عنوان الموضوع : ورود في مزبلة الواقع .. روايتي الثالثه للكاتبه: متكحله بدم خاينها - رواية جميلة
مقدم من طرف منتديات الشامل

ورود في مزبلـ الواقع ـه .. روايتــي الثالثـه
$. * ورود في مزبلـ الواقع ـه..$.*

روايتي الثالثه ..
عندما تتشوه الطفوله .. وتقتل البراءه .. (( رومانسيـــه .. واقعيه .. جريئــــــه .."))

للكاتبه : متكحله بدم خاينها



عدت اليكم بعد ..وقفتكم معي وتشجيعي لما كتبت وتحدثت ...

بروايتي السابقتين ..


فقد كنتم معي بروايتي ..

(( سعويات في بريطانيا ))

قرائتوا ماكتبت حرف بحرف .. وشددتم على يدي لتشجعوني ..

على ماكتبت من ماقد يحدث لخروج السعوديات .. الى دول اوربيه ..كـ" بريطانيا " ...

شاركتوني ببراءه احداثي ..وبساطة تفكيري ..


عشتم معهم بحب وكانـهم شخصيات واقعيه.. جلسنا معهم وتحدثنا ..









لن انسى مساندتكم لي ..

بثنائيتي الشرسه ..

(( عشاق من احفاد الشيطان )) ...

باسلوب انضج من سابقتها ..

وعلى رغم ماصورت الواقع ببشاعه ..

واخرجت شياطين النفس البشريه ..

وكيف نكون عندما نطلق العنان لانفسنا ..

فابكيـــتكم باجزائها الحزينه واحداثها الكائيبه ..

مع شخصياتي وابنائي ..








عدت اليكم والله يعلم مابداخلي من شـــــــــوق ..

اتيتكم بحلة جديده ...مختلفه قليلا عن سابقتها ..

روايتي (( ورود في مزبله الواقع ))

اتحدث فيها عن فتيات ..

بعمر الورود .. واشكال الزهور ..

لكن

ليسوا بفتيات المجتمع المخملي او الطبقه الاستقراطيه

التي تسكن بافخم الفيلل والقصور ..

او تقضي صيفها بـ" ميلانو " او "هاواي " ..

او تقضي الويك اند باكبر الشاليهات لتحضر حفله يحيها فنان العرب بونوره

او الدلوعه نانسي عجرم ..

وليسوا هم

فتيات الطبقه الفقيره التي تشق طريقها للمدرسه ..

ويدها بيد اخيها .. يذهبن معا ..

لتكبر فتنتظر فارس الاحلام لينتشلها من فقرها وحاجتها .. ليسكنها قصره العالي ..

ويريها العالم من برجها العاجي ..



.. لا ..

هن فتيات

بعيدين عن الناس..

منبوذين من الجميع ..

محتقرين .. من المجتمع باســــره ..

بدوون ذنب او وجه حق ..

هن فتيات ..(( دور الرعايه الاجتماعيه ..)) او (( الايتام .. )) او (( اللقطاء ))



......

احبيت ان اسلط الضوء عليهم بعد بحث طويل قمت به ..

روايتي ..

او ابنتي الثالثه ..

مختلفه .. لما تحمله من الواقعيه الشئ الكثير ..

اخذت قصص حقيقه .. وادخلتها بشخصياتي واحداثي ..

فمن يبحث عن المثاليه لايقراءها ..

ومن لايصدق بحقيقه الواقع .. لايقترب منها ..

من يريد بهرجت الوقائع واخفاء الحقائق .. لايكلف نفسه عناء قرائتها ..


فالحقيقه مررره والواقع مخيف ..



ففيها مايحدث خلف الجدران .. او ماوراء الستار ..



(( * شقه ساكنه..هادئه ..

اثاثها بسيط وقريب للعادي ..

ولكـــــن .....

بها المصيبه ..

وبداخلها الطامه ..

تضم الفاجعه ...


الثوب الاحمر ..
و
الكاس البارد ..
و
الموسيقى الهابطه ..
و
الكرامه الضائعه ..
و
االوحوش الشهوانيه ..))




ليس هذا فحسب .. فـ للحقيقه وجوه ..





(( *بساط متواضع ..وقلم ازرق ..

ودفتر مهتري ..

وعقل مشتت ..

يد قذره ..

قتل للعفاف ..

تحرش مقزز ..

الطفوله المجروحه ..

نظره حنونه لاولاد ابرياء ...))




من يدس وجهه بالتراب كالنعام .. لايقترب ..
فهناك تكمله لسلسه الحقائق ..





((* قصر شامخ ..
مقابض ذهبيه ..
وكاسات فضيه..
وثريات كريستايه ..
ونوافذ عاجيه ..

و انحراف خلقي .. وسلوكي ..

تشكيك بالجنس والتصرفات ..

ذكر ام اثنى ..

قوه من ضعف ..

و..

حشيش بورق ..

و..

اخ وهمي ..))



اتبحث عن السر والسبب .. عن الكذب والخداع ..
هنا الحقيقه ..







(( زواج مبكر ..

وضياع زوج ..

دم وقتل .. وصرخت فقيد ..

.
.
.


ام
مجبره على القسوه ..


قلب حنون
يكابر ..

اهتمام مهمل ..

الحضن الدافى عيب ..

والدموع عار ..

يتمً اخر ..

فقر وحاجه ..

سنوات ضياع ..))




وبجعبتي الم اكبر ..وانكسار اوسع ..





(( كذبة .. اسره ..

سعاده شكليه مفروضه ..

أم مُتصابِية

فتاة كـ الدمية

أب صامت
لا محل له من الإعراب
لا ينصب و لا يرفع
فقط مبني على الكسر

طلااااق محتم ..

من رجل الى غيره ..

خمسه أصناف ..

بسنوات قليله وبجداره ..

يـــد طويله ..سارقه ..))


اتمنى ان تنال على اعجابكم .. وترضي غالبية اذواقكم

أختكم : متكحله بدم خاينها ..*_^..




بديت بكتابتها تاريخ .. 12 ذو الحجه 1428 هـ ..الله اعلم متى بنتهي منها ..؟؟!


روايتي اهداء لكل من احببني وساندني ..
اهداء الى..
من اعجبه قلمي .. واحترم خيالي ..
بروايتي السابقتين ...

ملاحضه :
• من لاتعجبه احداثي وطرحي ..
لاااا يقراءها ..
فهي واقعيه بجراءه ..مع اختلاف اسماء الاماكن والاشخاص وتداخل بالاحداث ..
اقولها للمره الاخيرررررررره .. من لاتعجبه صراحتي لااااااا يقرئها ..

• وساتدرج باحداثها .. وسانتقل لعصور مختلفه ..
فحياه ابطالي سردها يتطلب ذلك ..
قد تشعروا بالملل في البدايه لكني اعدكم بانها ستفوق روايتي السابقتين .. باذن الله

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

*& ..الفصـ الاول ــل ..*&

*& .. الجــ الاول ـــزء .. &*&

-1-


.. بدايه مبدائيه ..







أخذ " الزمن "
يسير بالحديقه الغناء ...

بكل تبختر وغرور ..

ينظر الى..

تناسق اللوان الزهور ...

وروعة "الورود "
...

نظر اليها .. بتمعن ..كيف تكبر لتنشر عبيرها المنعشق ..

وتميل اغصانها الفتانه برشاقه واغراء ..

ليقطعها بقسوه ..

وهو يرسم تلك الابتسامه اللعوب على شفتيه ..

والاقدار من حوله تضحك ..

قطف اولى الورود ..

واخذ ينتف اوراقها بهدوء وسلاسه ..

لتذبل بين يديه وتذوب كشمعه في الظلام ..

رماها بلامبالاه ..

في اقرب شي امامه ..

"مزبله الواقع "







بوحشة الصحراء الواســــعه .. وبالخلاااء ..

الرمل يتحرك بكل مكان ..وكانه اموج بالبحر ..

والريح بارده قويه من جفاف الهواء ...

اشجارالصحراء عاريه بعد مانفضت كل اورقها اليابسه ..


ظلاااام شديد ماعدا نور القمر ..

والقمر بدر بالسماء ..

اللون الاسود الكحلي مالي الجو ..

ومع نور القمر الفضي يعطي اشعه تنور الارض بخجل ..

والحشرات الزاحفه تتحرك بكل مكان .. بخفه ..

كانت طفلــــــــه .. مرميه ..

تصرخ بالبكي تستنجد بحد يبعد لفة المهاد عن وجهها بتختنق ..

بوسط البر .. والناس منقطعه من حولها ..

ترفع ايدها الصغيره.. وتبكـــي ..

وين القلب هذا اللي يرمي طفله ام ال12 يوم.. كانت قبل كم يوم جنين صغير ..

يرموها بالصحراء ..

من ساعات وهي تبكي وتناضل وترفع ايدها تستنجد ...

تصـــــــــرخ ودموعها مغطيه وجهها .. وش حيلتها وهي بهالضعف ..

وش بيدها وهي ماتعرف وش العالم من حولها ..

مرميه بالبرد والهواء ..

مرميه بقسوه وتجرد من الانسانيه ..


جثى على ركبته بجنبها
وهو يشد على فروته من قوة الهواء .. : شباب ..تعالوا هنا الصوت .. بسرعه لايفوتكم ..

قرب منه واحد من ربعه وبايده السلاح : بسم الله ايش هذا عبدالرزاق ليكون جنيه ..

عبدالرزاق لمسها بايده يتاكد : صالح الله يهداك وش هالحكي .. لاااا انسيه .. مسكينه ضايعه ..

دخل صالح السلاح بحزام خصره : اتركها لاتدخل فيك ..

قرب خويهم الثالث حمد وهو يوجه النور اللي بيده على الطفله : ايش هذا الصغير ..الملفوف ..

عبدالرزاق رفعها وحضنها بايده : مادري ..

طل من وراء ظهر حمد خوي عمه يناظر بالطفله
اللي تطلع صوت يقطع القلب ..
وقال ببراءه طفل ماتجواز العشر سنوات ..
: عمواا من هذا ..؟


عبدالرزاق بجديه مع حنان : مساكين اهله شكلهم نسيوه .. ناخذه لشرطه القريبه اكيد يدورا عليه..


رفع الغطاء عن وجهها علشان تتنفس ..
شهق وقال بانبهار : مشــاء الله تبارك الله .. مشاء الله تبـــارك الله

قربوا صالح وحمد يناظروا شكل الطفل بعد ماسمعوا شهقته .. وقرب بندر معهم عند عمه والفضول يقتله ..

صالح فتح فمه لثواني
دخله الرمل وسكره : حلوووه هذي الصغيره ..

ببراءه الاطفال .. مسك وجهها يتاكد من حقيقتها ..: عمواا والله من جد هذي ..

حمد ابتسم له بحنان وهو يناظر بعيونها الواسعه ورموشها الكثيفه .. تبكي بصوت مبحوح بصوت تعب من البكي .. : ياحليلها خااايفه .. ..

اما هو ..
تحسس عيونها باستغراب الاطفال يتاكد هم حقيقين والا لا ..
ماقد شاف عيون مثل هذا الوسع والرموش ..
تنور مع الضوء اللي موجهه حمد عليها ..

متعود على عيون صغيره او متوسطه .. متناسقه مع الوجه .. اما هذي الصغيره عيونها الواسعه وفمها المفتوح بكبره تصرخ .. وملاء وجهها ..: عموا كانها قطوه ..

عبدالرزاق : هههه لاتفقع عيونها هذي امانه ..

بعد ايديه بسرعه عن وجهها وتذكر حكي الاستاذ بالمدرسه عن الامانه كيف يحافظوا عليها ..

صالح : يله بو الرزق ناخذ ها لقمر لاقرب شرطه حرام بتموت من البكي ..

مشيوا كلهم لسياره القديمه " الددسن " الممتليه غبار ..

مشى .. وراء عمه واخوياه مستغرب ليه هذي الصغيره بالبر..؟؟
ومن تكون ..؟؟
وليه عمه اخذها لشرطه ..؟؟
مخه الصغير مايستوعب هالاشياء ..؟

ركبوا لسياره ..

طوال الطريق والصغيره تبكي .. بايد عبدالرزاق ..

حمد : عبدالرزاق افتح مهدها يمكن متضايقه منه..

عبدالرزاق تنهد وهو يحس انه أ نصم
" جاء له صمم باذنه " من كثر الصراخ : لااااا شكلها جوعانه ..

مدت ايدها الصغيره وهي تصرخ بالبكي لجهه اصغر من بالسياره ..
وناظرته بنظرات غير ثابته .. وهي تمد يدها اكثر له ..

حمد قال وهو يناظرهم من مرايه السياره : بو الرزق اعطيها .. لولد اخوك شكلها تبغاه ههههههه.. تدور احد صغير ..

عبدالرزاق ناظر بولد اخوه : ها تبيها ..؟؟

ناظر بعمه ببلاهه ..
وش يسوي بزر صغير ..ببزره اصغر منه ..
: وش اسوي فيهــا ..؟؟!!

عبدالرزاق : هههههههه خذها وسكتها ..

صالح : مسكين انت الرجال ماقدرت عليها تبي هالبزر عشر سنين يعرف لها ..

عبدالرزاق حط ايده على شعر ولد اخوه : لاتستهان فيه .. تراه رجال .. ... خذ وانا عمك يمكن تسكت وتريحنا ..

جلس باتزان
واسند ظهره لورء ..
ومد يدينه على فخذه ينتظر عمه يحطها ..

عبالرزاق حط الصغيره بايدينه وهو يبتسم له : امسكها عدل لاتتحرك السياره وتطيح من ايدك ..

ابتسم لعمه بعد ماصارت بين ايدينه : هذي امانه ..

حمد ضغط على اذنه متافف : والله راســـــــــي بيتفجر دوروا لها صرفه .. هذي ..

كان بكيها وصراخها مالي السياره .. تبكي وفمها مفتوح لاخره .. وبلاعيمها واضحه ..

ناظر فيها وكسرت خاطره ..يتخيلها اخته الصغيره تبكي ..

حاول يحرك ايده قدام وجهها يلهيها وتسكت مارضيت .. لانها مابعد تميز النظر ..

فكر بطفوليه ايش ممكن يسكت الصغار .. غير الحليب ..

دخل اصبعه الابهام بفمها .. يمكن تسكت .. (( يااارب تسكت وترتاح .. يااارب شكلها تعبت من البكي ..
يااارب تحس ان اصبعي حليب ..
يااارب ريحها تعبت ))

ثواني والهدواء ملى السياره .. التفتوا صالح وحمد وعبدالرزاق لجهتة مصدومين ..

ابتسم ببراءه وهو ياشر بيده الثانيه .. : حطيت اصبعي وصارت تمصه وسكتت ..

ناظروا ببعض مصدومين وبعدها انفجروا بالضحك .. : هههههههههه

كيف مافكروا بالاصبع كحل مواقت وهم ثلاث متخرجين من الثانويه ويدروس باحدث الجامعات ..

ضحك معهم ببراءه وهو مايدري ليه يضحكوا .. ؟؟!

ابتسم وهو يدقق بملامحها الهاديه .. وعيونها اللي بدت تنعس وهي تمص اصبعه بلهفه ..

يحس بالدم تجمع باصبعه ..

والمته سحباتها القويه .. كانها ترضـع ..

بس سكت ..

لازم يتحمـل هذي الصغيره ماتقدر تصبر كذا ..

ومايبغى يضحك عمه وربعه عليه .. هو يقدر يتحمل ..

لانـــه صار رجـــــــــــــال



.

.

.


اخذوا منهم الشرطه البنت .. وشكروهم .. لكن طلبوا منهم ينتظروا شوي لاجراءت مهمه ..

كان جالس بجنب عمه وهذي اول مره يدخل مركز الشرطه ..

قال وعيونه معلقه على الغرفه اللي بداخلها الصغيره : هاللحين عمي هم بياخذوها والا بيعطونا اياها ..

عبدالرزا ق : هههه حلاوه هي يعطونا اياها اكيد بياخذوها ..ويرجعوا لاهلها ..

عقد حواجبه القصيره والخفيفه : اهلها .. وين اهلها لما كانت بالبر ..

رفع كتوفه وقال بصدق : والله مادري ..

طلع شرطي بلبسه الاخضر وبيده الصغيره تبكي..

قفز بجسمه الصغير وثوبه المتغير لونه للبني من البر والتراب ..
ركض بسرعه لعند الشرطي : عمي الشرطي وين بتاخذها ..؟

الشرطي بلامبالاه : للمستشفى .. - ولما قراء التساول بعيونه الصغيره قال يوضح قبل لايمشي - لانها تعبانه ..

هز راسه بتفهم : اهااااا ..

رجع لعند كرسيه ماحصل عمه .. التفت يدوره بسرعه ..

حمد مسك ايده يبتسم : تعال معي عمك داخل عند الضابط ..

دخلوا لغرفه متوسطه بداخلها مكتب صغير واحد .. ناظر الجدار اللي وراء مكتب الضابط ببراءه

مسك كم ثوب حمد خوي عمه وقال بهمس : عمي حمد ... غريبه ليه صوره للملك فهد ومن يمينه الامير عبدالله والامير سلطان يساره .. والعلم بالجنب .. حنا بمكتب مدرير المرسه والا بالشرطه ..

