عنوان الموضوع : نجاوي محمدية - سنة النبي
مقدم من طرف منتديات الشامل



نجــــــــــــــــــاوي محمديه




حار فكري


حارَ فكري.. لستُ أدري ما أقولْ
أيُّ طُهرٍ ضمَّه قلبُ الرسولْ
أيُّ نورٍ قد تجلَّى للعقولْ
أنتَ مشكاة الهدايةْ.. أنتَ نبراسُ الوصولْ

أيُّ مدحٍ كان كُفْواً للشمائلْ
يا رسولاً بشَّرَتْ فيه الرسائلْ!
أيُّ كونٍ نبويٍّ فيك ماثلْ!!
أنت نورٌ.. أنت طهرٌ.. أنت حَقٌّ هَدَّ باطلْ

قد تَبِعنا سُنةَ الهادي المطاعْ
فنجونا من عِثارٍ وضَياعْ
وشدَوْنا في سُوَيْعاتِ السَّماعْ
((طلعَ البدرُ علينا من ثنيّات الوداع))





طال ابتهالُ المصطفى


الأرض تضرع للسماءْ *** صحراؤها من غير ماءْ
والجاهليةُ عربدتْ *** ظلماً ، وسفكاً للدماء!
عبدوا الحجارَ وأفسدوا***ظلموا الصغارَ مع النساءْ
أخنى الظلامُ عليهمُ *** والجهلُ خيّمَ و الغباءْ
هل رحمةٌ وهدايةٌ *** تمحو ظلام الأشقياء ؟
هل من نبيٍ مرسلٍ ؟ *** طال انتظارُ الأنبياءْ
ومحمدٌ .. لهفي لهُ *** لهفي لنجوى الأنقياءْ
متعبّد في غاره *** يرنو إلى جهة السماءْ
يدعو و يسأل ربَّه *** بالحب يدعو والرجاءْ
طال ابتهالُ المصطفى***أمّن يجيب له الدعاءْ ؟
ما لِلحجاز تفجرّت *** فيها ينابيع العطاءْ!
هاقد أطلّتْ زمزمٌ *** والوحيُ يهبط في حراءْ
والمصطفى حاز الهدى *** والله يعطي من يشاءْ





حدّثْ صديقي عن جمال محمدٍ



هاتِ الحديثَ مِزاجُه الأشواقُ
وصِفِ الحبيبَ فكلُّنا توّاقُ

نهوى الحروفَ تعطّرتْ أردانُها
بشذا الأحبةِ .. والهوى أذواقُ

فغدا يُحدّثُ عن جلال المصطفى
فتوضأتْ بدمــوعها الأحداقُ

يَحكي بشوقٍ عن جمال محمدٍ
أحلى اللُّغى ما قالتِ الأشواقُ

عن قلبه ،عن حبه ،عن لطفهِ
عن كل ما قد جادتِ الأخلاقُ

تحيا بذكر محمدٍ ترنيمةٌ
في القلب تسري والهوى خفّاقُ

طوبى لمن عن نهجهِ لم يَغفلوا
يوماً، وذاقوا في الهوى ما ذاقوا

طوبى لمن في دربهِ قد أوْغلوا
ناموا على أحلامهم وأفاقوا

ساروا إليه تحثهم آمالُهم
وأنا الأسيرُ، فهل يُفكُّ وثاقُ؟!

طالتْ وطالتْ غربتي ياإخوتي
وحبيبُ قلبي دونه الآفاقُ

طال الطريقُ فكيف أبدأ رحلتي
وأنا الضعيفُ وما لديَّ بُراقُ ؟!

