عنوان الموضوع : رقصة عاشقه على اوتـار قلب محب - قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل

يحفـزنـي شوقـي لأكتـب المزيـد ..
وبعـد روايتي ][ مملكــ جود ـــه ][ ..
وخربشـاتي فـي ( وداعـا مذكـراتي ) ..
أطـل من جديد .. لأكتـب بحـرف مكسـور ..
وحروف متقطعـه لأحكـي قصـه اخرى ... !




محـاولـة جديدهـ .. اسعـى بهـا نحـو النجاح ..
اكتبهـا لأصـل إلـى قلـوب غمـرها احساس العـاطفه ..

من يقول ان زمـن قيس وليلى قد ولى وأدبر .. ؟!
ومن يقول ان عنتـر وعبـلة كانـا اخر من عشـق .. ؟!
مهـلا .. فـمازال هنـاك الكثيـر ..
يبكـي دمـا .. وينوح على حبـه ..
يعشـق بصمـت المحب .. وهدوء العاشق ..
وهكـذا تبدأ قصتنـا ...



رقصه عاشقـة ،، على أوتـار قلب محب !!



قبــل خمس عشره عام ..


كنت هنـاك .. مستلقيـه على ذاك الفـراش الذي ما زلت أذكـر فخـامته .. وأذكر نصـاعة الذهـب على حدوده الحادة ..
أذكر بريق عيني عند رؤيته كل صباح .. وكم كان يزعجني لون ذاك الذهب ..
كنت كغيري من الفتيـات اعشـق كل ماهو جديد ..
كنت حينهـا لم اتجـاوز الـخامس عشر من العمـر .. وخلافـا عن صديقـاتي فقد كنت أكثـرهم غنجـا ..
فأنـا ابنـه ذاك الثري .. صاحب الجاه والمـال .. ولا يجرء احد على محاكاتي ..

ذات يوم وانا استمتع بـالموسيقى الصاخبه في غرفة اعدها والدي خصيصا لي ..
فهو يعلم مدى ولعي بالموسيقى .. وكم اعشق العزف على ذاك الكمان ..
فهو صديقي عند ضيقي .. فضلا عن جميـع صديقاتي .. فهو الاقرب الى قلبي ..
رن هاتـفي الخليـوي .. كانت صديقتـي ليـن .. !

ااه .. عـذرا .. فقد نسيت ان اعرفكم بنفسـي ..
انا من اكل الدهـر وشرب على قلبهـا .. انا من ذاق من الحيـاة صنوف العذاب .. انا من ستكون بطـلة لمـلحمـه جديدة من ملاحم الحب .. !!
انـا رهـف .. بطلـة هذه القصـه .. وليتني لم اكن بطـلة لهـا !!

واثناء شرودي وانسجامي مع موسيقاي الصاخبه .. انتبهت لرنين الهاتف ..

أنـا : ألو .. أهلا
لين : أهـلا .. رهف .. اين انتي ؟
انا : ارقص طربـا على الموسيقـى .. !
لين : هـلا اخفضـت ذاك الازعـاج قليلا ؟!
انا : حسنـا .. ما بالك ؟ !
لين : سئمت الجلوس بالمنـزل .. اخطط للخروج للتسوق !
انا : حسنا حسنا .. كوني على استعداد .. انا وسائقنـا قادمون ..
لين : حسنـا .. الى اللقاء اذا .. !

اغلقت الهـاتف لأتجـه لصالة الاستقبـال في منزلنا .. بل قصرنـا الكبير .. !
وكم هي كبيرة تلك الصاله ..

انا : امي .. امي ..
امي : رهف .. ماذا يجري ؟! صوتك يصدح بأرجاء المنـزل .. ماذا دهاك ؟!
انا : سأخرج للتسوق مع لين .. أين السائق ..
امي : وما شأني بك .. اذهبي الى حيث شئت .. ومتى شئت .. !

