/
\
//
\
/
\
/
\
\
:: :: ::
( بحيرة البجع ) قصص عالمية
لمحتها على عجل بينما أسير بالممر الهادئ إلا من صوت أكياسي الممتلئة بالكتب ,
بحركة لا شعورية تراجعت خطوتين بينما تراجع
عقلي سنينا بيضاء لا تقدر بعدد , شعرت بأنها حقبة طويلة متعبة تذكرتني للتو ,
ولم تبتسم لي ..حملت الكتاب وفي داخلي خوف من أن توقظ
هذه الذكرى صراخ الجرح الصامت المطوي بين ذاتي ورحيلها
كنت أريد حقا أن تنغمس يدي في الكتاب فيكون لا شيء وخرافة خيال ,
أن تنزل من السماء معجزة الخفاء فيختفي من بين يدي .
أو أن يطمس الظلام عيني فلا أرى !
يا الله !
هو ذات الكتاب بألوانه الباهتة , واسمه الكئيب , تسمرت أمامه , أأشتريه وأعيد ذلك العهد ,
أم أرميه كما رميته طوال هذه السنون ؟!
في منزلي وجدت نفسي أغوص في ذاتي استجلب الذكرى ,
هرعت حينها إلى دار في الأعلى وحيدة تحمل شيء من شتاتي , أوراق
وقصاصات , ورسائل قديمة وغبار !
تأملت تلك الذكرى مليا , أخرجت كل مايتعلق بك ياحنيني المفقود , محاولات القلم البريئة ,
رسائل معلماتنا الإيجابية , نجوم بقلم أحمر تشجعني بها ونجمة أكبر مني على
صفحات كتابك .
ترى ما الذي جرى لحلمنا الكبير, لمشروعنا اليتيم الأول أتذكرينه ؟ عندما تحدينا الجميع
أن نصدر قصة مشتركة تحاكي ( بحيرة البجع ) . وتفوقها جمالا ؟
لماذا لم توفي بوعدك لي , لماذا تركت أول سطر عالقا يستجدي رحمتك بالعودة ؟
كل الذي أذكره يا ( بانة ) انك حادثتيني بتعب في الشتاء ذات مساء وأنك خططتِ أول
سطر من القصة وحان دوري بكتابة السطر الآخر , بعد أن وعدتني
أن تعطيني إياه في صباح الغد في طابور المدرسة ..
أتذكرين سعادتي حينها , واعتنائي بقلمي الرصاصي جيداً والحاحي على أمي بأن
تبريه لي جيداً ليحاكي كُتاب القصص !
:: :: ::
انتظرتك كثيراً , لسع البرد خدي الصغير , انصرفت الطالبات ومازلت انتظر !
- بانة غائبة اليوم يا معلمة
قلتها بغضب طقلة بريء وفي داخلي تساؤلات هل يعقل
أن تخلف بوعدها , لماذا غابت اليوم ؟
سأوبخها حين أراها , لابد أن تعلم أن مشاريع الكبار لا تنسى !
:: :: ::
يومها حقاً نسيت كل التفاصيل , ورميت قلمي الأنيق , وشققت ( بحيرة البجع ) ونعيتك !
بانة لم تكمل معي القصة , وتركتني والسطر الأول من كتابتها وحيدان نشكو مصيبة الموت
وحلمنا المبتور ,ومن ذلك اليوم , وطرف قلمي على بداية السطر
الثاني يشكو الضياع وقصة ( بجعة ) لن تكتمل وعانيت من أزمة منتصف الأشياء !
::
لكم خالص الأمنيات وأرقها
قراءة ممتعة
مما راق لي قراءته من رفوف مكتبتي
رد مع اقتباس
