عنوان الموضوع : العم أبو مفلح من الواقع
مقدم من طرف منتديات الشامل


العم أبو مفلح
حنان العبدالعزيز
كانت فاطمة بحالة متوترة بعض الشئ فزوجها قد أعلمها بقدوم ضيوف ويجب أن يكون كل شئ على أهبة الإستعداد، المرايا لا بد أن تكون مصقولة ،الأرضية يجب أن تبرق ولابد من إعداد الحلا مع القهوة التي يجب أن تكون على (سنجة عشرة ) قهوة بدون زعفران لا تصلح، بدون هيل لا تصلح ،غير محموسة ممنوع ! فالعم أبو مفلح سيأتي مع أبنائه وهو شيخ وقور له لحية يصبغها بالسواد ،يحب الترتيب والنظام بشكل كبير ولا بد له من تعليقات عفوية إن وجد ملاحظة ولأن زوجها يحب العم أبو مفلح لقرابته وصلته الوثيقة به فقد دعاه إلى العشاء برغم تعليقاته وحب فاطمة لرؤية وجه زوجها وهو يحمرخجلا حين يعلق العم أبو مفلح (الشيخ الظريف) كما لقبته ....العشاء إممممم ماذا ستطبخ ؟حسنا هو يحب الطعام الشعبي وربما لو صنعت صينية خضار مع الدجاج أو بيتزا سيقول )وين العشاء)؟
إذا لن يعترف بالأصناف الغير شعبية ،حسنا سأستعين بخدمة أمي وخطها الساخن للطوارئ لكي تعد لنا وجبة عريقة وأكتفي بالحلا ومشروبات الضيافة!
أحست بزوبعة فووووووو مرت خلفها قالت باسمة :حمدا لله نسمات منعشة أخيرا برد الجو ،واجهها وجه زوجها المرهق و الذي دخل بسرعة حملت إليها النسمات قائلا بلهفة هداك الله يا فاطمة أين القهوة؟
ضحكت في سرها من تأخرها، وسارعت إلى إعداد القهوة وضعت الحلا داخل الفرن وذهبت لترتب المجلس وفجاءة طررراخ!
صوت إنفجار قوي دوى في المطبخ فإذا به الفرن إنفجر بابه الزجاجي الأمامي لكونها شغلت جهز التكييف ثم أشعلت الفرن فحصل تضاد في الحرارة فجرت الفرن ،وياللأسى أصبح الحلا مزدانا بقطع الزجاج

نظرت في شرود يالجمال شكل صينية الحلا حين إزذانت بالقطع المتلألأة هههههها ضحكت في مرارة وقالت : ربما أسميه حلا الزجاج وأضعه في
الإنستجرام لتراه جارتهم الطفيلية ،هههها لعلها تصنع مثله ، ورمت بالحلا في سلة المهملات!!
العم أبو مفلح شيخ وقور ومرح هي تحب إلقاء السلام عليه من خلف ستار وتزهو بدعواته التلقائية وتضحك من تعليقاته المرحة على ماحوله وهو بالمقابل يكن لها عظيم التقدير والإحترام فقد كانت في سن حفيداته تقريبا لكن برغم كبر سنه هو رجل أنيق يرتدي العباءة المكوية بشكل جيد وشماغه جديد وأنيق وله عصا أنيقة يرتكز عليه ،كان صوته كشاب لم يعتره أي من علامات الشيخوخة و يحب أطفالها ويلقي الكثير من النكات المرحة ،وهو شخصية لطيفة ومواكبة فقد كان يحب السفر إلى الخارج في صغره وشبابه وكهولته للعمل وكون خبرات كثيرة وقصص لا يمل منها سامع ،وحين مرض أصرت على الإطمئنان عليه فحدثته ، فكان رده حافلا بالوفاء حيث أنشد فيها بيتا لم تفهمه وإضطرت لسؤال شيخ من أقربائها ليخبرها بمعناه وحين علمت معناه حفظته :-أنت مثل الحيا ... فعله في الناس يبين!!
الحيا هو المطر فحتى لو لم تره وهو يسقط فسترى نتائجه في الأرض حين تنبت وكذلك في نفوس الناس، قال لها ذلك حين سألت عنه في وقت كانت أسرته في منطقة أخرى ولم يعلموا بعد عن وضعه ، وعندما إلتقت زوجته ذكرت لها أن زوجها يمتدح طيب خلقك يافاطمة ،ماسرك يافاطمة كيف جعلته على شدة طبعه معنا أحيانا بحكم كبر سنه ومرضه يمتدحك وينشد فيك شعرا ؟
ضحكت فاطمة وقالت : لا أدري لكني أحس بالرحمة لكبار السن وربما دفء مشاعري إحتوى ضعفه فقط شفاه الله وأبقاه لكم !


