عنوان الموضوع : إيلآف جـ1 | وسام | من الواقع
مقدم من طرف منتديات الشامل






[1]

بدايتها : 2017 ..
أنثى لا تحّب النظر إلى المرآة ..
لا تستويها العرّافات ..
تكره الهاتف ..
لا تهمّها العناوين أبدًا ..
لا يظهر منها إلاّ وجهها فقط ..
و تضع على الحب [X] كبيرة ..
أغنيتها المفضّلة : " أنا وليلى " ..
تبحث دومًا عن ذاتها ..
تملك دفتر مذكّرات دوّنت فيه : " ................... " .







[2]

زارها الحلم ..
أيقظ عاطفة تنام في قلبها ..
وسرعان ما أهداها : جنّة ..
دفعها الحنين إليه ..
ولـ طالما لاح لها الفراق ..
حفظت أسرار القلوب النابضة ..
غرست نبتة أمل بـ داخلها ..
وإنشغلت عمرًا بـ السقيا ..
والإسم : " يوسف "
لـ فرط الحب أمرها بـ الأسود ..
أنصتت له .. حفظت تفاصيله ..
صانت الغياب أوّلاً ..
وإستقرّ العشق لـ يخرق عاداتها ..
و بيدها أهملت قناعاتها ..
ومضى العام بعد العام معه ..
تدلّت من خلالها كـ نجمة في السماء ..
عصفورها المغرّد أطرب أذن يومها ..
وما ملّت تصغي وتطيع ....


[3]

" يوسف " كان بداية كلّ شيء ..
الحب | العشق | الغيرة | وأماني الزواج كلّها ..
نمت العلاقة بينهم حتّى صار عمرها ستّة أعوام ..
وكانت على أتمّ إستعداد لـ التنازل عن ذاتها من أجله ..
داست مدائن الفرح | اللهو | التنزّه ..
وإعتلتْ بـ الصمت | الوحدة | والصبر من أجله فقط ..
حديثها كان هو ..
وصمتها وتفكيرها وطموحها أيضًا | هو ..
علّمها الكتمان جيّدًا ..
حتّى تلاشى البوح بينها وبين أقرب الأصحاب والأهل ..
دراسته الْ غير مكتملة وضعت حدًّا لـ الإرتباط ..
المرض | الوهن | و الإبتعاد عن كلّ شيء ..
رفضته عائلتها .. وبات من الأمور المستحيلة ..
سخطت على نفسها ..
حبّه علّمها حبّه فقط ..
ونسيت أن تحبّ ذاتها معه ..
أخبرته أنّها إرتبطت وزواجها إقترب ..
رحل هو ..
و بقيت هي ..
تندب حظّ الظروف والعائلة والحب ،
و .. ذاتها .. !

[4]

خلعت السواد بعد شهر واحد من الفراق ..
رأت وجهها في المرآة ..
وراحت تدقّق في تفاصيلها ..
حرّضتها مشاعرها على التغيير ..
الإستنشاق | و المسير ..
أزاحت غبار " يوسف "
التي لـ طالما علقت في دروبها ..
و ذهبت إلى عيادة أسنان لـ تركيب وتجميل أسنانها ..
أوّل ما أرادت فعله هو الإبتسام بلا خوف ..
ولـ رداءة أسنانها قرّرت التبديل ..
وبعد يوم واحد باتت مختلفة تمامًا ..
وراحت تبتسم ..
وتبتسم ..
وتبتسم ..
وأحبّت أن تشارك أسرتها | صديقاتها | ومن لا تعرفه أيضًا ..
الحديث وخاصّة المضحك منه ..
و إستهوتها النزهات و الرفقة و قضاء الأوقات مع الصديقات ..
و الضحك لـ من كلّ من يثني على جمال إبتسامتها ..
إستغنت عن ملابسها الداكنة ..
وإستبدلتها بـ الملوّنة ..
أصفر | أحمر | أزرق | أخضر
عاهدت المرآة على البقاء بـ قربها ..
و إمتلأ هاتفها بـ الأسماء ..
" محمد "
" خالد "
" وليد "
والعديد من الأرقام بلا أسماء ..
وإحترقت | وإنهارت | و إنطفأت | وإختارت ..
حتّى لاح لها من بينهم كلّهم ..
رجل إستهواها أكثر ..
وأرادت أن تبحر معه : عكس الريح ..
والإسم : " راكان "

[5]

