عنوان الموضوع : نساء حول النبى ام سلمه الجزء الثانى السنة النبوية
مقدم من طرف منتديات الشامل

الحكمة من زواج النبي بأم سلمة
كان لفتة حانية وتكريمًا رفيعًا من الرسول أن تزوَّج أمَّ سلمة -رضي الله عنها- فقد غدت بعد وفاة زوجها -المجاهد أبي سلمة- من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام أربعة، فكان الرسول هو الزوج لها والكفيل لأبنائها.
حياة أم سلمة مع رسول الله وفضلها:
بعد وفاة أبي سلمة -وانقضاء عِدَّة أمِّ سلمة- خطبها أبو بكر فرَدَّتْه، ثم خطبها عمر فرَدَّتْه، ثم استأذن عليها الرسول ، فوافقت على الزواج من النبي بعد أن زوَّجها ابنها، وشهد عقدها رجال من صحابة النبي ، فكان صداقها -رضي الله عنها- كصداق عائشة: صحفة كثيفة، وفراش حشوه ليف، ورَحَى، ودخل بها النبي سنة أربع من الهجرة
وقد كانت -رضي الله عنها- تختلف عن باقي نساء النبي ، فقد انتُزع من صدرها الغَيرة؛ حيث اعترفتْ للنبي بغَيرتها، وذلك عند خطبته لها، فدعا لها النبي بذهاب الغَيرة من نفسها، وكانت -رضي الله عنها- من أجمل نسائه باعتراف أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حيث تقول عائشة رضي الله عنها:
وقد كانت للسيدة أم سلمة -رضي الله عنها- مكانتها عند النبي ؛ فعن زينب ابنة أمِّ سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله كان عند أمِّ سلمة -رضي الله عنها- فجعل حَسَنًا في شقٍّ وحُسَيْنًا في شقٍّ، وفاطمة في حجره، وقال: "رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". وأنا وأمُّ سلمة -رضي الله عنها- جالستان، فبكت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- فنظر إليها رسول الله ، وقال: "مَا يُبْكِيكِ؟" قالت: يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي. قال: "أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ
ولمَّا كان النبي يدخل على نسائه كان يبتدئ بأمِّ سلمة رضي الله عنها، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله إذا صلَّى العصر دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأمِّ سلمة -رضي الله عنها- لأنها أكبرهن، وكان يختم به
كانت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- طيِّبة عفيفة، لها مكانتها عند رسول الله ، فعيالها تربَّوْا في حجر النبي ، وكان زواجها من النبي راجع لحكمة جليلة، وهي أنها غدتْ بعد زوجها أبي سلمة من غير عائل أو كفيل، وهي مع زوجها -رضي الله عنهما- قد مَنَحَا الدعوة كل ما يملكانه من مال ونفس وتضحية، فأبدلها الله بزواجها من النبي كلَّ خيرٍ فَقَدْتُه، وكان النبي يكرِّمها ويهديها، ولما تزوج النبي أمَّ سلمة -رضي الله عنها- قال لها: "إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقِيَّ مِنْ مِسْكٍ، وَلا أَرَى النَّجَاشِيَّ إِلاَّ قَدْ مَاتَ، وَلا أَرَى إِلاَّ هَدِيَّتِي مَرْدُودَةً عَلَيَّ، فَإِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ فَهِيَ لَكِ". قال: وكان كما قال رسول الله ، ورُدَّتْ عليه هديته، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أمَّ سلمة بقية المسك والحُلَّة
رجاحة عقل أم سلمة ونزول القرآن فيها:
وكانت أمُّ سلمة -رضي الله عنها- سببًا مباشرًا لنزول بعض الآيات الكريمة من القرآن الكريم؛ فعن مجاهد قال: قالت أمُّ سلمة: يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث. فنزلت: {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء: 32]، ونزلت: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...} [الأحزاب: 35
قال مجاهد: وأُنْزِل فيها {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35]، وكانت أمُّ سلمة أول ظعينةقدمت المدينة مهاجرة
وعن عمرو بن دينار، عن سلمة -رجل من آل أمِّ سلمة- قال: قالت أمُّ سلمة: يا رسول الله، لا نَسْمَع اللهَ ذَكَر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله : {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى...} [آل عمران: 195] إلى آخر الآية
موقف أم سلمة يوم الحديبية:
لما فرغ رسول الله من قضية الكتاب قال لأصحابه: "قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا"، فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرَّات، فلمَّا لم يَقُمْ منهم أحد دخل على أمِّ سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أمُّ سلمة: يا نبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بُدْنه ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأَوْا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا
قال ابن حجر: وإشارتها على النبي يوم الحديبية تدلُّ على وفور عقلها وصواب رأيها
مرويات أم سلمة عن رسول الله:
وقد روت رضي الله عنها -كما ذكر الذهبي في مسندها- ثلاثمائة وثمانين حديثًا، اتَّفق البخاري ومسلم على ثلاثة عشر، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر، وقد روت -رضي الله عنها- الأحاديث الخاصَّة بمعشر النساء بغرض التعليم والتوجيه، فقد روت أن النبي كان يُقَبِّلها وهو صائم، وأنها كانت تغتسل معه من الإناء الواحد من الجنابة، وأنها كانت تنام مع النبي في لحافٍ واحد، وأنها كانت تأتيها الحيضة... فيقول لها : "أَنَفِسْتِ؟" قلتُ: نعم. قال: "قُومِي فَأَصْلِحِي حَالَكِ ثُمَّ عُودِي". فألقيتُ عني ثيابي، ولبستُ ثياب حيضتي، ثم عدتُ فدخلت معه اللحاف
مشاركة أم سلمة في أحداث عصرها:
وبعد وفاة النبي شاركت أمُّ المؤمنين أمُّ سلمة -رضي الله عنها- في أحداث عصرها؛ فقد دخلتْ ذاتَ يوم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان قائلة له: "ما لي أرى رعيَّتك عنك نافرين، ومن جناحك ناقرين، لا تُعَفِّطريقًا كان رسول الله لَحَبَهَا ولا تقتدح بزند كان أكباه وتوخَّ حيث توخَّى صاحباك -أبو بكر وعمر- فإنهما ثَكَمَا الأمر ثَكْمًاولم يظلمَا، هذا حقُّ أمومتي أَقْضِيه إليك، وإن عليك حقَّ الطاعة. فقال عثمان : أمَّا بعد، فقد قلتِ فوعيتُ، وأوصيتِ فقبلتُ
موقف أم سلمة في معركة الجمل:
وفي حديث أمِّ سلمة أنها أتت عائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة فقالت لها: إنك سُدَّة بين رسول الله وأُمَّته، وحجابك مضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تَنْدَحِيه وسكن عُقَيْرَاكِ فلا تُصْحِرِيهَا الله من وراء هذه الأُمَّة، لو أراد رسول الله أن يعهد إليك عهدًا عُلْتِ بل قد نهاك رسول الله عن الفُرْطة في البلاد؛ إن عمود الإسلام لا يثاب بالنساء إن مال، ولا يُرْأَبُ بهن إنْ صَدَعَ، حُمادياتالنساء غضُّ الأطراف وخفر الأعراض، وقِصَرُ الوَهَازَة
ما كنتِ قائلة لو أن رسول الله عارضكِ ببعض الفلوات ناصَّةقلوصًا من منهل إلى آخر؟ أن بعين الله مهواك، وعلى رسوله تردِّين قد وجهت سدافتهويُروى سجافته- وتركتِ عهيداهلو سرتُ مسيرَكِ هذا ثم قيل: ادخلي الفردوس. لاستحييتُ أن ألقى محمدًا هاتكة حجابًا قد ضربه عليَّ. اجعلي حصنكِ بيتكِ، ووقاعةالستر قبرك، حتى تلقيه وأنت على تلك أطوع ما تكونين لله ما لزمتِه، وأَنْصَر ما تكونين للدِّين ما جلستِ عنه، لو ذكَّرْتُك قولاً تعرفينه نهشته نهش الرقشاءالمطرِقة.
فقالت عائشة: ما أقبلني لوعظك! وليس الأمر كما تظنِّين، ولنعم المسير مسير فزعتْ فيه إليَّ فئتان متناجزتان -أو متناحرتان- إن أقعد ففي غير حرج، وإن أخرج فإلى ما لا بُدَّ من الازدياد منه
ويُذكر أن بُسر بن أرطاة قدم المدينة في خلافة معاوية، ورفض أن يُبايع، فأتت أمُّ سلمة إليه، وقالت له: بايع، فقد أمرت عبد الله بن زمعة ابن أخي أن يُبايع
وفاة أم سلمة رضي الله عنها:
وقد تُوُفِّيَتْ أُمُّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها في ولاية يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين للهجرة كما ذكر ابن حبان، وقد تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها، وقيل: عُمِّرت تسعين سنة رضي الله عنها

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

جزاك الله الفردوس الأعلى امين
ورزقنا جميعا حب نبينا المصطفى
صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ...
آمين


__________________________________________________ __________
جزآك الله آلجنة
لـاعدمناآ عطر جديدكـ ـالقآدم
شًِْكَرٌٍ لكـ مٍنْ كُــلّ قًلّبٍيْ عًٍلى هٍَذٍَـآ ـآلتُِِّْمًيَزٍُ
دمتي بكل ـالخيروـآلود


__________________________________________________ __________
جزاك الله الفردوس الأعلى
وكتب الله أجره بموازين حسناتك.


__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادر الوصوف
جزاك الله الفردوس الأعلى امين
ورزقنا جميعا حب نبينا المصطفى
صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ...
آمين

وجــــــــــــــــــــــزيت خيرا على مرورك

__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اروي حياتي
جزآك الله آلجنة
لـاعدمناآ عطر جديدكـ ـالقآدم
شًِْكَرٌٍ لكـ مٍنْ كُــلّ قًلّبٍيْ عًٍلى هٍَذٍَـآ ـآلتُِِّْمًيَزٍُ
دمتي بكل ـالخيروـآلود

وجـــــــــــــــــــــــــــزيت خيرا على مرورك