عنوان الموضوع : "أنين الذكريات" قصة من تأليفي - قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل


هذه القصة من تأليفي..

اليوم راح أبدأ أكتبها بإذن الله..

أتمنى المنتدى يحفظ لي حقوق النشر..

وراح أنزل الفصول بإذن الله بالتدريج..

أول ما أكتب أنزل فصل..

وأي ملاحظة عندكم أتمنى تكتبوها وراح تكون في محل إهتمامي وأتقبل نقدكم بصدر رحب..

وغير مسموح بنقلها.....

"أنّـــات الــذكــريــات"






القصة ليست في عصرنا الحالي فهي قبل عصرنا الحالي بعشرون سنة..لذلك لا تستغربوا عدم وجود جوالات وحواسب آلية وقنوات فضائية..

الفصل الأول

"لص قلبها"




كانت "لمى" وهي فتاة في الثامنة عشر من عمرها تشاهد مسلسلها المحبوب بشغف..ذلك المسلسل الذي يعرض في الخامسة عصرا..بينما أختها الأصغر منها بعامين "لميس" نائمة..لم يكن أحد غيرهما بالمنزل..فأمها وأبيها وأخيها "شريف" ذو الأربعة سنين ذهبوا للسوق لشراء حاجيات للمنزل..


رن جرس الباب بشدة مما أزعجها..وقطع عليها مشاهدتها وانغماسها في أحداث المسلسل..استغربت من رجوع أهلها المبكر..قامت بتكاسل وفتحت الباب دون أن تنظر من الطارق أو حتى تسأل..وعادت أدراجها إلى غرفة المعيشة حيث كانت تتابع التلفاز..ولكن استوقفها صوت رجولي لم تعهده..قائلا بحدة وغضب:"خذي"

تصنمت مكانها وراودتها أسئلة من هذا..؟؟
كيف دخل..؟؟
وأصبحت تفكر في أختها النائمة..لو أصابها مكروه لن تسامح نفسها..كيف فتحت الباب دون أن تنظر من العين السحرية أو حتى تسأل من الطارق..يالغبائها..إنها غبية ومغفلة..ألم تنصت للجيران وهم يخبرونها عن اللص الهارب من السجن..؟؟
ولكنه أضاف وقد اقترب الصوت منها كثيرا:"أمي تسلم عليكم وتقول هذه هدية منها"
قالت في نفسها إنه اللص وهذا أسلوب حضاري جديد له..وسمعت صوت خطواته مبتعدا..ألتفتت ببطء لتطمن نفسها برحيله..ولكنه كان واقفا عند الباب..هاما بالخروج..رفعت عينيها لتنظر إليه.. يا له من لص ويا له من شاب وسيم جدا..فمنذ وقعت عينها عليه خطف أنفاسها بشعره الأسود الناعم وعيناه السودوان وبشرته السمراء العربية..إنه لص قلبها..ارتسمت بسمة سخرية على شفتيه..لربما هو يعلم تأثيره عليها..وقال بصوت رقيق:"ولما تجي تفتحي الباب أسئلي مين..؟؟"وأغلق الباب خلفه..بينما هي بقيت مسمرة نظراتها على الباب..وكأنها تنتظر عودته مرة أخرى..!!
ثم نقلت نظرها إلى الحاجيات التي كانت معه..
ألقت نظرة عليها كانت تحتوي تمر وفاكهة وتذكرت شيء غاب عن بالها..إنهم المستأجرين الجدد..أخبرهم والدها بذلك ولكن لم يقل إن بينهم شاب..قال إن معهم بنت في مثل سن لمى..؟؟؟
من هو..؟؟
قال :"أمي تسلم عليكم " إذن هو ابن جارتهم..
كيف لم يخبرها والدها به..؟؟
وعزمت على سؤال والدتها..