لا تُطرقي يا نفسُ هيّا فاذهبي
وتحسّسي.. لا ينفعُ الإطراقُ

يا نفسُ جِدّي إنْ يشأْ ربُّ الورى
لا يلبثِ الأحبابُ أن يتلاقوا






جلَّ من ربَّاك

ربَّاكَ ربُّكَ.. جلَّ من ربَّاكا *** ورعاكَ في كنفِ الهدى وحماكا
سبحانه أعطاك فيضَ فضائلٍ *** لم يُعْطها في العالمين سواكا
سوّاك في خلقٍ عظيمٍ وارتقى *** فيك الجمالُ.. فجلّ من سوَّاكا
سبحانه أعطاك خيرَ رسالةٍٍ *** للعالمين بها نشرْتَ هُداكا
وحباكَ في يوم الحساب شفاعةً *** محمودةً.. ما نالها إلاّكا
اللهُ أرسلكم إلينا رحمةً *** ما ضلَّ من تَبِعتْ خطاه خُطاكا
كنّا حيارى في الظلامِ فأشْرقتْ *** شمسُ الهدايةِ يومَ لاحَ سناكا
كنّا وربي غارقين بغيِّنا *** حتى ربطنا حَبْلَنا بعُراكا
لولاك كنا ساجدين لصخرةٍ *** أو كوكبٍ.. لا نعرفُ الإشراكا
لولاك لم نعبدْ إلـهًا واحدًا *** حتى هدانا اللهُ يومَ هداكا
أنتَ الذي حنَّ الجمادُ لعطفهِ *** وشكا لك الحيوانُ يومَ رآكا
والجذعُ يُسمعُ بالحنين أنينُه *** وبكاؤُه شوقًا إلى لُقياكا
ماذا يزيدُك مدحُنا وثناؤُنا *** واللهُ في القرآنِ قد زكّاكا؟!
ماذا يفيدُ الذّبُّ عنك وربُّنا *** سبحانه بعيونه يرعاكا؟!
"بدرٌ" تحدثنا عن الكفِّ التي *** دمتِ الطغاةُ فبوركت كفّاكا؟!
و"الغارُ" يخبرُنا عن العين التي *** حفظتك يوم غفت به عيناكا
لم أكتبِ الأشعارَ فيك مهابةً *** تغضي حروفي رأسَها لحلاكا
لكنها نارٌ على أعدائكم *** عادى إلهَ العرشِ مَن عاداكا
إني لأرخصُ دون عرضِك مهجتي *** روحٌ تروحُ ولا يُمسُّ حماكا
شُلّتْ يمينٌ صوَّرتك وجُمِّدتْ *** وسطَ العروقِ دماءُ من آذاكا
ويلٌ فويلٌ ثم ويلٌ للذي *** قد خاضَ في العِرضِ الشريفِ ولاكا
يا إخوةَ الأبقارِ هن سباتكم *** "مَن في القطيع سيصبح الأفّاكا؟!"
النارُ يا أهلَ السباقِ مصيرُكم *** وهناك جائزةُ السباقِ هناكا!!
تتدافعون لقعرها زمرًا ولن *** تجدوا هناك عن الجحيمِ فكاكا
هبوا بني الإسلام نكسر أنفهم *** ونكون وسطَ حلوقِهم أشواكا
لك يا رسولَ اللهِ نبضُ قصائدي *** لو كانَ قلبٌ للقصيد فداكا
هم لن يطولوا من مقامك شعرةً *** حتى تطولَ الذّرةُ الأفلاكا!!
والله لن يصلوا إليك ولا إلى *** ذراتِ رملٍ من ترابِ خُطاكا
هم كالخشاش على الثرى ومقامُكم *** مثلُ السماك.. فمن يطولُ سماكا؟!!
روحي وأبنائي وأهلي كلهم *** وجميع ما حوت الحياةُ فداكَ





مَن أخبرَ الروح أن المصطفى فيه ؟!


أُهدي إليكَ نشيداً رحتُ أخفيهِ
بين الدموع ، حلاواتُ الهوى فيهِ

أهدي إليك فؤاداً راح يسكنهُ
عطرُ الحبيب، فما أزكى مغانيهِ!

بين الصِّحاح تجوبُ الروحُ سائلةً
عنه الحروفَ ، وكم جلّتْ معانيهِ!

لو كنتُ أدري حديثَ الركب إذ رحلوا
نحو الحجاز هوىً .. لو كنتُ أدريهِ!