حمد ناظره بنظره ..بعدين ..

عبدالرزاق ترك الورقه المصفطه على الطاوله وهو يهز راسه : لاااا حول ولاقوه الا بالله معقوله تاركين صغيره بالبر ..

الضابط تنهد : ايوه تحصل كثير ..- رفع كميه من الفلوس المربوطه ببلاستيك ضعيف – وتاركين هذا المبلغ ..

حمد عيونه طلعت لكثرة الالاف والخمس ميات: كم هذا ..؟؟

الضابط : ثلاثين الف .. بصراحه ياشباب مشكورين وماقصرتوا .. لو الله ثم انتم كان ماتت ...

عبدالرزا ق : لاااا حنا ماعملنا الا الواجب .. والله يسامح اهلها ..

حمد بتفكير : واضح انهم مقتدرين والا ماتركوا هذا المبلغ معها ..

هزوا راسهم تايد لحكي حمد ..

عبدالرزاق : الا ياطويل العمر سوال قبل لانمشي .. وش مصير الطفله ..؟

الضابط تنهد : حنا بنرسلها لدار الرعايه مع اغراضها هناك انسب مكان لها .. – رفع الورقه – وهذي الورقه وضحت كل شي ..

ترك مركز الشرطه ومشى بجنب عمه وعلى وجهه علامه استفهااام كبيره .. بداخله تساولات كثيره ..

كان ساكت من صدمه التفكير اللي يحاول يستوعبه ..

يعني ايش .. دار رعايه اجتماعيه ..؟

وليه هذي الفلوس ...؟

وايش هذي الورقه ...؟ وش مكتوب فيها ..؟

وين ام البنت وابوها ماشافهم ... ومتى بياخذوها ..؟؟

ملايين الاسئله مايعرف اجابتها ومايقدر يسالها لانه مراح يحصل جواب ..



]&@^%$#&%*$#)#(@!#)









استمر الزمن بهيجانه ..

كالبحر الثائر بيوم عاصف ..

لم يكتفي باولى ورود الحديقه المزهره ..

ليقتلع ... الورده ..الثانيه ..


فيدوسها بقدميه الى ان تذبل ..

و تذبل...

فيضحك بسخريه ...

ويرميها ... بمزبله الواقع


لتواجه ماتواجه بعد ذبلانها ....



.
.
.


صرخة ... وراها صرخه ..

الآآآآآآآآآآآم الطلق ... والولاده ..

العرق ماليها من وجهها لاخر قدمها ..

مفرجه رجليها ..

ايدها ماسكه بالحديد تضغط عليه بكل قوتها .. لحد مابيضت اصابعها ..

مغمضه عيونها وتضغط عليها ...

فمها مفتوح يصرخ بالم .. الم الولاده ..

اخيرااا بتتخلص من العار اللي ببطنها تسعة شهور ..

بتتخلص من سبب طرد ابوها لامها من البيت ..

وضرب اخوها الهمجي لها ولخالها..

بتتخلص من طفل ..

طفل الرجال اللي غدر بابوها..
وطعنه بظهره لما ضحك عليها ..

خالها اقرب شخص لها ..

ضيعها وحملها سفاح ببطنها ..

خالها اخو امها الامريكي ..

بعد ماعمل عملته ..

سافر لبلاده واخذ معه امها الامريكيه بكل برود لمكان محد يعرفه ..

مالها ذنب ..الا

انها ببلاهه مراهقه .. انجرفت مع خالها ..

فكرت ان كل خال علاقته لازم تكون مع بنت اخته كذا ..

وامها كانت عارفه وتضحك ..


ابوها هو اللي بيده الذنب ..

تزوج امها الامريكيه بعيد عن دينه وعادته ..

دخل اخوها لبيته وحضنه مع اولاده ..

لحد ماطعن فيه وضيع بنته ..

صدقت خالها ومشيت وراه .. مشيت ببلاهه وبراءه ..

......

واوووووووووو ..

واوووووووووووووووووووووووو ..


صوت بكي .. طفولي .. ملئ الغرفه ..

ارتخت قبضه ايدها ..على الحديد ..

استرخى جسمها وصارت انفاسها تلهث ودقات قلبها سريعه ..

رفعت الممرضه الطفله وهي تبتسم بالم .. ومدتها لامها ..

ناظرت باللي حملتها تسع شهور وتعبت فيها ..

الدم مغطيها لكن وضح لون شعرها الاشقر وعيونها البحريه ..تشبه ابوها وخال امها ..

خلط بالانساب والذنب ابوها ..

نزلت دموعها وضمت بنتها لصدرها بالم .. لحد ماتحول بكيها لشهقات ..

غطت الممرضه شعرها وحجبتها وسحبت منها الصغيره بالعافيه ..

دخلوا اثنين من الشرطه واحد ملتزم لحيته ماليه وجهه السمح ..

: لاحول ولاقوه الابالله ..

اخذوا الصغيره مع الممرضه .. : انتي عارفه ان بنتك بتروح للمكان اللي يحتويها وانتي بعد لك مكان عندنا .. علشان تعرفي ان الله حق ..

كيف تحكي ...؟؟

كيف تثبت براءتها ..؟؟

كيــف ...؟؟

مافيها تصرخ ...؟ مافيها تدافع ...؟

والادله مفقوده والحقيقه المره غايبه ..

ابعدوا بنتها .. بنت السفاح عنها مع الايتام ..

وامها وابوها عايشين ..

مدت ايد مرتجفه واهنه لطاوله قريبه منها واخذت منها شي ..

ناظرت بالملتزم وقالت بين شهقاتها: احلفك بالله ياشيخ يوصل لها ..

الشيخ ابتسم لها يطمنها .. وقلبه يوجعه على بنات ماتربووا من اهلهم مثل المطلوب .. ضحيه اهمال اهلهم .. : يوصل يابنتي ...

.......







.....



&@^%$#&%*$#)#(@!#)









راقت له .. لعبته ..

يقطف فيرمي ..

فقطف الثالثه ..


وعصرها بين يديه ليخرج رائحتها العطره ..

فتبقى رائحتها بيديه لفتره قصيره ..

وهي تذبل من شده عصره ..

تذبل لثوااني معدوده وتتبع اخواتها ..

بمصيرهم المجهول "مزبله الواقع "
..


باطهر بقاع الارض ..

بانظف مكان ... بعيد عن الدناسه والقذاره ..

باقدس هواء وجو ..

..بمكــــه المكرمه ..


اللون الابيض والاسود بس ..

حجاج وحاجات ..


كانت مثل المجنونه تصرخ .. تستغيث .. .

ماتدري عن غطاءها اللي طاح من وجهها وهي احرص انسانه عليه ..

لكن المصيبه جردتها ..

: بنتــــــــــي ..يمه بنتي ..
تركتها هنا .. والله كــانت هنا ..
يمه وينك .. تعالي وانا امك ..
- شهقت ببكيها وهي تصرخ – يمــــه وينك ..
وين بنتي كانت بيدي وينها ... وينهــــا ..
هي رضيعه .. صغيررره ..

ماتسمع الا صدى صوتها .. الناس تناظرها مفجوعه من الام الثكله اللي فقدت بنتها ..
محد قدر يرد عليها او يصبرها .. بس ركضوا يدورون الصغيره ..

.
.
.

كان يدف الحجيج مثل المجنون ..
يدور على الصغيره بلفتها البيضاء ..

كانت بين ايده وايد امها .. بس حطوها لثواني ... اختفت ..
مامداهم يلفوا للجهه الثانيه الا وهي ضايعــه ..او بالاصح مخطوفه..

يحكي وهو يلهث .. كلماته متقطعه وتطلع بصعوبه : هـ..ـي .... بالـــ........ـفـ..ـه – يضم يدينه لبعض ولصدره .. يشرح لهم علشان يستوعب - .. بنـ ... ـتـي .. صغـ... ـيره ...بكــ....ـري .. فـ...رحـ.. تـي ..

.
.
.

بنفس البقعه المطهره ناس تجردوا من الانسانيه ..
قلوب من حجر قاسي ..

كانت مدخلتها تحت عبايتها المبهدله وتركض فيها بسرعه ..

تركض وتلتفتت .. يمين وشماااال ..

تتمنى تقطع لسان الصغيره وهي تبكي ..

ايدها السوده دخلت لتحت العبايه وصفعت وجه الصغيره بعمر الشهر ..: انكتمي ياكلبــــه ..

علت صرخت الصغيره .. و زاد بكيها ..
انخطفت ..
وهي ماتدري عن الدنيا او ايش يحصل لها ..








"]&@^%$#&%*$#)#(@!#)








لم ييائس او
يضجر .. فـ ـا مسك بالرابعه ..


وتركها بين يدينه ..

لفتره طويله بدون ان يحركها ..

لتذبل ..

وتذبل ..

وتذبل ..

لتفقد التنفس ..

والماء والتربه ..


فيتحول لونها لزرقه ..

وتفقد رونقها الملفت ..

وعبيرها الفتان ..

لتموت بين يديه .. ذابله ..

فيرميها..

من دون رحمه .. بمزبله الواقع


مزبلته المعتاده..





الله اكبر
الله اكبــر

اشهد ان لااله الا الله ..
اشهد ان لااله الا الله ..

اشهد ان محمد رسول الله ..
اشهد ان محمد رسول الله ..

حي على الصـــــــــلاه ..
حي على الصلاه ..

حي على الفلاح
حي على الفلاح ..

الله اكبــــــر
الله أكبـــــــــــــر ..

لاالــــــــــــــه الا الله ..

بين الاذان والاقامه ..
رافع ثوبه ..
ولاطم فمه بالشماغ ..
ومشمر كمه ..

وعيونه تتنقل لكل مكان قبل لاحد من المصلين يقبل ..

باس جبينها مره وثنتين وثلاثه ..
باس الشامه الصغيره اللي مزينه رقبتها ..
وعيونه مغرقه ..

حطها بعنايه عند الباب .. وناظرها لاخر مره ..

تركها ومشى بسرعه .. علشان مايرجع ياخذها ..

طفش من البنات ..ومايتحمل حمل زياده ..
تسعه بنات وهي العاشره ..
تسعه مو قادر يجيب لقمتهم .. لابيت ولا اكل ..ولالبس ..

يمكن حد يقدر على مصاريفها ياخذها ..
نسى ان كل مولود ينولد ومعه رزقــه ..





]&@^%$#&%*$#)#(@!#)





مل من لعبته ..

فامسك بالـ الاخيره ..

ليضعها على حافه الطريق ..

فتواجه مصيرها بين سهو الناس وسرعتهم ..

هذا هو الزمن ..

وهنا الواقع ..


.
.
.

بكل تجرد من الانسانيه ..لفها بكيس ثقيل ..
وفتح باب السياره باستعجال ..
تلفتت حوله يمين يسار وعيونه على الارض ..
يدور ظالته ..

خشب..
حديد ..

أي شي يدور عليه ..
ماحصل ..

حطها بداخل السياره وهي مكتومه ..
تصرخ بالبكي ومو قادره تتنفس ..

دخل لقدام وسكر الباب بقوه ..
داس على البانزين وهو يصرخ : اسكتـــــــي .. جعلك الموت انتي والبلاء اللي جائبتك ..
الله يحرمك الجنه انتي معها ..جعلك معها تحترقوا ..انا اربيها هذي اللي بالبيت ..
ضيعها الدلاااال الزايد بس والله مايخلصني الا دمك ودمها ..
هذيك اللي ينقال انها اختي ..
تفوووووء عليها وعلي انا من رباها ..
جعلها عماء دايم .. وسرطان مـ

وسلسله من الدعوات اللي مالها ذنب فيها الصغيره ..

كانت ترد عليه ببكي متقطع وانفاس ضيقه ..
الكيس كاتمتها ..

تحول لونها من احمر الى قريب من الازرق بدون تنفس ..
وحنجره تهتز بدون صوت ..

ارتاح وضنها ماتت ..

وقف السياره عند حديقه ظلماء .. باخر الليل ..

نزل وفتح شنطه السياره اخذ العجراء ..

فتح الباب اللي وراء وهو معرق وانفاسه تلهث .. ماتصور انه بيكون يوم من الايام وحش ..
العــــــار ثار دمه وجرده من العقل ..
الشرف الضايع .. قتل كل ذره مخ يفكر فيه ..

امسك الصغيره بايد وحده بيساره ..
ورماها على الارض بقوه وكانها قطعه نفايه مهمله ..

رفع العجره اللي بيده وضربها بقوه ..
ماسمع الا صوت عظام تتكسر ...

غمض عيونه بقوه وفتح ياقه ثوبه وهو بيختنق ..

دخل سيارته بدون أي شعور .. وسكر الباب بهدوء ..
حرك السياره مثل المخدر ..

قتــــــل ..
هو قتـــــل طفله مالها ذنب ..

هي بنت اخته لكـــــن من حرااااام ..

مافيها حسوفه الموت لها ولامها ..

قبل ماتغلط أي بنت او تستهين باي مكالمه ومقابله تحسب حساب هذي اللحضه ..

.
.
.

بنفس الوقت ..

وقفت السياره الخضراء .. ترفع القذارات عن الارض وتنظف المكان ..

رفع البنقالي الكيس وسمع صوت صراخ صغير مكتوم ..

فتحه مفزوع .. وهاله اللي يشوفه ..

طفل او طفله صغيره ..مثل الجثه لكن بنفس بسيط ..

ورجلها كانها منفصله عن الجسم بعيــد عنه ..

واضح انها مضروبه فيها ..

برحمة رب العباد ..
ثم برحمة قلب بنقالي ..
بعيد عنها وعن دينها رفعها واخذها لاقرب مركز شرطـــه ..





"]&@^%$#&%*$#)#(@!#)













...ان هذه مجرد البدايه ..

بدايه ..

لمأساة حقيقيه ..

ولدت منها الضحكه والبسمه ..

لاناس مهملين ... لاذنب لهم ..

سوا اصولهم الضائعه ..

__________________________________________________ __________
- 2-
.. احلام برياءه ..





ان تكون من غير طعام لايام .. ..

ان تكون من غير شراب لايام .. ..

ليس بالامر الصعب ..

ولكن ان تكون من غير ام .. او أب ... تلك الصعوبه والمصيبه ..

الحياه لا طعم لها ..

بدون أب وام ..

ذلك يعني من دون ماوى او سند ..

يعني ان يلتقطك الشارع ويفتح ذراعيه ليربيك ..

تتعلم ان تحمي نفسك بنفسك .. تتعلم ان تعيش من يدك انت ..

لا يهم مسحت حذاء من ...؟؟

او قبلت يد من ...؟؟

او عشت بكنف من ..؟؟

او انرميت باحضان من ...؟

اللذي يهم ان تجلب المال ..لاجل العيش ..


فضياع الظهر والسند والعزوه لاي فتاه ..

يعني موتها ..


اليتيم

هو منبع للحزن والمعاناة..

وقد يكون مصدراً للشقاء..

أو ينبوعاً للسعاده..



....



كل انسان مخير ..
ومع قوه الظروف يخير ان يكون مستقيم بالطريق الصحيح .. او ان ينحرف بالطريق الخاطى ..

ابطالنا الحياه سيرتهم ولم تخيرهم ..

واختارت كل واحده منهن الطريق الانسب من اجل ان تعيــش ..

وتوفر الماوى والحضن الدافي بعيـــــدا عن الملجاء ودار الايتام ..


-1-

برعايه صاحب السمو الملكي الامير :........
تم بحمد الله وتوفيقه .. تزويج 24 شاب وفتاه ... من دور الرعايه الاجتماعيه بمنطقه الرياض ..
وذلك بزواج جماعي تحت رعايه سموه ...الليله ..
رعى الله كفوفا بيضاء مسحت على راس اليتم ...وليعز الله حكومتنا الرشيده ..


زواج كبير ..
كراسي كثيره ..
24 عروسه ومعرس ..

الفساتين البيضاء وحده .. نفس الموديل والقماش ..
نفس التفاصيل البسيطه ...
الطرحه وغيرها ..
لكن الاختلاف الوحيد الاحجام ..

الورد الابيض العادي متفرق باماكن متناقسه بكل مكان ..


مدرج مزين..
جالسات فيه العروسات ..
.. بدون اب او ام ..
بدون ظهر او سند ..

ينزفوا بوحده ..
عاشوا وحيدات وبيضلوا وحيدات ..

.
.

على درابزين الدرج الثقيل .. بدار الرعايه الواسعه ..

عيونهم الصغيره .. متعلقه بالفساتين البيضاء .. بريق الاعجاب فيها ..

.. وكفوفهم الضائيله ضامه بعض ..

وفمهم مفتوح بانبهار ..

قبالهم فساتين عرايس بيضاء كثيره ..مثل سندريلا ..

فساتين منفوخه .. وطرحات مزينه شعورهم ..

تنهدوا سوا والابتسامه البرياءه بشفايفهم ..

: حلــــــوات ..

التفتت لصوت الضعيف اللي بجنبها .. ورمشت اربع مرات بعيونها ..
غريبه شي يعجب اختها الروحيه بالدار .. وسالتها باستغراب ..: فجر عاجبك ..؟!

