في القاهرة أحرق رجل نفسه لرفض والد زوجته إعادتها له، وقال انه يريد التخلص من حياته التي لا تعنيه إذا ما عاشها دون زوجته.
في جازان توفيت امرأة في الثلاثين بعد اسبوع من وفاة زوجها حزناً عليه اثر حادث مروري، حيث تدهورت صحتها ولحقت به.
في مدينة سيساك الكرواتية الصغيرة توفي زوجان في نفس اللحظة معاً، وتم تشييعهما من قبل أسرتيهما، ومعارفهما وعدد من وسائل الإعلام، حيث أشار المقربون منهما أن الزوجين قد عاشا في هناء ورخاء لعقدين من الزمان «الزوج ٦٩ عاماً، والزوجة (٦٤ عاماً) تظللهما علاقة ود ووفاء مشهودة، وأصبحت صدفة وفاتهما في ذات اللحظة اسطورة كما أكد أكثر من طبيب، بل وأضاف المعجبون بها بعض الزوائد من خلال حديثهما ذات مرة بالتعاهد على مفارقة الحياة معاً لاستحالة أن يعيش أحدهما بعد وفاة الآخر، وانهما كانا شديدي الاعجاب والهيام برائعة شكسبير «روميو وجوليت» التي رسم فيها الأديب العالمي كيف تجرع روميو السم لظنه أن جوليت قد ماتت، وكيف أنهت جوليت حياتها عندما شاهدت روميو جثة هامدة.
في مصر مات أحد الأشخاص اثر حادث مروري في قرية من القرى وعندما سمع أخوه الحادثة لحقه في نفس اللحظة، واجتمعت العائلة لتفاجأ بالشقيق الثالث يلحق بأشقائه في نفس اليوم، وفي اليوم التالي لحق بالثلاثة الشقيق الرابع، وشيعت جنازة الأخوة الأربعة معاً في صورة وحدث غريب قليلاً ما يتكرر.
هو الحزن في النهاية الذي لا يتحمله الكثير حتى وان أدعى المحللون أن في الحزن قوة وانه يقوي الذاكرة، وان من يعانونه قد يعزز لديهم أسلوب اتصال أكثر واقعية وتفاعلاً وفي النهاية أكثر نجاحاً.
في الحزن ضعف وألم وبالذات لمن تقتلهم لحظات السعادة التي غادرت وتحل عليهم بغياب من أحبوا، وبالتالي لا يتحملون حضورها.
وفيه اختبار أيضاً لقدرة الإنسان وتحمله وصبره على البلاء لأن الصبر والاحتساب أفضل علاج لمن يقدر عليه، ومع ذلك يتعلل الناس بضعف من لا يتحمل حزنه ويظل سابحاً تحت وطأته وخاضعاً له. متجاهلين تماماً قدرات الأفراد في التحمل والفكر، والثقافة، ومسببات كل شخص فيما يفعل.
من يأخذهم الحزن في متاهاته يتوجعون من الدنيا التي ضنت عليهم بالفرح وعاقبتهم بالفقد، بالتالي هم لا يريدونها طالما هي لا تمنحهم الحياة بقرب من أحبوا أو اشتهوا أن يعيشوا معهم وبالتالي لا يؤلمهم أن يغادروها إما اختياراً أو موتاً وهم موجودون على قيد الحياة، أو كما أراد الله للبعض أن يرحلوا بعد رحيل من أحبوا أو بالتزامن معهم حتى لا يتوجعوا لغيابهم.
لا شيء مضمون في هذه الحياة أو غير ملتبس، أو مختلف السيرة فكلنا معرضون للحزن ولكن تختلف درجات التفاعل معه والانضواء تحت منارته!