كانت فضـه جدا في تعاملـها معي .. احس احيانا بأنها عدوتي اللدوده .. واحيانا اخرى احس بقسوتها وكأنها زوجه لأبي .. وليست امي ..
وماذا عساي ان افعل ؟! .. احاول بشتى الطرق ارضائها .. ولا جدوى من ذلك

رفعت قوامي الممشوق بأطراف اصابعي لأقبـل رأسهـا بقبلـه وداعيه لأخرج مع لين .. الى ذاك اللقـاء .. الى حياة جديدة .. وشعور جديد !
إلـى ذاك اللقاء الذي .. !!

في أحد مراكز التسوق ..

كنت ولين نسير في رحاب ذاك المركز .. الذي يعم بالـنـاس ..
كان الازعاج لا يطاق .. لم اعد اطيق تحمل هذا الازعاج .. !
انا : لين .. ويحك .. كيف لأذنك تحمل كل هذا ..
لين : هههه .. وتقولين هذا وكأنك لم تسمعي ازعاجا من قبل ..
على الاقل .. هو افضل من موسيقاك الصاخبه .. !
انا بحرج : ههه .. !

أذكر اني اشرت عليها بالجلوس في احد الـمقاهي (الكافيهات) في ذلك المجمع ..
واعذروني .. فقد خانتني ذاكرتي عن تذكر اسمه .. فـ قصتـي بها من الاحداث الكثير ..

جلسنـا في وسط ضجه المـارة .. كنت متعبه .. واصفف شعري الذي بدأ يزعجني ..
على الرغم من ثرائنا .. عفـوا .. ثراء أبي .. الا انني كنت جدا بسيطه ..
احب الحياة ببساطتها .. واكره الاشيـاء الـمكلفه والمبالغ بها ..
كنت صامته طوال الوقت .. اذكر اننا احتسينا كوبـا من القهوة لنريح اعصابنـا ..

لين : رهف .. انظري الى ذاك الشاب .. انه يحدق بك منذ جلوسنا .. !

لم اكن من الفتيات اللاتي يهتممن بالشبان .. وكنت دائمـة القول .. بانه لا حب يسبق الزواج .!

أنا : وما شأني به .. دعيه يحدق .. !
من الممكن ان اكون اول فتاة يراها في حياته ! او انه يضن انني مخلوق فضائي او ما شابه !!
لين : كم انت عنيده .. ههههه .. ايتها المخلوقة الفضائية !

ابتسمت لهـا وصمت .. كنت منزعجه من نظراته .. كان يحدق في بشكل غريب ..
كانت نظراته مختلفه عن الاخرين .. فهم يودون شي .. وهو شي اخر !


بعد اسبوعين ..


أنـا : أبي .. أبي . اريد الذهاب الى البحر .. اريد ان اعزف هناك
هو: دعي السائق يأخذك الى هناك .. فانت تعلمين يا صغيرتي بانني مشغول اجدا
انا : ارجوك أبي .. فأود ان اسمعك اخر معزوفاتي التي تعلمتهـا ..
هو : في وقت لاحق .. في وقت لاحق .. !

كانت هذه معاملة أبي لي .. كان حانيـا وقاسيا في ذات الوقت .. كنت اتمنى ان يكون كوالد لين .. يدللها ويهتم لما تصنع .. لكنه ليس كذلك .. فقد كان يمدنـا بالمال والعيش الرفيه .. ولا اكثر من ذلك ولا أقل ..
بدأت اكره ثراءنا وحياتنا تلك .. بل بدأت أمقتها .. !!

امسكـت هاتفي الخليوي واتصلت على لين أطلبها ان تأتي معي للبحـر فكنت اعشق الجلوس على شواطئ بحرنـا .. وابدأ بالعزف على ذلك الكمان ..

وافقت لين على ان تأتي معي .. وذهبنـا ..
وصلنا الى الشاطئ مع غروب الشمس .. انزلت الكمان معي .. ووقفت امام البحر .. وبدأت بالعزف .. كانت تلك المعزوفه من افـضل المعزوفات بالنسبه لي ..
كنت احبها حبا جما .. على الاقل .. لانني انا من ألفها .. !

وقفت مستديره على صديقتي جاعله البحر خلفي .. ونسمات الهواء تتلاعب بخصلات شعري .. واعدت العزف مرارا وتكرارا بناءا على طلب صديقتي ..

