عنوان الموضوع : ندم ليلة من عمر طويل
مقدم من طرف منتديات الشامل


اه ما أشقى هذا الرجل الهرم الذي تجاوز الستين من عمره ، وهو ضال
مضل مبين..
كلمة يرددها كل من يعرف (( الشيخ عبد الهادي ))...
الشيخ عبد الهادي رجل كبير نحيف البدن ،
غائر العينين ،
أسنانه كأنها القطران من شدة سوادها ،
فمه نتن مزكم للأنوف ،...
لسانه سليط ...شتام صخاب ...
لاه غافل...
لاهم له قديما وحديثا الا الاسراف المسرف على المعاصي...وعلى ليالي
المجون والفسوق ... وعلى السهرات الطائشة ....
ينفق ماله في تلك المحرمات بكل سخاء ولا يبالي...
ويردد في قهقهة شيطان رجيم : خير ربنا كثير...- خصوصا إذا سكر من
الخمر حتى الثمالة...
ولا يعود إلى بيته الا قبيل أذان الفجر بلحظات...
وهذه حال هذا الشيخ المفتون ما يزيد عن ثلاثين سنة أو اكثر...
******************************
له زوجة قل نظيرها في النساء خلقا وخلقا ؛ أخلاقا وجمالا...
استطاعت أن تربي أبنائها الذكور الاربعة أحسن تربية ...
ولا تمل من حثهم على الاخلاق السامية والاداب العالية...
وعلى حسن معاملتهم لأبيهم بالحسنى فهي تردد لهم دائما :
مهما كان ومهما فعل فهو أبوكم... ولا يبخل علينا بشيء من متاع الدنيا ...
نسأل الله أن يهديه الى الصراط المستقيم ...
-تقولها وتزفر زفيرا من أعمااقها لو لفحت منه غابة لأحرقتها -
لكنها سرعان ما تثوب وتحتسب في رضى المؤمنة المحتسبة الصابرة... :
هذا قدري المكتوب على الجبين
فالحمد لله على كل حال...
وهي تعيش هم زوجها كل ليلة ، ولاتنتظر عودته إلا قبيل الفجر لفترة تربو
عن ثلاثين سنة...
كعادتها هذه الليلة ...
وهي تستعد للنوم - بعد أن اطمئنت على أبنائها الأربعة - سمعت طرقا خفيفا
عى الباب أوجست منه خيفة ؛ وهي ترددفي نفسها المنهكة المتعبة : (اللهم
اجعله خيرا )...
اقتربت من الباب لتتحسس خبر الطارق... وضعت أذنها على صفحة الباب
فبهتت مما سمعت...
فقد سمعت اسمها يتردد بدون انقطاع... :
روحية روحية افتحي الباب ؟؟.. روحية افتحي ...؟ أنا عبد الهادي...
عبد الهادي افتحي أرجوك... أتوسل اليك...
لم تصدق ماسمعت ؛ ولكنها بعد أن تمالكت نفسها واسترجعت أنفاسها
قالت : من عبد الهادي ؟؟
- أنا زوجك .. اقسم لك على ذلك
استغربت : ولكن زوجي لا يأتينا في مثل هذا الوقت منذ وقت بعيد.. - إن لم
تقل منذ عقود ثلاثة - هذا ما تردده وهي تحاول ان تفتح الباب ، فعندما فتحته
سقطت المسكينة مغشيا عليها من هول ما رأت ! ..
.................................................. ..........................................
********************************
وبعد أن أفاقت من غيبوبتها وجدت نفسها على سريرها محاطة
بأبنائها الأربعة ؛ وزوجها بجانبها ممسك بيدها يقبلها في استعطاف النادم
على زمان ولى من عمر قضاه شاردا عن الوجود... يقبلها وقد بللها
بدموعه التي لم ترد أن تتوقف...يقبلها وهو يردد في خشوع التائب النادم :
اسمحي لي يا زوجتي الحبيبة الغالية...قد ظلمتك لسنين طويلة ...يا ليتني لم
أفعل... اسمحوا لي يا أبنائي الأعزاء قد ظلمتكم معها ... واحسرتاه...
ثم شرق من البكاء ولم يستطع بعد ذلك أن يقول شيئا...
-فنظرت اليه زوجته وهي تحاول ان تجفف دموعه بيدها العطوفة الحنونة :
لا تثريب عليك يازوجي العزيز ... إن الله غفور رحيم... فضمته إلى صدرها
وهي لا تدري أنه لفظ أنفاسه الأخيرة...
تردد قول لله تعالى :
&( قل يا عبادي الذين أسرفواعلى أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله... )&.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

كلمات رائعة .......

سطرت بانامل مرهفة........

لمست أحاسيس القلب بأحداثها ...

حتى سرعت من نباضاته.....

فلك مني كل الشكر على قصتك المعبرة.....

و الحاملة بين طياتها معانات بعض الأسر .......

اجمل التحية

نور البشرى

__________________________________________________ __________
نور البشرى

أشكرك على مبادراتك الرائعة دائما

وعلى تتبعك لكل موضوع كتبته

فإليك أغلى ما تستحقين من الثناء الجميل

اخوك : م ح.

__________________________________________________ __________
لا حول ولا قوة الا بالله

شكرا الك خيي على القصة الجميلة

يعطيك العافية

__________________________________________________ __________
تشكراتي اليك الاخ يحيى

ودمت بالف خير

__________________________________________________ __________
حيا الله (مصطفى)


حيا الله روعة الحضور


حيا الله الأنامل التي تكتب الإبداع


ولله درك كم لامست من جرح


شكرا للدرر التي منحتنا إياها


دمت ودام نبضك الألق
(همس)

مزيدا من ردودك وحتى انتقاداتكم

مشكورين سلفا