شدوا الرحالَ وفي أرواحهم طربٌ
يحدو الجِمالَ ، فيطوي الدربَ حاديهِ

ساروا إليكَ وكان الشوقُ يحملهمْ
لكنّ شوقي أنا حارتْ أمانيهِ

ساروا إليكَ وراح القلبُ يسألهمْ
لو يعلمُ القلبُ أن الدربَ يبغيهِ !

أوْ يعلمُ الركبُ أن الروحَ تَسبقهمْ
نحو الحبيبِ ، فهل حقاً تلاقيهِ !

روحي تطير وتهوي عند مسجدهِ
من أخبرَ الروحَ أن المصطفى فيهِ؟!




يا رسول الإسلام


يارسولَ الإسلام ؛ إنَّ رجائي *** أنْ يسودَ الإسلامُ في الأرجـاءِ
أن يقودَ الإيمانُ كـل فـؤادٍ *** أن ينيـرَ القرآنُ كـلَّ فضـاءِ
أن يغيبَ الظلامُ من كل دربٍ *** ليصيرَ عمري دفقـةً من سنـاءِ
أنت فخري وأنت نُعمى حياتي *** أنت عمري يا سيـّدَ الأنبيـاءِ
أنت خيـرٌ و رحمـةٌ مهـداةٌ *** جئتَ تمحو مدامـعَ الصحـراءِ
أيُّ طهـرٍ عمَّ دنيـانا وعطـرٍ *** وسلامٍ سرى من نجاوى حـراءِ!
يارسول التوحيدِ ؛ إنَّ دعـائي *** أنْ يَظلّ التوحيـدُ ملءَ دمـائي
يارسول الإسلام ؛ إنَّ رجـائي *** أنْ تقول الأجيالُ : أين لـوائي ؟





عِطـرُ المدينة


وقالوا: (( وصلتَ مطارَ المدينهْ )) *** فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ
ثرىً أم ثراءً وطِئْتُ؟! وحِرتُ! *** وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ!
طويْتُ المكانَ.. طويتُ الزمانَ *** طويتُ الشراعَ.. أَرحتُ السَّفينهْ
وقلت: أسارعُ ألقى النبيَّ *** تعطّرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ!
وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي *** أُداري حياءً دموعاً سخينهْ
وغامتْ رؤايَ.. وعُدتُ سوايَ *** وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ.. سَموتُ.. عبرتُ السماءَ *** وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
سجدتُ ألبّي.. أسائلُ ربي *** لينصرَ جُنْدَ النبيِّ ودينهْ
وجئتُ المَقـامَ.. أريد السلامَ *** وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينَهْ
ولاحَ الجلالُ.. وباحَ الجمالُ *** ذكرتُ رياضَ الخلود وعِينَهْ
مدينةُ حِبّي مراحٌ لقلبي *** سناءٌ صفاءٌ نقاءٌ سكينهْ
بقرب حبيبي سكوني وطيـبي *** أقمْ يا زمانُ ،أقمْ في المدينهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الآوانُ *** فقلبي حزينٌ.. وروحي حزينهْ
وقلتُ: ((أعودُ إذا شاء ربي)) *** وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ





إلى الأنصار قد وصل الرسولُ



( ووصل المهاجرون إلى الأنصار، يحملون لهم الهِداية لا الهَدايا ..
فاستقبلوهم بالحب والإيثار..
ولولا الأنصار، لما عُرف معنى الإيثار..
ولولا الهجرة ، لكان محمدٌ من الأنصار..
وقبل الهجرة في الأرض، كان المعراج في السماء ..
وبهما يتعلم المسلم من المهاجر الأكرم صلى الله عليه وسلم ،
كيف يهاجر على كافة المحاور ).


