عنوان الموضوع : خيوط العنكبوت-الجزء الأول بقلمي - قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل

كان من دواعي فضول "عنتر الحلو " معرفه الاسباب الملحه التي جعلت "ليالي" تصر هذا الاصرار الذي لم يعهده عليها من قبل على الايقاع بأدهم تمّام في شباكها و"أدهم تمام" هو اصغر ابناء الشيخ "تمّام" عميد عائله التمايمه وعمدة طهمه وهي القريه القابعه جنوب مدينه العياط بصعيد مصر . وكان محقا" في فضوله لعدم وجود سبب جوهري يجعلها تصر وتعد العدّه وتحيك المكائد للايقاع به .





فان كان غرضها المال فهي لا تحتاج المال , فيوميا" يلقى تحت قدميها بالاّف ولا تعبأ بها , وان كانت تطمح الى السلطه والقوه فأكبر كبائر العشائر يتمنون نظره منها ولا تلقي لهم بالا" , و"ليالي" هى اجمل واشهر راقصه في صعيد مصر , ياتي اليها العشاق من كل صوب وجدب , فهى زات قوام ممشوق فارع ويتوسط هذا القوام خصر نحيل ويترامى على ظهرها حتى اسفل خصرها جدائل من الشعر الاسود الداكن يلتف حول وجه اّيه في التكوين . سبحان من ابدع . فان ابتسمت تشعر وكأن الدنيا تبتسم من حولك . أما "عنتر الحلو" فقد اتخذته "ليالي" حاميا" لها من المتطفلين الهائمين بها وكذلك كاتما" لاسرارها . وقد ساعده على ذلك قوة بنيانه . فهو طويل القامه بصوره ملفته , عريض المنكبين , له كفان اشبه بخفي جمل لايكاد وجهه يظهر من خلف شواربه الكثيفه .





كان يوما" من ايام الشتاء البارده , يكاد ضوء النهار يتسلل على استحياء من بين غصون الاشجار عندما اشعل "عنتر الحلو" بعض الحطب حتى يكسر به حدة البروده المحيطه به وهو جالس مربعا" ساقيه مستندا" على احدى الاشجار العتيقه القابعه على احدى جوانب ترعة المريوطيه والتي تشق قريه طهمه الى شطرين , ولكنه لم يكن وحيدا" بل كانت "ليالي" تجلس بجانبه تلتحف ثوبا" يقيها برودة الطقس ولا يكاد يظهر منها سوى عيناها الساحرتان .





كان السكون يخيم على المكان الا من صياح ديك يأتي من يعيد ونباح بعض الكلاب الضاله تطارد بعضها البعض , حك "عنتر الحلو" كفاه بحركه عصبيه سريعه علها تشعره ببعض الدفئ . سرح بفكره يلوم نفسه , فهو من أخبر "ليالي" بعد عملية تحري شاقه عن موعد ومكان مرور "أدهم تمام" صباحا" متوجها" الى ارض ابيه للاشراف على عملية جمع المحصول , فجلب لنفسه العناء والمشقه والتجمد في هذا الطقس البارد





نظرت ليالي لعنتر الحلو وكأنها تقرأ ما يدور بخلده محدثة نفسها بأنه محق في تساؤلاته , فهذه هى المره الاولى التي تخفي عنه شيئا" , ولم لا فلكل انسان سر يخفيه بداخله لا يعلمه الا الله . وكان هذا سرها دفنته بداخلها سنوات قليله ولكنها مرت عليها وكأنها عقود تنتظر هذه اللحظه , سرحت بأفكارها بعيدا" ولم تنتبه الا على انتفاضه لعنتر فقد سمع صوت جواد يقترب منهم . التفت الى مصدر الصوت فاذا بشبح يقترب يكاد يراه بصعوبه , الضباب كان كثيفا" في هذه الاثناء . اقترب منه اكثر حتى اصبح واضحا" له القادم فغمز "ليالي" بأنامله لقد وصلت الفريسه.





