عنوان الموضوع : وعاد انسانا
مقدم من طرف منتديات الشامل

شعر بوهن وفتور حين استيقظ من نومه,,فأزاح اللحاف عنه وظل ممداً في سريره يبعثر حوله نظرات تائهة,,كانت الشمس ترسل أشعتها الأولى فتخترق النافذة الوحيدة في الغرفة,,وبجانب الحائط كانت أمه وأخته تنامان في فراش اعتادتا أن تتقاسماه وكانتا متدثرتين باللحاف ويبرز من تحته وجه أمه الذي يشع بالاطمئنان والرضا..
جو الغرفة قاتم كئيب والفوضى تعم أرجاءها فأشياء سكانها الثلاثة مبعثرة هنا وهناك,,ومن العسير أن تبدو منظمة وها هي الغرفة تضيق عليه بما حشر فيها من أشياء..
منذ أن مات أبوه اضطر أن يبيع البيت الذي ورثه عنه ليوفي
الديون التي خلفها له,,ثم استأجر هذه الغرفة الصغيرة في هذا الحي المتواضع,,وعلى الرغم من أنه قد اعتاد على هذا المنظر منذ ثلاث سنوات فإنه لم يشعر بضيقها كما يشعر به اليوم,,لم يكن عسيراً عليه أن يجد تفسيراً لهذا السخط المفاجئ الذي بدأ يشعر به نحو أمه وأخته,,إنهما منذ ثلاث سنوات تمتصان جهده كعلقتين شرهتين وأخذ يسألنفسهإلى متى سيبقى هكذا وأيامه تمضي مثل بعضها تأكل شبابه دون رحمة لو لم يكن مسؤولاً عن إعالة أمه وأخته لدبر أموره على نحو أفضل واستطاع أن ينقذ حبيبته)
كانت حبيبته دلال في الوحيدة القادرة على أن تعيد الأمل والنور إلى عيني حبيبها,,فكان ينهض في كل يوم مستبشر الوجه لا يشعر بضيق الغرفة يتناول فطوره بسرعة ويخرج إلى عمله ضاحكاً يغني أغنية مرحة تعبر عن سعادته ورضاه,,وفي الطريق يجد جارته قادمة من أول الحارة فيسيرا معاً يثرثران ويضحكان ثم يفترقان,,هو إلى مقر عمله حيث كان يعمل صانعاً في دكان حداد,,وهي إلى دار خياطة تتعلم فيها الصنعة..
وأمس خطفت منه الوردة خطفها مارد هرم جاء من بلاد بعيدة من بلاد الذهب الأسود,,ولا يدري أحد كيف اهتدى المارد إلى الوردة,,كان مارداً في ماله مارداً في شكله خطف الوردة بعد أن ملأ جيوب أبيها ذهباً,,وملأ رقبتها ويديها لؤلؤاً وماساً ثم حملها في سيارة حمراء لامعة ملأت الحارة الضيقة المتواضعة..
لن ينسى موقفه مدى الحياة حين جاءته دلال بالخبر المشؤوم وتوسلت إليه أن ينقذها وقالت له وهي تبكيإنني أكره هذا الرجل وأخشاه ولا أستطيع أن أرفض الزواج من رجل اختاره لي أبي سيضربني ويزوجني منه مهما حاولت التمرد ولا منقذ لي سواك)
خفض رأسه وانسل من أمامها دون أن ينطق بكلمة..
اخذ يمشي على غير هدى وهو يشعر أنه أذل إنسان في الوجود لم يستطع أن ينقذ أغلى إنسانة على قلبه..
كان الأرق ينتابه طوال الليل فإذا غفا للحظة يحلم وكأنه يدعو الناس ليشهدوا محاكمة أب ظالم محاكمة أبي دلال,,وتقطع أمه سيل أفكاره حين تستيقظ وتقترب منه خائفة وعي تنظر إلى وجهه الشاحب وعينيه الحمراوين
وتسألهما بك يا بني)
ويبعد يديها عن وجهه ويرد على سؤالها بنزق وبلهجة حادةدعيني وابتعدي عني)


((يتبـــــــــع))


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

تسسسسسسسسلميين يالغلا
بالانتظار

__________________________________________________ __________
قصة جميلة تسلمي
ونحن بإنتظارك
لتكملة القصة

__________________________________________________ __________
كملي قصة حلووووووووة

__________________________________________________ __________
::

الله يعطيك العافية
تحيتي

.


__________________________________________________ __________
الله يعطيك العافيه ع ماقدمتي
ودي ,..