عنوان الموضوع : حوار مع طفله نور - قصة خليجية
مقدم من طرف منتديات الشامل

بينما... أنا جالسة في الحديقة العامة ...والهواء الطلق يشرح القلب ... وفي يدي كتاب أقرا فيه... وأخذ الكتاب من روعته كل انتباهي وشرد ذهني معه.... وبينما أنا غارقة في أجواء الكتاب الذي في يدي...إذ كرة صغيرة حمراء ضربت يدي ... وألقت الكتاب من يدي .....فاستيقظت من أجواء الكتاب .....لأرى طفلة جميلة ، بريئة ، بثوبها الوردي الجميل و شعرها الناعم قد أسدل على كتفيها ، وابتسامة بريئة على وجهها ،
مقبلة إلي .......قائلة : أ ريد كرتي .....فأ بتسمت لها ..... وقلت : تعالي خذيها ........ و اقتربت مني ... وقالت : أيمكنني الجلوس معك ..... أن أخي يصلي قرب السيارة .... وأمرني أن أبقى قرب السيارة ... ولا أتحرك... ولكني كنت ألعب بالكرة ، فسقطت من يدي بعيدا حتى وصلت إليك ... فقلت لها يا حبيبتي....يجب أن تسمعي كلام أخاك ... أنه يخاف عليك ... و الآن سوف يبحث عنك .... ويقلق عليك......هيا...سوف أوصلك إليه ... حتى لا يقلق عليك يا حبيبتي ...... وسألتها عن أسمها ... قالت :نور..... رددت عليها : الله ينور حياتك يا حبيبتي..... قالت لي : هل تعرفين قصص لأطفال ؟ رددت عليها : أعرف الكثير ...ولكن يجب أن تستأذني من أخيك حتى تبقي معي ... وأحكي لك قصة صغيرة .... قالت : لا....أريد قصة طويلة .... فابتسمت لها ....قلت : لا يهم ...... ولكن الآن يجب أن نرى أخاك ..... أكيد أنه يبحث عنك ألآن .... وأمسكت يدها الناعمتين الباردتين .....وذهبت معها .....لأخذها إلى أخيها من الجانب الآخر من الحديقة العامة...... وبينما نحن في طريقنا إلى أخيها .... سألتها إن كانت لها أخوة أو أخوات ..؟ قالت بعفوية وبراءة كلهم في الجنة ... واني سوف ألقاهم هناك أنا و أخي ..... واهتزت هذه الكلمات في نفسي ... وأخذ مني الفضول في معرفة حقيقة
وحكاية هذه الطفلة البريئة التي ملأت حياتي في لحظات كل السعادة
والفرح ....وسألتها : حبيبتي .... أين أوقف أخاك سيارته ....قالت : قرب الشجرة الكبيرة أمام الحديقة ... واتجهنا إلى المكان التي دلتني عليه... وإذا بشاب ينادي : نور... نور... أين أنت ؟.... نور ...نور...ردي علي... ما هي إلا لحظات حتى ركضت هي نحوه وارتمت بين أحضانه بشوق وحنان..... وأحتضنها هو بقوة كأنها هي ضاعت منه ووجدها...... وأخذ يعاتبها .... وقال لها أين ذهبت .....الم أطلب منك لا تبتعدي عن السيارة ... لماذا لا تسمعين الكلام...... فتقدمت إليه قائلة : السلام عليكم..... معذرة يا
أخي ....كانت تلعب بالكرة ... فرمتها نحوي بغير قصد....فاعذرها ... وهي الآن بخير رجعت لك سالمة.... فحافظ على هذه الجوهرة ..... وقاطعتني ... قائلة : أنت وعدتني أن تقصي لي قصة طويلة....قلت : لها إن شاء الله... في المرة القادمة ... وأحضر معي بعض القصص ... سوف تعجبك ..... ولنا لقاء مرة أخرى ..... لأني في عجلة من أمري الآن ..... قالت ببراءة هذا وعد منك .....وسوف يحضرني أخي في المرة القادمة .... وسوف أنتظرك..... قلت : طيب يا حبيبتي ... وقبلتها ... و احتضنتها بحب وشوق .....قلت : إلى الملتقى...... يا عزيزتي .
