عنوان الموضوع : أجراس سوسن من الواقع
مقدم من طرف منتديات الشامل

هلا وغلا

هادي اول قصة كتبتها طويييلة شوي وفيها اجزاء واتمنى تنال اعجابكم



أجراس سوسن


اخر لعبة..




هكذا ابتدت قصة هته الفتاة…سوسن..وهكذا ابتدا عمر هذا الاسم اللذي التصق بها منذ ان حلت بهذا المكان ..
عندما وجدها اهل هذه القرية البسيطة تائهة في ظلمات ليلة من الليالي الغابرة في الماضي.

كل ما تذكره هته الفتاة هو بقايا صورة لأمها في ذاكرتها
و هي تردد : لا تخافي ..اجلسي هنا و لا تتحركي .وتصمت قبل ان تتمم حديثها ..
و اذا غادرتي هذا المكان فاحملي محفظتك معك .

لم تكن تستوعب بوضوح كل ما تقوله أمها وتشبتت بثيابها و هي تقول : سوف تتوهين عني ..لا تذهبي

تردد أمها لتطمأنها : لا تخافي لا احد يتوه ما دام يستعمل الأجراس ….
وتذكرها بقصة التائه الصغير اللذي استعمل اجراسا فوجدته امه بعدما تاه عنها
ورغم أنها كانت تحب القصص الا انها هذه المرة لم ترتح لذكرها ..وبقيت متشبته بكلتا يديها بملابس أمها
فتحت حقيبتها و أعطتها حبات حلوى و دميتها
وقالت : كليها و العبي الى حين عودتي .

وافقت بادئ الأمر و ما ان وقفت امها تمسح مع علق بها من بقايا الورود المنسابة من الشجرة الضخمة اللتي يستندانها ..حتى وقفت هي الاخرى و كأنها تستعد للذهاب

أظهرت الام ضجرها من الصغيرة لأنها لاتنصاع لأوامرها ثم عاودتا الجلوس معا…بعد هنيهة
قالت الام : ما رأيك أن نلعب معا ؟

اتسعت عيون الطفلة براءة ووافقت رغم أنها لا تعرف اللعبة ..فأخبرتها بان تغمض عيناها و تعد الارقام اللتي تحفظها و بعد أن تنتهي تبحث عنها
وافقت الطفلة و استدارت تعد و تتلعثم في الأرقام و فمها مملوء بقطع الحلوى ….لم تكن تعلم أنها اخر لعبة ستجمعها بأمها …قبل أن تتركها وسط هذا الغاب ….

---------------------------------------------
ضائعه

حل الليل الهادئ على القرية المجاورة لهذا الغاب ..لم يقطعه سوى صرخات هاته الفتاة اللتي لم يعد لها سوى البكاء وسيلة في البحث عن امها الضائعة ….

كان اول المهرولين وسط هذه الظلمة بالقنديل اتجاه الغاب ---حسن الذئب ---هذا الشخص الذي التصق به هذا الأسم ايضا منذ ان هاجمه الذئب في الغاب يوما… وسبب له عاهة برجله اللتي صار لا يقوى على الاعتماد عليها في مشي متزن فصار و كأنه يثب كلما خطا …

هرول رغم ما به اتجاه الصوت وهو متيقن أن الذئب---هاجسه – هو العدو وراء هذه الصرخات...كانت الظلمة حالكة لا يرى سوى ما تطأ قداماه و القنديل حزين لا يغني و لا يسمن ...ركض معتمدا على اذانه في التوجه الى الصوت ...

وجدها عند مدخل الغاب و هي تشهق و تكاد لا تتنفس من نوبة البكاء الهستيري اللذي ركبتها ...وضع القنديل جانبا ووثب على ركبيته كي يوازي طول الصغيرة ...
مسكها من كتفيها وهو يتحسس موقع اصابتها ...
سألها بكلمات مبعثرة : اين ...ارني الجرح ...اين اصبت ...

لم تكن مصابة و لكنها كانت خائفة ..بل مرعوبة من هول الضياع وهول ضياع أمها ...بل هروبها ...

بعد ان هرول باقي السكان الى نفس المكان تجمعو حولها ...و كأنهم لم يشهدوا فتاة صغيرة بينهم من قبل ...كثر السؤال و التدخلات...و زاد من رهبت الفتاة اللتي غيرت من بكائها و صارت تصرخ بصوت بااح لا يكاد يسمع ...

ولم يكن بين الرجال نساء ...بقين امام ابوابهن يطاولن اعناقهن ...راغبات في معرفة الحقيقة و تفاصيلها ...

لم يتجرأ منهن الا زوجة –الذيب – وغطت جسدها بلحافها الاسود مشت بخطوات سريعة اتجاه الرجال ...كان زوجها ما يزال جاثما على ركبتيه بقرب الفتاه و الحال على ما هو عليه .

