عنوان الموضوع : حتى لا يهتف أطفالنا : نريد إسقاط النظام للبي بي
مقدم من طرف منتديات الشامل

[BACKGROUND="100 https://dc10.arabsh.com/i/03204/u8x4f5d5itds.png"]


بعد سنوات عجاف من الاستبداد السياسي والقهر
المجتمعي ثارت ثائرة الشعوب العربية في أكثر من قطر,
حيث بدأت شرارة الثورات من تونس وانتقلت إلى مصر ومنها إلى ليبيا واليمن وغيرها من البلاد العربية, التي توحدت على مطلب واحد هتفت به الملايين: "الشعب يريد إسقاط النظام".
فإذا كان هذا هو حال الشعوب العربية مع حكامها, فإن في بيوتنا على الحقيقة ثويرات يهتف بها الصغار, كل يوم, ربما في صمت معبر أحيانا, وغضب في أحيان أخرى, وتدمير في ثالث, على نحو ما يحدث في ثورات الكبار.
هذه الثويرات كلها تجتمع على مطلب واحد أيضا, الصغار يطالبون بالحرية.. الصغار يرفضون استبداد الكبار.. الصغار يرفضون القهر والتسلط من البيت والمدرسة والمجتمع ومن كل من ينتمي إلى عالم الكبار.
عزيزة هي الحرية
عزيزة هي الحرية ومطلب غال لكل نفس, حتى ولو كانت غير بشرية, ولنتأمل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حال تلك المرأة التي حبست الهرة, لا هي أطعمتها ولا تركت لها حريتها لتقتات من حيث تريد, فكان مصيرها النار.
وقد نعى القرآن على فرعون استبداده وطغيانه, وتسلطه على قومه, كما أنكر عليه ادعاءه الإلوهية وإنكاره دعوة موسى - عليه السلام -, في أكثر من موضع في كتاب ربنا, فقال - تعالي - : {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (غافر: 29).. وقال – تعالي -: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (القصص: 38).. وقال عز وجل: {قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ} (الأعراف: 123)
ففي الموضع الأول احتكر فرعون ظلما الرؤية الصحيحة وطريق الرشاد لنفسه دون بقية قومه.. وفي الموضع الثاني احتكر الإلوهية لذاته وفرضها على قومه بالحديد والنار.. وفي الموضع الثالث استنكر أن يخرج أحد من الرعية عن طوعه ويؤمن قبل أن يأذن له في ذلك.. وهذا أمر عجاب!!
وما كان النهي عن هذا الاستبداد واحتكار الصواب إلا لما يخلفه في النفس البشرية من انحراف واعوجاج, فتنشأ على الجبن والخوف والكذب والتملق, وكلها من الصفات الذميمة التي لا ينبغي لمسلم أن يتصف بها أو يتخذها سلوكا له في حياته.
فللاستبداد آثار شديدة السوء على الأمة والأفراد
على السواء, فهو يقطع على المصلحين طريقهم كما يقول الشيخ الغزالي, كونه يؤثر في طبيعة الأمة، ويحملها على الانزواء وراء مظاهر الرعب الذي يلقيه المستبد الحاكم في أفئدتهم.
ومن آثار الاستبداد كذلك أنه يطبع على الأمة طابع الاستخذاء والانطواء والمذلة، ويجعل الفرد منها لا يحس بكينونته واستقلاليته في مواجهة الآخرين فتذوب شخصيته وتُمحى في جانب الشخص المستبد أيا كان موقعه وسلطته.
قسط أكبر من الحرية
وإذا كان هذا الأمر مشاهدا في دنيا الكبار, فهو كذلك في دنيا الصغار, فهم في عالمهم يحتاجون إلى قسط أكبر من الحرية يمارسون فيه إبداعاتهم وأحلامهم دونما تدخل من الكبار والذين غالبا ما يفسدون عليهم حياتهم بكثرة تدخلهم ومحاولتهم استدراجهم إلى عالمهم الخاص بهم.
فبعض الآباء يذهبون إلى بيوتهم بنفسية وعقلية الحاكم المستبد التي طالما لعنها واستنكرها وصب عليها جام غضبه في حياته خارج البيت, لكن يسير على منوالها في بيته حذو القُذة بالقُذة, فلا اعتراض على قراره, ولا مناقشة لتصرفاته, ولا مجال لرأي آخر إلا رأيه هو, كما قال فرعون من قبل {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى}.