لم انتبه للماره .. ولم انتبه له .. فقد كان يراقبني من بعيد .. وانا كالمغفله لم انتبه لنظراته .. ربمـا لان دموعي كانت تملأ عيني .. كنت ابكي وانا اعزف ولكن بصمت
كم تمنيت ان يكون أبي بمكان لين ليراني اعزف على الكمان ..
او تكون امي من كان يجلس هناك .. لتضمني بحنان الى صدرها .. لكنه بقا حلما .. او ربما امنيه تتحقق .. !

انتهيت من العزف لاراه واقفا يصفق .. اندهشت من حرارة تصفيقه .. واعتلى الخجل محياي .. اخفضت رأسي وجلست بجانب لين التي كانت تزيد من خجلي بثنائها ومدحها لعزفي ..

مرت لحظات على انتهائي من العزف .. واذا به يقترب منا .. ليمد يديه طالبا الكمـان .. ويالي من مغفله .. كنت خائفه .. بل كنت شديده الخوف .. مددت يدي اعطيته الكمان .. وهربت بيدي خائفه والتصقت بـ لين .. التي كانت اكثرمني جرأة

اخذ الناي وبدأ بتأمله .. شد لي بعضا من أوتاره .. اذكرانه كان يتمتم بكلمات بسيطه تددغ مشاعري ..

هو : كم انتي ماهرة يا هذه .. ! تعزفين على اوتار باليه !!

كنت مندهشه من كلامه .. لكنها كان منهمكا بالاصلاح . انهى شد الاوتار .. ووقف كوقفتـي وامسك الناي .. وبدأ بالعزف .. عزف بمقطوعه تشبه التي عزفتها ..
بل كانت مطابقة لها .. مع اختلاف بعض النوتات .. كنت مندهشه من عزفه .. كان يعزف بطريقه خلابه .. بل جذابه .. وكأنني لأول مره ارى فيها شابا .. كان قلبي يرقص مع موسيقاه .. كنت احترق من الداخل .. فقد تولعت بعزفه ..

انتهى من العزف ليعيد لي الكمـان وانا في بحر من الدهشه ..
مد يده لعطيني الكمـان .. قائلا :

كمـانك أصبح جديدا مره اخرى .. وعزفك كان رائعـا .. ارقصتني طربا يا جميله ..
بالمناسبه انا راشد .. سأترك لك رقمـي اذا احتجت أي شئ .. فأنـا ماهر في اصلاح الالات الموسيقيه .. ولا تترددي في الاتصال اذا حدث أي خلل في آلتك .. فأنا في الخدمه ..

انا : شكرا أخي .. شكرا راشد !!

التقى التحية واستدار بظهره مدبرا ..

لين : كم هو جميل ذلك الراشد !!
انا بهدوء وصدمه : هممم .. هل ادركت ما حدث ؟ !!
لين : ههههه .. تسمرت في مكانك .. مالك ؟
انا : لست مصدقه لما جرى .. !
لين : ههههه .. ماذا دهاك ..
انا : لنعد الى المنزل ..

عدنا الى المنزل بعد ان ارجعت لين الى منزلها .. كنت افكر بماحدث مع ذاك الشاب .. اقتحم حياتي بطريقه غير معتادة .. دخل الى قلبي دون ان يعلم .. !
هل كان يقصد ذلك .. ؟! هل يعلم بأنني اهوى الكمان الى ذلك الحد ليستخدمه كطريقه ليدخل بها الى قلبي .. ؟!

نحت حرفه على طرف الناي .. وخط رقمه .. يطريقه كلاسيكيه .. جدا جميله ..
قلبت ناظري على ما فعل .. !

إلهـي .. اعني على شعوري .. فلم اعد اقوى التحمل .. !! ماذا دهاني ؟! ما الذي يحدث بداخلي ؟ .. أهذه انا ؟؟ ام لست انا !!

كنت دائمه التفكير به .. واصبحت صدف لقاءاتنا كثيره .. يتخللها القاء السلام التي يبادر بها هو .. كنت اميل له بدرجه يصعب تصديقها ..
لكنني وجدت فيه شهامه فرسان القصص .. وجمال يفوق جمال البشر .. فضلا عن ذاك كله .. كان خلوقـا الى درجات لا توصف ..

