عنوان الموضوع : اروع روايه حقيقيه قراتها....روايه رنيم - رواية جميلة
مقدم من طرف منتديات الشامل

هذه قصة واقعيه حدثت في جدة- هذا ماقيل لي-..تدور أحداثها حول احدى الطالبات المتميزات التي لاحظت احدى زميلاتها


أن هناك سر بينها

وبين

دكتور المادة!!









الجميع منشغل إلاهي ....ناديه تحدث أمل ,وهند تتخذ لشفتيها لونا بأحمر الشفاة ......وساميه ترسم بعض الخطوط في كشكولها ...وهي ....مافتئ لسانها يردد ذكر الرحمن ........ثم فتحت كشكولها ودونت أعلى الصفحة .......أدب أندلسي المحاضرة الأولى ...الدكتور .......إلتفتت إلي بحكم أنني أقربهن وقالت بإبتسامه هادئه :"وفاء أتعرفين اسم دكتور المادة ؟"
فقلت :"نعم الدكتور ..(سليم ),ولكن قبل يومان ,سمعت رئيسة القسم تتحدث بالهاتف عن إعتذار الدكتور (سليم )وندب أستاذمن كلية الآداب في جامة الملك سعود لايحمل إلا الماجستير ,يقال أن اسمه عدنان "
غيمه سوداء اظلت وجه رنيم ,أثناء حديثي معها وتابعت بإبتسامه ذات مغزى :"مازال البحث جاريا لمعرفة المزيد"
شئ ما فاجأها , فعلقت عيناها بالسقف ....ولم أشأ إفساد هواجسها فتركتها وعدت إلى فضولي أراقب الطالبات ..وفي مكمن سري أفكر فيها ....دائما في صمت وإن تحدثت فبكلمات قليلة العدد عميقة المعنى ,تملك المقدرة في إيصال أفكارها لسامع بصورة واضحة تماما ..فنادرا ما تجلس في مجموعة ..فأغلب وقتها تقضيه في المكتبة ..,مهتمة بالتاريخ ,ومع ذلك فهي في قسم اللغة العربية ...كل ماتعرفه عنه أنها وحيده أبيها الذي لاتراه إلا في عطلة الأسبوع لإنشغاله في إدارة الميناء ,اعتمدت على نفسها منذ صغرها فلديها من الثقة مايكفيها ....فقت من أفكاري على سؤالها :
_"أهو مواطن أم متعاقد"
لم أعي ماتعني فسألتها
_"من تعنين ؟"
فقالت بشئ من الجديه :"الأستاذ , أستاذ المادة!""
فأجبتها بشئ من الغباء:" أتقصدين الأستاذ عدنان"
هزت رأسها موافقة....فقلت:"بل مواطن ,ومن هذه المدينه أيضا ...أخ ناديه يعرفه في الجامعة "
زمت شفتيها , وعادت ..سحابة السواد من جديد على وجهها ...
غريب أمرها لأول مرة مذ عرفتها تنقلب بشرتها إلى هذا اللون وماذا دهاها ؟وحقيقة لاأستطيع سؤالها ...فلم يظهر أمامي أمر بين ,ولأنها تجيب مجازا عن مالا تريد التصريح به .
أنتبهت على صوت يخرج من سماعات في الحائط ...دليل على أن الأستاذ يستعد لبداية المحاضرة ....فهرعت الطالبات لفتح الشاشات وتجمهرهن حولها,بينما هي أدارت بكرسيها إلى الجهه المقابلة وجلست مقابلة الحائط ...وكماهي عادتي سحبت كرسي نحوها وجلست قبالها بحيث يتسنى لي رؤية الشبكة فهي في ظني تساعدني على سرعة التلقي ...وكذلك لمساعدة رنيم فيما تريد رؤيته.
.........وأخيرا خرجت صورة الأستاذ على الشاشة ,وصاحب ذلك صراخ الإعجاب من قبل الطالبات ,...بالرغم مني رنت مني إلتفاته إلى الشاشة ,لتقع عيني على رجل منحه الله جمالا..كاملا..,وجهه كالبدر يتدلى على جبينه بعض من خصلات شعره, ونظاره بيضاء تسدي إليه وقارا.
تمتمت بانبهار ...."ياللروعة"...التفتت رنيم إلي بغضب وقالت :"حتى أنت ياوفاء!!"
خجلت , حاولت أن أنقذ نفسي من الموقف فسألتها:
_"أيوجد في المكتبة مراجع للمادة ؟"
فقالت بعد ان أخرجت ورقة عليها أسماء كتب كثيرة, وتابعت :
_"حتى المصادر موجودة بكثرة"
فقلت :"جيد."....
وقبل أن أكمل ...ارتفع صوت الأستاذ مرحبا بالطالبات ,ومهنئا بالعام الدراسي الجديد,وبدأ يعرف عن نفسه :
_"عدنان أحمد ماجستير بالأدب الأندلسي ......"رنا مني التفاته إلى رنيم فدهشت حين رأيت أصابعها تشد القبضة على ذراعي....!!!
واصل الأستاذ حديثه بقوله :
