عنوان الموضوع : أغتــــراب قلـــــب - قصة خليجية
مقدم من طرف منتديات الشامل

أغتــــراب قلـــــب 00


لم يخطر لي في يوما" أنني سأعيش كل ذلك الحزن وسأحتمله ، ذلك الحزن الذي لو وزع على العالم للفه بالسواد 00
وقد كنت تلك الفتاة المرحة البشوشة التي لم تفارق الابتسامة شفتيها 00
كنت أعيش حياة هادئة سعيدة مع والدتي وأخي الصغير، وبعد أن تزوجوا أخوتي وأستقل كلٌ منهم بحياته 00
كنا نعيش حياة جميلة مليئة بالفرح والسعادة ،
بقينا هكذا 000 حتى خطبني شاب لم أعرفه يوما" وحتى لم أحلم به في أحلامي 00
وافقت على الارتباط به دون تردد ، فقد كان بالنسبة لي فرصة عمري 00
فهو من عائلة ثرية 00متعلم ومثقف ويواصل تعليمة العالي في (الولايات المتحدة الأمريكية)

تمت مراسيم زواجنا بفترة قصيرة جدا" ، بسبب قصر وقت إجازته 00
تزوجته وفرحت به كثيرا" حين وجدته شاب لطيف هادئ 00يتمتع بأخلاق عالية ، غمرني بالحب والحنان 00
مر الشهر الأول من زواجنا وكأنه حلم جميل 00عشت فيه أجمل لحظات عمري00احببته كثيرا" وشعرت أنه استطاع أن يغرس حبه بداخلي لينمو ويزهر ، وكأننا عشنا قصة حب لها عمرٌ مديد 00
ولم يكن ينغص علي فرحتي سوى (موضوع سفري واغترابي عن أهلي)
وعندما أقترب موعد سفرنا ليكمل دراسته ، بكت أمي كثيرا" لأنني سأبتعد عنها00وسأغترب عن بلدي وأهلي 00 إلى بلد من بلاد الغرب حيث اختلاف اللغة 00والديانة 00والمعتقدات وغيرها0

حاولت أن أهدّي أمي وأطمنها 00واقنعها انه من واجبي ان أرافق زوجي واقف بجانبه في مشوار دراسته 00أقتنعت والدتي بقلبٍ مكسور 000
وسافرت مع زوجي (خالد) 00

وفي المطار وحين وصولنا مطار نيويورك 00تفاجئت بفتاة أمريكية تستقبلنا وتسلم علينا 00وذهبنا معها الى منزلها، حيث استرحنا عندها00وقدمت لنا وجبة الغداء 0
شعرت بنظراتها الغريبة التي تطــوّق بها (خالد) وفهمت بعض الكلمات التي توجهها له
وكأنه حبيبها !!

أو ما يثير شكوكي بأنها ليست مجرد صديقة فحسب 00 بل هناك ماهو أكبر من ذلك!
مما زاد فضولي وجعلني ألح عليه بالسؤال عمن تكون هذه المرأه ؟

وما كان يحدث أمامي من تصرفات غريبة ، من ناحيتها ، جعلني لم أعد أصدق أنها مجرد صديقة 00مهما حاول خالد أن يبين العكس أو يتهرب من حركاتها الـ 00

صــرخت به منفجرة 00 خالد أخبرني من تكون هذه المرأه ؟ وما علاقتك بها ؟!

ويبدو أنها فهمت ما يجري بيننا وأرادت أن تختصر عليه وعلي المسافة
قائلة : I am khalid wife

؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! !

لم أقدر أن استوعب ما قالت !!
وتوجهت بنظري إلى خالد لعله يكذبها أو يحاول أن يرتب ما تشتت من أفكاري 00
سكت قليلا" ثم نظر إليها 00وحدق في الأرض قبل أن يقول : هذه زوجتي 0

صرخـــت 00 وقعت على الأرض 00لم أصدق ما أسمعة 00 لعله يكذب أو يمزح
أو ربما أنا أحلم ؟!!

