عنوان الموضوع : طوق الياسمين رواية جديدة
مقدم من طرف منتديات الشامل

.بين الم الواقع
وعذوبه الاحلام
بين صخور القسوة
ودفئ الرمال
في قلوب اعمتها الغفله
وقلوب اتعبها الشقاء
تمتد أحداث روايتي
فمن قلبي الى قلوبكم
أهديكم اول افكاري
( طوق الياسمين)
سارحه بافكارها ، بين ماضي مؤلم ، وامل جديد لم تحس بطله قصتنا (ياسمين) بطول الطريق
قطع حبل ذكرياتها مع توقف السياره أمام باب الفيلا
نزلت بهدوء من السياره ووقفت دقائق امام الفيلا تتأملها و تتأمل سحر المكان وتشكر بنفسها من اختاره
كان مكانا ساحرا بكل معنى الكلمه
الفيلا تبدو كبيره ومريحه بلونها الابيض
وما اسعدها فعلا هو انها امام البحر
فيلا امام ساحل البحر الازرق الهادئ
وبدلا من ان تدخل ، ذهبت الى البحر
وقفت امامه مبهورة بجماله ، احست بالسعاده والهدوء النفسي يغمرها
لطالما عشقت البحر
ثم استدارت ورجعت الى الفيلا لتجد السائق قد ادخل امتعتها
توجهت الى الداخل
لتجد سيدتين باستقبالها
احداهما فتاة جميله الملامح تبدو البشاشه في محياها
والاخرى سيده تبدوا بنهايه الاربعينات من العمر تغلف حناياها الطيبه والحنان
لثواني لم تتكلم احداهما
ثم تقدمت منها السيده الاكبر عمرا مرحبه بها
_ أهلا ياسمين نورتي المكان اتمنى ان لا تكون الرحله قد سببت لك الارهاق
ابتسمت ياسمين وردت عليها
على العكس لم احس بارهاق الطريق ، ثم نظرت لها مستفسره
انتي الام سما ان لم يخب ظني
ردت عليها سما : نعم انا هي يا ابنتي واتمنى لك اقامه سعيده بيننا
واتمنى ان تدعوني دائما بامي سما
نظرت ياسمين الى الفتاة الشابه
ثم هتفت : انتي اسراء؟
ضحكت اسراء وتقدمت من ياسمين واحتضنتها بلهفه قائله : نعم انا هي
اشتقت لكي ياسمين
تمنيت دوما ان اقابلك
ياسمين بصوت غلفته الدموع : وانا ايضا اسراء
لا اكاد اصدق نفسي اخيرا انا هنا معكم
انتم اهلي وعزوتي
ابتسمت اسراء قائله : انتي اختي ياسمين واتمنى ان ترتاحي هنا بيننا
تسائلت ياسمين : هل وصل الجميع؟
اسراء: وصل بعض الاعضاء وجميعهم يرتاحون بغرفهم الان
ما رايك ان ادلك على غرفتك لترتاحي قليلا بانتظار وصول الاخرين ليتم التعارف بين الجميع
وافقت ياسمين بهزة من رأسها والتفتت الى الام سما تستأذنها بالانصراف
ثم تبعت اسراء الى الطابق العلوي
بغرفتها وقفت ياسمين دقائق تتأمل المكان
كانت غرفه متوسطه الحجم أثاثها يغلب عليه اللون الابيض
وما لفت نظرها هو وجود نافذه كبيره تطل على البحر
أحست بالراحه
وبدأت بافراغ حقائبها وترتيب اغراضها بالخزانه الموجوده
ثم توجهت الى الحمام الملحق بالغرفه
أخذت حماما سريعا ، ثم ارتدت ملابس مريحه واستلقت على سريرها تفكر
مالذي اوصلها الى هنا؟
قبل بضعه شهور فقط
خرجت من تجربه بشعه افقدتها توازنها تماما
وانتهت بمحاوله انتحار كادت تفقد حياتها اثرها
خسرت الكثير
ثم وبيوم من الايام كانت تتصفح النت فاذا بموقع نفسي
سجلت به علها تجد به حلا لمشاكلها
وهناك تعرفت على الكثير من الاعضاء والشخصيات المختلفه
واقتربت من مشاكلهم
شاركتهم الامهم وشاركوها حزنها
الا ان طرحت الاداره يوما فكره تحويل هذا المجتمع الى واقع ملموس
عبر دعوه عدد من الاعضاء والاطباء النفسيين
ومحاوله تقديم الدعم النفسي لهم بشكل مباشر
وفعلا تحققت الفكره
بعد شهور من الترتيبات اللازمه من اختيار المكان وترتيب الحجوزات لمن اراد الاشتراك
وهاهم هنا
يحاولون البدء من جديد
سأبدأ بوصف المكان
فيلا شبه معزوله على ساحل البحر
مكونه من 3 طوابق
الطابق الارضي كان يضم غرفه الطعام وغرفه الاجتماعات
ومكتبه
وصاله كبيره لمشاهده التلفاز ومزاولة الانشطه المختلفه
ثم هناك المطبخ الذي يضم بابا على الحديقه
ثم الطابق الاول يضم غرف نوم الفتيات من اعضاء وادراه وطبيبات
والطابق الثاني كان مخصصا للاعضاء الرجال
وكان هناك قسم خاص خارج مبنى الفيلا تم ترتيبه كعياده طبيه لمواجهه أي حاله طارئه
كان كل شي منظم
بالخارج كانت هناك حديقه جميله المنظر
المكان بمجمله كان مريحا نفسيا
كان خير مأوى للمتعبين ولمن ضاقت به الدنيا
فكل شخص هنا لديه قصه
لديه جرح
لديه الم
فدعونا معا نعبر جدران الجسد
ونبحر بين ثنايا الروح
......
تنبهت ياسمين على صوت طرقات على باب غرفتها
اعتدلت بجلستها
وبصوت مهزوز : ادخل
دخلت اسراء مبتسمه
اسراء فتاة جميله بمقتبل الصبا بشوشه جدا
ملامحها ناعمه جدا
وصوتها هادئ
متوسطه الطول رشيقه القوام
جلست على السرير بجانب ياسمين
احتضنتها بقوة
مع ان اسراء وياسمين لم تتقابلا الا اليوم الا ان الرابطه التي بينهما كانت عميقه جدا
وبفترة وجيزة استطاعت اسراء بطيبه قلبها وسعه صدرها ان تكسب ثقه ياسمين
وكان لها دور كبير في اقناعها بالانضمام لهذه المجموعه
فقد كانت تعلم تماما مدى الجراح التي تعرضت لها
وكانت تعلم مدى حاجتها الى من يأخذ بيدها الى طريق النجاه
ومع انها تصغرها عمرا فقد كانت اسراء بالثانيه والعشرين من العمر
طالبه بكليه علم النفس
وتشارك بالكثير من النشاطات التربويه
اما بطلتنا
فقد كانت باواخر العشرينات
إمراءه قد وهبها الله جمالا طاغيا
جسدا ممشوقا ، كانت برونزيه البشره
طويله القامه ، نحيفه
شعرها ناعم طويل وكثيف كستنائي اللون يصل الى خاصرتها النحيفه
تملك وجها مثيرا
عينان بنيتان رموش كثيفه وطويله
انف كحد السيف
وفم صغير
وقد كان جمالها هذا وبالا عليها
كانت فتنه للناظرين
حتى ان اسراء ذهلت عندما رأتها اول مرة
قطعت ياسمين الصمت
خائفه
امسكت اسراء بيدها
: اعلم ذلك يا عزيزتي شعور طبيعي
ياسمين: من الصعب علي مقابلتهم ، محادثتهم عبر الانترنت شئ وان اراهم شخصيا هو شئ اخر
اسراء: انظري بعيني ، انتي اقوى من هذه اللحظه
تحملتي الكثير فلن يصعب عليك مقابله اشخاص يريدون مساعدتك
ياسمين بتردد : لكنهم يعلمون من انا
اجابتها اسراء
ليس الجميع فقط اعضاء الادراه والاطباء النفسيين
البقيه فقط يعلمون بانك ياسمين
ولن يعلموا الا ما تريدي انتي لهم ان يعرفوا
لقد وصل جميع الاعضاء
والمدير يريد من الجميع التوجه الى القاعه الرئيسيه ليتم التعارف
ا رجوكي حبيبتي بدلي ملابسك ووافينا الى هناك
أومأت ياسمين برأسها
خرجت اسراء
نفضت عنها مخاوفها وقامت لاستبدال ملابسها
احتارت ماذا ترتدي
بالنهايه اختارت فستانا زهري اللون
بدون اكمام بقصه بسيطه عند الصدر
تنورته تصل الى ركبتيها بموديل فرنسي
ولبست صندلا من نفس اللون
وتركت شعرها منسدلا
ولم تضع أي زينه على وجهها
نزلت بخطوات متردده الى الطابق الارضي
وهناك سمعت اصواتا من داخل قاعه الاجتماعات
توقفت امام الباب وقلبها ينبض بقوة من الخوف
استجمعت انفاسها وطرقت الباب
ودخلت
توقفت جميع الاصوات عند دخولها مما سبب لها توترا ملحوظا
الجميع كان ينظر لها
البعض كان ينظر باندهاش فلم يتوقعوا كل هذا الجمال
والبعض كان ينظر باستنكار بسبب ملابسها
والبعض كان ينظر بغيره
تقدمت اسراء منها والتفتت الى الجميع قائله
واعرفكم باخر عضو انضم لنا
الاخت ياسمين التي تعرفونها جميعا باسم ( طوق الياسمين)
ياسمين اسمحي لي ان اعرفك على الجميع
بدايه اعرفك باعضاء الاداره
السيد أمجد هو الرئيس هنا
رحب بها المدير : أختي الفاضله مرحبا بك بيننا واتمنى لك الافاده ان شاء الله
استكملت اسراء تعريفها بباقي الاعضاء
لنختلس نحن بعض الوقت لتعريفكم قرأئي الاعزاء بأهم شخصيات روايتي
المدير العام او رئيس المجموعه
أمجد
العمر : 40 عاما
المهنه : ماجستير بالطب النفسي والعصبي
وصاحب مركز من اشهر مراكز اعاده التأهيل
وأستاذ محاضر باحدى الجامعات المرموق

شخصيه قويه بحق
لها كاريزما خاصه تفرض احترامها على الجميع
اما من ناحيه الشكل
كان طويل القامه ، وسيم الملامح
كل شئ فيه ينطق برجوله واضحه
اسراء
العضو الثاني بمجلس الاداره
كما ذكرنا
طالبه بكليه علم النفس واحدى طالبات الدكتور امجد
وهو من رشحها لهذا المنصب
لما تتمتع به من شخصيه قويه محبه للخير
واجتهادها بدراستها مما جعله يتنبأ لها بمستقبل باهر في هذا المجال
سما
او ألام سما
العمر: 48 عاما
المهنه: مرشده اجتماعيه متقاعده عملت طويلا في هذا المجال
طيبه القلب
متدينه جدا
الدكتور يوسف
العمر: 28 عاما
المهنه : بكالورويس علوم نفسيه وتربويه
يميل الى المرح ولديه حس فكاهه واضح
ولكنه وقت الازمات رجل يعتمد عليه
متوسط القامه ، يميل الى النحافه
وسيم الملامح
السيد أحمد
العمر
36 عاما
المهنه : ماجستير ادراه اعمال ورئيس مجلس اداره شركه خاصه
وصديق شخصي للدكتور امجد
وهو من ممولين هذا المكان
هذا بالنسبه للادراه
وسنتعرف الان على الاطباء النفسيين المشاركين بهذه التجربه الفريده
الدكتورة ميرفت
اخصائيه أمراض نفسيه وعصبيه
وتمتلك عياده خاص بها
العمر 35 عاما
الدكتور عبد الرحيم
أخصائي علاج معرفي سلوكي
يعمل باحدى المستشفيات
العمر
28 عاما


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الدكتور يحى
المهنه: دكتوراه علم نفسي تربوي
العمر : 30 عاما
استاذ باحدى الجامعات
الدكتورة شيرين
المهنه : ماجستير ارشاد نفسي تربوي
تعمل باحدى الجامعات وايضا لها عياده باحدى المستشفيات
الدكتور عمار
المهنه : طبيب عام بشري
يعمل باحدى اقسام الطوارئ
العمر : 29 عاما
تم توجيه الدعوه له ليكون مسؤؤل عن العياده الطبيه لمواجهه أي حاله طارئه
ترافقه اثنتان من الممرضات من الجنسيه الفلبينيه
الممرضه جانيت او جيني
والممرضه كريستينا
أما بالنسبة للأعضاء
فسنتعرف على كل شخصيه منهم مع تتابع أحداث الرواية
نرجع إلى قاعه الاجتماعات
ونترك الحديث هنا
للدكتور أمجد الذي ترأس طاوله الاجتماعات
وبدأ بتوجيه الحديث الى الجميع
اجتمعنا اليوم هنا ولكل منا أسباب مختلفة
ولكننا جميعا متفقين على هدف واحد
وهو محاوله إنجاح هذه التجربة
محاوله فهم بعضنا البعض
جمعينا سنساعد من أعضاء وأداره وأطباء
اعلم أننا من بيئات مختلفة
ومن مجتمعات مختلفة
لكننا سنحاول تجاوز هذه الفروقات والاختلافات الفردية
لنكون يدا واحده بمواجهه المشاكل النفسية
لنكون أقوى
واعتقد أن كل فرد فيكم قد ترك حياته وراءه وانضم لنا
ليتحرر من قسوة الماضي
لذلك اطلب من الجميع بمن فيهم أنا
الالتزام بكل القوانين التي وضعت لصالحكم
والتعاون مع بعضنا
ليكون الغد أفضل
وسيتم اطلاعكم على البرنامج المعد لكل فرد فيكم
وستقوم إسراء بتوزيعه عليكم لاحقا
أما الآن فانا اطلب منكم أخذ راحتكم والتجول كما تحبون
واطلب من بقيه أعضاء الاداره والأطباء البقاء لمناقشه بعض الأمور
توجه الجميع للخارج بما فيهم ياسمين
وقد غلفهم الصمت
فهما كان تواصلهم مسبقا عبر النت الا أنهم غرباء على ارض الواقع لا يربط بينهم غير الامل
صعدت ياسمين الى غرفتها
أحبت الانفراد بنفسها ، وتهدئه أعصابها بعد ان زالت رهبه الموقف
أحقا هي معهم الآن وجها لوجه
من عرفتهم عبر الأسماء المستعارة
تعيش بينهم الآن
استرجعت بداخلها ووجههم المختلفة
لفتت نظرها عضوه كانت كتاباتها مميزة وكانت تسمي نفسها (بجروح الأيام)
اسمها الحقيقي الذي عرفته اليوم
هو ليلى
ليلى بالثانية والعشرين من عمرها
تربت بعيدا عن أمها ، وعاشت مع زوجه أب قاسيه
ضيئله الحجم ، رقيقه الجسد ، سمراء ناعمه
كل نظره من عيونها تشف عن حزن عميق
لكن لا أعمق من حزن الياسمين
.........
بقاعه الاجتماعات
كان النقاش دائرا بين الادراه والاطباء النفسيين وكانت ملفات الاعضاء امامهم
احمد: لا احبذ ابدا ترك الاعضاء على راحتهم
يجب وضع قوانين تحدد طريقه الملبس وسلوكيات الكلام و ....
قاطعه الدكتور امجد باشاره من يده قائلا : اتفق معك بان النظام جميل
لكن لا تنسى يا احمد اننا نتعامل مع مرضى نفسيين
نتعامل مع اناس قد اختلطت عندهم المقاييس فان نحن بدأنا معهم بالشده سيؤثر ذلك على مدى تقبلهم لنا
وعلى استعادتهم لسلامتهم النفسيه
لذلك فانا اقترح التساهل قليلا
الدكتورة شيرين: انا مع اقتراح الدكتور امجد ، لايجب ان يشعروا ابدا باننا غير متقبلين لطريقه حياتهم
بل على العكس
، يجب ان يشعروا هم من انفسهم بأخطائهم
ويحاولوا تصحيح الامور بانفسهم
ولا تنسى يا احمد انهم من بيئات مختلفه بعضهم من اسر محافظه وبعضهم لا
بعضهم متعلم ومعه شهادات وبعضهم لم يكمل بعد تعليمه الثانوي
هذا غير اختلاف الاعمار
وافق الجميع على كلام الدكتورة شيرين
الدكتور امجد: أريد معرفه رأيكم بالحالات التي لدينا
لقد صنفتها الى ثلاثه اقسام
القسم الاول بحاجه الى رعايه نفسيه مكثفه
القسم الثاني بحاجه ايضا الى الرعايه والدعم والارشاد لكن بشكل اقل
القسم الثالث من الاعضاء
من خلال قراتي لملفاتهم لا اظن انهم يعانون من مشاكل نفسيه بل هي مجرد اضطرابات بسيطه في السلوك يحتاجون الى بعض التوجيه واعتقد انهم سيقومون بمساعدتنا في تقديم العون للبقيه
واستمر بينهم النقاش ووضع خطه العمل وتوزيع المهام
في مكان اخر بالفيلا
جلس محمد
أمام شاشه التلفاز
محمد عمره 17 عاما
ورغم صغر عمره الا ان ما كان يحمله من الهموم كانت اكبر من احتماله
كان يحس بالضياع والتشتت
لم يكمل دراسته الثانويه بعد
بل لقد توقف عن الدراسه منذ عام تقريبا
بسبب مشكلته
محمد من اسرة متوسطه الدخل
والده يعمل باحدى الوظائف الحكوميه
ووالدته ربه منزل
ترتيبه الثاني بين اخوته
ثلاث فتيات وهو الولد الوحيد
ولانه الولد الوحيد بين ثلاث فتيات فقد كان يقضي اغلب وقته مع اصدقائه واولاد عمه
وكان متاثرا جدا بهم
وكانت حياته عاديه تمضي بوتيره واحده
ما بين دراسته وأهله وخروجه مع اصدقائه
الا ان تعرض لتلك التجربه التي قلبت كيانه
السلام عليكم
التفت محمد بسرعه
ورد : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
كان المتحدث هو عمر
وهو عضو اخر
عمره : 23 عاما
خريج جديد من كليه التقنيه
كان يعاني وسواسا قهريا
عمر : هل استطيع الجلوس معك؟
محمد بتوتر : طبعا تفضل
جلس عمر ولدقائق كان الصمت هو سيد الموقف
الا ان قطعه عمر
ماذا تشاهد؟
محمد: لا شئ معين كنت اقلب القنوات ، هل تحب برنامجا معينا
عمر : امممممم ، احب مشاهده الافلام والمسلسلات الاجنبيه
مثل فريندز
محمد وقد بدأ يحس بالحماس: نعم وانا ايضا احب هذا المسلسل
يضحكني جدا
ضحك عمر : وانا ايضا لا اتوقف عن الضحك عند مشاهدته وهناك ايضا العديد من المسلسلات الكوميديه مثل ......
واستمر بينهما النقاش
وقد كسر بينهما حاجز الرهبه الاول
فيا ترى ما هي قصه محمد ولماذا هو هنا
؟؟؟؟
وماذا سيحدث لعمر وهل سيستطيع التغلب على وسواسه
جلست بغرفتها أمام المرآه تتأمل ملامح وجهها
كان عندها يقين تام بانها دميمه الخلقه
تأملت قسمات وجهها بحزن ، وغضب
لماذا لم تكن تشبه اختها الصغرى ( رغده)
حتى اسمها الذي تمنت دوما تغيره ( فاتنه)
عندما كانت تسأل عن اسمها وتجيب كانت تلمح نظرات السخريه بعيون محدثيها
فاتنه ولا تحمل شيئا من الجمال
ونسيت ان الجمال الحقيقي هو جمال الروح
فانته
العمر: 20 عاما
طالبه بكليه الطب
والدها يعمل باحدى الشركات الخاصه
والدتها طبيبه اطفال تعمل باحدى المستشفيات
لديها اخت وحيده هي رغده
اصغر منها بسنتين
هي عقده حياتها
كانت تعاني منذ ولاده اختها
فقد كانت طفله موفورة الصحه كل شئ فيها ينطق بالجمال
فحظيت رغده بكل اهتمام والديها
كانت تحس بالتفرقه بينها وبين اختها
فالاولويه لها بكل شئ
الملابس ، الرحلات ، الدلال ، الالعاب
حتى جديها كانا يميزانها
واستمر هذا الامر حتى هذه اللحظه
ولكن كل تلك السنوات لم تزدها الاحقدا على اختها وعلى كل شئ جميل
وكانها كرهت الجمال
وامتلأت نفسها حقدا وحسدا وغيره
فاتنه
أنثى
قصيرة القامه
ممتلئه الجسد
شعرها ناعم قصير اسود اللون
عيناها صغيرتان سوداء اللون
وكانت تملك أنفا بارزا
وشفتان رفيعتان
وقد عانت مؤخرا من مشكله حب الشباب وكانما كان ينقصها هذا الامر
ليزيد من نفسيتها سوءا
لكن الله عوضها بذكاء فائق
كانت دائما الاولى على مدرستها
وللعلم فقد كانت تدرس باحدى المدارس الانترناشونال
وتخرجت بتقدير مرتفع أهلها لدخول كليه الطب
لكن الانسان جبل على انكار النعم
وطريقه التربيه الخاطئه والتمييز التي اتبعها اهلها
كان لها ابلغ الاثر في صنع هذه الشخصيه المريضه
ما هدف فاتنه من الانضمام إلى المجموعه
وماذا سيحدث
؟؟؟؟
.......


__________________________________________________ __________
بغرفتها وقد اعتراها الملل
جلست ياسمين ، تفكر بالخطوة التاليه
نظرت إلى الساعه المعلقه على الجدار المواجه للفراش
كانت تشير إلى الثامنه مساء
ثلاث ساعات مرت منذ وصولها هنا
أحست بالعطش
قامت إلى الثلاجه الصغيره الموجوده بغرفتها وفتحتها واخرجت زجاجه ماء
نظرت حولها فرأت على الطاوله القريبه كأسين فارغين
تناولت احدهما
وصبت بعض الماء لتروي عطشها
دقائق حتى سمعت نداء عبر جهاز الاتصال الداخلي
يبلغ الجميع بانه حان وقت العشاء
ويطلب منهم التوجه إلى قاعه الطعام
القت نظره على شكلها بالمرآه
ثم نزلت إلى الطابق الارضي
على الدرج ، التقت بفاتنه
فاتنه كانت ترتدي بنطلونا اسود جيد التفصيل
وقميصا بنفسجي اللون
ابتسمت ياسمين لها
لكن فاتن ادارت وجهها إلى الجهه الاخرى
واستمرت بطريقها
استغربت ياسمين تصرفها ولكنها لم تعرها اهتماما فلم يكن ينقصها اضافه هم جديد إلى همومها
بقاعه الطعام
قامت إسراء بتوجيه الجميع إلى مقاعدهم
كان الجو العام وياللغرابه يسوده المرح
فبعد ان زالت رهبه المواجهه الاولى ، بدأ الجميع بتقبل بعضهم البعض
خاصه ان بينهم معرفه مسبقه عبر النت
وساهمت نكات الدكتور يوسف وروحه المرحه
بتخفيف الكثير من التوتر عن البقيه
استمتع الجميع بعشاءه
انتهى العشاء بسلام
واقترحت إسراء على الجميع ان يتناولوا القهوة بالحديقه
وافق البعض بحماس وفي مقدمتهم الدكتور يوسف طبعا
بينما اعتذر البعض
خرجت ياسمين مع إسراء إلى الحديقه
ياسمين: إسراء المكان جميل جدا هنا
اجابتها إسراء: نعم رائع جدا ، وكذلك الجو جميل جدا
ياسمين بشرود : صحيح
تنبهت اسراء لشرودها ولم تعلق
جلست ياسمن بالقرب من إسراء
غريزيا كانت لا ترغب بالابتعاد عنها ، تحس بالامان لوجودها
وغير بعيد عنها
جلس الدكتور أمجد مع أحمد والدكتور يوسف
وجلس عمر مع صديقه الجديد محمد
وبجانب إسراء من الناحيه الاخرى جلست الام سما
وبجانبها ليلى
ليلى تلك الفتاة البريئه
كانت تتبادل الحديث مع الام سما
وقد احست بالراحه لها
كانت ليلى تبحث عن الام بكل شخص حولها
افتقادها لامها وللحنان
الذين احستهم لدى سما
وعلى الجهه الاخرى من الطاوله جلس الاطباء
يتناقشون بالمواضيع المختلفه
بينما فضل البقيه ومنهم فاتنه البقاء بالداخل
مضت نصف ساعه والجميع منشغل بالاحاديث المختلفه
فجأة أحست ياسمين بدقات قلبها ترتفع
وبدأت يديها ترتجف بشكل ملحوظ
انتبهت لها اسراء
ياسمن ، ما بك؟ هل تشعرين بالبرد؟
لم ترد عليها ياسمين
فقد كانت بوادي اخر
احدى نوبات الهلع التي تهاجمها بين فترة واخرى
انتبه الجميع وساد الصمت وتبادلوا النظرات
قامت إسراء عن كرسيها ووقفت امام ياسمين
امسكت بيديها لتوقف ارتجافتها
أسرعت الام سما إلى الداخل لتحضر غطاء لها
اسراء وهي تهز كتفيها
ياسمين انظري إلى عيني
اسرعت الدكتورة ميرفت إلى ياسمين
خذي نفسا عميقا
حاولي ان لا تفكري بشئ اخر
فقط خذي شهيقا عميقا وازفري بهدوء
اتت الام سما مسرعه من داخل الفيلا وهي تحمل وشاحا ثقيلا
وضعته اسراء على كتفي الياسمين
لكن رغم ذلك استمرت بالارتجاف ولم تنطق بكلمه
كانت عيناها تنظر لهم ولا تحمل غير الخواء وكانها لا تراهم
استمرت الدكتورة ميرفت بالحديث لها طالبه منها ان تتنفس بعمق
بينما كان الجميع ينظرون لها وقد بدا لهم واضحا انها احدى نوبات الخوف التي تنتاب من هم بحالتها
لكن هناك عينان كانتا تنظران لها بطريقه اخرى
كان الجميع يشعر بالخوف عليها والحزن لاجلها
لكن هناك شخص ما كان بينهم
خالطه شعور غريب غير الخوف
كان شعور الحنان
كان يتمنى ان يضمها لصدره
كان يتمنى ان يوقف ارتجافتها بيديه
عينان كانتا تنظران لياسمين كأنثى
أخيرا مع محاولات إسراء والدكتورة ميرفت
توقفت النوبه
استعادت ياسمين أنفاسها
واحست بالدموع تغرق عينيها
ولم تستطع ان تنطق بكلمه
سارعت اسراء إلى احتضانها
ثم ساعدتها على الوقوف
وتوجهت معها إلى داخل الفيلا
وتبعتها ليلى والام سما
بينما بقي الاخرون بالخارج
الدكتورة ميرفت : نوبه خوف واضحه
الدكتور عبد الرحيم: تحتاج جلسات مكثفه لتعليمها كيفيه مواجهه مخاوفها والسيطره عليها
الدكتور امجد:
برأيك دكتورة ميرفت هل هي بحاجه إلى ادويه مهدئه؟
اذا كانت كل النوبات التي تنتابها مثل هذه فلا اعتقد انما ان واجهتها نوبات اقوى
اعتقد انها بحاجه إلى مهدئات
ومن خلال قرأتي لملفها ارجح هذا الامر
استمر النقاش بينهم
بينما في الداخل
بغرفه ياسمين تحديدا
انخرطت ببكاء حار
تعبت اسراء احس بالم بكل جسمي ، ولم اكن احب ان اظهر بهذا المظهر والضعف امامكم
إسراء: حبيبتي جميعنا هنا نتفهم وضعك وسنساعدك
ما رأيك ان ترتاحي الان ولا تفكري باي شئ اخر

أومأت ياسمين برأسها موافقه
انتظرت اسراء معها بعض الوقت حتى هدأت تماما
ثم وقفت استعدادا للخروج وقالت لها غرفتي بجانب غرفتك اذا احتجتي إلى أي شئ فلا تترددي
تصبحين على خير
بعد خروج اسراء قامت ياسمين واغلقت باب الغرفه بالمفتاح
وتوجهت إلى الحمام غسلت وجهها المرهق ثم ابدلت ملابسها
ارتدت بيجامه حريريه بيضاء مكونه من قطعتين
ثم وبتردد اخرجت من حقيبه يدها علبه من الحبوب المنومه
ابتعلت حبتين منها
احست بالذنب لانها لم تعترف انها تتناول أي نوع من المنومات او المهدئات
لكنها بالفترة الاخيره لا تستطيع النوم بدونها
اطفأت نور الغرفه ، واشعلت الاباجورة التي بجانب فراشها فقد كانت لا تسطيع النوم بالظلام التام
واستلقت بسريرها بانتظار ان تبدأ الحبوب عملها
بغرفه الام سما
كانت ليلى تجلس معها
كانت تتحدث عن حياتها
ليلى
عانت الامرين من انفصال والديها
والدها رجل معروف من اسرة غنيه
كان متزوجا من ابنه عمه قبل والدتها ولديه منها الاولاد والبنات
اخوة ليلى الذين لم تشعر يوما بقربهم منها
التقى بوالدتها على متن احدى الرحلات الجويه
كان مسافرا بالدرجه الاولى
وكانت هي مضيفه الطيران المسؤوله عن تلك الرحله
ومنذ اللحظه الاولى التي التقت فيها عيناهما
أحس كلاهما بأن القدر يرتب لهما امرا
وقد كان
فبعد شهرين من لقاءهما الاول
تزوجا بأحدى الدول الاوربيه
وقد أشترى شقه جميله لها ، ولم يكن يبخل عليها بأي شئ
ما عدا وجوده قربها
فقد كانت تراه يوما او يومين كل ثلاثه اشهر
كانت روحه تتوق للقائها ، فقد كانت سيده احلامه وسيده قلبه
لكن ظروفه ، العمل ، واسرته الاخرى لم تكن تعطيه الوقت الكافي للقائها
ولم يكن يستطيع ان يصارح عائلته بزواجه منها
فقد كانت تقاليدهم صارمه بهذا الخصوص
خاصه ان جل مشاريعه كانت شراكه مع اولاد عمه اخوة زوجته
وقد شرح لها وضعه منذ البدايه
ووافقت ، وتفهمت او هكذا ترأى له ولها
وكان هناك شرطا وحيدا له
أن تترك عملها كمضيفه طيران
وفتح لها حسابا بنكيا باسمها كان يودع به مبلغا ضخما كل شهر
كانت أم ليلى واسمها (ليليان)
تقضي وقتها ما بين التنزه ، وممارسه هوايتها ولقاء صديقاتها
الا ان كل هذا لم يغنيها عن وجوده
كانت تحس بمراره ابتعاده عنها
وكانت تحس بفراغ عاطفي كبير
رغم انه لم يكن يبخل عليها بشئ ويغرقها بفيض من مشاعر الشوق والحب والحنان عندما يجتمعان
الا ان كل هذا
لم يحميها من الانزلاق إلى مستنقع الخيانه
بعد عامين من زواجهما
وصل ارض المطار وكله لهفه وشوق لمقابله حبيبه قلبه
وطوال الطريق كان يتخيل كيف سيكون وقع المفاجأة عليها
لقد قام بحجز تذاكر إلى جزر المالديف
سيقضي معها اسبوعين كاملين
هو وهي فقط
كم اشتاق اليها ، حادثها ليله البارحه ولم يخبرها بقدومه
وصل إلى الشقه
فتح الباب بمفتاحه الخاص
ودخل
كان الهدوء يغلف المكان
الا انه سمع صوتها ، يبدو انها تجري محادثه تليفونيه
اقترب من الغرفه والابتسامه تملأ وجهه
الا ان الحديث الدائر قد شد انتباهه
توقف وكتم انفاسه
ليليان بكل دلال على الهاتف : نعم حبيبي ، طبعا ساوافيك إلى هناك
ثم وبضحكه ناعمه : اشتقت لي ، يا لك من كاذب لقد كنت برفقك ليله الامس
الا هنا ولم يستطيع الزوج المغدور بكرامته الصمت
اقتحم الغرفه
كانت عيناه تقدحان بشرر مخيف ، وملامح الصدمه والالم جليه واضحه على وجهه
سقط الهاتف من يدها
وهتفت بصدمه
سامي
تقدم منها والغضب يملأ نفسه ، امسك بها
صرخت من الالم ، للحظات احست بأن الشخص الواقف غريب عنها
كل هذه القسوة والعنف
بصوت ضعيف : دعني اشرح لك ليس الامر كما تظن ، اقسم لك
اخرستها صفعه قويه على وجهها اسالت دمائها
والقى بها على السرير
لا تشرحي شيئا يكفيني ما سمعته ، طوال تلك الفترة تخونني
لكن لا ، ليس من مثلي يعامل هكذا سأقتلك الان
وضغط على رقبتها يحاول خنقها
كان الغضب والالم يعميه
بقدر الحب الذي احبها
بقدر ما احس بالكراهيه والاشمئزاز منها
ولم يفكر حتى بالاستماع لتوسلاتها
ليليان وقد بدأت قواها ، كانت تحاول ابعاده عنها بكل قوتها
وقعت يدها على منفضه السجائر بالقرب منها
بكل قوتها امسكتها وهوت بها على رأسه
تراجع من قوة الضربه وافلتها
اسرعت ليليان بالنهوض والابتعاد عنه ، اسرعت بالهروب إلى الصاله
لكنه تبعها وحاول الامساك بها مجداا
كانت تصرخ من الرعب، ركضت مسرعه نحو طاوله موضوعه بالخارج وفتحت ادراجها
قبضت على المسدس
ووجهته نحوه
لكنه لم يتوقف استمر بالاقتراب منها
اغمضت عينيها واطلقت النار
اصابته الرصاصه بقدمه
صرخ من الالم ووقع ارضا على بعد خطوة واحده منها
فتحت عينيها وهي ما زالت لا تصدق ما فعلته
سامي هتفت باسمه واقتربت منه
امسكها من شعرها : ابتعدي ايتها الحقيرة
صرخت الما وابتعدت بسرعه وقد شل تفكيرها تماما ، سامي ملقى على الارض امامها وجراحه تنزف
كانت الضربه التي اصابته على راسه قد خلفت جرحا قويا
كذلك الرصاصه بقدمه ودمائه اغرقت الارضيه امام المدخل
لحظات وسمعت طرقات حاده على باب الشقه وكان هناك من يصرخ باسمها
ليليان افتحي الباب ماذا حدث؟
ليليان اجيبي هل انتي بخير؟


__________________________________________________ __________
فتحت الباب مسرعه ، رأته امامها احتضنته وانهارت بين ذراعيه
من هو يا ترى؟
هل هو نفس الشخص الذي حادثته هاتفيا؟
ومالذي حدث لوالد ليلى
؟؟؟


الساعه الرابعه فجرا
السكون يعم المكان
ياسمين تتقلب بفراشها ، وتتمتم بكلمات غير مفهومه
صرخه قصيرة ثم استيقظت فزعه
لثواني نظرت حولها برعب فلم تتعرف المكان ، ثم رجعت إلى وعيها
نهضت من فراشها أضاءت نور الغرفه
وشربت بعض الماء
كان نفس الكابوس يتكرر معها
نظرت إلى الساعه ، ما زال الوقت مبكرا جدا
أحست بالضيق الشديد بمكانها ، ذهبت إلى النافذه وفتحتها
أعجبها منظر البحر ، واستشعرت السكون يغمرها ، وبفكرة مجنونه قررت ان تذهب إلى الخارج
استبدلت ملابسها
ارتدت بنطلون جينز اسود اللون
وبلوزة بيضاء بدون اكمام
ولفت وشاحا اسود حول كتفيها لتتقي برد الصباح
انتعلت حذاء خفيفا ، وغادرت غرفتها بهدوء
توقفت امام غرفه إسراء
لدقيقه
ترددت هل تطرق الباب ، هل تخبرها؟
بخروجها
لكنها قررت انها ستخرج وترجع مسرعه فلا داعي لإقلاقها الان
نزلت بسرعه وفتحت باب الفيلا
ثم قطعت الحديقه بخطوات مسرعه
وخرجت
ذهبت إلى الشاطئ
نظرت حولها ، كان الظلام ما زال مخيما ، وبالجو لذعات برد خفيفه
جلست على الرمال
ضمت ركبتيها إلى صدرها ، واسندت ذقنها عليها
بالفيلا ، بغرفه أمجد
استيقظ على صوت فتح الباب الخارجي
نهض مسرعا ونظر من النافذة فراها
عقد حاجبيه ، مالذي تفعله بالخارج وبهذا الوقت
الساعه الرابعه والنصف فجرا
غسل وجهه بسرعه
واستبدل ملابسه
وقرر اللحاق بها
صحيح أنه لا يوجد أي خطر بالخارج
لكن وجود فتاة وحدها وبمثل هذا الوقت بدا امرا غير منطقي له
أسرع اليها
وعندما اقترب منها
سمع صوت بكاء مكتوم ، توقف بالقرب منها
أحست ياسمين بشخص يقف ورأها
مسحت دموعها بسرعه
واستدارت ، توقعتها إسراء
فوجئت بوجوده ، وأحست بالضيق
أمجد: صباح الخير
ياسمين : صباح النور دكتور
جلس على الرمال بجانبها ، وهو يفكر كيف يبدأ حديثه معها
كان يريد لها أن تتحدث عما بداخلها
صحيح انه يعلم كل تفاصيل حياتها
لكنه اراد ان يسمع منها هي
ارادها ان تتكلم
وأراد ان يكسب ثقتها
وبنفس الوقت كانت ياسمين تفكر لكن بطريقه اخرى
كانت خائف أن يلومها على خروجها ، او يمنعها منه
أمجد التفت لها وبابتسامه مطمئنه
مالذي ايقظك بهذا الوقت المبكر؟
ياسمين : كابوس
أمجد: هل يضايقك أن تحكيه لي؟
نظرت له : حلمت به ، كان معي بنفس الغرفه
كنت أشعر بانفاسه تلفح وجهي
وكأنه ، كأنه ...
ثم توقفت عن الحديث
ونظرت له بألم وعيون تغرقها الدموع
قالت له : متى سيتوقف كل هذا ؟
متى؟
ولماذا أنا ؟
نظر أمجد إلى البحر أمامه وقد بدأت الشمس بالشروق
وبدأ الكون يتلون بالضياء
أمجد : أرايتي هذا الشروق ياسمين ، الشروق الذي يعقب الظلمات
حياتنا مثله
فإن غربت شمسنا يوما ، فثقي تماما ، أنه سيأتي يوم وتشرق من جديد
لكن إن نحن أوقفنا تفكيرنا وأغمضنا اعيننا
وتوقفنا عند عتبات ماضي مظلم
فكيف نستطيع رؤيه الشمس من جديد
أعلم تماما مدى حزنك ، والمك
لكن يجب أن تمنحي نفسك فرصه
وصديقيني وجودك هنا هو شجاعه حقيقيه منك ورغبه صادقه بالبدء من جديد
ياسمين الحياه ليست ورديه دائما
قابلت أناسا كثر كانت مشاكلهم أكبر من مشكلتك
واستطاعوا بقوة ارادتهم تجاوزها
وانا واثق ان تستطيعين
فقط أعطي نفسك الوقت، وامنحينا ثقتك الكامله
لم ترد عليه بل اخذت تعبث بالرمال حولها بعصبيه
وقف أمجد ، لم تنظر له
خاطبها قائلا : ما رأيك أن نمشي قليلا على الشاطئ
أحب منظر الشروق
أجابته ياسمين بحده : لا أحب الشروق
وقفت ونفضت الرمال عن ملابسها
وقالت : اريد الرجوع إلى الداخل ، احس بالبرد
كانت تعلم أنها تتصرف بعدم لباقه معه لكن التوتر والخوف كان يغمرها
أجابها بحركه من يده : تفضلي
تحركت إلى الداخل تتابعها نظراته ، كانت تحس بها لكنها لم تلتفت خلفها
حتى دخلت
بقي امجد وحده على الشاطئ
كان يحدث نفسه
ما بك ، لماذا هذا الاهتمام بها ؟ ليست سوى حاله مثل غيرها
نعم مجرد حاله وما تشعر به هو فقط شفقه وعطف على حالها
أمجد تمالك نفسك ، ما تشعر به غير صحيح
أحس بالضيق ، وقرر أن يبقى بالخارج لبعض الوقت
بالداخل
صعدت إلى غرفتها ، قررت اخذ حمام
ملئت حوض الاستحمام بالماء الدافئ ووضعت رغوة برائحه الفواكه
واستلقت داخله ، استرجعت الدقائق الاخيرة التي قضتها مع امجد
أحست بتأنيب الضمير ، لماذا تصرفت معه هكذا وهو لم يقصد الا ان يساعدها
وقررت أن تعتذر له باول فرصه
بالداخل ما زال الهدوء يعم المكان ، توجه أمجد إلى المطبخ
واشغل نفسه بصنع القهوة
وهو يفكر بها
عادت إلى ذاكرته اول مرة اطلع فيها على ملفها
مع انه طبيب نفسي ومرت عليه كثير من الحالات الا ان حالتها لفتت نظره بشده
تعرضت بطفولتها إلى اغتصاب
وللاسف فقد تكرر الامر اكثر من مرة

كان هذا هو الجرح الاول الذي تعرضت له بحياتها
قاطع افكاره دخول شخص إلى المطبخ
التفت ، فراها
كانت ياسمين تقف غير بعيده عنه
كانت تبدو كطفله صغيره ناعمه بفستانها الابيض
تأمل لثواني شكلها
شعرها المبلل والذي تركته حرا ينساب حتى خصرها
ياسمين: اسفه
أمجد: على ماذا ؟ لاشئ يستدعي الاسف
ما رأيك أن تشاركيني القهوة
ياسمين : أحب ذلك
أنهى امجد صنعها وقدم لها كوبا احتضنته بكفيها تلتمس منه الدفئ
دعاها إلى الجلوس معه
أمجد: ما رأيك بالمكان؟ أنا من اختاره
ياسمين: حقا
وبتردد اضافت : احب البحر
أمجد بابتسامه : إذن نحن مشتركان بشئ على الاقل
استمر الحوار بينهما على هذه الوتيره
محاولات من جانبه لكسر صمتها
واجابات مقتضبه من جهتها
لكنه كان كافيا لكسر الحاجز الذي بينهما
خصوصا ان امجد قرر ان يتولى هو حالتها مع انه كان من المقرر ان تكون الدكتورة ميرفت والدكتور عبد الرحيم هما المسؤولان
أنهيا قهوتهما ، استأذنت ياسمين من الدكتور للخروج قليلا
إلى الحديقه
اجابها بابتسامه : بالطبع تستطيعين التجول كما تريدين ، لكن لي طلب صغير ولا تعتبريه أمرا
أتمنى أن لا تبتعدي خارج المنزل كثيرا
ولو اخبرتيني بخروجك سيكون أفضل
اجابته موافقه وخرجت
بقي أمجد وحده بالمطبخ
نظر إلى الساعه كانت تشير إلى السابعه والنصف ، قرر مراجعه بعض الاوراق المهمه قبل استيقاظ الجميع
بالحديقه
جلست ياسمين على أحد الكراسي
واخذت تتأمل المكان حولها ، الورود والزهور والوانها الجميله
الاشجار التي تحيط بالمكان كالسوار
تنهدت بأسف
ورجعت بذاكرتها إلى الوراء
إلى طفولتها
منذ 20 عاما
بحديقه منزل كبير
كان يقام حفل عيد ميلاد
كانت الاضواء منتشره بكل مكان
ضحكات الاطفال ، والبالونات الملونه ، كعكعه عيد الميلاد الضخمه التي تزينها 8 شمعات
هي عمر الياسمين بذلك الوقت
كان اخر عيد ميلاد يقام لها
كانت تفاصيله مطبوعه بذاكرتها المرهقه
إلى الان تتذكر فستانها الابيض ، وتتذكر عنادها مع والدتها بوضع زهرة بيضاء لشعرها
تذكرت والدموع تملأ عينيها ، والدها ووالدتها
صوت والدتها ما زال يرن بأذنيها وهي تناديها
لاطفاء الشموع
تذكر ت هديه والدها الاخيرة لها
كانت ترغب دائما بان تمتلك قطه صغيرة
وقد حقق لها والدها تلك الامنيه بذلك الميلاد الاخير
فكانت قطتها ( مشمش) اخر هديه تلقتها من والدها
فبعد شهرين من ذلك اليوم ، توفي والداها بحادث سياره بشع
في ذلك اليوم الحزين
اتى السائق مع الخادمه لاصطحابها من المدرسه على غير العاده، فقد كان والدها هو من يقوم بذلك
وعندما وصلت إلى منزلهم
هالها وجود هذا الجمع الكبير من الناس
جميع اصدقاء والديها ومعارفهم
أحست بالخوف ، أخذت تبحث بعينيها عن امها
فوجئت بوجود خالتها الوحيده وزوجها
السيده ( سهى ) هي اخت والدتها ( سلوى)
تكبر والدتها بعشر سنوات كامله
اقتربت منها خالتها واحتضنتها بقوة وهي تبكي بحرقه
شاركتها ياسمين البكاء وهي لا تعرف السبب ، ثم اخذت تتملص من احضانها وهي تسألها
خالتي أين ماما؟
لم تجبها خالتها بغير البكاء
فأخذت تنظر حولها وتسأل الجميع عن والديها ، لم يجبها أحد
ثم تحول سؤالها إلى صراخ وهي تركض بأرجاء المنزل الكبير
صعدت إلى غرفه والديها ولم تجدهما
تبعتها خالتها وامسكت بها
ياسمين أرجو كي أهداي يا حبيبتي
ياسمين وبصوت مكتوم من البكاء : أين ماما؟
فاجأها صوت زوج خالتها: لقد توفيا صباح اليوم
نظرت خالتها إلى زوجها بحده وغضب
ياسمين التي تجمدت مكانها من الصدمه وما زالت لم تستوعب الخبر
والديها توفيا
توفيا
كيف ؟
ثم لم تحس بشئ ، فقدت وعيها
مضت أيام العزاء كئيبه وطويله عليها وعلى خالتها
كانت ترفض تناول أي طعام رغم الحاح خالتها
حبست نفسها بغرفتها مع قطتها ( مشمش)
كانت تحس بان( مشمش ) هي اخر ما تبقى لها من والديها
إلى أن كان الانتقال
فقد قررت خالتها أن تقيم ياسمين معها ومع زوجها بمنزلهما بمدينه لا تبعد كثيرا عن مدينتها
فكان انتقالها بدايه معاناتها
.....
بالفيلا الساعه قاربت على التاسعه صباحا
استيقظ الجميع تقريبا وبدأت الحياة تدب بالطابق الارضي
اجتمع الكل على طاوله الافطار
لكن إسراء افتقدت وجود ياسمين
ظنت أنها ما زالت نائمه
في هذه اللحظه دخلت ياسمين إلى قاعه الطعام
إسراء : صباح الخير
ياسمين : صباح الخير
إسراء دعتها إلى الجلوس بجانبها وهي تقول لها: ظننت انك ما زلت نائمه، لم أرد ازعاجك
ياسمين وقد تذكرت ذلك الكابوس الذي ايقظها : لقد استيقظت مبكرة بعض الشئ ، وخرجت إلى الحديقه قليلا
قاطعتهم الأم سما موجهه حديثها لياسمين: صباح الخير حبيبتي
ردت ياسمين تحيتها ، ثم تناولت بعض الشاي
ولم تضع في طبقها أي شئ ، فلم تكن تشعر برغبه بالاكل
التقت عيناها بعيني أمجد لثواني
وشكرته بداخل نفسها على انه ابقى ما حدث صباحا سرا


__________________________________________________ __________
أمجد أحس بتلك اللحظه انها تشكره فابتسم بسره
ثم أشاحت ياسمين بنظرها عنه وقد ارتبكت قليلا
نظرت اليها سما: ياسمين ما رأيك ان تتناولي بعض الخبز مع المربى ؟ أو الكرواسون بالجبن ؟عزيزتي أنتي نحيفه جدا وبحاجه إلى الغذاء الجيد
اجابتها ياسمين بالموافقه ، وتناولت منها قطعه الخبز المدهونه بالمربى
في نفس الوقت التفت سما إلى ليلى : وانتي كذلك يا ليلى يجب أن تهتمي بغذائك أكثر ، وبضحكه صافيه أردفت تقول يبدو انني ساجبركم على الطعام وساضع لكم برنامجا غذائيا لزياده الوزن
ضحكت ليلى وإسراء لكلام الام سما
وقالت ليلى معلقه : الناس تقوم بعمل برنامج للتنحيف وانتي العكس يا أمي
اجابت سما : تنحيف ؟؟ أي تنحيف حبيبتي هل تريدين ان تختفي عن الوجود
فاتنه وقد أحرقها اهتمام الام سما بليلى وياسمين ، هاهي مجددا مهمله ، اخذت تفكر بينها وبين نفسها لماذا؟ ، لماذا دائما يوجد من يخطف منها الاضواء؟
أحست بالحقد يعتمل بصدرها وقد تذكرت والدتها وهي تلح على أختها بتناول الافطار ، بينما هي لم يهتم احد ان اكلت ام لا
وقبل ان تكمل تفكيرها قاطعتها سما بقولها: وانتي يا فاتنه ، اتمنى ان يكون طعامنا اعجبك؟
نظرت فاتنه إلى طبقها ، وقالت بحده : نعم شكرا لكني شبعت ، وغادرت المائده بسرعه
نظرت سما إلى إسراء وهمست لها : اتمنى ان لا تكون تحسست من كلامنا
إسراء: لا ادري اعتقد انها غضبت ، فاتنه حساسه جدا
سما وهي تنهي فطورها بسرعه : ساتكلم معها
بعد دقائق بغرفتها
سمعت فاتنه طرقات على الباب وصوت سما تطلب منها الدخول
أجابتها تفضلي
دخلت سما ، وبصوت يملؤه الحنان: لماذا لم تكملي افطارك يا ابنتي؟
فاتنه : لا شئ ، فقط شبعت ، ثم أنني سمينه الجسد فلا تقلقي علي من النحافه أو ان اتلاشى
أدركت سما من كلماتها بأنها تأثرت من الحوار الذي دار على مائده الطعام
سما: فاتنه حبيبتي ، لستي مليئه الجسد ، انا اراكي جميله يا ابنتي ، وذكيه ايضا
قاطعتها فاتنه بعصبيه : لا اريد كذبا
ونهضت بعصبيه ووقفت امام سما ، واكملت قائله : أعلم بأنني بشعه ، بشعه
انظري إلى جيدا ، انا بشعه
وانهارت باكيه وقد غطت وجهها بكفيها
فاتنه : جميعكم تبحثون عن الجمال ، وتعطون الاهتمام لهم فقط ، أما انا واشارت إلى صدرها بعنف ، فلا أحد يشعر بي
خلقني الله هكذا ، فماذا افعل لكم ، ماذا؟
سما احتضنتها وربتت على ظهرها : نحن نحبك يا ابنتي ، لا تقولي هذا الكلام ، وجودك مهم بالنسبه لنا
واستمرت سما بمحاوله تهدئتها إلى ان هدأت
قامت فاتنه محمرة الوجه وغسلت وجهها
ثم وبصوت هادئ وجهت حديثها إلى سما: اسفه لانفعالي هكذا
سما : لا عليك يا ابنتي ، قولي كل ما ترغبين
فاتنه : انا بخير الان ، لا تقلقي
سما : ساتركك الان لترتاحي ، ثم ما رأيك ان تنزلي إلى الاسفل لتجلسي معنا
فاتنه : حسنا ، سألحق بكي بعد قليل
غادرت سما الغرفه وهي تحس ببعض الذنب ، لانها أحست أنها سبب لحزن فاتنه
وقررت ان تركز اهتمامها عليها الفترة المقبله
نزلت سما إلى الطابق الارضي ، وجدت الاغلبيه جالسين بالصاله
جلست بجانب إسراء ، التي التفت اليها وهمست لها تسألها عن فاتنه
سما : سأخبرك
بالجانب الاخر منهم جلس الدكتور أمجد مع أحمد والدكتور يوسف
أمجد : اقترح تجهيز الغرفه الثانيه من العياده الطبيه الخارجيه لتكون مناسبه لتلقي الاعضاء جلسات العلاج الفرديه
وافقه أحمد ويوسف
أمجد : ساترك لك الموضوع يا يوسف
يوسف : حسنا وبالنسبه لجدول الجلسات الخاصه بكل فرد ، فقد اتممته وسيكون ابتدأ من الغد
اول جلسه ستكون لياسمين مع الدكتور عبد الرحيم و..
قاطعه أمجد قائلا : لا ، ياسمين سأكون انا المسؤول عن علاجها ، وسارتب جدولها بنفسي
يوسف وقد استغرب هذا التعديل ، أجابه قائلا : لا بأس كما تريد
بينما نظر أحمد إلى صديقه بعمق ، لكنه فضل الاحتفاظ بأفكاره لنفسه ، على الاقل بهذا الوقت
يوسف: سأذهب الان للعمل على تجهيز العياده النفسيه
ثم انصرف إلى الخارج
في هذه الأثناء كانت سما قد أخبرت إسراء بما دار بينها وبين فاتنه
إسراء: مسكينه فاتنه ، الشعور بالنقص والغيره ، يكاد يفقدها صوابها ، لكني لا ألوم غير أهلها الذين أوصلوها إلى هذا الحال.
سما : صدقيني إسراء ، لا يوجد أم بالدنيا تفرق بين طفلتيها عمدا ، أنا لا أبرئهما لكني أعتقد أن هناك شيئا نحن لا نعرفه
هزت إسراء كتفيها وقالت بحيرة : لا أدري صدقا ، لكني أتمنى أن تخرج من هذه الحالة وأن تصبح أكثر ثقة بنفسها
سما : إن شاء الله
ثم أردفت قائله : ماذا بالنسبه لحفله الشواء اليوم ، هل ابلغتيهم؟
إسراء بحماس : لقد رتبت كل شئ مع أمجد
والان سأخبر جميع الاعضاء ، أعتقد انها ستكون فرصه طيبه للجميع للترويح عن أنفسهم قليلا
ثم وقفت بمكانها وطلبت من الجميع الاستماع لها
إسراء بابتسامه واسعه : ستكون اليوم حفله شواء على الشاطئ ، أتمنى من الجميع الاستمتاع بوقتهم
لاقى الموضوع ترحيبا من الجميع
ليلى وبصوت مفعم بالحماس : هل مسموح لنا السباحة؟
ضحت إسراء : نعم فليفعل كل شخص ما يحب ، وأنا أيضا أرغب بالسباحة
صفقت ليلى بكفيها بجذل : سأسابقك إسراء ، وسأغلبك بكل تأكيد
ضحك الجميع ، الا شخص واحد
عمر
أحس بهذه اللحظه وكأن يدا بارده تعتصر قلبه بقوة ، أحس بالخوف من مجرد التفكير بالنزول إلى البحر ، حاول السيطره على خوفه
وقد قرر أنه لن يقترب من الشاطئ مهما حدث
فقد أثار فيه ذكريات مريرة
في هذه الأثناء دخل يوسف إلى المكان ، وعلم بأمر الحفله
وباستنكار مفتعل وجه حديثه إلى إسراء : وأنا أخر من يعلم ، سأعلن المقاطعة يا إسراء ولن اشترك معكم
إسراء وهي تضحك : إذن لن يكون لك غداء يا يوسف ، فلا تأتي متوسلا بعدها
يوسف وقد وضع يديه على معدته : استسلم ، الا هذا ، فأنتي تعلمين كم أحب الطعام ، خصوصا إن كان شواء بالهواء الطلق ، ولا ثبات حسن نيتي ، وطيبه قلبي اللامتناهيه
أنا من سيقوم بالشواء
أسراء بحزن : إذن لن نجد نحن ما نأكله ، فستكون أنت قد قضيت على كل شئ
ضحك الجميع ، واستمر النقاش لترتيب الغداء ، وتوزيع المهام
بينما نظر أمجد إلى الجميع برضا ، فقد استطاع أن يشيع البسمة على وجوههم ولو لفترة
.......
ماذا أرتدي ؟؟؟
دار هذا السؤال برأس ياسمين وهي تقف امام خزانه ملابسها ، ثم أمسكت بحزن رداء بحر أبيض اللون
وقامت بارتدائه لتجربته
توجهت إلى المرآه ووقفت أمامها
نظرت إلى جسدها ، ناسبتها الملابس تماما
لولا تلك الجروح ،والحروق الواضحه ببطنها واعلى فخديها وظهرها التي شوهت جمالها
مررت اصابعها الرقيقه عليها وهي تغمض عينيها بحزن
همست بينها وبين نفسها : هذا ما تركته لي يا (راشد)
كرهت نفسها بهذه اللحظه ، واحست باختناق لهذه الذكرى القريبه
قامت بانتزاعه بعنف ، أدى إلى تمزقه
ثم ارتدت قميصا اسود طويلا غطاها حتى الكاحلين
وانتابتها نوبة قويه من البكاء ، وأخذت تصرخ بهستيريه وتنظر إلى نفسها بالمرآة
كانت تحدث نفسها : لماذا أنا؟
لماذا فعلت بي ذلك ؟
شد صوت صراخها ليلى التي كانت بتلك اللحظة خارجه من غرفتها ، أسرعت ليلى بطرق الباب عليها
ولم تجبها غير صوت صرخاتها ، وبكائها
أسرعت ليلى إلى الطابق الأرضي

صرخت بخوف : ياسمين ، لا أدري ما بها ، أرجوكم أفعلوا شيئا
أسرع الجميع إلى غرفه ياسمين و أولهم أمجد
طرق الباب بعنف ، وهو يهتف بها أن تفتح الباب
كان يحس بصرخاتها كسكين يمزق قلبه
أحس بالخوف عليها ، فلا يعلم ما أصابها وقد كانت بخير قبل قليل
أحمد متوترا: فلنحاول كسر الباب يا امجد
أمسكت إسراء بيد ليلى وهي متوترة : هناك نسخ احتياطيه للمفاتيح ، دقيقه لأحضرها ، وأسرعت إلى غرفتها
في هذه الأثناء سمع الجميع صوت تحطم زجاج بالداخل مما حدا بأمجد إلى محاوله كسر الباب
جاءت إسراء مهرولة ، وهي تعطي المفاتيح لأمجد قائله مفتاح رقم 5 يا أمجد
حاول أمجد إدخال المفتاح لكنه لم يدخل ، لان ياسمين كانت مغلقه الغرفة والمفتاح بثقب الباب
أمجد وقد وجه عده ضربات بكتفه إلى الباب
ساعده أحمد إلى أن انهار الباب تحت وطأة ضرباتهم
وبالداخل فوجئ الجميع بالمنظر أمامهم
كانت المرآة مكسورة والزجاج يغطي الأرض
وياسمين تجلس بزاوية الغرفة وقد غطتها الدماء
وكانت يدها تنزف دما
أسرع إليها أمجد وأمسك بوجهها بين كفيه
أمجد: ياسمين ، ياسمين ، أنظري الي أرجوك
إسراء هتفت بخوف : يدها تنزف يا أمجد ، والتفت حولها تنادي الدكتور عمار لاسعافها
أسرع الدكتور عمار اليها وبدأ يضغط على يدها لايقاف النزيف وهو يطلب من أمجد نقلها إلى العياده الخارجيه
بهذه اللحظه ، ابعدت ياسمين يدا أمجد عنها وهي تصرخ بخوف
ابتعد عني ، ابتعد
لا أريد احدا ، اتركوني بحالي ، اتركوني
وبدأت تقاومهم
أمسك بها أمجد مجداا ، بينما قام الدكتور عمار بتطهير الجرح تعاونه إحدى الممرضات التي أحضرت حقيبته الطبية
أمجد قرر إعطاءها أبره مهدئه فقد كانت بحاله هستيريه حادة
قاومته كثيرا لكن بالنهاية هدأت وأخذت تنظر إليهم بذعر

اقتربت منها إسراء ، نظرت اليها ياسمين
وبصوت كسير
أريد طفلي
لم تجبها إسراء
بل نظرت إلى أمجد الذي همس لها
ستنام الآن ، لكني أفضل نقلها إلى غرفتك مؤقتا
أومأت له إسراء بنعم
وقف الدكتور عمار قائلا: لقد أنهيت تضميد الجرح لكن علي خياطته
سما وهي تلتفت حولها: يبدو أنها كسرت المرآة بقبضتها
نظر الجميع إلى الفوضى التي عمت الغرفة
بهذه الأثناء كانت ياسمين قد استسلمت تماما إلى مفعول الإبرة
حملها أمجد إلى غرفه إسراء
التي تبعته
وضعها على السرير ، ثم طلب من إسراء أن تقوم إحدى الممرضات بمسح الدم الذي على وجهها وتغيير ملابسها
أسرعت إسراء لمناداة الممرضة بينما بقي أمجد بالغرفة وحده مع ياسمين
نظر أليها بحزن ، وتمنى أن يمسح عن قلبها كل أحزانه
وتمتم بصوت منخفض ، وقد امسك راحتها الجريحة بين يديه
لن ادع أحدا يؤذيك ، أبدا طالما هناك نفس يتردد بصدري ، أعدك
جاءت إسراء تتبعها الممرضة التي طلبت من الجميع الخروج ، وطلبت من إسراء إحضار ملابس نظيفة لياسمين
أحضرت إسراء ما طلبته وخرجت مع أمجد من الغرفة وأغلقت الباب وراءها
نزلت مع أمجد إلى الطابق الأرضي حيث كان الجميع ينتظرون
أسرعت ليلى بالسؤال عن ياسمين
أجابتها إسراء : هي بخير الآن ، نائمة
فاتنه: طبعا ستكون بخير بعدما أفسدت لنا يومنا ، و
قاطعها الدكتور أمجد بحده
لا أريد أي حديث بالموضوع ، ورجاء إلى الجميع عندما تستيقظ لا أريد أن يسألها أي شخص عما حدث
فقط يحق للطبيب المسئول عن حالتها سؤالها
أما بالنسبة لبرنامج اليوم ،فكل شيء سيسير كما هو مخطط له
ثم وجه الحديث إلى الدكتورة ميرفت وإسراء ، وطلب منهما اللحاق به إلى مكتبه
بالمكتب جلس أمجد معهما
أمجد: بداية إسراء أريدك أن تطلبي من الخدم تنظيف الغرفة وإبدال المرآة المكسورة
أما الباب غدا سنتدبر أمره
وأريد ترتيب غرفه أخرى لياسمين مؤقتا ، وأريد منك أيضا أن تطلبي من الممرضة البقاء معها وإبلاغي عندما تستيقظ
فلا تنسي أن الدكتور عمار يريد خياطه جرحها
إسراء : حسنا ، ثم خرجت لتنفيذ ما طلبه
أخذ أمجد نفسا عميقا ، وقال للدكتورة ميرفت : ما رأيك بما حدث؟
أجابته: من الناحية الطبية يبدو الأمر واضحا نوبة هستيريه عنيفة ، مع عدم الإدراك بما تفعل
لكن السؤال الأهم هو لماذا؟
مالذي طرأ بهذا الوقت تحديدا لتصاب بها
أمجد: إذن نحن نبحث عن المؤثر
الدكتورة ميرفت: نعم ، لأنها كانت طبيعيه جدا ، أنا لا استبعد حدوث هذه النوبات لكن ما يقلقني هو معرفه السبب وإلا فنحن أمام ورطه حقيقية أن لا يكون بإمكاننا التنبؤ بها قبل حدوثها لنقيها تبعاتها
أمجد: كانت تسأل عن طفلها
الدكتورة ميرفت وقد أثارت الكلمة انتباهها : طفلها ، ما فهمته من ملفها ، أنها كانت متزوجة ، لكن لم يتم ذكر أن لديها أطفال
أمجد: بالفعل ، كانت متزوجة ولم يكن زواجها مستقرا ، ثم تعرضت لعنف جسدي من زوجها أدى إلى إصابتها بنزيف حاد وهي في شهرها الأخير
نقلت إلى المشفى حيث أنجبت بعمليه قيصريه ، كان المولود ذكرا
لكنه توفي بعد ساعات من ولادته ، وقد اضطر الأطباء إلى استئصال رحمها لإيقاف النزيف
وعندما استيقظت
لم تتحمل الصدمتين
فقد طفلها ، وعدم قدرتها على الإنجاب مجددا
أصيبت بانهيار عصبي حاد
وحاولت الانتحار
قاطع حديثهم صوت طرقات على الباب ، ثم دخل الدكتور عمار إلى المكتب
عمار: أمجد هناك ما يهمك أن تعرفه
أمجد باهتمام : وهو؟؟
عمار: ألان أخبرتني الممرضة بأنها وجدت آثار تعذيب واضحة جدا على جسد ياسمين عندما قامت بإبدال ملابسها
هناك حروق واضحة وأثار ضربات قويه ببطنها وظهرها ، وكأن هناك من كان يجلدها ويحرقها
الدكتورة ميرفت : لعل هذا هو السبب؟
أمجد وهو يحاول السيطرة على غضبه المتنامي : ربما ، حسنا دكتور عمار سأحضرها إلى العيادة عندما تستيقظ ،
ومنذ الغد سأبدأ بجلسات العلاج معها
لا أريد أن يتكرر ما حدث
لكني اطلب منكما ، عدم إخبار الآخرين عن هذا الأمر ، وأريد منك يا عمار التنبيه على الممرضة بعدم ذكر هذا الأمر حتى أمام ياسمين
أومأ الاثنان بالموافقة ، ثم خرج عمار
ساد الصمت لبرهة من الزمن ، ثم قطعته الدكتورة ميرفت
_ ماذا سنفعل الآن؟
رد أمجد : الآن لا شئ سننتظر استيقاظها ، ثم سأتحدث معها
أما بالنسبة لليوم فسيسير كما هو مخطط له ، فلا ذنب للآخرين بما حدث
ثم وقف أمجد وهو يشير للدكتورة : لنرى البقية
تبعته ميرفت بصمت
....
بالخارج
كان الجميع تقريبا يجلس بالصالة ما عدا عمر
الذي اختار الجلوس وحده بالحديقة
وقد ساد نوع من الوجوم بعد المرح الذي سادهم من قبل
فما حدث قبل قليل قد آثر عليهم
وجه أمجد الكلام للجميع
_ ما بكم لماذا هذا الصمت؟
لم تجاوبه غير بعض الهمهمة الغير مفهومه
عاود أمجد الحديث: أتمنى أن ننسى جميعا ما حدث ، ولا تنسوا الهدف من اجتماعنا هنا
ليلى بتردد : مالذي حدث لياسمين؟
نظرت إسراء بحيرة إليها وأرادت الرد إلا أن يوسف سبقها
_ ليلى ، ياسمين تعاني من بعض المشاكل والاضطرابات النفسية التي تنعكس على سلوكها، وتصرفها ممكن أن يحدث مع أي شخص بمثل حالتها
كل شخص فيكم هنا يعاني أمرا ما ونحن جميعا نحاول المساعدة، أليس كذلك؟
فلا تشغلوا بالكم أكثر واتركوا كل هذه الأمور لنا، اتفقنا
هز الجميع رأسهم بالموافقة
يوسف وقد أراد إشعال روح الحماسة بالجميع
_ سأخرج الآن لتفقد الشاطئ واختيار المكان المناسب للغداء ، من منكم يود الخروج برفقتي؟
نهضت إسراء وبحماس جذبت يد ليلى وهي تقول : طبعا أنا فلن ادعك تختار المكان وحدك فأنا أعلم ذوقك الردئ ، وليلى معي أيضا
ضحك يوسف وخرج الثلاثة إلى الشاطئ معا


__________________________________________________ __________
بالحديقة جلس عمر وحيدا
إلا أن قاطع محمد خلوته
محمد وقد وضع كفيه على كتفي عمر
_ ما بك؟ هل توترت لما حدث لياسمين
عمر: طبعا ، حزنت عليها
محمد وقد اتخذ مقعده بجانبه: يقول الأطباء بأنه امر وارد الحدوث لها
عمر : ربما
محمد وقد بدا عليه بعض التعب : أحس بصداع عنيف
رد عليه عمر : لماذا لا تأخذ بعض الحبوب المسكنة ، بإمكاني إحضارها لك ، فقد جلبت بعضها معي
محمد وقد جفل من هذا الاقتراح: لا لا
ثم انتبه لردة فعله العنيفة بعض الشئ فأردف بتوتر: سأشرب بعض الشاي ربما يفيدني
ثم نهض بسرعه وتوجه إلى الداخل
بعد انصرافه ، بقي عمر محدقا بكرسيه الفارغ وقد استغرب جدا من تصرفه
وفكر بينه وبين نفسه
مالذي تخفيه يا محمد؟؟
ثم وبمرارة فكر ، كلنا يخفي شيئا
وتنهد بعمق وهو يفكر بصديق العمر الذي تركه ورحل
ثم رجع للفكرة الرئيسية التي أثارت ضيقه ومخاوفه وهي الخروج إلى البحر
......
فتحت عينيها ببطء
استغرق الأمر بضع ثواني لتدرك أنها ليست بفراشها ، نهضت بقوة فأحست بألم حارق بيدها اليمنى فصرخت بحده
أسرعت إليها الممرضة المرافقة لها وأعادتها إلى الفراش
ياسمين بخوف وهي تمسك بيد الممرضة : مالذي حدث؟
لم تجبها ، مما زاد من توترها وهي تعيد السؤال
فسارعت الممرضة إلى الخارج تنادي الدكتور عمار والدكتور أمجد
في هذه الأثناء كانت ياسمين تنظر برعب إلى يدها وقد بدأت تتذكر بشكل مشوش ثياب البحر والمرآة المكسورة
دخل أمجد يتبعه الدكتور عمار مع الممرضة إلى الغرفة
أمجد بصوت هادئ: كيف تشعرين الآن؟
بينما أمسك الدكتور عمار بيدها الجريحة ليطمئن عليها فوجد الجرح ينزف من جديد
ياسمين : مالذي حدث؟
أجابها أمجد بهدوء وهو ينظر إلى عينيها : لا تشغلي نفسك بالأمر كثيرا ، لقد انتابتك نوبة انفعال وجرحت يدك بغير قصد
ياسمين عضت شفتيها بألم ، وبدأت تبكي بغير صوت
اقترب منها أمجد وجلس على حافة السرير : ياسمين انظري إلي
أشاحت بوجهها عنه وقد ازداد بكائها
تنفس أمجد بهدوء وقد وقف الدكتور عمار بجانبه ينتظر الخطوة التالية فهو من وجهة نظره الطبية تحتاج إلى خياطه الجرح بسرعة
لكن أمجد طلب منه الخروج قليلا مع الممرضة وتركه مع ياسمين وحدهما
أجابه عمار إلى طلبه
بعد خروجهما من الغرفة ، انتظر أمجد إلى انتهت نوبة البكاء التي انتابتها
ثم تكلم أخيرا: ياسمين ، هل من الممكن أن تصارحيني بما حدث ؟
لم ترد عليه ولم تنظر إليه ، كانت نظرتها موجهة إلى يديها
أمجد: أود سؤالك أمرا؟
أجابته بصوت خافت وما زالت محدقة بيديها: وما هو؟
أمجد : لماذا أنتي هنا؟
ياسمين وقد فاجأها السؤال وعجزت عن الإجابة لكنها نظرت له
أمجد وببعض القسوة المفتعلة : أجيبي ، لماذا أنتي هنا؟
أجابته بتردد : لأني أريد الشفاء
أمجد وقد أسعده الرد لكنه لم يبين ذلك واستمر بطريقه كلامه الجافة معها : ومن يريد الشفاء أفلا يسعى إلى ذلك ، أنا أحاول مساعدتك ، لكنك لا تثقين بي
أنا طبيبك المعالج ، وإن كنتي تريدين الشفاء حقا ، يجب أن تكون الصراحة والثقة هما أساس علاقتنا
ثم أردف : هل تخافين مني؟
ياسمين وقد فاجأها السؤال للمرة الثانية
وبحثت عن الإجابة في داخلها بينما ما زال ينظر لها
هل تخاف أمجد ؟؟؟
هل تخافه كونه رجلا؟؟ وقد تم إيذائها من قبلهم
لكنها لم تفكر فيه كرجل أبدا
ولم تفكر فيه كطبيب
كانت تعجز عن تحديد مشاعرها تجاهه
لكنه مختلف
مختلف عن كل الرجال الذين قابلتهم
هي لا تخافه ، بل واعتراها الخجل كطفله صغيرة لفكرة أنها تحس بالأمان لوجوده كما تحس بالأمان لوجود إسراء
وبعد طول تفكير أجابته: لا
أمجد : لا ماذا؟؟
ياسمين ببعض الحدة : لا أخافك
أمجد وقد تنهد بارتياح بداخله فقد كان يخشى من كونها تخافه
ولانت قسمات وجهه وهو يقول لها: إذن سنبدأ بالثقة ببعضنا البعض أليس كذلك؟
لم ترد عليه
فأعاد عليها كلامه إلا أن أجابته بالموافقة
أمجد : لن أعيد سؤالك مجددا عما حدث لأني أثق بأنك ستخبرينني بنفسك ، لكن ألان يجب أن نذهب إلى العيادة الطبية بالخارج الدكتور عمار يريد أن يقوم بخياطه جرح يدك ، ألا ترين أنه بدأ ينزف مجددا
انتبهت ياسمين إلى يدها مجددا وأحست بالالم
قام أمجد متوجها نحو الباب
إذا أردتي يمكنك إحضار ملابسك واستبدالها هنا
ياسمين باستغراب: لماذا هنا؟
أمجد وقد التفت اليها مازحا : لان باب غرفتك قد أزعجني فأردت تلقينه درسا
أحمرت ياسمين خجلا وقد عرفت انه قد قام بكسر الباب
أمجد بابتسامه واسعة : لا عليك ، سنصلحه لاحقا ، ألان أبدلي ملابسك وأنا سأنتظرك بالأسفل
ثم خرج ، لكنه لم ينسى أن ينادي الممرضة بطريقه للذهاب لمساعدتها
......
بالاسفل جلس أمجد مع عمار وحدهما بانتظار ياسمين وقد ساد السكون الفيلا فقد كان الجميع على الشاطئ إالا هم حيث كانوا بانتظار استيقاظها
نزلت ياسمين تتبعها الممرضة ، كانت ترتدي ثوبا بلون الفيروز ، بدون أكمام مع ياقه دائريه ضيق عند الصدر ثم ينسدل طويلا ، مع صندل خفيف بنفس اللون
ياسمين : هل خرج الجميع إلى الشاطئ
عمار : نعم ، وسنلحق بهم وإلا فاتنا الغداء
ذهبوا إلى العيادة ، وقام عمار بخياطه الجرح لها تحت تأثير مخدر موضعي
أما ياسمين فقد تحملت ألمها بشجاعة مع أن الدموع كادت تطفح من عينيها من شده الألم
بعد الانتهاء
خرجوا من العيادة متوجهين إلى حيث الجميع
ياسمين قالت بصوت هامس لأمجد الذي كان بجانبها: أفضل عدم الذهاب ، لا أستطيع مواجهة الباقين
أمجد والذي أبطأ بخطواته حتى يتيح لها الحديث بحرية أكثر
_ تحلي بالشجاعة ، يجب أن تواجهي خوفك ، ثم إن ما حدث يمكن أن يحدث لأي فرد فيهم،
كوني واثقة أن الجميع هنا يحبك ويرغب بمساعدتك
لا تدعي ما حدث يشكل حاجزا بينك والآخرين
ياسمين استمرت بالسير بجانبه وهي مطرقة برأسها وقد اعتراها الخوف من مواجهتهم
احترم أمجد صمتها ، إلى أن وصلوا حيث كان البقية مجتمعين
على الشاطئ ، استقبلتهم صيحة ترحيب كبيره من يوسف الذي كان منشغلا بالشواء هو وعمر
الذي وجد مساعدته له فرصه مناسبة لإشغال تفكيره بدلا من الاستسلام لمخاوفه
كان المكان مبهجا بحق
فقد تم ترتيب الكراسي والمظلات بمواجهه الشاطئ وتم وضع طاوله طعام كبيره مع مظله ضخمه
وبجانبها موقد الشواء
كانت فاتنه جالسه على كرسيها وبيدها كتاب لكنها لم تكن تقرأ فيه لان سما جلست بجانبها تتحدث معها
فقد ارتأت سما عدم تركها بمفردها حتى لاتظن أن لا أحد يهتم بها
فمن وجهة نظرها كمرشده اجتماعيه أن فاتنه عانت بطفولتها من سوء تكيف اجتماعي وشك بمحبه الآخرين لها
وذلك ناتج بطبيعة الحال عن تصرف أهلها معها ، بإهمالها والمبالغة بالاهتمام بأختها
فتعمق بداخلها الإحساس بأنها غير مرغوبة ، وعزت ذلك إلى شكلها وعدم تمتعها بالجمال المبهر
وللأسف فقد كان بالإمكان معالجه هذا الأمر بطفولتها إلا انه لم يتم
فكبرت وشعور بالنقص يعتريها
وأصبح أسلوبها عدائيا مع الجميع ، وأصبح الشك يسيطر على تفكيرها وقناعتها الداخلية
مع ميل لإيذاء مشاعر الآخرين سواء بالكلمات أو التصرفات
وكأنها أصبحت تجد لذة في إحساس الآخرين بالألم خاصة لو كانت هي مسببته
كل هذه الأمور وأكثر استطاعت سما استنتاجها بشخصيه فاتنه
ففكرت أن إعطاء المزيد من الاهتمام لفاتنه أكثر من البقية وإشعارها بأهميتها بالنسبة لها قد يكون له أثر ايجابي بتحسنها
لنرجع للبقية
ليلى وإسراء كانتا تلهوان على الشاطئ وتصنعان قلعه كبيره من الرمال وقد تعالت أصوات ضحكاتهما
أما محمد والدكتور يحيى والدكتور عبد الرحيم ، فقد أغرتهم مياه البحر بلونها الأزرق الصافي بالسباحة
جلس عمار على أحد الكراسي المتناثرة بينما فضلت الممرضة جيني الذهاب مع كريستين لجمع الأصداف
وقفت ياسمين مترددة ، فدعاها أمجد إلى الجلوس بجانبه ، فجلست وقد بدأت تحس بتوترها يتصاعد
نظرت إليها سما مرحبة وأرادت سؤالها عن يدها لكنها فضلت عدم ذلك حتى لا تتسبب بإحراجها
أما فاتنه فقد نظرت إليها بشئ من السخرية وركزت نظراتها على يدها المضمدة ، مما حدا بياسمين إلى وضع يدها بحضنها وكأنها تريد إخفاءها ولم تفت تلك الحركة على أمجد الذي لاحظها
وأراد صرف تفكيرها عن الموضوع فتوجه بسؤال إلى سما
_ أين أحمد ؟؟
ردت فاتنه بسرعة : أنه يتنزه على الشاطئ مع الدكتورة ميرفت وشيرين
ثم لم تضيع الفرصة فقالت بلؤم : لقد فاتكم الكثير من المرح ، ألا تريدون السباحة بالبحر
ثم ضمت شفتيها واصطنعت نظره شفقه موجهه لياسمين : آووه ، اعتقد أنك لن تستطيعي السباحة بيدك الجريحة
مسكينة يبدو الجرح مؤلما
أحس أمجد بغضبه يتصاعد بسبب فاتنه إلا أنه أيضا كان مقدرا لوضعها النفسي ، لكن من وجهة نظره لا يحق لها إيذاء الآخرين ، أو التسبب لهم بمضاعفه معاناتهم النفسية لكن قبل أن يتكلم سبقه عمار الذي
لاحظ تكهرب الجو ومع أنه لم يكن طبيبا نفسيا ، إلا أن إنسانيته وشخصيته القريبة من القلب والمتعاطفة مع الآخرين والتي أهلته للمشاركة بهذه المجموعة ، فأراد تلطيف الأجواء ووضع حد لهذا الموقف الذي بدا له سخيفا
_ أنه جرح بسيط وسيلتئم خلال أيام ، لكني اعتقد ان ماء البحر سيحرقها قليلا ثم وجه كلامه إلى ياسمين وسألها إن كانت تحب الذهاب بنزهة معه على الشاطئ
نظرت ياسمين بتردد إلى أمجد الذي لا حظ الدموع بعينيها فشجعتها نظراته على الذهاب مع عمار
فنهضت وبدون أي كلمه أخرى رافقته
بعد ابتعادهما قليلا
تكلمت سما التي راقبت الموقف بصمت
_ فاتنه ، لماذا هذه القسوة يا حبيبتي؟
فاتنه وقد اصطنعت الدهشه فرفعت حاجبيها استغرابا: أنا ، كيف لم أفهمك
أمجد وقد تسلح بالهدوء : فاتنه ألم اطلب منكم عدم الاشارة للموضوع مع ياسمين
ردت عليه فاتنه بحده وقد أثارها اهتمام أمجد بياسمين ، هذا الاهتمام الذي أحسته بغريزتها كأنثى
_ أنا فقد كنت أريد الاطمئنان عليها ، ولم اتكلم عن صراخها ،وحركاتها الهستيريه التي لا تصدر عن انسانه طبيعيه
سما وقد أرادت السيطرة على الموقف قبل أن يشتعل أكثر
_ فاتنه حبيتي إهدأي ، أمجد كان يذكرك فقط
فاتنه وقد نهضت من كرسيها ورمت بكتابها إلى الأرض وردت بانفعال أكثر : لا ، انتي ايضا تدافعين عنها
الا ترين هجومه علي بسببها
كنت فقط أطمئن عيها فقلبتم المائده على رأسي بسببها
ثم وبسخريه شديده ومراره عميقه وجهت نظراتها إلى أمجد قائله : أهذا ما تستطيع تقديمه لي يا دكتور؟؟؟
أهذا ما تفعلونه لمصلحتي
؟؟؟
أم أنني لا أهميه لي ، وأرفت بصوت قد ارتعش من البكاء : نعم هذه الحقيقه
أنا لا أهميه لي عند أي شخص منكم، فأنا بذيل القائمه كما كان مكاني دائما
أرادت سما الكلام لكن فاتنه استمرت بصراخها الباكي والذي وصل إلى سمع يوسف وعمر
الذين تابعا الموقف بدهشة
أما أمجد فلم يتكلم لأنه أراد منها أن تخرج كل ما بداخلها ولو كان ذلك عن طريق مهاجمته شخصيا
فالمهم عنده أن تفرغ غضبها بدون أن تمس أوجاع المرضى الآخرين
وأتت إسراء وليلى اللتين وصلهما صوت فاتنه
ولكن قبل أن يتكلم أحد دفعت فاتنه بكرسيها فأوقعته أرضا وانطلقت تركض باكيه باتجاه الفيلا
وهي تردد : أنا لا أريدكم ، أكرهكم جميعا
جميعا
....
ماذا حدث ؟
كانت إسراء هي المتكلمة
سما بإحباط : لا أدري ، انتابها الغضب فجأة بسبب تنبيه أمجد لها بعدم الضغط على ياسمين
إسراء وهي تتوجه إلى الفيلا : سأذهب إليها ، لا يجوز تركها لوحدها وهي بهذه الحالة
لكن أمجد أوقفها وطلب منها التريث
: اتركيها قليلا لتهدأ فأي حوار معها الآن سيزيد من غضبها ، ثم أني أريد منها أن تراجع نفسها قليلا وتدرك خطأها
أمنت سما على كلامها قائله : صحيح لندعها لنفسها قليلا ، ثم سأذهب أنا للتحدث معها
أما ليلى فقد وقفت بصمت ثم فجأة بدأت بالبكاء
أسرعت إليها إسراء واحتضنتها بقوة محاوله تهدئتها وهي تسألها ما بها


أهذا حقا ما يحس به تجاه ياسمين؟
كان يعلم أنه من الخطأ أن يحب الطبيب مريضته
لكن لم يكن بيده أن يسيطر على هذا الاحساس الوليد بقلبه
والذي يكبر يوما بعد يوم
منذ اليوم الاول الذي وقعت عيناه عليها
صغيره ، رقيقه ، خائفه
تقف بفستانها الزهري أمام الباب مرتجفه
أحس بتلك اللحظه بأنه يريد حمايتها حتى من نفسه
فلا يريد لهذه الزهرة اليانعه أن تجرح
(صدق هذا إحساسي بيك ، والمشاعر تناديك
وقلبي يدور عليك ، أنا أبيك
عساني ما انحرم منك ، أبيك)
أغمض عينيه بهذه اللحظه وهو يردد بكل قوة بقلبه أريدك ياسمين
أما فاتنه فقد عاشت بكل إحساسها مع كلمات الاغنيه
وهي تفكر بالحب
هل ستعيشه يوما؟
هل ستجد فارسها يوما والذي سيسكب بأذنيها اجمل ما قيل في الحب
تنهدت بمراره وهي تهز رأسها بقوة مما حدا بأمجد إلى الالتفات لها وسؤالها ما بها
أجابته باقتضاب : لا شئ أحس ببعض الصداع ، ثم أكملت ولغرض بنفسها :عندما نصل اريد الذهاب إلى الصيدليه لشراء مسكن
أمجد: طبعا ، إفعلي ما تريدين ، على كل حال اقتربنا من الوصول
نظر أمجد بمرآه السياره إلى ياسمين وإسراء فوجد كلا منهما سارحه بأفكارها
ففكر بنفسه: بماذا تفكيرين يا جميليتي؟
ولم يكن يعلم بأنها أحست به
فقد كان إحساسه طاغيا
انتقل إلى قلبها
لكنه بدلا من أن يبعث السرور بنفسها
أيقظ مشاعر أخرى من الخوف
مشاعر أحيت بداخلها ماضيها كله في هذه اللحظه
ذكرى زواجها وخديعتها بإسم الحب
الحب الذي كرهت لفظته
وبألم هتفت بنفسها : أرجوك لا تفعلها
ثم انتبهت من افكارها على توقف السياره بمواقف المركز التجاري
استجمعت شتات نفسها وخرجت
سارت فاتنه مع إسراء متجهتين إلى الداخل
فقد ارادت إسراء ترك الفرصه لامجد للانفراد بياسمين قليلا فقد كانت تعلم ان الرحله هي جزء من علاج ياسمين
فالتفت إلى أمجد قائله : ما رأيك ، ساتسوق مع فاتنه ونلتقي هنا بعد ساعتين ، ما رأيك؟
اجابها أمجد موافقا بينما أحست فاتنه ببعض الغيظ لتركهما وحدهما ، ولكن هذا ناسب جزءا من خطتها
انطلقتا إلى الداخل مسرعتين
بينما بقي أمجد مع ياسمين
بقيت واقفه بلا حراك أمامه لدقيقه تقريبا
سألها أمجد : كيف يدك ؟ هل تؤلمك
نظرت إلى يدها محاوله إخفائها خلف ظهرها : لا
اقترب منها أمجد وأمسك بيدها الجريحه ، قاومته بتلك اللحظه وقد أحست بضربات قلبها ترتفع
قال لها : لا تخفيها
ثم أمسك بذقنها ورفعها اليه وهو ينظر لها ، أخفضت نظراتها محاوله الهروب من عينيه
بقي الوضع لثواني ثم تركها
قال لها في محاوله لتهدئتها : هل تحبين أن نذهب إلى مكان أخر؟
بقيت صامته ولم ترد وهي تحس بحيره ، فهي لا تريد الذهاب للمركز التجاري
سالها مرة اخرى: ياسمين ، اين تودين الذهاب؟
اجابته بهزة من كتفها : لا أدري
فتح أمجد باب السيارة مجددا وقال لها : إصعدي
نظرت له بتردد : إلى أين سنذهب؟ وفاتنه وإسراء؟
اجابها : ياسمين ، لا تقلقي ابدا وانتي معي
صعدت إلى السياره باستسلام ولكن هذه المرة جلست بجانبه
انطلق امجد بالسياره يجوب طرقات المدينه الواسعه متجها إلى خارج المدينه
إلى الطريق الجبليه التي تحيط بها من الجهه الاخرى
أخذت ياسمين تنظر من نافذه السياره محاوله ان تشغل نفسها بأي شئ عدا التفكير بانها معه ولوحدها
أحست بتوترها يتصاعد
بدأ الخوف يدب بقلبها
أخذت تفرك يديها بعصبيه وقد أحست بأن التنفس أصبح عسيرا بالنسبه لها
كان أمجد يحس بها ويدرك أن نوبه أخرى من الهلع ستهاجمها خلال دقائق
بدقائق اصبحوا خارج المدينه
فاوقف السياره بطريق جانبيه ، تؤدي إلى مزرعه يمتلكها
التفت لها ، كانت تشهق محاوله اخذ انفاسها بقوة
امسك بيديها محاولا فكهما فقد كانت تضغط على جرحها بقوة
بهذه اللحظه صرخت فزعه وابعدت يديه بقوة
امسك بكتفيها بقوة وقال لها بصوت آمر: إهدائي ياسمين إهدائي ، انا لن أؤذيكي
صرخت بوجهه وهي تحاول الافلات من قبضته: إتركني ، ابتعد ، لا تلمسني
استمرت بصراخها ، لكنه لم يتركها
استمر بتهدئتها وهي ما فتئت تقاومه وتصرخ به ان يتركها
كان يقول لها : لا تقاوميني ، حاولي اخذ شهيق عميق وازفريه ببطء
بدأت مقاومتها تهدأ وانفاسها ترجع إلى وضعها الطبيعي لكنها ما زالت تشعر بالخوف
أحس امجد بهدؤها فابعد يديه عنها
تركها وقد أخذت بالبكاء ، نظر لها بحزن وقد المه منظرها
كانت منكمشه على نفسها بمقعدها ، تحيط وجهها بكفيها وهي تبكي بآلم
كان جسدها يرتجف بعنف
فتح نافذه السياره لينبعث الهواء العليل
ثم قال بهدوء: ياسمين
كانت ما تزال تبكي
فنادها مجددا
ياسمين
ردت عليه بصوت مخنوق: نعم
سألها : الا تثقين بي؟ هل تعتقدين باني من الممكن ان اسبب لك الاذى يوما؟
اجابته بحرقه : لا ادري
احس بالم من ردها
فتح ثلاجه السياره واخرج زجاجه ماء وفتحها وقدمها لها قائلا : اشربي
رفضت بالبدايه ان تمد يدها ثم تناولتها منه بيد مرتجفه
شربت قليلا من الماء ثم ارجعتها له
هدأت تماما وتوقفت عن البكاء
ساد الصمت لدقيقه
ثم تكلم أمجد: هل تحسين بأنك افضل الان؟
اجابته بخفوت: نعم
سألها ما رايك ان ننزل من السياره قليلا ، فالمنطقه جميله اريدك ان تريها
ثم لم ينتظر ردها ففتح باب السياره وخرج
ابتعد عن السايره قليلا ليترك لها الفرصه لتمالك نفسها
اما ياسمين فقد بقيت لدقائق بالسياره ثم فتحت بابها وخرجت
وقفت محتارة ، الا ان نادها امجد لتقترب منه
اقتربت ووقفت بجانبه
سألها محاولا صرف فكرها عما حدث : ما رأيك بالمكان؟
التفت حولها وقد انتبهت الان فقط لجمال الطبيعه حولها
فقد كان المنظرحولها مبهرا هضبه جبليه مكسوة باللون الاخضر ، تتناثر بينها بقع ملونه من الزهور المختلفه
اجابته : رائعه
اجاب بهمس مخاطبا نفسه : ليس مثل روعتك يا زهرتي
ما رأيك ان نتمشى قريبا
اجابته موافقه وبدأت السير بجانبه ، ابتعدا عن السياره وتوغلا إلى الداخل قليلا
مشيا لفترة ثم توقف امجد عند بقعه مرتفعه تنخفض الارض بعدها مكسوة ببساط اخضر
سألها : ما رايك بالجلوس هنا قليلا؟
اجابته بالموافقه فافترشا الارض
كان يرغب بأخذها إلى مرزعته بالقرب منهما لكنه أجل هذا الموضوع فيما بعد
ارادها ان تطمئن اليه وتثق به اكثر
جلسا يتأملان الطبيعه حولهما
ثم تكلمت ياسمين فجأة: للحظات أحسست بانه موجود
وبأنه سيؤذيني مجددا
نظر لها أمجد بصمت يستحثها على الكلام
اكملت بالم: أحسست بانفاسه حولي ، وبخوف
لم تستطع ان تكمل فقد خنقتها العبره
تكلم امجد بهدوء: ياسمين ، أخبريني بما حدث؟
أخذت نفسا عميقا وبدأت الكلام عن ذلك اليوم التعيس
بعد انتقالي للعيش مع خالتي وزوجها
كانت حياتي كئيبه بمنزلهما فلم يكن لديهما أطفال فخالتي لا تنجب
كانت ايامي تتشابه ، بعد عودتي من المدرسه ، اذكر اني كنت اتناول الغداء وحيده
ثم اجلس بغرفتي إلى وقت الغروب
ولم تكن خالتي تتواجد بالمنزل كثيرا بسبب عملها
امضيت معهما قرابه السنتين على هذا الحال
ثم بيوم مرضت خالتي ولازمت الفراش لفترة
وكانت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم
كنت طفله لكني احسست وقتها ان زوجها هو سبب مرضها
فقد كان يفتعل الكثير من المشاكل معها
حقيقه لقد تحملته كثيرا
كنت اسمع صوتهما يرتفع بالشجار عند رجوعه إلى المنزل بوقت متأخر بالليل
فقد كان مدمنا على الشراب
وبأحد الايام
خرجت خالتي ولم تعد ، اخبرتني احدى الخادمات انها بالمستشفى
أحسست بالحزن والخوف يغمرني من ان افقدها ايضا
فهي كل ما تبقى لي بالدنيا
بقيت وحدي بالمنزل لعده ايام ، فزوج خالتي لم يحضر منذ دخولها المستشفى
إلى ان ...
ثم توقفت عن الكلام
اخذت تتنفس بقوة والدموع تتلألأ بعينيها
نظر اليها امجد ، وهو يعلم حقيقه شعورها
اكملت بصوت مختنق: تلك الليله أستيقظت وانا احس بالعطش
ذهبت إلى المطبخ
واثناء مروري بصاله المنزل
كان يجلس بالظلام ، لم انتبه اليه بدايه
ثم سمعت صوت تحطم زجاج
احسست بالخوف ، وتجمدت مكاني
ثم سمعت صوته وهو يتسأل : من هناك؟
رجع الي رشدي عندما عرفت انه هو
اقتربت منه
كان يجلس على الارض وامامه على الطاوله عده زجاجات
لم أدرك ماذا كانت وقتها
كانت تصرفاته غريبه، نظر الي ، ثم نهض واتجه الي وهو يترنح
وكان يحمل زجاجه بيده
كانت اول مرة أراه بهذا الشكل
أحسست بالخوف منه
ولم أتبين ملامحه بسبب الظلام
اقترب مني إلى ان اصبح بجانبي
أحسست بالرغبه بالهرب والرجوع إلى غرفتي، نسيت عطشي بتلك اللحظه
ثم تكلم: ياسمين أهذا انتي؟
سألني بكلمات غير مفهومه تماما عما افعله هنا
اجبته باني اريد ان اشرب
ضحك بصوت عالي ثم مد زجاجه الشراب بيده قائلا لي بان اشرب
بدايه رفضت واخبرته باني اريد شرب الماء
جذبني من يدي وهو يقهقه: لا ستشربين معي
أرغمني بالقوة على الجلوس معه
ثم رجع مرة اخرى واعطاني الزجاجه طالبا مني ان اشرب
شربت بالقوة
أحسست بطعم لاذع بفمي أحرقني
فبدأت أسعل بقوة ودمعت عيناي
وكان هو يضحك مربتا على ظهري
بعد أن استعدت أنفاسي وقفت أريد التوجه إلى غرفتي
لكنه ترك الزجاجه ، وجذبني إلى أحضانه
لامس وجهه وجهي وأحسست بأنفاسه كريهه جدا
بدأت اشعر بالفزع فقد أحسست بان الوضع غير طبيعي
بدأ يتحسس جسدي وهو يهمهم بأني قد كبرت وباني جميله ، اشبه والدتي
بدأت اقاومه وقد اخرس الخوف لساني، لم استطع الصراخ
عضضت يده يقوة فافلتني
دفعته ، ثم توجهت راكضه إلى غرفتي ، تعثرت على الدرج من شده خوفي
فلحق بي
وأمسكني
حملني وانا اقاومه وقد بدأت بالصراخ لكني لا ادري لماذا لم ينجدني احد
حملني إلى غرفتي
وما ان دخل
القاني ارضا
احسست بالم كبير من السقطه
نظرت اليه بفزع وقد وقف عند الباب ، بدا لي كالمارد
وقد اصبح غاضبا بشده
اغلق الباب
وبدأ بنزع ملابسه
ثم التفت إلى أمجد : وحدث ما حدث
فقدت وعيي بعدها
وعندما استيقظت كنت على الارض وهو بجانبي نائم
وقد بدأ ضوء النهار يتسرب من خلال النافذه
كانت ملابسي بجانبي ممزقه
كنت أحس بالم رهيب
حاولت الوقوف فراعني الدم الموجود على ساقي
بدأت اصرخ ، فاستيقظ على صوتي
نظر لي
ثم امسكني وهمس بأذني طالبا الصمت
سكت خوفا منه
نظر حوله ثم نهض إلى الباب ففتحه واطل برأسه
ثم عاد لي وهددني باني ان تكلمت واخبرت أي شخص بما حدث ، فسوف يقتلني
قال لي بانه لن يصدقني احد وبان الجميع يعلم انه خارج المنزل ، وانه سيخفي كل اثر لحضوره
ثم خرج
انهرت على الارض باكيه
لم افهم تماما ما حدث لي وقتها
لكني كنت اعلم وأحس بانه شئ خاطئ
جلست عده ساعات على الارض لا اقوى على الحراك
كنت اغيب عن الوعي واستيقظ وارجع اغيب مرة اخرى
كان يوم عطله
وعند الظهر تقريبا ، سمعت صوت طرقات على الباب
أحسست بالخوف من ان يكون هو
ثم دخلت احدى الخادمات
كانت تناديني باسمي
ثم سمعتها تصرخ ، لم اكن استطيع رفع رأسي ، لكنها قامت برفعي عن الارض
لا ادري ماذا فعلت
كان الالم الذي اشعر به اقوى مني
ففقدت وعي
عندما أستيقظت ، كان اول ما شعرت به هو وجود الخادمه بجوار سريري
حاولت النهوض فلم استطع
كان الوقت مساء لاني نظرت إلى النافذه كان الظلام مخيما بالخارج
عادت إلى ذاكرتي ذكرى ليله السابقه
بدأت ابكي
جلست بجانبي واحتضنتني وهي تبكي
لم يكن هناك حاجه للكلام وقتها
انا لم اكن افهم تماما
وهي فهمت كل شئ
طلبت مني ان اهدأ واني سأكون بخير
كنت اصرخ مناديه أمي باني اريد العوده إلى البيت
ولم أهدأ الا عندما احضرت لي قطتي
احتضنتها بقوة فقد كانت اخر ذكرى لي من والدي
بقيت على تلك الحال لعده ايام أصبت بالحمى وكنت اهذى اغلب الوقت
حتى تعافيت واسترديت بعض قوتي