ثم تراه بعد ذلك يذهب يدلس على نفسه, كما يدلس الحكام المستبدون على شعوبهم, مدعيا أن هذا من مصلحة الأسرة كي يستقيم حالها ولا تنفلت الأمور, أو يبررها بأنها من ضروريات التربية حتى يتعود الصغار على احترام الكبار, وهو في ذلك جد مخطئ في فهم التربية ومنطلقاتها وآلياتها.
وفرق كبير بين التربية التي هي صياغة المؤمن الفعال المنتج المبدع الحر الأبي الذي يتأبى على الذل والضيم والخضوع والانكسار, وبين القهر والاستبداد والعنف الذي لا يولد إلا أذلاء خانعين.
ما أحوج هؤلاء الآباء أن يكرهوا لصغارهم ما يكرهونه لأنفسهم، فكما أنهم ينفرون من الاستبداد والتعنت، والظلم من الحاكم في الدولة, ومن المدير في العمل، عليهم ألاَّ يرضوا ذلك لصغارهم، الذين يدركون بمشاعرهم وخلجاتهم تلك التصرفات وتترك في أنفسهم جراحات عميقة لا تداويها الأيام والسنون.
مستبدون جدد
وما أشد حاجة هؤلاء الآباء أن يعلموا أنهم يربون باستبدادهم وخنق حريات صغارهم مستبدين جدد أو خانعين متخاذلين للأبد, فإن الطفل الذي ينشأ في بيئة تتصف بالاستبداد والقسوة، سيتعلم نفس الممارسات إذا وجد لذلك سبيلا, أو تراه يتجه ناحية الخداع والكذب في مواجهة كل سلطة للنجاة من العقاب الذي ينتظره, ويستبد به داء الخنوع لمن هو أقوى منه على الدوام.
حقا إن لصغارنا عالمهم الخاص الذي يعيشون فيه, وحرِيًّا بالكبار إذا ما حاولوا الاحتكاك بالصغار أن ينزلوا إلى عالمهم هذا الحالم ويعيشون فيه مع صغارهم ولا يفرضون عليهم فرضا مفاهيم وقيم الكبار, التي لا تناسب عقولهم فينكرونها ويرفضونها ويثرون عليها أو يذهبون بعيدا عن أعين الكبار ليمارسوا حياتهم على حرياتهم دون إملاءات من الكبار.
إن الزهرة الصغيرة إذا لاقت عوامل خارجية مساعدة، وجوا حرا طليقا تتفتح أكمامها ويفوح عطرها وتنمو نموا طبيعيا, أما إذا وجدت جوا مستبدا وحرية غائبة وقسوة شديدة فأنّى لها أن تخرج إلا على عوج, وعبثا تحاول أن تشم من رائحة زكية.
وهكذا صغارنا إذا ما كان لهم منبتا حرا كريما يدعم حرية الصغير وإبداعاته ويحترم شخصيته وميوله ويقدر حياته الخاصة, كانوا قرة عين لنا في كبرهم وفخر وعز لهذه الأمة, وإذا ما كان منبتهم مظلما بالاستبداد والقهر والطغيان والتسلط فلن يكون النبت إلا كلاّ على مولاه أينما يوجه لا يأتِ بخير.
ونحن لا نريد من ذلك الطرح إسقاط سلطة الآباء على بيوتهم وأبنائهم, ولكن نريد أن نربي صغارنا على الحرية التي معها تنمو كل الشيم والخصال الجميلة التي تحتاجها امتنا للتخلص من هذا الوباء والمرض المستوطن في أرضنا المسمى بالاستبداد.
نريد كآباء أن نستيقظ قبل أن يأتي طوفان الثورات الداخلية في بيوتنا ونسمع بآذاننا: الشعب يريد إسقاط النظام..
عصام زيدان,موقع رسالة الإسلام
[/BACKGROUND]

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

يعطيك العافيه على الطرح

__________________________________________________ __________
طرح مميز ،؛
/
يعطيييك الف عآإفيييية ~

__________________________________________________ __________
سلمت يداك ع الطرح الرائع
الله يعطيك العافيه
ودي ،..


__________________________________________________ __________
مشكووووو ع الطرح الجميل

__________________________________________________ __________
يعطيك العااااااااافيه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الضحكة الخجولة
سلمت يداك ع الطرح الرائع
الله يعطيك العافيه
ودي ،..

{................................................... ....
يآهــــــلآ بك
يعآفيك ربــــي يً عسسل

دوتس
()
.................................................. .........}