عنوان الموضوع : رواية خادمة القصر رواية جديدة
مقدم من طرف منتديات الشامل

خادمة القصر

لا احلل نقل الرواية بدون ذكر اسمي "متكحلة بدماء جروحها او اسمي الحقيقي،امينة احمد محمد احمد،ودة تقدير لمجهودي الي اديته في الكتابة"

هلااااااااااااااااا اصدقاااااااااااائي وحشتووووووني بجد جداااا جدااااا من آخر رواية كنتم فيها معاية،انا آسفة عشان خلتكم تستنوا كل دة لكن اوعدكم اني هفضل معاكم علطول خلاااااص ثانوية عامة خلصت بقييييييي ،انا آسفة لأني مش هقدر اكمل رواية اميرة الظلام لأني جاتلي رواية جديدة ومقدرتش اسبها لحد ما دي تخلص،اتمني الرواية الجديدة تعجبكم ،هي اسمها خادمة القصر،وزي العادة،لا تخلوا الرواية من التشويق والأثارة والرومانسية،واتمني من اصحاب القلوب الضعيفة يستخبوا تحت البطنية ويولعوا انوار الشقة ويمسكوا جامد عشان احنا هنمر باعصااااااار جباااااار،مستعدييييييين يا اصدقااااااائي،اكشششششششششن اول مرة

البارت الأول :

‏"تاك تاك تاك،اسمع اصوات اقدامهم التي تثير الذعر في قلبي المرعوب،وكأن قلبي دمية في ايديهم،يحركونها بأصابع الرهبة والقوة التي يعرفون انها تسيطر علي،اكاد ان اقسم ان قلبي سيتوقف اذا استمر في الدق بهذه السرعة،بالكاد استطيع التقاط انفاسي،اغمض عيني محاولة ولو للحظات ان ارسم في خيالي تلك اللوحة التي ابدع في رسمها عندما يأخذني عقلي في رحلة الي جحيم خيالي المتوهج الممتلئ بأشباح مخاوفي ،تلك الرسمة التي اتمني ان تتحقق،رسمة الحب والامل ،السماء الوردية كما كانت تغني الفنانة سعاد حسني،"الحياة بقي لونها بنبي"

غريب اليس كذلك!

ان تغمض عينيك للحظات وتدرك ان حياتك كلها مجرد اكذوبة في بحر الخداع التي تلقبه بعالمك والذي لأسباب مجهولة يتغير من حين لأخر .

"يخرجني من افكاري صوت اقدامهم التي اخذت تقترب مني اكثر واكثر وهم يتحدثون بلغة انا بالكاد استطيع ان افهمها،اعتقد انها مزيج من اللغة الفرنسية ولغة اخري اجهلها،استنشق نفسا عميقا واضع يدي علي فمي لامنع خروج اي صوت يفسح عن مكان اختبائي،انتظر في خوف وترقب لخطوتهم التالية،احاول دائما ان اكون اذكي قليلا منهم ولكني لا استطيع،تاك تاك تاك

اقترب الصوت كثيرا الآن وكأنهم.....!

يا الهي،انهم خلف الباب،اسمع صوت شخص يخفض صوته الي همس وصوته غليظ لدرجة ان حتي همسه يشعرني وكأن شخص قد التف بجسده حولي وحاول ان يطارد كل شعور قد شعرت به من امان ،اضم حقيبتي الي صدري بقوة وابتعد قليلا ببطئ عن الباب وكأنه سوف يتحول الي وحش في اي لحظة ويفترسني،اتراجع شيئا فشيئا حتي اصطدمت بالباب الخلفي وفقدت اصواتهم لعدة لحظات ،استدرت بسرعة وفتحت الباب،ولكن لسوئ حظي الذي لطالما اشتهرت حياتي به،اصدر الباب صوت طفيفا ولكنه كان مسموع برغم ذلك،سمعت صوت احدهم يهمس بقوة ،وفي تلك اللحظة ،توقف كل شئ من حولي وتوقف قلبي عن النبض المتراكم فوق بعضه،في الحقيقة لقد توقف كليا،لم يكن امامي الا خيار واحد لكي اخرج من تلك الورطة،وحينها فعلت كما افعل طوال حياتي،فتحت الباب علي مصرعيه وركضت بأقصي ما تستطيع ارجلي ان تحملني عليه،سمعت صوت طلقات النيران تحيط بي من كل مكان،ولكني لم اتوقف للحظات،فقد جريت وكأن حياتي تعتمد علي ذلك ،وهي في الحقيقة كانت بالفعل تعتمد علي ذلك،اخذت طلقات النيران تشكل وميضا رعديا من حولي،واخذت الارض تهتز من تحت اقدامي وكأنها ترتجف من شدة الخوف،وصلت الي بوابة القصر وعندما كنت علي وشك الألتفات قبل ان تغلق البوابة،شعرت بألم شديد في يدي كاد ان يسقطني علي اقدامي لأتوسل اليهم حتي يتوقفوا ولكن ذلك الألم دفعني الي الأسراع الي البوابة قبل ان تغلق والا سينتهي كل شئ وبما في ذلك قصة حياتي التعيسة،تبقي عدة خطوات فقط،يجب ان اصل الي البوابة..........

وبالفعل وصلت الي البوابة في اللحظات الأخيرة،وسرت بأقصي سرعة وانا اشعر ان قلبي الضعيف يحتضر من الخوف،وافكاري تصرخ في رأسي كالنساء المذعورات تصحن في رأسي المتعب الي ان شعرت بأنني سأفقد الوعي،اعلم ان البوابة لن تعيقهم كثيرا وان اعاقتهم لن يكون ذلك لفترة طويلة فقد اوشكت القصة علي الانتهاء،وصلت الي الشارع الرئيسي ،وقد ادركت ان هذا هو الشارع الرئيسي لان فجأة احاطت بي اضاءة السيارات من كل مكان،وعندما وقفت في مكاني في هلع لا اعرف ما افعل،عرفت حينها انني سأموت،ولكن كم تمنيت الا تنتهي حكايتي بهذا الشكل بعد صراع دام عمر بأكمله،سمعت صوت السيارات المتصارعة في سباق السرعة من حولي ولكن الذي اخرجني من حالة اللا وعي الجزئي هو صوت سيارة تقترب شيئا فشيئا،نظرت تجاه الصوت ولاحظت سيارة تقترب مني بسرعة كبيرة،وللحظات توقف صوت الشارع واختفي ضوء النهار،وبقت انوار السيارات وكأنها مصابيح موجهة حول جسدي لتعلن نهاية مسرحية حياتي المؤسفة،فتحت فمي لأصرخ ولكن السيارة قد اقتربت كثيرا ،وفجأة انزل الستار واعلن قدري نهاية المسرحية،وتحول كل ضوء امل في حياتي الي عتمة اليأس وظلمة الأقدار،الذي لم اعرفه حينها هو ان تلك اللحظة لم تكن نهاية مسرحية حياتي،المشكلة انني ادركت لاحقا ان قصة حياتي لم تبدأ بعد.

"فلأحكي لكم حكايتي من البداية،ولكن اتمني ان يتوقف عن قراءة القصة من يخاف الظلمة كالطفلة التي عانت كل حياتها من البقاء في ظلمة الواقع الأليم،من يخاف كل الخوف من اناس ملثمين يخترقون المنازل الهادئة الساكنة في منتصف الليل ليقتلوا اناس ابرياء لا يعرفوهم فليبتعد ويقفل القصة قبل ان تبدأ الحكاية،انا همسة،في التاسعة عشر من عمري،حكايتي غريبة عجيبة تشبه الحكايات الأسطورية التي لطالما اشتهرت العصور الوسطي بها،ولكن بالأخص ،حكايتي تشبه حكاية سندريلا،الخادمة الجميلة التي تزوجت الأمير بعد صراعها الشاق مع زوجة والدها وشر ابنائها،ولكن في الحقيقة هو ان حكايتي تشبه حكاية سندريلا في شئ واحد فقط وهو انني خادمة ،ومهما تعاقب الزمان علي سأظل خادمة ،خادمة القصر العملاق،انا لست جميلة بالمرة،لطالما كانت ملامحي تزيد عن الحد،شعري اطول مما يجب ان يكون بشرتي افتح مما يجب ان تكون،جسدي ممتلئ عن باقي الفتيات،حتي عيناي ،لطالما كان لونهم البني اكثر الي السواد منه الي اللون البني،انا لست قبيحة فأنا لا اؤمن بقبح الشكل لأن في اعتقادي ان الله لا يخلق شيئا قبيحا،ولكن القبح هو قبح النفس التي تعكس قبحها علي الوجه فتظهر معالم الكره والجبروت المختبأة في نفوس البشر في اعينهم،ولكني اعلم انني لست جميلة كبقية الفتايات،ولماذا اكون جميلة وحياتي لا تشبه حياة اي فتاة عادية،كما ان اميري لن ينظر الي للحظات خافتة مسروقة من الزمان فقط ولأني خادمة القصر ،وكي لا اكثر في الكلام فلنبدأ في سرد القصة.

"لقد بدأ كل شئ مع والدتي التي كانت تعمل في قصر رجل غني جدا جدا،لطالما شعر عقلي الصغير بأن هذا القصر اكبر من الكون كله،فقد كان آية في الجمال،لوحة مرسومة بأدق وارقي التفاصيل،كم كنت اعشق حديقة الزهور والأشجار التي كانت تحيط بالمكان من كل اتجاه،فقد كنت اجري واجري وكأني سيدة العالم،في تلك اللحظات فقط كنت اشعر انني صاحبة هذا المكان الرائع،في تلك اللحظات فقط كنت انسي انني ابنة الخادمة سارة التي كان يعشقها صاحب القصر الفسيح،لم اكن اعلم ذلك حينها ،كما انني لم اكتشف ان والدتي كانت تعشق صاحب القصر الذي كان مثل قصره،اكبر من الحياة كلها،لم اكتشف ذلك حينها لأن عقلي الطفولي لم يفكر في اشياء مثل ذلك ولكنني بالفعل كنت اتساءل عن والدي ولماذا لا استطيع ان العب معه مثل باقي الأطفال،واحيانا اخري كنت اتساءل ايضا لماذا كان صاحب القصر يحب ان يلعب معي كثيرا ليضحكني،وان يتحدث مع والدتي فيبكيها،كنت اذكر دموعها التي تنهمر علي خديها الناعمتين الورديتين ،وهي تبكي وكأنها تتألم من صميم قلبها ،كانت امي من اجمل السيدات التي وقعت عيني عليها حتي هذا اليوم،لم تكن تشبه سندريلا بل كانت اكثر منها جمالا ،فقد كان شعرها الأسود يلمع في ضوء النهار وعيونها البنفسجية يغطيها بريق من تبر الذهب الخالص،ضحكتها تزينها لؤلؤة تلو الأخرى متراصة بجانب بعضها البعض،اقسم احيانا انني لا زلت اسمع صوت ضحكتها في اذني عندما افكر بها،لم اكن انا الوحيدة التي كانت تعتقد ذلك بل صاحب القصر ايضا،فلطالما سمعته وانا صغيرة وهو يلقبها بكلمات لا اسمعه يقولها الا لزوجته واطفاله،ولطالما اشعرني ذلك ببعض الاضطراب والاستغراب،مرت السنوات حتي اصبحت في التاسعة من العمر،وقد اقتربت كثيرا من صاحب القصر كان دائما يتحدث الي ويترك لي ابتسامة مخبأة في جيوب روحه التي اكتشفت انها مملوءة بالطيبة والامان،كان دائما يمسح دموعي عندما ابكي مثل اطفاله،اتذكر مرة في يوم من الأيام انني قد طلبت من والدتي ان تشتري لي لعبة مثل لعب الأطفال التي كانت تملئ القصر،ولكنها قد بكت واخبرتني انها لا تستطيع لأن الأموال التي معها لن تكفي،حينها مسحت دموعها بيدي واخبرتها انني لا اريد شيئا علي الأطلاق،واسرعت الي الحديقة الخلفية للقصر لألعب مع اصدقائي الزهور،وسرعان ما وصلت الي مكاني المعتاد الي ان انهمرت دموعي بقوة لأنني لست مثل باقي الأطفال،اتحدث الي نفسي لأنني ليس لدي اصدقاء وحتي صاحب الكثير فكثير من وقته يقضيه في العمل ومع ابنائه وزوجته،وبكيت حينها لأنني ليس لدي اب يضمني الي صدره عندما ابكي كما يفعل صاحب القصر مع اطفاله الصغار،وفجأة ظهر صاحب القصر من العدم وجلس امامي علي الأرض وحملني حتي جلست علي فخذه وضمني الي صدره بقوة،اخذ يهمس بكلمات لا اتذكرها ولكني اتذكر كم اشعرتني بالحب والسكينة في قلبي المكلوم،ضممته بقوة محاولة ان انسي آلامي وبكيت كل معاناتي في عنقه وانا احاول ان اختبئ في صدره الحديدي،بكيت الا ان اصابني الصداع في رأسي وجفت دموعي تماما،وحينها سألني صاحب القصر عن سبب بكائي،فأخبرته بما حدث،فحملني بعد ذلك بين يديه واخذني في سيارته الي مكان كبير جدا مليئ بالألعاب وطلب مني ان اختار اي شئ اريده،وعلي الرغم من اعتراضات امي الا انني حصلت علي العابي في النهاية وكان ذلك اسعد يومي في حياتي ،ولكن الجزء القادم من حكايتي هو الجزء التي ستنقلب في حياتي رأسا علي عقب فأنصتوا بحذر.

في يوم من الأيام استدعاني صاحب القصر الي غرفته وطلب مني ان اقفل الباب بالمفتاح وان آتي الي سريره.دخلت بحذر وفعلت كما امرني دون اعتراض وعندما اقتربت من سريره مد يده وحملني حتي ضمني الي صدره بقوة،قبل رأسي بحنان ووضع رأسي علي كتفه ،علي الرغم من انه لم يكن والدي الا ان قلبي الصغير كان يتعلق به وكأنه حبل النجاة والمأمن الوحيد من العالم المخيف المليئ بالوحوش والتنانين التي تحرق قريتي الصغير كلما ابتعدت قليلا عنه،ضممته بقوة بيداي الصغيران وقبلت خده برفق،فجأة اخرج صاحب القصر شيئا من جيبه موضوع في علبة واعطاها الي

صاحب القصر:ايه رأيك في العلبة دي؟

انا:حلوه بس هو ايه الي فيها

ابتسم صاحب القصير قليلا وفتح العلبة وسقط فمي علي الأرض معها من جمال ما بداخلها،عقد مغطي بالألوان اللامعة وفي منتصفه شكل مفتاح متوسط الحجم بدا وكأنه مصنوع من الذهب،نظرت اليه بتعجب ومددت يدي لأغرق اناملي الصغيرة في ضوء البريق الخافت المنعكس عما بداخل العلبة،نظرت اليه فجاة قبل ان المسها محاولة ان استأذنه،ولكنه ابتسم لي ابتسامة لم يستوعبها عقلي الصغير،واخرج العقد من الحقيبة ووضع حول عنقي،نظرت اليه في دهشة وتعجب

انا:دة ليا انا؟؟؟؟

ابتسم صاحب القصر مرة اخري وهز رأسه بالموافقة:اها ،دة بتاعك بس انا عايزك توعديني وعد

انا :حاضر حاضر

اختفت ابتسامته قليلا وقال في جدية اخافتها حتي الصميم:اوعديني ان محدش يعرف ان العقد دة معاكي مهما حصل،وانك متقلعهوش ابدا

انا في استغراب:ليه اكيد ماما هتشوفه

صاحب القصر ابعد نظره عن عيناي قليلا وقال:مامتك بس هي الي لازم تعرف وبس

انا :حاضر اوعدك

عادت ابتسامته الوسيمة مرة اخري ونظر الي في حب لم افهمه بالمرة ولكنه ضمني الي صدره مرة اخري بحنان اشعرني وكأني ملكة العالم كله في لحظات."

"ومن هنا بدأت حياتي في الأنقلاب وقبل ان افهم كليا ما يحدث،هب اعصار الزمن القاتل وحطم سفينة احلامي الآمنة تماما ،وتركني لكي اغرق في كوابيس هواجسي المختنقة،لم يمر من الزمن الكثير الا وان حلت تلك الكارثة التي هزت قلعتي الصغيرة حتي الصميم الي ان بقي من الرماد فقط،رماد ما كان وحسرة ما لن يكون،كنت جالسة في غرفتي انتظر والدتي حتي تأتي لتقبلني مثل كل ليلة ولكني فجأة سمعت صوت انفجار شديد لدرجة ان صافرة غريبة احتلت اذناي الصغيران ولم اشعر بشئ الا ذلك الصفير المزعج في رأسي،ولكن سرعان ما اختفي ذلك الشعور المتبلد وعاد الي الشعور بقلبي الذي سيتوقف من الخوف،سمعت صرخة تدوي في كل اركان المنزل ولم اشعر بقدماي وهما يأخذاني الي مصدر الصوت،اعلم تلك الصرخة،اعلم ذلك الصوت،اتجهت نحو غرفة والدتي ولكني لم اجدها،اصابني الذعر الشديد وتوجهت الي غرفة صاحب القصر،وياليتني بقيت في مكاني،كانت والدتي بين احضان صاحب القصر وهو يصرخ في وجهها الا تغمض عينيها تارة ويلتف بعيونه صارخا بكلمات اقسم انني من الصدمة والخوف لم اسمعها فقد كان رداء امي الأبيض مغطي بالدماء تماما،اخذ صاحب القصر يصرخ ويصرخ الي ان جاء الحراس ،اشار صاحب القصر الي الشباك وامرهم بشئ لم اسمعه ايضا،تقدمت ببطئ نحو والدتي وانا اشعر ان عالمي ينهار تحت اقدامي وفي اي لحظة سوف اسقط من فوق حافة الهاوية الآن،لاحظ صاحب القصر وجودي اخيرا ولكنه نظر الي بغضب والم،وصرخ في وجهي،"أخرجييييييي من هنااااا دلوقتي"

لم يستطع قلبي الصغير ان يتحمل الوحش الذي تحول اليه صاحب القصر،فألتفت بسرعة واسرعت الي غرفتي وصوت سيارة الأسعاف والشرطة احاط بالمكان من كل جانب وزاوية،جريت الي سريري وضممت ارجلي الي صدري واخذت ابكي الي ان شعرت بأنني سأموت غرقا في دموعي فقد ابتلت ملابسي،شعرت بالتعب يكتسح جسدي الصغير بعد ان غادره الأدرينالين الذي كان يدفعني علي الأستمرار والوقوف علي اقدامي،اخذت عيوني تغمض شيئا فشيئا الا ان فقدت الشعور بكل شئ من حولي وقلبي يتألم لفقد احب شخص اليه واقرب شخص الي ضلوعه،في الصباح الباكر ركضت في المنزل محاولة ان ابحث عن والدتي ولكني لم اجدها،حاولت ان اسأل الخدم عنها ولكن لم يجبني احد ولم يحنو علي احد حتي بكلمة،اخذت انتظر حتي مرت الأيام والأسابيع والأشهر،وبعد مرور اربعة اشهر من تلك الواقعة،فوجئت برئيسة الخدم تخبرني بأنها قد امرت بأن تطردني من القصر لأنني لن اعيش هنا بعد اليوم،نظرت اليها وانا اشعر بالهلع يسرع في طريقي وكأنه سيلتهمني عما قريب وقلت في صوت خافت