العم أبو مفلح في المستشفى كان زوجها مهموما فقد كان يحبه كثيرا لفضله وحسن خلقه ، ويحب الإحسان إلى كبار السن ،دعت فاطمة للعم أبو مفلح وودعت زوجها حين ذهب إلى زيارته .
عندما عاد زوجها أخبرها بشدة مرض العم أبو مفلح وإستحالة علاجه في مستشفيات المملكة ،ثم سهم قليلا وقال هل تعلمين أنه سأل عنك وعن الأطفال هناك ورغب في رؤية الأطفال بشدة!
حركت حاجبيها في إستغراب ثم إبتسمت في تعجب قائلة : سبحان الله ..لم ينسني ،،شفاه الله !
سألته :هل يمكنني الإتصال به للإطمئنان عليه؟
كان صوته كعهدها به دقيقا سريعا حماسيا، حامدا لله. لدرجة أنها شكت في حقيقة كلام زوجها عنه لكنها دعت له وتمنت له الشفاء!
مضت الحياة بفاطمة وأسرتها نسيت العم أبو مفلح تماما وإنشغلت، مرت شهور عدة ،وذات يوم سمعت إتصالا من إبن العم أبو مفلح لزوجها يتحدث معه عن والده الذي أصبح في مراحل متأخرة من المرض ثم توقف هنيهة ليجعل والده يحدث زوجها ليسليه ويشد من أزره ،طلبت فاطمة من زوجها أن تتحدث إليه وياللعجب كان صوته حماسيا شبابيا دقيقا أنيقا مهذب الألفاظ يغمرها بدعواته وكأنها أسدت إليه معروفا حين حدثته فخجلت كثيرا من أسلوبه وتمنت له الشفاء بصدق فرد عليها :أنا حامد لله على كل حال وأبشرك بحال أفضل مما كنت عليه ثم ضحك ليقول أبشرك لقد إستخرجت لأم العيال بطاقة صراف خاصة بها فقد ألحت علي برغبتها فيها ،وضحك ليقول لقد أصبحت النساء ينافسننا على الصرافات أعوذ بالله ، ثم أخبرها برغبته في السفر بصحبة أسرته للسياحة وسط دهشة فاطمة وفرحتها في نفس الوقت أنه قد تحسن وبروح معنوية عاليه!
-علي.. يالك من مبالغ ؟أنظر العم أبو مفلح تحسن وبحال جيدة فلماذا تعلن مرضه الشديد هداك الله ؟

هز رأسه نافيا فصمتت!
-آه يدي ..يدي إحترقت إنها تؤلمني بشدة كانت تصرخ .. لقد تعرضت إلى بخار القهوة وهي تغلي ، قلق (علي) جدا على فاطمة وطلب أن يصحبها إلى المشفى فصرخاتها جعلته يقفز من مكانه فوصفت لها الطبيبة مرهما وظلت فاطمة تتأوه من حرق يدها! وتنظر في أسى إلى البقعة القانية في يدها!
-فاطمة ...عظم الله أجرك في العم أبو مفلح لقد توفي اليوم وسيصلى عليه غدا إن شاء الله ..قالها بنبرة حزن ..أحست فيها فاطمة بمدى ألمه لما تعرفه في زوجها من عطف ورحمة ، وحب لأبو مفلح فشاطرته إحساسه بالرحمة ثم فزت كمن قرصه أحد وقالت :ولكن لماذا توفي أبو مفلح وهو لم يعد من سفرته للسياحة إلا منذ فترة بسيطة ،لينظر إليها علي في هدوء قائلا:فاطمة ..ألا تعلمين لقد أخبرتك بمرضه الشديد وأنهم قد خيروه بين إجراء العملية أو العلاج الذي لن يقدم الكثير إليه ولكنه رفض إجراء العملية لخطورتها عليه بالنسبة إلى سنه الكبيرة ،هتفت في دهشة : ياإلهي ولكنه كان يضحك يمازحني يتكلم في حيوية ونشاط !
ليرفع زوجها حاجبيه ويبتسم في حزن إنه (عمي) !وهذا طبعه لا يعترف بالمرض ويخبئ متاعبه خلف إبتسامته العريضة وكلما إزدادت إبتسامته عرضا وقفشاته أكثر فإعلمي أن جرحه أكبر من أن يبكي من أجله قد يجلس ويحتسي القهوة في ثبات وثقة أمام ضيوفه ليسقط في معاناة وألم حين يذهبون !
نظرت إلى يدها المحترقة في خجل حين تذكرت كيف قفزت في خوف وصرخت في ألم حين مسها البخار ثم تذكرت صوت العم أبو مفلح في شدة مرضه، حامدا لله صابرا! حمدت الله على نعمه وسألته أن يديمها عليها وأسرتها ويهبها شكر نعمائه .
رحمك الله أيها العم أبو مفلح إنك كنت من أبناء جيل شب على حب المسئولية والثبات والكفاح والقيم ولن ننساك من الدعاء بإذن الله !






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

رررررررررررررررروعـــــــــــــه سلـــــــــمت يداكــــــ
واحنا على اشد من حر الجمر بانتضار قصة جديده

__________________________________________________ __________
جميله جداً رغم ألمها
أبدعتي في حبكتها بكل صدق

يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________