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

علمت لمى فيما بعد أن ذلك الشاب يدعى "وسيم" وهو الابن الأكبر لجارتهم الجديدة يبلغ من العمر عشرون عاما وهو يتردد بين منزل والدته وبين منزل والده إذ أنهما مطلقان وهي متزوجة برجل آخر هو والد الفتاة التي في نفس عمر لمى وتدعى الفتاة "سهى"..
تتكون عمارتهم من أربعة طوابق..تسكن لمى وأهلها في الطابق الأرضي(وهذا نظام كان منتشرا في ذلك العهد وهو أن يكون في كل طابق شقة واحدة فقط..)وفي الطابق الأول تسكن أم وسيم..وفي الطابق الثاني تسكن جارتهم القديمة أم قاسم..أم قاسم لديها ابنين (قاسم 22سنة وبليغ 21سنة) وابنة (حنان17سنة)..
وفي الطابق الأخير تسكن جارتهم أم ملاك..وكانت ملاك ذات العشرين ربيعا وحيدة والديها
عزمت أم شريف..والدة لمى على أن تقيم حفلة صغيرة على شرف جارتها الجديدة..وعزمت سكان العمارة جميعهم..
خرجت الفتيات إلى الفناء الخلفي..عن طريق باب المطبخ وقالت لمى بفرح ومرح مجتمعين لسهى :"هنا نذاكر ونتجمع كل عصر يعني تعالي ذاكري معانا من بكرة والكبير يعلم الصغير والفاهم يعلم اللي مو فاهم"
نقلت سهى نظرها في الفناء الذي كانت تسوره الأشجار ومن بينهم شجرة كبيرة علقت بها أرجوحة..وعلقت نظراتها عليها وظهرت الدهشة في عينيها..
قالت ملاك وهي تتمختر متجهة للأرجوحة:"هنا ملاذنا الروحي هنا نفكر ونخطط ونقرر"

كانت لمى تكره أسلوب ملاك في الحديث فهي دوما تظهر أنها رومنسية وجذابة بألفاظها وتصرفاتها..
وحمدت الله في نفسها أن المتواجدة هنا لمى وليس وسيم..
قالت لمى لسهى وهي تشير إلى الكراسي التي في الحديقة:"تفضلي أجلسي"وسحبت لها كرسيا..
شكرتها سهى وقالت:"لمى أنت علمي وإلا أدبي...؟؟"
ردت لمى:"أدبي"
ابتسمت سهى فبدت فاتنة بابتسامتها الجميلة:"أنا كمان أدبي..أحب كل المواد إلا التاريخ والبلاغة"
ردت لمى:"أنا أكره النحو"
قالت لميس:"أنتوا بس خوفوني من الثانوية العامة"
ردت ملاك وهي تتأرجح:"أحسن لك ما تكملين أش تستفيدي لو تخرجتي..؟؟"
ردت حنان:"المهم أتخرج على الأقل شهادة تكون في يدي"
وفجأة قطعت ملاك حبل الحديث وقالت لسهى بحدة:"شوفي حبيبتي لا تحطي عينك على بليغ..بليغ دا ليا..حاجة تخصني"
تمتمت حنان:"على الأقل احترمي وجودي وقولي شخص مو حاجة"
ردت ملاك:"المفيد..إنه ليا وبس"
وانخرطتا في جدال بينما كسا الخجل وجه سهى التي لم تكن معتادة على هكذا مواضيع..

__________________________________________________ __________
الفصل الثاني..

"من أجل عينيك..!!"





