختاري لي مطعم حلو يزبط لهيك أشياء .
زينة : يا عمي نيالك يا أحمد ، وينك يا زوجي المستقبلي تعملي هيك ؟ ! يا حسرة راحت علي .
لمياء : خلصيني أنا فاضية لأحلامك و لزوجك .
زينة : خلص بساعدك بشرط تشتري لي بوظة .
لمياء : اوك موافقة .
زينة : أنا بقول أحلى هدية هي علبة عطر و وردة حمراء أما المطعم في بعرف واحد كثير حلو .
لمياء : والله جبتيها يا آخر العنقود أنتي يلا نروح نشتريهم .
بعد ساعات من اللف بين الأسواق اختاروا المطعم و اشترت لمياء فستان واشترت البوظة لزينة .


********************

أمام مجموعة من العمارات كان يقف محمد بطوله وهيبته يتفقد المشاريع ، رن تلفونه باسم أعز أصحابه عمر
محمد : هلا بالغالي ، و الله شادن أخدتك منا .
عمر : هلا ، حرام عليك والله شادن ما دخلها أصلاً هي ما بتشوفني غير بالليل هادا الشغل يلي ماخد كل وقتي .
محمد : الله بعين العمر بخلص و الشغل ما بخلص .
عمر : هلاء شو بدك فيني أنا اتصلت عليك بدي إياك بموضوع مهم شو رأيك نتقابل بكرا ؟؟
محمد : موضوع مهم ومعي أنا !! طيب ماشي بكرا و أنا عازمك .
عمر : ماشي يلا بدي اسكر عندي ناس مهمين يلا سلام .


*******************

أشرقت شمس نهار يوم جديد و الانتظار يدق قلوب أبطال روايتنا : لمياء تنتظر خطيبها الذي أطال الغياب ، شادن تنتظر عمر لتخبره بأجمل خبر قد يغير حياته ، سحر و سمر تنتظران أول لقاء لهم مع أول زائرين لمؤسستهم .
لمؤسستهم .

داخل أبواب المؤسسة التي تختص بحل القضايا و المشاكل الأسرية المختلفة و تمتاز بعراقتها و شهرتها و التي كان يرتادها عدد كبير من الناس و بالتحديد عند سمر و سحر يلي كانوا مستمتعين بمحاضرات المؤسسة و نشاطاتها دخل عليهم مجموعة من الأفراد
( كانت سمر ترتدي بنطلون بني اللون و يزينه جاكيت قصير باللون الزهري البارد ، أما سحر فقد كانت ملكة الأسود فملابسها كانت باللون الأسود الراقي و كان يزين شعرها شريط أسود بنقاط بيضاء )
سمر : أهلاً و سهلاً فيكم بالمؤسسة معكم سمر من قسم علم النفس .
رئيس المجموعة : أهلاً فيكي تشرفنا ، إحنا مجموعة من شركة صانعي الغد و أنا مشعل رئيس قسم العلاقات العامة في هذه الشركة .
سمر : يا هلا بشو بتحبوا أساعدكم ؟
مشعل : حابين نتعرف أكثر على المؤسسة ونعمل جولة فيها .
سمر : نورتوا مؤسستنا بكل أقسامها تفضلوا معي .

وبدأت جولة سمر و سحر مع أفراد الشركة

******************

في غرفة دكتورة النساء كانت شادن تجلس على الكرسي المقابل للدكتورة و قد كانت تقوم بتعديل ملابسها بعد أن قامت بعمل فحص طبي و قد كانت ترتدي قميص طويل أزرق اللون بأزهار وردية اللون .
شادن ( وتشعر ببعض القلق و الاستغراب ): دكتورة أنتي متأكدة من الموضوع .
الدكتورة : أكيد و هذا الموضوع فيه مزح
شادن : شكراً دكتورة وآسفة على الإزعاج .
خرجت شادن من عند الدكتورة و ما كانت عارفة شو تعمل تنبسط أو تزعل طول الطريق و شادن بتقول ممكن أصير أم ، طيب عمر راح يقبل هاي الفكرة ، إذا صار عنا ولد كيف ممكن راح نصرف عليه أنا ما بشتغل وعمر شغله منيح انه بكفينا يا رب شو أعمل ؟؟
وصلت شادن البيت وهي محتارة لكن رغم كل هذا حضرت حالها لحتى تخبر عمر خبر مش عارفة هو منيح أو لا بالنسبة اله
قطع تفكيرها رنة التلفون يلي بتحمل أغنية مروان خوري بعشق روحك
ردت شادن : الو عمر كيفك ؟
عمر : هلا أنا تمام أنتي كيفك ؟
شادن (بصوت يحتله الضعف و التعب) : الحمد لله ، عمر : فيكي شي حد زعلك صوتك مش طبيعي ؟
شادن : لا لا أنا منيحة أنت بدك شي مش من عادتك تتصل بهيك وقت ؟
عمر( وهو يبتسم ) : اشتقت لأميرتي فيها مشكلة ؟ ، شادن : أكيد لا
عمر : و بدي كمان شغله أنا اليوم راح اتأخر ما تستنيني نامي أنتي
شادن( وقد شعرت بالحزن ) : ليش شو عندك ؟ ، عمر : بكرا بحكيلك كل شي هلاء ما في وقت بدي اسكر و ديري بالك على حالك .
شادن : ماشي سلام .
شادن بتفكر ( طيب أنا كيف بدي أحكيلك و أنت مش فاضيلي )

********************

عند أحدى القلوب التي تنبض فرحاً لحبيب وصل بعد غياب عند لمياء التي كانت من شدة الفرح تشعر بأنها ستطير لرؤيتها أحمد و بعد حوار طويل بينهم و في داخل السيارة الكبيرة السوداء تجلس لمياء بكامل أناقتها و جمالها بجانب خطيبها الذي كان يرتدي ملابس قريبة من الملابس الرياضية .
لمياء : أنا اليوم عازمتك على المطعم أنت هلاء ارتاح بالدار و نام و بالليل بنروح .
أحمد : أنا كثير اشتقتلك و أنا من هلاء جاهز لحتى نروح .
لمياء : لا لا روح على الدار و بالليل .