فجر ضمت كفوفها الناعمه لبعض وقربتهم لعند ذقنها .. وهي ماتعدت العشر سنوات : .. نفسي البس فستان مثلها .. وارقص واغني .. – التفتت عليها وهي تضحك – وانتي شجن ماتبغي ..؟!

شجن زاد اتساع ابتسامتها : انا اتمنى البس مثلهم اعزم كل ابلاتي .. وصديقاتنا الا المغروره غاده ماطيقها ..

فجر مسكت ايد شجن .. وتحولت ملامحها لجديه : ماعليك منها اعطيها بوكس على وجهها .. داريه انها تتحرش فيك وتقولك ان ماعندنا اب ولا ام ..يجيبوا لنا شيبس مثلها ..

شجن حطت ايدها على فمها وضحكت بخجل : هههه الابله ماتركتها ربتها ههههه..

فجر : هههههه تستاهل ..

شجن بوزت وهي تناظر بمراء سمينه تنتقل بين الحضور : حزنت عليها تذكرت ضرب ماما مريم لنا ..

فجر عقدت حواجبها الخفيفه من طاري مريم مربيتهم والمسئوله عنهم .. ماتعرف الرحمه ولا الانسانيه ..: تعالي نروح ننام قبل ماتصيدنا

شجن : والبنات ..؟!

فجر تجرها : بيلحقونا ماعليك انتي تعالي ..

شجن ناظرت بالبنات بطرف عيونها ...وهي تمشي وراء فجر ..

فجر
شجن

طفلتين صغار .. ماتعدوا العشر سنوات ..
الثنتين من بنات هالدار الكبير ..
اليوم يحضروا زواج جماعي وكلهم مصيرهم كذا ..
كلهم احلامهم محصوره بان مصيرهم كذا يتزوجوا من شباب مثل وضعهم ..

كانوا برياءت .. همهم كراستهم والقلم ..

دخلوا للغرفه اللي تشمل الخمس بنات ..
اثاثها بني قديم ..
على ابواب دولابها أستكرات بسيطه .. ميكي ماوس وميني ..

ضمت فجر عروستها باربي النحيفه .. لعند صدرها وجلست على السرير ..

شجن على طول توجهت للحمام ..: هاللحين بجيب الزيت ..

فجر وهي تمسح على شعر العروسه القصير: بسرعه مسكينه .. باربي ماطول شعرها لهاللحين ..

شجن طلعت وبيدها علبة الزيت الكبيره على ايدها : قلتلك لاتقصيه يمكن مايطول قلتي لازم تقصي شعر باربي ..

فجر بحزن :غريبه مايطول شعرها انا وانتي نستخدمه طول وهي لااا .. يارب ماتكون مريضه ..

شجن حطت زيت على شعر باربي ..: يااارب يااارب يطول شعرها يااارب حنا ماكنا نقصد نقصره لها كذا ..

فجر : ايش رايك نصلي وندعي الله يطول شعرها ..

اول عروسه يمسكوها بيدهم ..
اول لعبه تضمها ايدهم ..

قصوا شعرها وينتظروه يطول ..

لاتستهينوا بمشاعرهم ..

"باربـــــي " عند الطفله الصغيره ..
كل حياتها ..
تكون اختها وبنتها وصديقتها ..

نحرموا منها طول عمرهم وماحصلوها الا هاللحين ..

يضلوا يفكروا برجوعهم للبيت وهم بالفصل غلشان يلعبوا بالعروسه..
يضلوا متلهفين للحضه اللي يلعبوا فيها ..

ولما حصلوها خسروها بقصتهم شعرها ..

في حد ذاق طعم الحرمان ..

طعم نظرات الانكسار لكل الاطفال اللي حولك ..
وانت اقل منهم ..

انت محروم وهم عندهم ..

هم يملكوا الشي بكل سهوله ..
وانت حلم ماتقدر تحلم فيه ..

حتى لو تلفوا العروسه .. يقدروا يبكوا ويتدلعوا وتجي غيرها ..

بس اذا كنت بين 65 طفل بمكان واحد ..
وين الايد اللي تمسك ..
والصدر اللي يضم ..

هم يصلوا باجسامهم الصغيره ويرفعوا ايدهم ..
علشان يطول شعر عروسه اصطناعيــه ..

.
.
.

حرمان البراءه مستمر .. بالدار الكبيره ..

عضت شفايفها بتفكير ..
وعيونها تنتقل بجوع .. ولهفه ..
لعاب فمها بداء يسيل ..

وهي تنقل نظراتها .. للكورن فلكس بالعسل ..
دعاياته كثيره .. وياما اغراءها تاكله وتذوقه ..
وتتمنى تمسك كرتونته وعليها الضفد الاخضر اللي حبته كثير ..

كانت بين صراع نفسي وهي تناظر بحبات كورني فلكس اللذيذه المغطيه بالعسل ..
ومختلط مع العسل الحلو .. ذرات التراب ..

لانه كان مرمي بين الجزم " الله يكرمكم " ..

طاح من ايد الاطفال المدللين ..اللي جائوا يحضروا الزواج ..

بلعت ريقها لاكثر من مره ..

نفسها تاكله .. نفسهـــــا فيه بس محرومه منه ..
ماتقدر تاخذه لانه بين الغذارت ..

التفتت حولها بخوف ..
وش يعني بين الجزم تنفضه وتاكله ويروح الوصخ ..

لكن عقلها الصغير.. العشر سنوات مايستوعب ..
مايفهم .. وهو محروم ..

نزلت بسرعه ترفع الحبات وتدخلهم بفمها بدون ماتنفض الغبار او التراب عنهم ..

كان رغبتها تحركها .. اكلتهم بسرعه .. وهي تذوق التراب ..مع العسل ..

له طعم مررر ..
مرارته اشد من مرارة العلقم ..


عند الباب ..
مسحت دموعها المتاثره بطرف منديلها الانيق ..

تجمع الاكل بين الغذاره .. بين الجـــزم ..

انتبهت لها الطفله ودخلت الحبات كلها بفمها ونظرات الخوف بعيونها ..
: والله ماقصد انا شفتوا كذا.. اناااا.. كنت بـ ..

سكتت ودموعها على خدها ..
ورجفت ايدها تزيد ..
بتضربها او بتحرقها هذي المرأه هاللحين ..
او بتحكي لمريم وبيكون اخر يومها ..

حطت ايدها بحنان على كتفها الصغير وهي تحاول تهدي خوف الطفله : انتي وش اسمك ياشاطره ..

رفعت اصبعها المرتجف ..ودموعها تزيد ..: لاتعلمي ماما مريم والله اخر مررره اقسم بالله ماعـ

قاطعتها وهي تبتسم بالم .. وتمسح على شعرها : لاتخاافي انا بجيب لك مثل هذا الكورن فلكس بس وش اسمك ياحلوه ..؟!

بلعت شهقاتها ودموعها .. قاالت بارتجاف مع خجل وصوتها يتقطع .. : اا..انـ ..ـا .. سـ .. ـد يم ..

: الله سديم مرره حلو .. مثلك انتي حلوه..

سديم ببراءه : لااا انا مو حلوه .. انا مثل الاولاد ..ماما مريم تقولي كذا انتي تكذبي ..

: لااا انتي حلوه وشعرك حلو ..

سديم تحسست شعرها الكاريه الليلي ..
لنص رقبتها مع الطوق الابيض الضعيف ..
: ايوه بس انا مثل الاولاد .. حتى رجلي مـ

قاطعتها مره ثانيه وهي تبوس خدها بحنان : لاااا انتي بنوته حلوه .. يله ادخلي معي لجوا .. واعطيك كل اللي تبغيه ..

مسكت ايد المرأه .. وهي تبتسم .. : انت طيبــــه مررره وش اسمك ..؟! ماما ايش ..؟؟!

لمعت عيونها بحزن
مـــــــاما..
صوت سديم الضعيف طعن صدرها بخنجر قاسي ..
محرومه من لمست الطفل بيدها ..
محرومه من احساس الحنان والامومه ..

ابتسمت بحب وهي ترفع سديم الطويله نسبيا : انا ماما .. "هناء "

سديم ابتسمت : هناء..؟؟!! اسمك حلو .. بس انتي كبيره ماينفع اربع حروف بس ..

ضحكت هناء لذكاء سديم السريع بالحساب ولعفويتها : ههههه بهذااا ناقشي امـي ..هههههه..

تاملت سديم وهي تضحك وتاكل ..
ليه تعيش محرمه وهي تقدر تحضن وحده من اليتيمات هنا ..
قررت قرار ماترجع فيه ..بتاخذ هذي البنت دامها محرومه ..

.
.
.

فستانها الوردي المهتري .. قديم مرره..
شعرها اشقر صارخ عاملته اثنين ..
وعيونها زرقها ..

كانها عروسه او لعبه ..
تمشي وتتحرك بدلع طفولي ..

هي شقراء الدار والمميزه ..

تدور ببراءه وتلعب عند الممر ..

تحت الناس تحتفل ..
وهي جالسه بكل نعومه تلعب لوحدها ..
بشاير وفجر يلعبون سوا وهي ماتحب تلعب معهم .. لان عندعم عروسه يقهرورها فيها ..

ناظرت من الداربزين .. كانت سديم مع مرأه ملامحها متناسقه .. لابسه ملابس مرتبه .. وشكلها يبين الغناء ..

فتحت فمها (( ياويلــــها الغبيه .. بتضربها ماما مريم .. والله بتضربها ..)) ..
اشرت بايدها الصغيره وهي تهمس : سديم .. سديم ..تعالـي ..

سديم رفعت راسها ناظرت برحاب واشرت لها : تعالــــي بسرعه ..

رحاب هزت راسها باستنكار ..ورجعت لورى بخوف ..
ركضت ..بسرعه للغرفه ..

دخلت وناظرت بشجن و فجر واندماجهم بالصلاه اللي مافيها أي خشوع وماتخلوا من الضحك باصواتهم البرياءه ..

مسكت ورقه وقلم ..
وكتبت بخطها الصغير المرتجف (( رساله اليك ياربي ..
مثل ماقالت لنا الابله بالمدرسه .. نشتكي لك انا بكتب لك ..
يـــارب اطلع من هنا .. اليوم ..
كل يوم انضرب .. وانا جوعانه ..
والمسكينه سديم .. عفسوا رجلها ..
انا وش بيعملوا فيني ..
يااارب اطلع من هنا ..)) ..اخاء املائيه فضيعه .. وكانه حكي غير الحكي اللي كاتبته ..

ناظرت شجن برحاب وهي تكتب : خطك حلو ..

رحاب اخذها الفخر بنفسها : ايووه دايم تقولي الابله كذا ..

بشاير ابتسمت بحماس : حتى انا

دخلت سديم للغرفه وهي تاكل حلويات بيدها : كذابه انتي ماتروحي المدرسه ليه تكذبي ..؟!

بشاير لفت عليها معصبه : الااا عندي ابله تجي لعند ماما مريم وتدرسني

سديم باستفزاز طفولي : بـس مو ابله ..مثل اللي عندنا بالمدرسه ..

بشاير دفت كرسيها اللي تجلس عليه بسبب كسر رجلها : انتي اصلا محد يحبك لانك مثل الاولاد .. يالغبيه ..

سديم رمت حلوياتها وشدت شعر بشاير : انا بوريك ياحماااااره انتي الغبيه ..

رحاب ضربت سديم : ابعـــدي عن بشاير يا سديم

ركضت رحاب لعند شجن و فجر اللي كانوا بداخل الحمام الرئيسي يغسلوا شعر باربي ..
: شجن ..فجر ..الحقوا سديم تضرب بشاير وماما مريم يمكن تسمعهم ..

ركضوا بسرعه لداخل غرفتهم وهم يحاولوا يفككوا بينهم ..

لكن مع الاسف حظ الصغيرات كان ضدهم ..
فتحت مريم الباب بعصبيه وناظرت باشكالهم ..
سديم بحضن بشاير على كرسيها المتحرالمتحرك ..وتشد شعرها ..
وشجن ورحاب يفكوهم ..
وفجر تبكي وخايفه وبيدها عروستها ..
صرخت بعصبيـــــه : أيـــــش هذا ..؟!

سكتوا .. ولاااصوت او حركه ..
امهم مريم هنا ..
يعني رااحت عليهم وعقابهم عقــــاب ..

مريم : ابعدوا انتي معها عن بعض وتعاول هنا قدامي بسرررررعه ..

عملوا مثل ماقالت والرعب ساكنهم ..

بشاير رفعت ايدها بخوف : والله مو انا هي اللي ضربتني ..

اشرت على سديم ..
سديم : والله والله والله مو انا هي االلي تقولي عني ولد ..

مريم بالعصا الطويله : وانتي أيـش مو ولـد .. الله يقرفكم .. محد يعمل ازعاج هنا مثلكم ومثل مشاكلكم ..

بلعوا ريقهم مقدمة للعقاب ..

مريم صرخت بجديه : انتم اول ناس بتخلص منكمم ياقرررف ..
من بكره تجهزوا وتترتبوا وبرسلكم لناس تربيكم .. والله اللي بتعمل حركه بايخه بجلدها ..
ابغاكم تعملوا اللي تقولكم عليه هيله .. وتبطقوه يمكن الله يرحمني ويضفكم احـد ..

طبعا مافهموا ولااا كلمه .. الا انها بتطلعهم من هنا ..مثل ماتبنوا بعض البنات قبلهم ..

طلعت وسكرت الباب بقوه مثل مادخلت ..

عم السكوت المكان ..
يعني هم بيفترقوا .. بيطلعوا من هنا والا كيــــــف..؟!..

.
.
.


لهالحين الاحلام معلقه برى جدران هذي الدار ..
حلم بحياه افضل ..
ومستقبل مشرق..
بعيد عن الزواج الجماعي .. والذل الجديد ..


* اتمنى تكون البدايه عجبتكم و حلوه ..

الساعه: 5 ص ..

اختكم : متكحله بدم خاينها *_^

__________________________________________________ __________
*& ..الفصـ الاول ــل ..*&

" *& .. الجــ الثاني ـــزء .. &*&


" تمر سنين والالم يزيد "
[/size]


.. بعد عدة سنــوات..

..لاتعد ولاتذكر ..

تقلبت الاحداث ..
و
تغيرت الاحوال ..
و
((دوام الحال من المحال ))










بداخل السوق شعبي ..

درجه الحراره مرتفعه كثير ..

جفااااف الجو يخنق .. ..

المكان مزحوم حريم واطفال .. رجال وعجايز ..

المويه القذره منتشره بكل مكان ..
محلااات الذهب ممتده بالطول ..

الافتات منوره باللون الابيض .. اسماء مختلفه باللون الاسود والازرق والاحمر العريض ..

(( غسان للمجوهرات .. الشهري وابناءه للمجوهرات .. الغـصن الريان للمجوهرات .. ...الخ ))

السوق منور واضاءته قويه .. بسبب المحلات ..

والبترينات ممتليه بالاكسسورات الذهبيه والالماس ..
بريق مميز ..
ملتف للانظار ومحبب لنفس ..


فارشه بسطتها بكل تواضع وذل على الارض قبال واحد من هذي المحلات ..

مثبته البرقع كويس على وجهها .. تخفي كل شي الا عينها ..

ايدها على خدها .. تنتظر حد يتنازل وياخذ قطعه وحده منها ..

وعلى فخذها كتابها وملزمتها وقلمها الازرق الجاف ..
تخطط وتدرس باخلاااص ..










ّ$ّ رحــــاب ّ$ّ



جلست على الرصيف الحار وانا براسي مليون فكره وفكره ..واحاول معها اركز بكتبي ودروسي ..
قلبت صفحات الملزمه بطفش .. احس اني حفظت المعلومات كلها .. بس اخاف انساهم .. لازم اقراءهم اكثر من مره اثبت المعلومه ..

الجو هاللحيـن صيــف ..
والوقت ليل وانا جالسه هنا..

المشكله السوق نــايم ..مافيه حد يشتري ..
لانوا مو موسم .. ياحلو ايام العيد ..والصيف يمتلي السوق ..
يله الله كريـم ...

جسمي متكسر من اول ماداومت بالجامعـه وانا احس اني هلكــانه ..وابغى اريح جسمي .. لكن الشغل يبغاله ..

لو ترحمني ام هيثم شوي ..

تذكرت ام هيثم وزوجها المقرف صرخت باعلـــــى صوتي ..
مع اني عارفه ان طبقات صوتي ضعيفه .. وعلى قوله البنات ناعمه .. يعني ماينفع صراخي كثير ..
بس ابغى اصرخ يمكــــن اطلع شويه من الضغوط اللي احسها ..
: : منـــــــــاشف ...مناشــــــــــــف ..
قــــــرررررررب قـــــــررررررب .. قمصان بيت ...
شراابات ... قـــــررررب .. جلالات ..
منـــــــــــــــــاشف ..

ناديت باعلى صوتي يمكن حد تغريه بضاعتي ويرحمني يشتري ..
ايش بتعمل فيني ام حمــزه اذا عرفت اني ماطلعت الا كم ريال ..
..

رفعت نظري لفوق ..
فووق ..
لسماء ..

آآآه ياحلو القمر والسماء ..
القمر بدر ..و لونه الفضي الساحر مع ظلام الليل ...

ونجوم لماااعه تلفت الانظار ..

منظر يااخذك لبعيــــــد ينسيك العالم وكل شوي حولك ..