في ذلك الصباح الشتوي البارد كانت لمى تنتظر حنان في فناء
المنزل ليذهبا سويا للمدرسة بينما كانت ترتعد أطرافها من شدة البرد..سمعت صوت باب أحدى الشقق يُوصد بقوة تنفست بارتياح وقالت في نفسها:"أخيرا حضرت حنان"..ولكنها حينما ألتفتت تفاجئت برؤية وسيم وسهى مقبلان نحوها..مر وسيم بجوارها وهو ينظر إليها من أسفل لأعلى قائلا:"السلام عليكم" وأكمل طريقه متجها لباب الفناء الكبير..
ردت لمى السلام بصوت منخفض أقرب إلى الهمس..
ولكنه عاد أدراجه وقال لها بحدة:"قلت السلام عليكم"
ردت بعصبية:"وأنا قلت وعليكم السلام"
رد وهو يبتسم تلك الابتسامة الساخرة التي تكرهها:"أيوا كذا سمعتك"وخرج من الفناء إلى الشارع..تاركا باب الفناء مفتوحا
قالت سهى:"منتظرة مين هنا..؟"
ردت لمى:"حنان عشان نروح سوا للمدرسة بس ما أدري أش فيهاأتأخرت..؟"
قالت سهى:"تعالوا معانا وسيم حيوديني للمدرسة بالسيارة"
تراقص قلب لمى بين أضلاعها وكادت أن تطير من الفرح فمنذ ذلك اليوم لم ترى فارس أحلامها وسيم..ترددت لمى وقالت وهي تحرك كتفيها:"ما أدري يمكن حنان ما ترضى"
قالت حنان بصوت عالي وهي قادمة:"أش فيها حنان..؟"
وشرحت لها سهى فكرتها..وعلى الفور وافقت حنان..وعندما صعدن للسيارة قالت حنان وهي تغلق باب السيارة بإحكام:"السلام عليكم"
رد وسيم وهو ينظر للمى من خلال مرآة سيارته الكابريس السوداء :"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"وأضاف قائلا للمى وهو مايزال ينظر إليها من خلال المرآة:"عدّلي غطوتك"
ردت لمى وهي ما زالت حانقة عليه:"أش فيها غطوتي؟"
رد:"خفيفة مرة"
قالت:"والله أنا كذا أتغطى عجبك وإلا أنزل أروح المدرسة مشي"
ألتفت إليها وهو يتفحص وجهها من خلال غطاءها الخفيف وأنفاسه الحارة تدفيء وجهها..وقال:"حتى لو تبغي تنزلي أول شيء تعدلي الغطاء وبعدين تنزلي"
حاولت لمى أن لا تبدو أمامهم كطفلة عنيدة ففعلت ما أمرها به وقالت وهي تتصنع الثقة والهدوء:"يا الله بنات نتلاقى في المدرسة"
وهمت نازلة سمعت وسيم يصرخ:"بنت!! "
ولكنها تجاهلته وتجاهلت نداء قلبها..قلبها الذي قادهها للتذهب معهم رغبة في التقرب من وسيم والذي يقول لها الآن عودي وأصعدي للسيارة..عاندت قلبها وأكملت سيرها والدمعة ترفرف على أهدابها تحجب عنها الرؤية
لماذا تشعر بالانكسار..؟؟
لماذا تشعر بجرح في قلبها يكاد يميتها..؟؟
ألأنه أول شخص يعاملها بقسوة..؟؟
أم لأنها تعودت أن يعاملها الجميع بدلال..؟؟
يد قوية أطبقت بإحكام على ذراعها ولفتها بقوة لتواجه صاحب اليد القوية ولتواجه عينان سوداون واسعتان تأججت فيهما نار الغضب..قال لها وهو يزم شفتيه:"أرجعي للسيارة"
ردت وهي تحاول أن تفلت ذراعها من قبضته:"لا"وأفلتت ذراعها..
همس وقد لفتوا أنظار المارة في الشارع:"خليك عاقلة وأرجعي للسيارة يا الله أتأخرنا"
قالت بغضب:"حنان غطوتها زي غطوتي وما كلمتها ليه؟"
رد وهو يبتسم بلطف:"لا تسأليني أسألي نفسك"وألتقت عيناهما مرة أخرى ولكن تعبير أحبته ظهر في عينيه..كلمات جديدة نطقتها عيناه..وعبارات عجزت أن تفهمها..وأكواد لا تعرف شفرتها..
وسحرتها للمرة الثانية عيناه ورضخت طائعة لأمرة دون أدنى مقاومة منها..!!


