عنوان الموضوع : مناغشات فقراء ( فعالية رسائل دعوية )
مقدم من طرف منتديات الشامل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل الخير

سأوجه رسالتي للفقراء , ولكن ليس فقراء المال , بل فقراء من نوع آخر

جميعنا نعتقد بأننا أُناس منطقيون , لا نخطئ , عقولنا فذّة وأفكارنا صحيحة ومفاهيمنا سليمة ...

ولا عيب في ذلك , بل فعلا يجب أن نكون كذلك , لكل منا شخصيه مستقله وأفكار ومعتقدات ومفاهيم تعطي لحياتنا المعنى ..

سأكسر معكم قيود الحديث التقليدي قليلا لنحلّق خارج أسوار روتينيتنا وننظر من زاوية أخرى للأمور التي تدور من حولنا ..


( أ )

شاخت وشُلـّت أطرافها وانحنى ظهرها وباتت رميما لا يحرك ساكناً ..

لا تستطيع قضاء حاجتها سوى في موضعها ولا تستطيع الأكل إلا بمُطعـِم ..

تثاقلوا زيارتـها كل أسبوع مرة يجالسونها بضع ساعات , وآثر من حولها جلسة الأصحاب عن صحبتها

فهي حمل ثقيل , مأجور من تحمّله ومعفي من الذنب من استثقله , فلا طاقة لأحد بذلك إلا من يأخذ المال بالمقابل ليعمل في خدمتها ..

وإن وُجد البار من سيفعل هذا طواعيةً ( الحالة النادرة) سيفعل ذلك كتلبية لنداء الواجب منتظرا لـجزاء الرب , يترقّب الموت لها في أي لحظة

ناظرا لوريقات التقويم يحسب نهاية الحياة مسلماً بذلك .. وينظر له الناس بأنه الشخص الخارق ببره لها يتناقلون امره في مجالسهم ..


( س )

وُلدنا في هذه الدنيا عراة ضعفاء سفهاء عنّا القلم مرفوع

لا نملك إطعام أنفسنا ولا إكساء عوراتنا ولا تنظيف أجسادنا من سوءاتنا

سخّرت نفسها وعقلها وقلبها وجهدها لنا , فكانت قلعة حصينة تحفظنا وترعانا مما حولنا

لم ترتقب أجراً ولم تنظر لمقابل بل فعلتها لأنها ( تحبك ) ..

نظرت لوريقات التقويم تحسب لنا أيامنا بنظرة الخلود الذي لا تتقبل زواله منّا تتحملنا وتخدمنا قرونا عديدة

دون كلل أو ملل من لذيذ مأكل ونظيف ملبس

ولا ترى جزاء لها خير من قربك لها لأنها ( تحبك )

ليست شخص خارق لأنها تفعل ماتفعل لأنها لطالما فعلت ماتفعل في كل زمان ومكان على سطح هذا الكوكب


سؤال : هل مازلت تعتقد صدقاً بأنك تحبها ؟

-----------------------------------------------------

( ت )

يتـذمّر من الدنيا وما آل إليه مآلها

إدارات تعج بالبيروقراطية والتعامل اللامهني واللا أخلاقي

أناس يأخرون أوراق بسبب كوب من الشاي ينتظرونه لإحتساءه

ويعطلون المعاملات لقراءة عنوان بالبنط العريض في الصحيفة اليومية

متجهمين مكشرين كقنبلة موقوتة تنتظر منك شرارة بسيطة لتنفجر في وجهك ويلحق أذاها من حولك من المراجعين

وأناس آخرين يشاركونك يومياتك , يبتسمون في وجهك ويشتموك في ظهرك , وآخرين يغتصبون الحقوق وينتهكون الأعراض

يقتلوا النفس التي حرمها الله ويخلفون الوعود ويفرطون بالأمانه حتى تكاد تفكر 1000 مرة قبل أن تستودع احدهم مالك

( ي )

الدنيا هي زمان ومكان نشأ كليهما منذ خلق الله الأرض بعد ستة أيام

هي الدنيا كما هي منذ فجر الحياة , شمس وقمر , ليل ونهار , ماء وسماء , جبال وهضاب

إذا كان مفهوم الدنيا هكذا إذاً من أين أتت هذه الفوضى العارمه ؟

هي نحن , أنا وأنت وجاري وجارك وابن عمي وابن خالك

نحن هم المسوخ التي جعلت من الزمن أمر يصعب مقاومة لحظاته

الوزير والغفير والموظف والشرطي والبائع والمهندس والسياسي والمزارع كلهم نحن

ونحن من ابتدعنا قبح الدنيا لنواري ظلمنا لأنفسنا خلف أستارها

( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

ان تغيرت انا وانت واخي وابن عمي وخالي وجدي وابني تغير حالنا جميعا لأننا القوم


سؤال : هل عقلت مسؤليتك الفردية اتجاه نفسك في الدنيا ودورك التوعوي في محيطك ؟

-------------------------------------------------------

( ق )

قوارير لم يُرفق بهشاشة عواطفها ورقة أحلامها

جرجرت لحب وهمي لتعطي ماتعطي وينسحب الحبيب عنها بتغلـّي

متلذذا برجائها واستعطافها له بالتصريح والذلـّة التي لا يبالي بها

فهو المغرور الذي يطير كالجراد يقتنص الشجرة هذه وتلك فيأكل روحها ويبقي حطامها

فيطير لغيرها متفاخرا بكم الشجر الذي هتك بأرواحها وإن لم يهتك بأجسادها

مختبئا بين ركام الظلال في ظلام محيطه , يعتقد بأنه يواري عن الناس خبثه

( ظ )

