عنوان الموضوع : روايه بعت الجسد..!!! رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصه قد نالت اعجابي
وقد احببت ان اشاركم بها



اتترككم مع احداثها

الفصل الأول

بين العليا والنسيم


طريق العودة من الأقسام الأدبية لجامعة الملك سعود في عليشه إلى حي النسيم طويل مزدحم يستغرق أكثر من ساعة يمتد من غرب الرياض إلى شرقها
آه يا الرياض
لاح لي وجهك المترهل
الموشوم بخطوط من طول وعرض
طرق تقسمك أحياء

وين تسكن فيه
في الرياض
إجابة خاطئة
وين في الرياض

تشفير يقرئه أهلها فقط
هذا المشوار اليومي عذاب زميلاتي
هو خلوتي الجميلة وزادي من السعادة
فركوب اللكزس الجديدة بمقاعدها الجلدية المتشربة روائح خليطه من دهن العود والعطور الباريسية
والجلوس متخفية خلف زجاج نوافذها المعتمة مستمتعة بالاستيريو الحديث بسماعاته الضخمة يصدح بما اشتهي
هو جنتي الموعدة
يزيد من نعيمها السائق رشيد الأسود البشرة بلباسه السعودي وأناقته المفرطة حاملا رسالة صارخة للجميع :
أنتبه سيارة شيوخ
هل تعرف هذه العيون المشدوهة عند الإشارات المرورية علاقة الظل الأسود القابع بالجهة اليسرى خلف السائق بهذه المشيخة
علاقة يغنيها عبد الحليم الآن
مصيرك أن تبقى مسجونا بين الماء وبين النار
لو تعلم يا نزار لأكملت
قدرك أن تتأرجح يا ولدي بين العليا و النسيم
هنا ضحكت لتسمعني ميساء بنت عمي الظل الآخر المسترخي بالجهة اليمنى من السيارة :
تكفين حبوو ايش اللي ضحكي
رديت متوارية خلف ما تحب أن تسمع :
تذكرت فولار هيرمس اللي لابسه خلود ايش هذا هي ما عندها في بيتهم مرايا
بلاش بيتهم
طيب ما تشوف بعيونها حلاوة الفولارات عليك
تعرفي كان نفسي أقولها العبي بعيد يا ماما
الرزة ها هنا

تضحك ميساء وتخدرها هذه الأكاذيب التي أغذيها بها بلهجة بيتهم
لهجة هجين حجازية و نجدية مطعمة بألفاظ انجليزية
كلام الكلاس
التي أغلف بها تفاهات تسعدها وأحدث نفسي :
وينك يا يمه .. يا صيته الصاقود تسمعين بنتك تلغوى .. تعوج لسانها
كما تكرهين
فأنت لا تريدين أن أحضر من بيت عمي الوزير إلا ما يجودون به من الأرزاق
أما ما يعلق بروحي
اتركه عند باب دارنا
كعباية الكتف المطرزة الغالية التي البسها الآن
لزوم الشغل كما تسميها أختي منيرة وهي تتوعدني بعذاب النار :
عمر بيت عمي ما عطوك هدمة سنعه تلبسينها أش معنى العباية
وعباية حرام
وإلا لزوم الشغل لا تفشلينهم

واستفزها ساخرة :
هيه .. يا جزاك الله خيرا
عبايه حرام
و شلون حجاب وحرام

وتبحث عيني في وجهه أمي عن انفعال
أي تعبير ضد القادم من بيت الوزير
ولكنه كالعادة يملك حصانة حكوميه لتتمتم :
منيرة الله يهديك يبون البني مثل بعض
يا بنيتي احرصي عليها ترى ما لنا حيلها إن صار لها شيء
بس افصيخها عند الباب
لا تخرب

يا صيته متى تعرفين عمر البني ما صاروا مثل بعض

تودعني ميساء بعد دخول السيارة بوابة القصر:
باي
بليز لا تنسي البحث بكرا
أش رأيك تنزلي شويه
يتجه نظري إلى السيارات المصطفة بعيدا بينها سيارة أيمن البي ام دبليو الزرقاء مما يفقد العرض إغرائه ويرجح كفة جريشة بيتنا أمام مشاركة أيمن البغيض مائدة من أصناف عم عزيز اللذيذة أرد بسرعة :
معليش حياتي وقت ثاني

تقف السيارة في مدخل خاص أمام مصعد داخلي تحيط به شلالات مياه منسابة على زجاج معشق
ويسرع رشيد بفتح الباب لتحمل الشغالة حقيبتها وتمسك مربيتها بيدها لتساعدها على النزول
فرجل ميساء معابة
ما بها
لا أدري
اعرف انه الرباط المقدس الذي جعلني ادخل بيت الوزير منذ أن كنت طفلة في الرابعة
وهذا يكفيني

مرافقة ميساء منذ الطفولة كان بطاقة الدخول لعالمهم المختلف المثير
بهذا أشار عليهم كبير العائلة عمي عبد الرحمن الذي كفلنا بعد وفاة أبي في بيته سكن الإمام في احد مساجد السويدي
كل ما راني يذكرني برأيه السديد بصوت يحمل إيقاع خطابي مضحك :
احمدي الله يا بنت اخوي
ترى أنا اللي قلت لأخوي عثمان
خلوا ميثى بنت عبد الله تخاوي ميساء
وضفوك مع بنيتهم
اكسبوا فيك اجر
أو أثم
لا احد يحاسب الأئمة في بلادي
أيها البغيض
ميثى بنت عبد الله إذا رضيت
ميثى بنت البدوية إن غضبت
ميثى اسم شعبي
أمهل القدر أبي عمرا ليزيد من نصيبي من الإرث الوحيد الذي تركه لي أنا وأخوتي الاختيارات السيئة
ليموت بعد ولادتي بشهرين وأعيش عمري أداء واجب
أما ميساء فنجت من اسم الجدة بحيلة من عمي ترفع عنه الحرج والعتب من أمه بأن الكاتب المصري لشهادة الميلاد كتبه بلهجتهم وكان اسمها عصري راقي مثل كل ما حولها
الأسماء هل هي حقا مفاتيح القدر
تتعطل ورقة تسجيل الحضور بالمحاضرات كثيرا عند توقيعي
يتلاعب خيالي بها
فأنتقم من ميساء الصق بها اسم أبي واسرق اسم أبيها
للحظات
أصبح فيها بنت عثمان القادر وأعيش حلم يقظة توقظني منه فطومه ساخرة :
ترى صاحب المعالي عمتس يا الأخت مهوب أنتي
أهوه و راي ناس لازم أحضرهم
تواقيع مهب توقيع واحد
وكل واحد بقلم وبسرعة
مهب مثلتس يا الميتة

أحب فطومه زميلتي بمرحها قالت لي مرة :
العبودية جديدة عليتس .. على وراثتس
حنا وان حررنا فيصل سكنتنا العبودية
حالتس صعبة يا بعدي عبده بيضاء
لازم أمد لتس سلك
عشان تكيفين مع بنت عمتس وتعرفين انتس دايم عين وهي حاجب

الآن أنا سيدة السيارة يا فطومه في رحلة عكس التيار متجهة بها اللكزس إلى النسيم من العليا
مسار غريب لسيارة فارهة
اقرأ هذا بعيون رفاق الطريق من سيارات العمال المكتظة بالأسيويين
حتى انتم بدأتم تفكون تشفير الرياض
بلهجة آمرة مرتعشة غير واثقة أقول :
رشيد حط سي دي جوليا.. يا ائصص
يا ائصص عم تكتب اسامينا
عا زمان الماضي وتمحينا
طريق بيتنا الجديد لم اعتاده بعد بعكس الطريق الذي الفته وأنا طفلة بين بيت عمي عبد الرحمن في السويدي و قصر عمي عثمان في العليا
كان السائق يأخذني يوميا مع المربية تودعنا تلك الأيدي الصغيرة وأحيانا سباب حانق من أطفال يتسابقون على إغلاق باب السيارة
نصيبهم من رحلة قدرت لي وحدي
وكانت طفولة التناقضات
الوحيدة في بيت الإمام التي ذهبت للحضانة والروضة ودرست بمدارس الرياض وعرفت حفلات عيد الميلاد والمهرج و دروس الفروسية والبيجاما بارتي
طلاسم كانت لأخوتي وأولاد عمي
وإذا عدت بعد التاسعة تجاهلني الجميع انتقاما
فادخل بهدوء إلى غرفتنا المبنية بمخالفة لقانون البلدية بالارتداد الخلفي لبيت عمي مساحتها مترين بأربعة متر وسقف من صفيح و حمام صغير فعمي يردد دائما في خطبه :
إن الله أكرمني بان صرت كافل يتيم
قليلا ما أجد أمي أو أختي منيرة في بيتنا الغرفة
أما أخي عبد العزيز فدائما منكب على كتبه يدرس باجتهاد الفقير
لا ينتظرني إلا يوسف أخي من الرضاع وابن عمي
مختبئا بظل باب الحديد ليخيفني ويضحكني ويقسم معي غنائمه من الحلوى وأخبار النهار
ولا ينتظر مني بديل
يعرف إن بيت الوزير كريم بأكياس الرز وصناديق الفاكهة التي تحملها سيارة العودة وينقلها رشيد لمطبخ البيت
أما أنا فثمن بقاء رباطي ألا احضر من هناك إلا نفسي فقط
لا كلمة أو لعبه
فمنذ أن عرفت الذاكرة ومراسيم وداعي محفورة فيها
تفتش المربية جيوبي وحقيبتي و تطمئن من براءتي
إلا من الذل
تدس الجوهرة زوجة عمي بيدي ريال وتقول :
ميثى لا تحكين أسرار البيت لأهل السويدي
إذا عرفت كلمة طلعت
ما راح تجي هنا ثاني
كانت تحمي التناقض الفاضح في حياتهم مع طبيعة المجتمع النجدي المحافظ
فهي تأمن أسوار القصر و ولاء الخدم و تذاكر السفر التي تأخذها للبعيد الغريب
وتهابني
أنا الدخيل القريب
كان يوسف هو أخي
أما منيرة وعبد العزيز ابتلعت أخوتهم زحمة الأطفال في بيت عمي المتزوج من امرأتين وله تسعة أولاد وأربع بنات
زحام ضاعت فيه حتى أمي
التي انتمت لهذا البيت وشاركت زوجات عمي هموم الأطفال والطبخ والتنظيف كل شيء
إلا هو
رفضت أن يضمها لحريمه
فكسبت حب زوجاته وأظنها قللت من عدد أولاده
كان يوسف يسميهم أولاد الحكومة يسخر من أبيه :
هو لو ها الشايب تكلف فينا بريال كان ما جابنا
ولدونا بمستشفيات الحكومة
و درسونا بمدارسها
لا وتحفيظ قران عشان المكافأة
والجامعات حكوميه
إلا الجهاد والسجن مساعدات أمريكية
مصعب و انس وأسامة هذولا دوليين أخواني
مرح يوسف ووسيم بشعر البني الناعم الكثيف وعيونه الواسعة متميز
بعشقه للزين
يهوي بطبعه أغلى العطور وأشهر ماركات الملابس والأحذية
يهتم بالجلديات الرجالية والجولات الجديدة لذلك كان عمي كثيرا ما يعاتبه على تبذيره واهتمامه بالمظاهر الزائفة ووسخ الدنيا

اليوم الاثنين عند يوسف أوف من الجامعة هل سأجده في بيتنا
يمكن فقد تغير كثيرا هذه الأيام
وقلت زياراته لنا
هل يحب
أغرمت به كل بنات الجيران وما بالى
لماذا تغير الآن
دخلت السيارة لشارع فرعي يقود لبيتنا المحاط بشجرة سدر ضخمة
قديم البيت الذي استأجر لنا أخي عبد العزيز بعد أن عاد مهندسا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتوظف في شركة أجنبية
وأعلن بهدوئه المميز زوال أيام غرفة السويدي بلا رجعه
واختارت أمي أن يكون بيتنا بالنسيم
قريبا من بيت زوج أختي منيرة وكل معارفها وأقاربها
فأخيرا عادت صيتة الصاقود لقواعدها سالمة
أمي البدوية
عزيزة هي في قومها
محتقرة من أهل زوجها الحضران
وان تقدموا منها خطابا بعد وفاته
تزوجها أبي عن حب نظمته بقصيد عذب ترويه لنا إلى اليوم
تتغزل به هو الراقد تحت التراب
وخطيئته فوقها
من سمع لقلبه واخرس عقله
واختار أن يعيش أولاده معركة يومية مع الإهانة والانتقاص
طبيعتك أبي أم مهنتك
سوء الاختيار
ما هذه السيارة أمام الباب بي ام دبليو زرقاء
مثل سيارة أيمن أيعقل أن يزورنا ابن الوزير
كانت بمواقف القصر
كيف سبقنا أيمن
أمر غريب


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الفصل الثانيسوادة غيم في شمسه المطله

أسرعت بالنزول
تعلمت ألا أنتظر من رشيد أن يفتح باب السيارة
الخدم يعرفون أعمامهم أو مراكز القوى المؤثرة بحياتهم بحساسية عالية
كما أساتذة الجامعة

ماذا يخدم الدكتور في الجامعة
الطالب
إجابة خاطئة
يخدم أي شيء إلا الطالب

كانت أمي وأختي منيرة في الصالة أمامهن كومة من الكراث
يتحدثان بصوت عالي
عادة رافقتنا من بيت السويدي المسكون بالضجيج
سألت متعجبة :
ترى اللى تأكلونه نوع من الخضار
يا ناس ارحموا لونه الأخضر ليه انتم مصرين انه حلى
لمين السيارة اللي عند الباب

قالت أمي بصوتها العالي ذاته :
أي سيارة .. ما عندنا إلا يوسف

ومن أين ليوسف هذه السيارة
وأين أم الجمايل
سيارته الكامري التي تعاقب عليها اثنين من أخوانه حتى وصلت له بموديلها القديم ونقوش خالدة من أثر حبات البرد الذي أصاب الرياض من سنوات

كثيرا ما يتحسر على حاله ويقول :
كل سيارات الرياض تعافت من ها الجدري ألا سيارة يوسف القادر
أكملت أمي :
تراه عند المشب ينتظر عبد العزيز يجي نتغدى
وجهت حديثي لمنيرة :
تبين تتغدين معنا اليوم بعد
لم ترد
لم أسلم حين دخلت
وهذا يغضبها
والسؤال الشامت بحال زوجة ليوم واحد و ثلاثة أيام على لائحة الانتظار يحرر هذا الغضب لتقول :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بخبث واستفزاز قلت :
أولا أنا ما سلمت
أنا سألتك اليوم أنتي أوف من أبو ناصر
بعدين السلام سنة و الرد هو اللي واجب

هنا لم تتمالك نفسها وبدأت موعظتها :
واحدة تدرس بجامعة العلمانين وش ترجين منها
الكل عندكم يفتي
الكلام بالدين له ناسه الثقات
يا أختي
مهب كل من درس حرفين يبي يزاحم أهل العلم ويسير الدين على هواه

بمتعة من وصل لمبتغاه رديت:
على الأقل أنا أدرس
غيري جامعتها زوجها خريج المتوسطة شيخ الأشرطة
تعمدت أن اجرح منيرة الحاصلة على الثانوية العامة ولم تكمل تعليمها العالي فالمقاعد في الجامعات محدودة
لأبناء المقام العالي
وما يفيض عن حاجتهم يتلقفه المحظوظين من أصحاب المعدلات العالية
ومنيرة معدل متوسط وعم نزيهه لا يتوسط لأحد
أقصد أحد لا يخضع لقانون الواسطة الضمني ( المنفعة المتبادلة)
لماذا أهوى أن أعذبهــا
أ غيرة من قربها من أمي
التي سلمتني لتلك المشاوير جارية
وأبقتها لها ابنة
تعنفني أمي مدافعة عنها :
يا الملسونه
باكر تخرجين وتجلسين بالبيت
اللي درسها عمها عشان بنته مثل اللي ما درست

هذا المصير من البطالة
يرعبني وأنا أرى من يتعمد حذف الفصول الدراسية ليحافظ على صفة الطالبة
فإذا سأل الخاطب قالوا له :
توها صغيرة تدرس بالجامعة
بما توحي به من أمل بالوظيفة المطمع أكثر من العروس
بدلا من أن يهمسوا بتردد :
كبيرة والله
متخرجة وقاعدة بالبيت
ففي قاموس الحياة هنا لا أحد ينظر لشهادة الميلاد
أو عطاء غير الريال
حتى الشباب

قلت متعمدة الاستهتار:
يا صيته قولي خير
وحتى لو جلست
لا يمكن أعرس على رجل حريم

أدركت هول ما قلت من وجه أمي الغاضب وبكاء منيرة بصوت مخنوق
لأهرب إلى مجلس الرجال
مستجيرة بيوسف
المتربع أمام المشب و شماغه الأنيق ملفوف حول رأسه بشكل عملي يحرك النار بالملقاط لينعكس ضوئها على وجهه المبتسم ويقول:
ولعت الضو يا ميثى بالصالة
تعالى تبردي بضو المشب

جلست بقربه بعد أن عبثت بشماغه :
جاسوس السويدي .. تتسمع علينا

تسأل يوسف بمرارة :
إلا ممكن اعرف متى تسامحين أمك
وتحترمين اختيار منيره
قلت مندفعة :
أي اختيار
هذا وئد عصري
فقبل عدة سنوات
كان بيت السويدي مشحون بأشرطة دينيه ومحاضرات وجمع تبرعات لجهاد من خيال
الكل كان يسير باتجاه إجباري إلى ما يصفونه بالالتزام
قادهم إليه الإحباط والخيبة
من كل شيء
لا دراسة
لا مال
لا حب
لا قيمة بالمجتمع
كل شيء محجوز لأهله
وما كانوا من أهله
التأهيل ملكه بيت الوزير
وأمثالهم
والزاهد من يكتفي بالفتات
وجد عمي عبد الرحمن قيادة المجتمع بالإثارة والدعوة بباطل حياتنا وفسادها وزيغ كل الرموز الوطنية وخضوعهم للمستعمر الأجنبي
فكان أمثاله بثقافتهم الضحلة وشهادتهم المتواضعة وتتلمذهم على بعض دروس لكبار المشايخ ملوك زمن المطوع
فصار مجلس عمي معلما في الحي
ليس من اجل طلب الوسائط عند أخيه الوزير
بل لسماع دروسه المستوحاة من ثلاثة عشر كتاب مصفوفة فوق رف خشبي في مجلس الرجال
أصابها الغرور كيف ألهمت هذا الجاهل كل هذا الكلام
هي العتيقة المتخلفة عن العصر
فتمزقت أغلفتها زهوا
إما صلاة الجمعة في مسجده أصبحت مزارا أسبوعيا
تحاصرنا بسببه السيارات على بعد شارعين ليستحيل الخروج من البيت ذلك اليوم إلا بعد الصلاة بساعة إذا أنفض جمع المصلون القادمون حتى من خارج الرياض ليسمعوا خطبة من سباب وأشعار حماسية قادمة من أشرطة مسجلة مليئة بصراخ مفتعل واقتراب حذر من خطوط الدولة الحمراء
ليصفونه بالجرأة
وما أراه إلا جبان
وحصاد موسمه المثمر
كان الحصرم
إذ صدق الكذبة ثلاثة من أولاده
فذهبوا لأفغانستان تاركين له زوجاتهم وأطفالهم
ملبين نداء لا يسمعه إلا هم
الآن لم يعد يردد بخطبه:
أن الله أكرمني بأن صرت كافل يتيم
لأنه محتار هل أحفاده أيتام مثلنا وإبائهم أحياء مطلوبون من الدولة

أما البنات تزوجوا رجولة مختصرة في :
ما يدخنون وملتزمين ما شاء الله عليهم

نجا من هذه المحرقة
أنا و يوسف بتمرد لا واعي على المفروض
وأخي عبد العزيز وابن عمي عبد الله بتكريس أنفسهم للخلاص القادم بشهادة علمية
وبنت عمي مزنه المحطة التي مرت بها كل القطارات وما توقفت
وما كانت لتشذ هذه المرة
تابعت ساخرة من حال منيرة :
يوسف
أبو ناصر هذا وش لقيت فيه
غير انه مقرئ وصوته حلو بالقران
طيب اسمعيه بالكاسيت
مو تعرسين عليه ياااااع هذا وشلون تبوسه
بشقاوة و استنكار قال يوسف :
مو مو وتبوسه
أحلى يا أبو حجوز
ميثى الجداوية
يا عقدة النقص عندكم يا الشيوخ
موريين بها الحجز
أنهم فلتة زمانهم
يتعصب يوسف بشكل أعمى لنجد
معشوقته
التي يغار عليها من سكان الساحل غربي أو شرقي
فنجد الأبية
رفضت البحر حدودا لها
واختارت الصحاري المهلكة لتحمي أسرارها الدفينة من الفاتحين
ويجب أن تبقى بعيدة عن هواء البحر العاصف
حتى وان حملته أنفاس أبناء الشواطئ
فهو معري لكل الحصون
قلت ليوسف لأبرئ نفسي من إعجابي بما يكره :
شيوخ
ما لي من المشيخة إلا ها العباة
إلا من غسيل المخ ببيت عمك
تعال هنا
السيارة اللي عند الباب
سارقها
وجيبها تبلانا فيها
رد متهربا من الإجابة :
الفلوس تجي من بيع وشراء
بعت وائبضت
هيك سيارات بدها هيك رجال
يا خد العئل
مهضوم






__________________________________________________ __________
والباقي انزله لكم بكره

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________