بعد سنتين من اللقاءات المتفرقه ..
اصبح عمري حينها السابعه عشر ..


وبينمـا انا منهمكه بالرقص على الحان الموسيقى في غرقة الموسيقى الخاصه بي .. واذا باختي الصغيره تدخل والدموع في مقلتيها ..

أنا : ماذا دهاك حبيبتي نور ؟!
نور : ستغضبين مني .. وربما تضربيني .. والله لم اقصد ماحدث
انا بخوف : ماذا حدث .. اجيبي ..
نور وهي تخرج ماخلف ظهرها .. : لقد كسرته .. !
انا ببكاء صامت : لا بأس عليك حبيبتي .. اذهبي الان ..

قبلتني نور بقبله دافئة على خدي وذهبت وهي تبكي .. تعلم بأنني احبه .. وتعلم بان الكمان هو حياتي .. لكنها كسرته .. نعم .. !
كُسِرَ الكمان ..!

قذفت بنفسي على فراشي لاكمل بكائي .. كنت حزينه يومها .. احب هذا الكمان .. على الرغم من علمي بأن أبي سيشتري لي واحد اخر .. لكن هذا الكمان حمل أجمل الذكريات .. حمل حرف راشد !!

نعم .. لن تصدقو مدى تعلقي بذات الشاب .. !
بدأت بالبحث عن رقم راشد من على اجزاء الناي ، لقد وجدته .. نعم وجدته .. !
امسكت هاتفي بيد ترتجف .. لكنني قررت الاتصال .. طلبا للمساعده ..
ولا اخفي عليكم .. فقد كنت اذوب شوقـا له .. !

اتصلت به .. وقلبي يزيد نبضه .. اكثر .. فأكثر .. مع زياده خوفي ..

راشد : ألوووو .. نعم ؟!
انا : مرحبا .. أخ راشد ؟
راشد : نعم .. هل لي ان اعرف من يريده ؟
انا : انا رهف .. تلك الفتاة التي كانت تعزف على البحر ..
راشد : اها .. تقصدين تلك الجميلة ..
غطا محياي الخجل .. وصمت ..
راشد : اين انتي ..
انا : هنا .. كماني كُسِر .. لا اعرف كيف اصلحه .. هل تستطيع مساعدتي
راشد : ههههه .. ومن قال لك انني مصلح كمانات ..
انا وقد بانت نبرة الخوف على صوتي : أأ .. انت .. !
راشد : ههههه .. لا تخافي .. لاتخافي .. كنت امزح .. استطيع اصلاحه .. لكن كيف سأخذه منك ؟! على شاطئ البحر ؟
انا : نعم ..

اغلقت الهاتف .. وانا اطير خجلا وفرحا .. كم اشعر بلهيب مشاعره .. بكل نبره احس بقربه ..

بعد يومين ..

ذهبت الى الشاطئ وقلبي يخفق .. خوفا وشوقا ..
كان يجلس على رمل البحر يرتقب حضوري .. وبيده ورده حمراء .. جماله فاق جمالها بملايين المرات ..

اقتربت منه وبيدي كماني المكسور .. بدأ بالضحك حينهـا .. وجلس كالفرسان في القصص الخياليه على ركبتيه ..ورفع الورده في مستواي وقدمها .. وانا اضحك على ما يفعله ..

راشد : مالك يا ورده . اتضحكين على ما افعله ؟!
انا : هههه .. من تضن نفسك يا هذا .. كم انت مضحك .. هههههه
اذا سيقول عنك المارة ؟ مجنون ليلى ؟!
راشد : فليقولو ما ارادوا .. فأنا مجنون رهف .. !!
صعقت من كلماته .. لم اتوقع ان يقولها .. وكم اخجلني بكلامه ..

اخذ الكمان من يدي وقال :
ههه .. مالذي كسره ؟؟ بقرة سقطت عليه ؟! ام حدث غزو في منزكم ؟!
انا : اتشمت بكماني .. اعطني اياه
راشد : ههههه .. لن تأخذيه ..

اخذه من يداي وهو يبتسم .. وركض قريبا من الشاطئ وقذفه في البحر !!

