عنوان الموضوع : حكاية قلم فرنسي - قصة رائعة
مقدم من طرف منتديات الشامل

هو قلم فرنسي الصنع, لونه أبيض وأعلاه بلاستيك أزرق, وبقدر ما هو نحيف السمك بقدر ما تأتي نحافة خطه الأزرق الفاتح, خفيف الوزن فلا تمل من حمله بين الإبهام والشاهد ولا تكل الوسطى بارتكائه عليها.

سعره نصف ريال, إلا أن ثمنه عندي أكثر من ذلك بكثير, ولا أقدره بالمال فقد أتاني هدية من شخص عزيز قبل عدة سنين.

لطالما آثرت ألا أستخدم هذا القلم, لأني أخشى على حبره أن ينفد, ومع ذلك فهو لم يغادرني لحظة واحدة, أضعه في جيبي وأنساه, وكثيرا ما طفقت أبحث عن قلم آخر كي لا أستخدمه, حتى يصل بي الأمر أن أذهب وأشتري غيره وأبقي قلمي العزيز سليما طويل الأجل.

كثيرا ما أعطي بعض الأشياء أكثر من قيمتها, فأنا أحتفظ بكل شيء له مناسبة, كقصاصة من جريدة لسيارة كنت أحلم أن أقتنيها وأنا صغير أصبحت بعد مرور السنين لا تملك جاذبيتها ولا أعلم هل لا زالت تباع بذلك الموديل جديدة غير مستخدمة, أو دفتر من المرحلة المتوسطة كتبت فيه موضوعا نال اعجاب المدرس, وما إلى ذلك.

وفي هذا الصباح, كنت ضمن طابور لا بأس بطوله في البنك, وما إن اقتربت النهاية وحان دوري في التقدم إلى الصراف, حتى سمعت الذي خلفي يقول" لو سمحت " فالتفت إليه فقال " ممكن القلم " ,

نظرت إليه مليا وأنا أستغرب سؤاله الذي ينم عن تأكيد بأنني أملك قلما, فنظرت إلى جيب ثوبي الأعلى فلم أرى القلم وبنظرة بطيئة أخرى رأيت معطفي الذي كنت فاكا أزراره من الداخل ورأس القلم ظاهرا من الجيب الداخلي.

وماذا بيدي, والقلم لا يساوي ثمنا يدافع به عن نفسه ليقول " أنا قلم ذو مكانة خاصة ", وبكل طواعية مددت يدي إليه لأخرجه وأسلمه إلى ذلك الشاب الذي أتبع قائلا وهو يراني أستعد لمغادرة الطابور وإنهاء ما جئت لأجله " أنت ما تحتاجه ؟؟ ", وكأني به يقول " راح عليك القلم ", وبطواعية أكثر أومأت برأسي ببطء أن لا.

تقدمت وأنا أودع قلمي نحو الصراف, وقد فقدت كل أمل في أن أبقى محتفظا بما احتفظت به سنينا.

قدمت أوراقي إلى نافذة الصراف, فوجدت صرافا تبدو على وجهه علامات الإستغراق في التفكير, لقد كان يحدث نفسه وهو يضرب بأصابعه بسرعة البرق على لوحة المفاتيح التي أمامه, أخذ أوراقي ووضعها جانبا واستخرج أوراقا من تحت طاولته وهو لا يزال يحدث نفسه.

ليس هذا فقط, فقد كان يشير بيديه أحيانا حتى ظننته يتحدث إلي, إلا أنني لا أسمع ما يقول, وبعد دقيقتين تقريبا بدا أنه انتهى مما كان مشغولا به, واستخرج من تحت غترته وعلى أذنه سماعة هاتف, ففهمت حينها أنه لم يكن مصابا بعقله كما ظننت بادئ الأمر.

قبل مغادرتي لنافذة الصراف, نظرت إلى ذلك الشاب الذي استأذن في قلمي لعلي آخذ نظرة أخيرة على ذلك القلم, فوجدته لا يزال يكتب في أوراقه, وما إن حركت أول خطوة نحو الخروج, حتى سمعته ينادي" لوسمحت يا أخ ", فلم أكن لأصدق نفسي فأدرت وجهي له فإذا به مادا القلم وهو يشكرني.


أخذت القلم وأنا أسعدانسان .. وأشد احتفاظا به من ذي قبل, إلا أنني وضعته في مكان أمين حتى لا تطاله أعين الناس مرة أخرى

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يعطيكـ العافيــــه اخي / غير البشر ..

حكاية رائعة عن القلمـ ..

فمهما وصف القلمـ فلن نصل الى الرتبة التي يستحقها

فأنا اعتبرهـ الصديق الذي يشاركني هذياني ...

::

أحييكـ اخي وانتظر جديدكـ ..


__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه القصه كتيرحلوه






فله الشام

__________________________________________________ __________
مشكور اخوي غير
عساك على القوه

__________________________________________________ __________
قصة حلوة
مشكوووووووووووووووووووووووووور

__________________________________________________ __________
مشكور اخوي يعطيك العافيه