نسيت كل شي من حولي وضلت عيوني متعلقه لفوق ..

تنهدت باعجاااب سبحان المبعد الخلاااق ..
عالم ملائكي فوق .. بعيــــــد عن الارض وزحمتها ...

سبحااانه لوحه ربانيه غريبه ..

امتزج اللون السماء الاسود والليل الهادي .. بلون القمر البراق الملفتت للانتباه .. وكانه عروس بكامل زينتها ..

هالللحين بس عرفت ليه يمدحوا بالقمر ويشبهوه بالعروسه مع انه عادي ..

سكرت فمي ..
ونزلت عيوني من السماء والقمر ..
نزلتهم للارض ..

لما حست بالشايب طالع .. صاحب محل الذهب اللي جالسه عنده ..
اكــــــرهه واكره نظراته المتعاليه وكاني حشره قدامه ..

لهيت نفسي بالملزمه وصرت ارسم عليها مربعات ودوار ..

سمعت تاففاته الواضحه لاني اضايقه واخرب عليه ديكور محله البراق ..

قال بصوته الكريه : انتم وين البلديه عنكم ..؟! اعوذ بالله ..

ناظرت فيه بقهر ..دااايم يحط راسه براسي ..
دااايم يحسدني على كل زبونه او زبون ياخذوا مني قطعه بكم ريال ..
وماكانه ياخذ الالاف على قطعه وحده ..

ضغطت على القلم بقوه وانا اكتم عصبيتي ..
قلت له بقهــر : حاسد الفقير على موتت يوم الجمعه ..

حست نظرت الاحتقار بعيونه تكبر وهو يناظرني باحتقاار ..
وقال لي بتعالي ..: انتم فقاااره .. انتم اللي ماكلين السوق وقاطعين الرزق .. الله ياخذكم ويريحنا منكم ..

ورجع لداخل المحل ..بعد مارمى كم كلمه بالصميم علي..
عضيت شفايفي من القهر.. ومن هذا الشايب الحســود ...
ناظرت بترينت محله والالماسات والذهب يبرق فيهم ..

مع وجهه هذا الحســـاد ..
على ايش حااااسدين يالتني مكانه هالحسود ..

يا سبحان الله الناس مقامات وطبقات ..
ناس لها الارض الصلبه تفترشها ..
وناس لها الحرير والعاج ...ويحسدوا بعد ..

صرخت بقهـر علشان ازعجه اكثر واطفشـه : منــــــــــــــــــاشف .. منـــــــــــــاشف ..

وقفوا عندي مرأه قصيره وسمينه .. ومعها طويله عبايتهم على راسهم ..
رفعت القصيره منهم قميص بقرف : بكم هذا ..؟!

تحمست وقفت واخيراااا زبونــــه ...
قلت بحماس وانا اناظر محل الذهب والشايب الحاقد ..
: يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم .. هذا يالغاليه بعشرين ريال ..

المرأه القصيره رمت القميص بنفس القرف : وش دعوه عشرين ريال ..

قالت الطويله اللي بجنبها باستهزاء : حتى انتم ارتفعت عندكم الاسعار ..

تنرفزت منهم اشكالهم ماعجبتني .. لكن قلت وانا ابتسم وراء نقابي وكانهم يناظروني .... : لااا اي ارتفاع حنا هذي اسعارنا ماتنزل ..

كملت باستهزاء على نفسي ووضعي وانا امط القميص مط : ناظري خامته اصليــــــه .. وناعمـــــــه .. مايتغير لونـــــه ولا يقصـــــر ..

القصيره قالت بحده : لاااا بـ 15 باخذه ..

هذولاء شكلهم جائين يستهبلوا مو يشتروا ... ماحب هذي النوعيه من الزباين وكاني اطرهم ..
جلست واشرت بايدي من دون نفس وناظرتهم باحتقار..
: يفتح الله ..

المراء الطويله شهقت وهي تمسك طرف عباءيه القصيره : العنوووووود ..

العنود اللي هي القصيره التفت لها وهي تحاول تكاسر بالسعر: نويـــــــر .. يالهبله .. اسكتي بكاسرها ..

نوير ضلت عيونها علي وهي فاهيه قهرتني نظرتها .. لكن ابتسمت وانا اسمع حكيها المنفعل ..: مشاء الله تبارك الله .. ناظري بعيونها ..

العنود ناظرت باللي اسمها نويرباستغراب : عيون مين ..؟

نوير تاففت واشرت علي: هذي اللحجيه اللي بالبسطه ..

اللحجيـــه ..
ياااأني انقهر من هالكلمه ..
ماتناظر نفسها هالطويله .. تحكي عن الناس بتعالي كذا على كيفها ..

ناظرت بالقصيره اللي معها اللي ينقالها العنود
رفعت راسها عن القميص وناظرتني ..

سكتت لثواني طويله ..

استغربت من سكوتها .. وخفت لاتكون وحده من الجامعــه وتعرفني .. والله لانفضح واكون حديث المجلس ..

لكن حسيتها مصدومه وهي تناظرني .. يمكن ماتوقعت شكلي كذا لاني اختلف عن الباقيات بسبب بشرتي وعيوني الملونه ..

اقولكم عن عيوني .. اللي بعيده عن طبيعه اراضي المملكه والخليج كلــه ..

لونها شفاف .. بحري محدد باسود ..
وفيها شي غريب .. اذا كانت عند اللون الازرق تعطي ميل ازرق .. وعند الاخضر آخضر .. لونها غريب.. بس يعجبني ..
لاني قنوعه وماعترضت على خلقت ربــي..

سمعت سوال متعوده عليه دايمــــــــا .. ..: انتي سعــــــــــوديه ..؟!


لو اني بوضع ثاني كان ضحكت وقالت اكيد سعوديه .. او حتى استهزاءت بالعنود وقالت لا ايرانيه ..

بس بوضعي سكتت .. وناظرت لبعيد ...
والضيقه ملت .. صدري ..

محد يعرف باحساسي وماتمنى لاااي حد يجربه ...

.. مادري ..

أنا مين ..؟

او بنت مين .. ؟

اهلي كيف شكهم ومن اي منطقه ..؟

انا لقيطه ..
لا ام ..
ولا اب..
ولا اصل ..
ولافصل ..

انا مجهــوله النسب ..

تعرفون ايش معنا هالكلمتين ..
مجهوله النسب ..

والله كلمتين يحرقوا القلب والصدر ..


كل اللي يناظرني على طول يسالنـــي

انتي سعوديه ..؟

يجرحوني بسوالهم هذااا .. يعني لان شكلي كذا ..
لوحد بمكاني فرح بالشعر الاشقر الغربي والعيون الزرقاء ..
والملامح العربيه الغريبه ..

بس انا لاااا اكررره شقاري ..

لاني ابغى اعرف امي اللي كانت اجنبيه .. والا ابوي ..
والا انا طالعه على جداني ..

ناظرت بخاتمي الكبير .. بحجرته النيليه ..
هو الاثبات لوحيد اني سعوديه ..
هو يثبت لي اني بلدي الصح ..

خاتم له قصه طويله .. معـــــي..

طلعتني من افكاري الطويله نوير.. وتخميناتها .. : شكلها هولييه ايرانيه مو سعوديه ..

العنود : مالت علينا ناظري عيونها مشاء الله ..

نوير بغرور: وش تفيدني عيونها اذا كنت ببيع ببسطه

العنود رمت القميص باهمال : على قولتك ههههه ..

اتركوني وراحوا بدون مايشتروا شي .. مو زعلااانه انهم ماشتروا شي ..
لاااا هاللحين اخر همي البيعه ..

اللي زعلني كلمتها ...

" وش تفيدني عيوني اذا كنت ابيـع ببسطه ..

وهي صادقه وش يفيدها جمالي وانا لقيطه وبياعه دون المستوى بنظر اللكل ..

لكن ولايهمنــي ..

بكمل شغلي ..

علشان أعيش ..

هذي البسطه اللي هم محتقرينها هي اللي تاكلنــي ..
وهي اللي مدخلتني للجامعه ...
وهي اللي مجلستني عند ام حمزه ..

هي اللي تاركتني اتنفس لهاللحضه ..

ناظرت بخاتمي الكبيره و حجمه الغريب على صغر ايدي ..

فضي فيه حجره كبيره مرره بالوسط .. باللون النيللي ..الحجره شكلها غريب مربع متعرج ..


ماقد فصخته من ايدي وانا برى البيت ..الا بالنادر ..
كيف افصخه وهو الغالي على قلبي .. هو الرابط الوحيد باهلي او أي ريحه من اهلــي ..

قيمة الخاتم مو سهله بالمره وهذا يدل على ان اهلي ماكانوا عادييني او من طبقه عاديه ..

آآآآآآه لو اعرف من هم ..

فصخته وناظرته
وراه محفور كلمات لايمكن أنساها .. او تروح من بالـي ..

" رحــــاب " بنت نجد .. اسفه "



كلمات غريبه غامضه مافهمها ولا أعرف حلها ..

وعرفتـي اسمي منه .. رحاب ..
احب اسمي مووت لانه يحسسني باهلي وامــي..

مادري وش يقصدوا ..بالحكي اللي فيه ..

اسم امي " نجد "

والا منطقة الرياض .. نفسها ..

حسيت أني بصدع من كثر التفكير ..
لبست الخاتم بسرعه

من عشرين سنه وأنا مقطعه حالي تفكير ..


: مابعتي شي اليوم ..؟

التفت لاكره الاصوات على قلبي ...
ناظرت بـ" ام حمزه" وايدها السمراء مره وهي تتحرك بعصبيه ..
..
حست بضيقه من هذي العيون الصغيره المجعده اللي تناظرني بتسلط وحزم ..

قلت بلامبالاه وطفش : بعت .. بس السوق نايــم اليوم ..

قالت لي بصوتها المشمئز : السوق والا انتي اللي ناايمه .. من ساعه وانتي تناظري بخاتمتس الفالصوا هذا ..وتاركه القرعه ترعى ..

تاففت : لااا تجلسي تصارخي علي مالي خلقك ترى ..

قالت لي بحده وياسبحان الله هذي الانسانه مجهزه لكل كلمه رد .. : دامك جالسه ببيتي وبعهدتي اصارخ عليتس واذبحتس بعــد .. انا ماخذتس علشان اناظر خشتس .. اشتغلي وطلعي قيمه اكلتس ونومتس ..

عصبت كل يوم نفس الحكي ذلتنـــي .. :خلاااااااااص ....الله يلعن االمذله اللي مثل كذا ..انتي ماتشبعي مذله ..الله ياخذك كلها كم سنه واتخرج واترك لك المكان ..


ناظرتني بعين شرسه وصوت اشرس : كم سنه ..
من متى اسمع هالحكي .. اجل ادفعي اللي عليتس ومـ

قاطعتها بطفش وانا أسحب شنطتي اللي بجنبي ..وأرفع كتبي وملزمي : خذي هذا اللي طلعته اليوم .. سمي ..

سحبته مني بقوه : سم يقطع جسمتس ..

قلت بين اسناني .. : وجسمك ..

قالت لي بتامر وهي تاشر على طريق البيت .. : اسمعي روحي للبيت نظفيه وجهزي العشاء للعيال ...

تمددت بطفش وانا انفظ الغبار عن عبايتي .. : بيت الله يعافيك لاتلوعي كبدي قصدك خــرابه..

ام حمزه : هذاي الخرابه اللي مو عاجبتك هي اللي طلعتك من الشرطه ..
وهاللحين ضافتك عن الشاررع ..- دفتني بقسوه - تحركي وبلا مياعه ..


ناظرتها ام حمزه بحقد وانا اردد بداخلي (( الله يهدك ياشيخه .. هذا صوت والا سكت قطار .. )) : اوكي ..

ام حمزه : كم مرره قلتلتس لاتحكي عنقريزي .. هااا ..

ابتسمت با ستهزاء عليها ..: عنقريزي .. آآآه لو ما الحاجه كان ماقابلت وجهك ..

مشيت بملل لعند البيت ...

الله يرحمك يا تماضر صحيح كنت ابيع لك ..
بس مافي مثل طيبتك بالعالم .. ودعت المياعه والدلع من سنيـــن اول مادخلت هالبيت المقرف .. وامثااله ..
توفيتي وانا بالمتوسطه وبعدها عرفت قيمتك .. انتقلت من بيت بياعه بسطه لبيت بيت ..
لحد مارسى فيني الزمن عند ام حمزه .. لما كنت موقوفه بالشرطه من سنتين وكفلتني الله لايردها ..


دخلت .. لبيتنا الغذر القديم ..

بلون الرمادي اللي صفر من الزمن ..
مويه كثيره ماليه المدخل .. مويه ريحتها عفنه ..
والصبغ متقشر ..
الجدار متشرخ ..


دخلت بهدوء .. ووالازعاج مالي المكان . ..

صوت معلق المصارعه ..

وصراخ اولاد ام حمزه الثلاثه ..

تاففت وانا اسكر الباب ..كنت متامله اني اذاكر براحه بالبيت بس مافيه امل ..

ركضوا لعندي الثلاث الاولاد باحجامهم واعمارهم واطوالهم المحتلفه ..
يحبي لهم .. امووت فيهم ..
كانوا فرحانين بدخلتي يتقافزوا وينادوا لي .. : رحاااااااب جاءت .. رحااااب وصلت ..

مسحت على شعرهم المجعد واحد واحد بحنان .. ونزلت لمستواهم ..: هلا ياحلوين .. اخباااركم اليوم ..

ردوا باصوات متفرقه : كويسين ... \\ ....الحمدلله ... \\ ... حلووو اليوم ..

نزلت النقاب عني و ابتسمت لهم وانا تطلع حلاو اخذتها من بسطت ام حمزه .. : يله خذوا .. ولاتعلموا حد ..

اخذوها بلهفه وكل واحد يبوسني بمكان من وجهها .. وكلمات الشكر الصادقه من شفايفهم البرياءه

ضحكت بفرح .. لحبهم البرياء لي .. احاول ماحرمهم من اللي يبغوه ..
لاني جربت ايش الحرمان ..

ناديتهم باسمائهم .. : يله حمزه .. مصعب .. عصام .. يا حلويين اجلسوا عاقلين لحد ماعمل العشاء ..

هزوا راسهم بانقياد وطااعه .. ..

تركتهم ور .. ناظرت اللي مايتسمى بابو حمزه ..
وهو جالس عند التلفزيون .. ...

بوسط صاله البيت اللي مروحته تدور بالسقف .. متكي على الموكيت العربي ..

التفت لي وهو ينزل الريموت من ايده ..

حسيت برعشه تنتشر بجسمي وأنا أناظر بنظراته الوقحه لي..
اكره نظراته ومحاولاته الغذره ..

وقف بصروال البيت والفانيلا وهو يهلي ويرحب بحماس : ياهـــــــلا بالطش والرش ..والبيـ

قاطعته بحده وانا اشر له بقرف : اجلس مكانك .. يالشايب .. لا والله اصرخ وانادي كل السوق عليك ..


اختفت ابتسامته الخبيثه وقال لي بصوت هادي : وانتي ياروح الشايب متى بيحن قلبك علينا ..

احتقرته .. ودخلت لغرفتي .. سكرت الباب بقوه .. : اللــــــــــــــه يقرفك ..

جاءني صوته المقزز من وراء الباب : عســــــل على قلبي عســــــل ..

تنهدت بضيق وأنا أناظرالغرفه ..
هي من الاساس مخزن للكراكيب والخرد .. احمد ربي انهم اعطوني اياها ..

كانت زباله بمعنى الكلمه اول ماخذتها .. وضليت يومين انظف فيها .. بعدت الاغراض والكراكيب..وفرشت لي بعيد عنهم بزاويه الغرفه .. وكاني سيلانيه ..

رميت الشنطه والجزمه اللي تعبوا من كثر الاستخدام .. على مفرشي المتواضع .. : آآف عكر لي مزاجي هالشايب ..


فتحت باب الحمام الصغير وغسلت وجهي بمويه باااارده .. يمكن تنعشنـي بعد جلستي طوال اليوم تحت الشمس ..ودوامي المتعب بالجامعه ..

مررت المويه على شعري الاشقر المايل للابيض الذهبي .. و القصير مرره ..
أحس راسها سااخن .. وأبغى أنوووم ..

تذكرت العشاء .. وش يريحنــي من لسان ام حمزه اذا ماعملته ....

طلعت من الحمام اللي بداخل المخزن ..
يمكن ميزة المخزن الوحيده ان فيه حمام ..صحيح صغير مرره ومويته باااارده لكن حمام ..

اخذت من الدولاب المكسر ..بيجامه ساتره ..ولبستها بسرعـه لان عيوني ناعســه وابغي انووووم ..

سحبت جلال صلاله كحلي لفيته على جيمي واخذت الغطاء الاسود تحجبت فيه ..



فتحت الباب ..الا بوجهي بو حمزه يحترينـي أطلع ..

تاففت نفسي أخنقه .. : خير وش تبي تناظر ..؟

ابتسم وبانت اسنانه البيضاء مرره لبشرته السمراء الغامقه : ليه تاخرتي اليوم ..

