عنوان الموضوع : قرأنا لك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 1
مقدم من طرف منتديات الشامل

اكتفاؤه صلى الله عليه وسلم بالتعريض والإشارة في تعليم ما يُستحيا منه..

***

روى البخاري ومسلم1، واللفظ له ، عن عائشة رضي الله عنها :
((
أنَّ أسماء بِنْتَ شَكَل ، سألَتْ النبي صلى الله عليه وسلم عن غُسْلِ المَحيض2؟ فقال : تأخُذُ إحْداكُنَّ
ماءها وسِدْرَتَها3فتَطَهَّرُ ، فتُحسن الطُّهور ،ثم تصُبُّ على رأسها ، فتَدْلُكُه دلْكاً شديداً حتى تبْلُغَ شؤونَ
رأسِها4، ثم تصُبُّ عليها الماء ، ثم تأخذ فِرْصةً مُمَسَّكَةً فتطهَّرُ بها5.
فقالت أسماء : وكيف تطهَّرُ بها؟ قال : سبحان الله تطهَّرين بها6.
فقالت عائشة ـ وكأنها تُخفي ذلك7ـ : تتبَّعي أثر الدم8.
وسألته عن غسل الجنابة؟ فقال : تأخذ ماء فتطهَّرُ فتُحسِنُ الطُّهور ، أو تُبلِغُ الطُّهور ، ثم تَصُبّ على رأسها
فتدْلُكُه حتى تبلُغ شؤون رأسها ، ثم تُفيض عليها الماء9.
فقالت عائشة : نِعْمَ النساء نساء الأنصار ، لم يمنعهنَّ الحياءُ أن يتفقَّهنَ في الدين
))

***
1 ـ البخاري 1 :353 و354 في كتاب الحيض (باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض) ، ،
ومسلم 4 :15 في كتاب الحيض أيضاً .
2 ـ أي عن الغُسْلِ بعد انتهاء الحَيْض .
3 ـ السِّدْرة :
واحدةُ ورق السِّدر ، وهو شجرٌ معروف ينبُت في الأرياف والجبال والرَّمْل ، ويُسْتَنْبَتُ
فيكون أعظمَ ورقاً وثمراً . وثمرةُ الرّيفيِّ منه طيبةُ الرائحة ، وورقُه يَقلَعُ الأوساخ ويُنقّي البشرة
ويُنعِّمُها ، ويشُدُّ الشعر .
وإذا أُطلِقَ (السِّدر) في (باب الغُسل) فالمراد به الورق المطحون منه .
أفاده الفيومي في ((المصباح المنير)) والحكيم داود الأنطاكي في ((تذكرته)) .
4 ـ شؤون الرأس : مَواصِلُ قبائل قُرون الشعر ومُلتَقاه . والمراد : طلبُ إيصال الماء إلى منابت
الشعر ، مُبالغة في الغسل والنظافة .
وهذا الفعل من المرأة أمرٌ مستحبٌّ شرعاً ، أخذاً من هذا الحديث الشريف .

***
6 ـ لم يُفصِح لها رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تتطهَّرُ بتلك القِطعة الممسَّكة ، إذْ كان موضع
ذلك مما يُستحيا من ذكره ، واكتفى بالتسبيح إيذاناً أن ذلك ينبغي أن يكون معلوماً لديها من أمثالِها
من النساء .
7 ـ معناه : قالت لها عائشة كلاماً خَفِيّاً تَسمعُهُ المخاطَبة وحدها ، ولا يسمعه الحاضرون في المجلس .
وجملة (كأنها تُخفي ذلك) مُدرجةٌ من كلام الراوي في الحديث ، وليست من كلام عائشة رضي الله عنها .
8 ـ أي موضعه الذي يخرُج منه ، فادلُكيه بتلك القُطنة المطيَّبةِ الممسَّكة ، لتزول الرائحة المُنفِّرة من بقايا
الحيض .
9 ـ أرشدها صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف إلى أن الغسل من الحيض ، يزيد على
غُسل الجنابة ، باستحباب وضع السِّدر في مائه ، ثم بتطييب موضع الدم بعد الفراغ من الاغتسال منه .
في هذا الحديث الشريف من الأمور التعليمية الشيءُ الكثير :