"هروح فين"

ارسلت الي المرأة نظرة جعلتني اندم علي سؤالي ولكنها لم تجبني،بل اخذت ملابسي ووضعتهم في حقيبة وامرتني ان ارتدي ملابسي بسرعة،اسرعت الي الحمام وارتديت اول شئ وجدته امامي،حتي لا ترى العقد،وهو فستان وردي طويل مغطي بالزهور مختلفة الألوان،حملت حقيبتي الثقيلة وتوجهت معها الي السيارة وانا ابكي لا اعلم ما ينتظرني واين امي،حاولت ان اتوسل اليهم ،ان اسألهم عن امي ،ان يخبرني احد اين هي،ولكن لا حياة لمن انادي،بدت الأحداث منذ تلك اللحظة مشوشة قليلا لأنني كنت ابكي طوال الوقت ولكن سرعان ما وجدت نفسي في شقة ضيقة مع امرأة ورجل ،حاولت ان اكرر اسألتي اليهم مرة اخري ولكن لم يجبني احد،بل نظرت المرأة الي في شفقة وضمتني الي صدرها،ومنذ ذلك اليوم وانا اعيش معهم ،لا اعرف اين امي،اين صاحب القصر،ولا اعرف حتي اين انا ومن هؤلاء الأشخاص الذين اقتحموا قلعتي الصغيرة"

"كنت لتعتقد ان حياتي ستتوقف عن الدوران حينها،وان الاعصار سيهدأ عما قريب،لكنني ادركت بعدها انني انا الأعصار وان حياتي لن تهدأ ابدا ،منذ شهرين كان يوم ميلادي التاسع عشر،رغم اني لا زلت لا اعرف كيف مرت العشر سنوات علي في تلك الوحدة التي قتلت كل ذرة امل في قلبي الا انني مررت بالكثير من الصعاب والكوابيس التي لا تنتهي،لا زلت اصاب بالكوابيس كل ليلة حول ذلك اليوم الذي بدأت فيه نهاية حياتي،ذلك اليوم الملعون،اما سارة وحاتم المرأة والرجل الذي امضيت نصف حياتي معهم،لا زالوا يرفضون اجابتي عن ما حدث لأمي وصاحب القصر،لذلك فقد توقفت عن السؤال،وتعايشت مع تعاستي التي لا تنتهي

ويوم ميلادي طلبت مني سارة ان اجهز حقيبتي لأنني سأسافر الي امريكا في الحال،وعندما سألتها لماذا محاولة ان استفسر عما حدث ،رفضت تماما ان تخبرني،بل انها كعادتها اعدت حقيبتي واعطتني بطاقة ائتمان ذهبية واخبرتني ان استخدمها عند وصولي هناك،عندما سألتها اذا كانت ستأتي معي هي وزوجها ولكنها اخبرتني ان مهمتهم قد انتهت وانهم لم يتحملوني معهم الا اوامر قد نفذوها ليأخذوا اجرا عليها،شعرت بقلبي يتحطم مرة اخري لفقد شخصين آخرين ولجرح يزداد كل يوم في الحجم،ولكن هذا يبرر الكثير لأنه منذ ان جئت اليهم وقد تعلمت الأنجليزية بسرعة وقد تأكدوا من اتقاني للغة،اعلم ان هناك سر غامض وراء كل هذه الحكاية الغبية التي ترسمها لي الأقدار ولكني لا اعلم كيف اكتشفه،والغريب ان ذلك لم يكن حتي الجزء الغريب في هذه الصفحة من الحكاية،بل الغريب انه بعد انتهاء سارة من رسوم الطيران واعداد كل شئ لسفري اخبرتني ان ارتدي ملابس معينة حتي يتعرف علي شخص هناك،وبالفعل فعلت كما امرتني وانا بالكاد استطيع ان انظر اليها من الألم الذي يقطع قلبي اشلائا اشلائا،وفي ليلة سفري،ايقظتني سارة بسرعة وهي تبكي ،وضمتني الي صدرها بقوة ،ساعدتني في ارتداء ملابسي واخبرتني انهم قادمون،ويجب ان اخرج في الحال من هذا المكان والا سينتهي كل شئ،لم افهم كلامها في البداية ولكني حملت حقيبتي بسرعة وركضت نحو الباب الخلفي فوجدت سيارة تنتظرني هناك،في اللحظة التي غادرت السيارة،انفجر المنزل وانتشرت النيران في كل مكان فبدت كوحش عملاق يصرخ في السماء،حاولت ان اطل من السائق ان يتوقف حينها ولكنه اسرع الي المطار ،لم اشعر بشئ حينها الا عندما وضعت قدمي لأول مرة علي الأرض الغريبة،وانا لا اعلم ما تخبئه لي الحياة بعد ذلك ."

"اسمع اصوات غريبة من حولي ولكني لا اري اي شئ،احاول ان افتح عيناي ولكن اشعر وكأن شخص قد وضع مثقال حجرين فوق كل منهما،لحظة!

اهذا صوت رجل؟

هل امسكوا بي؟لا لا لا يمكن،شعرت بالذعر يقترب مني اكثر واكثر وتذكرت حينها ما حدث وكأن شخص قد صفعني فجأة ليوقظني،اخذت دقات قلبي تتسارع لينبض قلبي بقوة وينفجر ذلك الصوت في الغرفة،بيب بيب بيب بيب،احاول ان انهض ولكني اشعر بلمسة يد علي وجهي ،مجرد همسة في عالم اللمسات،شيئ دافئ يقضي علي القبضة الجليدية التي احاطت قلبي،قبلة ناعمة علي جرحي المتوهج وكأنها آخر قطعة مفقودة في احجية عالمي ،اشعر بألم طفيف في ذراعي وفجأة يسكن كل شئ"

"هذه المرة عندما استيقظت سمعت صوته مرة اخري ولكن هذه المرة اكثر هدوئا،وكأنه يهمس حتي لا يسمعه احد"

الرجل:حبيبتي ،انا آسف والله حصلت مشكلة بسيطة وانا في المستشفي دلوقتي ،اوعدك اني هكون في البيت قريب .......خلاص حبيبتي متزعليش صدقيني مش هتأخر،،،،،،اوك حبيبتي ،اها وانا كمان بحبك،باي

"فتحت عيني ببطئ وعندما صعقني ضوء الغرفة اغمضت عيني مرة اخرى بسرعة واطلقت تنهيدة الم من المؤكد ان الرجل الغريب قد سمعها لأنني سمعت صوت اقدامه تقترب مني،سمعت صوته يتحدث الي بهدوء وكأنه يتحدث الي طفلة"