***
إلى الأنصار ترتحلُ الحُمولُ *** مهاجرةً ، وقائدُها الرسولُ
فيثربُ تنتشي السّعَفاتُ فيها *** ومكةُ تشـتكي فيها الطلولُ
أيرحلُ بدرُها في الليل منها؟!***سَلوا التاريخَ عن هادٍ يقولُ
لصاحبهأبا بكرٍ! تصبّرْ *** ولا تحزنْ ، فثالثنا الجليلُ )
دليلُ الدرب في البيداء يسري*** مع المختارِ في دربٍ تطولُ
دليلَ الدرب! تدري، لستَ تدري*** بهذا الدربِ أيّكما الدليلُ !
ألم تبصرْ ؟!.. له الآفاقُ ترنو*** وبين يديهِ تَرتعشُ السبيلُ !
خُطى القَصواء في الصحراء تحكي*** بُراقاً في سماواتٍ يجولُ
خُطى التاريخ قد وطأتْ خُطاها *** ليبدأ بعدها عهدٌ جميلُ
همُ الأنصارُ .. قائلُهم يقولُ: *** أيا بُشرى لقد وصل الرسولُ
همُ الأنصارُ .. إيثارٌ وحبٌ *** وأحمدُ في قلوبهمُ نزيلُ
همُ الأنصارُ .. قائلُهم يقولُ : *** ( وربِّك يا محمدُ لا نقيلُ.. )
همُ الأنصارُ .. إيمانٌ ونصرٌ *** وراياتٌ.. وتاريخٌ يطولُ
وحولَ محمدٍ حامتْ قلوبٌ *** و طافتْ حول ناقتهِ الخيولُ
وها إنـّا و إنْ كنا غفلنا *** فإنّـا بعد صحوتنا نقولُ:
هو الإسلامُ دينُ الله يبقى *** ويحمل صرحَه جيلٌ فجيلُ
وإنّا في العقيدة قد غُرسنا *** كما غُرستْ بطيبتنا النخيلُ
مع الهادي وصُحبتِه هوانا *** وشرحُ الحبِّ أمـرٌ يستحيلُ
مهـاجرةً وأنصاراً سنحيا *** رعيلُ الفتحِ يتبعُهُ الرعيلُ





حديث الدموع

يُحدث دمعُك عند الرجوعْ *** فيصغي فؤادي وكلي خشوعْ
فحدّث وكرر.. أنا لا أملُّ *** ومَن ذا يَملُّ حديثَ الدموعْ ؟!
***
تناجي دموعك عن أحمدِ *** وكيف ابتدا رحلةَ المسجدِ
وكيف أنارت دروبَ الحياة *** أحاديثُه الغرُّ في "المُسندِ"
***
فؤادي به - يا أخي - مابهِ *** من الشوق يُزجى لمحرابهِ
فحدث أخيّ عن المصطفى *** وعن قلبه .. عن مدى حبهِ
***
حديثُ الدموع أنار السبيلْ *** فسارت خُطاي بدربي الطويلْ
وكان دليلي اتباع الرسولِ *** وكلُّ الهدى باتباع الرسولْ





نجوى إلى ضيف حراء

كلّ طيرٍ قد تغنّى *** يغمر الأكوانَ فنّا
كل عنقـودٍ تدلى *** راح يُجنى أو سيُجنى
كل شوقٍ في فؤادٍ *** قد تمنّى ما تمنى
كل فكرٍ جاب كوناً *** كل شعرٍ سار حُسنا
كل لوحاتٍ تراءت *** في الدنى لوناَ فلونا
كل بيتٍ من قصيدي *** فوق بيتٍ راح يُبنى
كل حرفٍ من حروفي *** كل لفظٍ،كل معنى
كل هذا يا حبيبي *** صيغَ في نجواك لحنا
***
أي شوقٍ للسماءِ *** في ابتهالات حراءِ
أي شكوى أي نجوى *** أي خوفٍ و رجاءِ
أي عطرٍ نبويٍ *** عمَّ أرجـاءَ الفضاءِ
أي دمعٍ راح يرنو *** نحو أبواب السماءِ
أي نورٍ لاح يمحو *** كلَّ جهل الجُهلاءِ
أي حبٍ أحمديّ *** مَجَّ عطراً في دمائي
أنت أنسامُ صباحي *** أنت أحلامُ مسائي
أنت عطري أنت عمري*** يا ختامَ الأنبياءِ