بكيت بحرقه لم أتمالك أعصابي 00 سببته وشتمته 00نعته بالغدر والخداع 00طلبت الطلاق
وأصريت أن أعــود على الفور إلى بلدي وأهلي 0
أنصدم من موقفي وحاول أن يهديني ويشرح لي أسباب زواجه منها 00
وأنه كان مضطرا" لذلك الزواج 00وعدم قدرته على مواجهة أهله وأخبارهم به 00
أو حتى مصارحتي أنا بذلك 00

ولكـــن : كل تبريراته لم تغير من موقفي شيء 00

قلت له : لماذا تزوجتني وأنت متزوج ؟!!

شعرت أنه تزوجني بناء على رغبة أهله ، وإرضاءً لهم ، وليس رغبةً منه بالزواج 00
وهذا مازادني جرح وألـم 00وزاد من إصراري على الطلاق والعودة
ولكنه رفض أن يطلقني ويعيدني إلى أهلي ووطني 00

ونتيجة تمسكي بقراري وعناده هو ، بدأت المشاكل تتبلور وتنشأ بيننا 00فأخذني إلى شقة صغيرة داخل عماره في ولاية (مانهاتن)

وقال لي : هذه شقتك التي ستعيشين معي فيها بعيدا" عن زوجتي الأولى 0
قلت له : أنا لن أعيش معك وسأسافر سواء رضيت أم أبيت 00 فالأفضل لك أن تعطيني جواز سفري وتدعني أسافر إلى أهلي ولا تضطرني للهرب 00

وهكذا أصبحت حياتي مع خالد ، كنت أحاول دائما" استفزازه وإثارة غضبة ، ولو لم أكن أعني ما أقوله ، فقط يكفيني أن أوجه له كلام كالسم لأنتقم <لكرامتي> منه

ولكنه كان دائما" بارد الأعصاب وهادئ كجبل لا تحركه الرياح 00
خرج وتركني أصارع ألمي وجرحي ووحدتي 00

وبقينا على هذه الحالة يدنينا مــد من التفاهم أحيانا" ويبعدنا جزر من الخلاف
أغلب الأحيان 00

عشت في تلك الشقة ليالٍ طويلة 00 كانت كل ليلة منها تمر علي وكأنها سنه 00 إنكسر قلبي وتزعزعت ثقتي بمن حولي 00بقيت وحيده 00

أقضي الليل يؤرقني سكونه الذي كانت تتخلله ضجيج السيارات في الخارج فتبعثر أجزاءه 00

ذلك السكــون كم كان يشعرني بالكآبة والألــم 00ويشدني إلى الماضي 00
فيأسرني الشوق إلى ( أمي وأهلــي وبلــدي )
فتصعب علي حالتي ، ولا من يواسني سوى قلمي ودفتري 00 ودموعي
فأسير على شواطئ الكلمات أنثر خواطري على صفحاتها 00
حتى تشوهت صورة الأمل في عيني وقلبي ينزف 00
ذلك القلب الذي بدأ يخفق ببطء ويفقد قدرته على الصمود 00

جاءني خالد ذات ليلةٍ باردة ممطرة 00صرخت سمائُها بألوان من البرق والرعد وارتوت
أرضها بمطرها الغزير 00 وقد ابتلت ملابسه وكان يرجف بشده 00
ارتفعت درجة حرارته حتى جاوزت الأربعين 00فكان يهذي ويتألـم 00

في تلك الليلة ومع كل دمعه ذرفتها وكل دقة من دقات قلبي تكاد تشق صدري 00
تـأكدت أن حبه تملكني بقوة 00وسيطر على كامل جوارحي

كم تمنيت في تلك الليلة لو استطعت ان أحمل عنه عناء الألم والمرض 00وينام هو
حتى الفجر بلا هموم 00يحيطه الحب والأمان

ولكن مع بزوغ شمس صباح اليوم التالي، كانت حرارته قد انخفضت ، بفضل (بعد اللّه)
تلك الكمّادات الباردة التي كنت أضعها على جبينه 00
وبعدما تماثل للشفاء ، كان يقضي معظم وقته معي ولا يخرج إلا لماما" 00أو حين تكون لديه محاضرات في الجامعة 0