بالليل لبست لمياء فستانها الأحمر الطويل و كان شعرها الحريري يظلل ظهرها و كان يميزها أن فستانها باللون الأحمر الزاهي أظهر جمالها ، كان فستانها طويل يمتاز بفتحة تصل الى ركبتها تظهر من خلالها أحد أقدامها و من الخلف كان يحيطه ربطة حمراء تحوصر خاصرتها وكان يزين عنقها عقد من الذهب الأبيض الجميل .

وصلت سيارة أحمد أمام بيت لمياء الذي كان أشبه بالقصر من حيث الفخامة و الجمال كانت انواره كثيرة و الأزهار تحيط المدخل بجميع جوانبه ، توقفت سيارة أحمد و أرسل رسالة إلى لمياء لكي تنزل إلى السيارة .
انتظر أحمد دقائق حتى فتح باب الفيلا و خرج منه ملاك أحمر ، كانت صدمة أحمد كبيرة فهو لم يتخيل أن تكون لمياء قد جهزت نفسها بهذا الشكل الكبير ، خرج أحمد من السيارة وفتح باب المقعد المجاور له
أحمد ( بكل لباقة ) : تفضلي يا أميرتي .
لمياء ووجهها أصبح أحمر اللون : شكراً كثير يا أمير قلبي .
انطلقت السيارة
أحمد : يا نياله أحمد بهيك قمر معقول غبت فترة ورجعت وشفتك متغيرة 180 درجة .
لمياء : على فكرة أنا طول عمري حلوة بس حضرتك مش شايف .
أحمد : والله شكلي كنت أعمى وما بشوف بس جد طالعة كثير حلوة إذا هلاء هيك كيف بعد أسبوعين بيوم عرسنا ؟
لمياء : من هلاء بحكيلك أكيد راح تنصدم لهيك جهز حالك من هلاء .
أحمد : و أنا بالانتظار .


**************************

في إحدى غرف المؤسسة سمر و سحر كانوا يحكوا بخصوص شركة صانعوا الغد
سمر( وقد كانت تقف بالقرب من النافذة و تقوم بتنسيق شعرها الطويل الجميل ) : بتعرفي الأستاذ مشعل أكثر من رائع و لو تشوفي كيف بتعامل
سحر : و لك خفي على الرجال من الصبح و أنتي تحكي عنه والله ازهقت .
سمر : اسكتي لو حكيت من هون لبكرا مش راح أزهق ، يا نيال يلي راح تاخده
وفجأة رن تلفون سمر
سمر : الو مرحبا
..... : هلا معك مشعل
سمر : يا هلا كيفك ؟ ، مشعل : تمام بسماع صوتك .
مشعل : آسف إذا أزعجتك باتصالي
سمر : لا عادي بتقدر تتصل بأي وقت أنا موجودة بالخدمة دائماً .
مشعل : شكراً أنا بدي أطلب منك طلب و إذا ما بدك عادي مش مشكلة
سمر : تفضل و أكيد إذا بقدر أساعدك مش راح أقصر .
مشعل : أنا حابب انه أعزمك اليوم على العشاء ممكن ؟
سمر : على العشاء !! و أنا
مشعل : إذا ما بدك عادي مش ضروري و كأني ما سألتك .
سمر : لا عادي و أنا موافقة اليوم إن شاء الله بشوفك على العشاء .
مشعل ( والفرحة مسيطرة عليه ) : إن شاء الله و ببعتلك مسج بمكان المطعم
سمر : أوك إن شاء الله .

أغلق مشعل هاتفه و هو يردد في داخله ( يارب اقدر أحكيلها يارب يارب )


****************

في أحد المطاعم و بالأخص طاولة يجلس عليها كل من محمد ( أخو لمياء ) و عمر ( زوج شادن ) .

محمد و بعد أن و ضع ملعقة الطعام جانبا : ساعة و إحنا هون و أنت لهلاء ما حكيت لي شو بدك يا رجال خاف ربك انا عندي شغل بكرا .
عمر : خلص هلاء بحكيلك ، هلاء أنت بتعرف انه شادن أبوها توفي قبل سنة تقريباً و هلاء ما ضل حد مسؤول عليهم و أنا كثير خايف على أختها لشادن انه تكون لحالها بالبيت مع أمها ومثل ما بتعرف أخوها لشادن عنده شغله و عيلته و ما بقدر يضل معهم على طول .
محمد(باستغراب) : آه و أنا شو دخلني .
عمر : مهي القصة هون أنا بقترح انه أنت تتزوج أختها لشادن اسمها مشاعل و هي بنت كتير حلوة و بتدرس بالجامعة حاليا و أنت من أول بدك عروس شو رأيك ؟؟
محمد ( و قد تفاجىء ) : ما بعرف أنت فاجأتني بس ...

******************

في مطعم آخر و بين الطاولات العديدة و في أجواء أخرى تحت ضوء القمر و على صوت موسيقى كلاسيكية كانت سمر مستمتعة بهذا اللقاء يلي جمعها مع مشعل و اللقاء الأول في مكان خارج المؤسسة ، كانت سمر ترتدي فستان أسود طويل يميل الى الفساتين الرسمية أما مشعل فكان يرتدي بدلة رجالية رسمية باللون الأسود و يزينها قميص أبيض .

سمر ( بفرح و ابتسامة صغيرة و قد انتهت من تناول الطعام ) : المطعم و الأكل كثير لذيذ و أنا كثير انبسطت تسلم على العزومه يلي لهلاء ما عرفت سببها
مشعل : صحة يا رب ، الصراحة ما في سبب أنا حبيت انه أعزمك .
سمر : آه يسلمو و أنا المرة الجاي بكون دوري لحتى أعزمك .
مشعل : ليش هي الشغلة بالدور ؟؟
سمر : بتقدر تقول هيك
مشعل ( بجدية و حزم ) : أكيد لا، كل عزومة راح تكون على حسابي
سمر : لا إذا من أولها هيك خلص مش ضروري نطلع يا كل مرة على حساب حد يا مش ضروري أصلا نطلع .
مشغل ( و قد شعر بالاستسلام ) : خلص خلص أنا موافق و يلا خلينا نروح لأنه كثير اتأخرنا و بكرا في شغل عنا
سمر : ماشي يلا و مرة ثانية شكرا كثير .