الرجل:انتي كويسة

دون ان افتح عيني همست بضعف:النور وجعلي عيني بليز اطفيه

سمعت صوت انطلاق زر الضوء وتنهدت في راحة وفتحت عيني ببطئ هذه المرة ايضا،وصعقت مما رأيت امامي .

`````````````````````````````````````````````````` `````````````````````````````````````````````````` `````````````````````````````````````````````````` `````````````````````````````````````````````````` ````````
اتمني يكون اول بارت في روايتي الجديدة عجكم
واوعدكم اذا لقيت ااقبال علي الرواية هنزل البارت التاني بكرة
وعايزة اقولكم ان احداث الرواية مع كل بارت هتبان اجزاء جديدة وشخصيات جديدة فيها
انتظروووووووووووووووووني
لا تنسوا اني احبكم
و رمضان كريم
متكحله بدماء جروحها
.
.
.
.
.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

ابارت الثاني:

"يالأحجية حياتي العجيبة! ،لا اعلم اين تنتهي كارثة لتبدأ الأخري ولا اعلم اين نهايتي واين بدايتي كل ما

اعلمه انني اقف علي حافة هاوية تكاد ان تدفعني هواجسي اليها بقوة،احيانا اريد ان اصرخ ولكني لا

اعلم ماذا اقول،لا اعلم لماذا يختفي صوتي في كل مرة اريد ان افصح فيها عما في داخلي من

مخاوف،اريد ان ينتهي ذلك العذاب الأليم ،اريد ان ينتهي كل شيئ،اريد ان اغمض عيناي للحظات

واستيقظ لأجد نفسي بين يدي امي واري صاحب القصر من جديد،اريد حياتي الفقيرة،اريد ان اعود الي

عالم اللا عودة،اريد ان اخرج من هنا،كنت اتوقع ان اجد احد الرجال الملثمين الذين يتبعوني،او حتي

ذلك الرجل صاحب الصوت المخيف،ولكني لم اتوقع ان اجد ما اراه امامي،ذلك العملاق الغريب،لا اعلم

ما اذا كنت استطيع ان القب رجل بلفظ "جميل"ولكنه بدا حقا جميلا،لم استطع ان اجد كلمة اخري

لأصفه،كان لديه اطول شعر رأيته يحيط بوجه رجل،كان يشبه الأشخاص الذين اراهم علي اغلفة

المجلات او كأحد الفنانين الرائعين،كان شعره الأسود الناعم يصل الي اكتافه وكان هناك حقا الكثير

منه،لم يسقط علي وجهه ولكنه بدا وكأنه في كل مكان حول رأسه،كدت ان اقسم ان اصابعي بدأت في

الالتواء تلقائيا محاولة ان تلمسه للحظات فقط لتري اذا كان ناعما حقا كما يبدوا،ذو عيون بنية ورموش

طويلة تكاد ان تلمس خديه المغطيين بلمسة طفيفة من الشعر ،وجدت نفسي انظر الي شفاهه ثم الي

ملابسه وكأنني احاول ان احفر ملامحه في رأسي





ياله من عملاق حقا!





يبدوا وكأنه اطول من ست اقدام او حتي ست اقدام ونص،كان يرتدي بنطال جينز اسود وقميص بنفسجي

اللون ولم اصدق مااا رأيت،ربطة عنق وردية!

نظرت الي اعينه مرة اخري محاولة ان اقول اي شيئ يخفي طبيعة مظهري،اشعر بالحزن لأنه ينظر الي

وانا اقل بكثير منه،اريد ان اختبئ من نظراته التي تسير حول جسدي برفق،ولكني لم اشعر بأي شيئ في

نظراته غير القلق،رفعت يدي لوجهي حتي اعدل من وضع النظارة ولكن،،،،،،،،

ادركت حينها ما هي المشكلة.

انا بتوتر :فين نضارتي؟

ابتسم العملاق ابتسامة طفيفة وقال في صوت اجش هادئ:اهلا ليكي انتي كمان ،اتمني تكوني حاسة انك احسن

انا :قولتلك فين النضارة


اختفت ابتسامة العملاق قليلا ووضع يده داخل جيب قميصه واخرج نظارتي البنفسجية ،كانت نظارتي

تشبهني،دائرية وتغطي تقريبا ربع وجهي ولكني احبها لأنها تغطيني قليلا من اعين الآخرين،اخذت

النظارة بقوة من يده وانا اشعر بالخجل من نفسي لأني كنت انظر اليه في اعجاب،وفجأة وفي اللحظة التي

ارتديت فيها نظارتي،عادت الي احداث الليلة الماضية قبل ان افقد الوعي،القصر الذي ذهبت اليه بسبب

رسالة غامضة تلقيتها،سارة وزوجها،البلد الغريب

ياااااالللله

انا في امريكا.


فتحت فمي بقوة وانفجرت دموعي في كل مكان،وجسدي ينتفض بقوة شديدة لدرجة ان ذراعي بدأت

تؤلمني من جديد،لم اشعر الا بلمسة يد عملاقة علي وجهي كدت ان اقسم انها ستلتهم وجهي كله،لم

استطع ان اراه لأن دموعي قد غطت نظارتي واصبحت مثل زجاج السيارة الذي غرق في المطر

العاصف،شعرت بيده تبعد النظارة عن وجهها،وبعدها بلحظات شعرت بأصابعه علي خدي تزيل تلك

الدموع المنهمرة ،ابعدت وجهي عن يده بسرعة لأنني اردت لمسته الدافئة ان تحطم البرود والجمود

الذي بدأ ينتشر في روحي الضعيفة،رفعت يدي لأمسح دموعي الغزيرة وفجأة وجدت امامي قطعة قماشية

مرسوم عليها وردة حمراء ورائحتها تشبه رائحة الياسمين،اخذت القطعة القماشية من يده وقلت في غضب

انا:متلمسنيش

العملاق بصوت غريب:انا آسف ولكن لماذا تبكين ؟
I'm sorry but why are you crying

انا ببرود:لا تتدخل
Mind your own business

تنهد العملاق بضيق وابتعد عن سريري ونظر الي في حزن:طلعتيلي منين انتي بس

"نظرت اليه بأسف وسألته السؤال الذي دار في خاطري"

انا :ايه الي حصل؟انت واحد منهم؟

العملاق بأستغراب:واحد من مين؟

انا :مممم واضح انك مش منهم،بس انت مين ،وانا ازاي جيت هنا،انا كنت متأكدة اني هموت


العملاق:انتي وقفتي قدام العربية ومتحركتيش،حاولت اني ازعقلك عشان تبعدي ولكن فضلتي مكانك

،وقفت العربية في آخر لحظة،ولكن حتي قبل ما اقف كنتي وقعتي علي الأرض وغرقانة في دمك بسبب

رصاصة في دراعك اليمين،انا مش عارف ايه الي حصل لكن حراسي بيقولو اننا بعد ما مشينا في ناس

قلبوا الدنيا علي بنت كانت مجروحه في ايديها،اعتقد ان بما اني انقذت حياتك فأنتي مديونالي بأنك تحكيلي

ايه الي حصل،ولو اقدر اساعدك،انا اتحريت عن شخصيتك من الباسبور بس ملقتش حاجة فوق

العادة،لكن واضح يا آنسة همسة انك ابعد ما يكون عن انك تبقي شخص عادي،فا لازم تحكيلي ايه الي
حصل

"نظرت اليه في دهشة لأن صوته قد انقلب الي صوت خال من الأحساس،وقد بدا وكأنه غاضب جدا

،حاولت ان اخبره انني لن استطيع ان اتكلم عما يحدث ولكني فجأة شعرت بشيئ،رفعت يدي لتلمس

اناملي رقبتي المغطاة برداء المستشفي ولم اشعر بشيئ،تسارعت نبضات قلبي ووضعت يدي داخل

الرداء لألمس بشرة رقبتي ولا زلت لم اجد شيئا نظرت اليه في هلع وذعر،والدموع بدأت في التجمع مرة اخري في عيني "

انا:العقد فين،ارجوك قولي ان العقد معاك

العملاق :اهدي اهدي مكنتش اقصد اني ازعك بس انتي نرفزتيني ارجوكي متبكيش،العقد بس كان غرقان دم والممرضات اضطروا يشيلوه،اتفضلي هو معايا


"تنهدت تنهيدة قوية وتنفست الصعداء للمرة الأولي في ذلك اليوم المشئوم ومددت يدي حتي آخذ العقد

وقبل ان اسحب يدي من يده،لامست يدي بشرته الدافئة وللحظات شعرت وكأنني اذوب في بحر الحمم

الذي يغطي جسده،وضعت العقد حول رقبتي مرة اخري وشعرت حينها وكأن قطعة كانت مفقودة في احجية

حياتي قد عادت الي مكانها المعهود،لامست اناملي اطراف العقد ورجعت الي الوراء مرة اخري حتي انام

علي السرير الأبيض،اغمضت عيني وقلت بهمس"

انا:ارجوك سبني انام دة مش وقته انا تعبانة

تنهد العملاق بضيق ورفع الغطاء قليلا فوق اكتافي وقال :god help me

"اغمضت عيناي بعد ذلك وعلي الرغم من انني كنت اتصنع النوم الا انني كنت متعبة جدا لدرجة ان في

اللحظة التي اغمضت فيها عيناي غرقت في نوم عميق،لم اشعر به بعد ذلك من حولي ولكني ذهبت في

نومي الي مكان اخافني حتي الصميم،احيانا عندما اشعر بالخوف اتخيل ان هناك شخص يسكن في غرفة

بالقرب من غرفتي،في كل مرة اشعر بالبكاء اغمض عيناي واتخيل نفسي اسير في طريق مظلم ينتهي

بغرفة مفتوح بابها،ذات اضاءة طفيفة،اسرع اليها محاولة ان اجده،هو كل شئ ،دون ان يتكلم،يفتح

ذراعيه الي حتي ارتمي في احضانه وابكي حتي تجف دموعي،لم استطع في يوم ان اتخيل وجهه ولكني

استطعت دائما ان اتخيل جسده ،فقد كان عملاق من عمالقة مملكتي السحرية،كان يشعرني بالأمان

بلمسة منه،احيانا عندما نشعر بالألم الشديد،لا يجب ان نتحدث ولكن يجب علينا ان نصمت ونبكي

فقط،احيانا لا نريد شخص ان يسمعنا لأننا في اسوء لحظاتنا لا نستطيع ان نتكلم لنشكوا آلامنا،نريد فقط

ان يضمنا شخص وان يدعنا نبكي علي اكتافه حتي ينتهي حزننا ،فالكلمات الصامتة احيانا تكون اقوي

من الكلمات المسموعة،في تلك الليلة لم اذهب الي مملكتي السحرية لأبكي او حتي لأنسي سبب رغبتي

في البكاء ،بل اني ذهبت الي عالم غريب مملوء بالكوابيس المخيفة التي لسرعان ما جعلت الصرخات

تنطلق من فمي في نومي بشكل تلقائي،حاولت ان اتوقف عن الصراخ وان اواجه مخاوفي بشجاعة

ولكني اكتشفت انني لا استطيع فعل ذلك لأنني كنت اتألم بشدة،عادت الي احداث الليلة الماضية،صورة

انفجار المنزل الوحيد الذي انسته منذ سنوات،سارة وزوجها المتوفيان،وصاحب القصر،كانت ذكرياتي في

صراع مع بعضها،تحاول ان فما تهيمن الذكري علي تفكيري لتتصارع معها ذكري اخري لتحل محلها في

عقلي،شعرت بجسدي يهتز ببطئ وصوت مزعج من حولي يزداد اكثر واكثر،دوم دوم دوم،شعرت اما ان

قلبي سيتوقف او ان عالمي سينفجر في اي لحظة بفعل قنبلة موقوتة ،وفجأأأأأأة

استيقظت علي يد العملاق وهو يهز جسدي محاولا ان يوقظني،وذلك الصوت المزعج مرة اخري،دوم دوم دوم

فتحت عيني ببطئ وقلت بصوت خافت يكاد ان يسمع:ايه الصوت دة

العملاق بأستغراب:صوت ايه؟

انا نظرت من حولي باحثتا عن مصدر الصوت ولم اجده:دوم دوم دوم

توجهت نظرة العملاق الي جهاز بجواري وقال:دة جهاز نبضات القلب عشان كنتي خايفة بس هو بيدق بسرعة

انا:خليه يسكت

ضحك العملاق ضحكة خفيفة بدت مثل ملامسة الحرير لجدار حديدي في نعومة ورجولة معا بنفس الوقت:مقدرش اعمل كدة الا اذا كنتي بتتمني الموت

بدأت الدموع حينها تتجمع في عيني ببطئ وقلت بهمس خافت:اها نفسي ارتاح

اختفت ضحكة العملاق حينها ونظر الي نظرة غريبة لم افهمها ولكنها جعلتني ارتجف بداخلي قليلا ،مد

يده ليمسك يدي السليمة وقال في همس مماثل:متخفيش اوعدك اني اساعدك لكن لازم الأول تحكيلي عن

المشكلة الي انتي فيها عشان اقدر اساعدك

فكرت قليلا في كلامه وادركت حينها انني حقا علي الرغم من انني في امريكا لسبب ما اجهله،الا انني لا

اعلم اي شخص هنا،ونسبة ان ينقذني شخص عربي من نفس لغتي في بلد غريب،تقريبا شبه معدومة

ولكن علي الرغم من انني لم اثق به،الا انني ليس لدي اي خيار آخر،لذلك فقد اتخذت قراري بأن اطلب

منه المساعدة ومعرفة سبب سفري الي امريكا وان بدا ذلك غريبا بعض الشئ،نظرت اليه وقلت"

انا:اوك بس لازم نمشي من هنا انا مش هينفع اتكلم هنا

العملاق:ممممم لكن هنمشي نروح فين؟

انا بأستغراب:انا كان معايا شنطة فيها كريدت كارد،مممممم،ممكن تحجزلي في اي هوتل هنا ونتقابل بكرة

ضحك العملاق بقوة:ههههههههه منقدرش نعمل كدة لأن دراعك لسة مخفش ومش هيخف دلوقتي مع ان الرصاصة كانت سطحية بس انتي خسرتي دم كتير ولازم ترتاحي وبعدين انتي فاكرة اننا فين؟

انا :مستشفي؟

ضحك العمراق مرة اخري واستسلم فمي الي البسمة التي حاولت ان ترسم عليه لأن ضحكته كانت حقا

معدية:لا احنا مش في المستشفي،انا عندي شركة بادي جاردز هنا وبالتالي في قسم في الشركة زي

المستشفي كدة،هو المبني كله في الشركة والبيت ،عشان كدة احنا حتي مش هنخرج من هنا


مد يده مرة اخري وضغط علي يدها برفق وقال :متخفيش انتي هنا في امان،المكان كله في حراسة وجهاز امني علي اعلي مستوي

تقطع صوتي قليلا وانا اقول بصوت خافت:انت متعرفهمش،صدقني

ابتسم العملاق بفخر وقال:انتي الي متعرفنيش صدقيني ،عشااااااان كدة ممكن تحكيلي دلوقتي حكايتك

انا:انا حتي معرفش اسمك

العملاق ابتسم برفق:اها انا اسف مقدمتش نفسي،انا اسمي يوسف السن 32 سنة وانتي؟

مد يوسف يده الي ليصافحها وقال مبتهجا :وانتي اسمك ايه؟

ضحكت لأنني لم استطع ان اكتم الضحكة:ههههه يعني انت متعرفش؟

يوسف تصنع الحزن وقال:لا اكيد اعرف لكن كنت بس انا عايزك انتي الي تقدمي نفسك انا اسف لكن انا كان لازم اعمل كدة قبل ما ادخلك مبني الشركة

انا بأبتسامة:انا همسة،عندي 19 سنة

يوسف:تعرفي انك صغيرة اوي يا همسة؟

اختفت ابتسامتي وقلت بتفكير:دة يتوقف علي مفهومك لكلمة صغيرة لأنك متعرفش حاجة عني

ذهب يوسف ليحضر كرسي ويضعه بجوار سريري،وضع جسده العملاق علي الكرسي وقال في صوت

جدي اختفت منه كل ملامح المرح التي كانت موجودة به منذ لحظات وقال:دلوقتي بقي،احكيلي،ايه الي جابك علي هنا

"حاولت الا اخبره ولكني لم استطع ان امنع الكلمات من الخروج من فمي ،لأنني حقا كنت اريد التحدث

لأي شخص ،اريد ان ينتهي هذا الكابوس المرعب،لذلك بدأت ان احكي له حكاية صراعي مع الموت المحتوم"

"لقد بدأت في سرد قصة حياتي منذ البداية الي ان وصلتني تلك الرسالة من الرقم المجهول علي جوالي

لأن اذهب الي عنوان اذا اردت ان اعرف ما حدث لصاحب القصر ووالدتي يجب ان اتوجه ذلك البيت المهجور"

يوسف بغضب:انتي ازاي متفكريش قبل ما تتصرفي معقول في حد كدة؟

انا:انت مش فاهم،انا اول مرة كنت حتي اسمع حد بيجيب في سيرتهم لأن محدش كان بيتكلم عليهم

وكأنهم اختفوا ومش عارفة راحوا فين،اذا كانوا احياء او اموات،معرفتش عنهم اي حاجة،وبيت سارة

الي انفجر بعد ما مشيت علطول وكأنهم مكنوش موجودين انا مبقتش عارفة اي حاجة

تقطع صوتي وتهدج وكأنني علي وشك البكاء

فقال في صوت هادئ:متخفيش ان شاء الله هحاول اساعدك بس انت...........

لم يستطع العملاق ان ينهي كلامه لأن فجأة فتح الباب بقوة وحينها رأيته،رأيت ما لم ارى مثله من

قبل،كان واقفا عند الباب ينظر الي يوسف بغضب،لا اعرف من هو او حتي ما هو فقد بدا وكأنه خلق من

طينة غير طينة البشر،يالسخرية القدر!

شعرت بقلبي يتوقف في اللحظة التي تقابلت فيها عيني بعينيه العسليتين وحينها توقف قلبي واختفت

الغرفة من حولي،هل سبق وان شعر احدكم بأن احلامكم تسير امامكم وتتحقق متجسدة في اشخاص

تقابلهم احيانا لأول مرة في نهاية حياتك،لقد شعرت بذلك حينها،كدت ان اقسم انني سمعت صوت رنين في

رأسي وكأنني وجدت اخر قطعة مفقودة في احجية عمري،يااااااااااللللللهييييي

هل من الممكن ان اري الرجل الذي ارتمي في احضانه في خيالي عديم الوجه امامي ؟

هل من الممكن ان يكون حقا هو؟

هل انا جننت؟

في اللحظة التي بدأت دوائر عقلي في الدوران دارت معها الغرفة وسقطت علي سريري وفقدت

الوعي،الغريب ليس في ذلك ،بل الغريب هو انني علي الرغم من انني لم اكن ابكي ،الا اني وجدت نفسي

في طريقي الي غرفة الرجل عديم الوجه ،عملاق مملكتي الجميلة.

"كنت لأعتقد ذلك اذا لم يفتح فمه الواسع ويوجه نظرته الي يوسف مرة اخري ويصرخ في وجهه وكأنه

قنبلة علي وشك الأنفجار.اكاد ان اجزم ان اعينه كانت تشع ضوءا احمر من الغضب .ووجهه كاد ان

يتحول الي لون احمر اللون ايضا،حاولت جاهدتا ان اخفي ابتسامتي علي مظهره الغاضب ولكني لم

استطع،ولكن من حسن حظي انه لم يلاحظ لانه نظر الي يوسف وكأنه سيقتله ،وعندما نظرت اليهما معا

،شعرت بالفرق،كنت اعتقد ان يوسف عملاق،فأقسم ان الرجل المتوحش اكبر منه بعدة سنتيمترات،كما

ان جسده كان عريضا جدا لدرجة انني اعتقدت انه مصارع ،ولكن الغريب انني لم اشعر بالخوف منه

علي الأطلاق،شعره كان قصيرا فوق رأسه،اسود اللون يشبه ظلمة الليل ولكنه كان"سبايكي"كما يلقبه

البعض،كان يرتدي ملابس سوداء وكأنه يحاول ان يقلص حجمه قليلا ولكنه لم يستطع،للحظات شعرت

انني صغيرة جدا بجواره برغم امتلاء جسدي ولكن المشكلة ان جسدي انتفض من صوت صراخه في وجه يوسف

man:where have you been all day long,i have been trying to reach

you and your phone is closed,is this some kind of a joke to you,an

accident has happened and two of our security guards are injured,and you are here talking to this fat chick?

Joe:you better watch your tongue ewan she doesn't understand alright,but she has had a terrible accident as well and i was going to kill her,so you better leave and i will follow you shortly

ewan:you son of a.............

Hamsa:would you two plz shut up you are giving me a headache

joe:you understand english ?

Hamsaf course i do what do you take me for ?a stupid illeterate girl?