ناظرته بنص عين .. وقلت باستخفاف على اخر عمري يحاسبني هذا ..: وانت وش دخلك ..؟

عيونه على الباب كل شوي .. خايف تدخل ام حمزه : انا هاللحين ولي امرك ولي دخل ..

رحاب احتقرته ..وانا امشي للمطبخ : ابعد بس ابعد ..انت زوجتك موقادر تكون ولي امرها جائي تتشطر علي .. ههههه .. والله حاله..

مشيت بسرعه أرتاح من وجه هذا الشايب .. اقرفني بحياتي.. الله يقرفه ..


دخلت للمطبخ الضيق .. وطلعت من الثلاجه .. اقرب شي من لوجهي ..
جبنه مالحه وزيتون ..

حطيتهم بصحن .. وقدمتهم للبزارين ..
ارتحت لما ناظرت بو حمزه اللي رجع يتابع المصارعه الحره ..
قلت بحنان وانا امشي لعند غرفتي : كلواا وادخلوا ناموا .. اوكي ..

البزارين : اوكي ..

حسيت بشايب النحس بو حمزه من فوق لتحت يناظرني : وانتي وين بتروحي ..؟

رحاب قلدته وأنا متضايقه من نظراته الوقحه ..متستره حدي وبعد يناظر : وانتي وين بتروحي .. الحمدلله والشكر ..

تركته وكملت طريقي لغرفتي طفشانه ..
.. ولما جئيت بسكر الباب ..

حسيت بحد يدفه ناظرته .. كان شايب الاخس ..
يدفه بكل قوته ..: وييين بدري ياحلوه ..

صوت قفل الباب ينفتح ..ام حمزه وصلت ..الحمد للــه ..
بعد الخبيث عن الباب بسرعه لعند باب البيت ..


سكرت باب غرفتي وانا ماسكه قلبي ..
انقذنـي وصول ام حمزه ..
الحمدلله .. انا مافيني حيل او قوه ..ادف الشايب بو حمزه أو اضربه ..
الحمدلله ياااربي مالحقت علينا ام حمزه والا كان انا هاللحين بالشارع ..

سمعت صوت بوحمزه يهلل ويرحب بزوجته .. النذل ولاكانه من ثواني كان يحاول مع غيرها ...

رميت نفسها على المفرش ومررت ايدي على شعري الاشقر ..بتعب ..

جفوني ثقيله وجسمي مكســر ماعوني وقت افكر باي شي .. نمــــــت على طول ..




*.*.*.*.

__________________________________________________ __________
قبل كل هذا بوقت طويل ..
وبمكان ثاني بعيـــــد عن الحي الفقير .. لحي ارقى ..
يمتاز بشققه الفخمه الواسـعه ..
وكانها جناح من قصر فخـم ..

احواض سمــك ..
سراميك لامـع ..
اضاءه خافته ..
ثريات بلوريه ..
وشاشات بلااازمه ..




.
.



ّ$ّ فجــــــــر ّ$ّ


قفلت باب الشقه مره ومرتين وثلاثه ..
رميت المفتاح باهمال داخل شنطتي بربري الانيقه ....


انفتح باب الشقه اللي قبالي وطلعت جارتي مع زوجها .. كانت عيونهم مليانه بنظرات الاحتقار والتصغير ..لي ..

ناظرتهم بابتسامه استهزاء .. وأنا مو مهتمه لنظرتهم هذي ..
قلت بدلع واسناني تبرق ورى اللثمه الشفافه : صبـــــــــاح الخير ..

لف وجهه زوج جارتي وتمتم ..وهو نازل من الدرج بسرعه : استغفر الله العظيم .. استغفر الله ولاحول ولاقوة الا بالله ..

وكانه شايـف الشيطان قباله ..

جارتي " ام بدر " مدرسه بوحده من مدارس الرياض الاهليه .. نزلت الغطاء على عينها وقالت لي بصدق ..: الله يهديك غصب عنك ..

ابتسمت بشفافيه من دعوتها الصادقه ..
بس قلت بدلع زايد واستهزاء ..: قولي الله يبعد عني عيال الحرام .. مو الله يهديني ..

ام بدر تنهدت ونزلت من الدرج مستعجله : وانت مو من عيال الحـ .. استغفر الله العظيم .. ربنا لاتواخذنا بما فعله السفهاء منا .. ربنا انــ

انقطع صوتها لانها نزلت لاخر العماره ..

فتحت اللثمه من فمي ..
وطلعت من شنطتي علكه بالنعناع ورميتها بفمي بلامبالاه ..

جرحني حكي ام بدر وحركت زوجها ..
بس كابرت .. هذا قليل بالنسبه لحكي الناس الثانيه لي ..

ضغطت على الاصنصير اللي مايستخدموه جيراني كثير ..

مالوم ام بدر لاحتقارها بالعكس هذي نظرتها اللي مفروض تكـون لي ..
مو انا فجـر .. ومن مايعرف فجر .. اكبر بطارت الرياض بايدي ..
هذا اللي يتوهموه ...


نزلت مع الاصنصير ...والعلك يتحرك بفمي بطلاقه وتمرس ..
ناظرت بمرايه الاصنصير وراقبت غميزاتي اللي تبرز مع حركة فمي الواسع مرره ..

انفتح الاصنصير وانا ابتسم باستهزاء : الله يسامحك يام بدر انتي وزوجك .. ظالميني دايما..


وصلت لعند السياره وفتح لي السايق باب لاند كروزر الفضيه ..

رفعت شنطتي لكتفي وتلثمت ..
وقبل لادخل ناظرت بالشارع هادي ..
ومافيه ازعاج مع انه وقت دوامات المدارس ..قلت لسايق : غريبه سكوند الشارع فاضي ..

سكوند قالي وهو ماسك الباب يحتريني أدخل لجل يسكره : ساعه 8 كلو يروح دوام... سكول ..

ناظرت بساعتي مصدومه.. يمزح اكيد وش الساعه ثمانيه طارت محاظرتي : من جد ثمانيــــــه ...

دخلت بسرعه..: يالله ياسكوند بسرعه هذي الدكتوره ماترحم الله يهديها ..

سكوند هز راسه وحرك بسرعه ..

اخذت نفسي بالسياره وهمي المحاظره ..
ثواني الا وصوت الجوال يملئ السياره بصوت حبيبتــي اصالـه ..

لاتخــــــــــاف

من الزمـــــــــــــــــــان ..

خاف من اللـي كل امانك بين ايديــ

رديت بهدوء وانا عارفه المتصل من نقمته ..: هآلو ..


بصوته الخشن : فجــر
وين طالعه ..؟

ناظرت من مرايه السياره اليمين .. شفت السيارتين السوبر الكبار باللون الاسود ورى سيارتي .. كتمت تاففي .. متى ارتاح من محاصرته لي ..
قلت بدلع يحب يسمعه مني : قلبي .. طالعه للجامعــه ..

قالي بطريقته المستبده وصوته المرتفع : وش عندك ..؟

بنفس دلع ماغيرته : محاظرتين ..

قالي بحده : بس جدولك يقول محاظره وحده قبل نص ساعه ..

حاولت امتص غضبه ومانرفزه قلت بهدوء اكثر : عارفه بس انا ماحضرت محاضرت السبت وبحضرها اليوم ..

: آيواا .. تذكرت .. – سكت شوي ورجع قالي- متى تخلصي ..يعني ..

فكرت وقلت بسرعه : على ثنتين ..

: اوكي ثنتين بالضبط انتي بالشقه ..

ابتسمت بصعوبه وكانه قبالي بوجهه الاقشر : اوكي حبيــــبي تامر على شي ..

طوط طوط ...

سمعت صوت السماعه تتقفل .. تعودت على هذي الحركه ..

يحتقرني اكثر من الذبانه الصغيره .. قلت لسايق : آآف .. سكوند شغل حاجه تغير الجو ..

سكوند ضغط ع المسجله وهو عارف اختياري بالضبط .. اصاله .. مطربتي المفضله وأروق عليها ..




*.*.*.*.






بحي اقل من المتواضع باحياء العاصمه الحبيبه ..
الريــــاض ..


عماير باربعه ادوار قريبه من بعض ..
يزين سطحها صحون الدش ..
اكثر من عشره بسطح العماره الوحده ..


وشارع ضيق ماتدخل فيه اكثر من سيارتين ..

المويه بكل مكان بارصفته ..

بقالتين صغار وصالون حلاااقه ..

اغلب سكانه من الجاليات العربيه بالرياض ..




ّ$ّ شجــــــــن ّ$ّ

حسيـت بحركه قويه على سريري ....
.. تقفز بكل قوتها ..وتصرخ بنعومه ..
: مـــــــا مــــا .. دوعــــــــانه.. مـــــاما اصحــي دوعــــانه ..

ابتسمت وانا تفتح عيونها بكسل ... أبعدت شعرها الملفلف عن وجهها : صبـــاح الخير .. .. حبيبتي الجوعانه ..

جرتني من ايدي تقومني .. : جوعانه جوعانه .. يله ..

ضحكت على عجلتها .. : ليونه ... ههههههه خلاص ماما .. اتركيني ماغسلت وجهي حتى ..

لانا تافف وهي تنزل من السرير .. : ماما انتي كذا تلوحي للمدلسه او الدامعه وانا مافطلت ..

عقدت حواجبي بتصنع : يوووه وش يخلصني من حكيك هاللحين .. خلاص خذي لك كورن فلكس ..

وقفت صغيرتي واحب خلق الله على قلبي .. عند المرايه ترتب شكلها وبجامتها لولو كاتـي ..
اشرت على نفسها بغرور طفولي ..: انا ليونه .. افطل كولن فلكس ..

ناظرت فيها صغيره مرره وجسمها ضعيف ..
شعرها بني كيرلي .. قصير..ملفلف على وجهها الداري ..
وعيونها صغيره وخدودها حمراء ...
ابتسمت بفخر لجمال بنتي ونفسي اصرخ .. هذي بنتي من حبيبي ... : خلاص ماما – فتحت درج الكومدينه – خذي جلكسي وبونتي ..

حسيتها طفشت من كثر ماتاكلهم .. لفت علي وعكرت وجهها : مابعى .. ابعى .. – بعد تفكير قالت - اممم شيبس..

ارتاحت انها ماطلبت شي صعب ..: خـــلاص ننوستي ماطلبتي بالدرج الللي فوق شيبس ..

مشت لانا لعند الدرج وحسيتها تفكر بمكر الاطفال .. ماتتركني اطلع لشقه وماروح للمدرسه ..

ناظرت بساعتـي : يالله الساعه 6..لاااااا ... طارت الحصه ..


دخلت للحمام تروشت بسرعه وأنا فاتحه الباب كالعاده علشان لانا ..

طلعت لافه الروب علي باهمال ..
وبديت أحط جل بشعرها ..

صرخة لانا مع شهقه : مــــــااااااااااا مــــااااااا ... شوفيه نكت ..

اشرت على شيبسها اللي بالارض ..

ناظرتها بعصبيه وقهــر : آآآآآف لانا وش عملتي الله يهديك ..

بعناد طفـولي مدت بوزها : نظفيه ولاتطلعي وتتلكيني ..

ناظرت بملامحها الصغيره .. احيانا أنسى انها صغيره من تصرفاتها الللي تشل ..: انقلعــــــــــــي عن وجهي لاوالله بضربك ..

لانا رفعت حواجبها مو عاجبها واشرت بقرف .. تعرف بخبث برياء كيف تستفزنـي : نظفيه بس نظفيه ..

ركضت لبره الغرفه ..

ابتسمت لشكلها و تذكرت تصرفاتي وانا صغيره كثير ..
رفعت صوتي علشان تسمعنـي : وين بتروحي مني ..؟! الشقه كلها مطبخ وغرفتي وحمام والصاله اللي كانها ممر .. مالك مكان تهربي فيه ..


جائني صوتها بعيد ومكتوم : الا بتوزا بالمخزن ..

ضحكت لبراءتها : هههههههههههههه .. عرفت مكانك ..ياغبيه ..

نظفت الارض من الشيبس ..
وقفت أكمل شغلي علشان ألحق على المدرسه ..
مادري أروح اليوم للجامعه واما دوام بالمدرسه ..
الحصص ماتتاجل وفيها خصم راتب .. لكن الماجستير يتاجل ..

اخذت اقرب ملابس من الدولاب

دخلت علي لانا وهي تشرب بيبسي : مــــــــاما بتلوحين ..

قلت بطفش وانا انزل الروب عني : ايوه بروح .. حبيبتي غمضي عيونك ببدل ..

لانا جلست على السرير وفرشت رجليها ..
حطت ايديها الصغيره على عيونها وبايدها الثانيه ممسكها بالبيبسي ..

لوحد معي كان قال باستنكار
اربع سنوات .. وتشرب بيبسي ..
يبالغوا كثير.. هذولاء تبع الصحه ..

قالت لي ببراءه وعيونها علــي : كذا شجن ..

ابتسمت : ايوه كذا كويسه .. وانا ماما مو شجن ..

وهي تاكل من الشيبس قالت لي بلامبالاه : عادي تل الناس تدولك شجن الا انا ماما ليه يعني ..؟!

ابتسمت لها : لاااا أني امك ..

لانا تقلد طريقتي لما اكون جديه معها : ماقتنعت ..

ضحكت عليها : هههههه انتي محد يقدر عليك ..
ليونه انتي صوتك بالمره حلو نشدي لي وانا اللبس ..

بدلت وانا اسمعها تنشد ..بصوتها الصغير الناعم ..نشيدت نزار بطاش ما طاش ..

لانا : النوبي" ارنوبي " يصعيل "ياصغير" من طول اذنيك ...
بـــــــــــــابــــــــــا ..

رددت بحماس اشجعها: لاااا لااا لاااا

لانا : مـــــــــا مــــــــــــا

ضحكت لها : لااا لاااا لااا

لانا : اجل ميــــن ..؟! – صرخت بحماس - الله رب العالمين ..

انتهيت من لبسي وماتوقعت سؤالها ..

قالت لي بتفكير: ماما يعني ايش بابا ..؟؟!

ارتبكت من سوالها الدايم
وانا اضيعها وماعطيها جواب .. وش أقولها..؟!
: لانا حبيبتي بابا يعني صوت السياره .. مو السياره تسوي بيب بيب يعني بابا ..

لانا ماعجبها الجواب ولا اقتعنت فيه .. : ماما لاتكذبي .. وائل ولد الديلان يدول لابوه بابا .. وانا ليه ماقولك بابا ..

تاففت منها وانا ابعد متعب عن تفكيري .. : آآآآآف بيبي قلتلك لاتسالي يعني ايش بابا ..

لانا : لاتصالخي انا مو اصعل عيالك ..

ضحكت عليها تزعلني وتضحكني بسرعه : ههههههههه اكيد انك مو اصغرهم ..

ناظرتني البس عبايتي وبدت سنفونيتها اليوميه .. تبكي
ركضت لعندي وضمت رجلي : مـــــا ما .... لاتتلكيني وحدي ..

تنهدت وانا انزل لمستواها : حبيبتي لانا لاتبكي ..

وسط بكيهها : ماما لاتتلكيني اخاف ..

حاولت اقسي ملامحي .. تكسر خاطري بس مالي مكان اخذه فيه.. ماعندها قيمه حضانه او مربيه ..
قلت لها بجديه : كم مره قلتلك مافي شي يخوف .. بس انتي قولي بسم الله وكل شي يروح ..

لانا هزت راسها بقوه : مابعــى مابعـــى بتقفلي علي ..

ضميتها ومابيدي حيله .. الشقه الضيقه اأمن مكان لها .. : لانا حبيبتي خمس دقايق وراجعه ..

لانا بعدت عني بقوه وكتفت ايدها : خلاص لوحي انا ماحبك ..

ناظرت بلانا ثواني بعدها وقفت .. اخذت شنطتي : لاتنسي اضغطي هذا الزرار الاحمر اذا حصل لك شي وانا عندك على طول ..
ودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه..

طلعت وقفلت الباب عليها وقلبي يتقطع ...
بعدها قفلت باب الشقه الصغيره بالحي القديم ..وانا اسمع صوت بكيها وصراخها .. ..

لانا بكت باعلى صوتها .. : مااااااااااامااااااا .. ماااااماااااا ..

مشيت باستعجال ... للباص الابيض ...
و قلبي مع لانا ..

واصبر نفسي بكلمات ماني مقتنعه فيها

اربع سنوات كبيره وتفهم ..
انا لما كنت بعمرها كنت افهم ..


تذكرت كيف كانت الفلبينيه المسئوله عنها بدار الرعايه الاجتماعيه ..
كانت قاسيه مره وتضربني كثير وتعصب عليها ...وبمساعدت ماما مريم طبعا ..
كنت اربع سنوات ..
والفلبينيه تخلينني انظف وارتب .. كنت افهم ومانسى ..

وبنتي لانا ذكيه وسريعه بديهاء .. والاهم تفهم ..

.

.

.


*.*.*.*.*.

__________________________________________________ __________
بقصر واســـــــــع ..

الغرف فيه ماتنعد ..

ممراته متاهات من كبره ..

الانوار ماليته بكل مكان .. وكانه كره من النور .. بالرياض ..

ملعب القولف ..
بارضيته الخضراء .. زاد من مساحه القصر ..

غناء فاحش ملك اصحابه ..

قصر خرافي ..

جنه بالارض ..