" راكان "
وشمت إسمه مابين حناياها ..
كان دومًا يترك بصماته في ليلها ..
وتستلذ النظر إليها في النهار ..
ولـ طالما حدّقت في ملامحه ..
كان رجل يعشق تفاصيله ،
أهداها ألف صورة له ..
ودومًا حين يطلب رأيها ..
تبتسم وتجيب بـ " عااادي "
لا أراك جميل ..
وحين تسأله هي عنها
: يهمس " ماشاء الله "
وتذكّرت كيف كانت ترجو حبيبها الأول " يوسف " اللقاء
أمّا الآن فـ " راكان " هو من يأمرها بـ القدوم ..
ويجبرها على كشف ما تستطيع كشفه منها ..
و دومًا كان يراقصها تحت ضوء القمر ..
و بات الغناء يختتم كلّ مكالمة بينهم ..
وبعد أن كانت لاتسمع سوى " أنا وليلى "
أصبحت تعشق كلّ المطربين ..
وأكثر أغنية ردّدتها عليه كانت " أحبّك لاتقول شلون "
وحلّقت في سماء العاشقين عاليًا ..
لا يد تملكها ولا جناح لها ..
وطارت ..
وشرّعت نوافذ الحب ..
كسرت قفل الظروف ..
وحطّمت باب العادات ..
وعلى غفلة من جنونها ..
أتاها " سالم " زوج أختها بـ مصيبة ..
حين قال لها : " حين تبتسمين يا إيلاف أودّ أن أحتضنك " .. !


[6]

" سالم "
أيّ جنون ما تلفّظ به لها ..
رمقته بـ نظرة حائرة ..
وعادت من حيث أتت ..
أتقول لـ أختها | أمّها | أو حتّى أبيها ..
أم تصمت وتقتنع بـ أنّه حديث أخ لـ أخته فقط ..
على كلٍ .. لاتريد حتّى التفكير بـ أمره ..
هاتفت " راكان " و إبتسمت ..
أصغت لـ حديثه | جنونه | حبّه ..
وفي لحظات العشق تلك ..
لم تستمع لـ صوت يأتي من وراء بابها ..
إلى أن علت صرخة " نور " ..
إبنة خالتها وصديقتها المجنونة ..
زائرة ..و تريد الخروج لـ التنزّه معها ..
وخرجتا لـ إرتكاب الحماقات مع العابرون بلا : عقل ..
أرادت أن تخبر " نور " عن أمر زوج أختها ..
ولكنّها فضلت الصمت ..
كانت لا تملّ الإقبال على الحياة بـ كل الطرق حتّى و إن كانت ملتوية ..
و عادتا مع خمسة أرقام أو ربّما أكثر ..
دوّنت ثلاثة منهم " نور "
وإثنين منهم كانا من نصيب " إيلاف " ..
صمتت " نور " لـ برهة وعادت لـ الحديث ..
[ كم أحنّ لـ حبّي الأول ..
لا أظنّ أنّني قادرة على نسيانه البتّة يا " إيلاف " ]
ضحكت " إيلاف " كثيرًا ..
ولاح وجه " يوسف " عليها ..
وأخبرتها أنّها يجب أن تكرهه أو أن تتذّكر الأسود منه ..
و سـ تنساه بلاشك ..
فـ هي مقتنعة تمامًا أن لا حب أول يبقى ..
فـ الحب الأول أحيانًا يكون بـ مثابة سلّم ونحن نحدّد أمر الصعود أو النزول منه ..
و آهٍ " راكان " كم تمنّت أن يكون هو الأوّل ..
ولكن كلّ ذلك لايهم الآن ..
بـ أية حال هي أيضًا لا تمتلك قلب واحد فقط ..


[7]

لم يكتفي " سالم " بـ مصائب أقواله فقط ..
ولم يتركها تستوعب ما يفعله ..
في أحد الأيّام ..
عادت متأخرّة من العمل فـ وجدته يحرق هاتفها بـ إتصّالاته ..
أجابت فـ صرخ : " أينك ؟ "
صمتت و حاولت الهدوء والتجاهل ..
ماذا تفعل .. أتخبره أنّها أخت زوجته ..
- سحقًا له ألا يعلم - ..
أم تخبر أختها الْ مشغولة بـ الخروج والتنزّه والتبرّج ..
تلك الْ " تراتيل " ..الْ لم تؤخذ من إسمها شيء ..
صاحبة مبدأ : " لا رجل يستحقّ أن أتجمّل له .. كلّ الرجال خائنون ..
لن أتبرّج | لن أتلوّن | لن أقول كلمة عشق .. وإن خان : سـ أخون "
قفلت " إيلاف " باب الحديث مع أختها منذ زمن ..
وذلك لـ أن " تراتيل " تظنّ نفسها دومًا على حق ..
وتحارب من أجل قول الكلمة الأخيرة في أيّ نقاش ..
وفي زحمة الأفكار ..
رنّ هاتفها بـ نغمة " أحبك يا أجمل الإحساس ، وحشني حبّك المجنون "
وكان " راكان "
وغرقت في بحر العشق معه ..
نمت في تفاصيلها حقول ياسمين و زنبق ..
وهطل كـ المطر لـ تبتلّ هي بـ الغبطة ..
سعادتها معه مجنونة ..
وحده هذا الْ " راكان "
يجعلها تتنفّس بـ صعوبة | تختنق | وتبكي رحيله عنها ..
رغم أنّ هناك على الإنتظار ..
ألف رقم يتصّل ..
ويتصّل ..
ويتصّل ..
ويتحولّون إلى : ألف مكالمة لم يرّد عليها ..