انا ببكاء : لاااا .. كيف لك ان تفعل هذا ؟؟
راشد : كماني .. وانا حر بما افعـله ..
انا : انه كماني ايها المحتال .. ارجعه لي ..
راشد : حسنا .. تعالي معي ..

اخذ بيدي وانا في صدمه مما يحدث .. وذهب بي الى سيارته ..

راشد : تفضلي بالجلوس يا ملكه ..
انا : لن افعل ..
راشد : لن افعل لك شيئا .. تفضلي بالجلوس ..
انا : اعطني مفتاح السيارة .. وسأجلس ..
راشد : هههه .. وماذا تضنين اني فاعل بك . ؟ اهرب واطلب الفديه ؟
انا : لا .. ههه .. لكن ليرتاح قلبي ..

اخذت المفتاح .. ووضعته في جيبي .. وجلست في سيارته ..

راشد : اغمضي عينك صغيرتي ..
انا : ولما ؟!
راشد : انها مفاجأة .. اغمض وكفي عن الاسألة ..

اغمضت عيني ..
واذا به يخرج كمانا من صندوق خشبي جميل .. نقش عليه اول حرف من اسمي واسمه .. ادركت حينها شيئا غاب عن بالي ..
اننـا نشترك في حروفنا .. كلانـا يملك الـراء بإسمه !!

راشد : رهف ..
انا بارتباك : شكرا .. شكرا راشد .. لا اعرف ماذا اقول ..

وضع يداه الحانيه على شفتي .. ومنعني من الكلام ..

راشد : لا اريد أي كلمه اخرى .. لا اريد شكر .. امتنان او تقدير ..
رهف .. اود اليوم ان اخبرك بشئ كتمته سنتين وانا احترق به ..
اود ان اشرح لك عن ما بداخلي .. عن مشاعري .. عن شوقي .. وهيامي بك
رهف انا احبك .. أحــبك بكل ما تحمله الكلمـات من معانٍ .. !

اذكر انني رحت بنوبه من البكاء .. كنت انتظر تلك الكلمات .. بل .. اموت واحيا كل يوم من اجلها .. من اجل سماعها .. !

انتظرها بـ فارغ الصبر .. وجاء اليوم ليقولها ..

أنا : وانا احبك .. لا .. ليس حبا وحسب .. انا اذوب بعشقك .. واهيم بهواك ..

كنت ابكي بدموع الفرع التي اذوقها لأول مره .. كنت اسبح في عالم اخر .. يختلف عن عالمكم .. عالم الحب والهيام .. عالم المشاعر الصادقه بين شخصين .. عالم لا نهايه له !! ولا يستطيع احد ايقافه ..

احتضنني لصدره .. واخذ يغني بكلمات زادت من نزف دموعي السعيده ..

انا : كم أعشقك يارجل .. !
راشد : وكم اموت واحيا بك أيتها الصغيره ..

كان عمره انذاك يقارب الـ خامس والعشرون ..
وانا لم اتجاوز الـسابعه عشر ..

نعم .. كنت طفله في عينه .. كنت احبه .. على الرغم من فارق العمر بيننا ..

نزلت من سيارته واعطيته المفتاح وهو يبتسم .. اذكر يومها بانه ظل خلف سيارة السائق الى ان وصلت الى البيت .. كان يخاف علي .. وكأنني طفلته ..
وكنت احبه .. وكأنه الفارس الذي أحلم به ..

مرت الايام .. وحبنـا يزهر أكثـر ..
لم يكن حبا عاديا .. لم يكن عشقـا بسيطـا ..
كان قصه .. من قصص ألف ليله و ليله ..
لم اغفو يومـا وانا متضايقه منه .. كان يكره حزني .. ويدخل السرور الى قلبي ..
كنت احبه .. ومازلت احبه .. وسأظل احبه .. !

بعد ثلاث سنوات ..
أصبح عمري عشرون عاما ..


كنت في حديقه قصرنا الكبير .. تحديدا على تلك الارجوحه البيضـاء .. اقلب في هاتفي بعض من رسائله ..

فتاره ارى رساله غزل .. وتاره اخرى شوق .. واخرى حب .. واخرى عتاب لعدم اتصالي به .. !

رن هاتفي وكان المتصل هو ..