رسالات الحب

يَحار القلبُ في ذكراكْ*** فيسألني متى ألقاكْ ؟
أصبّرهُ .. وأعذرهُ *** فمن يهواكَ لا ينساكْ
***
يحار القلبُ والفكرُ *** يحار اللحن والشعرُ
رسولَ الله ما السرُّ *** مُنى المليار في لقياكْ!
***
رسولَ الله يا عمري*** ألا يا حامل الذكرِ
بقلب زجاجة العطرِ***حروفٌ تبتغي نجواكْ
***
رسولَ الله في قلبي *** رسالاتٌ من الحبِّ
هنا في آخر الركبِ *** محبٌ قصدُه رؤياكْ




إشراق دمعة

يشرقُ دمعي فأواريهِ *** يخفقُ قلبي فأداريهِ
تشهدُ عيني أنكَ فيها *** يشهدُ قلبي أنك فيهِ
***
سأكلمُ صحبي عن حبي*** سأكلم.. يا رحمةَ ربي
يشهدُ قلبي أنكَ قلبي *** أنكَ عمري و أمانيهِ
***
يا منْ قد أرسله اللهُ *** يا من لا أتبعُ إلا هو
وهداهُ قد شـعّ سناهُ *** يَشغَلُ فكري بمعانيهِ
***
سُنتُكَ العصماءُ دليلي *** تهديني في كل سبيل ِ
جيلٌ يتعلمُ من جيل ِ *** ويُعلمُ سيرتكَ بنيهِ




ومليارٌ يُسلّمُ يـا حبيبي


((من موافقات القدر ! أني لما فرغت من القصيدة ، وفرغت هي مني ، اتصلت بأخي "منشد الرافدين" محمد ناصر العزاوي لأسمعه إياها ، وإذ به يقول : أحزم الآن أمتعة السفر إلى المدينة!! هل أسلّم لك على الحبيب؟! فقلت : فاسمع إذن ))
يموجُ القلبُ في كونٍ رحيبِ *** ويشدو الحبّ في لحنٍ غريبِ
فبعضُ اللحنِ صمتي ودموعي *** وبعضُ اللحنِ قوْلي: يا حبيبي
***
رأيت القلبَ من شوقٍ سباهُ *** يجوز الدربَ، لا يدري مداهُ
وليس يحارُ قلبي في سُراهُ *** وكيف يحارُ من يبغي حبيبي ؟!
***
يسير الركب في دربٍ طويلِ *** نهايتُه بمحـرابِ الرسـولِ
ومن يدري بحالي في وصولي *** أ أسكتُ ! أم أناجيهِ: حبيبي ؟!
***
سـلامُ الله نلقيهِ عليكَ *** رسولَ الله ..كم نهفو إليكَ !
سـلامُ الله يَغشى صاحبيكَ *** ومليارٌ يُسلّمُ يـا حبيبي
***
رسولَ الله ! حيّرَني المقامُ *** وما أدري ،أيسعفني الكلامُ ؟!
فبعضُ البوْحِ نجوى وسلامُ *** وبعضُ البوحِ صمتٌ ياحبيبي