[8]

ومرّت الأشهر مع هذا الْ " راكان "
حب | لقاء | و سهر ..
أخبرتها أختها " تراتيل " بـ أنّ هناك من إتصلّت على أمّها ..
وأرادت الحضور لـ رؤيتها ..
ذُهلت " إيلاف " و صرخت : لا أريد أن أتزوّج !!
صمتت | فكّرت وعادت من حيث أتت ..
ماذا تفعل ؟
- أتخبر " راكان "
- أترفض وإنتهى الأمر ..
- أم ماذا .. أم ماذا ..
حسنًا ..!
" راكان " لم يذكر أمر الزواج أبدًا .. لماذا ؟
ألا ينوي الأمر أم أنّها سـ تظلّ تحبّه لـ بقيّة عمرها !!
إذن سـ توافق ..
لا لن توافق .. سـ تجعلهم يأتون فقط ..
لا سـ تحدّث " راكان " أولاً لـ تعرف ..
و حين أخبرته ..
قال لها أن أمّه ترفض مبدأ الزواج من أنثى يعرفها هو ..
وإنقفل باب الزواج بـ عينها ..
إذن سـ ترضى بـ من إتصلت و سـ تبتعد قليلاً عن " راكان "
تبًا له إن كان يحبّها كما يقول فـ لماذا لا يقنع والدته ..!!
يومان فقط وسـ تحضر أسرة من يرغب بـ الزواج منها لـ رؤيتها ..


[9]

تقدّم إليها " عبدالرحمن "
و طلب رؤيتها مجدّدًا ..
أخبرتها والدته أنّها حازت على إعجابه ..
كانوا ينتظرون ردّ " إيلاف " وأسرتها عليه ..
مرّ إسبوع ..
ومن خلاله رسمت " إيلاف " الكثير من الأحلام ..
الأبيض | الأزهار | العطور
سـ تلبس الأبيض ..
وسـ ترقص على أغنيتها التي تحب ..
سـ تخبره أنّه الأول ..
و ماذا أيضًا ؟
نعم !
سـ تغيّر أرقام هواتفها ..
سـ ترمي وعود " راكان " عرض الوهم ..
و سـ تسخر من حبّه كثيرًا ..
سـ تكون زوجة ..
سـ تكون لـ " عبدالرحمن " فقط ..
أجابت هي وأسرتها بـ القبول ..
فـ عادت أم " عبدالرحمن " تتصّل
و تخبرهم أنّ أخته تريد أن ترى " إيلاف "
أيضًا زوجة أخيه ..
وحدّدوا آخر الأسبوع موعدًا لهم ..


[10]