الرخام والكريستال والسيراميك الفخم ماليه ..

كراسي من ايطاليا .. وتحف من الصين وافريقيا ..

ثريات من فرنسا ..

سجادات من ايران ..

وغيرها ..

كل غرفه فيه تختلف عن الثانيه بالتصميم والمساحه والشكل ..

ترجع بصالاته ومجالسه لعصور متاخره ..
الثمانينات والستينات ..

وبداخل غرفه العصريه .. والكووول ..

حدايقه جنان الله بالارض ..

انواع التسالي والترفيه بداخله ..

من هم سكان هالقصر وش نفسيتهم وطبعاهم .. مع توفر الرفاهيه ..

مع الاسف يحملوا افكار علمانيه غريبه ..ماتمت لدين ولااا العادات باي صله ..

تحرر زايـــــد..

نعمه رب العباد بالماكولات مرميه بالزباله وهي مانلمست ..

بنت متبناه او مرعااه مهمله ..
وصلت لمرحله تكون .. متصبيه ومتعربجه لحد الوصول لجنس الرجال .. انحراف أخلاااقي ..
وشكلــــــي ..










ّ$ّ سديــــــــــم ّ$ّ


دخلت تعبانه .. ورميت شنطتي الطويله ديزل .. على الارض باهمال ..

ناظرت حولي المكان فاضي كالعاده ..
صرخت من اعلى راسي وبطريقتي المتعربجه المعتاده : يــا زيزي ...يازيزززي ..

ثواني وقفت زيزي قدامها وهي تاخذ نفسها بعد الركض اللي ركضته : نعــم ..

قلت بطفش : وين عبيـداان ..؟

قالت لي وهي ترمش ببلاهه .. زيزي : مارقعشي لدلواتي من المدرسه ..


رميت عبايتي على الكرسي ..اللي تضايقني ...ماحبها ..
لواني اقدر اطلع بدونها مثل عبيدان من غير مشاكل..
بس آآآآآآه يالقهر انا يقولوا بنت .. وحلو الستر ..

الستر ..

ابتسمت على هالكلمه الغبيه بنظري ..

فيـه بنت مستوره عندنا بالسعوديه .. اشكال بالعبايات ومن تحت لتحت يعلم الله ..

وقفت عند المرايه اناظر بعيوني .. صايره صفراء وذبلااانه ..
مادري وش السبب ..
اتوقع من الحشيش ..

لكن يهوون الحشيش اللي ماقدر اتنفس غيره ..

ناظرت بشكلي بالمرايه ..

توني راجعه من المستشفى اشوف وش اخبار صحتي .. مثلكم عارفين اني ماملك الا صحتي بهالدنيا الغداره ..

كنت لابسه بنطلون اسود .. .. خصرواطي او باللغه الشبابيه ..((طيحني ))..
ومن على الجنب ثبت سلسله .. كووول مره ..

ولابسه بلوزه زيتيه كات مكتوبه عليها بالبيج كلام كثير بالانجليزي ..اغلبه كلام فاحش مثل مايقولوا ..
مو عيب حلو التميز ..

ولبست تحتها بلوزه كم طويل مخططه بالرمادي والبيج ..

وحول رقبتي ..ثبت عقودي العزيزه .. اللي اشتريتها من ميلانو بالصيف ..
ياااويلي على ميلانو فيها جوي وكيفي ..
اخذت منها هالفضيات الروعه اللي هاللحين على صدري ورقبتي وافتخر فيهم ..

عقود طويله..هيكل عظمي .. وجمام ..
وسيف .. ومسدس ..
ورمز $..
وغيرها من العقود الطويله لافتهم برقبتي ..

ثقال لكــن يهون بسبيل لفت انتباه البنوتات الحلوات ..

ناظرت ايدي الشمال ودخلت اصابعي اكثر بقفاز الاسود .. اللي مايغطي الا كفي من دون الاصابع..

ناظرت لبسي باعجاب ونقت شفايفي بفخر بلغتي الغاليه الفرنسيه : بـو ..

جميل .. كل لبسي جميل ..

باصابعي الضعيفه رتبت تسريحه شعري البوي .. تعبت معي "يقطينه " المصففه على ماوقفته سبايكي ..


وجهي خالي من اي تجميل ..

عيوني تحتها اسود .. شاذ مع بياض بشرتي ..
احب شكلي كذا يحسسني بخشونتي اكثر ..
لاني ابغى اكون بنت انا ولد وبس ..

قربت من المرايه الطويله اكثر ..
وانا ادقق بصفار عيوني اللي موعاجبني ..
وش اعمل معه ماقدر ابطل الحشيش والله مشكله ..

رفعت حاجبي المرتفع من الله .. وبوسط حاجبي اليمين عامله حركااات رهيبه .. عامله بيرسك.. " يعني قاطعه جزء منه "..

ياحبـي لكل شي مميز وغريب ..

بللت شفايفي الجافه والمقطعه ..بلساني ..

حكيت خدي بعنف : وين ابوه ..؟؟!

زيزي تكلمت بسرعه وهي تنظف ايدها بالمريله ..: آآآ ... أصدك المستر الكبيــر .. مارقعشي لدلواتي .. احط لك حاقه تاكليها ..

اشرت بلامبالاه : لاااا موجوعانه .. فارقي ..

جلست على كنبه طويله .. ونزلت الجزم من رجلي وانا متاففه ..
طلعت على الفاضي ..
مشواري ماجاب نتيجه ..
الدكتور المختص ماوصل ..

الله يلعـ؟؟؟؟؟.. ويصيبه بمـ؟؟؟؟؟؟؟

طالعه من الصباح وماداومت بالجامعه .. علشانه ..

تاففت بصوت مرتفع : جــــد حمااار ..


مددت جسمي على الكنبه ورفعت رجل على حافته ..
وضعت بافكاري وهواجيسي الشبه يوميه ..
اللي تزيد من احبطاي اكثــر واكثـــــر..
اليائس ماكل من عقلي ثلاث اربعاه ..

.

.


مــــــال ..

حريـــــــــــه ..

جمــــال مشـــوه بالعربجــــــه ...

قصــــــــــــــــــور ..

حســــاب بالبنك .. بطايق كردك كارد ماتنعد ..

سيارات تحت شوري ..

اطلع وادخل بدون كلمه من اي حد ..


كل هذا ماله طعم .. وانا غريبه عن هالبيت ..

انا مو بنتهم ..

كل اللي انا فيه لكن بدون اصـــل ..بدون اسم ..

ماملك ريال واحد لو حصل شي لابوي المتبني ..مو متبني بمعنى التبني اني احمل اسمه .. لااا بس يرعاني ..ويسد مكان اهلي ..

.. يعني يكون الاب الحنون ..
الصدر المفتوح اذا أحتجته ..

بس انا اشوف العكس ..
مستغربه واسال نفسي دااايم ..
ليه تبنانـي او بالاصح راعاني .. دامه مايهتم فينـي ولايدري عنـي .. ..

ليه طلعني من الدار بعيد عن صديقاتي وخواتي ..

اكرهـــه اكثر من أي شي بحياتي..



سحبت سيجاره من جيبي .. وشغلتها بحرفيه من الولاعه ..

ضميت المخده لصدري وانا اردد بصوتي المبحوح خلقه وزاد من بحته الحشيش ..
: آآآآآه ناديت من البعد محد سمع ..لاااا ..
بــــــــوي ..
لااا..
صحبتــــــــي ..
لاااا..
أمــــــــي ..
لاااااا...
خوتــــــــي ..

وبالغربه احس مختنق ...
واريد ابجي حيـــــل ..


سكتت و غرقه عيوني ..
سكرت فمي وطلعت الدخان من انفي..

.

.

لااااب ..

لاااام ..

لااااصل ..

ولاااافصل ..

لقيطـــــــــه ..

وغريبــــــــــــــــــــــه ..

حمل ثقيل على غيري ..


طفيت السيجاره بالطفايه وانا أعدل جلستي ..

وسندت يديني على فخذي ..أريح راسي بكفي ..
احس بضيقه تقتل ..
عرق ملئ جسمي.. من شدة حرارته ..صدري يطلع وينزل ..
ادور النفس ..لأنفاسي ثقيله ..
قلبي يدق بسرعه ..

وصلت لحد الجنون من كثر التفكير ..

انــــــا ميــــــــن ...؟!

وبنـــــــــــــــــت ميـــــــــــــــــــــــــــن ..؟!

من أكــــــــــون ..؟!

لو أعرف امي بس .. والا ابوي ..

تنهدت وأنا أرفع السماعه اللي بجنبــي ..
وأهدي انفاسي الساخنه .. : جيبي لي مويه بسررعه ..

تاففت وانا اتذكر انها ماتعرف الا انجليش ..: أووه ... قف مي واتر.. كوكلي ..

سكرت السماعه ..

وضليت لثواني على وضعي ..

التفكير قاتلنــي...

رجعت تمددت على الكنبه ..

أريح جسمي وأدور على النوم والراحـــــه ...

دق جوالي مسج ..

طنشته وغطيت وجهي بالمخده .. وانا أسب اخلاااق مقفله : .. على تبن ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ....؟؟؟؟؟؟ ؟....؟؟؟؟؟




*.*.*.*.*





بارقى احياء الرياض ..

فيلا واسعـه ..فخمــه ..

بداخل صالتها ..
الجو دافي حميمي ..
انوار رومنسيه .. وبلاط لامـع ..

عش زوجيه مثالي ..

لكن بداخله الشرخ ..

.
.
.


صعبه تشوف بعينك الحلم ينـداس..!


كنّك اتطفي .. من دموعــك / حريقـة !

الموت ماهو لاانحنـى .. للتعـب/ راس!

المـوت نفسك لانحنت..
/ للخليقـة !





ّ$ّ بشــــــــاير ّ$ّ


سانده ايدي بالعكاز .. وأناظره باستخفاف ..

مبتســـمه أغطي اقسى دمعه تنزل مني ..احاول اتماسك بشموخ ..

لحد ما سمع الكلمه منه ..
مثل ماسمعتها من غيره ..

ايش كنت متوقعه ...؟!
حياااه احسن .. مثاليه زايده ..
لااااا ..
برجع للمكان االلي جائت منه .. ولمني بالبدايه ..
برجع لبيت موزه مثل ماطلعت منه ..


واقف قبالي ..
ارق ماشافت عيوني .. واطيب قلب لمسته ايده ..
حنون لابعــد حد ..

حبه انولد بقلبي من شهور ..


ناظرت بزوجي وحبيبي ..فواز ..
وهو يفرك ايده ببعض لحد ماحمرت ..

الموقف اكبر منه ومنـي..
ناظرني بقهر مايبغى لكن مجبور ..

قربي منه جحيم والبعد عنه عذاب ..
حسيته يبلع ريقه بصعوبه : بشاير انا اسف غصب عني ..

شديت شفايفي لبعض ولقدام .. علامه الامبالاه ..وانا من جوا مو قادره أنطق كلمه وحده او حرف واحــد ..
ايش أقول ..؟!
وش الحكي اللي يطلع معي بهالموقف اللي عشته ومن عمري 14 سنه وكل مره احس بطعم قسوته اكثر ..
بتتطلق للمره الخامســه وبجداره ..
انانية ابوي وجشع امي اللي ربوني..
يرموني عند مين أكثر يدفع ..؟!
انا الثمن والمصدر اللي يترزقوا منه ..

يزوجني لاكثر اسم بطران يخطر ببالهم ..
أجلس معه شهور واذا لزم سنه ..
لحد مايمصوا اكبر عدد من امواله ..
وانا اتعلق فيه وبعدها ..

بعدها يعترفوا بالحقيقه والتزوير ..
يقولوا لعريس الغفله اللي خدعوه كثير ..

(( .. : حنا اسفين خدعناك وضحكنا عليك ..
زوجناك من لقيطه بنت حرام راعينها بعد ماكانت مرميه بدار الرعايه ..
زورنا باسمها لاسمنا علشان نحافظ عليها ..
حنا خبرنا اهلك علشان تلموا الفضيحه ..
ونبغى مواخرنا .. دراهمنا ..))

مواخرنا مو مواخري انا ....
لان الدراهم راجعه لهم ..

كيف يجيبوا الشباب يخطبوني مادري ..؟!

كيف مايعرف العريس واهله .. من اللي طلقوني قبل
اني مو بنت ناس ..ولقيطه ..واني نصابه ..
مادري ..؟!

كل شي يمشي مثل مايبغوه..عبدالعزيز وزوجته موزه ..

كل شي بيدهم حتى قلبي اللي يتحطم بعد ماتعلق بازواجي ..

صحيت من سرحاني على ايد فواز الدافيه تضمني وتصبرني : واللــــه غصب عني ياحياتي .. مو بيدي يابشاير ..انتي عارفه ان حياتي بدونك ماتسوى .. وانـ

بشاير تعبت ابكي بصدر كل واحد اتركه ..
ابتعدته عني بلطف وانا اشد على عكازي.. وابعد عيوني عنه ..
قلت بضعف اكررهه بس كذا صوتي طلع .. : فواز .. قولها وريحني ..الله يريحك ..

حسيتوا بصعوبه ياخذ انفاسوا
وقالها مغصوب ..
وش بفيده انا ...

دام ان ابوه بيطرده من شركته والبيت وبياخذ كل شي عنده ..
وبتزعل منه امه وتنبذه من كل خواته ..
المرأه غيرها مرأه بس الام والاب من وين يحصل غيرهم ..

هذا الواقع وهذي الحقيقه ..


رفع راسه لعندي .. بشجاعه مهزوزه : بشـ....- قطع صوته مايقدري ينطق باسمي وانا مظلومه وارتجف.. يناظر ضعفي ومايقدر يساعدني .. عارفه انوا يحس فيني لانـي معه روح بجسدين – انت طالق ..

قالها بسرعه وطلع من البيت يهرب مني ..
ومن دموعي..


.. شديت على العكاز رفيق عمري وصديقها ..
وحده وعشرين سنه مخاويني وماتركني ..
وهو الوحيد الوفي لي ..

دخلت لغرفتي مع فواز كانت دافيه مثل قلوبنا المحروقه ..
نزلت دموعي..وشهقت ..
ليـــــه ..؟!
ليـــــــه يحصل معي كذا ..؟!

فتحت الدولاب وطلعت شنطتي ..
مثل كل مره أتطلق فيها ..

أجهز شنطتي وأرجع للسجن الظالم ..
لملجأي الوحيد ..

عند مـوزه وعبدالعزيز ..

لو اني دارسة لبعد الابتدائيه ..
لو اني اخذت المتوسطه وبعدها الثانوي والجامعه ..
لو اني أحصل مكان نظيف يلمني غيرهناك مو ارحم ..

لو .. تفتح عمل ابليس ..

اكره هذاك البيت ومدخله ..
ام متصابيه "متشببه" ..
بنت تافهه مدللة ..
عقلها مايوصل حجمه لدبوس صغير ..
اب خاتم بيد زوجته
بالسعــودي .. "أمـ ع ـه" ..

لميت اغراضي بصعوبه لاني ماقدر اضغط على رجلي كثير ..
مسحت دموعي بعناد..
رميت الملابس بقهر .. ولكل قطعه منهم ذكرى ..

هذا البني من دبي لما قضينا اسبوع صلحه هناك بعد مشاكل وضغوطات الحياه ..

وهذا العنابي لما سهرنا للفجر ورقصنا وضحكنا عند المسبح ..

وغيره كثير ..

ناديت على الخدامه ..: "بشكا "بشكـــا .. خذيهم لسياره وقولي لسايق يجهزها ..

ردت علي بشكا : اوكي مدام ..

رفعت شنطتي واغراضي لبره هذي الفيلا ..
اللي ايام قليله وتحتلها بنت اصل وفصل وحسب ونسب ..
وصحــــه ..
مو كسيحه مثلي ماقدر اوقف على رجلـي كثير ..



رفعت صورة فواز وضميتها ..
بكــــيت اكثر .. بفتقد الحنون الطيب ..
بفتقده مثل غيره واللي قبله ..

بس احس فواز غيرهم كلهم ..
لاني احبه .. وتزوجته على كبر..
تزوجته بالتسع طعش ..
يعني مو غبيه مثل قبل ..


حطيت الصوره بشنطتي الصغيره وانا أحاول أسكت دموعها
لكن دموعي مو راضيه تسكت او توقف ..


تمشيت بالبيت لاخر مره بحياتي وقفت عند ركن ركن فيه وبكيت حالتي ووضعي ..


قد شفتوا مثل هالطلاق الرومنسي ..



*.*.*.*.



النظــام ثم النظــــام ..

بداخل مبنى الجامعه ..

الامــن النسائي منتشر بكل مكان ..

بنات الطبقات المختلفه بداخلها ..
واغراضهم الدراسيـــه مختلفه ..






ّ$ّ فجــــــــر ّ$ّ



دخلت للمدرج متاخره وانا ارفع نظارتي سكادا على شعري الاسود : السلام عليكم ..

من طفش المحاظره وحكي الدكتوره الزايد التفتوا لي البنات .. ماكانت مميزه بشكلي ولا ملفته للانتباه ..
ولا جمالي اخاذ لكن عارفه قدراتي .. انا انيقه ..

شعري اسود غجري .. كيرلي حيوي ..وكثيف مررره ..