وشكرني أخوها ... على رعايتي لها ....ووعدني أنه سيحضرها في المرة القادمة....إلى الملتقى. ..... ولكن الفضول ما زال يتملكني عن كلامها " كلهم في الجنة " ..... وترددت بأن أسال أخوها في هذه اللحظة بالذات عن الحكاية ..... وقلت في نفسي ...سوف أنتظر إلى موعد اللقاء ...... وأعرف التفاصيل .... وتمنيت في هذه اللحظة أن يمضي الوقت بسرعة .... ويحين موعدنا سريعا...... ولكن مشاغل الحياة ... أنستني موعدي مع نور.... ومضت على موعدنا أيام وأيام .... وأنا جاهلة موعدي مع نور...... حتى جاء يوم إجازتي ....قررت الذهاب إلى الحد يقة العامة كالعادة ...... ولكن في طريقي إلى الدخول إليها ... تعرفت على سيارة أخو نور أمام الحديقة قد أوقفها تحت الشجرة الكبيرة .
وتذكرتها... تلك الطفلة الجميلة التي كلها حيوية ونشاط وحب .... وتقد مت إلى الحديقة ...لعلني ألتقي بها .....وذهبت أبحث عنها في أرجاء الحديقة ....
ولكني لم أجدها ولم أجد أخاها ..... فجلست على معقد في الحد يقة ... وأنا أفكر في نور التي خذلتها واخلفت موعدي معها ..... ويجب الاعتذار منها ...
فذهبت إلى محل الألعاب ...واشتريت لها عروسة جميلة لأ قدمها إلى نور ...لعلني أرها بعد حين .... ورجعت إلى مكاني في الحديقة...وبينما أنا أتصفح كتابي..... إذ بصوت من بعيد ..... ينادي .... آنسة..... آنسة....فرفعت رأسي من الكتاب ... لأرى من ينادي ....وإذ بأخ نور ... مقبل إلي ...وقد أمسك بيده كرة نور الصغيرة الحمراء التي رمتها إلي في المرة السابقة .... من شدة فرحي وقفت وسألت عن أخته نور .... أين هي ؟.... إني مشتاقة لرؤيتها ...مشتاقة لأضمها إلي .... أين هي.... أين نور .... وإذا بهذا الشاب ينهار على الكرسي .... ودموع الحزن ذرفت من عينيه .... فقلت : هل أنت بخير ... فقال أجل ... أنا بخير ... ولكنك ذكرتني بنور التي فارقتني منذ أسبوعين ...وتركتني... كما تركني جميع أهلي من قبل شهرين في حادث مروع وهم مسافرين على طريق البر.... أختي نور تعبت بعد الزيارة السابقة هنا... حيث انتظرناك معا... وكانت تذهب إلى البحث عنك ...وكنت أطمنئها بأنك سوف تحضرين ... وكانت متلهفة لسماع القصة التي وعدتيها لها ...
ولكن مر الوقت ولم تحضري ... فحزنت نور لعدم حضورك إلى هنا ...
وقلت ربما تكوني مشغولة... وسوف تحضرين في المرة القادمة ...وكنت أحاول تهدئتها ... وأشغالها في أمور أخرى ... حتى لا تفكر في موضوع القصة التي وعدتها ... ولكن ساءت صحتها ... لأنها كانت تعاني عيب خلقي في القلب... مما يتعبها أي مجهود تقوم به ... وأدخلتها المستشفى للعناية بها ... وقد تعلقت نور بك كثيرا... وكانت تطلب مني أن أذهب كل يوم إلى الحديقة حتى أراك أصطحبك معي لرؤيتها ... وطلبت مني أن أعطيك كرتها حتى تحضريها إليها في المستشفى ... ولكن أشتد عليها المرض ... وأسلمت روحها الطاهرة وهي بين احضاني ...والابتسامة لم تفارقها ...أبدا ... رحمة الله عليها... إنا لله وإنا إليه راجعون... هكذا أظلمت حياتي من بعد نور.... التي كانت نور حياتي ... وبهجة روحي ... عندما سمعت هذا الحديث منه ... تملكني شعور غريب و مؤلم في قلبي ...أولا إني أخلفت وعد قطعته لطفلة بريئة ... وبقى هذا الوعد دين لا أستطيع الوفاء به ... اعتذرت لأخيها ... راجية المولى القدير أن يرحمها ... والصبر والاحتساب له ولي.... وأخذت الكرة من يديه ... وانهمرت في البكاء.... نادمة ...على عدم الوفاء بوعدي لنور الحبيبة .... نور ستبقى ذكرى عزيزة في قلبي ... ولن أنساها... حبيبتي نور...

مـ **ـنـ** ـقـ**ـو** ل

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يسلموووووووووووع القصه الحلوووووووووه
يعطيك العافيه

__________________________________________________ __________
الله يسلمك لحن الشوق

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________