إتصلت " إيلاف " بـ " راكان " ..
وأخبرته عن أمر موافقتها على " عبدالرحمن "
فـ صمت .. و أخبرها أن أخته أيضًا خطبت له ..
إمرأة جميلة و يراها مناسبة جدًا له ..
ذُهلت " إيلاف " من كلامه !
الآن يخبرها فقط !
سـ يتزوّج ؟!
بـ كل هذه البساطة !
صمتت وأغلقت الهاتف وكانت المكالمة الأخيرة بينهما ..
سحقًا ! هي أيضًا سـ تتزوّج !
ما بالها !
وحلّ اليوم المنتظر ..
حضرت عائلة " عبدالرحمن "
أمّه ، أخته ، زوجة أخيه ..
كانت أخته لا تتكلّم كثيرًا ..
و كل ما تفعله " إيلاف " هو الإبتسام بـ خجل ..
وإنتهى اللقاء بـ سرعة ..
مرّ أسبوع بعده ..
قضته " إيلاف " في الأحلام ..
والخيال والترقّب ..
والحكايات المعتادة من الأهل والصديقات ..
فـ هذه تقول : ( إيّاكِ والعبوس بـ وجهه )
والأخرى تقول : ( لاتعوّديه على الخروج من المنزل )
وثانية تقول : ( إحذري أن تخبري أحدًا عن مشاكلك )
وأخرى : ( خذي من نقوده كلّما سنحت لكِ فرصة )
و أخرى تشكو .. و هناك من تنصح وهناك من تثرثر فقط ..
وهناك من وصل بها حديثها إلى عشر سنوات زواج
و شرحتها لـ " إيلاف " يومًا بيوم ..
مرّ أسبوعان ..
ثلاثة ..
ويومان ..
ولم تعاود أسرة " عبدالرحمن " الإتصال لـ تحديد شيء ..
ما الأمر ؟
ألم تعجب أخته ؟
هل حدث أمر ما ؟
هل توفّي أحد الأقراب ؟
أم ماذا !
و ألف تساؤل يدور في بال " إيلاف " وأسرتها ..
ولا أحد يعلم ما الذي حدث !
أكثر من تأثر بـ الأمر والدة " إيلاف " ..
فـ هي لم تترك أحدًا من العائلة لم تخبره عن الأمر ..
عاتبتها " إيلاف " كثيرًا
وقالت لها : ( ما من أحد في عائلتنا يخبر أو يعلن مواضيع الخطبة أو غيرها لنا ..
لماذا أخبرت الجميع ؟
إنظري !
لا يريدون الزواج بي الآن !
ما الحل ؟ )
و مرّ بعدها يومان قضتها أسرة " إيلاف " بـ الصمت فقط ..!
و جاء لـ أمها إتصّال من إحدى القريبات تخبرها بما حدث لـ أسرة " عبدالرحمن " !

[11]

عادت " إيلاف " من العمل لـ ترى والدتها وقد ملأ الحزن ملامحها ..
سألتها عن الأمر ..
صمتت ..
و كرّرت " إيلاف " سؤالها ..
أجابتها والدتها بـ سؤال آخر :
( لماذا أخبرتِ زوجة الأخ أنّكِ تتّبعين نظام غذائي ؟ )
ذُهلت " إيلاف " ..
وقالت : ( أخبرتها حين قدّمت لي قطعة حلوى ورفضت ..
برّرت سبب رفضي بـ النظام الذي أتبعه )
صمتت والدتها ..
وقالت لها ( أن زوجة أخيه نصحت والدته بـ إنهاء الموضوع ..
وذلك لـ أنّك سـ تمتنعين عن الأكل معه في المطاعم
وسـ يكون لكِ نظامك الخاص ..
هل سـ يأكل إبنهم لـ وحده ؟
وما هو الحال عند ولادتك لـ الطفل الأول ؟
بالتأكيد سـ يزيد وزنك .. ! )
ضحكت " إيلاف " كثيرًا ..
لم تنقطع عن الإبتسام والضحك والصراخ كـ مجنونة !
هكذا !
ببساطة !
لـ أنّني من المحتمل أن يزيد وزني !!
وهو ؟
أليس رجل وله رأيه في الموضوع ؟
فـ ليذهب هو وأسرته إلى الحجيم إذن .. !
عادت " إيلاف " إلى غرفتها ..
قفلت الباب ..
وبكت ..
( لماذا يحدث لي كلّ هذا !!
رفضتُ الكثير قبله !
أنا من رفض !
أنا !
وليسوا هم من يرفضون الزواج بي !!
ولماذا ؟
لـ هذا السبب !
وأنا التي إبتعدت عن " راكان " طوال هذا الشهر !
" راكان " !!!
سـ أتصل به ..
نعم سـ أتصل به ..
وسـ أخرج معه ..
وسـ أغنّي له كما يحبّني أن أفعل ..
غدًا سـ أتصل ..
لا !
اليوم .. !
ولمَ كلّ هذا !
سـ أتصل الآن به ..
سـ أتصل بـ حبيبي .. ! )
و كرّرت إتصالها بـ " راكان " خمس مرّات ..
وكلّها كانت بلا إجابة ..
أين هو منها ؟
قد يكون نائم .. !
حسنًا سـ تنتظر قليلاً ..
ومن ثم سـ تتصل به !