__________________________________________________ __________
قصه جدا رائعه ومثيره للاهتمام
تقبلي خالص شكري وتقديري
ننتظر التكمله

__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس@الكلام
قصه جدا رائعه ومثيره للاهتمام
تقبلي خالص شكري وتقديري
ننتظر التكمله

شاكرة لك مرورك..

وكلك نظر..

__________________________________________________ __________


الفصل الثالث:

((سيرة الحب))


في ذلك اليوم وقبيل العصر كانت لمى ولميس تنزعان الملابس من حبل الغسيل وحكت لمى للميس ما جرى في
الصباح وعلقت لمى:"تتوقعي يحبني..؟وإلا يعاندني..؟"
ردت لميس:"كيف يحبك بسرعة كذا..؟؟يمكن تعجبيه.. "
صرخت لمى:"ما أبغاه يعجب فيا أبغاه يحبني زي ما أنا أحبه"
ردت لميس بنفاد صبر:"بسرعة كذا حبيتيه..؟؟وعلى أي أساس حبيتيه؟؟" نظرت لمى في حبل الغسيل وتأملته وهي تقول:"كل شيء فيه أحبه..طوله..جسمه..سماره..صوته الخشن..عيونه السود يووووه يعذبوني عيونه السود"
علقت لميس:"صدقيني..هو بس يعجبك أنتي ما تحبيه"
أحتد صوت لمى وهي تقول:"أوعى تقولي كدا أنا أحبه وإللي أحسه ناحيته ما أحسه ناحية أيا كان وعشان خاطر عيونه أسوي المستحيل" وأغرورقت عيناها بالدموع رفعت عيناها لتمنع نزول الدموع..وتفاجأت بوقوف وسيم خلف شباك يشرف على الفناء ويبدو أنه كان مصغي لكل الحوار الذي دار بينها وبين أختها إذ أنها استطاعت أن ترى ابتسامة ساخرة ارتسمت على محياه بعدها أسدل الستارة وأختفى..
وتعهدت لمى في نفسها أن لا تتكلم في الفناء في مواضيعها الخاصة خصوصا تلك التي تتعلق به..ووكزت لميس ودخلتا إلى المطبخ إذ أن الباب المؤدي للفناء الخلفي هو من خلال المطبخ.. وهو فناء خاص لسكان الدور الأرضي لأن بقية الأدوار به شرفات..وهو يختلف عن الفناء الخاص ببهو المنزل..
وبينما كانت لمى تحذر شقيقتها وتخبرها بما رأت تهاتف إلى مسامعهن صوت سيدة الغناء العربي ولكن لمى لم تستطع تتميز الأغنية فخرجت للفناء وأصغت إليها..باهتمام..
"طول عمري بأقول..لانا قد الشوق وليالي الشوووق
ولا قلبي قد عذابه..عذابه..
وقابلتك أنت لقيتك بتغير كل حياتي..
معرفش أزاي أنا حبيتك ..
معرفش أزاي يا حياتي ..
ومن همسة حب لقتني بحب..
لقتني بحب وأدوب في الحب ..
آآآه أدوب في الحب وصبح وليل..
ليييييييييييل على بابه
"
أيكفيها هذا لتعرف بأنه يشعر مثلما تشعر..؟؟
أم هي أغنية تحكي ما تشعر به هي..؟؟هل ستكون هذه طريقة الاتصال بينهما..؟؟
ربما هو فقط يسمع لأغنية..دون أن يقصدها هي..والشباك مفتوح ليدخل الهواء البارد..
قد تكون إشارة منه..ولكنها تحتاج لإشارة أقوى شيء تتمسك به أمام قلبها يثبت شعوره نحوها..