*******************

كان يوم طويل حمل بداخله مواقف كثيرة بين أبطال روايتنا :
لمياء يلي كملت يومها بفستانها الأحمر و مع خطيبها أحمد ، أما شادن يلي كانت أعصابها مثل فستان لمياء حمراء و على وشك الانفجار وخوفها من المستقبل و ما يخفيه ، و سمر يلي ممكن اليوم تبدأ أول نقطة في بداية رسم مستقبلها مع مشعل مين بيعرف يمكن مشعل يعمل خطوة جديدة بالمرة الجاي .

كان يوم طويل حمل بداخله مواقف كثيرة بين أبطال روايتنا :
لمياء يلي كملت يومها بفستانها الأحمر و مع خطيبها أحمد ، أما شادن يلي كانت أعصابها مثل فستان لمياء حمراء و على وشك الانفجار وخوفها من المستقبل و ما يخفيه ، و سمر يلي ممكن اليوم تبدأ أول نقطة في بداية رسم مستقبلها مع مشعل مين بيعرف يمكن مشعل يعمل خطوة جديدة بالمرة الجاي .

في منزل شادن و عمر

وصل عمر البيت و يشعر بتعب شديد و النوم يسيطر عليه بشكل كبير وقد كانت شادن بسابع نومه و كان الأكل يلي جهزنه للغداء على حاله ما حد أكل منه عمر ما أنصدم من الموضوع لأنه تعود على شادن يلي ما بتآكل لما تكون لحالها بس ما كان يخطر على باله انه سبب هذا التصرف هو حملها ،
غير عمر ملابسه و راح ينام لأنه بكرا عنده يوم طويل و شغل كثير .

*******************

أشرقت الشمس و ما تزال عدسة كمرتنا على منزل عمر و شادن تلتقط لحظات الصباح من نافذة شباك غرفتهم الذي يطل على حديقة متوسطة الحجم يزينها أزهار النرجس التي تحبها شادن
لكن ما لم تلتقطه العدسة هو حركة شادن بالغرفة لأن من العادة أن تستيقظ مبكرة لتجهز الإفطار لعمر لكن اليوم مازالت نائمة
عمر : شدونتي والله شكلك سهرانة و أنا مش عارف ليش صايرة تنامي كثير ؟؟ ، حرام شكلها تعبانه خليها نايمة و أنا راح أتأخر خليني ألبس و أروح

لبس عمر ملابس العمل المعتادة يلي هي عبارة عن بدلة رجالية رسمية و توجه الى العمل

***************

بين لحظات جميلة تجمع بين التعب و الفرح ، العمل و الراحة ، كانت سمر و سحر يتجولوا بين الغرف في المؤسسة و يتفقدون أوضاع المؤسسة

سحر (بمزح) : و الله ما أنتي قليلة يا بنت
سمر : و ليش يا روح سمر ؟
سحر : بتروحي على مطاعم و بتتعشي و ما بتحكيلي و قال شو بدهم يحكوا بموضوع شغل .
سمر : صدقي كان عشاء عادي وما حكينا غير بالشغل أنا توقعت في شي كبير بس هو ما حكا أي شي .
سحر : يلا الأيام جاي و بتعرفي .

*************

في موقع تنفيذ المشروع و أمام العمارات الشاهقة و المباني الجميلة يقف محمد بهيبته و وسامته يشرف على التنفيذ و يراقب العمل.
محمد يلي طول الوقت بفكر بالموضوع يلي حكا عنه عمر ، رن تلفونه

محمد : الو ، لسا ما لحقت اشتاق لك امبارح شفتك .
عمر : أنا الحق علي يلي بدي مصلحتك و بحكي معك عشان حياتك مش حياتي .
محمد : الله يكثر خيرك ، و بخصوص أخت شادن أنا موافق بس بشرط ما تحكي لحد هاي الفترة لأنه هلاء مشغول بعرس أختي أجلها لبعد أسبوع أو اثنين .
عمر : وأخيراً لقينا بنت الحلال يلي تحمل اسمك خلص ماشي ولا حد راح يعرف
محمد : آه شاطر هيك بدي إياك بتسمع الكلام ، صح أنت و شادن معزومين على عرس لمياء أختي لازم تجي
عمر : أكيد راح أجي هذا عرس لمياء مديرة الأعمال و أحمد إن شاء الله و شادن راح تجي
محمد : أهلا و سهلا
عمر : عقبالك و احضر عرسك
محمد : إن شاء الله

*******************

أمام مجمع ضخم الألوان الراقية تميزه عن غيره و التصميم الرائع الذي جعله محط أنظار الجميع كان شادي ( أخو سمر ) يقف و هو يرى أن حلمه على وشك الاكتمال و مجمعه الضخم لم يتبقى له الكثير و يصبح جاهز لاستقبال الزبائن ، رن هاتفه

شادي ( و الابتسامة تزين وجهه ) : هلا بالموظفة يلي مؤسستها أخذتها منا
سمر : يا حرامك أنا كل يوم بالدار أنت بالمجمع تبعك ما بتبين و الله شكلي راح أشوفك بعد افتتاح المجمع و بعد ما يصير سنة على افتتاحه
شادي : وين رحتي لبعيد هلاء راح تشوفيني
سمر : وكيف يا روح أختك ؟
شادي : صح أنتي بالمؤسسة هلاء بدي أجي أخدك أنتي و سحر و أخدك على الملاهي شو رأيك ؟
سمر : يا سلام أنا موافقة و هيني بستناك

( سمر رغم سنها الكبير إلا انه بتعشق أشي اسمه ملاهي و نفس الموضوع سحر ، بنقدر نحكي عنهم فوله وتقسمت نصين )

**********************

مرت الأيام يوم بعد يوم وكل من أبطال الرواية على وضعهم السابق :
لمياء و أحمد اللذان انشغلا بزفافهم وتحضيرات هذا اليوم كانت الفرحة تحلق بهم عالياً ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر .
شادن التي ما زالت تحضر نفسها لتخبر عمر لأنه انشغال عمر ما خلاها تقدر تحكي معه ونومها الكثير يلي أخذها من حياتها وقلل من حركتها و نشاطها .
أما سحر و سمر يلي عاشوا أجمل يوم بالملاهي مع شادي و سمر يلي مازالت هي ومشعل يوم العزومة على هذا و اليوم الثاني العكس وصار النقاش بينهم اكبر من أول .