يا ركبَ طيبةَ سلِّموا


في صحراء الحجاز،أذّن نبيّنا إبراهيمُ في الناس بالحج. ثم رَحل تاركاً صغيره إسماعيل وأمه ..
يا أمّ إسماعيل! لا تعجبي من أمر الله ..
فطفلك هُنا لأنه يحمل في أطوائه وديعةَ القدر , وهديّةَ السماء إلى الأرض الظامئة إلى النور..
فمِن نسله يُبعَث الرسول الخاتم , الذي يُبارك الله به العالم ..
فلا تعجبي يا أُمّاه .. ولا تعجلي, فلن يُضيّعكما الله ..
وظمِئ إسماعيل.. وظمئت أمُّه مرّتين!.
وسعتْ الأم سبعة أشواط.. وثبتتْ قدم الطفل في طريق القدر..
ومن تحت قدم الصّغير تفجّر الماء العذب الطّهور! فارتوى إسماعيل ، وظمِئنا !.
يا عجباً !كيف سرى ظمأ الصغير عبرَ العصور, حتى سكن الوجدان ؟!
وكيف دَوى صوت الأذان في الآفاق والدّهور, حتى مَلأ الآذان ..
وكان صداه " لبيّك اللهمّ.. لبيك " !
طالَ النوى فدعِ الهوى يتكلّمُ *** ودعِ الفـؤادَ بحبّهِ يترنّمُ
فعساهُ يسلو بالحُداءِ ، فإنه *** قد شاقَه البيتُ العتيقُ وزَمزمُ
يا أهل وادٍ غيرِ ذي زرعٍ نما ***كيف الورى قطفوا الحضارة منكمُ؟!
يا مهجةً تهوي إلى أُمِّ القرى *** أَرُزقتِ نُعمى الحبِّ إلا فيهمُ؟!
فترابهمْ كُحلٌ لعينِ مُحِبّهمْ *** وسناؤُهمْ، هل يستعادُ سناهمُ ؟!
من ذا يردُّ إلى البصائرِ نورَها ***أقميصُ يوسفَ أم حديثٌ عنهمُ؟!
يا نَسمةً عبرتْ بروضِ أحبتي *** قولي لهمْ: عَتَبُ الأحبةِ مُؤلم ُ
قولي لهمْ: ما حلَّ قلبيَ غيرُهم*** أوَ غيرَهم يهوى ويرضى المسلمُ ؟!
إني وملياراً هنا نقفو سنا *** منهاجِهمْ أبداً .. و إناّ منهمُ
في كل عامٍ أرتجي لُقيـاهمُ *** فأقولها :"يا ركبَ طيبةَ سلّموا "!




أطلقيني يا مدينة


أطلقيني يا مدينةُ من حدودي *** ثم زيدي في انطلاقي.. ثم زيدي

ذوِّبيني بالنجاوى زلزليني *** كلما زُلزلتُ حقّقتُ وجودي

إنّ روحي بالنجاوى حلّقتْ *** واستحمَّتْ ثم عادت من جديد

كدتُ والأعضاءُ مني سُجَّدٌ *** أملكُ الأكوانَ في رِقِّ السجودِ

أَجتلي الأفكارَ ، أَرتادُ السَّنا *** أرشفُ الأنوارَ من نبعِ الخلودِ

أَيُّ نورٍ في علاكِ قد سباني *** أيُّ طهرٍ.. أيُّ عطرٍ.. أيُّ جودِ؟!

طبتِ بالمختارِ في هجرتهِ *** طبتِ يا طيبةُ في يومِ السعودِ

حَبَّذا الأنصارُ من أهلٍ.. ويا *** حَبَّذا المختارُ من جارٍ جديدِ

حلّقي بي يا مدينةُ وارفعيني *** أطلقيني.. أَعتقيني من قيودي




عِطـرُ المدينة

وقالوا: (( وصلتَ مطارَ المدينهْ )) *** فثارتْ بقلبي معانٍ دفينهْ
ثرىً أم ثراءً وطِئْتُ؟! وحِرتُ! *** وليستْ لغاتُ الحيارى أمينهْ!
طويْتُ المكانَ.. طويتُ الزمانَ *** طويتُ الشراعَ.. أَرحتُ السَّفينهْ
وقلت: أسارعُ ألقى النبيَّ *** تعطّرتُ.. ليس كعطرِ المدينهْ!
وفارقتُ صحبي وحيداً بدربي *** أُداري حياءً دموعاً سخينهْ
وغامتْ رؤايَ.. وعُدتُ سوايَ *** وأطلقتُ روحاً بجسمي سجينه
سجدتُ.. سَموتُ.. عبرتُ السماءَ *** وغادرتُ جسمي الكثيفَ وطينَهْ
سجدتُ ألبّي.. أسائلُ ربي *** لينصرَ جُنْدَ النبيِّ ودينهْ
وجئتُ المَقـامَ.. أريد السلامَ *** وقلبي يُسابقُ شوقاً حنينَهْ
ولاحَ الجلالُ.. وباحَ الجمالُ *** ذكرتُ رياضَ الخلود وعِينَهْ
مدينةُ حِبّي مراحٌ لقلبي *** سناءٌ صفاءٌ نقاءٌ سكينهْ
بقرب حبيبي سكوني وطيـبي *** أقمْ يا زمانُ ،أقمْ في المدينهْ
ومرَّ الزمانُ.. وآن الآوانُ *** فقلبي حزينٌ.. وروحي حزينهْ
وقلتُ: ((أعودُ إذا شاء ربي)) *** وخلّفتُ روحي هناكَ رهينهْ