لوني بين الابيض والاصفر .. لوني هادي ..
...
عيونـي سوداء بيضاويه ..

مزينه انفـي بزمام فضي ..

وفمي هو المعقدني واسع مرره مع انهم يقولوا يعطيني بشاشه ...و يزيدها جمالي اذا ابتسمت ..
بس انا ماحبــه لان مو أي ارواج تناسبه ..


جسمي طويل متناسق .. ملامحي الانثويه بارزه ..


لابسه بلوزه اسبانيه بيضاء.. مقطعه بفرفشات كثيره من قدام ..
وسديري جيلد أسود عليها..
برز خصري اكثر ..
وتنوره جينز طويله ضيقه .. بفتحه لنص الساق من وراء ..
وجيبين من ورى ..
وكعب رفيع ..اسود ..

عارف ان ..شكلي انثوي و ناعم ..
دايـم يقولي صقر كذا ..


قلت بهدوء : دكتوره ممكن ادخل ..

ناظرتني الدكتوره بتفحص ومن ورى نظارتها الطبيه : كم الساعه عندك ..؟

وقفت عند طاوله الدكتوره و ابتسمت بتودد لها .. : والله ظروف يادكتوره امس اخوي رجع من السفر وماقمت الا متاخره ..

الدكتوره قالت لي بجديه : مشكلتك المحاظره كم من بدت نص ساعه وانتي تبغي تدخلي .. وش فرقك عن البنات اللي جو بدري وقبلك .....الخ ..

محاظره مده ربع ساعه عن الوقت والانضباط .. وانا ابتسم لهــا يمكن تحن عليها وتدخلني ..
قلت بعد ماسكتت : يعني ادخل دكتوره ..

وحده من البنات انفجرت بالضحك باخر المدرج ..: ههههههههه

التفتت عليها الدكتوره قالت بعصبيه وكانها نفجرت: علياء اطلعي بره انا كم مره نبهتك ان ضحكـ..

ومحاظره زياده ربع ساعه .. ضيعتها الدكتوره بالتهزياء .. وانا واقفه احتريها تدخلنــي ..

وكل هذا بالاخير قالت لي ببرود : تفضلي بره واذا عرفتي تحترمي الوقت والمحاظرات تعالي ..

طلعت وانا أسب والعنها بداخلـي ..
مالوم الا ام بدر هي اللي اخرتني .. سنه ثالثه .. مابغى شي يخرب علي او أجلس زياده بالجامعه ..

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآف انا بايش والا بايش


ناظرت حولي ببنات الجامعه ولبسهم .. واشكالهم اللي تضحك واللي بتسم واللي سرحانه واللي تبكي ..

محد يتصور اني " مومـ ... " او حتى اني " لقـ...."

بنـــــــــات كثير مجتمعين بهالمكان وكل وحده لها حياتها وهمها .. كل وحده طالعه من بيئه وحياه مختلفه ..


تنهدت بضيق .. و طلعت جوالي سامسونق .. من الشنطه

كنت بدق على البنات .. بس تذكرت اليوم الاثنين ومراح يداوموا ..

آآآف محد من البنات مداوم ..
انا وش يخليني اداوم االيوم الاثنين والجامعه ماتنطاق ..
كلوا من الخايسه دكتوره مها .. الله لايوفقها وعلى كل هذا طردتني .....آف...

انتبهت من بعيد بريم ..احيانا تجلس مع الشله ..

حلو اتلزق فيها دام محد من البنات داااوم ...
الله يعيني على غثاها .. وسخافتها .. تحكي كثير وماتترك لحد مجال يحكي ..

رفعت ايدي بحيويه وانا انزل نظارتي على عيني : ريـــــــــــم .. ريوووومه ..

التفت لي ببشاه وضمتني بحماس : فجوره ..من زمــــان عنك ..

ابتسمت ببشاشه : صبــاح الخير ..

ريم : صباح النور وش هالحلى الزايد ..

قلت وانا اشر بلامبالاه : اتركي عنك الحكي الزايد والنفاق وقولي لي محد من البنات داوم ..

ناظرتني بهدوء وكانها فهمت علي اني ابغى اجلس معها : اممم لااااااااا ..

ابتسمت مجامله : مشكوره حبيتي تعبتك بسوالي ..

قالت لي مستعجله : لااا عادي وش دعوه .. تامري على شي بروح للمحاظره ..

ندمت اني رحت لعندها : لاااا سلامتك باي

ريم بلامبالاه : اوكي باي

فجر ناظرتها وهي تمشي
مالت على ذا الوجه كاني مره ميته عليها .. انا الغلطانه اللي حكيت معها ..

ناظرت ساعتي " اف سان لوران " ..باقي ساعتين على المحاظره الثانيه ..

وش اعمل بهالساعتين لوحدي .. اخذت جوالي سامسونج ..وثبتت السماعات باذني ..

جلست بزاويه بعيده عن البنات والازعاج .. وسمعت للاف ام .. لحد مايجي وقت محاظرتـي .. ..

حسيت بحد يدفني بقوه : هااااااااااااااي ..

قفزت مفزوعه .. ورفعت السماعه عن اذني معصبه .. هذي حركات شروق المهبوله : وجـــعه طيحتي قلبي ..

ضحكت شروق ببلاهه: ههههه سلامة قلبك ..

قلت بعصبيه مصطنعه : من جد بايخه شروق ايش السخافه هذي ..؟!

شروق رفعت ايدها بسرعه : اوكي اوكي .. حصل خير .. اخبارك ياحلوه ..؟! وش عندك مداومه ..؟! .. وليه مادقيتي علي ..؟!

رجعت السماعه لاذني وانا مو عارفه أي سوال ارد عليه ..قلت بطفش : توقعتك ماداومتي لان البنات بيغيبوا هالايام قبل الاختبارات ..انا خلاااص ماينفع اغيب ..

شروق جلست بجنبي ..
كنا جالسات بمكان بعيد شوي عن البنات ..: أهااا .. المهم اسمعي عندي لك حكايه بمليون ريال ..

فجر التفتت لها بطفش مثل العاده مطيحها واحد وماهي قادره عليه وتبغاني أحاكيه..: ايش عندك .؟!

طلعت شروق جوالها : ناظررري قمر مو .. ياخذ العقل .. طحت عليه بدبنهامز الاربعاء اللي فات .. ايش قطعـــه وثقيل موت ..

ناظرت بالصوره بلا مبالاه وقلت باستخفاف : وش اسمه ..؟!

شروق بتفكير : يقول محمد بس لما طلعنا قراره انا واريج طلع اسمه مكـي ..

فجر حسيت بالقرف من اسمه لاني باختصاار اقرف من الرجال كلهم ..
يمروا علي ملاااين احلى من هذا وماحس منهم الا بالقرف : وووع مكــي ..

شروق بعقلانيه قالت لـي : ايوه جداوي وش تبي اسمه تركي .. ماعلينا .. يشتغل بالجوازات ..ومـ

قاطعتها : شررروق للاخر وش تبين ..؟!

شروق بتمسكن : بس تقابليه .. انتي اهلك فرري وعادي ..

ابتسمت بالم على كلمه .. اهلــك ..
لو تعرفي ياشروق ان مالامني الا الشارع ..
قلت بنرفزه : لااا ياشيخه ..يعني انتي اللي مرره متشددين .. قابليه انتي وبلا خرابيط ..

تاققت وقالت بلهجه مسكينه : آآآف فجـــر لاتصيري كذا .. عيال عمامي عندنا من الباحه والله ان الحركه محسوبه علي .. ياربي كيف افهمك ..

ابتسمت بخبث : اوكي بس بشرط ..

بحماس : انتي تدللي مو تشرطي ..أيــــش تامري عليه ..؟!

تنهدت : كل شي بثمنه ياحلوه ..ابغى ساعه ديور الجديده ..

شهقت : حرااام عليك هذيك بمكافئتين لوحدها ..

رفعت كتوفي : والله انا مو بسمعه صوتي .. انا بقااابله ياقلبي .. ولاتخليني اقولك على كل حركـه يعملها لي شي تـ

قاطعتني بحماسها المعروف : خلاااص خلااااص يمامي منك .. نذله محد يقدر عليك ..

ضحكت باعلى صوتي .. انا نذله ..
ياليتني نذله كان ماصار هذا وضعي ولا وصلت لهالانحطاط ..
: هههه .. ومتى الموعد ياحلوه ..

شروق : امم مادري يابكره او اللي بعده ..

ارتبكت ومابينت قلت بكذب : لااا بكره ماينفع صقر اخوي ماعنده دوام بعد بكره حلو ..

هزت راسها بحماس : اوكـــــي .. الا اسمعي عرفتي خوي اريج هذاك الشرقاوي اللي شافته من زمان ونشب فيها ..

جلست اتذكر شكلــه : ايوه السمين صح ..

شروق : ايوووه هذا ماقلتلك وش اشترالها مـ....

.
.
.




وحكي العلاقات المحرمه بين الشباب والبنات ماينتهي ..
كذب ..
خداااع ..
خيانــــــه ..
استقـلال ..

............

*بستخدم هاللحين اسلوبي القديم لان هـذا الاسلوب يحكون الشخصيات مايعجبنـي ..

*أهدي هـذا البارت لااارق قلبن عشقني .. بدون مقابل او مصلحـه ..
لنور دنيتي ومايهمني غيرها بهالدنيا ..
لماما ..
الله يحفظها لي ...
هي اللي راجعت البارت *_^



*& ..الفصل الثاني ..*&


*& .. الجــ الاول ـــزء .. &*&





اشعه الشمس القويه ..داخله من فتحت التكييف القديم ..
على عيونها مباشره ..

تاففت وغطت وجهها .. بالبطانه الثقيله ..

حــــــــر ..
حـــــــــــــــــر ..

مكيف صحرواي .. مايشتغل الا على المروحه ..
وتجي له ايام مايشتغل ابدا ..

بطانيه خشنه ثقيله .. تتغطاء فيها ..


رفعت الغطاء عن وجهها وهي عرقانه وقرفانه : آآآآآف بموت من الحر ..

التفت للجدار اللي بجنبها .. وكان صرصور متوسط الحجم يمشي عليه براحته ..

زحفت بهدوء لاخر مفرشي واخذت الجزمه و اتبسمت بخبث : هااا يالملعون تتمشى .. – سمت بالله بهمس - بسم الله ..

ضربته بقوه بالجزمه ..ورمتها بعيد ..

عادي الصرصور حشره نظيفه اليفه بهذا المكان المتعوده عليه ..

تمدت وهي مبتسمه : ياللــــــــه صباح الخير ..

مدت ايدها قريب من فراشـها و فتحت شنطتها السوداء الوحيده اللي ماتفارقها بالبيت وعند البسطه ..

دورت على جوالها في الحوسه الكثيره بداخل الشنطه ..
.. طلعت جوال " العنيد " .. اقدم اجهزة نوكيـا هذا اللي تقدر عليه وهـذا اللي تقدر تشتريه ..
.. ناظرت بساعه الجوال الساعه 6 ونص .. بدري على الجامعه ..

عقدت حواجبها وتذكرت اليوم مافيـه جامعه اليوم الخميـس ..
آآآآه الخميـــس .. ياحلوه ..
بس تسمع حد يقول الخميس تنطرب اذنها ..
يعنــي اليوم الساعه وحده بالليل جمعت حريم الحاره للفجـر .. ينوموا بزارينهم ويجتمعوا ..
سواليف وحكـي زايــد ياااحلوه من يوم ..

رفعت صوتها بحماس وهي مبتسمه : ياليـت كل الايام خميس ..

ضلت على فراشها حوالي ربـع ساعـه .. فاهيـه
.. وهذا طبعها .. تفهــي دائيم ..

انتبهت من تفهيهـا ودخلت ايدها لشنطـه ..طلعت الخاتم الغالي على قلبها .. من امها ..

ناظرته و ابتسمت .. : صباااااح الخير يمه .. اليوم انا متفائله واحسه حلو .. ادعي لي ..

رجعته لشنطه وهي تشتاق تطلعه وتناظره من جديد ..

وقفت بنشاط و دخلت للحمام توضت وصلــت ..

وقبل ماتسلم من صلاتها .. كان الباب يندق بهدوء .. وصوت ام حمزه المزعج للاذن بسبب ارتفاعه الطبيعي .. صوتها جهوري ..: يارحــاب الله يهديس لهالحين نواامه قومي لاتتاخري على البسطه ...

سلمت وردت وهي ترفـع سجادتها من الارض : أن شاء الله ..
(( الحمدلله والشكـر السعودي عندها مظروب .. نواامه .. بالله أي لغـه هذي ههههههه ..يـا حليلها ام حمزه اذا كانت رايقـه عسل .. اما اذا معصبه .. اعـــوذ بالله ..))

طلعت من غرفتها بدون غطاء او شـي لان بو حمزه هذا الوقت بدوامـه ..: صباح الخيــر ..

ام حمزه ناظرتها فتره بتفكير ..
ماتدري ليه تتنرفز من رحـاب مع انها بنت اخـلاقها عاليـه وحنونه على عيالها ..
وتهتـم بالبسطـه والبيـع ..
من سنتيـن وهي عندها وترحمهـا كثيـر ..مهما تهاوشوا وصارت خلااافات ترجع الامور تهداء بينهم ..
اللي تعرفه عن رحاب قليل لان رحـاب ماتحب تحكي عن نفسها كثير .. تحب تسمع ..
حست ان سبب نرفزتها .. جمال رحاب وصغر سنها .. هي غيره فطريه فيها حتى لو كانت تعدت الاربعين .. ..

رحاب اشرت لام حمزه : هيــه اام حمزه .. ام حمــــــزه ..

انتبهت ام حمزه ورمشت عيونها بسرعـه وراء بعض ..: هـا .. تحاتسيني ..

رحـاب جلست على الارض بالصاله المتواضـعه :لاااا الجدار .. ايوه احاكيك .. وين سرحتي فيه ..؟! .. حاصل معك شي ..
العيال فيهم شي .. المغضووب عليه زوجـك حصله شي بشغـله ..

ام حمزه صدمت رحاب بتفكيرها لما قالت وهي تدقق بملامحها اكثر : افكـر فيتس ..

رحاب استغربت وخافت ..: فينــي ...!!! ... وش الطاري ليكون بتقبضيني الباب ..

ام حمزه بسرعـه : لااا انهبلت ومن بيمسك البيت والبسطه عني ..

رحاب ابتسمت : ايوه لمصلحتك مو لعيوني ..

ام حمزه : ماعلينا - بهدوء - ماودتس تحكين لي عن حياتس وش اللي حصل لتس ..

رحاب كعادتها صرفت الموضوع وغيرته : الله يهداك على بالي العيال صار لهم شي ..
الا مادريتي عن حصيصه رجلها مايطلع من البيت لشغله مادري وش عنده .. ليكون مريـض ..عقبــال رجلك ..


ام حمزه بعصبيه : لااا تدعين عليه جعلتس المرض .. احمدي ربتس اني ضافتس عندي لو فيتس خير حصلـي مكان يملتس غيري ..

رحاب قالت بسرعه : لااا كانك ماتاخذي مكافئتي اول ماتوصل ..

ام حمزه باستهزاء : يااقلبي مكافائتس .. كلها الف ريال وماتوصل الا بعد كمن شهر متراكمه وياليت كامله بعد ساحبين نصها ..
.. لوتروحي لاي مكان مايصبر عليتس .. لـكن لو الله ثم بو حمزه اللي تدعي عليه ماجلستي هنا ..

رحاب كانت متوقعه جمله ام حمزه المعهوده .. عوجت فمها وهي تتثاوب وتتمدد : ابروح للبسطه ابرك من مقابل وجهك .. خايفه على بعلك ماكانه شبيه كوفي عنان ..

ام حمزه ابتسمت : والله ا ن بو حمزه ازين .. روووحـي وأنتبهي للبسطه مو تقشتس البلديه مثل ماخذتس منها ..

رحاب وقفت وهي متعوده على نقاشاتها مع ام حمزه القشره : خذيتيني من الشرطـه ياحضي مو البلديه ..

ام حمزه : كلهم واحـد .. حكومه ..

دخلت رحاب لغرفتها وعلى الحمام وهي تمد لسانها (( وش يعلمها هذي ..؟! .. بلديه والا شرطه .. حدها بسطتها ))

تروشت ولبست روب كحـلي طويل وخفيف .. لان الجو حار والشمس قويـه ..

طلعت ..و لبست عبايتها وهي عند باب البيت : يله بطلع تبين شي ..

ام حمزه وهي متمدده بالصاله ومغمضه عيونهــا : لااا ..

طلعت وهي تتثاوب ماشبعت نوم كثير .. وشكل ام حمزه المسترخي اغراها تنام ...

اول مافتحت الباب .. النوم طاارمن عيونها .. لان أشعة الشمس القويـه .. بوجهها ...

الحـي كـان قديـم مره ..
البيوت صغيره من جبس وخشب .. ماتتعدى الدور الواحد ..
الاسلاك السوداء على الجدران .. ممتمده من بيت لبيت ..
والازعـاج مالي المكان ..
حركــه دائمه مستمره ..
حاره شوارعها تنبض بالحياه البسيطه ..

