عنوان الموضوع : بنت الشارع
مقدم من طرف منتديات الشامل

عندما توقفتِ السيّارة فجأة ، رجعت إلى الوراء قليلا.

ثم اقتربتُ من شباك السيارة بتردُّد.

نظر إليّ السائق يتأمل شَعري الغريب. طبقة من الغبار تغطي شَعري.

كنتُ أحب كثيرًا أن أمشط شعري ليبدو جميلاً.

أمي كانت تمشطه لي فتغار منه بنات صفي. وكانت صديقتي رزان تسألني كيف يصبح شعرك يا حلا جميلا إلى هذا الحدّ.

لكن الناس في هذا الشارع نسوا اسمي. وصاروا ينادونني باسم آخر

سألني سائق السيارة : كم تريدين ؟

نظرت إلى داخل السيارة.

فيها ولدان وبنت شعرهم جميل جدًّا. رأوني فصاروا يضحكون على شكلي.

طبعًا أمهم مشطت شعرهم ، فصار جميلا واشترت لهم أجمل الملابس.

آه يا أمي ، أين أنت لتجعلي شعري مثل شعرهم، وملابسي مثل ملابسهم.



أعاد السائق سؤاله من جديد : كم شيكل تريدين؟

الكثير من السائقين يشفقون عليّ، لكنني لم أشعر أن هذا السائق مثلهم.

كنت أقف على الدوّار في وسط البلدة. سيارات كثيرة تمرُّ من هناك. قلت في نفسي : هذا المكان سيعطيني الكثير من النقود.

بدأ الأولاد والبنت يضحكون على شكلي. لا شكّ أن ملابسي المتسخة لا تعجبهم. هم يرتدون ملابس جميلة بألوان زاهية وحلوة. وأنا بملابس ممزقة.

قالوا لأبيهم شيئًا ثم ضحكوا.

ظننت أن الأولاد طلبوا من والدهم أن يتابع السفر بالسيارة لئلا يتأخروا عن موعد إغلاق النادي.

مدّ الوالد يده من شباك السيارة وقال لي : خذي يا بنت !!

كانت في يده قطعة واحدة. اقتربت أكثر من السيارة قبل أن يعطل حركة السير. زمّر السائق الذي يقف وراءه فتحركت عجلات السيارة قليلا.

ازدادت ضربات قلبي.

قلت في نفسي : إذا سافر فلن آخذ النقود. ربما تستطيع هذه النقود أن تشتري كيس حليب لأخي الصغير.

ربما تستطيع أمي أن تشتري بها الدواء لأخي المريض.

آه لو عرف هذا الوالد أن أبي مات منذ سنتين عندما وقع في العمل. عندما كان يتعب ليجلب لنا كلّ ما نريد.

صار السائق الثاني يزمّر أكثر فأكثر. ثمّ فتح شباك السيارة وصاح علي : ابتعدي عن بنت عن الشارع.

لم يكن خائفًا أن تدهسني السيارات. لا..لا..

إنك تؤخرينني عنه العمل ! قال بصوت غاضب..

ازداد ضحك الأولاد في السيارة.

رغبت أن ابتعد عن السيارة وان اترك كلّ النقود لأنَّ الأولاد أهانوني وضحكوا عليّ. سخروا مني وهم لا يعرفون أنني صاحبة أفضل شهادة في صفي. لكنني قررت أن أساعد أمي لتصرف على البيت.

أردت أن أقول للأولاد : إخوتي الصغار بحاجة للنقود ، وإلا لما سمحت لكم بأن تسخروا مني !!

اقتربتُ بسرعة من السيارة قبل أن تسافر وتفلت مني النقود.

كانت عجلات السيارة قد أسرعت قليلا فأسرعْتُ أكثر.

مددت يدي لآخذ قطعة النقود من يد والدهم.

أخذت القطعة ولم أنظر إلى الأولاد.

تساءلت ماذا أعطاني؟.

أردت أن تكون قطعة كبيرة تكفيني لليوم. ربما أعود بعدها إلى إخوتي الصغار وأساعد أمي بأعمال البيت.

نظرت إلى السيارة بعدما سافرت. كان الأولاد ينظرون إلي من الزجاج الخلفي ويضحكون ويضحكون ولم افهم لماذا يضحكون؟

نظرت إلى يدي لأرى ماذا أعطاني.

كان السائقون يسمونني "بنت الشارع" فلم ازعل مثلما زعلت من ضحكات هؤلاء الأولاد.

كانت في يدي قطعة من دمية يلعبون بها داخل السيارة.

نظرت إليهم وكانوا ما زالوا يضحكون.

أراد أبوهم أن يضحكهم عليّ.

ومنذ ذلك الحادث ،وأنا لا انظر إلى الأولاد في السيارات.

أخاف أن يسخروا مني ثانية.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

قصة راااااااااااائعة الف شكر بابنت الرافدين

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________