صـراع

" استبدّ بي الشوق لزيارة المدينة .. وأمّلتُ النفس بتحقيق أمنياتٍ دفينه ..فحالَ القدر دون مرادي ..
وتوهّمتُ أني وصلت الروضة المطهّرة ، وأني أسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم و أخاطبه في نفسي ، وأقول :
" يارسول الله ، مخلَّف رابعٌ في أمتك .. وجنديٌّ في الصف الأخير من جنودك .. إلا أنه يحبُّ اللهَ ورسوله "..
أراودُ نفسي .. وليستْ تُجيـبْ *** ِللُقيـا حبيـبي ، وأين الحبيبْ ؟!
أقولُ لهـا : إنَّ صبري انتهـى *** وصدري وجيبٌ ، وعمري نحيبْ
فقـالت : أراكَ تريـد الهـلاكَ *** فدربُ المحبـّةِ دربٌ عجيـبْ !!
سكـونٌ وشوقُ .. وعِتقٌ و رِقُّ *** به - لو علمتَ - الوليدُ يشيبْ !
إذا مـا رحلتَ تظـنُّ وصلتَ *** وهل كلّ شيءٍ أردتَ قريـبْ ؟!
* * *
عجبتُ لهـا !! تشتكـي أنّهـا *** غريبةُ دربٍ .. وأنـّي غريـب ْ!!
أيا نفـسُ : قلبي خبيـرٌ بدربي *** ففي الدرب نورٌ و خِصبٌ وطيبْ
وفيـه جمـالٌ ، وفيـه جـلالٌ *** وفيـه مـراحٌ لكـلّ القلـوبْ
و يا نفسُ: طيبـي بلُقيا حبيبـي *** وهل في الحياة كلُقيـا الحبيبْ ؟!
* * *
فقلتُ لنفسي وقالتْ .. وحرتُ *** وحـارتْ بظلِّ صراعٍ رهيـبْ!
فأمسكتُ فأسي وحطّمتُ نفسي *** وقلتُ :وصلتُ ديـارَ الحبيـبْ !





عنقـود عنـب


(( لما آذى سفهاء الطائف نبيّنا صلى الله عليه وسلم , أوى إلى شجرةِ عنب يُناجي ربّه في ظلها..
فأقبل (( عدّاس )) خادمُ البستانِ بقِطفِ عِنب.
فلما وضعه بين يدي الرسول, مَدّ يمينه قائلاً: (( باسم الله )), ثم أكل.
فقال عدّاس : إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد ؟! .
قال الرسول : ومن أيّ البلادِ أنت يا عدّاس, وما دينك ؟! .
قال : أنا نصراني من أهل نينوى .
قال الرسول : من قريةِ الرجلِ الصالحِ يونُس بنِ متّى ؟!.
قال : وما يُدريك ما يونُس بنُ متى ؟!.
قال الرسول : ذاكَ أخي, كان نبيّاً, وأنا نبيّ )) .
فأكبّ عدّاس على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلّها معلناً شهادة التوحيد ,
وبذلك أضحى هذا العنقود, أسعد عنقود عنب في التاريخ )) .
كان عنقوداً ندِيّـا *** رائـعَ الحـبِّ شهِيّا

قد تَحَلّى .. وتَدَلّى *** مُشرقاً مثـلَ الثريّـا

لم يكنْ يَحسَبُ يوماً *** أن يكونَ القِطفُ شيّـا

غيرَ عُنقودٍ سيُجنى *** ثم يُطوى الذّكرُ طَيّـا!

قال عَدّاسُ الكريمُ : *** أيّـها القِطـفُ إِلَيّـا

زارَنا ضيفٌ عظيمُ *** وجهُهُ طَلْـقُ المُحيّـا

قُمْ بنـا نَسعى إليهِ *** نَرتوي بالنّـور ريّـا

نَرتمي بـين يديـهِ *** قُمْ بنـا نسمو سويـّا

أيها العنقودُ ! هيّـا *** نَدخل التاريخَ.. هيّـا

لم نكنْ نحلُمُ يومـاً *** أنّنـا نلقى النّبيّـا !!