[12]

نامت " إيلاف " بعد أن أصابها اليأس ..
إحتضنت هاتفها .. لعّله يتّصل ..
مرّ شهر آخر ..
ولم تجد إجابة من " راكان " ..
زارتها " نور " ..
و قرّرتا التنّزه ..
فـ هي في أمس الحاجة لـ الهواء ..
بدى وجه " إيلاف " شاحب ..
أجبرتها " نور " على التبرّج ..
قائلة : ( إيلاااف لا شيء يستحق ! )
وخرجتا ..
تحدّثت " إيلاف " عن " راكان " كثيرًا ..
و عن خوفها من عدم ردّه ..
وإنشغالها أيضًا ..
فـ قالت لها " نور " ( دعيني أحاول الإتصال به ..
فـ ربّما يكون لا يريد التحدّث إليكِ بعد أمر موافقتك على الزواج ..
تعلمين أنّه لا يعرف بـ أنّ الموضوع لم يتم ! )
رفضت " إيلاف " ما قالته " نور " لها ..
لا تريدها أن تحدّثه ..
فـ هو بـ الطبع سـ يتّصل بها ..
لن تسمح بـ ذلك ..
وحين عودتهم إلى المنزل ..
إنشغلت " نور " بـ الحديث مع " تراتيل " عن آخر صرعات الموضة ..
و عن آخر من تزوّج وآخر من إنفصل ..
و أخبرتها " تراتيل " عن صديقة لها تعوّدت أن تخون زوجها ..
وتخرج مع غيره ..
و أخرى يخونها زوجها وتعلم بـ الأمر و ترّدد ( راضية ما دامه لن يتزوّج غيري )
وأخرى إكتشفت أمر زواج والدها بـ السر ..
و همست " تراتيل " لـ " نور " عن شخص يحاول الحديث معها ..
وهي ترفض ..
وإبتسمت " نور " و صرخت بها : ( يا مجنونة ! )
و طرأ طيف " سالم " على " إيلاف "
زوج أختها ..
الذي لازال يبتسم لها ويخبرها عن جمال إبتسامتها ..
وعن أنّه يراها كـ طفل صغير يوّد أن يحمله ..
والكثير من الجنون والجنون ..
وبـ المقابل إبتسمت من أحاديث أختها الآن ..
تبًا لـ تفكيرها المتخلّف ..
زوجها جميل .. ولا ينقصه شيء ..
وهي مازالت تتشبّث بـ مبدأ ( الرجال خائنون ) ..
إذن يحقّ له أن يرى غيرها حتّى وإن كانت أختها ..
وما دام أنّه يقول لها هذا الكلام ويتغزّل بها ..
لاشكّ أنّه يرى غيرها أيضًا !
هذا ما تستحقّه أختها !!
وأثناء إنشغالها بـ التفكير بـ أختها و زوجها و جنونهم ..
رنّ هاتفها ..
كانت جالسة | سارحة | هادئة ..
إنتفض كلّ جزء من جسدها فجأة ..
فـ المتصّل " راكان " !!!!
هي رنّته !
" أحبّك يا أجمل الإحساس : وحشني حبّك المجنون "
نعم !!
" راكاااان " !!!!!


[13]

إحتضنت هاتفها ..
وضعته يسار صدرها تمامًا ..
وأعادته أمام عينها ..
لـ ترى صورة " راكان " ومازال هاتف يرّن ..
و ظلّت تصغي إلى النغمة التي فارقت سمعها شهرين أو أكثر ..
هل يجب أن ترد ؟
أو أنّها سـ تترك النبضات متسارعة هكذا ..
والقلب يودّ لو يطير من أضلعها ..
صمت الهاتف !
أغلقه " راكان " قبل أن ترد عليه ..
ما أغباها تركته بلا إجابة ..
وما إن مرّت دقيقة ..
حتّى وصلتها رسالة ..
فتحتها بـ سرعة ..
لابد أنّها منه ..

( إيلاف أردت أن أخبرك ..
يومان فقط وسـ أتزوّج ) !



[14]