وبعد صلاة العصر اتصلت على سهى ليستذكرن سويا في الحديقة ولتدعوها فسهى ما زالت غريبة وتخجل من الاختلاط مع بقية الجارات..وكان للمى غرض آخر أن تسمع صوت وسيم وأن تبين له عكس ما سمع فهو بالتأكيد الآن يرقص غرورا..
رد صوت رجولي خشن وعميق جدا:"هلا.. "
ظنت لمى أنه والد سهى وقالت بخوف:"السلام عليكم.. "
رد:"وعليكم السلام..... "وسكت وبقيت أنفاسه المتواترة
قالت لمى:"ممكن أكلم سهى..؟؟"
رد بشك:"آآآها من أقولها..؟؟"
ردت:"لمى"
رد بحماس:"لمى بنت أبو شريف..؟؟"
ارتاحت لمى لأنه عرفها لأن نبرة الشك انتهت من صوته وقالت:"أيوا"
سكت ثم عد يقول:"ممممم كيفك يا لمى..؟؟"
اعتادت لمى أن تعامل جيرانها كأنهم من بقية أسرتها ففي تلك الأيام كانت روابط الجيرة أقوى وأسمك من روابط الدم..
ردت بمرح:"الحمد لله..يا عمي"
ضحك فبدا من صوته أنه أصغر من أن يكون صاحب الصوت أبا وقال:"أكيد تحسبيني عمي"
سألت بغضب وقد علمت أنه وسيم ولكنها تتصنع عدم المعرفة:"ليه من حضرتك..؟؟"
رد بمرح:"أخوها..هههههههههه" وأطلق ضحكة بصوت عالي..
قالت بحزم:"ممكن تنادي سهى..؟؟"
رد:"لا مش ممكن.. " وضحك..
وصرخ:"سهى سهى..كلمي تلفون.. "
وسمعته يكلم سهى وعاد ليقول:"تقولك تصلي وترجع تكلمك"
ردت لمى باستغراب:"بس هيا ما تعرف رقمي"
قال بحماس:"طيب لحظة أجيب ورقة وقلم"
عاد بعد دقائق وقال:"ألو.. يا الله أديني الرقم..!! "
قالت بامتعاض وهي تتمنى أنها لا تعطيه الرقم:"* * * * * * * "
كانت االفرحة تظهر في صوته حينما قال مكررا رقمها:"كذا * * * * * * * * ؟؟صح؟؟"
ردت:"أيوا صح..خلاص قلها إني انتظرها..سلملي على أمك..يا الله مع السلامة..!! "
رد وكأنه مستغرب من سرعتها في أنهاء المكالمة:"لحظة..!! "
ردت بحزم:"نعم؟؟"
وبدا أنه يخترع حديثا :"مممم ممكن استعمل السطح..؟؟"
ردت:"تستعمله في أيه..؟؟"
رد:"أنا أحتاج جو هادي عشان أرسم.. "
إذا هو رسام فتلك العينان الجميلتان تعشق الجمال والفن
قالت وهي تأخذ نفس:"كلم أبويا وشوف أش يقول..؟؟"
رد وهو يضحك"أكيد حيقول لا لكن أنتي حاولي تقنعيه"
واستغربت لمى من خفة دمه التي لم تعهدها فيه مسبقا..
أخفت ابتسامتها وردت:"صدقني لو قال لا راح أحاول أقنعه"
رد بمرح:"شكرا..آآه سهى جت خدي كلميها.. "
قالت سهى بحماس:"آلو..لمى..؟؟هلا كيفك..؟؟"
ردت لمى:"بخير كيفك أنتي..؟؟تصدقي كنت حأقفل.. "
قالت سهى:"كويس إنك ما قفلتي لأني ما أعرف رقمك"
قالت لمى:"خلاص أعطيت أخوكي الرقم..هو قاللي إنك حتتصلي فاعطيته الرقم بما إنك ما تعرفيه"
ردت سهى بريبة:"غريبة أنا ما قلتله حاتصل عليك..بس قلتله قول لها تدق بعد عشر دقائق" وفهمت لمى أن تلك الفكرة فكرة وسيم ليعرف رقمها
قالت محاولة أن تغير الموضوع:"يا الله أنا استناك في الحديقة عشان نذاكر سوا"
ردت سهى :"طيب دحين أجيك.. "


الفصل السابع:




((هل يحبني..؟؟))









أحياناً لا نحتاج لكلمة "أحبك" لنتأكد بصدق مشاعر قائلها..أو الشعور بالحب..