_"تهمني القراءة الخارجية وسعة الإطلاع , ولاتتوقع طالبة أن تنال درجة الإمتياز إلا بعد جهد بذلته "وهمست الطالبة بقولها :
_"يكفي أن نرى طلعتك ياأستاذ "
فالتفتت رنيم إلى الطالبة وهي ترمقها بنظرة عتاب صادق ,ثم تعود أدراجها حيث الكشكول والقلم ...واستمر الأستاذ في حديثه عن طريقته في التدريس وماذا يريد , وماذا لايريد, وتستمر رنيم بشد القبض على القلم ,ثم يتبعها ورقه المراجع التي عصرتها_ بين يديها_
عصرا....وتنتهي حالة الأرتباك بأن انتصبت واقفة, واستأذنت من المشرفة وخرجت....
...أغلب الطالبات دهشن كما دهشت لتصرفها ,أكاد أعدها على أصابع اليد المرات التي تخرج منها رنيم من المحاضرات .....ترددت ..أأخرج وأتبعها؟..أم ..أبقى ؟....وإذا خرجت ماذا أقول لها؟.....لماذا خرجت ؟ ولماذا تقبضين على القلم بشدة ؟...لعلة من الأفضل البقاء.
الأستاذ مازال يتحدث ويطنب في القول على طريقته :
_"على كل طالبة أن تستعد في كل محاضرة لسؤالها عن المحاضرة السابقة ,وسوف تخصص عشر درجات لذلك , فلا أقل من مرجعين , ويكتفى بمصدر واحد "
يقلب الأستاذ أوراقه ويتابع :
_"هل من سؤال فيما سبق "
يسود الصمت ويعلو الضحك في احدى أنحاء القاعة من مجموعة طالبات أطلقن على أنفسهن "طوف الحمامة "
ويصاحب ذلك الضحك أن يتقاذفن بقصاصة من الورق ....دفعني الفضول لمعرفة مابها....ولعل الله فقذفت بقدرته إلي ,وأخفيتها بسرعة البرق بين أوراقي
ونهضت أحدى الطالبات وسألت الأستاذ إن كان هناك نصوص أم يكتفى بدراسة الأدب , فأجاب الأستاذ :
_"لايمكن أن يتجسد لنا مستوى الأدب إلا بدراسة النصوص , فالنصوص هي الروح التي تبعث الحياة في جسم الأدب "
وفي أثناْ ذلك ولجت رنيم بهدوء وسكينه إلى القاعة ,فصمت الأستاذ عن الكلام قليلا وقال حانقا:
_"أيتها المشرفة مااسم هذه الطالبة المستهترة التي لم تهتم بموعد المحاضرة وتعاقب فتكون عبرة لغيرها....."
وكانت رنيم قد توقفت عن المشي تسمع حديث الأستاذ وحينما إنتهى التفتت نحو المشرفة راجيه ,فأشارت المشرفة بيدها مطمئنه ,وتوجهت إلى أقرب سماعة وقالت :
_"نعم أستاذ , أنا المشرفة "
فقال وهو مازال غاضبا:
_"كيف تسمحين لطالبة أن تدخل إلى المحاضرة متأخرة ..ألست مسئولة عن أنتظام الطالبات قبل بدء المحاضرة"
فأجابت المشرفة بأدب:
_"عفوا أستاذ , فهذه الطالبة مستأذنه قبل قليل وها هي عادت "
ألجمته الإجابة,صمت قليلا هدأت ثورته وقال :
_"حسنا نكمل المحاضرة "
عادت رنيم على كرسيها وجلست ,أسندت رأسها على يديها بعد أن أقامتها على الطاولة , ثم مسحت وجهها براحتيها ,اسندت ظهرها إلى الكرسي , أخرجت تنهدا ساخنا ثم علقت نظرها إلى السقف ....وكل ذلك وأناأراقبها , والأستاذمازال منهمك في مقدمته .
وحينما شارفت المحاضرة على النهاية القى الأستاذ قنبلة بقوله:
_"........وبالنسبة للإمتحان الفصلي فنصف الدرجة تمتحن شفهي ....والذي يعتمد طريقة إلقاء النص شعري أو نثري وبعض الأسئلةالعامه عن المادة , والنصف الآخر امتحان تحريري والذي يعتمد على صياغة الأساليب الأدبية وجودة الخط علاوة على إتقان المادة العلمية"
فعلت الضجة في أنحاء القاعة أستنكارا لحديث الأستاذ , والكل يشجب ..ويرفض طلب الأستاذ ,لكن لم تتقدم أي طالبة واستمر الحال لمدة خمس دقائق ...فطفح كيل الأستاذ وطلب أن تتقدم احدى الطالبات لتخبره بالأمر الجلل, الذي وقع في القاعة فأحدث ماأحدث ...فتقدمت أسماء _قائدة الفرقة _وقالت:
_"لوسمحت أستاذ "
_"نعم"
_"ماتطلبه ليس بمنصف"
فأمال رأسه قليلا مع ابتسامة لاتخلو من بعض التهكم وقال:
_"أولا مااسمك؟"
_"اسمي .., اسمي .. أسماء "
فقال الأستاذ بسخرية واضحة :
_"ومن هو الذي ليس بمنصف ياأفعال ...عفوا يااسماء "