*******************
(قبل زفاف لمياء و أحمد بساعات)

أمام مرآة كبيرة تقف فتاة جميلة بفستان اسود طويل و شعر بني يلتف على ظهرها يزين عنقها عقد من اللؤلؤ الثمين إنها شادن التي كانت تحضر نفسها لحفل زفاف أقارب صديق عمر ، دخل الغرفة عمر بالبدلة السوداء التي كان يرتديها و شعره الذي قام بترتيبه بطريقة جميلة كان كل من عمر و شادن مثال للأناقة و الجمال .
عمر : حرام عليكي راح تغطي على لمياء
شادن : شو أعمل إذا أنا جمالي خارج عن المألوف
عمر : يختي أزكاها الواثقة من حالها ، يلا خلينا نروح هلاء بنتأخر
شادن : يلا

******************

في حديقة كبيرة كانت الأشجار تنتشر فيها و الورود الحمراء و البيضاء تنتشر في كل مكان و البالونات معلقة على كل أرجاء المكان كان لمياء تقف بفستانها الأبيض الثلجي الذي بطوله يغطي المكان و بتاجها الملكي على رأسها الذي يكمل من جمال تسريحتها و الماكياج الذي يزين عينيها ووجهها الأبيض الجميل ، تحمل بين يديها باقة ورد تجمع بين اللون الأبيض و الأحمر و يقف بجانبها أحمد بزيه الأسود و قميصه الأبيض الجميل كان كل منهما يكمل الآخر جمالهما زين المكان رائحة عطرهما تصل إلى آخر مكان ، كان كل منهما يلتقط الصور المختلفة قبل بدء حفلة الزفاف و حضور الضيوف و المعازيم
لمياء : أنا كثير مبسوطة .
أحمد : إن شاء الله على طول و يا رب تكمل فرحتنا
لمياء : إن شاء الله

******************

على باب المؤسسة كانت تقف سمر تنتظر خروج سحر و في هذا الوقت خرج مشعل من المؤسسة و كان يريد أن يغادر إلى منزله .
مشعل : ليش واقفة هون بتستني حد ؟
سمر : آه بستنا سحر طولت كثير مش عارفة حكت انه عندها شغله مهمة بتعملها و بعدين بتطلع .
مشعل : آه ..... سمر
سمر : نعم
مشعل : لا خلص و لا شي
سمر : هي سحر خلصت و أخيراً يلا مشعل سلام بكرا بشوفك .
سمر و سحر راحوا و مشعل يقف حائراً يفكر بأمور عديدة قطع تفكيره و ذهب إلى سيارته و انطلق إلى منزله .

****************

على باب منزل شادن و عمر خرج كل منهما و الأناقة كانت تزينهما
عمر : بتعرفي شكلنا راح نتأخر لأنه هلاء كثير عجقة سيارات .
شادن : لا بتوقع راح نوصل ما تخاف .
عمر : آه يلا امشي لحتى نوصل
شادن : عمر عمر استناني دقيقة انسيت تلفوني في الغرفة بطلع بسرعة بجيبه و بنزل مش راح أتأخر
عمر : ماشي بطلع السيارة من الكراج و أنتي بتكوني خلصتي و صح فقدي حالك لحتى ما تكوني نسيتي شي ثاني .
طلعت شادن على الغرفة و توجه عمر على السيارة .

عمر بالسيارة صار 5 دقائق و هو مازال ينتظر شادن لكن لم تظهر بعد أصبح القلق يسيطر على عمر و خوفه بدأ يزيد خرج من السيارة و توجه إلى المنزل ، فتح باب المنزل و دخل لكن الأمر الذي أثار خوفه هو ..........

************************

في حفل الزفاف
بدأت حفلة الزفاف و جميع الأنظار تتجه نحو كل من لمياء و أحمد كان الجميع منبهر من جمالهم و حفل الزفاف الذي طال انتظاره كان عدد المعازيم كبير جداً من أقارب و أصدقاء و جيران الكل يتجمع في هذه الساحة الكبيرة ليحتفل بحفل جمع بين لمياء و أحمد كان الجميع يشعر بالسعادة باستثناء محمد الذي بدأ يشعر بالخوف .
محمد : يا الله ليش تأخر عمر هيك
زينة : عمر صاحبك صح
محمد : آه الصبح اتصلت عليه و أكد انه راح يجي بس لهلاء ما بين وما اتصل لحتى يحكي انه راح يتأخر.
زينة : هلاء بوصل أكيد عجقة الطريق أنت ما بتعرف شوارع دبي يعني .
محمد : الله يستر
زينة : آه ما تخاف هلاء بوصل و بتحكي زينة حكت
محمد : خلص أنتي شوفي لمياء و اسكتي .
زينة : ماشي سكت

*******************

بين شوارع دبي و على صوت سيارة الإسعاف التي كانت تعلن عن حالة طارئة و تحمل بداخلها شادن التي كان فستانها الأسود قد أصبح يحمل اللون الأحمر و عمر الذي كان قميصه ملطخ بالدم و يداه و كانت صرخاته تعلو شيئا فشيء
عمر : شادن أنتي قوية مش راح تنهزمي بسرعة .
شادن : عـــــــــمــــــــر ســــــااااامـــــــــــحــــــــنــــــــي .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

( الجزء الرابع )


بين شوارع دبي و على صوت سيارة الإسعاف التي كانت تعلن عن حالة طارئة و تحمل بداخلها شادن التي كان فستانها الأسود قد أصبح يحمل اللون الأحمر و عمر الذي كان قميصه ملطخ بالدم و يداه و كانت صرخاته تعلو شيئا فشيء
عمر : شادن أنتي قوية مش راح تنهزمي بسرعة .
شادن : عـــــــــمــــــــر ســــــااااامـــــــــــحــــــــنــــــــي .
عمر : أنا مسامحك بس أنتي كوني قوية .