من قال أنها ضرورية للشعور بالحب..ولكننا أحياناً نحتاجها فقط كحجة..كدليل..على أنه أحبنا..أو لنريح قلوبنا هي فقط بوابة للعبور إلى عالم الحب..

لم تعد لمى في حاجة أن يقول لها وسيم أحبك مع أنها تتمنى لو تسمعها منه وتستلذ بها..لقد تأكدت وتيقنت بداخلها أنها مالكة قلبه..رغم أن هذا الشيء يبكيها لأنه حلم وتحقق أخيرا..

مرت الأيام بعد وسيم ثقيله..

طويله..

ممله..

تشعر لمى بفراغ داخلها..يحرق الشوق قلبها..وتتقاذف الظنون أفكارها..تبيت الليالي

تفكر ماذا حدث لوسيم..؟؟

وهل هو بخير..؟؟

هل ينام ..؟؟

هل يأكل..؟؟

والأهم هل هو مرتاح هناك مع أبيه..؟؟

لقد أصبحت احتمالية عودته لأمه مستحيله..

مر أسبوعان ولم يصلهم أي خبر عنه..حتى أمه لم يتصل عليها..مما اقلق لمى وأحزنها..كيف لوسيم كل هذه القسوة ..؟؟ وهذا البرود..؟؟ألا يحرك الحنين جموده..؟؟ألا يعرف هذا الانسان الشوق..؟؟

تنهدت لمى كم تغيرحالها بعد وسيم..الآن أصبح قاسم ينقلهن إلى المدرسة هي وحنان وسهى..وكم كان وقح أحياناً معهن..وكم كان جريئا بعكس وسيم الغاضب الهاديء الصامت..

آه لو تعود يا وسيم إن عصبيتك لها لذة ووقع عذب على الأنفس..أتراها هكذا..؟؟ لم إذاً غضبت حينما أمرها أن تعدل غطائها..؟؟ لأنها توقعت منه أن ينبهر بجمالها كحال بقيةالرجال..توقعت أن يقع أسير لعينيها..وأن تتلاعب به..كان هذا تفكيرها المسبق..ولكنها الآن تخشى عليه أن يكون أسيرها..وحقاً لا تريد أن تتلاعب به..

رنين الهاتف أيقظها من أفكارها وتفكيرها بوسيم..ترددت هل ترد..؟؟ لاتريد أن تكلم أحد..تشعر بالضيق..آه لو يتصل وسيم بها..آآه ويطمنها عن حاله..لم يتوقف الرنين..مما أجبرها على أن ترد..

قالت مكرهة على الرد وكان صوتها يبدو عليه الممل:"ألو.. "

ولكن لم يرد أحد فاستغربت التصرف هذا..خصوصا أنهم لا يشتكون من الازعاج..

كررتها وعزمت إذا لم يتكلم أحد ستعيد السماعة:"ألو..ألو.. "

سمعت صوت رجل يتنحنح وقال بهمس:"لمى..؟؟"

صرخت وهي تكاد أن تطير من الفرحة:"وسيم..وسيم كيفك..؟؟أش أخبارك أنت بخير..؟؟"

قال وبدا من صوته أنه يبتسم:"بخير أنتي كيفك ..؟؟"

لم تستطع أن تتكلم فدموعها خانتها ونزلت وخنق البكاء حروفها

قال وسيم مستغربا:"ألو..لمى..ألو"

خافت أن يقفل فقالت بصوت باكي:"أيوه .. "

رد:"وين رحتي..؟؟"

ردت:"موجوده.. "

صرخ:"تبكي..؟؟لمى لو استمريتي حأقفل"

قالت وهي تمسح دموعها:"لا خلاص..بس لأنك وحشتني"

رد:"كذابه.. "

صعقت عندما سمعتها أيكذبها هي..؟؟ ألا يصدق أنها تحبه..؟؟

سمعته يقول بحزم:"في شيء صح..؟؟أمي فيها شيء..؟؟"

فهمت مقصده أنه يشعر بما تشعر أنها أصبحت ضائعة من بعده..

