عنوان الموضوع : مشاركتي :صفعة القدر - قصة خليجية
مقدم من طرف منتديات الشامل

[BACKGROUND="100 https://up.graaam.com/uploads/imag-6/uploadae9e6a7be2.png"]



صفعة القدر
رأتها اليوم عن طريق الصدفة عندما كانت تصطحب أطفالها إلى الحديقة العامة
في البداية لم تصدق عينيها ، أيعقل أن تلتقي بها بعد تلك الحقبة الطويلة من الزمن ؟
حدقت ملياً وتمتمت في نفسها : نعم إنها هي باسمة صديقة الطفولة والصبا
أجل إنها هي ، لطالما كانت ترافقها كل يوم إلى المدرسة
، وتمضيان معاً في دروب
الحياة ، وكم تقاسمتا الفرح والشجن
.
هرعت إليها وكأنها عثرت على ضالتها المنشودة تقدمت منها وسلمت بلهفة
وكانت لحظات جميلة من عمر الزمن ، جلستا معاً على ذلك المقعد الخشبي
تسترجعان الذكريات ، وتقفان على الأطلال .
غادرت ليلى وهي في أشد حالات السعادة بعد أن دعتها لتناول طعام الغداء في بيتها
ولتعرفها بالوقت نفسه على أسرتها الصغيرة
في المساء بدأت تقص على زوجها حكايتها مع باسمة ، ومدى فرحها بذلك اللقاء
وكيف دعتها إلى الغداء
تمتم الزوج بعد أن قطب جبينه متى ستأتي ؟ أخبرته بالتفصيل الممل عما جرى
وأسهبت في وصف تلك الصديقة وكأنها ملاك هبط من السماء .
جاءت باسمة إلى الغداء ، تحمل في يدها علبة حلوى وبعض الألعاب للأطفال
قرعت الجرس فاستقبلتها الأسرة بالترحاب ، وقد بانت على شفاه الزوج ابتسامة خجولة
وهو يرحب بها وعيناه تقطران جمراً ، مضى ذلك اليوم وهم في أوج السعادة
دارت رحى الأيام وأصبحت باسمة فرداً من أفراد الأسرة ، تقاسمهم لقمة
عيشهم ولحظات حياتهم
لاسيما أنها كانت تعاني وحدة شديدة بعد وفاة والديها ، وهذا مادعا ليلى أن تقترح
عليها ترك مكان إقامتها ومشاركتهم منزلهم .
ومرت الحياة رتيبة وهي على نفس المنوال
، تذهب ليلى في الصباح إلى عملها
بعد أن توصل أولادها إلى مدارسهم

أما الزوج فمواظب هو الآخر على مكتبه إلى الساعة الثانية ، وفي طريق عودته
يجلب طلبات البيت من خضار ومواد غذائية

