عنوان الموضوع : مشاركتي بعنوان: يكفيكم جرما - قصة خليجية
مقدم من طرف منتديات الشامل

[BACKGROUND="70 #000000"]



[BACKGROUND="70 #000000"]






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذلك العام الذي لا تفارق أحداثه مخيلتي كنت أبلغ السابعة من عمري..
كنت أعيش في ذلك الحيّ الرائع..لا بل الأكثر من رائع..حيّنا كان مليئا بالسكان
كنا كأننا شخص واحد نفرح سويا ونحزن سويا..كان للأعياد نكهة خاصة ممزوجة بضحكات الأطفال الرنانة
وأغاني العيد تلك التي لا زالت تدندن في أذني الى الان..ليس هذا فحسب!!
بل كان مليئا بالأشجار التي عمرت مئات السنين..وشجرة الياسمين تلك التي ما تزال رائحتها تملئ
أنفي الى الان..أذكر ذلك اليوم الذي قامت به بلدية الحيّ بترميم الشارع..أبتسم
حين أتذكر ما فعله الصغار ذلك اليوم وكنت أنا واحدة منهم..حيث أحضر لنا أباؤنا دراجات
لنلعب بها في الحي الذي لبس حلّته الجديدة..ولكن واسفاه!!لم تكتمل فرحتنا في ذلك اليوم
بسبب ما حل على حيّنا من كارثة..جاء الليل والكل مبتهج نام الأطفال ونمت أنا وأخوتي
والبسمة على شفاهنا..ولكن فجأة!!أنطفأت االأنواروأنقطعت الكهرباء..أشعلت أمي
الشمعة لتهدئ من روعنا..أصبح الحيّ الان يغرق في ظلام دامس..وهدوء حذر..سمعنا صوت مشاة وأصوات أخرى كانت غريبة من نوعها
انغمرت أمي بالفضول فأصرت أن تعرف مصدر ذلك الصوت..ذهبت الى النافذة..نعم!!
هنالك كانت الكارثة الكبرى التي حلّت على حيّنا..فهؤلاء المشاة هم جنود الاحتلال وتلك الاصوات الغريبة كانت
أصوات الياتهم ودباباتهم..نظرت أمي من نافذة بيتنا الى سطح جيراننا فاذا بجنود الاحتلال ينصبون قناصاتهم على الاسطح
كانوا يرتدون زيا أسودا كسواد الليل الدامس..نادى أبي على أمي وأخبرها بأن تغلق النافذة حتى لا يلمح خيالها الجنود ويفتحو نيران رشاشاتهم صوبها..
لأنهم كانوا اذا لمحوا أي خيال أو شيء يتحرك فتحوا نيرانهم اتجاهه..
تسارعت دقات قلوبنا..ودقات قلب أمي وأبي خاصة..بسبب خوفهم علينا..وأصرت أمي الذهاب الى النافذة مرة أخرى..ونظرت بأتجاه بيت خالي..فأذا بأناس يرتدون
زيا أسودا قد أخذوا خالي الى مكان مجهول..أرتبكت أمي وخافت..ولكن بعدها أطمأن قلبها لانها علمت أنهم كانوا مقاومين وأن خالي يعمل معهم.
أصبحت أمي تنتقل من نافذة الى أخرى..وأبي يحتضننا..لم نجد فرصة للخروج من بيتنا..لان الاليات قد أحاطت به من جميع الجهات.
جلسنا جميعا في غرفة واحدة لا نحرك ساكنا..فجأة!!سمعنا صوت أطلاق نار فعلمنا أن بعض المقاومين قد أشتبكوا مع جنود الاحتلال..ولكنهم
كانوا أقلة..فأصيب بعضهم.
توقف اطلاق النار فجأة وساد الهدوء الحيّ مرة أخرى..وجرافات الاحتلال الان تقوم بهدم منزل خالتي وديوان العائلة.
بقينا على هذا النحو من الساعة العاشرة ليلا حتى السادسة فجرا..وفي الساعة السادسة
والنصف انسحبت اليات الاحتلال والجنود..ولكنهم تركوا خلفهم مفاجأة لم يكن احد يعلم بها
ذهب أبي الى النافذة ليتأكد من أن الجنود والياتهم قد انسحبوا وكذلك الجيران الكل يترقب على نافذة بيته..
فجأة حلّت المفاجأة..نعم!!قام الجنود بالضغط على ذلك الزر اللعين..فاذا بانفجار ضخم قد هز أرجاء الحي..نعم!!قامو بتفجير بيت خالتي
فشعرنا حينها ان بيتنا قد أنهار علينا..والسحابة البيضاء ملأت المكان بحيث لا نستطيع أن نرى أنفسنا..
علمت حينها ان أبي قد تطاير جميع زجاج النافذة على وجهه وباقي أعضاء جسده..شعرنا أن الموت يوشك أن يحل بنا جميعا..بالكاد استطعنا الخروج من بيتنا
كان جدي وجدتي مع عمي في الطابق السفلي..أخرجناهم بصعوبة..خرجنا الى الشارع فاذا بجميع جيراننا مصابين..
والغبار يملأهم كأنهم أشباح..والدم يملؤ ثيابهم..فجأة!!سمعنا صوت صراخ..وبكاء..
وسيارات اسعاف..ورجال اطفاء..علمنا حينها ان ابن جيراننا الذي لم يتجاوز الثالثة من عمرة قد انهارت عليه جدران منزله..وأرتقت روحه الى عنان السماء,,
ليس هو فحسب..بل جده أيضا..صدمنا صدمة العمر..مرض جدي بعدها مرضا شديدا..
لأنه قد أصيب بصدمة وانهيار عصبي..وجلطة في الدم..وصارع المرض ..حتى انتقل الى رحمة الله.
رجعنا الى البيت!!ولكن معالمه قد تغيرت فلم يعد بيتنا الذي نعرفه..وكأن زلزالا

أصابه لا بل أكثر من ذلك.
هذا الحدث زلزل البيت وزلزل الحيّ..ولكنه لم يزلزلنا..لا والله بل زادنا حقدا على أولائك المجرمين..القردة والخنازير..وأنا أعلم بل وعندي يقين بالله عز وجل
أن يوما سيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق عاصمتنا القدس الشريف.
وأنهي قصتي بكلمات أهديها الى الشهداء عامة والشهداء الاطفال خاصة:
سلاما عليك أيها الشهيد البطل..سلاما عليك وأنت تقر عينا مع النبيين والصديقين والشهداء..
سلاما عليك وأنت تنزع أستقلال فلسطين بأظافرك الصغيرة..
سلاما عليك وأنت تنزع الخوف من قلوبنا نحن الكبار..
وسلاما عليك يوم ولدت..ويوم أستشهدت ..ويوم تبعث طفلا فلسطينيا!!
وفي النهاية أود أن اخبركم بأن هذه القصة حدثت معي أنا شخصيا..نعم واللهي أني أخطها لكم ليس بحبر قلمي..
بل بدم شراييني..وأخطها وعيني تدمع..ولكنها تدمع دما..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[/BACKGROUND][/BACKGROUND]

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مؤؤلمةة جداً
ربي يفرج عنكم
ويلعن الجنود


....

واني اقرأ قصتك
ببكي الله يخفف
عنك حبيبتي ويرزقك
العيشةة الآمنةة

...
سرد مؤثر
فالك الفوز
عزيزتي
ودي لكي


__________________________________________________ __________
دوله شقيقه أخرى غاليه علينا كــ عرب ومسلمين
تعاني وتصارع اليأس حتى يتجدد الأمل بالفرج القريب وذلك على الله ليس ببعيد

دكتورة القانون ...
أحسنتِ .. ونسأل الله لــ فلسطين الحبيبه بالنصر المبين

مووفقه ياارب


__________________________________________________ __________
دكتورة القانون
مساء الورد
مرحى بالفن الجميل
ذلك الإبداع الذي يعلن عن نفسه من إطلالته الأولى
رواية جميلة رغم ماتحمل من ألم
إنه واقع الوطن العربي بشكل عام
وفلسطين الحبيبة بشكل خاص
فإلى موعدٍ آخر مع الفكر والجمال
دمت مبدعة

تحية بحجم نور الشمس


__________________________________________________ __________
قلبي ودمعي معكم ابتها الاخت الفلسطينيه

كم نتألم لحالنا جميعا نحن العرب الذين اصبحنا هدفا للغزاة الطامعين

اللهم انصر فلسطين وسوريا والعراق وجميع العرب


__________________________________________________ __________
دكنورة القانون

لحرفك رونق جميل كـ البدر في ليلة تمامه
الى الأعلى حيت التمييز مستحق له واكثر
كوني كما أنتي دوماً .. متميزًهـ
في حفظ الله ورعايتهْ







السلام عليكم ورحمة الله

لا أعرف إن كان من حقنا أن نعلق على القصة أم لا.........عموما إن كان هناك مايمنع فللإشراف الحق في حذف الرد



مأساة من واقع مؤلم مازال ينزف جرحا غائرا في جسد الأمة

ستضل هذه البقعة المباركة من أرضنا العربية شاهدا على الخنوع والذلة التى يعاني منها المسلمين

وهي أيضا شاهدا حيا على العملاء الذين إبتاعوها بحماية كراسيهم ظنا منهم أنها ستموت في قلوب ونفوس أهلها وأبنائها وبناتها الشرفاء

قدمت الكثير من الشهداء وإرتوت أرضها بدمائهم الزكية التى كتبت الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة لهم ولأحفادهم من بعدهم

ستضل فلسطين شامخة برغم الإحتلال وبرغم العملاء والخونة فهي حية في نفوس أهلها الصامدون الذين عاهدوا الله ووفوا لها وفي نفوس الشرفاء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم


أحييك أختنا الكريمة والكاتبة القديرة

دكتورة القانون

على ما سطرت هنا

ليلة من لياليكم الحالكة السواد والتى لايطلع فجرها عليكم إلا بكارثة ومأساة تصيب الشرفاء منكم
صدقيني كل مايحدث لكم هو تميز لكم بأنكم شرفاء دون غيركم فالغاصبون لايطاردون ولايقتلون وينكلون إلا بمن يرفضهم ويرفض وجودهم على أراضيه


شكرا أخيه على هذه الصياغة الرائعة التى أخذتنا فيها برحلة إلى تلك الأرض لنعيش صورة من صوركم المشرفة التى جعلتكم فوق رؤوسنا دوما أيها الشرفاء


تمنياتنا لكم بالتوفيق والفوز إن شاء الله

تقبلي تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم


أعذب ميسان