ردت:"لا أمك الحمد لله بخير.. وسهى كمان بخير..بس كلنا مشتاقين لك.. "

سألها بحزم:"لمى أنتي بخير..؟؟فيكي شيء صح..؟؟"

ياه كيف لهذا الشخص حدسه القوي

ردت:"قاسم صار يودينا للمدرسه..وا..وكل مره يغمزلي..واحيانا يحط المرايا عليا..ويحط أغاني يقصدني بيها.. "

وتعجبت من بوحها له بكل شيء وبسلاسة وكأنها تعرفه منذ سنين

قال بغضب:"مممممم ويودي اختي كمان..؟؟"

ردت:"أيوه بس ما يسويلها كدا"

قال:"طنشيه وروحي المدرسه مع أختي ولا عليكم منه..لحد ما أجي"

قالت بفرح:"يعني حتجي ..؟؟ طيب متى؟؟"

رد:"ما أدري يمكن بعد أسبوع..لمى ممكن تناديلي أمي أبغى أكلمها"

قالت:"طيب أنت حتستنى والا تتصل تاني"

رد:"لا حاتصل تاني"

قالت:"طيب..دحين اطلع اناديها مع السلامة"

همس بشوق:"لحظة"

ردت:"نعم.. "

سألها:"شفتي الهدية..؟؟"

ردت:"أيوه شفتها..شكرا وسيم.. "

قال بحزم:"أبغاكي تخلي الكراسة على طول"

ردت:"حأحطها فعيوني"

علّق:"تسلملي عيونك..تأمريني بشيء..؟؟"

ردت:"سلامتك"

قال:"انتبهي لنفسك لمى..مع السلامة"

ردت:"مع السلامة"

وبينما هي تهم بالصعود رن الهاتف مرة أخرى فأسرعت ترد بفرحة لعلمها بأنه وسيم:"ألو"

ولكنها سمعت صوت آخر:"يااااا قلبي على الصوت"

صرخت:"مين..؟؟"

رد:"يعني حتعملي فيها أنك ما تعرفيني..وانتي تتمني تسمعي صوتي وتكلميني"

ردت بأدب:"يا أخي أنت غلطان" وقالت في نفسها هذا وسيم يغير صوته ليختبر وفائها

قال بجديه:"لا ماني غلطان..وأش رايك لو أقلك انتي مين..؟؟ مو انتي لمى..؟؟"

ياااه وصلت لدرجة ان يخبره باسمها..؟؟

قالت:"قول للي أرسلك أنو غلطان"

ضحك بخبث وقال:"ولا أحد أرسلني..أنا دقيت من نفسي وعارف إنك تعرفيني"

ردت وقد ضاق صدرها من كلامه:"أنت فاضي.. "

واعادت السماعه والدماء تغلي في عروقها..هل هكذا يختبرها وسيم..؟؟ هل يستخف بها ..؟؟ صوته ليس مثل صوت وسيم هل أعطى الرقم لصديق لهليختبرها..وأعطاه أيضا اسمها ؟؟ هل هكذا هانت عليه لمى..؟؟ألا يغار من أن يسمع غيره صوتها..صعدت لأم وسيم وأخبرتها أن وسيم أتصل

ويريد أن يكلمها..لذلك عليها أن تنزل معها للبيت

قالت أم وسيم هامسه:"دحين زوجي هنا..لو أتصل قوليله بعد المغرب بعد ما يخرج زوجي..بس خدي سهى معاك تكلمه وبعدين أنا أجيكم"