عند ذلك أرتفع صوت الضحك من الطالبات.
من كلامه هذا أحسست أنه يريد أن يضعف من موقف أسماء الهجومي ..صدق حسي ...فقد أجابت بتردد وكانت من قبل تحاور الأساتذة في اللقاءات العلمية :
_"أنت..حضرتك قلت ..قد ذكرت الأسلوب والإلقاء ,نعم الأسلوب , فقد اشترطت ذلك وأغلب الطالبات إن لم يكن جميعهن لا يملكن ماطلبت ,.....ثم...ثم أين مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات ..كذلك جودة الخط الذي هو قدرة لا يملكها الكثير..."_تنفست قليلا _ثم أكملت"والطريقة ليست معهودة على الطالبات من قبل الأساتذة .....هذا ما أود قوله
ثم صمتت لتمسح جبينها .
وكانت رنيم قد التفتت تاحية أسماء تنظر وتتابع حديثها ..وتمخص الجبل وتنحنح....وقال:
_"أولا :اللغة العربية عموما والأدب خصوصا ,تحتم على دراسها أن يتقنها تحدثا ,وإلقاءا, وتزداد روعة إن زينت بدرر من الأساليب الأدبية الغير متكلف فيها ,فيظهر روعتها وقوتها ومكانتها ....وبالنسبة للفروق الفرديه ,فأنا مراعيها ,فلم أشترط فقط المادة العلمية ’ أو الأسلوب أو الخط لكنني طلبتها جميعا , حتى الإمتحان نصفه تحريري ...ونصفه شفهي ....وذلك مراعاة للفروق الفردية ..
ثانيا:ماذكر عن الطريقة المعهودة فأعتقد أن كل أستاذ له طريقته الخاصة به ,وهو الذي يحددها ..وليس غيره...أستوعبتي ماأقول....!!!
............انخرست أسماء...ولم تعي جوابا ..وكأن أمرا ما كبل فمها .
إرتفعت عيني نحو الشاشة ...لأجد الأستاذ مبتسما إبتسامة ...فاترة محشوة بجمهور من السخرية ...ثم أستأذن وخرج ....,مع خروجه ...ارتفع صوت الطالبات تعليقا على كلام الأستاذمكونات ...زرافات ..ووحدانا الكل ساخط من الأستاذ بسخرية وبين الفينه والأخرى يعلو صوت أسماء محتجة على طريقته وتتساءل عن ذلك الأسلوب الذي يريده أن تنتهجه في الأمتحان ويبلغ منها الغضب مبلغه فتنطلق كلماتها النارية قائلة :
_"سأقدم بشكوى للعميدة , وعليكن أن توقعن عليها مفهوم "
ويرتفع هتاف الطالبات حولها متجمهرات بالموافقة –وكنت ماأزال جالسة بجانب رنيم أتابع معها الأحداث ...التفت إليها وسالتها:
_"مارأيك بما حدث "
رفعت نظرها إلى الأعلى –كما يحدث دائما عندماتفكر – وقالت:
_"لعله من الأفضل التريث "
وحينما هممت أن أحاورها أقبلت أسماء ناحية رنيم مع حاشيتها وقالت:
_" وأنت يارنيم موكل إليك صياغة أسلوب الشكوى نريدها بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى تبديلة بأستاذ آخر"
وبكلمات هادئة قالت رنيم :
_"أسماء هل لي أن أتكلم "
_"تفضلي "
_"بشرط أن تهدئي من ثورتك قليلا ولا تقاطعيني "
_"لك هذا "
_"أولا اذكري الله "
_"لاإله إلا الله"
_"ثانيا: أرى التريث في أمر الشكوى ..."
_" إلا الشكوى ..."
_"أسماء ألم تعدينني !!!"
_"المعذرة أكملي "
_"أقول من الأفضل التريث في الشكوى لثلاث أسباب :
الأول :إنك لاتملكين ماتشكين به الأستاذ ,
الثاني :نجربه في التدريس فربما يكون حماس وسرعان ماينطفئ ..,
الثالث :لاأعتقد بوجود البديل إلا أستاذ عام بدليل إنتداب هذا الأستاذ من الجامعة فأرى التريث ,وسرعان ماتكشف لنا الحقائق ....وإن غدا لناظره لقريب.."
فتقول أسماء بصبر نافذ:
_"لكن سخريته لاذعة , ألم تسمعي عندما قال لي:ياأفعال ...فتجيبها رنيم ...
_"أسماء قدمي حسن الظن ,لاتتخبطين في سوئه , ثم إن هو يسخر ,أتقابلين السيئة بالسيئة..."
خفضت اسماء رأسها وزمت شفتيها وقالت:
_"حسنا لننظر ولنرى "
بعدها خرجت من القاعة تصحبني رنيم ومن خلفنا باقي المجموعة , والجميع صامت ...لعلهن يفكرن كما أفكر فيه .
ثم أنتهى اليوم الدراسي , وعدت إلى البيت ...وفي المساء تصفحت كشكولي , فوجدت قصاصة بين اوراقه فضضتها فكانت:
_"لوسمحت ياأستاذ ما نوعية الشامبو الذي تستعمله لشعرك.."!!!
تذكرت صباح اليوم ,سخافة الطالبات في محاضرة الأدب الأنلسي , ملكني الغضب وأمسك بتلابيبي واحسست أن الدم احتقن في وجهي تلاحقت انفاسي ,خنقتني عبرتي تساءلت بصوت مرتفع:
_"إلى هذا الحد من التفكير وصلت إليه طالبات كلية التربية "
تناولت سماعة الهاتف وطلبت رنيم فأجابتني بثثت لها حزني وشكيت لها همي ...وقلت:
_"رنيم هذا الوضع لايرضي عاقل إني أكرههن ...وأبغضهن ....اختنق عند دخولي للقاعة أرشديني ماذا أفعل ؟؟"
أجابت برنه لينه :
_"أخيتي وفاء احساسك بالضيق لهذا الوضع نفس احساسي وهو ليس بمستوى السنة الثالثة في الكلية ...لكن ذلك لايجعلنا نبغضهن ..بل نبغض العمل الذي يقمن به "
فقلت مندفعة :
_"إذا الأستاذ مواطن ,ويعرف بنات بلده , فما رأيك أن تطلبي منه بطريقة غير مباشرة أن لايظهرفي الشاشة111"
وكأنها ملدوغة قالت:
_"أنا ....مستحيل ......لاأستطيع أبدا..."
_"وما المانع !!"
قالت:
_"لاأريد أن أحدثه أبدا "
تفاجأت من كلامها ورددت على أسماعها :
_"لاأريد أن أحدثة أبدا! لماذا يارنيم ؟؟؟؟"
صمتت ثم قالت :
_"الذي أريد قوله ...أنه من الصعب القول للأستاذ يأن لايظهر صورته في الشاشه ,ثم ألا تذكرين قضية الدكتور عاصم , وكيف ذهب الطالبات إلى رئيسة القسم لتعاد الصورة .....
....وفاء ,,,القضية أكبر من ظهور الدكتور في الشاشة ,بل القضيه نفوس تحتاج إليصهر من الشوائب عالقة بها , تحتاج إلى بذرة صالحة ,لتخرج عناقيد الخير ,ولدي اقتراح عله يكون أنسب من اقتراحك "..قلت لها :
_"تفضلي "
قالت:_"أنعد نشرة فها حكم اطلاق البصر وفوائد غضه"
قلت :_"رائع ...رائع.....فكرة ممتازة يارنيم "
فقالت:_"....إذا ..الموعد غدا في المكتبة "
قلت مبتهجه:_"بإذن الله"
استأذنت وأغلقت الخط فرحت كثيرا , وبدأت أرسم في خيالي ردود فعل الطالبات وأستجابتهن للنشرة وكيف أنهن يستدرن على الخلف كما تفعل رنيم في بعض المحاضرات .
وهكذا جاشت في صدري أحلام الخير استمريت في نسج خيوط الخيال:
_"ماأروع رنيم وأفكارها ...أعتقد أنها وهبت القدرة على وضع الأمور في مواطنها وأكبر دليل فكرتها قبل قليل , إنها إنسانة رزينة وحكيمة ...وعاقلة....عاقلة....
لقد تذكرت شيئا اليوم تصرفاتها غريبة منها في محاضرة الأدب الأندلسي ....
ارتباكها قبل المحاضرة ..وأثنائها ...وحرجها ,ثم رفضها الشديد في محادثته ,مع أنها اعتادت على محادثة الأساتذة بجرآءة منضبطة ,ماسبق ينصب في قالب واحد...
لاأعرفه ,يضطرم في نفس رنيم ....
ياترى ماهو؟؟؟؟تكون متضايقة في أمر لاأعرفه.....
أم تشكو مرضا....يؤلمها ....
.........أوه .......ربما ظنون أتوه في دهاليزها وتشط بي بعيدا ...المشكلة انها لاتتكلم ...قد أكون فضولية ..نعم ..ولكن مبدأ راحة رنيم ..هو الأهم .."
وهكذا مرت الأيام تطوى سريعة..........ماعدا محاضرات الأدب الأندلسي.....
....فقد كان...الأستاذ ينادي بكل محاضرة مجموعة من الطالبات لسؤالهن عن المحاضرة السابقة..., أو قراءة النصوص ...وكنت عند بداية كل محاضرة يمتلكني الخوف , ويهز أعماقي , ليس بسبب المادة العلمية ......أو هول الموقف .., لكن الخوف منبعث ..منشخصية الأستاذ الساخرة ...., فأنا كأي طالبة ... لاأريد أن تمسني سخريته ..ويلدغني استهزاءه , وربما لذلك الإحترام والكبرياء الذي يلف ذاتي
......, والذي من طبيعتي ...الحمد لله ...سلم الله لم يستدعني ....ولكنه استدعى ...صديقتي ...رنيم...
ففي يوم من الأيام وكالعادة جلست رنيم في نهاية القاعة , وانا بجانبها ..حضر الأستاذ ..ثم قال :
_"تخرج رنيم عبد الله إن كانت موجودة "