لا أحدثك بشكل ديني فإن لم يردّك علم الساعة وأهوالها

ولم يردك خوفك على عرضك من طرقات أبواب قد طرقتها

فهذا شأنك مع المستقبل ولكن دعني أبصرك بأمور قد غفلتها

ستصغر في العيون مهما كبرت وتُفقد بين الناس وأنت حاضر

ستبصر صحبك في السماء قد ارتفعوا وانت مع الأيام قد سَفـَلت

ستأسرك الخطية وأنت محب لها ولكنك ستدرك بعد حين انك قد سجـنتَ

ولا تقل أن الصبا فيه امتهال وتنسى كم صغير قد واريت تحت الثرى

ستتمادى وتتمادى فتفقد لذة الخطيئة وتبقى حسرة الذنب وهذا هو الخسران المبين

ستستتر يوم وشهر وسنه وسنتين ولكن سيكون لك بيوم طيحه على قدر امتداد سترك

راجع نفسك دامك اليوم قادر , لأن وقت الجد ستتمتم بينك وبين نفسك بياليت وياليت

فلا تدري أي الدعوات التي ستُفتح أبواب السماء لـها من ذلك الحطام الآدمي الذي تركه خلفك

انت من ستختار شكل مستقبلك ببناء حاضرك

سؤال : هل تعتقد بأن طريقة بناؤك اليوم ستنتهي بك في مكان عليّا أم في أدراك السراديب السفلى ؟


---------------------------------

ولمحب الزياده اقول له في القول قولان


وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تحياتي للجميع



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

موضوع رائع وكأني اعيش مراحل الموجودة في الموضوع

خطوة خطوة وكلمة كلمة

شكرا علي الطريقة الرائعة

في سرد الموضوع

بفعل نحن نعيش في فوضة عارمة

ودوما نكون ضد منطق الحياة

بمختلف التصرفات التي يتقبلها مرات العقل

ومن بداية اليوم ونحن نجري ونجري

ومرات لانصل لمانريد

دائما هناك اختلاف وتناقض

دائما هناك صعود ونزول

دائما هناك طيب وخبيث

ودوما هناك جديد وجديد

هذه هي الحياة

لابد أن نتأقلم معها ونحاول السير

حسب مفهومنا ومبادئنا لابد

أن تكون صالحة ولاتختلف عن شريعتنا السمحة

الله يعطيك العافية


__________________________________________________ __________
سأوجه رسالتي للفقراء , ولكن ليس فقراء المال , بل فقراء من نوع آخر


نعم ليس الفقراء فقراء المال . وكما قال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
الفقراء هم من ذكرتهم بموضوع المميز اخي محمد شدني تسطيرك عن الام وكيف تعبت لاجلنا وكلنا مقصرين برد القليل مما قدمته لنا ولاابخس النقاط الاخرى فهي مع الاسف واقعية ولاينكرها احد بزمن الذي تغير في الحال من حال الى حال .
جزاك الله خير رسالة دعوية مميزة بأسلوب ومضمون قيم


__________________________________________________ __________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كل هذه الصور تعيش بيننا
لاحول ولا قوة الا بالله
ماذا يجري !! وكأن نهاية العالم قربت

غش ونفاق وظلم وجحود وعقوق ومكر واحتيال

أي زمان هذا حينما تخرج الأم بنفسها تبحث عن دار للمسنين يأويها آخر أيامها !! هي التي أفنت عمرها في تربية وخدمة أبناءها الخمسة وأوصلتهم لاعلى المراتب وزوجتهم !! يصل بها الحال هي تبحث بنفسها على دار للعجزة وكبار السن !! هذه السيدة أدمت قلبي والله تصوروا تخشى أن تصل لأرذل العمر ولم تجد من يهتم بها !! أي زمان هذا أهكذا تكافئ الأم ( حسبي الله ونعم الوكيل )هذه السيدة موجودة قابلتها من فترة في دار للمسنين عربية مسلمة !!

أصحى ياغافل

أستيقظ
قبل فوات الأوان

سلمت يداك أستاذ محمد رسائل تذكير وتنبيه توعية لمن غفلت عيونهم عن الحقيقة وعاشين الغفلة ونسوا ان الله عليهم رقيب لن يفلتوا من عقاب الله
كيف سيتواجهوا مع الله يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم

سلمت يداك
جعلها الله في ميزان حسناتك

بالتوفيق أن شاء الله


__________________________________________________ __________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رسالة قيمة جدا كما اشرت الفقر الحقيقي فقر الأخلاق وحسنات الميزان يوم الحساب
مميز مديرنا الراقي محمد واخونا المبدع

بالتوفيق لك ولجميع المشاركين


__________________________________________________ __________


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك مديرنا الفاضل
وجعله في ميزان حسناتك
طرح في غاية الروعة
حمل جمال الفكرة
وعميق العبرة
وماأكثر تفشي هذه الحالات في مجتمعنا الإسلامي
لقد قست القلوب وعم الفساد الكون
حسبنا الله ونعم الوكيل
بالتوفيق يارب