That's it

i'm out of here

ewan :silence

"الرجل:اين كنت طوال اليوم كنت احاول الوصول اليك ولكني لم اجدك وهاتفك كان مقفولا.،هل هذه

مزحة بالنسبة اليك،لقد تعرض احد العملاء الي هجوم واثنين من حراسنا قد جرحوا وانت هنا تتحدث الي هذه الفتاة السمينة

تنهد يوسف بضيق محاولا ان يتحكم في غضبه قائلا:يجب عليك ان تراعي لسانك يا ايوان هي لا تفهم ما

تقول ،لقد مرت بحادثة وكنت علي وشك ان اقتلها بسيارتي لذلك من الأفضل ان تغادر وانا سأتبعك بعد قليل

تقدم ايون الي الغرفة وكأنه علي وشك ان يمسك يوسف من ملابسه ويضربه بقوة قائلا:يا ايها اللللللعييييييين

انا بصراخ:هل من الممكن ان تخرسا ام لا لقد اصبتموني بالصداع الشديد.

يوسف باستغراب:هل تستطيعين ان تفهمينا؟

نظرت اليه بغضب وقلت:بالتأكيد هل تعتقد اني جاهلة غبية

ولكني لم اتوقع ان يصرخ ايوان في وجهي قائلا:اصمتوووووا

"وبالفعل ،عم الصمت المكان الي ان كسره يوسف قائلا،لم احاول ان افكر في قول هذا العملاق انني

سمينة لأنني اعلم الحقيقة،فبالطبع رجل مثله لن ينظر الي فتاة مثلي مرتين الا ليشفق عليها او يسخر

منها،شعرت بالدموع تتجمع في عيني ولكني حبستها داخلي بسرعة وقلت"

انا:اسمع يا استاذ يوسف،شكرا علي كل الي عملته علشاني بس انا لازم امشي من هنا واتمني الي

حكتهولك يكون سر بيني وبينك وميوصلش لأي حد.

حاولت ان اقوم من سريري ولكن شعرت بألم شديد في يدي فتوقفت بسرعة ولكن انطلق من فمي انين

الم طفيف جعل يوسف يرفع سماعة الهاتف بجوار سريري ويطلب الطبيب في الحال،نظرت الي ذراعي

ووجدت ان الضمادة التي تغطي الجرح قد ظهر علي خط احمر دموي،لم يقل ايوان اي شيئ ولكني شعرت

بنظراته الحدة تخترق روحي ،تحللني،تفككني الي صفحات كتاب ليقرأها ببطئ ليعرف من انا ولماذا انا

هنا،ولكني لم انظر اليه لأن جرحي من كلماته ما زال يؤلمني حتي اكثر من جرح يدي،جاء الطبيب بعد

لحظات ونظر الي جرحي من جديد وبعد ان قام بتنظيفه اخبرني انني بحاجة الي الراحة ولكني قد قررت

انني سأغادر هذا المكان في الليل،ولن اخبر احدا انني راحلة،بعد خروج الطبيب من الغرفة ترك يوسف

بعض الملابس الرجالية علي السرير وقال"

يوسف:انا اسف بس دي الهدوم الي قدرت اجيبها دلوقتي لأن هدومك مكنتش معاكي وانا مش عارف هي فين بس ممكن تكون في القصر

عدت بذاكرتي الي الوراء وادركت انني تركت حقائبي في المطار:الشنط في المطار

يوسف:متقلقيش هيوصلوا هنا في اقرب وقت

ايوان تحدث بصوت مخيف:انا مش عارف ايه هي حكايتها،بس احنا معندناش وقت نضيعه،لازم نمشي

نظر يوسف الي بأسف وقال:متعمليش مجهود وانا هبعتلك ممرضة من الممرضات.

انا:اوك

خرج يوسف من الغرفة وقبل ان يتبعه ايوان التفت ونظر اليها بغضب:مش عايز الاقي يوسف هنا تاني احنا ورانا شغل،وقبل ما تفكري فيه،هو متجوز وعنده ولد

نظرت الي الباب بعد ان خرج العملاق القاسي في تعجب واستنكار،هل هو غبي ام انه يتصنع القسوة والبرود؟

لن افكر فيه،ولن افكر في قلبي الذي يتألم من قسوته،انا لا اعرفه ولن اعرفه لذلك يجب ان اخرج من

هنا في اقرب فرصه،تلك الليلة،ذهبت الي النوم مبكرا حتي استعيد قوتي،ولكن قبلها،ارتديت الملابس

التي اعطاها لي يوسف بمساعدة احدي الممرضات اللاتي تعملن في المبني وذهبت الي النوم،وعندما

استيقظت كان الهدوء يعم المكان والظلمة هي العنصر السائد في المنطقة كلها،حان وقت

الذهاااااب،حملت حقيبتي فوق ظهري علي كتفي الذي لا يؤلمني،وادخلت شعري في القبعة التي اعطاها

لي يوسف،ولكنه وللأسف نسى انني بحاجة الي حذاء ايضا،لذلك انتهيت بالخروج بحذاء المرضي

الخفيف،اسرعت ببطئ خارج الغرفة وادركت حينها ان المرضي في الطابق الثاني من المبني،كنت ممتنة

الي الملابس الواسعة حتي لا يستطيع احد كشف امري،نزلت من السلم ببطئ،محاولة ان اتصنع الثبات

ولكني لم استطع،سرت في تجاه البوابة ببطئ،ولاحظت ان هناك حارسين علي البوابة ،يبدوا انهما

امريكيين،اسرعت امامهم وخرجت من البوابة،اعتقدت انه قد حالفني الحظ،ولكني اكثر البشر انعدام حظا

في التاريخ،سمعت صوت احدهم يقول‎"‎"

stoooop‎

ولكني لم اتوقف بل جريت بسرعة ولم اتوقف،سمعت صوت اقدام من خلفي فنظرت لأري ان كانوا

يتبعوني لذلك لم الاحظ الشخص الذي وقف امامي،نظرت اليه في اللحظة الأخيرة لأرى قبضة شخص

تهبط علي وجهي،وبعد لحظات من انتظار الألم ،انفجر الألم في كل وجهي واحتلت الظلمة عالمي كعادتها
وبعد لحظات شعرت بالأرض تصفع خدي هي الأخري ،كم اكره حياتي حقا !


__________________________________________________ __________
االبارت الثالث:

"يالحياتي الكريهة،اريد ان اموت حقا،كل شيئ يؤلمني بشدة لدرجة انني اشعر وكأنني سأغرق في محيط من الألم لا

قاع له،اريد ان اتحرك ولكني لا استطيع،كل جسدي يؤلمني،الي متي سيستمر هذا الألم،لا اعلم منذ متي وانا ملقاة هكذا

علي الأرض ولكني متأكدة ان شئ قد جعلني افقد الوعي هذه المرة،لقد مللت حقا من ضعفي،مللت من بكائي

المستمر،ولقد فاض بي من ذلك الألم المبرح،اشعر وكأن شخص قد ضغط علي زر السكوت حول عالمي،لا اسمع اي

شيئ غير صوت رنين في اذني لا يتوقف،كأكأة غير مفهومة ،لبعبع افكاري المتخلفة،اريد ان اقف علي قدماي مرة

اخري واحارب بشجاعة ولكني اكتشفت انني لو ولدت ايام الأسكندر الأكبر والمصارعين الرومان لكنت في عداد

الموتي قبل ان اتذوق حتي طعم الحياة،وفجأة عاد الصوت الي عالمي بصفعة قوية هزت كياني حتي الصميم وتركتني

اتنفس بصعوبة ليعود كل شيئ من حولي طبيعته،سمعت صوت مألوف جعلني ابتسم في نفسي لأنني اعلم انه لن يدع

احدا يؤذيني ،هههه اعتقد ان الضربة قد اثرت علي عقلي وقد بدأت اهلوس ،اليس هو من ارادني ان ارحل؟اليس هو

من يعتقد اني قبيحة؟فاليذهب الي الجحيم ،لا اريده ان يحميني،سوف القن الذي ضربني درس لن ينساه في حال ان قمت

من مكاني فقط،ولكني لم استطع حتي ان افتح عيني،فجأة سمعت صوت انين الم مسبوق بصوت قبضة حديدية علي جلد

بشري،متبوع بصوت ايوان الهادئ،ايوان وهو غاضب مخيف عندما يصرخ،لكن هذا الصوت الخافت جعلني افكر في

الجماجم البشرية وتشابك العظام ،سمعته يقول"

ewan:the next time you try and hit a woman under my care,i will cut your hand and shove it down your throut,she was under my protection and now she is unconcious ,pray that you didn't break her jaw or i swear i'm coming after you.


ايوان:في المرة القادمة التي تحاول ان تضرب فيها امرأة تحت رعايتي سوف اقطع ذراعك واطعمه لك ،لقد كانت تحت

رعايتي انا وأخي وانت آذيتها،اريدك ان تتمني انك لم تكسر وجهها والا سيكون حسابك عسيرا

"ذهلت حقا مما سمعته لأنني لم اعتقد ابدا انه سيدافع عني،بل اعتقدت انه سيوف يرجح ذلك واكثر،ممممممم من

الواضح ان العملاق لديه قلب طيب بعد كل شئ،فقد شعر بالشفقة تجاهي ،شعرت بالحزن من تلك الفكرة ولكني سرعان

ما بدأت في الذعر عندما شعرت بقيود حديدية حول جسدي لم استيقظ ولم افتح عيني ولكني بدأت اصرخ واتحرك في كل

مكان محاولة ان ابتعد،لا اريده ان يأذيني مرة اخري،اريد ان اذهب الي البيت،ادركت حينها ان القيود الحديدية ما هي

الا اذرع غليظة تلتف من حولي بقوة،حاولت ان ابتعد ولكن فجأة سمعت صوت ايوان بالقرب من اذني في صوت لأول

مرة اسمعه من هذا الوحش المخيف"

ايوان:هوووووش ،انتي كويسة،متخفيش

"شعرت به يرفعني عن الأرض ويتجه بي الي ذلك المكان الملعون مرة أخري،كان رأسي يؤلمني لدرجة انني لم

استطع فعل اي شئ غير وضع رأسي علي كتفه ولكني قلت بصوت خافت"

انا:ايوان؟

ايوان:هووووش قربنا نوصل

انا وبدأت عالمي يسبح امامي مرة اخري وضعت يدي السليمة حول عنقه وقلت بصوت بدا غريبا حتي علي اذني:راسي بتوجعني اوي

ايوان توقف فجأة لانه قد شعر بنفس الشيئ،شعرت بمعدتي تؤلمني شيئا فشيئا وفجأة جري ايوان نحو مكان اعتقدت انه

مبني الشركة،لم اعرف ما حدث غير انني وجدت نفسي جالسة علي ارض حمام ،اتقيئ وكأن روحي ستغادر جسدي في

اي لحظة،شعرت بيده علي شعري تعيده للوراء وتمسكه حتي لا يسقط علي وجهي،بعد ذلك شعرت بفرشاة اسنان تداعب

اسناني ،وفي لحظات عاد فمي الي حالته العادية من جديد،من المؤسف انني كنت في حالة لا وعي لأني لا زلت لا

استطيع ان اصدق ان الوحش هو الذي يساعدني وليس الأمير،

شعرت به يحملني مرة اخري الي ان وضعني علي شئ ناعم جدا،ما ان اصطدمت رأسي بالسطح الناعم فشعرت وكأن

رأسي ستنفجر ،اطلقت انين الم آخر وبعد ثوان توقف تنفسي كليا عندما شعرت بيده الشائكة تتحرك برفق شديد حول

وجهي وذقني وكأنه يتحرى الخلل والضرر الذي حدث،سمعت صوت تنهيدة كبيرة انفجرت من صدره بعد لحظات ثم قال"

ايوان :مفيش حاجة اتكسرت بس هو اكيد ارتجاج في المخ،وخدك ورم شوية عشان كدة مش قادرة تفتحي عينك ،نامي دلوقتي

"شعرت بالنوم يسرع تجاهي محاولا ان يلتقطني بين يديه ولكني حاولت الأختباء وقلت بصوت خافت ضعيف"

انا:انا لازم امشي من هنا

ايوان تنهد مرة اخري وقال:انا آسف

وبعد لحظات شعرت بوجوده يغادر الغرفة وهنا لحق بي النوم والتقطني بين يديه.

"وبالفعل تلك الليلة ايقظني ايوان كل ساعة حتي يتأكد من حالتي،وفي كل مرة اشعر بالخوف ارى وجهه امامي فأشعر

بتلك القشعريرة الغريبة التي تسكن جسدي عندما افتح عيني وهو يكون هناك اول شيئ اراه،لا اعلم لماذا انا منجذبة

اليه لهذه الدرجة،هل لأني لم اعرف والدي قط وايوان يمثل كل ما تحمله الرجولة من معني ؟،ام لأني اشعر بالخوف

فأنا امر بأسوء لحظات حياتي وهو يبدو قويا جدا لا يهاب شيئ؟

اريد ان اختبئ في صدره مثل الطفلة التي تحتمي بوالدها،اريده ان يمحي كل ذكرى يحملها عقلي من ذكريات الألم،اريد

ان اختفي ويختفي معي كل شيئ،لم اشعر بشيئ من حول غير ذلك الألم القاسي في رأسي ووجهي الذي لا استطيع

تحريكه علي الأطلاق،لم اعلم ان تلك الليلة السيئة قد مرت دون اي كوارث اخرى الا عندما استيقظت هذه المرة علي

صوت امرأة تصرخ في وجه شخص،بصوت مرتفع وكأنها تتحدث الي طفل"

"البنت دي كانت امانة في رقبتك وانت المسئول عن الي حصلها،ازاي تسمح لحد يمد ايده علي بنت ،حتي ولو كانت مجرمة"

"سمعت صوته المألوف يجيب سؤالها بغضب قائلا:انا كسرت ايده عايزاني اعمل ايه اكتر من كدة ،اقتله؟

تنهد صوت المرأة :اااااه لا مش عايزاك تقتله لكن البنت جالها ارتجاج في المخ بسبب الي حصل ،لازم دلوقتي نوديها اقرب مستشفي

"كان ايوان علي وشك ان يرد علي كلامها ولكن كلمة الأعتراض خرجت من فمي بصوت متهدج قبل ان اشعر بما اقول،ياللهي!

اذا ذهبت الي المستشفي سيجدوني،اذا نجوت اول مرة فهذا لا يعني ان الحظ سيحالفني هذه المرة،اني متأكدة من انني

سأكون في عداد الموتي عما قريب ،لا زلت لا استطيع ان افتح عيني ولكني شعرت بدفئ يحيط بجسدي ،يقترب مني

يغطيني برداء خفي من الدفئ ليطارد بلورات الثلج التي بدأت في السقوط فوق الرأسي،ليحول تلك القشعريرة المريرة

الي رعشة هادئة تصيب جسدي المتألم،لم يلمسني ولكني شعرت به في كل مكان حولي وكأنني اصبحت اتنفسه،انه

يخيفني حتي الصميم،اريد ان اهرب منه لألتصق به مرة اخري وكأنه مجال مغناطيسي يجذبني اليه،لامس كفه العملاق

يدي وامسكها في قبضته محاولا ان يطمئني قائلا في صوت هادئ:متخفيش،انتي مش هتمشي من هنا.

عادت الحقيقة المرة الي ،وعادت كلماتي لتطاردني مثل اشباح الماضي التي لطالما طاردتني،انه هو الذي اخرجني من

هنا،هو من دفعني الي الهروب وحطم بقايا كبريائي،ابعدت يدي عن يده وقلت:انا عايزة امشي من هنا،هو انت مش قلت

انك مش عايزني هنا ؟انت ملكش حق انك تقولي اقعد او لا،انا لازم امشي

شعرت بجسده يتجمد وكأنني صفعته بقوة فتراجع الي الوراء عدة خطوات وقال في صوت هادئ:انتي تعبانة ومتقدريش تمشي من هنا

شعرت بقلبي يتحطم قليلا ولعنت نفسي مائة مرة لأنه لديه القدرة علي تجريح قلبي ،لم ينكر ما قلته،لم ينكر شعوره،كل

ما قاله هو استسلام لواقع كلماته القاتلة،يجب ان اخرج من هنا ،لدي رحلة طويلة امامي،يجب ان انهيها وحدي :انا

لازم امشي انت مش فاهم اي حاجة

"اعتقدت حينها ان تلك المرأة الغريبةة ستجادلني او انه سيرفض ،ولكنه في الحقيقة هز رأسه بالموافقة وامرني بأن

أنام الأن وانه سيتركني اذهب عندما استيقظ من النوم،اعتقدت حينها انني لن اراه مرة اخرى ،انني سأفقد شخص آخر

اقتحم حياتي وانه سيتركني دون ان اعرفه او اتعرف عليه،ولكن سرعان ما غلب التعب علي افكاري،وذهبت الي عالم

ملائكة النوم العميق،تلك الحكاية التي اعتقدت انها ستنتهي،لم ادرك حينها انها قد بدأت منذ لحظات"

"عندما اعتقدت ان بحر حياتي سيهدأ عما قريب،والهدوء الذي تبع تصارع الأمواج ما هو الا هدوء ما قبل

العاصفة،كنت اعلم انهم لن يستطيعوا ان يحموني من اشباحي للأبد،كنت اعلم انهم قادمون،في صباح اليوم التالي

استيقظت وانا اشعر بالقليل من التحسن،استطعت ان افتح عيني ،من الواضح ان شخصا قد عالج وجهي بطريقة

سحرية لأن الأنتفاخ كان شبه ظاهر،نظرت من حولي ووجدت حقيبتي بجواري علي السرير،ابتسمت بقوة وبحثت عن

جوالي بداخلها،وعندما وجدته،رأيت ان لدي رسالة ،شعرت بأحساس غريب ينتشر داخلي وكأني اشعر ان شيئ سيئ

سيحدث في اللحظة التي كنت سأفتح فيها الرسالة،وفعلاااااا تحققت مخاوفي عندما فتحت الرسالة.

‎"i am sorry ,it was not meant for you to go to the house and be injured,but if you really want to find out about your mother you must do as i say ,it is a promise that no harm will come to you,so listen carefully,there is a bar called (fortnum's) you will know how to get there go to the whine bar and sit at the last chair to the left at 9 p.m

after ten minutes you will find an envelope right infront of you,take it and leave,wait for the next msg,get your phone with you at all costs"

‏"انا آسف ,لم يكن من المقصود ان تصابي بأذي عند ذهابك الي ذلك المنزل ,لكن اذا اردتي حقا ان تعرفي ما حدث لأمك

يجب ان تفعلي ما اقوله تماما,اعدك انك لن تصابي بأذي لذا استمعي الي جيدا,هناك بار اسمه (فورتنمز)ستعرفين كيف

تصلين اليه،اريدكي ان تنتظري بجوار ساحة الخمر عند آخر كرسي علي اليسار في الساعة التاسعة،وبعد مرور عشر

دقائق ستجدين ظرف امامك،خذي الظرف واخرجي من المكان دون ان تتحدثي مع احد،وانتظري رسالتي القادمة

سأخبرك بأوامر جديدة،لا تنسي ان تبقي هاتفك معك دائما،الي اللقاء"

"اخذت انظر الي الهاتف بأستغراب وانا اتصارع مع نفسي لأذهب او لا اذهب ،اذا كان ذلك فخ ام لا،ولكنني قررت ان

اذهب فالمكان هذه المرة مكان عام ،ولن يستطيعوا ان يفعلوا شيئ امام اناس كثيرين،او هذا ما اعتقدته ،ابعدت الغطاء

عن جسدي برفق،ووقفت ببطئ،شعرت بالقليل من الدوار ولكن دون ذلك،شعرت اني بخير،نظرت من حولي ولاحظت

شيئا غريبا،انا لست موجودة في غرفتي القديمة،هذه الغرفة سوداء اللون يغلب عليها عنصر الرجولة،كان السرير

مغطي بالحرير الأسود والستائر رمادية اللون،حتي السجاد الموجود بالغرفة كان ابيض اللون،كانت الألوان متناسقة

ولكن اشعرتني الغرفة بشيئ من الحزن والوحدة،وكأنها الوان العزلة،بحثت عن الحمام،وأخيرا وجدته،كان الحمام من

نفس الألوان ايضا،ياله من شيئ غريب،نظرت الي نفسي في المرآة وفجأة فتحت فمي علي وسعه وصرخت بقوة لدرجة

ان حنجرتي آلمتني بقوة من بعد ذلك،ما ان انتهت صرختي الي ان جلست علي الأرض وضممت ارجلي الي صدري

واخذت ابكي بقوة،وجسدي ينتفض مع كل صدمة تصيب جسدي وانفاسي من الألم النفسي،شعرت بيد ناعمة علي ظهري

وعندما رفعت عيني وجدت فتاة جميلة شقراء تنظر الي في حنان،ضمتني الي صدرها وتركتني لأبكي كل همي ،لم ابكي

في حياتي قط مثلما بكيت حينها،لا اعلم من هي تلك الغريبة ولكني ادركت انني قد وقعت في عالم الغرباء ،عالم مصنوع