تقوم الزوجة بإعداد الطعام وقبل ذلك تتصل بباسمة لتؤكد وبإصرار دعوتها إلى الغداء .
وفي يوم من الأيام كانت ليلى في عملها فشعرت بدوار ومغص حاد ذهبت للمدير وطلبت
إجازة مرضية كي تذهب إلى أقرب طبيب
خرجت من عملها واتجهت نحو البيت لتجلب بطاقتها ، فتحت الباب فترامى
إلى سمعها ضجيج في غرفة نومها
أنصتت لبرهة من الزمن وصعقت للوهلة الأولى ، إنه زوجها يرافقه صوت نسائي
فتحت الباب ويا لهول المفاجأة كانت باسمة متمددة مع زوجها على سريرها
صعقت ووقعت مغشياً عليها
وحين أفاقت وجدت نفسها على كرسي الدّهشة
شعرت تلك اللحظة بسكينة حادة اخترقت فؤادها ، فخبأت وجهها بين يديها وأجهشت
بالبكاء ، حاملةً في قلبها خيبة أمل وهموماً بحجم الكون
اقترب الزوج منها واعترف بالحقيقة المرة قائلاً : سامحيني لقد أخطأت ولكن ليس
ذنبي فأنت من أتيت بها وجعلتيها واحدة منا
حتى أحببتها وتزوجتها بالخفاء ، أجل هي الآن زوجتي كما أنت .
لم تنبس الزوجة ببنت شفة ، ماذا ستقول بعد أن صفعتها يد القدر بالضربة القاضية
هل تلوم نفسها ؟
أم زوجها الذي خان العشرة وتزوج غيرها ، أم تلوم صديقة عمرها التي سرقت
منها زوجها ؟
طلبت منه الطلاق في الحال إثر لحظة انفعال ، وعندما هدأت فكرت ملياً وقالت : لقد
تزوجها وتم الأمر فلم يعد يجدي أي حل
ضمت أطفالها إليها وقد ماتت في قلبها جميع المشاعر، وأمضت حياتها
متحملةً وزر ما اقترفته يداها
وسط حزن عانق القلوب
، وابتسامة تحمل في طيّاتها الكثير من الوجع
كانت ترفض فكرة العودة إليه ، لكن عند لحظة التصالح مع ذاتها اعترفت
أنّ الخطأ كان خطأها
وفي كل يوم تقف ليلى أمام المرآة لتبحث عن عيبٍ في خلقها يجعل زوجها
يستبدلها بأعز الناس على قلبها
تمتمت في حسرة بينها وبين نفسها : كان ماحصل نتيجة حماقتي فهو في
النهاية رجل وأنا من أضرمت النار بيدي
أخذت تبحث عن أنوثتها فلم تجد إلا امرأةً أصبحت بقايا محطمة
اشتعلت ناراً ولم تتمالك نفسها عندها طلبت منه الخروج
من حياتها
وعاشت في عزلة تامة عما حولها
بقلمي
لونا السعدي

[/BACKGROUND]



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يسعدني أن أكون أول قارئة لهذ الرواية الرئعة..

فعالمنا مليئ بهكذا روايات..

رواية هادفة وجميلة..وكلمات معبرة وتصاميم رائعة..

أتمنى لك الفوز..

__________________________________________________ __________
[BACKGROUND="100 https://im35.gulfup.com/5pdqy.gif"]


حقا "اتقِ شر من أحسنت اليه"
أخذتينا لعالم من النفس البشرية
وسبرت اغوارها حيث يكون الانسان
ضحية لطيبته وقلبه الكريم
.......
الكبيرة الرائعة
لونا السعدي
ابدعت وطبتِ ودمتِ
وفقتِ لكل خير


[/BACKGROUND]

__________________________________________________ __________
روايه جميله وممتعه

رغم انني احتج ع عبارة خيانة العشره

فمن الخطا ان يكون الزواج للمره الثانيه خيانه

وهذا المصطلح صار متدارج بشكل خاطئ

رغم اني ارى ان زواجه من صديقتها بهذه الصوره لا يجب ان يكون

ويعتبر غدر وليس خيانه

القصه مشوقه وذات مغزى وفيه فوائد

اشكر من الاعماق وفالك التوفيق


__________________________________________________ __________
غاليتي لونا

قلمك جميل و باي ورق يخط له بصمة مميزة

صفعة القدر تجربة انسانية مريرة بها الكثير من دروس الحياة

سلمت اناملك ودام النبض و القلم

اتمنى لك كل التوفيق

تحياتي وودي


__________________________________________________ __________
صديقتي لونا

كلمات جمميللة ججداا معبرة وفي نفس الوقت حزينة

صديقتي : دووما مبدعة ودووما تأتين بشئ اجمل من الاخخر

صديقتي اتمنى لكِ دووما الافــــضــل

بالفعل هي صفعة قدر
وظلم ونكران وقهر
نعم اخطأت ليلى لانها صنعت المعروف في غير اهله
ولكن لم تستحق هذا القدر من الخيانه من صديقتها وزوجها في آنٍ واحد !


ابدعتِ في السرد لونا ،، موفقه عزيزتي