أغمضت "ليالي" عيناها للحظات وأخذت نفسا" عميقا" ثم قفزت من مجلسها حتى اصبحت وجها" لوجه أمام جواد "ادهم" اصطدمت به , سقطت على الارض, اخرجت من فمها صوت مكتوم وكأنه صوت أنين , قفز "ادهم" من فوق جواده متوترا" يساعدها على النهوض ولكنها تمادت في اصطناع الاصابه . وهنا خرج "عنتر"من مكمنه صارخا" سيده ليالي, يا ويلاه لقد اصيبت , نظر ادهم لعنتر يطمئنه بانه لم يحدث لها مكروه , لقد سقطت وحسب , أبتسم "عنتر الحلو" ابتسامه خبيثه ناظرا" لليالي نظرة المنتصر , سقط الغطاء من فوق رأس ليالي او هى اسقطته عن قصد فتصادمت نظراتها بعيون أدهم فأصابته بقشعريره في بدنه , لقد اصابته بسهم مسموم من سهام عيونها , أحمر وجه أدهم على اثرها ووشح بوجهه عنها عله يتفادى تلك السهام , ثم كشفت عن ساقبها وكأنها تبحث عن مكان الاصابه , فلم يتمالك "ادهم" نفسه لقد وقع بصره على ساق من المرمر , ارتجف ثم أنتفض واقفا" , قفز فوق جواده وانطلق دون ان ينبث ببنت شفه , تبعته "ليالي" بنظرها حتى تلاشى وسط الضباب وهى تضحك ضحكه مدويه اهتزت لها غصون الاشجار , فقد شعرت بنجاح خطتها .





أما "ادهم تمام" فهو الابن الثاني والأخير للشيخ "تمّام" حيث رزقه به الله بعد مرور خمسه عشر عام من أنجاب ابنه الأكبر "فارس" خليفه ابيه , مسموع الكلمه , يخشاه أهل القريه من قسوته المفرطه وقوة شكيمته , وهو قوي البنيه كبير الشبه لابيه , أما "أدهم" نقيض أخيه في كل صفاته , طيب القلب , ضئيل الجسد , أكثر ما كان شبيها" لأمه وهذا كان سبب الحب المفرط للشيخ تمّام لأدهم فقد فارقت الحياه وأدهم في سن مبكر فكان له اب وام , افاض عليه بالحنان الزائد مما كان يثير حفيظه فارس .





كاد النقاش ان يتحول الى مشاده بين "ليالي" و"عنتر الحلو" يحاول ان يثنيها عن اقامة علاقه بهذا الطفل الكبير الذي لو لم يكن ابن الشيخ "تمّام"لما كان شيئا" مذكورا , فهو لم يتجاوز العشرون عاما" وهذا يعني انها تكبره بعام , واذا نما لعلم "فارس" مثل هذه العلاقه لنالوا من بطشه , واخيرا" ومع اصرار ليالي وشدة غضبها كلما تحدث معها في هذا الشأن نزل عنتر الحلو على رغبتها ووعدها بأن لا يتدخل في هذا الشأن مرة اخرى , وهنا هدأت ليالي وجلسا يفكرا في الخطوه القادمه .





أحمرت الشمس وقاربت على الاختفاء خلف الاشجار المحيطه بأرض الشيخ "تمّام" عندما ثأهب "أدهم" للعوده لقصر ابيه بعد يوم عمل شاق , أقترب الغفير المعين لمرافقته وهمس في أذنه بأن هناك من يريد مقابلته , التفت "أدهم" تجاه القادم فوقع بصره على "عنتر الحلو" .




شرد أدهم بفكره للحظات تجسدت فيها وجه "ليالي" امام عينيه , شعر بشئ يتحرك بداخله , ثم افاق من شروده مرحبا" بعنتر الذي بدوره قابله بأبتسامه وعينان لامعتان وكأنه قرأ ما دار بخلده , مما جعل الأخير يرتبك وهو يصافحه .





رحب "أدهم" بعنتر بحفاوه وبادره قائلا" , كيف حال السيده الان ؟ اتمنى ان تكون بخير , تحدث "عنتر" ولازالت الابتسامه الخبيثه تعلو وجهه قائلا" انها ليست على ما يرام , ثم بدأ في رسم حزن مفتعل , أنها لا تكاد تنساك منذ ان رأتك , تذكرك دائما" , ماذا فعلت بها يا رجل ؟ شعر "أدهم" بنشوه غريبه عليه لم يعهدها من قبل , وهنا عرض عليه "عنتر" دعوة "ليالي" له لحضور احدى سهراتها التي ستحييها في احدى القرى القريبه من طهمه , تمّلك "أدهم" الفضول فسأل عنتر , من تكون "ليالي" ؟ ضحك عنتر ضحكه استهجان فأنّى لهذا الطفل أن يعرف من ليالي , ثم قال , الم تسمع عنها من قبل ؟ انها اشهر راقصه في صعيد مصر ان لم يكن في مصر كلها , انصرف عنتر بعد ان استخلص منه وعدا" بالحضور .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

قصة جميله
والحبكة جداً ساحرة وجذابة
أبدعت بكل حق

يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
سيدتي الفاضله
شكرا" لكِ وتعديل جيد جدا"
هذا ما يقل من قيمة ما اكتب التنسيق وبعض الاخطاء اللغويه والنحويه
وهذا بسبب دراستي التي كانت بعيده عن اللغه العربيه
هذه اول محاوله لي مع الروايه والمشكله عندي ليست نسج خيوط الروايه فهى مكتمله في رأسي
ولكن المشكله في تحويلها الى حروف وكلمات على الحاسوب فقد تستغرق منّي شهور
اعانني الله عليها واعانكم على احتمالي