راشد : أهلا بالملكه ..
انا بخجل : أهلا بك حبيبي ..
راشد : واين اميرتي منذ ساعتين ؟
انا : كنت افكر بك ..
راشد : ولم لم تتصلي ؟!
انا : دلع .. !
راشد : هههه .. ويح قلبي على هذا الدلع والغنج .. كيف لي ان اتحمل ..
انا : ههههه .. احبك
راشد : وانا لا احبك ..
انا : ..
راشد : هههههه .. اتنفس هواك .. !
انا : هههه .. قتلتني يا هذا .. ههه
راشد : ولدي خبر الان يقضي عليك ..
انا بخوف : ما هو ؟!
راشد : في غضون اسبوع نحن قادمون لخطبتك ..

اغلقت الهاتف من غير شعور وانا اطير فرحا ..
أخيرا .. سيتحقق حلمنـا ..
أخيرا .. سيكون لي .. !

بعد اسبوع ..

جاء لي والدي بخطوات غاضبه .. كان بقمه غضبه ووالدتـي كذلك ..

أبي : من هو راشد ؟!!!
انا : ل .. لل .. لا أعلم .. ! من هذا ؟!
أبي : من هو راشد .. وما علاقته بك ؟
انا: أبي .. ص . ص . صدقني لا اعلم ..
أبي : أعدي نفسك .. زواجك عن قريب ..
انا بفرح غامر : حقاااااااا .. ومن سعيد الحظ يا أبي ..
أبي : ابن التاجر فهد .. محمد !

لم تسع الارض ان تحمل احزاني .. رميت نفسي على الارض بعد ان صرخت في وجه والدي رافضه اياه .. راغبـة بـ راشد .. فأنا لا استطيع العيش بدونه ..

كان راشد يحاول الاتصال بي .. بشتي الطرق يحاول الاتصال .. لم اكن قادره على الرد .. لم اكن اتحمل سماع صوته بعد ما حدث .. كيف لي ان اعيش حياتي بدونه ..

بعد اسبوع ..

ظل طوال هذه المده يحاول الاتصال .. وانا لا اجيب ..
حن قلبي على ما يحدث .. قررت الاجابه .. قررت الرد .. !

اجبت بصوت متهدج حزين .. : ألو .. !
راشد بحزن : ماذا حدث .. اين انتي ؟؟
انا والبكاء يعتصر قلبي: .. اسفه .. ! .. اسفه جدا على ما يحدث
راشد : لاتبكي .. احلفك بالله ان لا تبكي .. بقدر حبي لك لاتبكي ..
انا ببكاء : سيـزوجني أبي .. طمعـا بماله وتجارته .. سيزوجني من ابن صديقه التاجر
راشد بصدمه : لاااا .. لن يفعل .. لن يفعل .. اعدك .. لن يفعل

كنت منهارة مما يحدث .. كنت ابكي .. بل انوح .. وهو يتعذب ..
بألمي .. وما يحدث كان يتعذب .. كان يتعذب ببكائي . ويتعذب لما يحدث لنا .. !

آآخ من قدري .. واه من مصيري ..

بعد شهرين ..

في موعد عقد قراني .. في موعد قتلي وموتي ..
في موعد انتهاء حياتي .. موعد وفاتي .. !

حاولو قتلي بابعاده عني .. وسيقتلوني اليوم .. !

اتى من يكتب عقد زواجنا .. اتى ليأخذ توقيعي .. ليأخذ موافقتي ..

ذاك الرجل : اتقبلين الزواج به يا ابنتي ؟
انا : .. أقـ .. ب ..

وقبل اتمامي لتلك الكلمه .. سقط والدي .. متعبا .. سقط بغير حراك .. توقفت مراسيم الزواج .. انتهى كل شي في ذلك الحين .. !

جاءت سيارة الاسعاف .. نقلت والدي .. وانا ووالدتي معه ..
كنا معه بسيارة الاسعاف .. وصلنا المستشفى .. ندعو له بالشفاء .. ندعو ان يحفظه الله لنا ..

دقائق معدودة تفصلنا عن ما يحدث بغرفه العنايه الفائقه .. ومن الممكن ان تكون فوق الفائقه .. !