مما اجهله،مما اكرهه،ومما اخشاه ،بعد فترة طويلة سمعتها تتحدث ولكنها لم تتحدث الي،نظرت الي الباب ووجدت

يوسف واقف امام الباب واذرعه مضمومه امام صدره وبدا علي وجهه الحزن،لم افهم كلامها ولكني شعرت بأنها

زوجة يوسف ،فعندما توقفت عن البكاء قبلت رأسي وذهبت الي يوسف،فتح لها يده وضمه الي صدره بقوة حتي داعب

شعرها بلحيته القصيرة،ابتسم يوسف برفق وقال "

يوسف:سوفيا ،زوجتي العزيزة

فتحت فمي لأتحدث ولكني لم استطع ان اقول اي شيئ ،انتظرت للحظات ثم تحدثت وبدا صوتي مبحوحا جدا :انا لازم امشي من هنا

يوسف:لازم ترتاحي شوية وانا هوصلك المكان الي انتي عايزاه،

لم انظر الي مرة اخرى بل وقفت من مكاني وتوجهت خارج الحمام،سمعت صوت يوسف خلفي وهو يخبرني ان حقائبي

لم تصل المطار من الأساس،كما انه لم يستطع ان يجد اسمي في اي لائحة من لوائح الرحلات في اليوم الذي ذهبت فيه

الي لوس انجلوس،شعرت بقبضة تحبس قلبي في ضربة قاسية ولكني لم اتحدث عن مخاوفي ،فقد تأكدت من شيئ واحد

فقط،ايا كان الشخص الذي يريد ان يقتلني،فهو يستطيع ان يمحوا اسمي من لائحة الطيران وكأنني لم اكن موجودة من

البداية،اللعبة اصعب مما تخيلت،واخشي انني لن انتصر في النهاية،مر الوقت بشكل غير ملحوظ وانا لا زلت لم ارى

ايوان،وكأنه اختفي من عالمي ،لا اعلم لماذا اشعر بأن قلبي الصغير يتحطم مرة اخرى،يا زمن،لقد مللت من الجراح لم

يعد هناك مكان بقلبي ليس به جرح لا يداويه عمر كامل،خرجت من مبني الشركة بعد توديع يوسف الذي رفض ان

يدعني اخرج بدون حراسة ولكني اقنعته اخيرا وزوجته سوفيا اللطيفة،شعرت بأنهم جزئين ملتحمين تماما،وتمنيت لهما

السعادة،لا اعلم متي سيتمني شخص لي انا السعادة،اوقفت "تاكسي"وطلبت منه ان اذهب الي هذا المكان الغريب

"فورتنمز".

"توقفت السيارة امام مكان مليئ بالأضواء والفتايات الشبه عاريات في كل مكان،خرجت من السيارة ونظرت الي

ملابسي الرجالية وانا اشعر بأنني حقا قبيحة،اعلم انني لا احتاج الي ملابس عارية لأبدوا جميلة ولكن بعض هؤلاء

الفتايات حقا جميلات،ابعدت هذه الأفكار السلبية عن رأسي وتوجهت الي البوابة،شعرت بأحساس غريب وكأن شخص

يراقبني ،توقفت فجأة ونظرت من حولي ولكن لم يكن هناك اي شخص ينظر الي بل كان كل منهم غارق في عالمه

الخاص،دخلت الملهي الليلي بعدما وجهني الحارس بنظرة غريبة جعلتني اشعر كأني قبيحة فعلا،اذا اعتقدت ان الفتايات

خارج المبني عاريات فهذا لا يقارن بالفتايات داخل الملهي الليلي ،لأن الفتايات داخل اللهي كن عاريات حقا ،وادركت

حينها ان هذا الملهي ملهي للعرايا،وضعت يدي علي عيني وتوجهت الي البار بأقصى سرعة في آخر الصف،وبسبب

يدي لم ارى امامي فأصطدمت بشئ ما وبعدها سمعت صوت زجاج ينكسر ،انتفض جسدي من الخوف عندما شعرت

بقبضتين قويتين تلتفين حول ذراعي بقوة لدرجة انني فقدت الأحساس بذراعي من الألم ،ابعدت يدي عن وجهي ووجدت

شخص امامي من الواضح بدا علي ملامحه الغضب الشديد،وهو يصرخ في وجهي ويهزني بقوة حتي سقطت القبعة من

رأسي وسقط شعري علي اكتافي .

The guy:heeeey watch out,you broke my glass,now you're paying for a new one.........heeeeey you're a dorky girl with glasses too ,come maybe we could have some fun

الفتي:هيييييييي لقد كسرت كأسي ,الأن ستشتري لي كأس آخر(وعندما سقط شعري نظر الي نظرات غريبة وقال)يالكي

من غبية ،فتاة قبيحة بنظارات،تعالي معي من الممكن ان نمرح قليلا حتي لا اشعر بالملل مقابل ذلك الكأس.

"بدأت انفاسي تتسارع من الخوف،وبدأت الجدران تسرع في اتجاهي وكأنها ستحبسني بينها وفجأة ،اردت ان اهرب

منه ولكنه كان اقوي مني بكثير،واخذ يجرني الي الأمام وانا اتوسل للأخرين لمساعدتي ،ولكن لم ينظر لي احدا

مرتين،وفجأة شعرت بشيئ يلتف في قميصي من الخلف ،ويد عملاقة امامي تخلصني من الشخص الموجود

امامي،لحظات ووجدت نفسي خلف حائط جسدي اسود اللون ذو اكتاف عريضة جدا لدرجة انني لم استطع ان ارى

الشخص الملقي علي الأرض.

،سمعت صوته يصرخ في الرجل ولكني لم اسمع ما قاله،فقد كان صدري يعلو ويهبط بسرعة وكنت بالكاد استطيع ان

اتنفس،كم كرهت نفسي في تلك اللحظة بسبب ضعفي،اريد ان اكون قوية حتي استطيع ان اواجه ما تحمله لي حياتي

،ولكن رغما عني التفت اصابعي ببطئ حول قطعة من قميصه وكأني طفلة خائفة من ان يتركها والدها ،بعد لحظات

شعرت بها يتحرك ولكني شعرت بالفزع مرة اخري وسحبته من ظهره بقوة الي مكان الكرسي الأخير وانا خائفة من ان

اكون قد اضعت الظرف،ولكني كنت محظوظة،لأنني عندما وصلت الي الكرسي،وجدت ظرف ازرق اللون علي البار

،حملت الظرف وضممته الي صدري،جلست علي الكرسي واغمضت عيني بقوة حتي لا اري احد،واخذت اتنفس

الصعداء ،وكأنني اريد ان اسرق بعد ذرات الأكسجين المتبقية في الهواء،اخرجني من تفكيري ،اصابعه التي التفت حول

ذراعي ،فأنتفض جسدي من الألم نظرت فشعرت بأصابعه تبتعد بسرعة عن ذراعي،فتحت عيني ونظرت اليه فوجدته


ينظر الي ذراعي وتلك النظرة المخيفة قد وجدت طريقها بين حاجبيه،وعندما نظرت انا الأخري الي ذراعي،اكتشفت ان

بقعة بدأت تزداد شيئا فشيئا علي القميص الأسود،من الواضح ان قبضة الرجل قد فتحت الجرح مرة اخرى وجعلته

ينزف من جديد،نظرت الي العملاق الواقف امامي وتمنيت ان تداعب اناملي البشرة المنكمشة بين حاجبيه لتجعله يبتسم

مرة اخرى،حاولت ان ابتسم لأطمئنه،ولكني لم استطع لأنه بعد زوال الأدرينالين من جسدي شعرت بالتعب والأرهاق

الشديد،وحينها لاحظت ان وجهه تحول الي نظرة غاضبة لدرجة انني اعتقدت انه في اي لحظة سوف يتحول وجهه الي

لون قرمزي وسيخرج الدخان من اذنيه،قال بصوت هادئ جعلني ارتجف بداخلي وكأنني طفلة قد اخطأت وتنتظر العقاب
"

ايوان:انتي بتعملي ايه هنا انسة همسة؟

"اااااااخ،لقد اوقعت نفسي في مشكلة حقا



__________________________________________________ __________



البارت الرابع:

"لقد اوقعت نفسي حقا في مشكلة كبيرة ،اشعر بغضبه وكأنه شيئ مادي يسحب الأكسجين من المكان لأختنق ،لا اعلم

ماذا يفعل هنا،ولا اعلم لماذا ساعدني فقد بدا وكأنه يكرهني بقوة ،تذكرت حينها كلماته المؤلمة التي جرحتني حتي

الصميم ولم استطع ان اخفي نظرة الحزن التي ظهرت علي وجهي عندما نظر الي تلك النظرات القاتلة التي تنشر السم

في كل جسدي،لا مفر منها ولا مفر منه،فهو يشبه القدر ،هناك جزء مني قد شعر بالحزن لأنني لن اراه مجددا حتي اذا

لم ارى منه غير القسوة والعنف والقوة المصحوبة بالغضب،كانت الألم في يدي يزداد شيئا فشيئا حتي تحول الي لسعات

محرقة وكأن يدي تشتعل علي النيران،لم اجب سؤاله ولم ارد ان اتحدث معه ،فحاولت ان انظر بعيدا عنه،شعرت بكف

عملاق يلامس ظهري ولم استطع ان اقاوم الرجفة التي انتابت جسدي من لمسته،ويده الأخري وضعها علي عيني حتي

لا ارى اي من العرايا الموجودين هنا،بعد فترة قصيرة،شعرت بالهواء النقي يداعب شعري واختفت رائحة الخمور

والبشر،لم يسمح لي بالكلام ولكنه فتح لي باب السيارة ودفعني الي الداخل برفق مزعوم وكأنه بالفعل يكاد ان يتحكم في

غضبه،وعندما حاولت ان اتحدث اليه لأسأله الي اين نحن ذاهبون ،وجه لي نظرة اسكتتني ،ضممت الحقيبة والظرف

الي صدري وسكت ولم اتحدث معه من جديد،فعلي الرغم من انه كان غاضبا جدا لسبب اجهله الا انني اشعر بأنه لن

يؤذيني ابدا،بعد فترة من الزمن توقفت السيارة امام احدي الفنادق الفخمة ،وقبل ان افتح باب السيارة خرج هو ايوان

من كرسيه وفتح لي الباب،شعرت بكفه يلمس ظهري مرة اخرى ليدفعني الي الأمام ولكن هذه المرة ابتعدت عنه

ونظرت اليه في عناد وقلت ،وقلت بصوت كنت فخورة انه لم يرتجف من القلق"

انا:متلمسنيش

ابتسم ايوان احدى بسماته القاصية وقال لي :هههههه لا ؟ انتي فاكرة اني ممكن في يوم ابصلك؟بصي لنفسك في

المراية الأول يا حلوة،انا دلوقتي عايز اقتلك

"كان يجب علي الا ابدأ لعبة لن استطيع انهائها،مرة اخرى اسمع صوت قلبي المتجمد يتحطم مثل الزجاج،مرة اخرى

اشعر بسهام الألم توجه اطرافها الحادة تجاه جرحي النازف،مرة اخري يختفي كل شئ ويتبقي الألم ليصادقني،كم كنت

غبية،اني دائما غبية،هل اعتقدت ان شخص مثله سيكون استثناء فوج كبير من البشر وكأنه سينظر الي مرتين شعرت

بالدموع القاسية تتجمع في عيني عندما اخذت كلماته تتردد في اذني ،لا اريد ان اظهر ضعفي مرة اخرى امامه،اريد ان

يخفتي من امامي،تبخر الغضب من وجهه عندما لاحظ سقوط دمعة من عيني،عندما حاول ان يتكلم"

ايوان:انا.....اس______

قاطعته قائلة:عندك حق ،انا الي اسفة

تقدمت الي الأمام بسرعة محاولة لأيقاف دموعي ودخلت الي الفندق ،لم استطع ان اري كم كان الفندق جميل لانني كنت

افكر في اشياء اخرى ليس لها اي صلة بالجمال،كقسوة قدري ودموعي الباردة ويدي التي تؤلمني،لا اعرف ماذا حدث

بعد ذلك ولكني فجأة وجدت نفسي جالسة علي سرير في جناح واسع وايوان جالس امامي،بعد ان قطع احدي اكمام

القميص الذي ارتديه لينظف جرح يدي،لا زال يؤلمني ولكني لم اخبره بذلك حتي عندما اضاف تلك المادة الحارقة لم

اتحرك من مكاني،اردته ان يعتقد اني لا اشعر بشئ،اما هو فقد كان ينظر الي من حين الي آخر وبعد ان انتهي ،نظر الي

وقال"

ايوان:كنتي بتعملي ايه هناك آنسة همسة؟

نظرت اليه لمدة طويلة واخيرا قلت بصوت مبحوح من البكاء:مش شغلك

تنهد ايوان بضيق :اااااه،انتي عارفة ايه الي كان ممكن يحصل لو مكنتش وصلت في الوقت المناسب

لم ارد ان افكر فيما كان سيحدث اريد فقط ان يبتعد عن:انا عارفة بس برضو دة مش شغلك ومش من حقك تسألني انا كنت بعمل ايه،حضرتك لا تعرفني ولا اعرفك حتي الي انقذني كان اخوك مش انت .

ايوان:اسمعي انا اسف مكنتش ،،،،،،،،،

ابتسمت ابتسامة باردة قاسية مثل ابتساماته وقلت:لا متعتزرش علي حاجة عادي دي الحقيقة

ايوان:بس اسمعيني انا

قاطعته بقوة وشعرت بالغضب من نفسي لأن الدموع قد تجمعت في عيني مرة اخرى:انا مش عايزة اتكلم معاك او مع

اي حد تاني،انا مطلبتش مساعدتك او مساعدة حد غيرك،انا عايزة اكون لوحدي زي ما انا طول عمري لوحدي ورأيك

فيا مش هيهمني لأنك شخص سطحي وبتحكم علي كل شيئ من المظاهر ،عايز تعتزر ،احب اقولك اني مش قابلة

اعتذارك لأنك جرحتني بكلامك،وحكمت عليا من قبل ما تعرفني،انا يمكن مكنش اجمل بنت في الدنيا،بس انا برضو

جميلة،انا من جوايا كويسة،واكيد انا احسن منك لأني عمري ما هقول لحد كلام قاسي زي الي قولتهولي،وحياتي كلها

علمتني اني عمري ما احكم علي الأشخاص بالشكل،وانا مش مسمحاك لأن انت لازم تعرف غلطك،اما كلمة بتتقال

وتجرح مش ممكن كلمة زيها هتشيل الجرح دة فا حضرتك يا اما تسيبني امشي من هنا يا اما تسكت ومتسألنيش انا

حاسة بأية او كنت بعمل ايه هناك لأنك حكمت عليا وانت متعرفش حاجة عني

"لم ادرك انني اصرخ الا عندما اختفت صورة ايوان خلف جدار الدموع التي اخذت تنهمر بقوة دون توقف،بكيت من

اجل امي التي تركتني،من اجل سارة وزوجها الذين قتلوا بسببي،وبكيت لأنني اشعر بالغربة والحنين لبلد لم اعرفها،اريد

العودة الي بيتي ،اشتقت الي صاحب القصر،اشتقت الي حياتي الفقيرة،اريد ان استيقظ من هذا الكابوس المرعب،اريد

ان ينتهي كل شيئ،نظر لي ايوان قليلا،وفجأة التف كفه العملاق داخل شعري وقاد رأسي الي صدره،حاولت ان ابتعد

ولكنه لم يتركني،لم يسمح لي بالأبتعاد،لا استطيع ان اصف ما شعرت به حينها،تذكرت عندما كانت امي تضمني الي

صدرها عندما اسقط او اجرح نفسي وتربت علي ظهري بحنان،انسلت اصابعه في شعري الناعم واخذت تداعب رأسي

،سمعت صوته لأول مرة في تلك النبرة الحنونة "

ايوان:انا آسف،مكنتش اقصد،صدقيني انا لما بكون مضايق مش بقدر اتحكم في لساني،انا مش عارف حكايتك،بس

حاسس انك تعبتي في حياتك كتير،انا كنت عايز اساعدك بس صدقيني انسة همسة المكان الي انتي كنتي فيه دة مش

مكان لأي واحدة محترمة ولا هو حتي مكان ممكن اي واحدة مش محترمة تروحو لوحدها،قبل ما تمشي كان لازم

تقولي انك رايحة المكان دة كنت علي الأقل هكون معاكي عشان اتأكد انك بخير وميحصلكيش حاجة،لحسن حظك اني

وصلت في الوقت المناسب

"ابتعدت عنه حينها ومسحت وجهي بيدي ،وفجأة وجدت منديلا عليه وردة امامي،لم استطع ان امنع ضحكتي التي انفجرت من صدري عندما رأيته"

انا :ههههههه،تاني منديل بوردة،صدقني مش لايك عليك انت ويوسف

ضحك ايوان:هههههههه سوفيا هي الي بتديهملي

انا:انا عارفة ايه الي كان ممكن يحصل لو انت مكنتش هناك،بس مكنش ينفع اقول لحد اي حاجة،وكان لازم اكون هناك.انا معرفتش المكان دة ايه الا لما روحت هناك

ماتت ضحكته وقال:دلوقتي ممكن تحكيلي؟

"وبالفعل اخرجت نظارتي من الحقيبة ،ووضعت الظرف امامي علي السرير،واخبرته بكل شيئ مثلما فعلت مع

يوسف،منذ ان اختفت والدتي وصاحب القصر الي ان جائتني الرسالة الثانية،لم يعلق ايوان بأي شيئ ولكنه التزم

الصمت التام،اخذ يستمع الي كلماتي بدقة وكأنه يحلل كل ما حدث من جديد في رأسه وعندما انتهيت من كلامي نظر الي طويلا ثم قال"

ايوان :وريني تلفونك كدة

اخرجت جهاز الأي فون الخاص بي من الحقيبة واعطيته الهاتف ثم قلت:ليه؟

ايوان وهو يمرر اصابعه بخفة علي الشاشة :عايز اعرف اذا كانت الرسايل فيها ارقام او لا

هززت رأسي بالنفي وقلت:لا مفيهاش ارقام،دايما بتجيلي من رقم برايفت

نظر ايوان الي الهاتف طويلا وكأنه يفكر ثم قال :افتحي الظرف

"وبالفعل فتحت الظرف الورقي بعد ان قطعت اطرافه وصدمت مما وجدت فيه ،داخل الظرف كان هناك رسالة داخل الظرف ومبلغ كبير من المال في صورة دولارات،اخرجت الرسالة وقرأتها بصوت مرتفع"

"don't use your credit card,it's traceable ,and you don't want them to find out who or where you are,be aware of your surroundings,and always be careful,i want you to go to the adress below ,the house will be empty,and you will find your way easily,the second floor,first door to the left,it's a bedroom,there is a cupboard next to the door ,open the third drawer and you will find something important ,take it and leave"

‏"استعملي هذه الأموال ولا تستخدمي بطاقتك الأئتمانية لأنها مراقبة وانتي لا تريدينهم ان يجدوكي,اذهبي الي العنوان

اسفل الورقة ,سيكون المنزل مهجورا,اصعدي الي الطبقة الثانية وادخلي في اول باب علي يسارك,انها غرفة نوم,هناك

دلاب كبير ,افتحي الدرج الثالث ,ستجدي هناك شيئا مهما ,خذيه بسرعة وغادري المكان"

"بعد ان انتهيت من قراءة الرسالة,اخذها ايوان مني ونظر الي العنوان ثم وضع يده داخل الظرف واخرج الأموال"

ايوان:دول حوالي 50 الف دولار ،انا هاخد الورقة دي وهتحري عن العنوان المكتوب

وعندما نهض وكأنه سيرحل،شعرت بالخوف يحيط بقلبي من جديد،لا اعلم لماذا اكره مغادرته ولكني لا اريده ان يذهب برغم قسوته:انت رايح فين

ايوان :متخفيش انا مش هتأخر،بس انا عايزك تفضلي هنا عشان ابقي مطمن عليكي

انا:بس انا مش عايزة اقعد هنا

ايوان :من فضلك اسمعي كلامي ،احنا منقدرش نروح المكان المكتوب دة من غير ما نعرف ايه حكاية الرسايل دي

نظرت الي الأرض:عارفة بس هنعمل ايه مفيش حاجة في ايدنا نعملها

ابتسم ايوان ووضع يده علي شعري ليداعبه وقال:don‎'t worry

انا :الفلوس دي كلها هعمل بيها ايه؟

ايوان سكت قليلا ثم قال:انتي هتحتاجي الفلوس دي فخليها معاكي لحد ما اعرف ايه حكايتها،هاخد الرقم المتسلسل

بتاعها وهشوف اذا كانوا يخصوا شخص تاني

"توجه ايوان الي باب الجناح وسرت انا خلفه اتبعه ،وقبل ان يخرج التفت

وقال :انا هاخد تلفونك معايا ولو في اي جديد هكلمك علي تليفون الجناح،take care of your self,

‏"بعد ان خرج ايوان وتركني هنا في ذلك المكان الغريب شعرت بوحدة قاتلة دفعتني الي الأستسلام للنوم والي

سأستسلم لكوابيسي ،لم استطع ان انام كما توقعت،فعندما هربت من كوابيسي الحية اثناء ساعات اليقظة تبعتني تلك