***

*التسبيحُ من المعلِّم عند التعجُّب . ومعناه هنا :
كيف يخفى عليكِ هذا الظاهرُ الذي لا يُحتاجُ
في فهمه إلى فكر .
*واستحبابُ الكنايات عند تعليم ما يتعلَّق بالعَوْرات .
*وسؤالُ المرأةِ العالم عن أحوالها التي يُحتشَمُ منها .
*والاكتفاءُ بالتعريض والإشارة في الأمور المستهجَنة .
*وتكريرُ الجواب لإفهام السائل .

وإنما كرَّره عليه الصلاة والسلام ، مع كونها لم تفهمه أوَّلاً ، ،
لأن الجواب به يؤخذُ من إعراضه صلى الله عليه وسلم بوجهه عند قولِه للسائلة :
(تطهَّري) ، أي في المحلِّ الذي يُستحيا التصريحُ به في مواجهة المرأة . فاكتفى بلسانِ الحال

عن لسانِ المقال . وفهمَتْهُ عائشة رضي الله عنها ، فتَولَّتْ تعليمَ السائلة .
*وفيه أيضاً من الأمور التعليمية :
سَواغِيَةُ تفسير كلام العالم بحضرتِهِ ووجودِه لمن خَفِيَ عليه ،
إذا عَرَف أن ذلك يُعجِبُه .
*وجوازُ الأخذِ عن المفضولِ ـ وهو عائشة ـ
بحضرة الفاضل وهو سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
*وصحّةُ العَرْضِ ـ أي القراءة من الطالب ـ على (المُحَدِّث) إذا أَقَرَّه، ولو لم يَقُل عَقِبَ
ما عرَضه عليه : (نَعَمْ) .
*وأنه لا يُشترَطُ في صحة تحميل العلم فهم السامع لجميع ما يسمعُه .
*والرِّفْقُ بالمتعلِّم ، وإقامةُ العُذْر لمن لا يفهم . =
*وأنَّ المرءَ مطلوبٌ منه ستر عيوبِه ،

وإن كانت مما جُبِلَ عليها ، وذلك من جهة
أمرِهِ صلى الله عليه وسلم للمرأة بالتطيُّبِ ، لإزالة الرائحة المكروهة .
*وعدم مواجهة السائل بجوابه في مثل هذه الأمور المُستحيا منها ، فإنه قال لها :
(تأخُذُ إحداكُنَّ) ولم يقل لها : (تأخذين) رعايةً لزيادةِ الأدب في هذا المقام .
*وحُسْنُ خُلُق المعلِّم الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وعظيم حاله وحَيائِه ، زاده الله
تشريفاً وتكريماً وتعظيماً بأبي هو وأمي .
***


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

اللهم صلي ع أشــرف خلقكـ

بُوركـت جهودكـ القيمه

ودي

__________________________________________________ __________
اللهم صلي وسلم على قدوتنا وحبينا محمد
صلى الله عليه وسلم...


جزاك ربي خير الجزاء


__________________________________________________ __________
جزاكى الله خيرا وزادك من الله من فضله ومن نعمه ياريت بقى لو حضرتتك تستمرى على هذا الشكل لو انتى حابه تنقلى لينا معانىو تفاسير الاحاديث فى الفقه يبقى بجد ثوابك عند ربنا بير اوى انك بتعلمينا حاجات احنا مشن عرفها او ناسينها مع ان فى ناس بتكسل تعمل حاجه الصراحه

__________________________________________________ __________
جزاك الله خير على مانقلته لنا

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سبحان الله كيف كان رسولنا الكريم يعلّم

الكبير والصغير ذكوراً وإناثاً كلٌ بما يناسبه



أختكم

في الأرجوحة

__________________________________________________ __________
جزاك الله خير ع الطرح القيم

جزااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك الله خيررررررررررررررررررررررررررررر...