__________________________________________________ __________
قصة رائعة و جميلة

طاب لي المكوث بين سطورها

مرحبا بك بيننا

تحياتي


__________________________________________________ __________
أسدل الليل ستائره وبدت الاشجار كلاشباح المتراصه على جانبي الطريق المؤدي الى قصر الشيخ تمام , يخيم السكون على المكان سوى من نقيق الضفادع في الحقول


شق السكون صوت حوافر جواد أدهم في طريق عودته اليومي بعد عمله , لكنه اليوم في حال غير الحال , يشعر بسعاده تغمره , فهو لم ينسى هذا الوجه الملائكي منذ راّه , ولم يصبو الا أن يراه مرة اخرى لا أن تطلب هى أن تراه ,


دخل ادهم بهو قصر ابيه , كان الشيخ تمام وفارس مجتمعين مع الحاج جابر القناوي صديق عمر الشيخ تمام وشريكه في تجارة الحبوب يتدارسون اوضاع اعمالهم عندما مر ادهم من امامهم وكأنه لا يراهم , اتجه الى الدرج المؤدي الى الطابق العلوي حيث غرفته , في هذه الاثناء تابعه الشيخ تمام بنظره وقد انتابه القلق فادهم على غير عادته , لم يلقي عليه التحيه , ولم يقدم له تقرير عمله اليومي كالمعتاد ,


لاحظ الحاج جابر ما طرأ على الشيخ تمام فنبهه قائلا" شيخ تمام فيم شرودك؟ فأخبره الشيخ تمام بأن ادهم على غير عادته فبادره الحاج جابر , ربما اجهاد العمل وهنا ظهر على وجه الشيخ تمام علامات الارتياح قائلا" ربما . ولكن الا تعتقد انه اّن الاوان ليتزوج واطمان عليه قبل ان توافيني المنيه , كم انا مشتاق لرؤيه ابنائه يلهون من حولي , وهنا تدّخل فارس في الحديث , ألا يكفيك ابنائي ؟ كفاك تدليلا" له لم يعد طفلا" ,,,احمر وجه الشيخ تمام غضبا" من رد فارس فطأطأ الاخير رأسه احتراما" لابيه .



جلست ليالي في الغرفه المخصصه لها في المسرح امام المراّه تضع اللمسات الاخيره لزينتها قبل الخروج على الجمهور عندما دخل عليها عنتر الحلو دون ان يطرق الباب على غير عادته , التفتت اليه ليالي وعلى وجهها علامات الغضب فأخبرها بأن تهدأ حتى تعرف ما اتى به جعله ينسى التعليمات الخاصه بدخوله عليها , ادهم تمام بين الحضور , لمعت عيناها وارتسمت ابتسامه عريضه على وجهها زادتها جمالا" واخبرت عنتر ان يذهب للترحيب به وأستكمال ما اتفقا عليه


جلس عنتر بجوار ادهم بعد ان رحب به بحفاوه بالغه , ولكن على مضض , فهو لا يفهم ولا يرضى عن ما يفعل , ولكن لا حيله أمام رغبات ليالي التي خرجت على الجمهور الغفير وسط تصفيق وتهليل , تتمايل فيتمايل معها افئدة الحضور وتتعالى الصيحات أعجابا" بها ,


كان ادهم متوتر يلتفت يمينا" ويسارا يتفحص الحضور خوفا" من أن يراه احد يعرفه , وما أن اطمئن حتى أغمض عينيه وتنفس نفسا" عميقا" راح على اثرها وكأنه في غيبوبه , أفاق على صيحات الجمهور ناظرا" تجاه ليالي التي كانت تتحين الفرصه فأصطدمت نظراتهما , فأرتبك وأخفض بصره ناظرا" بين قدميه , وكلما حاول اعاده النظر اليها بطرف عينه وجدها تتابعه بنظرها فيخفض بصره بخجله المعهود .


كان عنتر يتابع الاحداث بنظراته الخبيثه , يرتسم على وجهه أبتسامه استهجان , ويحدث نفسه ,, كم انتي ماهره في اصطياد الفرائس يا ليالي , لقد القت بشباكها عليه كما ينسج العنكبوت خيوطه لاصطياد فرائسه , شعر عنتر بأستسلام الفريسه فمال عليه يهمس في أذنه ,,السيده تريد مقابلتك في غرفتها بعد العرض .


__________________________________________________ __________
تكمله مميزة ورائعه
ننتظر الباقي بشغف

يعطيك العافيه

شكرا" سيدتي
خالص
تحياتي