يتبع





انتظر ردودكمـ

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مشكوووووووووورة حبيبتي على الروايه

تقبلي مروري

__________________________________________________ __________
شكرا على الروايه الشيقه
يسلموووووو
اخوك:فارس الليل المظلم

__________________________________________________ __________
مشكوووووووووره على الروايه

__________________________________________________ __________
ثم قال :
_"تخرج رنيم عبد الله إن كانت موجودة "
التفت إلي رنيم بسرعة , وحملقت في بعد أن أمسكت بيدي ,فقالت المشرفة :
_"نعم,إنها موجودة "
قال الأستاذ:_"إذا لتتفضل إلى السماعة مع ديوان بن زيدون ص61"
سقط الكتاب من يد رنيم , تنفست بعمق مدت يدها حيث الكتاب وأخذته بهدوء ,.مت شفتيها ....وتوجهت حيث السماعة جزمت بظني القديم ,وأصبحت أراقب المشهد عن كثب , قالت بصوت منخفض :_"نعم أستاذ "
رفعت بصري إلى الأستاذ تمعنت جيدا فأحسست ببعض الأرتباك قد تلبسه من خلال حركته الغير منضبطه بتقليب أوراقه ربما أبالغ لكن هذا مالاحظته .
فسألها :_" مااسمك الكامل؟؟"
قالت :_"رنيم عبد الله..... "
قال الأستاذ يستعجلها :"اسم العائلة...العائلة ماهي ؟؟؟؟"
ضغطت رنيم بشدة على الكتاب ,صمتت لحظات ,وقالت:
_"هانئ "
فصمت الأستاذ برهه..
أمر ما يختلج في صدره لاأعلم ماهو تنبأت به ....ثم قال:
_"اسمك لم يكتب بالقائمة كاملا!!......لماذا؟؟؟"
قالت رنيم في هدوء _" لا أعلم "
...لا أدري لماذا ظننت في تلك اللحظة أن الأستاذ يبتغي في سؤاله الأخير أمرا ما ولم يطلب ماسأل........
وقال :_"اقرأي"وفتح كتابه
ارتبكت رنيم وقالت:_" كم الصفحة؟؟؟"
قال :_"61"
فتحت رنيم الصفحة المقصودة وبسرعة البرق فكانت هناك قصيدتان:-
الأولى "ماذنبي انا"والثانية بعنوان "قبلة مسواك" وعبد يصري إليها وكنت تنظر إلى الصفحة .
تأملتها , واحسست بخيوط من المعاناة تمر بها ....وذلك ماعرفت عنها اشمئزازها لنوعيةمن القصائد كالتي طلبها الأستاذ وكدت أجزم بإعتذارها , ولكنها لم تلبث بإن قرأت القصيدة الأولى والتي تقول :-
إن ناء فعلك بي فما ذنبي أنا
حسب المتيم أنه قد أحسنا
لم اقبل حتى كان عذرك في الذي
أبديته واخفى وعذري أبينا
ولقد شكوت بالضمير إلى الهوى
ودعوت من حنق عليك فأمنا
ثم انتهت .
وكانت القراءة رائعة وتبقى قراءة قصيدة قبلة المسواك...لكن رنيم ..صمتت قال الأستاذ:
_"اكملي"
فقالت بكلمات آليه :_"انتهت القصيدة "
فقال:_" اعني اكملي قراءة الصفحة ....يارنيم...."
رفعت بصرها إلى السقف وشدة بقبضتها إلى الكتا ب , وتنفست بعمق ,..وعادت إلى القراءة:
أهدي إليك بقية المسواك
لاتظهري بخلا بعود اراك
فلعل ....فلعل نفسي....
وصمتت رنيم.
وصمتت القاعة ,وصمت الأستاذ ,وكأنني أسمع دقات رنيم والتي زمت شفتيها و وأغمضت عينيها وتصنمت واقفة .
قطع حبل الصمت صوت الأستاذ لرنيم بإكمال القصيدة للمرة الثانية , فنظرت رنيم إلى السماعة ..بحزن وقالت بشئ من الضيق :
_"لن أكمل القرآءة"
(وكانت تكملة القصيدة:-
فلعل نفسي أن ينفس ساعة
عنها , بتقبيل المقبل فاك
ياكوكبا بارى سناه سناءه
تزهي القصور به على الأفلاك
قرت وفازت , بالحظير من المنى
عين تقلب لحظها فتراك )
فقال الأستاذ :-_"ولماذا؟؟"
قالت وهي تحاول أن تتمسك بهدوئها :
_"لأنها سخيفه "
فقال الأستاذ وقد طاش غضبا :
_"وأنا آمرك بمتابعة القراءة "
فقالت بعدما اختنق صوتها " لا أستطيع"
فقال الأستاذ وهو متفجر غضبا :
_"إذا ..اعتبر ذلك رفض لأمر الأستاذ المادة ...,وفرض رأيك على رأي الأستاذ بقولك سخيفة ,....بل وتحدي !!!!
.......من ألآن أنك محرومه عشر درجات من اعمال السنه ......."
وبهدوء تركت رنيم السماعة على الطاولة وتناولت كشكولها ,وخرجت أمام دهشة الجميع ,بل انصدمن الطالبات بأن تقوم المثالية بالكلية على هذا التصرف....
أماأنا فتحقق لدي أن هناك أمرا ما خلف الكواليس لا أعرفه في ذات رنيم ...فتصرفها ليس طبيعيا ,وكان بإمكانها القرآءة ثم تتفاهم مع الأستاذ لاحقا...لكنها لم تفعل للأسف ...
أفقت على وعيد الأستاذ :_"لرنيم ستندمين على تصرفك والأيام .....ستثبت ذلك...عودي إلى مكانك.."
وكان يظن أنها مازالت موجوده في القاعة.
أكمل الأستاذ الشرح بدون اسئلة..فنهضت من مكاني واستأذنت المشرفة وخرجت...واتجهت ناحية استراحة المجموعة فوجدتها جالسه صامته ,....وقد نشرت الكتابة جناحيها حولها اقتربت منها ...جلست قبالها ...رفعت رأسها بيدي ........فكانت ساخنة كالمدفئة ..ناديتها بكلمات هادئه:-
_"رنيم لا تحزني ,فأنت تملكين مبادئ سامية "
فلم تزل صامته
حاولت ان أنقب عن كلمات تناسب حالها ,وتابعت :-
_"أمعقول أن تهتز رنيم من أجل تصرف منبعث من استاذ ساخر...."
وحينما نظرت إلي خرست ..تأملتني , ثم قالت بتألم وهي تهز رأسها يمنة ...ويسرة...,هي تقول:
_:"وفاء ..وفاء ...أنت لاتعلمين شئ..."