الكوابيس بشكل اسوء في نومي،فقد استيقظت من النوم وانا اصرخ بقوة،شعرت بأذرع تلتف حولي فزاد رعبي،اخذت

اصرخ اكثر واكثر محاولة ان ابتعد ،ولكني فجأة سمعت صوته الهادئ في اذني "

ايوان:هووووش انا ايوان،متخفيش

شعرت وانني احلم وقلت:ايوان؟

ايوان:اها،متخفيش،دة كان كابوس.

"وضع رأسي علي كتفه هذه المرة واخذ يمسح علي رأسي مثل الأطفال،وبعد ان هدأ قلبي قليلا وتوقفت تلك النبضات

المزعجة عن الأسراع،ابتعدت عنه ونمت علي سريري مجددا أشعر وكأني كنت في معركة مع الزمن ،كانت اشعة

الشمس تلوح لي خلف الستائر وكأنها تريد ان توقظني من نومي برفق،ولكني قد استيقظت الأن ،نظرت اليه بتمعن

فوجدت ان ملابسه لا زالت كما هي وشعره بدا وكأنه قد استيقظ من نومه علي التو"

انا:انت جيت امتي؟

ايوان:الفجر

انا بأستغراب:ليه مصحتنيش؟

ايوان:كان شكلك تعبان اوي،

انا:انت منمتش؟

ايوان :هههه لا نمت بس صحتيني من النوم،تصدقي انتي احسن من اي منبه

شعرت بالخجل لأني قد ايقظته بصراخي،والحزن لان هذه الكوابيس لا تتوقف ابدا:انا اسفة بس انا حاولت كتير ،كل يوم بتجيلي كوابيس مش بقدر اوقفها

ابتسم ايوان في وجهي وقال:don‎'t worry about it

انا:عملت ايه؟

اختفت ابتسامة ايوان قليلا وقال :غيري هدومك الأول سوفيا اشترتلك شوية هدوم ،وانا هستناكي في المطعم تحت عشان نفطر ،وبعدها،نتكلم

"شعرت بالخوف لأنه لا يريد ان يخبرني بما اكتشفه ولكني سكت ،استحممت وارتديت الملابس التي احضرتها لي

سوفيا السكرتيرة،كان معطف اسود اللون جلدي وبنطال جينز ثلجي ،قميص وردي وحذاء بوت اسود طويل ،ابتسمت

لأن الملابس ناسبت مقاسي جدا ،جففت شعري وتوجهت خارج الجناح،عندما وجدت ايوان جالس علي الطاولة في

المطعم شعرت بالحزن لأنني لا استطيع ان استمتع بالفندق او بزخرفته الجميلة لأن عقلي مشغول جدا بأشياء كثيرة لا

تعد ولا تحصي،عندما اقتربت من الطاولة،رفع رأسه لينظر الي وكأنه يشعر بنظراتي،ابتسمت له ولكني شعرت بالخجل

عندما شعرت بالأعجاب في نظراته ولكنه لسرعان ما اخفي تلك النظرات وكأنه يخجل من نفسه لأنه ينظر لفتاة

مثلي،اختفت ابتسامتي قليلا

وتقدمت اليه حتي جلست امامه علي الطاولة،لم انتظر لقول اي شيئ ولكني سألته سؤال واحد"

انا:ايه الي حصل ؟

"نظر الي ايوان طويلا ثم تنهد قائلا:مقدرتش الاقي اي شيئ،الفلوس ارقامها سليمة مش مختومة والرسالة من رقم

مش من السهل التجسس عليه،انا حاولت ويوسف شغال علي الرقم لكن ممكن الحكاية تاخد وقت اكتر من كدة،اما

العنوان المكتوب في الرسالة فهو فعلا مكان مهجور ملك لشخص اسمه "mark andrews‎"‎

ودة شخص وحيد ميت من 10 سنين وملهوش اهل،so basicly‎)‎

حقيقتا

الوضع سيئ،وانا مقدرش اسيبك تروحي هناك لوحدك ،

انا:يعني هتيجي معايا

تغير صوته حينها الي صوته الهادئ الذي يخيفني قائلا:مش هسيبك تروحي من غيري .

"شعرت بشئ غريب حينها يستقر في امعائي وكأنها امواج وامواج من الخوف،لا اعلم ما سيحدث ولكني متأكدة من

شيئ واحد فقط ،وهو انني سأجد شيئ غريب في هذا المنزل العجيب،كل يوم تزداد احجية حياتي تعقيدا وكأني اخذ خطوة

الي الأمام لأتراجع خطوتين الي الوراء،لا اعلم متي ستهدأ تلك العاصفة التي ادعوها حياتي ولكني اعلم شيئ واحد

فقط،هناك شيئ سيحدث عما قريب،سيغير كل شيئ،لا ادري كيف اعلم ذلك ولكن حدسي يخبرني بما اشعر به الأن،علي

الرغم من رغبتي الشديدة في الهروب والأختفاء خلف هذا العملاق الواقف امامي،الا انني لن اختبئ فقد امضيت حياتي كلها تحت ظل الخوف اللعين"



__________________________________________________ __________



البارت الخامس :

"اليوم الذي لا يحاول شخص قتلي فيه هو اسعد ايام حياتي،فمنذ بداية القصة ،يطاردني اشخاص لا اعرفهم ،يحاولون

قتلي ،كما ان الأشخاص الذين احبهم يختفون من حياتي بشكل مفاجئ،اشعر ان حياتي تشبه الرمال المتحركة،اغرق

واغرق،ولن ادرك انني سأموت الا عندما اغطي برمال الموت والخوف،لا اعلم متي وكيف ستنتهي تلك اللعبة المخيفة

،ولكني اعلم شيئا واحدا فقط ،اذا لم اكن انا اقوي واذكي من اللعبة،سأموت موتا مؤسفا،تذكرني لعبة حياتي بفلم رأيته

اسمه (جوماني جي)

في كل مرة يرمي البطل النرد،يخرج له من اللعبة حيوان متوحش حقيقي يطارده لقتله،في كل مرة افكر انا في التقدم

خطوة يخرج وحش ليمنعني،ليقتلني ويحطمني،اعلم انني سأمل من تلك المطاردة عما قريب ومن الممكن ان استسلم

ايضا،ليس هناك شيئ اعيش من اجله،ولكني اتمني ان تحالفني الأقدار واتقدم خطوة هذه المرة دون ان تنقلب حياتي

رأسا علي عقب وافقد شخص آخر احبه.توجهت مع ايوان الي خارج الفندق وكان الجو يقترب من التجمد.،ضممت

معطفي لأغلقه وشعرت بالأحراج الشديد عندما سمعت صوت اسناني التي تصطدم ببعضها،نظر الي ايوان وتلك

الأبتسامة الرائعة مرسومه علي شفاهه وقال"

ايوان:cold‎?‎‎

بردانة

هززت رأسي بالموافقة دون ان اتكلم فقد كان الجو حقا بارد لدرجة ان انفاسي كانت تخرج في بخار متجمد امام وجهي

كالأشباح المتجمعه بعد ظلمة الليل،تنهدت براحة عندما دخلنا السيارة واصاب جسدي موجة من الدفئ المبعوث من

تكييف السيارة،نظرت الي ايوان عندما وضع يده في حقيبته واخرج جوالي والرسالة وشيئ آخر"

ايوان:انتي لازم تفتكريها عشان انتي بتنسيها في كل مكان

ضحكت علي ذلك:ههههههه انا عارفة بس هي دايما تضيع مني

اختفت ابتسامة ايوان وقد تحول وجهه الي الجدية التامة:اسمعي ،المكان الي احنا رايحينه دة متأمن من برا،بس كل

الي بطلبه منك انك تسمعي كلامي دايما عشان نخرج منه زي ما دخلنا

نظرت خارج السيارة الي الشوارع المثلجة المارة امامي والبيوت التي توحي بدفئ الأشخاص الموجودين بها وقلت:انا خايفة

شعرت بأصابعه تلتف حول ذقني برفق ليدير وجهي لأنظر اليه وقال بصوت حنون:don‎'t be afraid okey‎?i won‎'t let anything happen ‎,you trust me‎?



‏(لا تخافي لن ادع شيئا يحدث لك ،اتثقين بي؟)

"انه سؤال وجيه حقا ،لكنني شعرت انني اثق به بالفعل،هززت رأسي بالموافقة ثم ابعدت رأسي عن يده،كم اكره تلك

المشاعر الغبية التي تشعرني بالحرارة والدفئ في كل جسدي وكأني اشتعل عندما يقول كلمة او ينظر الي نظرة لا

افهمها،اخاف كل شيئ اجهله،وانا حقا خائفة منه لأنه هو المجهول ،سكت حينها ولم اتكلم وعم الصمت القاتل المكان

الي ان سألته"

انا:يوسف كويس؟

ابتسم ايوان حينها وقال:اها ،في الشغل

انا:انا اسفة لو معطلاك عن شغلك

ايوان :don‎'t apologize,it‎'s my job what i‎'m doing now too

‏(لا تعتذين،هذا عملي ايضا ما افعله الأن)

"ماذا يقصد؟ايقصد انني جزء من عمله؟ام اني مجرد واجب تدفعه مروئته الي فعله،شعرت بجزء من قلبي ينكمش قليلا

من ذلك الشعور الغريب ،يا قلبي ،انت لا تتحمل احزان اكثر من ذلك ،ارجوك توقف"

"توقفت السيارة امام بيت غريب الشكل،لا تبدو له ملامح،شعرت انه في اي لحظة ستضرب الصاعقة الأرض من

السماء وستبدأ قطرات المطر في الأنهمار فوق رأسي وكأن موسيقي فلم الفك المفترس ستبدأ في اي لحظة

الأن،شعرت وكأنه منزل من منازل سلسلة كتب صرخة الرعب،منزل اللا عودة،تراجعت قليلا الي الوراء ولكني شعرت

بأيوان وراءي عندما اصطدمت به،امسكت يده بقوة وتصنعت الشجاعة وقلت في صوت مرتجف"

انا:let‎'s go

"لم يجبني ايوان ولكنه زاد قوة ضغطه علي يدي برفق وتقدم الي الأمام وكأنه يحترم شجاعتي المصطنعة،لكم شعرت

بالأمتنان له لأنه لم يتركني آتي الي ذلك المكان المخيف وحدي،لم استغرب عندما رأيت الحالة السيئة التي كان المنزل

فيها من الداخل ايضا فقد كان كل شيئ محطم داخل المنزل،ترك ايوان يدي ودفعني خلفه،تمسكت في قميصه مرة اخري


،وضع اصبعه علي شفاهه يأمرني بألا اصدر صوت ،وتقدم الي الطبقة الثانية ليري ما يخبئه لنا القدر،لم انظر من

حولي لأري ما يحيط بي من حطام ولكن في اللحظة التي فتح فيها ايوان الغرفة المطلوبة،ابتعدت عنه وتقدمت الي

الأمام،كانت الغرفة بيضاء تماما وكأنها غرفة في منزل غير هذا المنزل المليئ بالحطام ،وكأنها لم تكن موجودة عندما

حطم شخص المنزل،وكأنه تخطاها تماما ولم يراها،يالأحجية حياتي التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم،رأيت الدولاب في

منتصف الغرفة،وهناك علامة حمراء علي الدرج الذي من المفترض ان افتحه،تقدم ايوان ببطئ نحو الدرج وانا

بجواره،وعندما فتحه كان هناك ظرف آخر ،لا اعلم ماذا كان به ولكنني لم ارد ان افتحه هنا،امسكت يد ايوان وسحبته


الي الخارج،اريد ان اخرج من هذا المكان بأي شكل من الأشكال،وبعد ساعتين ،كنت جالسة انا وايوان امام الدفائة

النارية،علي الأرض،وامامنا المظروف الذي لم نفتحه الي تلك اللحظة،واخيرا مد ايوان يده وقطع اطراف الظرف ،كان

هناك ورقة غريبة الشكل "

انا:ايه دي؟

قلب ايوان الورقة بين يديه ثم قال:it‎'s a part of a map

‏(انها جزء من خريطة)

انا:a what‎?‎

‏(ماذا !)

ايوان:خريطة،دي صورة من خريطة

تنهدت بضيق :ااااااااخ وبعدين

ايوان:i don‎'t know

i think we have to wait for the next msg

, اعتقد اننا يجب ان ننتظر الرسالة القادمة

"اغمضت عيناي حينها وكأنني اذا لم ارى ما حولي سيكون لدي القدرة علي انكار ما انا فيه,لسرعان ما بدأ الدفئ

يتغلغل في عظامي وينشر الدماء الحارة في جسدي فشعرت وكأنني اشعر بلون وردي هادئ ,لا اعلم متي استسلمت الي

عالم الأحلام ولكني شعرت بيد شخص تلتف حولي ولحظات وجدت نفسي اطير فوق السحاب,ضممت الهواء الخفي بقوة

الي صدري ,شعرت بشئ ناعم تحت جسدي وفجأة اختفي الهواء وشعرت اني اسقط واسقط,علي الرغم من اني لم

انطق غير اسمه ,لم احلم به تلك الليلة"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~

"وفي مكان بعيد كانت الأغاني والموسيقي العالية تغطي المكان،والزغاريد مسموعة في اركان البيت،كل قصة سحرية

تحتاج الي اميرة جميلة وساحرة شريرة،كانت الأميرة الجميلة فتاة اسمها نورة عمره 19 سنة وكانت الساحرة الشريرة

فتاة اسمها لامار عمرها 23 سنة،اما الأمير فكان اسمه ايساف وعمره 30 سنة،سأترككم لتحكي لكم الأميرة حكايتها

الغريبة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~

"اعلم انه سيتزوجها اليوم،اعلم انه يجب علي ان اغلق تلك الصفحة من حياتي،بل وارمي هذا الكتاب كله،ولكني لا

استطيع،فقلبي ينبض بأسمه منذ ان رأيته،اعلم ايضا ان هناك البعض من البشر الذي لا يؤمن بالحب من النظرة الأولي

ولكن هذا ما حدث لي ،اتذكر اول مرة رأيته فيها،كان اول يوم رمضان وكنت في 17 من عمري،كنت اساعد عمتي في

تنظيف البيت وكانت ابنة عمتي الأخرى جالسة تتحدث مع باقي النساء،لطالما احببت ان اساعد عمتي في الأعياد

،فالفقراء مثلي ليس لديهم الا لمة العائلة حتي يتمتعوا بأعيادهم،كانت عمتي جميلة احب الناس الي قلبي بعد وفاة ابي

وامي ،فأنا فتاة وحيدة،ليس لدي اشقاء،ومنذ ان توف والداي في حادثة سيارة منذ ثلاث سنوات وانا اعيش مع عمتي

وزوجها واولادها،لديها ثلاث بنات واربعة اولاد ،تزوجت كل البنات والأولاد ما عدا ايساف الذي كانت اول مرة اراه ذلك

اليوم،لديه شركة استيراد وتصدير في امريكا ،او هذا ما قاله لي زوج عمتي ،ولكن لم يخبرني احد قط عن شكله او

ملامحه،فمن كلامهم ادركت انه لا يحب الصور،وفي ذلك اليوم كنا نحضر وجبة الأفطار قبل الأذان،وفجأة فتح الباب

علي مصرعيه ودخل رجل طويل جدا من الباب ملامحه تشبه ملامح سادة الصحراء وقال بصوت عال(انا اجييت ياهل

البيت)

تقدم الجميع تجاهه حتي لامارا لترحب به،ولكني لم استطع ان اتقدم لأنني تجمدت في مكاني،ففي اللحظة التي التقت

عيناي بعينيه شعرت وكأن الأرض قد انقلبت من حولي وكأني اسقط في حفرة ليس لها قاع،زادت ضربات قلبي الي ان

اصبح كل ما اسمعه هو صوت ضخ الدم في عروقي الجسدية،لم ينظر لي مرتين حتي ،اعلم كم ابدوا،انا لست جميلة

بالمرة ولكن البعض يقول اني بريئة،فبشرتي بيضاء جدا ووجهي دائري،فمي صغير تماما مثل انفي ،والشيئ الوحيد

الذي يميزني هو شعري فهو بني اللون ناعم جدا،لست كلامار التي تتميز بجسد رائع حتي شعرها المتموج غاية في

الجمال،منذ ان توفا والداي وانا فقيرة فلم يترك لي ابي اية مال ليحميني من غدر الدنيا،اعلم ان عمتي تساعدني قدر

المستطاع وليس هناك ما اتمناه ولكن اكره اعتمادي عليهم،وعلي الرغم من انني عرضت عليهم ان اعمل الا ان زوج

عمتي وعمتي رفضا تماما ،كنت اتمني ان ينظر الي ليراني ويري انني جميلة بداخلي،ولكنه نظر الي لامار اول مرة ولم

يبعد عينيه عنها،وهكذا استمر صراع النفس مع القلب الذي يريد شخص محرم عليه،ومنذ ذلك الحين ولامار وايساف

يتشاجران ويتصالحان من جديد وكلما زاد حبي له زادت لامار في تعذيبي لأنها تعلم شعوري تجاهه،احيانا اريد ان ابكي

ولكني لا استطيع،رجعت بذكرياتي الي يوم آخر من الماضي الذي لا استطيع ان انساه،كنت جالسة امام التلفاز ليلا بعد

ان ذهب الجميع الي النوم ،كنت اشاهد احد فيلم saw II

وفجأة انطفأت انوار المنزل كلها وتوقف قلبي من الخوف،قمت من مكاني بسرعة وتوجهت الي السلم حتي اصعد

لغرفتي ولكن في طريقي شعرت بشئ خلفي وعندما استدرت اصطدمت بحائط اسود،فتحت فمي حينها وصرخت بأعلي

صوتي،اختارت الأنوار تلك اللحظة لتعود مرة ثانية لأرى ايساف امامي ينظر الي بغضب،لأنني صرخت،لا زلت اشعر

بالخوف الشديد لذلك لم انظر اليه فقد وضعت يدي علي قلبي واخذت اتنفس ،شعرت بيده تربت علي ظهري وهو يقول

بصوت حنون اختفي منه الغضب "

ايساف:لا تخافي هذا انا

تراجعت عن يده قليلا وقلت بصوت مرتجف:ا ا انا ما ماني خ خايفة

ضحك ايساف :ههههه اي ادري،انتي بعدك ميتة من الخوف

انطفئ النور مرة تانية وبدون شعور قفزت بين ذراعيه وضممته بقوة،وانا ارتجف من قوة الفاجعة،شهرت بيده علي
رأسي تمر بين خصلات شعري برفق واخذ يردد"

ايساف:لا تخافين ما في شي،العو ماراح ياكلك

"حينها ادركت ما فعلت وابتعدت عنه دون ان انظر اليه خوفا من ابكي بسبب ما فعلته وما اشعر به،برغم الظلمة الا

اني جريت مسرعة الي غرفتي ،دون ان الاحظ اي شئ "

اخرجني من ذكرياتي صوت عمتي وهي تتحدث الي بخوف،نظرت اليها بأستغراب

انا:ايش فيكي يا عمتي،ويش الي صار؟

عمتي بخوف:لامار يابنتي دورت البيت كله وهي مو هنا او بأي مكان

انا بصدمة:ااااااااااايش ؟

عمتي:وقسم هالبنت بتموتني عن قريب ،يا ستار استر هالبنت بتفضحنا ويا الاهل والاقارب ايش راح اسوي

انا :وينو ايساف ؟عرف هالشي ولا بعده ما يدري؟

بدأت الدموع تتجمع ببطئ في اعينها وقالت:الا عرف ويبي يكسر الدنيا علي راسها والناس راح يدرون بالي صار وبتصير فضيحتنا مسمعة بكل مكان ،يا ويلي من ابوها

انا ضممتها وقلت:لا تخافي عمتي ،ان شاء الله بنلاقي حل ،وينه ايساف دحين؟

عمتي:في غرفته وماراح يسكت

انا :لا تخافي عمتي انا بروح اتحدث وياه وبحاول اهديه شوي لين ما ندور عليها مرة ثانية

عمتي :يارب والا هاليوم ما راح يمر علي خير

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~¤¤¤¤¤~~~~~~~~~~~~~~~~~

"لا اعلم ما سأقول له ولكني اشعر بأن قلبي سينفجر من القوة التي ينبض بها،كم انا حزينة لأنها حطمت قلب

حبيبي،احبه حتي الجنون ولكني لا اريد ان اراه يتألم ،انتفض جسدي عندما سمعت صوت شيئ ينكسر وبدون تفكير

فتحت الباب دون ان اطرق،وصدمت مما رأيت،كان ايساف واقفا في منتصف الغرفة ويده اليمني تنزف وكتفاه

العريضين كانا يهتزان ،شعرت بقلبي يتحرك من مكانه وكأنه يريد ان يجري اليه،تراجعت للوراء عدة خطوات عندما

انفجر صوته وقال"

ايساف:انا مو قلت اني مابي اي شخص بالغرفة،اخرجووووووااااا

ارتجف صوتي قليلا :ا ا انا نورا.

رفع ايساف وجهه ونظر الي بعيون حمراء وكأنه كان يبكي:اخرجي نورا ما ابي اتحدث ويا احد

تقدمت اليه ببطئ وكأنه سيهرب مني في اي لحظة اخذت احدى المنشفات الموجودة بجوار سريره ووضعتها علي يده التي تنزف

انا:ويش سويت بعد ؟

سحبته من يده برفق حتي يجلس علي السرير،ثم ذهبت الي الحمام الداخلي بجناحه واحضرت علبة الأسعافات