ما ان لمحها الرجال تقترب حتى افسحوا لها الطريق دون نقاش و شكلوا فريقين يفصلهما الممر اللذي صنعوه من اجلها ...لتقترب اكثر من زوجها ..لم تنبس بكلمة ...بل حملت الفتاه بين ذراعيها و عادت من نفس الممر مخلفة زوجها و الرجال و الكل يتابع ما تقوم به
اتجهت نحو منزلها وهي تربت على ظهر الفتاه و تهدأ من روعها .....



من تكون .

ما ان وصلت – عفاف – زوجة حسن البيت حتى لحق بها زوجها مهرولا و هو يهمهم بكلمات تصل الى مسمعها الا انها لا تفهمها ...
وضعت الفتاة الصغيرة فوق طاولة الاكل و هي تضمها الي صدرها محاولة تهدئتها ...
وجاء حسن يتاملها هذه المرة بوضوح تحت ضوء المصباح و يتسائل
حسن : هل رأيتها من قبل يا عفاف بين نساء القرية ؟
عفاف: لا أبدا ...هل تظن ان امرة من القرية ستغمض جفنها دون ان تعد اطفالها ؟
حسن : لا ادري ولكني استغرب وجودها هنا وحدها
عفاف : الله اعلم بما يصير ...سنجد جوابا من الفتاة بعد ان تهدأ
أبعدتها عن صدرها و هي تتأملها وجهها الاحمر و عيونها المتورمه و تنزل بعينيها من وجهها الي فستانها الابيض اللذي صارت به بقع مختلفه الالوان من التربة ...و الى ركبتيها المكشوفتين لاحظت كدمة على احداهما فسارعت الى جلب مطهر كي تعالجه .
حسن : هل تتكلم الفتاه ؟
عفاف : لم اكلمها بعد انتظر لحين اطمأننها ..اولا علي اطعامها و نرى لاحقا
حسن :حتى في حدث كهذا انت باردة الاعصاب ...لو ان لي منك القليل في هذه البرودة
عفاف لم ترد الا بابتسامة خفيفة و هي تتجه الى كومة التفاح وتتناول منها حبتين
حسن : أتساال داائما عن سر هذه البرودة و هذا السكون ...منذ 10 سنوات و ما زلت اتسائل ...
عفاف : و تسألني دائما و أجيبك أنه طبع ...
حسن : نعم و لكنني اظنه شيء اكبر من ذلك يا عفه
عفاف : اذن ؟
حسن يقرر ان ينسى الموضوع اللذي لن يلقى له جواب و يعود الى الفتاة الصغيرة ...يبتسم لها الا انها لا ترد الابتسامة و تتفحصه بعينيها كانها تستخدم حدسها في معرفة هل سيؤذيها ام انه صديق لها ؟
عفاف تحاول اطعامها و تستخدم طرقها النسائية في كسب صداقتها تسألها
عفاف: المزيد من التفاح ؟
الفتاة تجيب بهز راسها دون ان تنبس بكلمة
عفاف : يألمك الجرح ؟
وتعود الفتاة لتهز رأسها بالنفي دون فتح فاهها الا للاكل
لم تضق درعا منها بل زادت اصرار على معرفتها
عفاف : الان سننتهي من الاكل و ننام هناك ...
وتشير الى سرير كبير يظهر من وراء باب مفتوح لغرفة مقابلة لهما
تطيل النظر الفتاة الى الغرفه ....
الفتاة : أأأأ....
لم تتوصل عفاف لفهم ما تقوله و لكنها تسألها عن ما قالته تعيد الفتاة فتح فاهها دون ان تطلع جمل مفيده سوا حروف متقطعه ...
كيف لفتاة في سنها أن لا تجيد الكلام ؟
بعد أن تأكدت عفاف ان الفتاه لن تتكلم ...أخذت تهز رأسها بالايجاب و كأنها توافق الفتاة على ما تقوله رغم أنها لا تفهمه ... و أخذتها الى الغرفة و نامتا ..
حسن قرر أن يستغني عن مكانه للصغيرة على الأقل هذه الليلة الى أن يعرف ما ورائها ...
و انتهت هذه الليله بسلام