__________________________________________________ __________
:14:ويييييييييييييين الردود ترى :61:

أشرقت شمس ذاك اليوم ورأسي يكاد يغرق في خضم من الحيره .., فصممت على أن أصارح المعلمة على أنها صديقتي ..


...وفي نهاية اليوم الدراسي , توجهت إلى المعلمة , وطلبت منها أن تسمعني , فقالت أن وقتها ضيق وطلبت مني زيارتها ..


وافقت مباشرة , وقلت :

_"أي وقت تحبين "

نظرت إلي بدهشة وقالت:

_" ألا تستأذني والدك "

أجبتها واثقة :

_"والدي يوافق, وعموما ليس في البيت "


قالت وهي مازالت مندهشة :

_"ووالدتك "


قلت :"رحمها الله "

تأملتني بعمق ,فأحرجت من نظراتها ...تنهدت وقالت :


_"حسنا ..في أي وقت يناسبك أهلا بك ..."


ابتسمت بعد أن غلبت علي براءتي وقلت :

_"أستطيع أن أزورك السادسة مساء ؟!"


قالت :"مرحبا بك في السادسة "

...وفي السادسة كنت أستعد للخروج , دق الهاتف فلم أرد وخرجت .

...رحبت بي المعلمة , وأجلستني بجانبها , ولم أكن أعرف من أين أبدأ , فأراحتني حين قالت :

_"ماذا لديك يارنيم ؟!"


وبعد أن اجتهد في ضبط انفعالاتي قلت ك

_"حديثك أمس تأثرت به كثيرا , وأخبرت صديقتي بفحواه , وأن المعاكسات تجر خلفها الويلات , لكنها رفضت ذلك وقالت :


_"بل هو حب شريف , وعلاقة طاهرة , وما لمجنون عنا ببعيد , وكيف أن الناس مازالوا يتغنون بشعره , إنه حب عفيف نقي لا تشوبه الشوائب "


قالت المعلمة وقد اتسعت عينيها :


_"وهل صديقتك تعاكس ؟!"


...ارتجفت إنها لا تعاكس و بل علاقة شريفة بينها وبين شخص يدعى عدنان .."


فأخرستني بصرخة مدوية أطلقتها ..سرت على أثرها قشعريرة في جسدي ,

وقالت :

"أهو عدنان ...صاحب القصائد الغزلية السخيفة ,والمكالمات الليلية ؟"


سألنها متعجبة :"كيف عرفته ؟!"


فقالت المعلمة التي لم تنتبه لسؤالي بدقة :





_"لكثرة خداعة ومكره على الفتيات الجاهلات , وهاهو الآن يراقب للقبض عليه .."

"دارت بي الأرض ,واهتزت الأشياء من حولي , وخيم السواد على بصري ,نهضت من مكاني , وأصبحت أسير بلا هدف وأقول :


_"كلا , إن مابينهما حب شريف وصادق , وعلاقة طاهرة لايامعلمة ولعلك لم تفهمي طبيعة مابينهما !!"


قالت المعلمة بحزم :



_" رنيم أين شرف العلاقة , وهي تحدثه بالحب وهو أجنبي عنها , وأي طهارة تلك التي تدعيها , وقد تدنست الفتاة بالسائل والمكالمات ..


...لا يارنيم ..ما بينهما علاقة محرمة , تأثم عليها , هذا مع وجود خطر رسائلها مع هذا الفاسق , الذي يستخدمها في أمور يهواها ..


....قليلا ...قليلا , مع كل كلمه تنطقها المعلمة بدأت أفيق , ويتحكم عقلي بقيادتي ....


...أحسست بحجم القضية , وضخامة المشكلة , وصعوبة الموقف , ومرارة الواقع ..


..في تلك اللحظة شعرت أنني أهوي في قاع بعيد مظلم ....


..استدرت إلى المعلمة سألتها برجاء :


_"ماالعمل ؟!!"


قالت وقد بدا الاهتمام يرسم خيوطه في وجهها :


_"هناك اقتراح لا أعلم هل هو مناسب أم لا "


...وبفرحة الغريق لرؤية لمركب النجاة قلت :


_" ماهو ؟؟؟"



قالت :"شخص يدعى لؤي , يعمل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , .وجي أبو محمد يعرفه , ويعرف أنه مهتم بالمدعو عدنان , فلعل صديقتك , تحدثه , وتطرح قضيتها , وبإذن المولى يجد لها حلا ...فما رأيك ؟!"

قلت لها :" وهل تقول كل شئ "


قالت :"كل شئ ..."


فقلت وأنا أفكر ما سأقوله :


_"حسنا .."