يومان !
يتزوّج !
و هي ؟
ألم تكن حبيبته !
ألم يستطع إقناع والدته !
أين ذاك الحب ؟
والوعود !
والليل الْ لا ينتهي معه ..
والأغاني ..
وما أجمل صوتكِ !
وأحبّكِ ..
وردّدي : أحبّكْ !
وقولي لي من أنا ؟!
و تعالي !
و أنتِ لي !!
هل فعلاً هي له ؟
إذن !
ماالعمل ؟
إنتهت العلاقة !
لا " راكان " بعد الْ يومان !!
لم يعد بوسعها مجرّد التفكير ..
تسمّرت ذكرى أيّامه وكلامه ووعوده أمامها ..
حتّى كادت تشمّ رائحته لـ فرط ما تخيّلته يحدّثها ...
وكلّ أحلامها كانت صرخة منه " إيلاف " ..
وتصحو من نومها لـ تقنع يأسها أنّ الأمر مجرّد كذبة ..
" راكان " لن يخذلها !
مرّ يوم واحد بلا أكل !
ولا حتّى ماء ..
لن تحدّث أحد ولن تخرج من غرفتها !
ولن تضع قطعة طعام في فمها !
ولْ تضرب عائلتها بـ الخوف عليها عرض الحائط !
صرخت : " راكان " أريدك !!
تجاهلت والدتها الإسم ..
و ولجت إلى غرفتها !
وحدها دموع " إيلاف " كانت تتحدّث !
ضمّتها إليها ..
فـ نامت " إيلاف " ..
و ما أعدل النوم !
وحين فتحت عينيها كان وجه أبيها أمامها ..
ورائحة الدواء في أنفها ..
إذن أخذوها إلى المشفى ..
وما الذي سـ يفعله الدواء والغذاء !
هل سـ يجلب لها " راكان " ؟
هذا هو اليوم الآخر ..
غدًا إذن ..
غدًا سـ يكون بين يدي غيري ..
غدًا سـ يخبرها أنّه لها !
وهي سـ تخجل
وتخجل
وتخجل !
سـ يبتسم أمام وجهها !
سـ تراه حين يصحو !
سـ تشمّ رائحة قربه ..
سـ يكونا لـ وحدها !
دوني !
آهٍ ليت الغد يموت !
ليتني أقتل الأيّام ..!
ليتني لم أخبره عن أمر موافقتي!
ليت أخته لم تخطب له !
ليته لا يتزوّج !!
ضغط والدها على يدها ..
بكت والدتها على حالها !
إختنقت " إيلاف " ..
لا تريد أن تتنفّس !

[15]

عادت " إيلاف " إلى المنزل ..
طلبت والدتها من " نور " أن تحضر ..
لـ تهدّأ " إيلاف " وتتحدّث معها ..
كلّ ما أرادته " نور " هو أن تعود الإبتسامة إلى وجه " إيلاف "
لم تترك أمر مضحك لم تفعله ..
ومع ذلك لم تكن " إيلاف " تصغي لـ شيء حولها ..
كان الصمت يأسرها ..
و مافارق وجه " راكان " خيالها ..
إلتفت " إيلاف " إلى " نور " ..
وقالت لها : ( نور لا أريده أن يتزوّج !
أحبّه يا نور !
أريد أن أحدّثه !
غدًا زفافه !
لا أريد ! )
صمتت " نور " ..
فـ هي لا تملك إجابة شافية ..
إحتضنتها و بكت معها فقط ..
مسكت " إيلاف " هاتفها ..
أرادت أن تسمع صوته فقط ..
لا بل أرادت أن تحدّثه !
أن تمنعه !
وقرّرت أن تتصّل به ..
وإنتظرت خروج " نور " من غرفتها ..
و إتصلّت به ..
إمتدّ الحنين من صوته إلى قلبها كـ جسر عشق ..
حرّضتها أحاسيسها على الحديث ..
( راكان .. أحبّك ! )
صمت .. وكأنّ المسافة بين الكلمة وردّها جسور غربة لاتنتهي ..
إنتظرت ..
فـ أجابها : ( إيلاف !
تعلمين أنّ أمر زواجي ليس بيدي ..!
وأنتِ ؟
ماذا حدث لكِ ؟ )
لم تصمت هذه المرّة ..
وأخبرته عن كلّ ما حدث لها ..
ولم تكن تبكي ..
توقّفت دموعها معها ..
و ردّدت : ( راكان .. أحبّك ؟
أتسمعني ؟
أحبّــك !
ولا شأن لي بما سيحدث !
راكان !
لن تتركني ..
أليس كذلك ؟ )
صمت " راكان " ..
و أخبرها أنّه لن يتركها أبدًا ..
ولكنّه بالمقابل .. سـ يتزوّج غدًا ..
وستبقى هي حبيبته ! ..
و بـ إنتهاء المكالمة ..
عادت الإبتسامة ..
أشرق وجهها ..
و تنفّست الصعداء .