الى الغاب

صباح اليوم التالي نهض أهل القرية جميعا كالعادة في وقت مبكر ...الرجال للحرث و تمشيط الأرض
و النساء للأعمال المنزلية و تجهيز الأكل لأزواجهم المنشغلين في الأرض ليل نهار ...
كانت عفاف او عفه كما يطلق عليها زوجها و أهل القرية من ضمن النساء ..و كانت ما بين الفينة و الأخرى تراقب الفتاة النائمة
بعد أن انتهت من عملها وقفت على باب منزلها تنظر الى الأراضي الممتده تحت السماء ...هذه الأرض اللتي تعمهم نفعا و خيرا...لم تكن لتغير من نمط حياتها و لا زوجها مهما كانت حياة المدينة وما تصل الى مسامعها من أخبار عنها لتغريهما بالانتقال لها ...
التفتت لتجد الصغيرة قد وقفت بدورها الى جانب باب غرفة النوم ممسكة به تتأمل عفه الواقفه ..
بادرت عفه بابتسامتها الهادئة و اتجهت نحوها دون أن تنبس بكلمة ..لتحملها بين ذراعيها و تضعها تانية فوق الطاولة نفسها ..تكلمها وهذه المرة أكثر اصرارا على معرفة ما ورائها ...
عفاف : سأحضر فطارك و ناكل سويا و بعدها نخرج لنزهة قصيرة ...
لم تعلق الفتاة على كلامها و كانها لا تسمع ما يقال ...
لاحظت عفاف سكوتها و أتمت حديثها
عفاف : ما رأيك ؟
الفتاة تحرك شفتيها و لاكن لا يسمع شيء منها غير صوت متقطع ...بل كأنه فحيح الأفاعي ...
توقفت عفاف برهة عن ما تعد للصغيرة و روادها شك في أن تكون ...خرساء ؟...لكنها كانت تسمع الكلام و تجيب بالقبول و النفي و لكنها لا تتكلم ....
مع وجبة الأفطار حاولت عفاف معرفت أي شي منها وتوصلت الى أنها كانت و أمها عند حضورها القرية ...من أين .؟ و من تكون أمها ؟ و أين تقطن ؟
هذه أسئلة صارت بالنسبة لها مستحيل التوصل لها ....
لم تجد للفتاة لباسا يناسبها فقررت أن تتركها كما هي لحين عودتها من زيارة حسن المنشغل تماما في حرث أرضه ...وقد فكرت في جاراتها ذوات الاطفال عساها تجد شيئا لها لحين فك لغزها ...
خرجت عفاف و الصغيرة ممسكة بيدها و كانت وجهتها حسن ...لكن الفتاة أطالت النظر الى الغاب و صارت تجذب عفاف من يدها وكانها تدعوها لمرافقتها اليها ...
لم تستغرب عفاف كثيرا ,كونها تعرف أن مكان تواجدها البارحة كان الغاب ...و ربما الغاب هو من سيوصلها الى حقيقة الفتاة
اتجهتا الى الغاب , و الفتاة في كل مفترق تقف مفكرة ثم تختار واحدا لتسلكه ...وكلما غاصت الفتاة وسط الغاب كلما زاد قلق عفاف اللتي تطرده رغم عنها امام رغبتها في المعرفه ...
و أخيرا توقفت الفتاة امام شجرة ضخمة و جرت اليها تبحث ورائها و قربها عن شي أو عن أحد ...
دارت عفاف بعينيها في المكان الصامت المخيف ...ووقعت عيناها على محفظة استندت على احدى اعشاب هذا الغاب حملتها دون تردد ,ووجدت فيها ملابس قليلة و بعض الدمى و أكل أيضا ..
انتبهت عفاف الى الفتاه اللتي توقفت عن البحث ...الا انها استرسلت البكاء ...
لم يكن لها خيار غير مغادرة هذا المكان و معاها الطفلة و المحفظة ..
و بدل ان تذهب الى حسن عادت الى البيت و الطفلة لم تهدأ بعد ...بعد جهد جهيد تمكنت من السكوت بعد ان استبدلت ملابسها بما وجدته و اخذت دميتها و عادت للنوم ...
أخذت عفاف المحفظة و عادت لتفتيشها, ووجدت الى جانب ما ذكر كمية كبيرة من الاجراس ؟....أجراس صغيرة في ألوان مختلفه يربط كل جرس منها في خيط متوسط الطول ...استغربت لتواجدها لكنها استخرجتها و حاولت تعليقها في شجرة متوسطة بحديقة المنزل .
عاد حسن الى البيت و بادر بالسؤال مستغربا
حسن : هذه اول مرة لا تحضرين للأرض عسى المانع خير ؟
عفاف : ضيفتي الجديدة ..
حسن : ما بها ؟ أخبرتك شيئا ؟
عفاف : حسن أظنها لا تجيد الكلام ...أو أنها خرساء
حسن : كيف يمكن لطفله في ما يقارب الخامسه ان لا تجيد النطق ؟ كما و أنني سمعت صراخها ...اللذي تغير و صار بحة بعد ما أقبل الرجال البارحة
عفاف: لم افهم منها شيء ...و توصلت الى أنها جائت بصحبة أمها الى القرية كما وأنني وجدت هذه ..
حمل حسن المحفظة و فتحها ليطلع على ما بداخلها ...رافقه صوت عفاف
عفاف : بعض الملابس و الدمى و بعض الأكل ...و مجموعة أجراس ...و ليس هناك شيء يدلنا على أهلها أو مسكنها
نظر اليها حسن باستغراب أكبر و كأنه يتسائل عن الحاضر و ما يسمعه و يراه و بين البارح ....و المستقبل القادم ...



وان شاء الله اكملها لكم

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الله يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
مشكوور اخي على المرور والبصمة


تحياتي لك

__________________________________________________ __________
مشكووووووووووووووورة أختي ع الموضوع:laughter:

__________________________________________________ __________
مشكورة أميرة القمر على القصة نتريا كل جديدج

__________________________________________________ __________
مشكوور اخي ملهم الحب على المرور والبصمة

تحيليت لك