الأولية،جلست امامه علي الأرض وبدأت انظف يده من قطع الزجاج الصغيرة المدفونة في يده العملاقه،والغريب انه


تركني ولم يقل اي شئ،وبعد ان انتهيت،جلست بجواره علي السرير"

انا:افضل؟

ايساف:اي شكرا

انا:انا بعتذر بالنيابة عنها ،لكن مهما قلت ما راح يبرر الي سوته،لكن دحين احنا بمشكلة تحتاج حل

نظر ايساف الي قليلا وكأنه يفكر في شئ ثم قال:تزوجيني؟

وفي رأسي سمعت صوت طبول تطرق بقوة،واصوات زجاج يتحطم وصرخات عالية لم يسمعها غيري وعلي الرغم من

انني كنت اريد ان اصرخ تلك الكلمة الا انني لم اتمكن من قولها الا بهمس يكاد ان يسمع:ااااااايش؟


__________________________________________________ __________

البارت السادس

"انني اهذي ،انا متأكدة،او احلم،اعلم اني سأستيقظ في اي لحظة الآن واجد نفسي نائمة في سريري وجسدي مغطي

بطبقة من الملابس المبللة بعرقي وانا الهث في شوق ولهفة الي من تتمناه الروح،احيانا اغمض عيني واتخيله ينطق

تلك الكلمة بصوته الدافئ،يالله !كم اعشقه واعشق غموضه وكأنه كتاب محرم علي ان اقرأه ولكني بالفعل لا استطيع

المقاومة،لكم ان تتخيلوا ما امر به الأن،اعلم ان حياتي ليست قصة خيالية لتنتهي نهاية سعيدة ،اعلم انني عكس تلك

القصة تماما،ولكن من حق كل فتاة ان تحلم،كم اتمني ان اغمض عيني والا استيقظ من هذا الحلم الجميل،نظرت الي

عينيه ولم استطع ان امنع نفسي من تكرار نفس الكلمة"

انا:ايييييش؟

رفع ايساف يده ليلمس خدي برفق ثم قال:تزوجيني.؟

اختفت الغيمة من امام عيني واتضح كل شيئ فجأة،انا لست سندريلا علي اية حال،انا الأخت القبيحة ،ضحكت في نفسي

ضحكة سخرية جعلت الدموع تتجمع في عيني وقلت:تبي تتزوجني انا؟وطول حياتنا كزوج وزوجة تناظرني وتتمني اذا

كنت حبيبتك الي تموت فيها،ايش تعتقد؟اني ما راح اشعر بالفرق؟

"شعرت بيده ترتفع ببطئ الي اعلي رأسي،واخذ يقترب ويقترب حتي وضع رأسه علي كتفي برفق وتردد وكأنه خائف

من ان يستسلم لضعفه،تمسكت اصابعه بملابسي وكأنه طفل صغير ،وضعت رأسي علي شعره الناعم وتركته ليرتاح

قليلا لعل لمسة حنان تذهب همه ،ولكني شككت في ذلك،سمعت بعد ذلك صوته العذب وهو يقول"

ايساف:ادري اني اطلب الكثير منك يا بنت العم لكن انا ما راح اسمحلها تكسرني ،انا ما تكسرني بنت

ابعد رأسه عن كتفي ونظر الي عيناي عندما قال:ادري اني ممكن ما اكون الزوج المناسب لكي ،لكني راح اسوي الي

بيدي لين ما اشوفك سعيدة طول حياتك،اوعدك اني راح اصونك واني بحاول انساها ،واذا في يوم تبين تتركيني عشان

شي سويته ،ما راح امنعك

"نظرت اليه في شوق وكأنني اخشي انه سيختفي في اية لحظة الآن،اريده لدرجة اني مستعدة ان ادعه يذهب ولكني

متأكدة انه سيأخذ قلبي معه،اريده حتي وان كان هو آخر شئ احصل عليه في حياتي كلها،اذا استطعت مساعدته

فسأساعده لنهاية عمري،فهو كل عمري،عندما وضع رأسه علي كتفي مرة ثانية،التففت قليلا برأسي وقبلت رأسه

برفق،اعلم انه اكبر مني في السن ولكن شيئ بداخلي يجعلني اشعر وكأنه طفلي الذي اريد ان اضمه الي صدري برفق

واحميه من كل شئ حوله يريد ان يؤذيه.اليس غريب هذا الشعور،يشعرني وكأني طفلة بين يديه عندما اتخيله يضمني

الي صدره ليطوقني بحنانه الغامر،طفلة تحمي طفلها،يالي من مخبولة!





شعرت بجسده يتحرك قليلا عندما تنهد براحة واخذ نفسا عميقا وهو يحرك رأسه تحت اصابعي وكأنه سعيد بأنني اداعبه

،ابتسمت في نفسي وفكرت قليلا،انني سأعيش تحت ظل حبه دائما علي اية حال،ان امضي حياتي كلها معه ،غارقة

بدفئه،ان احمل اولاده،طفل صغير يشبه ملامحه الوسيمة تطارده الفتايات في كل مكان،سأعيش طوال حياتي خادمة تحت

اقدامه لأسعده،من الممكن ان يحبني في يوم من الأيام وعسي ان تنسيه العشرة ما في قلبه،اخذت قراري بعد تفكير لم

يدم طويلا ،اخذت نفس عميييييقا ثم ابعدت يدي عن رأسه وقلت بخجل "

انا:موافقة

وقف ايساف فجأة وقال :ايش قلتي؟

انا بصوت اكثر ارتفاعا:موافقة

شعرت بأصابعه تلتف حول معصمي وبشدة ضعيفة كنت علي ارجلي وعندما نظرت اليه لأسأله ماذا يفعل،ضمني الي

صدره بقوة ودفن وجهه في عنقي ،شعرت كالدمية لأن قدمي بالكاد لامست الأرض،لم ارد ان المسه ولكني لم استطع

ان امنع نفسي،فقلبي الضعيف لم يحتمل قربه،رفعت ذراعي الي عنقه بخجل وضممته بتردد وكأنه سيختفي في اي لحظة

اذا ضممته بقوة،ابتسمت قليلا وتنفست الصعداء عندما شعرت بأنفاسه تحرق جسدي من الخارج،كنت مخطأة حتي لو لم

يحبني،سأحبه بالنيابة عنا نحن الأثنان،فهو كل حياتي،ابتعد قليلا عني ثم قال"

ايساف:بحياتي يا نورا ما راح انسي يلي سويتيه وياي وشلون ما تركتيني بمحنتي ،اوعدك اني راح اصونك مثل ما صونتيني

ابتسمت اليه بخجل ثم شهقت بفزع عندما اقترب وجهه كثيرا لدرجة اني اعتقدت انه سيقبلني ولكنه بالفعل قبل رأسي وقال بهمس"

ايساف:اتأخرنا

انا بهمس يشابه همسه :اي

"خرج ايساف من الغرفة لينادي عمتي وقد شعرت حينها بأنني اريد ان تنشق الأرض وتبتلعني في مكاني قبل ان

تأتي،دخلت عمتي بعد نص ساعة تقريبا،واعلم ذلك لأني كنت اعد الثواني ،ثانية تلو الأخرى،ومن الواضح انها كانت

تتحدث مع ابنها محادثة طويلة،وايا كان ما قاله فقد اسعدها لأنها دخلت الغرفة ونظرت الي ووجهها يتوهج من

السعادة،ابتسمت لها بخجل ولكني لم اقل اي شئ فلا اعلم ما يجب علي قوله علي الأطلاق في هذه اللحظة،لعلي وعسى

عاصفة حياتي ستهدأ الآن،سكتت للحظات ثم اقتربت مني وضمتني بقوة،ثم قبلت رأسي وقالت"

عمتي:الله يحفظك مثل ما حفظي اهل البيت ،ما راح انسي جميلك حياتي كلها

انا:هذا مو جميل،الله يقدم يلي فيه الخير

نظرت الي قليلا ثم قالت:اي ،الله يقدم يلي فيه الخير،عرسك في انتظارك يا عروس وين الفستان؟


نظرت الي الفستان الملقي علي السرير وشعرت بغصة في معدتي لأني سأرتدي شئ قد اختارته هي حتي وان كان

الفستان رائع الجمال،ولكني لن آخذ مكانها وارتدي فستانها،ان اضطررت الي ذلك سأتزوج فيما ارتديه،فكنت ارتدي

فستانا ورديا ،اوليس ذلك قريب من الأبيض قليلا؟

انا:اعذريني لكن انا ما راح البس فستان عرسها،ابي اتزوج بفستاني

عمتي:لكن يا بنتي .........

انا بحزن:ارجوكي يا عمتي هذا طلبي الوحيد وما ابي اي شي ثاني

تنهدت عمتي ثم قالت:خلاص الي تبينه سويه يابنتي الله يعدي هاليوم علي خير

"وها انا ذا جالسة بجوار زوجي الحبيب انظر الي الموجودين وكأني دمية يحركها الآخرون،وكأني انظر الي حياتي

بدوني،وعندما انظر اليه،ارى كم هو حزين وافكر،هل ما فعلته كان الصواب ام انني تركت قلبي يأخذني الي ما لا تراجع

فيه،لن اخبره ابدا كم احبه،لن ادعه يرى نقطة ضعفي،اريده ان يحبني كما انا ،ولست الفتاة الفقيرة التي كفلتها امه بعد

وفاة والديها،اتمني ان انظر حولي واجد امي تبتسم وابي يقبل رأسي كما كان يفعل دائما،شعرت بالدموع تتجمع في

عيني بسرعة كما اعتدت عندما اذكرها ،وعندما اغمضت عيني حتي امنعهم من السقوط ،سقطت دمعة خائنة علي خدي

ولكني شعرت بأصبعه يتمايل علي وجهي حتي وصل الي الدمعة الساقطة ليمسحها،فتحت عيني فوجدت وجهه قريب جدا

من وجهي وقد بدا علي ملامحه القلق،وقال بصوت خافت"

ايساف:ليش القمر يبكي ؟

شعرت بالخجل الشديد من كلماته ولكني لم ابتعد عنه :تذكرت امي واديش بتكون مبسوطة عشان اتزوجنا

ابعد ايساف يده عن وجهي ولكنه امسك بيدي وقال:الله يرحمهم

انا:الله يرحمهم

ايساف:يلا يا عروسة

انا بأستغراب:علي وين؟

ضحك ايساف بقوة:ههههههه ايش تعتقدين؟ما في شهر عسل

شعرت بصدمة:ا ا ايش ؟وين بنروح

قام ايساف من مكانه ثم امسك يدي وشدني حتي اقف امامه وفجأة وضع يده علي ظهري ويده الأخرى خلف ركبتاي

وحملني ،اطلعت صيحة مصحوبة بضحك وانا اقول:هههههه ايش تسوي نزلني ،وين راح تاخدني

ايساف ابتسم:طوقي رقبتي لا تخافي ،

انا بعناد:لاااااا

ايساف ابتسم بشر وقال:اوك؟

انا :اهااااا

"وفجأة شعرت بذراعيه يخفان ضغطهما علي جسدي وكأنه سيدعني اسقط ،صرخت مرة ثانية وطوقت رقبته وكأنني


حبل نجاة ،ضحك ايساف وشعرت بجسده يهتز مع كل ضحكه يطلقها وانا ابتسم لأنني استطعت ان اجعله يضحك قليلا"

ايساف:هههههه قلتلك لا تخافي ،اسمعي،دحين احنا بنسافر علي امريكا

نظرت اليه بأستغراب:وايش بنسوي هناك؟راح اعيش لحالي بالغربة؟

ايساف:وايش بسوي انا وياكي بعد؟

انا:لا لا هذا ما كان قصدي ،ومين راح يساعد عمتي؟

ايساف ابتسم:لا تخافي،هي مو معترضة علي شي

"سكت ولم ارد بينما كان هو يحملني الي السيارة امام البيت ،وعقلي يدور ويفكر في تلك الحياة الجديدة التي

تنتظرني،وكيف سأشتاق الي عمتي وكل ما اعرفه،لا اعلم لماذا اشعر بأن حياتي سيتغير مسارها مرة اخرى عما

قريب،ودعت عمتي بعد ان انفجرت من البكاء علي فراقها وبعد ان ودعت زوجها الذي هدد ايساف قائلا"يا ويلك اذا ما

حافظت علأمانة الي بيدك"

ابتسمت حينها ولكن اختفت ابتسامتي عندما نظرت الي عمتي الأخري نظرات غريبة وكأنني سرقت زوج ابنتها،لا زلت

لا اعلم كيف تقبلت العائلة هذا التغيير ولكن كل ما اعلمه ان كل هذا لن يغير اي شئ في واقع حياتي الجديدة،انطلقنا

بالسيارة الي المطار وانا اشعر بأن قلبي سيخرج من مكانه ليتوسل الي لأهدأ قليلا والا ستصيبه سكته قلبية"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~

‎‏‏"لقد بدأت اخشي الأستيقاظ من النوم،بدأت اخشي اللمسات الخجولة التي ترسلها الي اشعة الشمس ‏،اخاف ان استيقظ

واجد نفسي في مكان اجهله،محبوسة في غرفة تحت الأرض،مربوطة الي حائط لا يتحرك بأغلال حديدية ضيقة وحبل

حول رقبتي والجراح الدامية تغطي جسدي،اخاف اشد الخوف من جهاز صغير اضعه في حقيبتي لا يجلب لي الا الكوارث

وهناك نغمة خاصة لها،نغمة رسائلي،كم اخشي ذلك الشئ،حياتي كلها عبارة عن ورقة سوداء بها نقطة وحيدة

بيضاء،بيت بلا روح وسماء بلا لون،اتمني ان ينتهي كل شئ قبل ان اموت،اتمني الا تموت الملكة لتترك المملكة

ضعيفة ومعرضة للهجوم ،اتمني ان اعبر الي ما وراء نهر الموت،اتمني كل التمني‏"‏

"استيقظت في الصباح الباكر لأجد نفسي في سرير ايوان مرة اخرى،ابعدت شعري عن وجهي ونظرت حولي لأجد ورقة مكتوب عليها

(مكنتش عايز اصحيكي ،انا عندي شغل وهرجع متأخر،متخرجيش من البيت،كل حاجة هتحتاجيها سوفيا حطتها في شنطة جنب السرير

ايوان)

"نظرت الي الرسالة بحزن وانا اعلم انني ابالغ،هناك شئ غريب يحدث في حياتي ولكني لا زلت لا اعلم ما هو،بدأت

اتحرك لأقوم من السرير لآخذ حمام الصباح ولكن توقف جسدي لا اراديا عندما سمعت صوت جوالي يصدر ذلك الرنين

الذي سيصيب قلبي الضعيف بسكتة قلبيه عما قريب،انها رسالة جديدة،ياللهي!

ياتري ماذا تحتوي هذه المرة،

جلست مرة اخري علي السرير وفتحت الرسالة ويدي ترتجف من الخوف وصدمت مما قرأت"

‎"you need to leave the house now,in 30 minutes 4 men are going to break in the house and they want to kill you,and you must stay away from that guy or he will be hurt,you must not tell him at all costs the contents of this msg,you should hurry,they are on their way"

‏"يجب ان تغادري المنزل الآن لأنه في غضون 30 دقيقة من الآن اربعة رجال سيقتحمون ذلك المنزل وهم يريدون

قتلك,يجب الا تخبري صديقك بمحتوي الرسالة وان تبتعدي عنه تماما والا ستكون حياته في خطر,غادري الأن"

"اخذت انظر الي هاتفي لا اراه وقلبي يعتصر من الحزن,لن ارى اميري الوسيم مرة اخرى,لن اسمع صوته بعد

الآن,سأكون وحيدة مرة اخرى,ولكن هذا ليس مهم,لن اخسر شخصا آخر في حياتي بسبب من يطاردوني,لن افقد عزيزا

آخر,قمت من السرير بسرعة وحملت الحقيبة الصغيرة التي جهزتها لي سوفيا واخرجت منها بنطالون جينز اسود

ومعطف رصاصي اللون وقميص اسود ,ارتديت حذائي الطويل ولم اهذب شعري,تركته كما هو,واخذت حقيبتي وحقيبة

الملابس وعلي الرغم من ان ذراعي لا زال يؤلمني الا انني لم اتوقف وقبل ان اغادر من المنزل تركت رسالة لأيوان

ليقرأها"

"اسرعت خارج المبني وفي اللحظة التي وضعت قدمي فيها علي ارض الشارع,توقفت عربة امامي وخرج منها رجلين

كل منهما يحمل مسدس امام وجهي ,اخذت انظر الي كلا المسدسين في تفكير وقلبي علي شفا لحظات من التوقف

والهلع,لم اترك شئ لتفكيري ولكني لم انتظر الي خطوتهم,كنت واقفة امامهم وفجأة جريت بأقصي سرعة,سمعت

طلقات نيران تدوي في كل مكان ولكني لم اتوقف,ظللت اجري واجري وانا اسمع صوت سيارة تقترب,وكل تفكيري انني

غبية,لم تكن تلك الرسالة من صاحب اللغز,بل كانت تلك الرسالة من الشخص الذي يحاول قتلي,سمعت اصواتهم تقترب

وانا احاول ان اتخطي الشوارع مبتعدة عنهم ولكن توقفت سيارة امامي هي الأخرى وتوقفت سيارة خلفي.

ياللحظ لقد علقت "

"نظرت اليهم وانا اتراجع شيئا شيئا الي الوراء ,خائفة مما سيفعلون بي عندما يمسكوني,ولكن لا مفر,لقد احاطو بي

من كل مكان,اعلم انني اذا قاومتهم سيؤذوني بشدة,لذلك من الأفضل الا اقاومهم,ولكن في اللحظة التي تركت فيها

الحقيبة تسقط من يدي علي الأرض,انقضوا علي كالكلاب المتوحشة,اول قبضة اطاحت بي الي الأرض وكادت ان تكسر

فكي ثم فقدت عدد القبضات التي اخذت تضرب جسدي بعنف,شعرت بضلوعي تنكسر وصرخت صرخة الم جعلتني لا

اسمع اي شئ من حولي عندما اصطدمت قدم احدهم بصدري,ادركت حينها انني سأموت,وبسرعة بدأت صرخاتي تخفت

وتخفت الي ان فقدت الوعي تماما وسيطرت الظلمة مرة اخرى علي عالمي,اني اعترف,لقد هزمت هذه المرة امام

ظلمة حياتي,لا اعلم لماذا لم يساعدني احد ولكني متأكدة انني لن انجوا,شعرت بهم يحركوني ويضعوني فوق شيء جعل

موجة من الألم تصيب جسدي وبدأ جسدي في الأرتجاف ,وبعد لحظات,عم الصمت والظلمة المكان حولي وعدت الي

حيث انتمي,لكم مللت تلك الوحدة والألم اللا متناهي,كانت آخر افكاري انني لن ارى ايوان مرة اخرى بعد ذلك,فلا اعلم

ما يخبؤه لي هؤلاء الملعونين"

"لا اعلم اين انا,لا اعلم لماذا لا اسمع اصواتهم,ولكني اعلم شئ واحد,انهم ليسوا موجودون بالمكان,فقد كان الصمت

هو سيد الموقف وملك المكان في تلك اللحظة,لا استطيع ان اتحرك بل بالكاد استطيع ان اتنفس,في كل مرة افتح فمي

لأتنفس يخرج نفسي متهدج متقطع,كل ذرة في جسدي تؤلمني,لا اعلم من هم وماذا فعلت لهم ليفعلوا بي ذلك,لا اعلم

لماذا تكرهني حياتي ولكن هكذا هو الحال,شعرت بشئ لزج يلامس اصابعي وحاولت ان افتح عيني ولكني لم اتمكن من

فتحهما الا قليلا جدا ,فأنا بالكاد استطيع ان ارى ما حولي,حاولت ان اقلب عيني حول المكان ولكن كل ما وجدت هو

حوائط سوداء اللون مغطاة بطبقة غريبة من اللون القرمزي ,وشباك واحد ذات نوافذ مكسورة ,وهنا ادركت ان هناك

شيئا لزجا يلامس يدي ,كم انا غبية,لم انظر الي الأرض,حاولت ان احرك رأسي ببطئ لأنظر الي الشئ اللزج الذي

يلامس يدي ,كان قرمزي اللون ايضا ,في الحقيقة,كان خط من اللون القرمزي ,يزداد شيئا فشيئا وانا اتابعه

بعيني,وعندما توقف مجري اللون القرمزي,قابلت عيني عينان مفتوحتان علي وسعهما وفم مفتوح علي صرخة غير

مسموعة,وجه خال من الدماء,وجسد غارق في بحر من الدماء من حوله,ياللهي,انها جثة!.



اتمنى لكم قراءة ممتعة
امينة



البارت العاشر

"اسمع ذلك الصوت المزعج مجددا،كم اكرهه،لقد اخرجني من حلمي الجميل،كنت احلم بصديق قلبي،وعلي الرغم من قسوته ومزاجه المتقلب،الا اني لا زلت اشتاق اليه،اشتاق الي رائحته التي تشبه النسيم البارد والبخار الدافئ معا بلمسة من رائحته الرجولية التي كانت تحيط بي من كل اتجاه،كم اكره بعده عني ولكن ليس باليد حيلة،فتحت عيني ببطئ لأجد اشعة الشمس تلوح لي لتوقظني من النوم مرحبة بيوم جديد،يوم آخر من العذاب،جذب انتباهي ذلك الصوت المزعج مجددا،نظرت الي الجوال الملقي بجواري علي السرير والشاشة تضيئ معلنة وصول رسالة جديدة،تجمد جسدي في مكانه وتوقف قلبي عن النبض ،رسالة اخرى،وبيد مرتجفة مددت يدي لأمسك الهاتف المهتز،وفتحت الرسالة.