وصلت سيارة الإسعاف إلى إحدى المستشفيات الكبيرة و نقلت شادن إلى غرفة العمليات و عمر كان ينتظرها بالخارج و يتمنى أن تكون شادن بخير .

************************

في غرفة سمر يلي كانت أمام نافذة غرفتها تستمتع بمنظر السيارات و البيوت الجميلة و تفكر بأمور المؤسسة و كيف كانت ذات بصمة كبيرة في محاضرات اليوم و بدأ دورها يظهر و اسمها يرتفع بجانب اسم مشعل الذي كان يساندها ، بعد لحظات من التفكير قررت أن تتصل بصديقتها سحر

سمر ( بابتسامة ) : سحورتي كيفك و الله اشتقتلك ؟
سحر : يا كذابة اليوم لسا كنا مع بعض .
سمر : الحق علي يلي اشتقتلك روحي أصلا فش حد غيري بشتاقلك
سحر : يا حسرة الله بعين شو بدي أعمل أنتي كل ما أملك
سمر : ياااااااااي خجلتيني
سحر : اسكتي اسكتي سحبتها للكلمة
سمر : خلص ، ييي نسيتيني شو كنت بدي أحكيلك
سحر : بعرف من قبل ما تحكي الأخ مشعل و مساعداته احفظت
سمر : مشكلتي انك كاشفتيني


و استمر الحوار بينهم فترة طويلة


*********************


في المستشفى و بأحد الممرات كان عمر يقف و الحزن أصبح يكلله و هو ينتظر خروج الطبيب من غرفة العمليات و يفكر لماذا حصل هذا مع شادن ؟؟ و ما سبب هذه المشكلة ؟؟ هل أنا السبب لأني تركتها لحالها أو ممكن من الفستان ؟؟ أنا ليش شريت لها فستان طويل كثير و هي حكتلي انه طويل بس أنا ما رضيت أغيره لأنه شكله كان أكثر من رائع يا رب ساعدها يا رب .

وبعد لحظات من الانتظار

.
.
.

خرج الطبيب من غرفة العمليات ، و عندها انطلق عمر اتجاهه ليطمئن على شادن
عمر ( وكان يشعر بخوف شديد ) : دكتور شو صار مع شادن ؟
الدكتور ( بتوتر ): مممممم مش عارف شو أحكيلك
عمر : صار فيها شي ؟
الدكتور : الحمد لله المدام كثير منيحة و صحتها في تحسن بس في خبر مش منيح
عمر ( باستغراب ) : شو هو ؟؟
الدكتور : للأسف الجنين يلي ببطنها في حالة غير مستقرة و ممكن نفقده بأي لحظة
عمر ( وقد شعر باستغراب و قلق كبير جداً ما هذا الجنين و عن ماذا يتحدث الطبيب ) : جنين و ببطنها ؟؟ دكتور أنت يمكن غلطان
الدكتور : آه جنين أنت ما بتعرف ؟؟ المدام حامل و مدة الحمل تقريباً شهر
عمر ( بفرح و سعادة و كأن قلبه يطير فرحاً لمولود جديد سيدخل العائلة و تكون شادن والدته انها سعادة كبيرة جداً لعمر ): أنا مش مصدق ، شادن ما حكتلي أي أشي عن هذا الموضوع
الدكتور ( بتحذير و بكل جدية ) : بس في شي لازم من هلاء تعرفه أنه المدام بدها راحة دائمة لأنه أي مجهود حتى لو قليل ممكن تفقدوا الطفل .
عمر : ما تخاف راح أحطها بعيوني .

عمر يلي شعر أنه ممكن يطير نفسه يشوف شادن يشكرها على الطفل على كل اشي حلو بحياته هي سببه

*******************

في حفلة لمياء و أحمد

بدأ المعازيم يغادرون المكان و أصبحت الساحة الكبيرة أشبه بصحراء خالية بعد أن كانت مليئة بالضيوف و الفرحة التي كانت تنشر الورود و الزهور

محمد (بقلق) : زينة أنا كثير خايف عمر ما بين وما اتصل علي
زينة : طيب أنت اتصل عليه
محمد : اتصلت بس ما برد ، الله أعلم شو صاير معه
زينة : أنا بقترح أنه تتصل على شادن ما معك رقمها ؟؟
محمد : ما بعرف هلاء بشوف
زينة : آه شوف

بعد لحظات قرر محمد أنه يروح على بيت عمر لحتى يشوف شو صار معهم


**********************

مرت أيام الحكاية يوم بعد يوم ، كتبت قصص حكايتنا و أحداثها في خيال أبطالنا جزء من الماضي و أصبحت رواية ( لكل منا حكاية ) تنتقل الى فترة جديدة الى سنين جديدة يعيشها أبطالنا انتقلت بشكل سريع و كبير الى فترة جديدة تكمل حكايات الأبطال لكن بعد انقطاع مدة عامين و نصف عن أحداثنا السابقة التي انتهت بدخول شادن المستشفى و زواج لمياء من أحمد و بداية علاقة صداقة قوية بين سمر و مشعل

لكن بعد مرور عامين و نصف هل ستبقى الحكايات على وضعها السابق ؟؟ أم سيحدث تغير كبير ونقلة كبيرة لأبطال رواية ( لكل منا حكاية ) ؟؟


لنكمل رحلتنا بين سطور هذه الرواية

( بعد مرور عامين و نصف تقريباً )

نهار جديد تدخل به روايتنا و أبطال الرواية و أحداث جديدة تطرق قلوبهم منها السعيد ومنها الحزين و مع نهار جديد تشرق أشعة الشمس بنورها الزاهي و رائحة الربيع تحتل المكان و صوت العصافير يزقزق في كل شبابيك المنزل .