أخذت لمى سهى معها وبدأت دقات قلبها تتسارع ماذا لو أتصل المزعج مرة أخرى وردت عليه سهى..؟؟كيف ستنظر للمى..؟؟

قالت سهى:"قلك أنه بخير..؟؟"

ردت لمى بحزن:"أيوه قال أنه بخير وحيرجع بعد أسبوع إن شاء الله..وقال أنو أنا وأنتي نروح المدرسه على رجلنا يعني"

قالت سهى:"عرف أنو قاسم يودينا..؟؟"

ردت لمى:"أيوه"

قالت سهى:"أوووووه قاسم قليل حيا صراحة واستحيت أقل لحنان ما ابغى اروح مع أخوكي"

ردت لمى:"بسيطة قولي اخويا عرف ومنعني طيب..؟؟"

ردت سهى:"طيب"

كان الهاتف يرن حين دخول لمى وسهى إلى الشقة واستعجلت لمى خطاها وردت :"ألو"

قال المزعج:"وينك..؟؟طفشت وأنا أتصل عليكي؟؟"

قالت سهى:"وسيم..؟؟"

هزت لمى رأسها نافيه..وقالت للمزعج:"ممكن لحظة..؟؟"

رد بعذوبه:"لحظات لو تبغي"

قالت لسهى:"خدي راحتك في البيت..أنا عندي مكالمه..لميس في غرفتنا تذاكر.. "

واتجهت سهى للميس وعندما اصبحت لمى لوحدها..قالت للمزعج بنفاد صبر:"نعم..أش تبغى..؟؟"

رد:"أبغاكي أنتي.. "

قالت بغيض:"ومين أداك الرقم..؟؟"

رد:"ولا أحد أنا أعرفه..وأعرفك من زمااااااااااان"

سألته:"وما دام إنك تعرفني من زمان..أش اللي خلاك تدق اليوم..بالذات؟؟"

رد:"هههههههههه..لأني عارف أن أمك وأبوكي مو في البيت"

فعلا والديها ليسا في البيت..ولكن وسيم لا يعلم بذلك

سألت مستغربة:"وأنت اش اللي عرفك..؟؟"

ضحك وقال:"اعرف عنك أشياء اكثر..اشياء انتي نفسك ما تعرفيها"

قالت ستحثه:"زي.. "

رد بسرعة:"زي إنك تحبي وسيم وذابحة نفسك عليه..وهو ولا داري عنك"

كم جرحتها كلماته..وكم آذت مشاعرها..أأرسل وسيم شخص ليخبرها انه لا يحبها..ربما هو لا يستطيع مواجهتها..ربما لا يريد أن يجرحها..شكرا لك وسيم على طيبتك..ولكن لا تأمل مني شيء..

قالت بصوت مخنوق:"الكلام اللي قلته موصحيح.. "

قاطعها:"مو صحيح انو ولا داري عنك.. "

ردت:"انا..... انا.. "

وأبت أن تخرج كلمة:"لا أحبه" خنقتها الحروف وخنقها صدقها اكثر..كم هي صعبه ان تنكر حبه لدرجه انها لا تستطيع ان تنفي ذلك..

ساعدها وقال:"انك ما تحبيه..؟"

ردت وهي تتنفس بارتياح:"ايوه"

قال بتعجب:"غريبه توقعتك تحبيه ومو بس توقعت انا متاكد انك تحبيه..بس انتي ما تدري انك تحبيه..ما قلتلك ادري عن اشياء انتي نفسك ما تعرفيها..؟؟"

قالت بملل:"طيب اش تبغى دحين..؟؟"

رد:"ابغاكي"

علقت:"بس انا ما ابغاك"

ساد صمت طويل..بعدها قال بصوت منخفض:"حيجي اليوم اللي تندمي على الكلمة دي وحتدوري عليا وما تلاقيني..خلي وسيم ينفعك..... "وانقطع الاتصال