وأخذت رقم المدعو لؤي ...ومباشرة حينما ذهبت إلى البيت اتصلت وطلبت محادثة لؤي هذا , فكان هو من رد علي ..


فقلت له :"هل لي أن أتحدث في مشكلة خاصة ؟!"


فقال مستعجلا :"وما نوعها؟"


فقلت بمرارة :"معاكسات "


قال : "إذا المشكلة ستأخذ وقتا طويلا , وأنا مشغول ألآن في قضية مماثلة , فهلا اتصلت في وقت لا حق ؟!"



_"حسنا...,متى اتصل ؟؟"



_"بعد ثلاث ساعات , عفوا أعطيني اسمك الأول لكي تكوني في جدول المكالمات اليوم "



قلت له :"رنيم "

قال صارخا :"رنيم ...أنت رنيم "


انتفضت وصمت .


أعاد السؤال :"أأنت رنيم هانئ "


فأجبته بأنه خرجت من أقصى , أقصى القلب .


قال لي :"هداك الله أخيتي ماذا فعلت ؟!"


قلت له بعد أن تعالت ضربات قلبي ...

_"ماذا تقصد ؟!"


قال بنبرة هادئة حزينة :


_" ماهكذا يا مسلمة , لم ينبغي أن تنخدعي إلى هذا الحد , وأن يصطادك عدنان بشباكه القذرة "

قلت له بدهشة :"كيف عرفت "


قال :"من عدنان نفسه الذي نشر رسائلك على الملأ , فهو فخور بأنه استطاع خداع ابنة مسئول كبير في الميناء ...


صمت قليلا ,وتنهد وتابع :


_"ألم تعلمي أن مكالماتك في جهاز تسجيل لديه , وسوف يستخدمها في الوقت المناسب , كما حاول مرات عديدة .."


انفجرت باكية في سماعة الهاتف , ومن خلال شهقاتي أرسلت توسلاتي قائلة :

_"أرجوك , أتوسل إليك أنقذني ...أرحمني ...."

وغرقت في نوبة بكاء طويلة لم يستطع أن أتكلم خلالها ,وما لبثت أن أغلقت السماعة ..


....انقضت 24 ساعة على هذه المحادثة وأنا أشبه بجثة هامدة إلا من قلب ينبض , ودموع تنزف


...تشوهت أمامي جميع الصور التي حفظتها ذاكرتي , ماعدا صورة عدنان وهو يحمل الرسائل ل والأشرطة ....

لم أستطع أن أستمر في هذا الوضع ...


فأعدت الاتصال بلؤي ...بعد أن أيقنت أنه لا مفر من مكالمته لأخرج من هذه الغابة المظلمة ..


وقلت له :"أنا حائرة , ضائعة ,يتيمة الأم , مهملة الأب ..

..."لا عليك –بإذن الله – سأساعدك , ولكن أولا أن تعترفي أن ماقمت به خطأ , وتندمي على ذلك , بل وتعاهدي الله على عدم العودة لمثله أبدا ...وتتوبي , وتحفظي شرفك ,وعائلتك ...من أن تمسه أيدي آثمه ...فتلطخه ..."


استمر في الحديث عن التوبة وشروطها , فشرح الله قلبي لها ..ثم اتفق معي على خداع عدنان , ليقع في المصيدة فطالما استطاع النجاة منها ..وكنت أنا الأداة بحكم أنني أستطيع ذلك ...وقد وعدني لؤي باسترجاع كل ما يخصني من عدنان , وأنهيت المكالمة ..


لأول مرة منذ شهر ارتاح وتنشر الراحة جناحيها في صدري ....


..ولم ألبث إلا ويعلو رنين الهاتف , فكان كما توقعت ,..عدنان ..

عقدت العزم على البدء في حياكة الشبكة لصيده , وكان حديثه جاف معي بسبب خروجي بدون علمه و واشتغال الهاتف , فاسترضيته ...



..فرفض إلا خروجي معه ..فأخبرته بالموافقة ..تفاجئ بالخبر , ولكنه لم يخفي فرحته , وأسمعني قصائده . وتغنى بجمالي وتفكيري الحديث المتقدم ..


..ومن خلال حديثة انقشع في سماء عدنان ما تبقى من سحب حول شخصيته الموهومة..



أبغضته بغض الأم لقاتل أبنها , وكنت بطبيعة الحال أخفي هذا الشعور ..وجاء اليوم الموعود ...


وكان لؤي يطمئنني , ويؤكد لي أنه سيتابع السيارة ...


حضر عدنان , وركبت معه , وتظاهرت بالسعادة , أما هو فالأرض لا تسعه من شدة فرحة بالغنيمة , تحركت السيارة , وجابت أسواق المدينة و حتى انتهت إلى زقاق ضيق ..وطوال تلك المسافة التفت يمنة ويسرة أبحث عن لؤي الذي لا أعرف شكله ولونه ...ثم أوقف السيارة أمام بيت صغير خالي من السكان , وقال لي بعد أن أطفأ السيارة ...



"تفضلي يا حبيبتي , يا أغلى ما في الوجود "

فقلت تبعا لما رسم لي "أنا خائفة هلا أجلته إلى يوم آخر .."