خرج الطبيب من الغرفه ..

فرحت اجري له .. : ما حال والدي ؟
الطبيب : اخذ الله امانته ..

سقطت على ارض المستشفى ابكي على ما حدث .. ووالدتي ساكنه في مكانها .. كانت صدمتي كبيره .. اكبر من ان يتصورها أي شخص .. !
بالمقابل .. كانت صدمه والدتي .. اصغر من ان يتوقع الجميع .. !

لم اعلم ما يحدث .. ضاقت بي الدنيا بما رحبت .. تشتت ذهني .. ورحت في دوامه اخرى .. في غيبوبه الزمتني الفراش لمده لم تقل عن الاسبوعين ..


بعد ثلاث اشهر ..

خرجت من صدمه والدي .. لأعود محطمه الى منزلي الذي اصبحت به وحيده ..
عدت لأكتشف ماحدث هناك .. لأعرف من هي والدتي .. ومن انا ..
لم تكن تلك والدتي .. كانت زوجه أبي .. لذلك كانت تكرهني .. لذلك كانت قاسيه معي .. فهي لم تكن امي .. لم اعرف الامومه منذ ولادتي ..
عرفت بعدها ان والدتي فارقت الحياة بعد ولادتي .. لم تكن كويتيه .. !

مرت سنوات أربع على تلك الاحداث المؤلمه .. عرفت بعدها بأن راشد رحل .. انتقل للدراسه في مصر .. ذهب ليأخذ شهاده الهندسه هناك .. قيل انه اصبح محطما يائسا منعزلا !!

كنت وحيده جدا .. قصرنا اصبح خاليا .. تركتني زوجه أبي .. ولم يبق لي بالدينا احد .. حتى راشد .. ذهب .. ورحل ولم يعلم عما حدث لي .. !
رحلت زوجه أبي واخذت اختي الغير الشقيقه .. وبقيت وحيده ..


اصبح عمري 23 سنه .. !

23 سنه من الوحده والالم .. 23 سنه من اليأس ..
لم اجد مأوى يضمني ..

عد ايها الغائب فقلبي ينتظرك .. عد ايها البعيد فقلبي يتمزق ببعدك .. اين انت ؟!
قلي اين انت .. ؟!

ارديك بجانبي .. فأنا وحيده بين جدران هذا البيت .. وحيده انادي .. !

--

أسدل الستار .. صفق الجمهور .. وانتهـى المشهد .. انتهت المسرحيه ..
كانت مسرحيه عن حياة واقعيه .. روتها لنا رهف .. باحساسها المرهف ودموعها التي لم ولن تنتهي ..

اسدل الستار .. واطفأت الانوار .. والدموع تتجدد .. !

هل للعاشقين عوده بعد الغياب ؟!


--

بعد 3 سنوات من تلك المسرحيه .. عاد البطل .. عاد ليكمل الفصل الاخير الذي تبقى ..
عاد ليضع نهايه لما حدث .. نهايه لما بدأ .. عاد ليعلم عما جرى لمعشوقته الذي اكل الدهر على قلبها وشرب ..

عاد الحبيب من الغربه .. عاد العشيق الى دياره .. عاد لتكون له ويكون لها ..

ثلاث وثلاثون سنه مضت .. من الرحيل والحرمان .. ثلاث وثلاثون سنه .. من الحياة عاشاها بفراق والم ..

عاد الحبيب الى دياره وقلب معشوقته .

كان اللقاء حارا .. !! كان لقاءا تشعله شموع الامل ..

رآها هناك .. على شاطئ البحر .. بكمانها المنقوش بحرفيهما ..
كانت تعزف المقطوعه التي ارقصت قلبيهما حبا وعشقا .. والدموع تتلألأ في عينيها .. نعم هي ..

ولكنها في اجمل مراحل عمرها .. وكأنها اجمل نساء الدنيا .. وكأنها ملاك من رب العباد .. ما اجملها .. وكم يشتهي قربها ..

اقترب .. ليتأكد من صحه ما يرى ..

راشد : رهف ..

تجمد الدم في اوصالها .. صمتت .. سكتت .. لم تنطق .. تعلثمت ..

راشد : انا راشد .. هل تذكريني ..