[16]

عادت " نور " لـ ترى الإختلاف الذي طرأ على وجه " إيلاف "
و إبتسمت .. دون نقاش ..
قرّرت " إيلاف " في اليوم التالي أن تقوم بـ كلّ الأشياء ..
حتّى تنسى أنّ اليوم هو يوم زفافه ..
ذاك الذي أخذ منها القطعة الأعمق من قلبها .. ورحل ..
لا !
لم يرحل !
أخبرها أنّه لن يتركها مهما حدث ..
و وافقت هي ..
خرجت مع " نور " لـ التنزّه وممارسة الجنون ..
ضحكت مع من إبتسم لها ..
و تبادلت الأحاديث مع شاب كان يسير خلفهم ..
و دوّنت الأسماء والأرقام في هاتفها ..
أرادت " إيلاف " أن تنشغل بـ كل شيء عدا تفاصيل يوم " راكان "
وعلى الرغم من كلّ جنون قامت به ..
إلاّ أنّ صورته إقتحمت مخيّلتها ..
وحرّضها قلبها على التلفّظ بـ إسمه ..
لـ تسألها " نور " ..
( إيلاف ؟
هل سـ تستمرّين معه وهو الآن رجل متزوّج ؟ )
نظرت إليها " إيلاف " ..
وقالت : ( أوشش أوششش هذا الأمر لا يعنيكِ أبدًا ! )
ومرّت أوّل ثلاثة أشهر ..
ظفرت بـ مكالمة لـ مدة خمس أو ستّة دقائق منه ..
و عشرات الرسائل فقط !
محور حديثها كان .. أحبّك يا راكان ..
والردّ إمّا يكون ..
قبلة منه ..
أو ( وأنا أيضً ) وينسى أن يضع الألف حتّى تكتمل الرسالة ..
وتعود هي لـ ذاتها ..
وتعذّبها الأسئة ..
( يرسل لي قبلة وهمية في الرسالة !
ومن تجلس بـ جانبه تحصل عليها بـ المقابل : حقيقيّة !
يقول لي وأنا أيض دون ألف ..
بعد أن كان يقول وأنا أيضًا أحبّكِ جدًا .. !
لا وقت له لي ..
حسنًا وأنا أيضًا أتسلّى بـ قلب ألف رجل غيره ..
وسـ أبقى أحبّه هو فقط ! )

[17]

كانت سعيدة بـ القليل من وقته ..
ولم تقحم تفكيرها بـ المخلوقة الأخرى ..
ألفت الوحدة والغربة والجنون ..
و إحتمل قلبها هذا الدور الذي إختارته لها ..
لن تهمس بـ كلمة عن زوجته أمامه ..
يكفيها وقته معها ..!
لن تجلب التعاسة لـ نفسها بـ نفسها ..
بات الليل مرفأ وحدتها ..
ومن المستحيل أن يحدّثها فيه ..
بعد أن كان الليل كلّه لهم ..
بعد أن كانوا يتقاسمون الساعات بـ الهمسات ..
والصمت ..
والعشق ..
وبـ زحمة التفكير ..
رنّ هاتفها ..
وكان " راكان " هو المتّصل ..
سألته : ( راكان ألن نلتقي ؟ )
صمت ..
فـ أجابت عنه بـ ( حسنًا إنسى ما قلته لك )
أخبرها أنّه سـ يسافر مع زوجته ..
وبـ بساطة كان كل ما يريده من المكالمة ..
هو ( أتريدين شيئًا من هناك ؟ )
ضحكت ..
وما الجدوى من البكاء الآن !
لم ترد عليه ..
أخبرها أنّها عشرة أيّام فقط ..
ضحكت عاليًا هذه المرة ..
فـ ذُهل " راكان "
و إنتهت المكالمة ..
صرخت " إيلاف "
( من أنا !!
لاشيء .. !
لن أستمر هكذا !!
لن تدوم هذه العلاقة معه !!
فلـْ يسافر ويرحل معها ..
فلْـ يقول لها ما يقوله !
فلْـ يهديها حبّه ..
قلبه ..
كلّ ما يملك !
ليس لي الآن !
لستُ أنا حبيبته ! )

[18]

( إيلاف إشتقت لكِ )
كانت هذه رسالة وصلتها من " راكان " ..
و تاهت هي بـ ألف سؤال ..
طاردتها الظنون ..
بعثر تفكيرها هذا الْ " راكان "
يشتاق .. نعم يشتاق ..
تبًا .. !
وأرسلت إليه ..
( هل تحبّها ؟ )
ولا إجابة تأتي ..
زرع هو قسوته ..
فـ نبت لـ غيابه خنجر جارح ..
أرسلت رسالة أخرى ..
( ما نوع العلاقة بيننا راكان
عشق أم خيانة ؟)
لم تكن تنتظر ردًا منه ..
تعرفه إذا غضب | يبتعد ..
حفظت طقوس جنونه ..
فـ أرادت أن تعكّر مزاج حبّه اليوم ..
حسنًا تركته كثيرًا منذ أن قرّر أن يبتعد عنها دون رحيل ..
بادلته الحب حبًا ..
أمّا اليوم ..
سـ تدوس على رقّتها قليلاً ..
سـ تقسو على نفسها ..
وسـ ترسل رسالة سمّ أخرى ..
( أي شوق هذا الذي تحمله لي ؟
أتكذب على نفسك ؟
مسافر معها ..
وتشتاق إلي ؟ )
وبعد هذا اليوم ..
مرّت الخمس أيّام من رحلته ..
عاد ..
وبعد يوم واحد من هذه العودة ..
صحت " إيلاف "
لـ تجد خمسة رسائل من " راكان " في هاتفها .. !