‎"you must leave now,they are coming to get you,they can't kill you in a public place but they will hurt you,leave now"

‏"انهم قادمون،يجب ان تغادري هذا المكان الآن ،لن يستطيعوا قتلك في مكان عام ولكنهم سيؤذونك بشدة،يجب ان تغادري"

"نظرت الي الشاشة لفترة وانا اشعر بأني امر بحالة deja vu

ولمن لا يعرف فهي كلمة فرنسية تعني انني قد مررت بنفس الشئ من قبل ورأيت كل هذا مسبقا،كيف اعرف ان هذا هو رقم صاحب الرسائل الغامضة وليس رقم الوحوش الذين يحاولون قتلي،مممممم،اذا خرجت من هذا المكان ووجدتهم في حالة جسدي هذه اذا لمسني احدهم،سيقتلونني بدون شك لأنني بالكاد استطيع الخروج من السرير ،واذا اتصلت بالشرطة سيعرف ايوان مكاني ومن الممكن ان يعرف الأشرار مكان أختبائي ايضا اذا لم يعرفوه ،ممممم ماذا افعل؟

"توجهت ببطئ الي شباك الغرفة والألم قد بدأ ينتشر في جسدي من جديد،احتاج الي مسكنات الألم واحتاج ايضا الي تغيير الضمادة الملفوفة حول اضلعي،انا متأكدة ان جسدي مغطي بعلامات زرقاء وسوداء من الضرب،في يوم من الأيام اقسم انني سأنتقم منهم كلهم،الخير قبل الشرير،نظرت من الشباك ولم الاحظ شئ في بداية الأمر،ولكن بعد ان دققت النظر لاحظت سيارة سوداء تقترب ،لا اعلم لماذا شعرت وكأنني استطيع الهروب ،كم كنت غبية،سيلاحقوني في كل مكان ،اسرعت الي الداخل واخذت انفاسي تتسارع من الخوف ،فكري فكري فكري،ماذا يجب ان افعل،لا استطيع الخروج فأنهم سيلاحقوني،مهلا لحظة،نظرت الي السرير وقد جائتني فكرة،

ذهبت الي دلاب الغرفة واخرجت عدة مفارش للسرير وجلست علي السرير واخذت اربط كل طرف بالأخر بأحكام،وعندما تأكدت انها مربوطة جيدا،ربطتها بقوة في السرير،وكانت امنيتي الوحيدة حينها ،هي ان اخرج من هنا حية،فما اسوء شئ يمكن ان يحدث،انني ساموت،في كلا الحالتين انا ميتة ،اسرعت الي الشباك ولاحظت ان السيارة توقفت امام الفندق،اغمضت عيني وبعد لحظات سمعات صرخاتهم وهم يطلبون من الأشخاص ان ينبطحوا علي الأرض،انتظرت حتي خرجوا من السيارة ودخلوا الفندق،ثم القيت حقائبي في الشارع،ولحسن الحظ لم اكن بعيدة عن الأرض فقد كنت في الطابق الثالث،اغمضت عيني وانا اشعر ان قلبي سيتوقف من الخوف،وخرجت من الشباك وانا متعلقة بالمفارش بقوة،لم اكن قوية الي هذه الدرجة كما ان اصابعي المكسورة ووزن جسدي لم يساعداني المرة،لذلك ضممت المفارش وتركت نفسي اسقط،حمدا لله ان السقوط لم يكن قويا لأن الم جسدي اذا ازداد قليلا انا متأكدة انني سأفقد الوعي،

اخذت اجر حقائبي بسرعة والدموع تتجمع في عيني لأني سمعت صوت اشياء تنكسر خلفي وصرخات،اسرعت الي الطريق وبدون ان انظر لوحت بيدي لأي سيارة،وعندما توقفت سيارة امامي،استخدمت كل ما تبقي من قوى لدي لأفتح الباب بسرعة واحمل الحقائب واضعها بالداخل،وبعدها بلحظات،فقدت الوعي وانا لا اعلم لماذا يمازحني حظي هذا المزاح الثقيل‎"‎

"استيقظت عندما شعرت بشئ ناعم يلامس جبهتي،فتحت عيني ببطئ ،وقابل نظري منظر خلاب،كان امامي اجمل فتاة رأيتها في حياتي،ذات شعر بني فاتح اللون واعين بنفسجية ووجه يغطيه قبلات من النمش الطفيف حول انفها الصغير،كانت يداها تلامس جبهتي بحنان ،وشئ بارد في يدها يجعلني ارتجف،فتحت فمي لأسألها اين انا"

me:where am i? اين انا؟

"نظرت الفتاة الي فمي وانا اتأحدث وشعرت بالأستغراب عندما ابتعدت عن السرير لتحضر ورقة وقلم وكتبت"

"you fainted when you got into the taxi today,i couldn't take you to the hospital with your so i took you to my home,i'm (jamila) what is your name"

"لقد فقدتي الوعي عندما ركبتي سيارة الأجرة،لم استطع ان آخذكي الي المستشفي ولكني اخذتكي الي غرفتي ،انا جميلة،ما اسمك؟"

"فتحت فمي لأتكلم ولكن كان صوتي مبحوحا جدا،وبالكاد استطعت ان اتكلم"

me:i am hamsa انا همسة

"عادت الفتاة الي الكتابة مرة اخرى بتركيز "

‎(what happened to you?......ماذا حدث لكي؟

تنهدت بضيق،علي الرغم من انها قد انقذت حياتي الا انني لا يمكن ان اثق بها،فقد تعودت الا اثق بأحد ابدا ،ولكن حدسي اخبرني ان ورائها حكاية عجيبة هي الأخرى،هززت رأسي بالنفي وقلت

me:i can't tell you,,,,,,لا استطيع ان اخبرك

"عادت الي الكتابة مرة اخرى وهنا ادركت انها حقا لا تستطيع ان تتكلم ,وهي تستطيع سماعي لكنها لا تستطيع ان تنطق,هممممم,من الواضح ان ورائها سر كبير "

i will help you until you get better but after that you must leave ,i can't take any more problems with my employer,i am a maid in this big house and he will get angry"

سأساعدك الي ان تتحسن حالتك ولكن بعد ذلك يجب ان تغادري لأنني لا استطيع ان اتحمل المزيد من المشاكل,انا اعمل كخادمة في هذا البيت الكبير وصاحب البيت من الممكن ان يغضب مني,

"عادت الي الكتابة وأخذت تكتب بسرعة"

‎"my story is a long sad one,and this is not my home,he gave me a room in the house and gave me this job he is a good guy,but he is scary"

قصتي طويلة جدا وحزينة,وهذا ليس بيتي ,بل صاحب المكان اعطاني فيه غرفة ووظيفة كخادمة مع باقي الخدم

"لم استطع الرد في بداية الأمر لأنني شعرت بالتعب,وفجأة جذب انتباهي صوت غريب صادر من بطني,يالله!

متي كانت آخر مرة اكلت فيها؟

ادرك انني بدأت في فقدان الوزن بسبب الضغط والحزن،اشعر بالجوع الشديد"

me:i am so hungry,do you have anything to eat ,please?

اني جائعة جدا هل لديكي شئ يؤكل؟

"لم تكتب هذه المرة ولكنها اسرعت خارج الغرفة بعد ان هزت رأسها بالأيجاب وخرجت،وعلي الرغم من الجوع الا ان كل ما اتمناه هو رؤيته،اشتاق اليه حقا،وعندما شعرت بالدموع والشعور بالخيانة ينسل بين احشائي،اغمضت عيني ورفضت كل الرفض ان استسلم لألمي،اذا لا يريدني فهذه هي خسارته"

"اخذ ينظر الي الورقة لفترة طويلة،ثم ارتفعت عيونه الرمادية الي لتلتقي بأعيني،شعرت وكأنه يجردني من الحقيقة وينظر الي روحي من الداخل ،لا اعلم من هو ولكن لسبب غريب،اشعر بالأمان لأنه هنا،علي الرغم من ذلك الخط الذي يشوه وجهه الرجولي الي انني لم اشعر بالخوف،تمنيت حينها ان يساعدني اعلم انني اذا عدت الي بيتي سأكون في خطر،من المؤكد ان الشرطة في كل مكان الآن،شعرت وكأنه قد حطم كل احلامي عندما هز رأسه بالنفي وقال"

the guy:i'm sorry but i can't ,you seem to be in a lot of trouble,and i don't need this

انا اسف ولكني لا استطيع مساعدتك،يبدوا انك في مشكلة كبيرة وانا لا احتاج الي المزيد من المتاعب

‏"اخذت انظر اليه لأدرك ماذا يقول وعندما ادركت انه لا يريد ان يساعدني،هززت رأسي في هزيمة وتقبل،ثم كتبت"

thank you for your help anyway,i'll go now,,,,,,,شكرا لمساعدتك لي علي اي حال,ساذهب الأن

"وبالفعل قمت من السرير ووجدت حقيبتي علي الارض بجوار السرير ,لم يمنعني عندما خرجت من الغرفة ولم يمنعني عندما خرجت من البيت الواسع ولكني شعرت بنظراته تراقب كل حركة اخطوها,لا استطيع العودة الي البيت,ليس لدي المال الكافي لأبقي في احد الفنادق الرخيصة حتي .

كما انني اسقطت جوالي ولا يمكنني الأتصال بأي شخص,ماذا سأفعل؟كانت قطرات المطر لا زالت تنهمر من حولي وفوق رأسي ,لم يعرض علي حتي ان يعطيني مظلة,انهمرت دموعي وامتزجت بالمطر والمكان من حولي هادئ,خرجت من بوابة المنزل الحديدية ولكن قبل ان اخرج نظرت الي الخلف,ووجدته ينظر من احدى شبابيك الغرف ,ابتعدت بسرعة واخذت اسير ببطئ وجسدي يرتجف من شدة البرد ,حاولت ان اضم يداي الي صدري لأبعد البرد عني ولكني لم استطع,نظرت الي الرصيف بتفكير وشعرت بقسوة الحياة عندما جلست عليه وضممت ارجلي الي صدري بقوة وانا انفخ في كفاي واحكهما معا عسى ان يتولد في جسدي بعض الحرارة,ولكني فشلت فشلا ذريعا,لا اعلم كم مر من الوقت ولكني شعرت وكأني قد شاهدت شريط حياتي يمر امامي عندما اصابتني نوبة من السعال الشديد,علي الرغم من اني قد فقت من نومي علي التو الي اني شعرت بالتعب,لذلك تمايلت بجسدي حتي نمت علي الرصيف وانا اشعر بحقارة الدنيا"

"لقد مضى الكثير من الوقت,اعلم ذلك,لم يتوقف المطر ولكن قلبي قد اقترب من التوقف,انا متأكدة,اشعر بالبرد الشديدلدرجة انني فقدت الشعور ببعض اجزاء جسدي,شعرت انني متعبة جدا جدا,اردت فقط ان اغمض عيني للحظات,نعم ,لحظات فقط وسوف استيقظ لأصارع يوم جديدا من حياتي,قبل ان اغمض عيني سمعت صوت سيارة تقترب اكثر واكثر,نظرت الي السيارة السوداء وهي تقترب مني واخيررررا توقفت السيارة امامي,نزل شخص عملاق من السيارة,واخذت خطواته تلتهم المسافة بيننا,لم ارى وجهه لكني شعرت بشئ حديدي يلتف حولي وقبل ان يلتف عالمي واطير في الهواء,تهت في نوم عميق .

"سأموت من البرد،لا يستطيع جسدي ان يتوقف عن الأرتجاف،اشعر بأنني جالسة في علبة سوداء اكاد ان اختنق،حاولت ان اجرى عندما سمعت صوت انين الم طفيف يكاد ان يسمع،حاولت ان اهرب من الصوت ولكنه ازداد حتي بدا وكأنه قد اصبت بنوبة قلبية،فتحت فمي لأصرخ ولكن لم يخرج اي شئ من فمي ،اخذت ابكي وابكي الي ان جفت دموعي ،وبكيت اكثر واكثر بعد ذلك،وفجأة سمعت صوت هادئ يخترق الصراخ الي ان بدأ يخفت ويخفت وارتفع الصوت الهادئ الذي اخذ يردد"

‎(don't be scared,i'm here now....لا تخافين انا هنا الآن‏)‏

"شعرت بشئ دافئ يلامس وجهي ولكن سرعان ما ابتعد،اخذت ابحث بيدي محاولة ان امسك بذلك الشئ الدافئ مرة اخرى،الي ان التف ذلك الشيئ حول يدي،ضممت ذلك الشئ الي صدرى وتنهدت براحة قبل ان اعود الي عالم الجليد وانا مطمأنة لأن معي شئ احارب به قسوة البرودة.

زين

"حكايتي ليست غريبة وليست عجيبة،ولكنها حكاية صراع مع السلطة والمال والنفوذ،لذلك قررت ان آتي الي امريكا لأبدأ حياتي،انشأت عدد من مؤسسات شركات السيارات،انا لست البطل في هذه الرواية ولكني انا الشخص المشوه،الوحش المخيف الذي يبتعد عنه الناس،حتي اقرب الناس اليه،لا احب احد ولا احد يحبني،بسبب الأصابة التي شوهت وجهي بتلك العلامة في حادثة،لم ارد ان اوقف السيارة ولكن شئ ما قد تحرك بداخلي وجعلني اتوقف في منتصف الطريق لأنظر الي فتاة واقفة علي الرصيف،نظرت اليها للحظات وقبل ان التفت لأكمل طريق العودة الي الفيلا الخاصة بي رأيت الفتاة تسقط امام عندي كسقوط الورق المتناثر في كل مكان"

"لا اعلم ما حدث لي حينها ولكن قبل ان افكر فيما افعله،خرجت من السيارة وتوجهت اليها قبل ان يلمسها اي شخص آخر،وعندما اقتربت منها ذهلت من جمالها،بدت كلوحة تلمع تحت ضوء القمر،كما انها كانت ترتجف بشدة ايضا،انحنيت قليلا وحملتها بين يداي ومرة اخرى ذهلت لأنها كانت خفيفة جدا بل انها بدت ضعيفة جدا ايضا،اسرعت الي السيارة وتوجهت الي البيت وانا اكرر في رأسي لقد فقدت عقلي بالفعل ماذا سأفعل بها الآن"

"ممممم،لم ادرك ما كنت افعله حينها ولم ادرك حتي لماذا فعلت ما فعلته وانا ابتعد عن الأخرين،ولكن شئ بجسدها المرتجف وشفاهها التي تحولت الي لون ازرق وجسدها الهزيل جعلني اشعر بأني اريد ان اساعدها ،فكيف اتركها وحدها في شارع تسكنه الذئاب وهي فاقدة الوعي"

"عندما ادركت انها لا تستطيع ان تتحدث ادركت حقا مدى شعوري نحوها ،مجرد الشعور بالشفقة،علي الرغم من انها قد طلبت مساعدتي الا انني لا اريد ان اساعد اي شخص،اريد ان أظل في عالمي الذي تسكنه البشر المستذئبين مثلي،وحتى لا اؤذيها ،يجب ان ترحل من هنا والا اراها مجددا "

"او هذا ما كنت اعتقده،عندما رأيتها واقفة امام بوابة الفيلا والمطر يحيط بها من كل مكان وهي ترتجف بجسدها النحيف،شعرت برغبة شديدة بأن اضمها الي صدرى واحميها من غدر الدنيا ولكني لم استطع،عندما التقت عيني بعيناها لمرة اخيرة ،ادركت حقا انني قد فعلت الصواب بسبب دقات قلبي التي اخذت في التسارع مع كل نفس يدخل الي رئتاي،وعندما عدت الي الغرفة مرة اخرى وفتحت التلفاز محاولا ان انساها،رأيت النشرة الجوية"

‎"dear citizens,we hope you stay at home today because there is a rain storm that will last for three days including today,and please keep off the roads to avoid traffic accidents,we wish you a happy warm day"

اعزائي المواطنين نطلب من حضراتكم ان تبقي في المنزل اليوم لأن هناك عاصفة من الأمطار ستدوم لمدة ثلاثة ايام بدئا من اليوم,من فضلكم تجنبوا ركوب السيارة في هذه الفترة لتجنب الحوادث,نتمني لكم يوما دافئا سعيدا

"اقفلت التلفاز وانا اشعر بأصوات القلق تتردد داخل قلبي,يا ترى الي اين ستذهب الفتاة الغريبة؟هززت رأسي بالنفي لأبعد تلك الأفكار عن رأسي وتوجهت الي غرفتي الي النوم فلدي يوم مليئ بالعمل غدا,كما انني يجب ان ابحث عن خادمة جديدة بعد ان تركت الخادمة التاسعة المنزل لأنها لم تتحمل مزاجي السيئ,تنهدت بضيق وبعد ان قمت بتغيير ملابسي ذهبت الي السرير وتمددت الي ان التفت لأنظر الي الحائط الزجاجي وقطرات المطر تتمايل عليه وظلام الليل الكاسح يغطي اركان الغرفة,حاول ضميري ان يدفعني للخروج من السرير لمساعدتها ولكنني لم اخرج ,بل اغمضت عيني وغرقت في نوم مليئ بالكوابيس,"

"لا اعلم ما الذي ايقذني ولكن شيئ جعلني اقوم من السرير مفزوع,نظرت الي الساعة ووجدتها قرابة الفجر ,كانت السماء رمادية اللون والرعد يدوي في كل مكان,لم استطع ان اقاوم ضميري,من المؤكد انها قد عادت الي بيتها,ليس من المعقول انها لازالت في الشارع حتي الآن,ارتديت ملابسي بسرعة فقط لأتأكد انها بخير وانها قد رحلت,ارتديت معطفي واسرعت الي الخارج ركبت السيارة وطلبت من الحرس ان يفتحوا بوابة الفيلا,سرت بالسيارة في الطريق الذي سارت فيه وبعد مرور ساعة من الزمن ولم استطع ايجادها,شعرت بالراحة ,من المؤكد انها قد عادت من حيث اتت,وقبل ان التفت لأعود بالسيارة,لاحظت شيئا بجواري علي الرصيف,نظرت بدقة وقبضة جليدية تلتف حول عنقي حتي بالكاد استطعت ان اتنفس,ورأيتها,كانت عبارة عن شئ يرتجف تغطيه ملابس اصبحت شفافة من المطر لتكشف بشرة تحول لونها الي لون ازرق,وصدرها يخطف انفاس سريعة وكأنها لا تستطيع ان اتنفس,اسرعت اليها وحملتها بين يداي وانا اشعر بأنني احقر شخص بالعالم لأنني لم اساعدها,عندما طوقت اذرعها الثلجية رقبتي ارتجف جسدي من شدة البرد ,وكانت ترتجف بشدة لدرجة انها كادت ان تسقط من يدي اكثر من مرة في طريقي الي السيارة,اخذتها الي المنزل واتصلت بالطبيب وانا اخشى انني قد تأخرت حقا في مساعدتها "

"لم تستيقظ لمدة يومان وكانت غارقة في حمى شديدة ,وفي اليوم الثالث يوم انتهاء العاصفة,انكسرت الحمى وفتحت عيناها لأول مرة,في بداية الأمر لم تنظر الي الا وعيناها مليئة بالدموع فعلي الرغم من انها لم تتحدث الا ان صمتها قد كان اسوء بكثير,وعلي الرغم من اني لا اعتذر لاي شخص حاولت اكثر من مرة ان اعبر لها عن اسفي وفي يوم بعد اسبوع من شفائها ,كنت جالسا في مكتبي عندما طرقت الباب ودخلت حاملة ورقة وقلم "

‎"i am sorry for all the inconvenience i have caused you,i will find an other place to stay in,,,,,,اسفة علي كل ما سببته من ازعاج سأذهب الان لأجد مكانا اقيم فيه‏"‏

"التفت لتذهب ولكن قبل ان تلتفت لاحظت وميض عيناها المليئة بالدموع,ولكني لم استطع ان اراها ترحل ،شعرت بأنني يجب الا ادعها تذهب ابدا وقبل ان افكر قلت"

zein:look i am looking for a new servant,do you care to to take the job?,,,,,,,اسمعي انا ابحث عن خادمة جديدة اتريدين ان تعملي هنا؟

"في بداية الأمر اخذت تنظر الي بعيون بريئة تشبه عيون الأطفال وفجأة قفزت من مكانها وارتمت بين احضاني،اخذت تبكي الي ان شعرت بأن ملابسي قد ابتلت ولم امنع نفسي عندما وضعت يدي علي رأسها وهمست في اذنها برفق"

zein:hussshh ,it's okey,i'll help you.

وبعد مرور شهر

جميلة

"فتحت الثلاجة لأحضر بعض المأكولات للفتاة المريضة التي قابلتها اليوم وفجأة شعرت بشئ خلفي ،وفجأة ظهرت امامي يد مغطاة بالدماء،التفت فجأة وفتحت فمي لأصرخ ولكن لم يخرج اي صوت،سأموت "