عنوان الموضوع : أساء سمعا فأساء إجابة من الواقع
مقدم من طرف منتديات الشامل





كان هناك رجلاً فارسيًا يدعى السلبوك ...
عاش في نواحي بغداد دهرًا طويلا ً ,يصنع قصعًا من الطين , وأزيارًا وغيرها , وله في الأواني الفخارية نظرًا بعيدًا وعلمًا مديدًا
ومن سوء حظه أنه عاش في قرية فنيّة , يضربون الأوتار بحرفية ويتقنون النفخ والصفير ولهم أصوات ٌ حسان يشار لها بالبنان
كان يشعر بأنه أفضل منهم صوتًا , وأحسن منهم صفيرًا وعزفًا , وأخذ يغني كلما مر على أحدهم , وكلما خاطبهم في محله وفي محلهم
وكلما مشى في شارع , وكلما ارتقى إلى مكان ٍ فارع , فضاق به الناس , وسكتوا عنه أدبًا وذوقًا ليس إلا !

دخل مرة إلى منزله فوجد زيرًا كبيرًا كان قد أتم صنعه وأصبح جاهزًا و إلى جواره زيرًا صغيرًا
فأدخل رأسه في الزير الكبير ليتفحصه من الداخل , , وكان وهو يتفحصه , يغني , فأعجبه صوته أكثر من ذي قبل
فأخرج رأسه وأدخله في الزير الصغير , وأخذ يغني فأيقن في نفسه أنه ثروة وطنية لهذه القرية , وثورة غنائية في هذه المعمورة

اتجه على إثر ذلك إلى قصر الوالي , وطلب الدخول إلا أنهم منعوه , فقال لهم أنه مغني بارع , وأن له طرقًا في الغناء ستعجب الوالي
ولم يستجيبوا له , فكرر القدوم إلى القصر , حتى أدخله الوالي , وأذن له بالغناء في الأسبوع القادم على رأس الأشهاد من خاصّته
وقال له مهددًا : إن كان صوتك جميل وغناؤك حسن فسأعطيك ما يرضيك , وإلا !! فلا أحد يعلم ماذا سيكون عقابك !؟
فوافق السلبوك غير أنه طلب من الوالي أن يأذن له بإحضار الزيرين الكبير والصغير , فهو لا يغني إلا بهما , فوافق الوالي , واقترب الموعد المعهود !

أخذ السلبوك يرتدي أبهى ثيابه لهذه المناسبة , ويتجهز بأفخم ما عنده من عبارات يلقيها على الوالي , وحدد الأغاني ورتب المعاني

وعندما أراد حمل الزير الكبير , وجد أنه ثقيل وأنه لا يمكنه حمله من هنا إلى قصر الوالي , فاستعاض بالصغير عنه وذهب ماشيًا
حتى وصل إلى قصر الوالي , فأدخله الحراس ,
ووقف أمام الوالي وخاصته من الوزراء والأمراء والجنود والحرس

وقال :

أيها الوالي المعظّم , جئتُ لأغني بعد أن تفضلت علي بجزيل خيرك وأذنت لي بلطفك وكرمك فهل أبدأ ؟ ..
قال له الوالي : ابدأ يا سلبوك .
نصب السلبوك زيره الصغير في وسط البلاط , وأخذ يغني ويغني ويغني , فضج البلاط بالضحك تارة , وبالتنديد تارة أخرى
أما الوالي فما كان منه إلا أن وضع أصابعه في أذنيه حتى إنتهى السلبوك من وصلته الموسيقية وهو يلهث والدم مجتمعًا في وجهه .

حينئذ أمر الوالي أن يُملأ ذلك الزير بالماء , ويوضع أمام السلبوك ,
وأن يقوم كل من في القصر من جنود وحرس ووزراء وشعراء ومغنين
بالوقوف طابورًا خلف الزير , ويتقدمون بالترتيب فيغمسون أيديهم بداخل الزير الممتلئ بالماء فيبللونها , ثم يصفعون السلبوك واحدًا تلو الآخر
ويعودون إلى آخر الطابور ليأخذوا دورًا جديدًا حتى ينتهي الماء من الزير ,
وبدأت الصفعات اللينة تتولى على خد السلبوك وكان مع كل صفعة
يقول : الحمد لله

طراااخ
الحمد لله
طراااخ
الحمد لله
طباااخ ( صفعة طبّاخ )
الحمد لله
طرباااخ ( صفعة جندي )
الحمد لله
ططخ ( صفعة شاعر )
الحمد لله

استغرب الوالي منه ثم استوقفه
وسأله: لماذا تحمد الله وانت تصفع , ويزداد حمدك عند كل صفعة ,
فقال السلبوك :
يا مولاي إني أحمد الله لأني لم آتِ بذلك الزير الكبير !.


الخلاصة
أســــــــــاء سمعاً ,, فأســــــــــــــــاء إجـــابة



مما راق لي ,,,


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________
طرح جميل
سلمت يداك
لا عدمنا جديدك


__________________________________________________ __________
َ. ِ
الله يعطيك العافية
دمت بكل خير


__________________________________________________ __________
مشكورة....موضوع رائع
تقبلي مروري
مع تحياتي

__________________________________________________ __________
مشـــــــــــــــــــــكوره ياغلى على الموضوع الرائع
الله يعطيك ألف عافية ياعسل