ناظرت رحاب بجاراتهم وهم يطلعوا لبسطتهم ..
اللكل يطلع يدور رزقـه بظروف الحياه الصعبه..

ناظرت برجلها وجزمتها المليانه طيـن ..وقذاره من طريق البيت لسوق ..
مـافي حد ذاق طعم الحرمان مثلها ..
مــافي بنت حست بالنقص كثرها هي ..

ماتعرف الاستقرار بحياتها وهي وحيـده ..
اخذتها الحيـاه بصراعتها لوحدها ..

كل انسـان له ظروف ومشاكل مافيه حد خالي ..
ومثل ماقال ربنا عزوجل بسوره البلد .. " خلقنا الانسـن في كبد " ..
في شقاء وعناء بظروفنا المختلفه ..

لكن حنا ممكن نواجـه ظروفنا وقسوتها .. لان عندنا من يساندنا ..
عارفين ان في حد يحبنا ويخاف علينا ..
يقوينا ..ويمدنا بالامـان ..
حولنا امنا .. او ابونـا ..
اختنا او اخونــا ..
واذا ماكان فيه هذولاء ..

عندنا خالاااات او عماتك .. او جده وجد ..
ويمكن ولد عم جدنا نلجاء له اذا ضاقت علينا ..

لـكن هي ماعندها كل هـذا ..
محرومه من هالايادي المفتوحــه لها ..

تواجـــه الفقر لوحدهــا ..

لا أب يصرف عليها ..
ولا أم تشيل عنها ..

تتمنى يكون عندها لو ..ولد عم جدها .. تروح عنده ..
أي حـد بس تعرف مين اهلها وترمي عليهم حملها ..

جلست بعد مارتبت بسطتها ..: يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم ..

اشرت لها اللي قبالها ببسطتها
حصـه : صبــاح الخير ..

رفعت ايدها وحـركت شفايفها التوت من حمرتهم .. : صبـاح النور حصيصه ..

جلست قبال البسطه .. وهـي فاهيه كذا طبيعتها تفهي شوي وترجـع ..
انتبهت ورفعت عيونها على اللي رايح وجائــي وطبعا حب الاستطلاااع واللقافه اللي تمشي بدمها ..
ماتركتها تجلس مكانها ..
وقفت وهي مبتسمه بخبث ..
مرت على كل وحده من البيعات خوياتها وسالتهم اسئلتها الحشريه ..

ينادونها بـالسوق .. بـ " علك بوطقتين .."
لانها تلزق بالواحد مثل العلك وماتفك الا لما تعرف الحكايـه ..^_^

حصه تاففت من رحاب اللي واقفه قريب منها وتسالها باسئله مالها دخل فيهـا ..

رحاب باصرار وفضول الا تعرف ليه زوج حصيصه مايطلع لدوام مثل قبل ..: يلـه عاد حصيصه وش فيه بو علي مايطلـع .. تعبــان ..

حصه تاففت وهي تصفط بيجامه : قلتلتس مافيه شي .. بس كذا ماله مزاج يطلع ..

رحاب ناظرت حصه بتمعن وهي تساعدها بترتيب اغراض البسطه ..... : وش دعـوه ماله مزاج هـذا شغل مو لعبـه .. لااا بو علي فيه شي .. من متى وهو يمشي على مزاجـه ..

حصه سحبت من ايد رحاب السجاده اللي ترتبها .. : عاد والله هذا اللي صار ..

رحاب ماهي مقتنعه بجواب حصه ..سحبتها منها السجاده ورتبتها : ماعليك منه بس واغصبيه يداوم وش هالخرابيط ماله خلق هذا رزق ..

حصه طفشت منها قالت بتاكيـد علشان ترتاح منها : اكيـــد ..مراح اسكت له وبيداوم قريـب ..

رحاب : ايوه كذا احسن له وانا اختك .. والله اني خفت ضنيته مريض ..

حصـه بسرعه : لااا مريـض .. بسم الله على رجلـي ..الله يحفظه لي ولعييله " عياله " ..

رحاب بدون نفس : امين ...- بحماس – يعنـي اليوم بتحضري جمعه الحريم والا ...

حصه شهقت : لااا اكيد ماني بحاضره ..
(( مهبوله انا علشان مايفكني من لسانك الحشري شي .. والله لاتطلعي قراري قدام النسوان "

رحاب بخيبه امل : ليه... تعالي وغيري جو .. كلنا مجتمعين ..

حصه (( علشان تصير فضيحتي بجلاجل )) : لااا ماقدر وراي جرد لبسطتي ..

رحاب زاد فضولها ليه ماتبغى تجي للجمعـه .. قالت ببساطه : الله والبسطه محلات جمجوم على غفله ..

حصه : وش جموجومه هـذا ..

رحاب : واحد عنده كم محل عطور وملابس داخليه ماعلي منه واسمعي اتركي جردك لبكره .. وانا بساعدك فيه ..

حصه باصرار : لااا مره ثانيـه .. مشغــــوله ..

رحاب (( اذا ماطلعت خبر بو علي ماكون رحووبه ..)) : خلاااص براحتك ..الا علـي وش اخباره بالمدرسه يقول حمزه انـه ياخذ دروس تقويه بالاملاء صحيح ..؟!

حصه بتنتف شعرها من العلك اللي ناشبه فيها اليوم ..وش يفكها من رحـاب هاللحين ..

ضلت رحاب على راس حصه لحد ماطلعت قرارها وتركتها لان زبونه جاءت لبسطتها ..

رحاب اشرت على الحناء : هـذا بعشرين ريال ..

الزبونه : اصلـي ..

رحاب : اكيـد ياخاله ناظريه كويس ..زين لشعر ..

الزبونه : عطيني اثنين منه ..

رحاب حطت لها بكيس واخذت الاربعين ريال .. كانت بترجع لعند حصه ..
بس حصه قامت من بسطتها لعند البوفيه القريبه ..

(( لااااا ماني برايحـه هاللحين بتفكرني ابغى من اكلها مثل هذيك المره ..
آآآه ياحلو ريحه الفلافل بالطحينيه ..
يممم اموت فيه .. بس باربعه ريال وين ادبرهم هذولي ..
والله لاتغسل شراعي ام حمزه لو ااخذت منها ..))

نزلت عيونها عن البوفيه وحاولت تطنش الريحه اللي تطلع اصوات من بطنها ..
جوعانه مافطرت ولا اكلت شي ..

ياشين الحاجه والحرمان ..

حتى ابسط الارقام ماهو متوفر عندهــا ..
اربعـه ريااال ..
اربعـــــــه ..
ماتملكه .. كل اللي تملكه ملابسها اللي عليها وشنطتها ..
وكم خرقه بالبيت تلبسهم للجامعه ..

ببلاد الخيــر و البترول.. ماتملك فطورها ..

بلعت ريقها بالم .. احساس الحرمان يرجع لجسمها الضعيف من جديد ..
وهي في لحضه مرت عليها بدون ماتحس بالحرمان ..

ارجعـت فيها ذاكرتها .. لبعيد .. لسنوااات بعيده عن هنا ..

لما كانـت بدار الرعايه الاجتماعيـه ..
هي وكل اللي مثل حالتها مهما اختلفت الطرق اللي وصلوها لدار ..

تذكرت بعد اول زواج جماعي يعملوه الدار وهي تحضره ..
كان يوم حلو بنظرها .. لعبت وخذت راحتها بعيـد عن رقابه مريم .. المسئوله عنهم ..
كانت تزعل من مريم وتتضايق منها بمعاملتها القاسيه معهم وكانهم عبيـد مو اطفال .. وكانت دايم تسال
(( ليه تصير امنا دامها ماتبي ...؟! ))

لـكن هاللحين لما كبرت فهمت ..
وعذرتها ...
مريم كانت مساؤله عن 65 طفل ..
بقليل من العاملات السعوديات معها يعني بتكون بضغط وتوتر مستمر ..
65 طفــل باحتياجاتهم ونفسيتهم المختلفه .. والله ثقيله ..
وماتنسى رحمتها وحنانها لبشاير لان رجلها ضعيفه وكانت تجلس على كرسي ..

ابتسمت وقلبها دق بسرعه وهي تـذكر خواتها الروحانين .. اللي كانت تضمهم غرفه وحـده ..
يلعبوا
يضحكوا
يبكوا
يعصبوا
يتهاوشوا سوا ..

كانت علاقتهم قويه ومترابطه ...

ماتنسى هـذاك اليوم اللي ودعت فيه سديم .. وهم تقريبا اثنى عشر سنـه .. اولى مرره بتفرقوا ..
اول وحده فيهم تبعـد .. اول وحـده تعيش بعيد عن حياه النظام الزايد بالدار ..
اول وحـده تمسك ايد حنونه وصدر دافـي ..

سديم اللي كانت اقرب وحده لها .. بتروح بتتركها ..
بعد 12 سنه من الاخوه البرياءه ..

اصعب موقف عاشته ..
واول كف اخذته بحياتها ..

جائت المراه اللي اسمها " هناء " واخذتها منهم ...
رحاب مانستها تذكرها ..

لانها من قبل سنتين اعطت لسديم فلوس كثير واكلتها اللي تبغااه ..
وكانت تزورهم طوال هالسنتين ومعها العاب لسديم وملابس جديده ..
مثل اللي كفلتها ..

لانها حاولت مع مريم تاخذ سديم لعندها تربيها لكن اجراءت ممله اخرتهم سنتين ..

وكان واضح اهتمام هناء الشديد بسديم ..
والدليل مظهر سديم الانيق اللي يختلف عن بااقي البنات الاربعه بالغرفه ..
ملابسها من ادمز .. ولها اللوان هاديه مميزه .. حتى قماشها ناعم .. مثل فراشها الناعم المختلف عنهم ..
ياما حسدوها وماكلموها علشان عندها احسن منهم .. وهي كانت تشاركهم فرحتها وتعطيهم ..


ضمت رحـــاب .. سديم بكــل قوتها وبكت دم بدل الدمع : لااا لاتتركينا سديم .. حنا نحبك ..
وربي نحبـك ..
بنعطيك كل العابنا ومرااح نقولك ياولد بس لاتروحي معها ..
لاتروحـي مع هـذي ..- مدت دفتر بايدها ودخلت اوراق كثير بشنطه سديم – خـذي كل اسراري بس اجلسي معنا ..
اضربينا مثل ماتبغي بس لااا لاتروحي ..


سديم شهقت وهي تشـد الضم على رحاب ..
لفت على هناء امها الجديده اللي كفلتها بتربيتها ورعايتها ..: مـاما هناء ينفع نروح معك كلنا ..
انا وشجن ورحاب وبشاير وفجر ..

هناء اللي كانت واقفه بجسمها الرشيق وملابسها الانيقه ..
والمنديل على عيونها تمسح دموعها من الحب اللي بين هذولاء الاطفال القريبات من سن المراهقه ..
: لااا ياماما ماينفع ..

سديم بحماس وهي ممسكه رحـاب : بس انتي تقولي بيتك كبيـر مرره .. خذيهم معنا ..

رحاب ارفعت اصبعها بحماس : والله مانعمل ازعاج .. والله ..

هناء قلبها المها عليهم .. وتوهقت وش اللي تقـدر تعمله .. ناظرت بمريم تنقذها ..

مريم ولاول مره يبان الحزن والحنان بعيونها ولاول مرره يشوفوها متاثره كـذا ..
حطت ايديه الثنين على أكتاف سديم ورحاب اللي متعلقات ببعض ..: اسمعوني كويس ..
اذا كنتوا تحبوا سديم جد اتركوها تروح ..

رحاب بانفعال ماهي مستوعبه حكـي مريم : كيـف نحبها ونتركها ..

مريم ابتسمت بهدوء : انا اقوولك هناك في احـد بيهتم بسديم بيحبها ويلعبها ..
وماما هناء بتكون مثل امهـا واكثـر .. وانتم تبغوا لسديم تنبسط وترتاح صـح..

عقولهم الصغيره استوعبت شوي من حكـي مريم .. بس ماقدروا يتركوا سديم ..
كيـف وهي اخوهم .. اللي تدافع عنهم .. وتخاف عليهم ..

مريم كملت وهي تناظر برحاب نظره لايمكـن تنساها ..
كانت مليانه امل وحب ..: وانتي يارحاب .. بيجي من ياخذك وتعيشي مع عائله تحبك ..

عائــله ..
كانت كلمه اول مره تسمعها بالدار ..
تقرائها كثيـر بكتابها القراءه لكن ماتستوعبها .." عائلـه احمد ..عائلـه هنـد ..
العائلـه مجتمعه .. الاسره تسمـر "..

يعني ايش كـل هذا ..
يعني ام واب واخوان ..
يعني بيت .. وغرفه خاصه ..

عقلها مايستوعب كل هذا ولااا يفهمه ..
تحسه كلااام على الفاضي ..
خيـال ماله وجود بالوااقـع ...

بعـدت عن سديم وقفت دموعها .. بعد ماسمعت هناء تقولها : يله ماما سديـم بابا ينتظرنا بالسياره ..

بـابـا ..

يعني سديم عندها مـاما وبابا ..
يعني عائـله ..
يعني بتصير مثل غـاده المغروره اللي عندها عائـله وسياره وباربي ..

بعـدت عن سديم بعـيد ..
وقفت عند عامود كبير بعيـد عنهم ..

سديـم خلاااص راحـت ومافيه رجعه ..
سديـم بتنساهم وماتدافع عنهم ..

لكن نظره سديم وهي تمشي وراء هناء .. نزلت الدموع بعيونها من جـديد ..
كانت نظره استنجاد .. وخوف .. وحزن .. ونظره مووت ...
كانها توعد ورايحـه للموت ..
دموعها تنزل على خدها وتاشر عليهم وقلبها مفطور ..
: خووواتي ابغـى خوواتي .. مابغااك ابغى ماما مريم وخواتـي ..
رحـاب بشاير فجر شجـن .. انا ابغاكـم ..لاتاخذوا سريري برجـع ..

ماردوا عليها الا بدموعهم وشهقاتهم ..
اقسى لحضـه مروا فيها قلوبهم الصغيره ماكانت تستوعب وتتحمل ..

مر الاسبوع وسديم بحياه ثانيه مو بالدار ..
اطول اسبوع مر عليهم كلهـم بدون استثناء ..
كانوا ينزلوا لغرفه الاكل وماتنمد ايدهم لصحـن .. يصير مليان مثل ماهو ..
وعيونهم معلقه على كرسي سديم ومكانها ..
بحركتها المزعجه الصبيانيه .. وهي تتحرش فيهم كلهم ..

ويرجعوا لاسرتهم بالوقت المحدد بدون تذمـر او مشاكسات ..
يسندوا راسهم على المخـده ودموعها تمليها ..

غياب سديم كان صــدمه ..
صـــدمه كبيره عليهـم ..

حست رحـاب بفرااغ كبير بحياتها ..
تناظر سرير سديم وتتخيلها باي لحضه بتدخل .. بتركض لعندها وتحضنها وتشد شعرها ..

حتى بالفصل والمدرسه.. ماكانت سديم فيـه ..

رحاب كانت كل يوم تصرخ بداخلهــا ..

(( ويـــنها ..؟!..
ويـن جزئي الثاني وكلـــي ..

وين اقرب انسانه لي ..
ابغى أقريها دفتري بعد ماشكي فيه همي ..

وينها تدهن رجل بشاير وتمرخهـا ..

وينها تاكل من صحن شجن لانها مليانه شوي وتبغاها تنحف ..

وينها تتريق على فجر وتعايرها بفمها الكبير اللي على قولتها " بلاااااعـه "

وينها..؟!

وانا احس بحسها بالدار بكل زاويه ومكان .. حتى اللي تكرهم حبيتهم وصرت اناظرهم لانهم من ريحتها ..))

ماقـدرت تتحمل غياب سديم .. ماقدرت تعيش بدونها ..

طلعت من المدرسـه وبدل ماتركب باص الدار ..
ركضـت بالشارع ..

هـربت ..
هـربت من الدااار اللي خيال سديـم فيها ..

ماتقدر تعيش بدون سديم ..

بتهرب وبتدور عليهـا .. بتهرب من الجحيم والسجـن اللي هي فيـه ..

بتدور عليها بالبيت الكبير حق هناء ..

مشـت بالشوارع وتناظر بالبيوت الكبيره والاماكن اللي ماقد شافتها ..
واي بيت كبير شوي يصادفها تحس ان فيـه سديم ..

مشت ومشت .. وماملت ..
مشــت والحماس واللهفه يحركوها ..

اكيـد سديم بتطلع هاللحين ..من وااحد من هالبيوت ..

مشت بمريولها وشنطتها على كتفـها .. وسيقانها الطويلـه ..وهي بسادس ابتدائي ..

دخلت للبقالـه واشترت شي تاكله بمصروفها ..اخذت شيبس وحلوات ..
وكل شي بنفسها وهي مبتسمه ومبسوطه .. احساس غيـر..
غريـب عليهـا ..

لااا ماما مريم ..
ولا نظام ..
ولااا قوانين ..

حـريـه ..

مشت وهي تاكل بالشوكولاته وتناظر السيارة وكل شي حولها بنظره غير .. مختلفـه ..
هـي حـره ..وقريب بتكون مع سديم بالبيت الكبير ..

احلام تداعبها وتخليهـا تبتسم ..