عنوان الموضوع : أطياف جروح لا تطيـــب من الواقع
مقدم من طرف منتديات الشامل

هذه القصة واقعيه بكل حرف منها عدى الشخصيات


في أحد الليالي حين أشتد الظلام بغياب القمر خلف العنان .
جلست فتاة حسناء تحت شجرة الصفصاف تبكي بحرقة و نحيب قتال .
تجمعت حولها الأرانب و الغزلان يتساءلون في أنفسهم عن بكاء هذه الحسناء .
تقدم إليها أرنب جريئ و شجاع يسألها عن سبب هذا الحزن الملتاع .
قال لها دون أن يخاف أو يرتاب : مالي أراك يا حسناء تذرفين الدمع بكل سخاء ، تجرحين القلب بشهقاتك الملتاعه ، و تعذبين نفسك بألامك القتاله ؟
ردت عليه ذات الدموع بصوت لا يخلو من شهقات تقطع الأنفاس : و لما تهتم لأمري و تسأل عن حزني ؟ هل سمعت يوما عن زهرة لا تموت؟ ، أم أيقنت يوما أن الشمسلا تغيب ؟ أم علمت يوما أن قارب وصل المرسى بلا مجاديف ؟
زاد فضول ذلك الصغير فسأل و هو لا يحيد : قد لمست من كلامك الحزن الأكيد و أيقنت أنك عشتي غياب شخص عزيز ، أسألك أن تريحي قلبي الصغير و تقولين لي مالذي يثقل قلب الحسناء ذات البكاء المرير ؟
ردت عليه بعد أن أطلقت آه من أقصى حناياها : كنا أسعد العشاق ، كنا أبطال الروايات ، كنا حلم كل شاب و فتاة ، كنا الأمل ، كنا الشوق و اللهفه ، كنا الضحكة و البسمة ، كنا التفاؤل و الحقيقة ، كنا أصدق المشاعر و الاحساس، حتى أتى ذلك اليوم الـ ..... .
توقفت بعدما سرى بها الألم و أنقض عليها الأسى كالوحش القاسي المحتال .
تقدمت إليها غزالة ناعمة تقول لها بتشجيع و حنان : لا تقلقي فما نحن بهذه الدنيا سوى أغراب نأتي إليها و نرحل عنها دون أن نأخذ منها ما نشاء .
نظرت إلى الغزاله و إلى ذلك الأرنب الشجاع و قالت بعد أن مسحت دمعة أنحدرت من جراء هاجس الذكرى اللذي حان : كنت هناك خلف الستار حين رأيته يقبل يدها بكل افتتان و هي تبتسم له بكل لطف و اعجاب ، كنت هناك أنظر إلى ذلك الخائن المحتال ، سرق أحلامي و أعطاه لها خاتم من ألماس ، قطف زهوري ليلبسها طرحة بيضاء ، سرق عمري ليقدمه عهدا لها بالحب مدى الحياة .
أجهشت بالبكاء المرير القتال، لكنها استطاعت أن تتمسك برباطة الجأش و لو بطوق نجاة و أكملت ماكانت تقوله للأرنب و الغزال : كنت أسمع بالخيانة بين الأحباب و كنت أقول أنه خيال لا وجود له إلا بكلام العذال ... لكن أكتشفت أن الخيانة تختبئ وراء كل باب تترصد سبب أو أسباب لتدخل من الباب بكل شموخ و ارتقاء .
عادت لدموعها تبكي و تبكي إلى أن انحنت الغزاله تربت على شعرها و الدموع تتجمع بعيونها و اقترب الأرنب و هو يغالب الدمعة يمسك بيدها ، كانا يحاولان مساندتها في جرحها النازف ندي الدماء .
توقفت الدموع و ارتفعت شهقات الأنفاس و قالت هي باهتزاز : لم أعمل لهذا اليوم حساب ، لم أصدق كلمة من عاذل ، و لم أكن اعترف بعذاب الحب ، و لم أتخيل موت الحلم . توقفت قليلا ثم رددت بهذيان : الحلم ...... الحلم .
نظرت إلى السماء و تجلت لها أحلامها تملأ السماء و كأنها لوحة أخذت ترسمها ريشة فنان .
رسمت أول لقاء و أول كلمة حب من نظرات الأعيان
رسمت الحب و الزهور و الأشواق بين العشاق
رسمت الوعد بالحب مدى الزمان
رسمت كيف كان الحلم يقترب بكل لحظه و بكل أمان
رسمت كيف مات الحلم بسكاكين الخيانة و الخداع
رسمت كيف تكسرت زوايا الحلم و كيف أختفى طيفه الأخاذ .
أغمضت عيونها من واقع ماتراه الآن .
أصبحت الحياة ظلام لا نور لها ولا سلام .
أصبح قلبها مدمن للجروح و الآهات .
أصبحت أطياف الجروح تحيطها من كل جهة و في كل مكان قالت بعد أن استوطن اليأس قلبها : سأعيش حياتي كما هي الآن لا حلم و لا حب و لا أمان .
رد الأرنب برجاء : لا تفقدي الأمل في الحياة !!!
قالت بيأس و حطام : لم يعد للأمل مكان في هذه الحياة .
ردت الغزالة : بدون الأمل لا تستمر الحياة .
قالت الفتاة بأسى و آلام : وكيف لي أن أبدأ الحياة ؟ ففي عيوني دموع لا ترحم و في قلبي جروح لا تطيب .
بكت الغزالة لحال تلك الحسناء الحزينه و ابتعدت بخطوات ثقيلة من جراء تلك الكلمات ، قطف الأرنب زهرة بيضاء و قال لها و هو يغالب الدمعات : أنت نقيه كالزهرة البيضاء فلا تجعلي الحياة تغلبك في أول درب من دروبها .
ردت عليه بصوت مخنوق من العبرات : و لما لا؟ أنا أعيش حياتي ليس من حولي سوى أطياف جروح لا تطيب !!!!
تركها ذلك الصغير الشجاع و هو يبكي على ما آلت إليه حال تلك الحسناء بأطياف جروح لا تطيب و لن تطيب مهما طال بها الزمان .


تــمــت


خالص المحبة

حـــــزن


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

نسيت أكتب الإهــــداء

أهدي هذه القصة القصيرة

إلى صـــديقـة عمـــري في الطفولة و الشباب و الشيخوخة أن شاء الله

شهـــــــــــــــــــــد


__________________________________________________ __________
قصــه رائــعـــه جدأ ،،،، مشكورهـ الـــف عالابداع المتواصل خيتوٍ حــزن

__________________________________________________ __________
أشكرك أخوي الكريم فهـــد

تسلم على تواجدك الرائع و ردك الفاضل

خالص المحبة

حـــــزن


__________________________________________________ __________
مشكوره على القصه الرائعه

__________________________________________________ __________
العفو عزيزتي مزيوونه

الاروع تواجدك الكريم

خالص المحبة

حــــزن

أسفه على التأخر بالرد


الرائع هو تواجدك الكريم أخوي صاملين 77

أشكرك لردك و حضورك الفاضل

خالص المحبة

حـــــزن