بضوء الشمس وخيوطها الطويلة ذهبية اللون تفتح عينيها وهي تسمع صوت طفلة صغيرة بجانبها

..... : مامي حبيبتي مامي يلا قومي
..... : فروحتي بدي أنام اتركيني
فرح : لا مامي قومي
والدة فرح ( بابتسامة صغيرة ) : خلص هيني صحيت يلا بسرعة اسبقيني على الحمام بسرعة .

فرح بنشاطها الدائم و فرحها يلي بتحمله و بتنشره على أمها نطت و راحت على الحمام لحتى تأخذ حمام و تبدأ مغامراتها الجديدة مع ماميتها .

فرح : مامي يلا بدي أشوف الوردات شو صار فيهم
والدة فرح : ما تخافي موجودين ما صار فيهم اشي بس أنتي اصبري علي .

فرح طلعت من الحمام هي و أمها بفستانها الأحمر بوروده البيضاء التي تزينه و شعرها الحريري الذي يشبه شعر والدها و كانت تزين شعرها بربطة شعر ذات فراشة حمراء و ترتدي بقدميها الصغيرات حذائها الطفولي الذي يحمل اللون الأبيض .

خرجت فرح من المنزل إلى حديقة البيت الجميلة التي كانت تزينها أزهار النرجس التي اعتادت أن تنتشر بين أرجاء هذه الحديقة التي زينتها فرح بنشاطها وحركتها وابتسامتها

فرح : مامي أنا جوعانة .
والدة فرح : من عيوني يا روح مامتها أنتي هلاء بعملك أحلى فطور .

توجهت والدة فرح إلى المطبخ وهي تبتسم لهذه الطفلة التي تبقت لها أجمل ذكرى من ماضيها الجميل الذي تعتبره حاضر تعيشه ومستقبل ستعيشه من أجلها ، بدأت بإعداد عصير الأناناس الذي تفضله فرح و بعض قطع الكعك بالشوكولاته و قطعة خبز مزينة من الداخل بشرائح الجبن الذي اعتادت فرح أن تتناولها في الصباح ؛ فهذا الفطور قد أعتاد والدها أن يتناوله كما قالت لها أمها .


********************


السعادة كانت تنتشر و تزين كل مكان و بهذا الربيع كل إنسان يشعر بالنشاط من داخله فالشمس بحرارتها المتوسطة و الأزهار التي تنتشر في كل مكان في أنحاء هذه المنطقة كانت سمر و سحر يتمشيان بين حدائق المؤسسة

سمر ( وهي تنفخ على شعرها الطويل و تقوم بتنسيقه ): بتعرفي أنا كثير مضغوطة هاي الفترة .
سحر : عروس و بلبق لك و الله طول عمري بتخيلك بالفستان الأبيض بس ما زبطت معي .
سمر ( بنظرت استغراب توجهها نحو سحر ): و ليش ما زبطت ؟
سحر : مش عارفة ما أتوقعت أنك تتزوجي قبلي أو تفكري بهذا الموضوع
سمر ( بابتسامة تزين وجهها ) : شايفة القدر يلا عقبالك أشوفك أحلى عروس .
سحر : المهم مشعل ما حدد يوم العرس صار لك أنتي و هو سنة ونص خاطبين و نص سنة و انتم قال شو بتتعرفوا على بعض
سمر : ليكون مش عاجبك ، أنا و مشعل راضيين أنتي شو دخلك .
سحر ( وقد رفعت يديها الى السماء ) : والله ما بقول غير الله يعينك يا مشعل على هيك مصيبة بدها تصير زوجتك قال .
سمر : اسكتي بس و بعدين هلاء مش فاضيه لهذا الكلام بدي أروح اشتري أغراض للعرس .
سحر : ماشي سكتت بس بدي أجي معك .
سمر : أكيد أصلا فش غيرك حد يساعدني في هاي الأشياء .

كملت سمر و سحر طريقهم على مجمع أخوها شادي لحتى يحضروا لعرس سمر يلي راح يكون قريب جداً


*********************


في إحدى البيوت التي تمتاز بالذوق الرفيع في التصميم و الأثاث الملوكي الذي كان يزينه نقف في الطابق الثاني عند غرفة كبيرة و واسعة يزينها سرير ضخم و أثاث جميل و مرآة رائعة ضخمة حيث كانت لمياء تجلس على الكنبة الكبيرة تقرأ إحدى كتب الجامعة فهي تفكر أن تكمل ماجستير بالجامعة بما أن عملها بالشركة أكثر من رائع فهي تريد أن تطور من نفسها قطع قرأتها صوت طفلها الصغير علي .

علي الذي كان يجلس بالقرب ما والدته : ماما جوعان
لمياء : هلاء بابا بجي و بناكل مع بعض بس أنت ما تعجب كثير بلاش يصير فيك مثل المرة الماضية .
علي : ماثي ماما

( علي طفل لمياء الأول يلي أنجبته بعد عام من زواجها و عمره سنة تقريبا أشقر و عيناه ملونات يحمل من أمه صفة الهدوء و من أبيه الجمال و النشاط هو سعادة والده و أمه فبعد عام من الانتظار جاء و حمل معه السعادة )


******************


في الحديقة الواسعة كانت فرح تنتقل بين الأشجار و الورود تسقي هذه و تشتم هذه و تقطف القليل منها حتى تقدمها هدية لأمها التي تعشق زهرة النرجس .