[19]

الرسالة الأولى كانت فارغة ..
وثلاثة رسائل دوّن بها : ( أينك ؟ )
والأخيرة كانت مختلفة ..
الأخيرة .. لـ كم كانت تنتظرها ،
الأخيرة كانت ..
( إيلاف .. أحتاج أن أراكِ ..
هناك ما يجب أن أقوله لكِ .. )
أترسل الرد !
أم تتّصل به لـ تخبره ؟
وقرّرت أن ترسل الرد بـ رسالة ..
أقلّها حتّى لا تصله دقّات قلبها المتسارعة ..
أرسلت له : ( متى تريد أن نلتقي ؟ )
ولم تمر بضع ثوان حتّى أرسل ..
( بـ أسرع وقت .. )
وإلتقته ..
كان كما عهدته ..
لم يتغيّر أبدًُا ..
( راكان كم ألعنها تلك اللحظة التي أبعدتك عنّي )
بادلها الشوق ..
والجنون ..
حتّى كادت تنسى أنّه متزوّج الآن ..
متزوّج !
( راكان لمَ تزوّجت ما دمت تحبّني ولازلت ..
متأكدّة من ذلك .. ! )
وصمت هو ..
ولم تكن تنتظر الرد ..
ولا يهمّها الأمر كلّه ..
المهم هو أنّه الآن معها ..
بـ كامل حبّه وشوقه ..
و ذات العطر الْ تعشقه فيه ..
وإنتهى اللقاء ..
وعادت " إيلاف " ..
لـ غربة الشعور دونه .. !
سعيدة ؟
نعم !
تكفيها سعادتها معه ..
كلماته القليلة لها ..
شيّدت بـ داخلها مدن الصبر والإنتظار ..
وصورته الموشومة بـ عينيها .. تكفيها ،
وجاء الليل كـ عادته ..
مرّها هذه المرّة إحساس مختلف ..
أو ربّما كان ترقب ..
وصدق حدسها ..
رنّ الهاتف ..
وكان هو ..
كرّر إتصالاته شهرًا بـ أكمله ..
كـ السابق تمامًا ..
لم يتغيّر شيء !
أرادت أن تسأله عن الأمر ..
وأجبرها قلبها على السكوت ..
مادام هو معها ..
لن تسمح لـ أسئلتها بـ أخذه منها ..
وإستمر هكذا ..
تصحو على صوته ..
وتنام بـ همساته و جنونه ..
ثلاثة أشهر أخرى ..
والحال كما هو ..
اللقاء ..
الجنون ..
والحب ..
حتّى ظنّت أنّ علاقته الزوجية إنتهت .. !
وعاد إليها ..
ألجم شكوكها وحيرتها بـ حقيقة الأمر ..
وأخبرها عن أسباب عودته ..
وكان الأمر كـ رمح تعلّق بين الأنفاس تمامًا ..
وأعادها إلى المنتصف ..
أعادها إلى واقعها وغربتها .. دونه !

الكـآتبه (وجدآن آلآحمد )



للقصه بقيه لتكتمل |~



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

[ الله يعطيك العافية حلقتِ بنا الى سماءات الحب
ونهاياتها المؤلمة
زهرة من تقدير أتركها هنا ~ ~ ~


__________________________________________________ __________
الله يعطيك العافيه ع القصه الرائعه
ودي ..


__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مـلآمـح دآفـئـة
[ الله يعطيك العافية حلقتِ بنا الى سماءات الحب
ونهاياتها المؤلمة
زهرة من تقدير أتركها هنا ~ ~ ~



هلآبك حبيبتي ..
يعافيك ربي ..وماآنحرم من حضورك
نورتي ..



__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الضحكة الخجولة
الله يعطيك العافيه ع القصه الرائعه
ودي ..




هلآبك ي قمر ..
يعافيك ربي ويسعدك
نورتي



__________________________________________________ __________
يعطيك العافييه ..~
يً قلبو ..~
تسلميييييين ..~
بصراحة ابداااااااااع ...~ ابداااااااع ..







الله يعطيك العافيه قصه رائه جدا
عوافي عالطرح