قال مداعبا :"وما يمنع هذه المرة , ومرة أخرى , هيا ....فهناك مفاجئة لك "


فقلت : " أرجوك يا عدنان أجل الموعد لمرة أخرى "


قال وهو يحاول ضبط أعصابه :"رنيم هيا , لا تجعلي الفرصة تفوت "


_"عدنان أريد أن عودة إلى البيت "


قال كاتما غضبه :" رنيم انزلي , هيا حبيبتي "


كنت أنتفض كورقة خريف جافة وقلت :


"أنا خائفة , أريد العودة "


فنزل واستدار ناحيتي , وهو يلتفت يمنة ويسرة , وفتح الباب وأمسك بيدي محاولا إخراجي بالقوة ...


..وفي هذه الأثناء انقض ثلاثة شباب عليه من الخلف وأخذوا يشبعونه ضربا وصفعا ..أما أنا فقد بلغ مني الخوف مبلغه ولم أستطيع المقاومة للإغماء ...


...أفقت ..فتبينت أمامي طيف أبيض يتحرك , وسمعت أحدا يناديني ...أدرت ببصري فشاهدت رجلا ..ركزت بصري لعلي أعرفه , فتذكرت مباشرة عدنان وخروجي معه , سمعت الرجل يناديني مرة أخرى , دققت في ملامحه ,فعرفت أنه أبي .


نهضت .. وألقيت إليه بجسدي ضممته بقوة , أعاتبه على إهماله .. تركني أعيش كاليتيمة..ضممته لأشبع ذاك الفراغ العاطفي بداخلي , وانفجرت باكية ..

أخذ يربت على كتفي , وقال محاولا تهدئتي :


_"لا عليك يا بنتي , لم يحدث مكروه , ولله الحمد "


كاد قلبي أن يتوقف انخرست , وتابع بقوله :

_"أخبرني شخص بالهاتف يدعى لؤي أنه رآك تفقدين الوعي في أحدى المحلات التجارية .."


فعلمت أنه لم يعرف شئا , وعدت إلى بكائي ...


قال بلين :


_"كان يجب أن تأخذي الخادمة أو إحدى صديقاتك كي لا تتعرضي لمثل هذا الموقف , عموما لا بأس عليك و وقد طمأنني الطبيب "


ثم ما لبث قليل وخرج إلى عمله , بعد أن أوصى الخادمة بالمكوث معي في المشفى


في اليوم التالي ..أحضرت الخادمة ظرفا كبيرا , وقالت :


_"هذا لك "


تناولت الظرف , فكان من لؤي , وقد أعاد من عدنان كل رسائلي ..وصاحبها جوارب وقفازات سوداء , وكتاب بعنوان :


"قبل أن ينخدش الزجاج ", ومصحف "


ومن ذلك الحين , ورنيم تغيرت ,نزعت الثياب التي رفضت أمي معانقتي بسببها , وليست ثياب الفضيلة والعفاف , وعرفت بعد قراءتي لكتاب الله , أين تكون السعادة الحقيقية , والراحة الأبدية ..


تبدلت كليا ...وانضممت إلى قافلة الصحوة ...وقطار الالتزام ... أحببت الله , وارتحت بمناجاته ...وجدت نفسي بين كلماته ... والحمد لله على ذلك , وأدعوه أن يقبض روحي وأنا على هذا الطريق ...


...فقلت لها :"وعدنان ...أقصد الأستاذ عدنان ...ألم يحاول الاتصال ؟"



هزت رأسها نافية وقالت :


_"أبدا , ولم أعرف عنه شئ إلا في هذا الفصل الدراسي "


صوبت نظري إليها ...تأملتها بشدة وتذكرت حالتها مع الأستاذ عدنان أثناء المحاضرة .. ابتسمت وقالت :


_"مابك؟"


جاريتها بالابتسامة وقلت :


_"كنت أسترجع حالتك أثناء محاضرات الأستاذ عدنان ..."


ماتت الإبتسامة على شفتيها وقالت :


_" حالتي !"

وتنهدت وتابعت :"لم يعلم بها إلا الله "


سرت القشعريرة في جسدي وسألتها :-


_"وماذا أنت فاعلة , وخاصة أنه طلب منك محادثته عند رئيسة القسم "



فوضعت رأسها بين كفيها وهزت وقالت :


_"لا أعلم , أخاف أن ينبش الماضي ..ويبعث في يباب القديم "


فقلت لها مطمئنة :


_"لا أعتقد , فقد مضى زمن على الواقعة , ثم أن مكانه حسا س جدا , ولا يسمح له بأي حديث خارج المادة العلمية "...


...رفعت رأسها ...وقد اغرورقت عيناها بالدموع وقالت :



_" ها أنت عرفت مكمن السر , وحلقت حولك طيور الماضي ..بالله يا وفاء , أليس لهذا الحلم الشجي من نهاية ؟.."


...فقلت وأنا أحاول أن أخفف من وطأة ألمها :


"أولا أحمدي الله أن لك مبدأ تسيرين عليه وأساس متين تقفين فوقه ..


ثانيا : لا تسبقي الأحداث , وتوكلي على الله "


تنهدت بعمق ...وقالت:

_"بورك فيك , ومع ذاك فالذكرى القديمة مازالت تشعل في قلبي لهيب الحزن , وتبعث بين ضلوعي لحنا يروي حكاية أليمة .."





يتبع





:030104_emM7_prv: