/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
[BACKGROUND="100 https://dc05.arabsh.com/i/03458/9z5mbx23siko.gif"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياة امرأة
ليس أعز على المرأة بجانب شرفها من حيائها،فهو سر جمالها، ومكنون
أنوثتها،في عرس محمد والأهل في فرحة عارمة، بزفاف ابنهم محمد، تقدم صالح مهنئا والد العريس، مستغلا وضع الأسرة من الزفاف والفرحة متقدما لابنتهم صبا
منأبيها،فسمع محمد الحديث بين أبيه وصالح، فصالح ليس من أسرة تتوافق
مؤهلاته للزواجمن أسرة كهذه حسب عادات وتقاليد القبيلة.
هكذا الرجل
ليس أعز على الرجل بجانب شرفه من كبريائه،انتفض محمد غضبا وارتفع صوته
في أرجاء العرس، وطرد صالح شر طرده، مما أهدر كرامة صالح،وجعل الأعين
تنظر إليه ما بين غاضب ومشفق، شعر صالح بأن كرامته ذهبت هدرا، وأن رجولته
أصبحت شذرا مذرا، وفوق ذلك
هو عاشق متيم بصبا، وشعورها كذلكَ بل أكثر.
فكرة سلبية
قرر صالح أن يسترد كبريائه بذبح كرامة محمد،وجعلها محل شفقة
للرائح والغادي، وأيضا ليس من السهل ترك حبا كهذا أن يذهب أدراج الرياح،
فطارت في ر أسه فكرة شيطانية، وهي الهروب مع صبا إلى مكانٍ مجهولٍ، وهنا كان
ثالث الصفقة صبا ورابعهم أخت صالح فاطمة.
الهروب الكبير
تحدد الزمان والمكان وانطلقت صبا ببعض حاجياتها إلى المكان، وكان هناك
صالح وأخته في الانتظار، وقلبها يعتصره الألم،وخفقانها يقوده العشق
والهيام،تخطت صبا عتبة الدين القيم والعادات والتقاليد بمجرد وضع أول قدم في
سيارة صالح، كانت فاطمة بمثابة المشجعة والأنس بجانب هذا العشيق وانطلقوا بسيارتهم إلى مكانٍ ما .
ردة فعل
فقد الأهلُ البنتَ طار صوابهم، وفقدوا عقولهم، واندثر اتزانهم، لو خبر
وفاة صبا ما وصلهم لكان الخطب أهون، ولكنه عظم الجلل واشتدت المصيبة،
اجتمع الأهل والعشيرة من كافة أرجاء البلد، أمّا محمد فشعر كأن جبال الدنيا
كلها وضعت على كرامته.
الصحافة السوداء
انطلقوا في أرجاء البلد بحثا عنه، بعد مشاورات بعدم إخبار الشرطة
لأنها ستجلب الصحافة، ومن علم من الصحفيين يتم طرده وتهديده فيحال نشر
الخبر؛ لأنالصحافة لا تقيل عثرة، ولا تتجاوز عن زلة، ولا تغفر ذنبا، بل تتبع
العورة حتى تظهرها على السطح وتضع عليها بهارات المزايدات والكذب
والتزوير؛لاستقطاب أكبر قدر من الزوار والقراء، بمعنى أصح صحافة الأيام هذه
فاقدة كل الفقد لمهنيتها. إلا ما رحم الله
عودة حائرة
بدأ البحث واتصل صالحٌ يخبر أهل صبا أنها معه وأن الشرف محفوظ،
والضهر مجبور، ففقد والد صبا وعيه، وأصيب بجلطة دماغية كادت أن تفقده
حياته،تواصلوا مع أهل صالح، فوعد بإرجاعها بشرط زواجها، ولكنّ الأهل فقدوا
صوابهم أكثر فأهدروا دم صبا، وتواصل الأهل بواسطة أشراف القوم ووجهائهم،
وتم الأمر على إعادة صبا، إلى ديارها، تجر معها أذيال الخزي والعار لتقدمه
إلى أهلها ، تدخل القوم بعدم أذيتها، وتمت تعهدات على ذلك، ورجعت وتقدم
لزواجهاالعشرات لسترها؛مبتغين الأجر من الله، ولكن الأمر لا يتم هكذا؛
لهذارُفِضتْ مثل تلك الطلبات .
ماذا يريدون
اجتمع الأشراف والأعيان ليخرجوا الأمر مجبورا بعدما رأوا نتائجه التي
قد لاتجلب خيرا لجميع الأطراف في المستقبل، نوقش الأمرُ ،وضعت عدة أفكار
لتلافي الأخطاء، ومقاربة القلوب، خصوصا قلب عاشقين، مع إصرار صالح على
الزواج،ومحمد لم يتحرك وكأنه مسمار في جدار، ما نعرفه عنه أنّه ملئ ألما من
أخمص قدميه إلى أعلى هامته، وكل القلوب أصيبت من هول الحادثة، وجاء والد
صبا مخبرا برأيه في الأمر وتمّ ما تمّ.
من فوائد من القصة :
- شرف المرأة وحيائها ورجولة الرجل وكبريائه أهم ما
يملكون.
- تجاوز الآداب في التعامل مع الحب لا يأتي بخير .
- للمرأة حدود في التعامل مع مشاكلها.
- العادات والتقاليد تفرض قيودا على المجتمع بعضها
تعسفي.
- الصحافة في بعض الأحيان تفقد مصداقيتها، حيث تخرج عن الواقع
كثيرا.
- يبقى في المجتمعات رجالها العقلاء الذين يحكمون على الأمور بروّية
وتعقل ليسد بهم ما اتسع من الخرق
[/BACKGROUND].