نفحات الهجرة…

شعّ الهدى، و البشرُ في بسماتهِ *** و اليُمن و الإيمان في قسماتهِ
و تفجرت فينا ينابيع الهدى *** و استيقظ التأريخ من غفواتهِ
" إقرأ و ربُّك" في حراء تحررت *** و الدهر غافٍ في عميق سباتهِ
جبريل حاملها و أحمد روحها *** إن الحديث موثّقُ برواتهِ
مُهج الملائك بالتلاوة تنتشي *** فتُقَبّل الكلماتِ فوق شفاتهِ
صلى عليك الله يا من ذكره *** قربى . . ونورُ الله من مشكاتهِ
يا من كساه الله حلّة سمته *** و كساهُ بالقرآن حُلّة ذاتهِ
لمّا أضاء الله مهجة قلبه *** هانت عليه الروحُ في مرضاتهِ
غسل الكرى عن أعين الدنيا كما *** يُجلى الدُّجى بالفجر في فلقاتهِ
و أنار بالآيات كلّ بصيرةٍ *** فكأن نور الشمس من قسماتهِ
و اقتاد للجنّات أسمى موكبٍ *** "إياك نعبدُ " تمتماتُ حداتهِ
إقرأ معاني الوحي في كلماته *** في نسكهِ و حياتهِ و مماته
لو نُظّمت كلّ النجوم مدائحا *** كانت قلائدهن بعض صفاته
يا من بنى للكون أكرم أمّةٍ *** من علمه . . من حلمه و أناته
صاروا ملوكا للأنام بعيد أن *** كانوا رعاءَ الشاءِ في فلواته
فسل العدالة و الفضيلة و الندى *** وسل المعنّى عن مُلمِّ شتاته
و سل المكارم و المحارم والحيا *** من غضّ عن درب الخنا نظراته؟!
من حطّم الأصنام في تكبيره *** من عانق التوحيد في سجداتهِ
من أطلق الإنسان من أغلاله *** من أخرج الموءود من دركاته؟!
من علّم الحيران درب نجاتهِ *** من أورد العطشان عذب فراتهِ؟!
من هدّ بنيان الجهالة و العمى *** وبنى الأمان على رميم رفاتهِ؟!
فإذا بأخلاق العقيدة تعتلي *** زور التراب و جنسه و لغاتهِ
وإذا لقاء الله يأسر في رضا *** وتشوّقٍ من كان عبد حصاته
ورأى جنان الخلد حقّا فازدرى *** دنياه . . و استعلى على لذّاتهِ
أرأيت إقدام الشهيد و قد سعى *** للحتف معتذراً إلى تمراته !!
حملوا الهدى للكون في جفن الفدا *** فتحرر الوجدان من شهواتهِ
خيّالة المجد المؤثل و العلا *** فكأنما ولدوا على صهواتهِ
سمّارة المحراب في ليل ، وإن *** نادى الجهاد فهم عُتاة كماته
في الهجرة الغراء ذكرى معهدٍ *** نستلهمُ الأمجاد من خطراته
تاريخ أمتنا . . و منبع عزّنا *** و دروبنا تزهو بإشراقاته
فيه الحضارة والبشارة والتقى *** ومُقِيل هذا الكون من عثراته
فتألقي يا نفس في نفحاته *** واستشرفي الغايات من غاياته..






دمتم بود








>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

جزاكـ الله الفردوس الأعلى
وكتب الله أجره بموازين حسناتكـ...


__________________________________________________ __________
جزاك الله خير .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك


__________________________________________________ __________
جزاك الله خير
وأشكرك ع الطرح القيم والمفيد


__________________________________________________ __________
جزاك اللة خير علي الطرح الرائع
ودي وردي

__________________________________________________ __________
سلمت لنا وسلم إبداعك
وجزآكي الله خيرا على ما تقدمية
تقبلي ودي واحترامي