فرح : مامي هاي هدية مني إلك تفضلي
والدة فرح ( التي قبلت طفلتها ) : شكراً كثير يا حبيبتي
فرح : ماما صح بابا بحب الورد ؟
والدة فرح : آه وكثير كمان لدرجة أنه دائما كنا نشتري ورد حتى لو ما كان في مناسبة .
فرح : ماما هلاء بنفع أنا أعطي بابا هدول الوردات .
والدة فرح ( بتفكير ): ما بعرف يمكن بنفع
فرح : طيب كيف ؟
والدة فرح : شو رأيك تحطي الوردات عندك لما تنامي و بابا بالليل بجي باخدهم و بروح .
فرح : ياي يعني راح ياخدهم ؟
والدة فرح : آه أكيد ، ليش في حد برفض هدية فروح حبيبة أمها ؟
فرح : أكيد فش حد .
والدة فرح : طيب يلا روحي حطي الوردات عندك بالغرفة و بالليل لما تكوني نائمة راح يجي بابا ياخدهم .
فرح : حاضر يا ماما

وقفت والدة فرح و هي تنظر إلى أزهار النرجس التي كانت بين يديها و هي تعود بذاكرتها إلى موقف كان بينها و بين والد فرح ( قبل فترة طويلة ) عندما كان والدها يدخل المنزل و بيده باقة كبيرة من النرجس التي تعشقها و كانت الفرحة في ذلك اليوم كبيرة جداً فهي كانت تحلم منذ طفولتها أن تعيش مع والد فرح و تكون زوجته .


( الجزء الخامس )


بين الأوراق الكثيرة و التصاميم المختلفة التي كانت تحيط المكتب كان محمد يجلس على مكتبه يدرس مخطط من تصاميمه إذا بهاتفه يرن باسم مشاعل

محمد ( بابتسامة تزين وجهه ) : هلا هلا بمشاعل
مشاعل : آهلين كيفك ؟
محمد : تمام بسماع صوتك
مشاعل : يا رب على طول ، كنت بدي أطلب منك طلب
محمد : أتفضلي أطلبي ألف طلب مش بس واحد
مشاعل ( بقلق ) : أنا كثير خايفة على شادن شو رأيك نروح عندها اليوم ؟
محمد : آه ماشي أن شاء الله اليوم بجي و باخدك من الدار و بنروح عندها .
مشاعل : شكراً كثير و أنا راح أكون جاهزة


( مشاعل هي أخت شادن يلي من قبل ثلاثة سنين تقريباً أقترح عمر على محمد أنه يخطبها و محمد ما خطبها إلى بعد سنتين تقريبا و لحد الآن هم مخطوبين و كل ما يحددوا موعد العرس بصير ظرف و يتأجل و محمد بعتبر مشاعل الجزء الحلو بحياته فلولاها كان ضل مشغول و مضغوط بالشغل
هي الوحيدة يلي بتقدر تخليه يتخلى عن الشغل و لفترات طويلة )


**********************


مرت الساعات ساعة تطرق الأخرى و أوشك هذا اليوم على الانتهاء كان سعيد بالنسبة لبعض أبطالنا

لمياء التي أكملت يومها برفقة عائلتها ، و سمر و سحر اللواتي قضينا اليوم بأكمله بين الملابس و في المجمعات التجارية أما فرح طفلتنا الصغيرة كان نهارها طويل بين اللعب و اللهو و قطف الأزهار حتى تفاجأت بقدوم الزوار إلى بيتهم


فرح : مامي في حد على الباب لو سمحتي تفتحي الباب
والدة فرح : ماشي هلاء هيني جاي

توجهت والدة فرح إلى الباب و كانت ترتدي بنطلون جينز أزرق غامق و بلوزة بيضاء مفضلة بالنسبة
لها فهي هدية من والد فرح الذي دون اسمه و اسمها على وسطها

والدة فرح : يا هلا نورتوا البيت و الله اشتقتلكم

أكملت والدة فرح استقبالها حيث كانت فرح تنتظر أمام التلفاز وهي تشاهد برنامجها المفضل حضور أمها لتقص عليها حكاية ما قبل النوم .


******************


اكتمل يوم روايتنا و حل الظلام أرجاء المدينة و الجميع توجه إلى النوم


**************


في صباح نهار جديد و عندما كان أحد الأشخاص أمام شركة كبيرة تمتاز باسمها العريق بين الشركات
يقف بسيارته السوداء الضخمة و يجهز نفسه لبدء يوم عمل جديد و بدء مشاريع جديدة ،

فتح باب السيارة و خرج بطوله الشامخ و أناقته العالية و دخل أبواب الشركة ، صعد الطابق الأول ثم الثاني ثم الثالث و فتح باب المصعد و خرج متوجه إلى مكتبه الكبير الذي يحمل اسم المدير العام

كانت التحيات تلقى عليه من كل شخص يسير بجانبه كانت ابتسامته كبيرة لكن أيضا الحزن يخيم قلبه
دخل مكتبه و بدأ بالعمل و الكتابة و التوقيع على مشاريعه و استماراته

بعد لحظات دخل عليه السكرتير الخاص به : أستاذ مصطفى هناك شخص يريد مقابلتك

مصطفى : خليه يدخل



****************


عند اللعب و السعادة و قطف الأزهار نتذكر طفلتنا فرح التي ما زالت حتى اليوم تلتف و تنتقل بين الأشجار و الأزهار و ترسل الابتسامات تقف هنا تتأمل الأزهار ثم تتوجه لترسمها في دفترها الخاص كان الدفتر يحتوي رسومات عديدة منها الأزهار التي تحبها و شخصيات تلفزيونية تتابعها و أكثر الرسومات كانت لوالدتها.

فرح وهي تجلس ترسم في دفترها و كانت والدتها تجلس بالقرب منها تشرب كأس من العصير و تقرأ بعض الأوراق المتعلقة بعملها

فرح : ماما صح بابا اسمه عمر
والدة فرح : آه اسمه عمر ، ماما كيف بنكتب اسم عمر ؟

توجهت فرح لامها لحتى تعلمها كيف تكتب اسم عمر

و بدأت شادن والدة فرح تظهر بين حكاياتنا و تكشف بعض الأوراق التي كانت مخفية

لكن أين عمر ؟؟



******************


في بيت سمر و بالتحديد غرفتها التي كانت تنتشر الملابس في كل مكان و كانت أدوات المكياج جميعها مفتوحة والخزائن مفتوحة.

