عنوان الموضوع : رواية طرف واحد - مشوقة
مقدم من طرف منتديات الشامل

المقدمة
في تلك الدهاليز المظلمة اللتي استوطنت قلوبنا وسكنتها الأوجاع والآلام ولم ترتوي ابداً حتى تشفى وتتعاطى قليلاً من ترياق المحبة أو كبسولة النجاة اللتي لا طالما بحثنا عنها ولكن قليل من وصل إليها !
ها هنا أنا الأن في مرفئ مدينة ضائعة وسأستقل سفينة عابرة ولا اريد أن اعلم إلى اين هي متجهة فقط أريد الضياع إن كان هذا سيقودني إلى ملحمة الحب فخذيني أيتها الامواج المترامية واجعليني شهيداً ووحيداً فأنا موقن أن هناك من سيذكرني ويحكي هذه القصة إلى أحد ما.
( اهداء إلى روحها الخالدة )


- طَرْفٌ وْاحِدْ -
(الجزء الأول)

حدث ذلك في عام 1428هـ ... وفي يوم من أيام رجب الربيعية الهادئة الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل. وفي أحد الواجهات البحرية اللتي توجد بمنطقة الخبر. هناك شخص مستلقي على أحد تلك الاحجار البيضاء الكبيرة بمحاذاة البحر ومرتدي لباس لايدل على البهجة بتاتاً واللون الأسود غالبٌ عليه ذو عينآن حآدتآن لم أرى مثل سوادها أبداً متوسط الطول عريض الأكتاف ذو شعر أسود مائل إلى البني غزير الطول ملتوي قليلاً، يحمل في يده قداحة دائماً ما كان يداعبها بأصابعه فـ يشعلها تارة ويطفئها تارة اخرى هادئ الصوت والملامح ذو لحية فاتنة .
وهو يخاطب البحر بصوت مبحوح منقطع متألم قائلاً :
-ليت صوت أمواجك مفهومة يمكن أجد الجواب عندك !
والبحر يترامى بشكل هادئ وصوت بريء على تلك الصخرة التي يستلقي عليها وكأن الأمواج تريد أن تواسيه قليلاً وفي تلك الأثناء حمل البحر إليه شئ غريب، زجاجة يتدافعها البحر برفق كأنه مسؤول أن ينقلها إلى أحد معين فذلك الشاب نظر إليها نظرة استغراب وحاول أن يأخذها وبالكاد بعد أن رمى بنفسه في ذلك البحر من أجل أن يلتقط تلك الزجاجة العائمة من المجهول، وما أن إلتقطها ذهب إلى سيارته مسرعاً وحاول أن يجفف نفسه وهو منهك جداً وركب سيارته و وضع الزجاجة بجانبه وهو ذاهب إلى منزله وفكره مشغول، ماذا ياترا مكتوب في الورقة اللتي بداخل الزجاجة؟
إلى أن وصل إلى منزله وهذا المنزل متوسط الحجم ذو باب رمادي وتحيطه أزهار زرقاء وبيضاء فاتنه جداً وبداخل المنزل حديقة صغيرة الحجم ذو عشب أخضر منبسط ونوافذ البيت لم تكن كثيرة لأن عائلته غير إجتماعية ربما ... عندما دخل (خالد) –نعم ذلك الشخص اسمه خالد- وفتح الباب بكل هدوء لكي لآ يسمعهُ أحد إذ تستقبله فتاة تعجز الكلمات عن وصفها ، بها من الحنان أضعاف مافيها من الفتنة .. بشعرٍ اسود مسدولٌ على منكبيها بكثافة . - جمالٌ تتجسد فيه الوداعة أكثر مماتبرز فيه الرشاقة. .
وكان شعرها ينسدل على منكبيها في جدائل طويلة غزيرة. عندما تتأمل عيناها تجد أن العالم كله مأسور في سوادهاآ، وشفتاها بريئة كبراءة شفاه الرضيع في هذيانه وللعلم هذه الفتاة تدعى (هند) وهي أخت خالد وتمتلك من العمر 17 ربيعاً وكانت ذو نوم منقطع فما أن دخل (خالد) المنزل هي استيقظت ذاهبة إليه وبصوت ملائكي قالت له :
-وين كنت انت؟ كان ماجيت!
-هاآه وانتي ليش مو نايمة مو عندك مدرسة ولا أنا غلطان
-أقول لاتضيع السالفة وقولي ولا بعلم امي عنك ,, تتشاقى بِ ضحكةٍ شيطآنيّة ,,
-كنت اقرقع بهذا الليل ،، يتثاوب ،،
وهو يراقب تلك الزجاجة اللتي بيده ويحاول أن يتمالك نفسه لفتحها وفجأة (هند) بدأت بالصراخ بصوت خافت قائلة :
-وش بيدك ياحظي ليكون المارد ماعجبه الفانوس وسكن بالبطل - جابت العيد - اللي عندك
وعندما وجدت الفرصة السانحة لتسرق تلك الزجاجة من يد (خالد) وإذ هي تهرب إلى غرفتها الوردية المليئة بالألوان الزاهية ولكن (خالد) لم يدعها وجعل يكلمها من وراء الباب قائلاً:
-هند لاتفتحينها انتبهي فيها شيء كل البنات يخافون منه ,, يبتسم بمكر ,,
هند بخوف وصراخ فتحت الباب وأعطت خالد الزجاجة وعيونها مليئة بالدموع قائلة له:
-تكفى قتله لا يقتلني بليززز عدمه
-اقول روحي نامي وفكيني من شطانتك
-طيب بس دمي برقبتك ،، تتراقص ضاحكة ،،
بعد ذلك ذهب (خالد) إلى غرفته اللتي كانت بجانب غرفة هند وكانت الغرفة ذو طابع كئيب نوعاً ما فلا يوجد بها إلا سرير بزاوية الغرفة وبجانبه نافذة تطل على البحر وكان (خالد) يحب أن يقف عند تلك النافذة ويشاهد ماخلفها ربما ليستطيع أن يغادر بروحه ويحلق بها قليلاً عن تلك الأوجاع اللتي سكنت بداخله وكانت هناك طاولة وكرسي وعليه اوراق متناثرة عليها وكتب جامعية وما إلى ذلك .. فما أن دخل غرفته وأقفلها عليه استلقى على سريره وهو يحمل تلك الزجاجة وينظر إليها وكله فضول ماهذه الورقة اللتي بداخلها ومن كتبها .
وفي تلك الأثناء إذ هاتفه يرن فأسرع إليه وأجاب المتصل قائلاً :
-الو، هلا والله (محمد)
-هلا بك يالطعس وينك و وين أيامك
-هاه موجود اقول اخلص وش تبي ،، تترامى نظراته إلى تلك الزجاجة ،،
-ايه ابغاك تفتح مادة علم النفس وتشرح لي فقرة بكره اختباري
-طيب ثواني انتظر
هل تعلمون ما سبب طلب محمد لـ (خالد) ... خالد ومحمد يدرسون في جامعة البترول سنة ثالثة والكل يعلم ان تلك الجامعة لا تخلو من الصعوبة، والجهد الذهني مطلوب كذلك لاجتياز هذه المرحلة الصعبة، ولكن (خالد) على العكس تماماً فهو صاحب المركز الثالث لأعلى معدل بالجامعة وكان مع ذلك لا يجهد نفسه كثيراً.
وكانت المعلومة ترسخ بذهنه من أول مرة يطلع عليها ويحفظها ويفهم فحوآها عن ظهر غيب ولكن!
محمد ذو البشرة السمراء والعيون الخضراء والأنف الطويل فارع الطول قليلاً كثير الكلام لا يعرف معنى للحزن والاكتئاب فكان دائم ما يبتسم ويبحث عن أي شيء يضحكه ولكن للأسف هو صعب المراس أحياناً وخصوصاً بدراسته. وفي ذلك الوقت من آخر الليل (خالد) أجهد نفسه بشرح هذه الفقرة لـ (محمد) التي تتناول موضوع علم النفس الإقناعي وكيف يستطيع الشخص إقناع المقابل بشيء ما. فدارت هذه المحادثة بينهما ابتداءً بـ(خالد) قائلاً:
-فكرت الموضوع سهلة وبسيطة يا محمد
-ايه بالله عليك شلون أقنع شخص بشيء صعب ان احد يقتنع فيه
-طيب تخيل اني حطيت لك ماي في علبه وقلت لك كل يوم حطها وبتحس بتغيير
-هاه بس اللي في العلبة ماي ما راح يتغير شيء ،، ضاحكاً متفاخر بإجابته النموذجية ،،
-طيب تخيل انك ماتدري وش بالعلبة
-هاهـ ،، مندهش،،
-طيب اتفقنا، وبعد ما اعطيك العلبة أقولك في ناس كثير جربوها وتغيرت حياتهم للأحسن
-طيب!
-صدقني لو عطيتك ذي العلبة راح تجيني بعد كم يوم وتقولي ابغى درزن منها
-ايه والله صادق بس كيف ؟
-اساس علم النفس الإقناعي انك تقنع المقابل بتجارب لأشخاص آخرين او حقائق علمية
-والله انك ذيب، الا اقول هذي الحركة راح اجربها على (محمود) وربي
-أقول بس أعقل وذاكر يلا رايح أنام أنا ،، بتثاؤب،،
ومع محادثة محمد لم يستطع خالد من تمالك نفسه للنوم أبداً تاركاً تلك الزجاجة فوق طاولة عليها طبقة رقيقة من الغبار واستلقى على سريره مرة أخرى وجعل يتلو تعاويذ لاستدعاء ذلك المسمى (سلطان النوم) الذي طالما كان يدعوه ولكنه لا يجيب ويتعذر عن المجيء دائماً إلى أن تخمد أنفاسه ويصمت أنينه ويغادر إلى أحلام صنعها بنفسه.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الجزء الأول بسيط جداً لكن إذا شفت شوية تفاعل أن شاء الله أنزل الجزء الثاني



__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه روايه جميله
_________________

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________