عنوان الموضوع : سيدة المرآة قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات الشامل



سيدة المرآة
حنان العبدالعزيز
كانت تجلس في منزلها المنيف بجوار النافذة تعقص شعرها على هيئة الكعكة ،تنظر بملل وكآبة إلى ماحولها ثم تنظر إلى المرآة كل حين ، فقد تزوجت إبنتها (يارا) وابتعث إبناها وائل ولؤي إلى الخارج أفففففف كل ماحولها يدعوها إلى الملل فهما يرفضان العودة إلى منزلها بل وتزوجا من الخارج بدون أخذ رأيها ، لقد رفضا رأيها في أن تختار لهما زوجات من نفس عاداتها ووإممم إتيكتها !
تنظر إلى المرآة نعم ، وتقول لنفسها :أتدرب أتدرب كيف أتحدث بصوت جهوري ، ترتدي نظاراتها ذات السلاسل العتيقة نعم يبدو منظري أجمل هكذا قالت لنفسها ،لدي إجتماع لجنة الفنون التشكيلية وكعضوة للجمعية سيكون علي أن أتحدث في الإجتماع حول تاريخ الفن التشكيلي ورواده وأبرز اللوحات المعبرة ،،،كم أكره الفنون التشكيلية !!! قالت في نفسها! فزوجها قد عهد إليها بالعمل في جمعية الفنون التشكيلية برغم عدم ميلها إلى ذلك ,
أفف كان هناك دعوة إلى حضور حفل تخرج إبنة صديقتها خارج البلاد، لم تكن مسرورة كالعادة بل وملت من حضور المناسبات الإجتماعية والتي تبدو فيها كممثلة بارعة تجيد آداء دور المراءة السعيدة ، هل قالت سعيدة ، تنهدت بعمق ! فقد كانت حزينة من جراء سفر أبنائها وتمردهم على أسلوبها في الحياة!
-مدام جاءت السيدة وفيقة الكوافيرة !
تنهدت في ملل مللت الكوافيرات وتصفيفات الشعر المتعددة والماكياج الذي تلزمني به مجتمعاتي أف !


إتصلت بابنتها يارا لكنها رفضت زيارة والدتها فقد كانت تهدهد طفلها الباكي ثم قالت يار لنفسها بعد إنتهاء المكالمة حمدا لله إرتحت من مشاهدة تلك الوجوه الملونة والرسومات القديمة التي يتحدثون عنها !
إتصل بها زوجها والذي تندم على الإزجاء بها في الجمعيات التشكيلية فقد غرقت فيه ونسيت تلك الإبتسامة الرقيقة التي كانت تضفي عليها رونقا جميلا محببا فكتب قصيدة:
-لو الزمن يرجع ما خليت الورد يرسم
كان خليته هنا بالبيت يضحك ويتبسم
-وش للمرة غير البيت فيه تتكلم
مع الأطفال والجارات وبالبيت المرسم
-مليت مليت من حالة بها الرب يعلم
ليت الي خلى المرة تطلع مايتكلم!
-حالتي بين أكل الشغالة والمطعم
كني عزوبي ياقلبي الصغير لا تتحطم !
شكلي أكلت عشا البارح غدا تكرم!
ليت الي خلى المرة تطلع مايتكلم!
-ودي أرجع ملك في بيتي وأعزم
أبو سعيد وأبو علي ومحمد بهرجته مغنم!
-إن أقبلت قالوا الشغالات ماما تسلم
راحت الكوفي بتعزم سوسو ولولو قل تم!


كتب تيسير قصيدته وعلقها على باب منزله لعلها تحس أو تشعر به خصوصا وقد قارب على التقاعد من العمل فبات بحاجة لمن يستمع منه أكثر!
عندما عادت نورة من الجمعية كانت كئيبة فقد ملت المجاملات التقليدية واالضحك بحساب والأكل بحساب واللبس بحساب أففففف !
كانت الخادمتان تضحكان وهما يحملان الكنبة لتغيير مكانها بل وتغنيان كان مزاجهما رائقا نظرت إليهما في غيرة ، لديها المال والعقارات والأبناء ،إممم قالت لنفسها هل قلت أبنائي نعم نعم صحيح إنهم تمردوا على أسلوبي وغادروا البلاد، لكن أنا تعيسة ثم بكت في مرارة ليتني أضحك مثلهن !!
اليوم قررت قرار مهم في تاريخها وفي ذات قصرها البارد ستفعل مغامرة جريئة حيث رمت بملابسها الضيقة والتي تمنعها من الحركة الخفيفة ،ثم إرتدت تي شيرت بكم قصير لونه أخضر فاتح مع تنورة بيضاء قصيرة بعض الشئ إلى منتصف الشعر مع حذاء برقبة عالية لونه بيج، وضعت قليل من البودرة قليل من البلاشر الروج ، ثم رمت بنظاراتها العتيقة ، حكت شعرها ثم حلته خللت أصابعها بين شعيراته ، ثم زينته ببعض دبابيس الشعر الملونة ، إبتسمت إبتسمت في مرح ثم نظرت إلى وجهها في المرآة ،شهقت هأ،،،ما أجملني هكذا أجمل بدون تعقيدات الكوافيرات
ثم إرتدت عباءتها في خفة ،(مدام،،أنا يجي يشيل شنطة أنت ؟)!
لحقت بها إيلي ،لكنها هزت إصبعها في حزم نافية وقالت سأذهب إلى الحديقة ويالعجب رواد الحديقة حين إمتطت الأرجوحة في مرح فتاة الثانية عشر ، تناولت الآيسكريم (أبو ريالين) ههههههها ضحكت في سخرية حين تخيلت شكل وفيقة وسميحة ماذا سيقلن عنها ههههها !



عادت إلى منزلها كان زوجها كان يتأمل وجهها بفرحة طفل عادت إليه أمه ، ضحكت في سرها وقالت : سأستقيل من الجمعية للفنون التشكيلية لأن الفنون الجميلة هنا وأشارت إلى قلبها !







>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

ههههههه قصة ممتعة

يعطيك العاافية اختي

__________________________________________________ __________
قصة جداً جميله ممتعه
ابدعتي وأكثر هنا

يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________