تقف سمر أمام الخزانة تبحث عن ملابس ترتديها اليوم لأنها ستذهب مع مشعل لتناول العشاء و بالرغم من المرات التي خرجت بها سمر مع مشعل إلا أنها كانت في كل مرة تواجه نفس المشكلة وهي اختيار الملابس المناسبة و بعد التعب و الوقوف الطويل تختار شيء أكثر من رائع و تكمل يومها بترتيب الفوضى التي أحدثتها ،

هذه هي سمر وهذه هي الفوضى و التوتر الذي تشعر به عندما كانت تقرر الخروج مع مشعل


سمر : الو سحر من شان الله ساعديني أنا شكلي راح أنجن عن قريب .
سحر ( و هي تشعر بالتعب من موقف سمر المعتاد ) : ما تحكيلي مش عارفة شو تلبسي ولك خوتيني لازم كل يوم نفس الموال .
سمر : شو أعملك إذا هذا طبع وفيني .
سحر : لا و لا شي بس ما تجلطيني بتلفوناتك يلي ألف مرة خلال نص ساعة .
سمر : حرام عليكي هم بس عشر مرات و كمان يمكن ما صاروا عشرة .
سحر : آه بس عشرة الله يكترهم و يصيروا خمسة عشر .
سمر : خلص خلص قررت بدي ألبس بنطلون أحمر و بلوزة سوداء و مع كندرتي السوداء بطلع حلو صح ؟
سحر : آه بجنن ، أشهد أن لا اله إلا الله و أخيراً انحلت القضية العربية .
سمر : يلا روحي بدي أعمل شعري .
سحر : طيب سلام .


انحلت القضية مثل ما بتحكي سحر و قدرت سمر أنها تروح على العشاء مع مشعل و تكمل يومها يلي كان أكثر من رائع .



*********************



في غرفة طفولية تنتشر فيها الرسومات الزرقاء و الخضراء و على سرير علي كانت تجلس لمياء ترتب
ملابس علي بعد أن نام كانت تحاول أن لا تزعجه لأن نومه خفيف

و في هذه اللحظات دخل أحمد غرفة علي .


أحمد : نام ؟
لمياء : آه الحمد لله ، اليوم كان كثير تعبان و ما سكت من الصبح يلا الله يهديه
أحمد : آه الله يهديه

وخرج كل منهم على غرفة الجلوس


لمياء : أنا بدي أطلب منك شغله
أحمد ( وهو يقرأ جريدته المعتادة ) : أتفضلي
لمياء : أنا بدي أكمل ماجستير بالجامعة
أحمد ( بعد أن وضع الجريدة جانباً ) : و ليش بدك تكملي ؟
لمياء : هيك فيها مشكلة ؟
أحمد ( و بدأ الغضب يسيطر عليه ) : فيها أشياء كثيرة ما بكفي شغلك يلي ماخدك من حياتك و ما عندك وقت لابنك و بدك تشغلي حالك بدراسة و لأ شو ماجستير
لمياء ( و بدأت تغضب ) : أنا عمري ما قصرت بحياتي و عمر علي ما شعر بغيابي عنه و أنا بدي أدرس لحتى أطور من حالي
أحمد : أنا حكيت لأ و بدون أي نقاش
لمياء : و أنا بدي أكمل


أحمد لم يكمل نقاشه و خرج من المنزل غاضباً أما لمياء التي شعرت بظلم أحمد فهي لم تقصر اتجاه بيتها وعلي أبداً و دائماً تحاول أن تقلل من ذهابها إلى الشركة

لكن ما هو سبب رفض أحمد ؟؟



**************************



بين الألعاب و الرسومات و الأزهار كانت تقف فرح الطفلة الصغيرة تلعب و إذا برجل يقف بالقرب من سور المنزل


الرجل : يا أموره أنتي شو أسمك ؟
فرح : أنا اسمي فرح و أنت ؟
الرجل : أنا اسمي سعد ، طيب شو أسم أمك و أبوك ؟
فرح : ماما أسمها شادن أما بابا أسمه عمر
الرجل : طيب يا فرح يا شاطره أنا بدي أروح و إن شاء الله بشوفك مرة ثانية .

فرح ببراءتها كانت تبتسم لهذا الرجل الذي تعرف عليها و على أسم أمها شادن و والدها عمر

لكن من هذا الرجل وماذا يريد ؟؟!!

**************************

ها نحن الان نقف في نهاية هذا اليوم و قد أوشكت شمس النهار على أن تغيب لكن هل ستأخذ أشعة الشمس معها تعب و ألم هذا اليوم ؟؟

أوشك يومنا على الاكتمال وقد حدث فيه الكثير و عاش أبطال روايتنا لحظات عديدة :

شادن التي ظهرت في الرواية و طفلتها فرح التي تعد فرحة حياتها لكن السؤال القوي أين عمر وماذا حدث خلال عامين و نصف انقطعت روايتنا عن تسجيلها ؟؟؟؟

أما لمياء هل ستوافق على رأي أحمد و تحكمه بحياتها وتعليمها أم ستقوم باكمال دراستها ؟؟؟

سحر و سمر اللواتي يعيشان لحظات سعيدة فسحر تشعر بسعادة كبيرة بسبب زواج صديقتها الذي اقترب أما سمر فتشعر بسعادة أكبر من هذه الحياة التي ستعيشها بعد مدة قريبة

و من هو هذا الرجل سعد الذي ظهر اليوم في حكاية روايتنا ؟؟؟ وماذا سيغير في حياة شادن ؟؟

هل ستكون حكاياتنا القادمة سعيدة ؟؟ ام هل ستكون تعيسة و مليئة بالحزن ؟؟

ستكون اجابة هذه الاسئلة في الأجزاء القادمة

هنا يكتمل جزء روايتنا لهذا اليوم و سنكملها عن قريب و ستحمل الرواية حكايات جديدة لأبطال روايتنا ومواقف أكثر تشويق لذلك كونوا على انتظار لأحداث هذه الرواية و حكايات جديدة في رواية ( لكل منا حكاية )

__________________________________________________ __________
بداية موفقة
و في إنتظار المزيد من التشويق و الأحداث
من المتابعين

لك خالص تحياتي


__________________________________________________ __________
مره حلوه
كملي:t212:

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________