وبعد مدة جاءني وأخبرني أنه طلقها (زوجته الأولى) لم أعيـر الموضوع أي اهتمام 00
وكأنه لا يعنيني ، حاولت أن أتجاهله وأجرحه بكلامي 00 كنت على يقين تام بأنها من وراء قلبي 00

ولكن لا أدري لما كنت أفعل ذلك ؟ربما حاولت أهانته وتجريحه ، ردا" لكرامتي التي شعرت أنها جُـرحت 00أو ربما كان كبرياء 00وربما كان إنتقام 00أو
00 لا أعلم بالضبط ؟

وبقيت أعامل خالد بمزاجيه شديدة 00فيوم أستقبله بابتسامة جميله ، ويوم يجدني أختلق المشاكل وأعظمها 00لأنكد عليه عيشته 0

وهو يتقبل كل ما يأتيه مني بصدر رحب 00وقلب كبير00 يملئه الحب والعاطفة والحنان 00
ويعاملني وكأنني طفله يسايرها ، ويعطف عليها لشعورها بالغربة وفقدان الأهل 00



وفي أحد الأيام00وبعدما خرج خالد من المنزل00 شعرت بألــم شديد 00
سقطت على الأرض 00صرخت بكل قوة وبأعلى صوتي 00
حتى اجتمع على صراخي الجيران 00أغمي علي 00ونُقلت إلى المستشفى

وهناك لم أستيقظ إلا في المساء 00 فتحت عيني
وعلمت من الطبيب ما لم أتوقعه 00 (فقد خسرت طفل)
بكيت كثيرا" 00 فكم كنت بحاجة لذلك الطفل الذي خسرت 00
شعرت أنني تائهة 00 ضائعة 00 بائسة
كم تمنيت لو كان خالد بجانبي 00 ليواسيني في ألمي ويخفف عني مصابي ووحدتي
ولكني لم أجده 00لقد كان في عالم آخر 00
في الوقت الذي كنت بأمس الحاجة إلية 00

تذكرت أمـي وأخوتي وصديقاتي وكل أهلي ووطني
بكيــت 00 وبكيــت 00 وبكيــت
اشتقت لوالدتي اشتقت لحضنها 00الدافئ وكلماتها وهمساتها وحنانها الذي افتقدته كثيرا"
آآآآه يا أمي كم أنا بحاجه لكِ 00 كم أنا بحاجه لكل ذرة من تراب وطني 00

كانت الغربة أعظم وأقوى مني 00 كانت قــاسية جدا" علي 00وفوق احتمالي وطاقتي !

أصريت على الخروج من المستشفى ، وبرفقة جارتي عدت للشقة
وجدته هناك 00 صرخ بوجهي أين كنتي ؟!

فاضت عيني بالدموع وشعرت بأن قلبي قد امتلأ حقدا" علية 00حملته كامل المسؤولية لما حدث لي 00
أخبرته بأنني (أجهضت) 00ولكن لم أكتفي بذلك فحسب 00 فقد كنت أريد أن أغيضه
وأحطمه كما حطمني بأي شكل وبأي طريقه 00 حتى لو كان عن طريق الكذب 00

قلت له أنني أجهضت عامدة 00لأنني لا أريد طفلا" منك
ولا يشرفني أن يكون طفلي يحمل أسمك 00لأنني أحتقرك وأكرهك 00و 00
ولم يخرس صرخاتي تلك 00 إلا صفعه تلقيتها منه على وجهي 00ولأول مره

سقط بعدها خالد على الكرسي 00 وصار يبكـــي !!

وللمرة الأولى أرى زوجي و(حبيبي) يبـكـي 00
توجهت إليه والدموع تملأ عيني 00 وضعت يدي على كتفه 00
أزاحها 00 وخرج 000


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

قصة محزنة وجريئة في نفس الوقت
لكن اعتقد ان لها تكملة

__________________________________________________ __________
قصه بالفعل اكتر من رائعه وان كان لها تكمله ارجوا اكمالها دمت في حفظ الرحمن سارووووونه

__________________________________________________ __________
قصه في قمة الروعه والتميز..
وحزينه وأشكرك سارونه..على هالقصه الحلوووه..
وننتظر جديدك وأبداعك..والله لايحــرمنا قصصك..


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________