ارتمت باحضانه .. كانت تبكي .. تبكي فرحا .. وحزنا .. شوقا .. وألما .. تبكي عليه وعلى حالها ..


بعد اسبوع ..

على نفس الشاطئ .. كان اللقاء الاخير ..
وقف امامها .. وجثا على ركبته .. جلس جلسه الامراء في الافلام .. وجلسه الفرسان بالقصص والروايات .. مد يده بالخاتم ..

راشد : هل تقبلين الزواج بي ؟
انا بخجل : أ .. أ .. أقبل ..

مسك باصبعي وادخل الخاتم .. كان جوا شاعريـا .. جوا كنت انتظـره منذ مده .. انتظر ذاك اليوم على احر من الجمر ..

بعد شهر..

راشد : أحبك .. واتنفس هواك .. اموت واحيى بوجودك ..
انا : وانا اعشق اسمك .. اعشق رسمك .. اعشق لمسك ..
راشد : كنت احلم بهذا اليوم .. اليوم الذي اكون به زوجا لك ..
انا بخجل : وها هو قد تحقق ..
راشد : لم اعلم ان قصركم جميل بهذه الدرجه .. ههههه .. اجمل منك !!
انا : هه .. لست مضحكا .. !
راشد يطبع قبله حانيه على خدي : احبك ..


امسك بيدي .. واخذنـي الى غرفتنا .. حيث تكون اجمل لحظات العشاق هناك ..

راشد : زوجتي الحبيبه .. أحبك ..
انا : وانا احبك .. واحبك .. واحبك ..
راشد : هل لي بقبله .. ؟! هههه
انا بخجل : ههه .. لا ..
راشد : واحده فقط ؟
انا زاد خجلي : لا .. ههههه
راشد : اعشقك ..
انا : تعديت عشقك .. أحبك

اخذ راشد الكمـان وبدأ يعزف الحان يحبها وتحبها ..
بدأ يعزف على أوتـار الكمـان مشاعره .. بدأ يظهر لها شوقه وحنينه ..

كانت تتمايل طربا مع معزوفته ..

عندما يلتقي الحب مع انغام الموسيقى ..
تتراقص القلوب عشقا وهياما ..

عندما يكون ابطال القصه اناس عشقـو حتى الصميم ..
فتكون اوتارنا كاوتار قلوبهم .. كم هو جميل ذاك الحب .. !

هنيئـا لكم يامن احببتم !!

رهف وراشد .. حكايه اخرى .. وملحمه اخرى .. تحكي نوعا فريدا من الحب ..


حتى هذا السطر .. تنتهي قصتنا .. !

لم ينتهي زمن قيس وليلي !!
ولم تزل نبضات عنتر وعبله في قلوب المحبين ..

فمن الحب ماهو اعظم .. !

فاعـزف ياحبيبي كيفمـا شئت .. فـقلبي يتراقص معك .. !


- تمت -

ملحـوظه :: يمنـع منعـا باتا نقـل هذه القصه بأي طريقه ممكنه .. ومن اراد النقـل فعليه حفظ الحقوق لـ نونيـ !!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

ايش القصه الروعه
والله عيشتيني في جو ثاني
الله يعطيك الف عافيه

تقبلي مروري

__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة THE LONELY
ايش القصه الروعه
والله عيشتيني في جو ثاني
الله يعطيك الف عافيه

تقبلي مروري

يا هلا والله حبوبه ..

شكرا على المرور ..

قواج ربي ..


نونيـ !!


__________________________________________________ __________
بالفعل قصه ولا اروع ابداع نوني يعطيك الف الف عافيه وتقبلي مروري غاليتي دمت في رعايه الرحمن

__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوليانا
بالفعل قصه ولا اروع ابداع نوني يعطيك الف الف عافيه وتقبلي مروري غاليتي دمت في رعايه الرحمن

:$ شكرا عزيزتي ..

مرورج الاروع ..

الله يعافيج ..

شكرا على المرور ..


نونيـ !!


__________________________________________________ __________
قصة حلوة فعلا
اشكرك :70:

مشكوووووووووووووووره
رووووووووووعه
الله يعطيك العافيه


شوكراان جزيلين