عنوان الموضوع : اللباس والصراع الإسلامي – الصهيومسيحي - شريعة اسلامية
مقدم من طرف منتديات الشامل



[BACKGROUND="90 #000000"]





اللباس والصراع الإسلامي – الصهيومسيحي







قضية اللباس في الإسلام سواء للرجل أو للمرأة من القضايا الهامة، وقد أفردت لها ولضوابطها أبواب في الفقه الإسلامي، كما أنها في أحد جوانبها ترتبط بالعقيدة الإسلامية، وخاصة في باب الولاء والبراء كما ذكر ابن تيمية رحمة الله عندما قال: "المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس؛ فإن اللابس لثياب أهل العلم يجد في نفسه نوعا من الانضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة - مثلا - يجد من نفسه نوعا أنه تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيا لذلك، إلا أن يمنعه مانع، كما أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين"؛ لذلك فإن الإسلام قد اهتم بقضية اللباس اهتماما خاصا.


اللباس وصراع الحق والباطل


إن رمزية اللباس في الإسلام تنطلق مرجعيتها من قصة خلق آدم وزوجه حواء - عليهما السلام -، حيث كان لباس الجنة رمزاً للرضا الإلهي، وبمجرد ارتكابهما للخطيئة تحول ذلك إلى عري! فالعري هو رمز التمرد على الخالق. إنه إذن رمز الشيطان! قال تعالى: "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى، إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى، فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى، فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى"(طه: 117-122). هذه الآيات تلخص قصة اللباس كيف بدأ في تاريخ الإنسان، حتى إن الصراع بين الحق والباطل الممتد منذ بدء الخليقة وحتى وقتنا الحاضر في أحد جوانبه هو صراع بين الستر والتعري، والحملة التي تقودها قوى الباطل في العالم الآن على حجاب المرأة هي إحدى تجليات هذا الصراع الممتد.


اللباس وصراع الحضارات:


والأمر لا يتوقف عند حد الصراع بين الحق والباطل، بل إنه في إحدى صوره يسجد طبيعة الصراع الثقافي والحضاري بين الأمم، يقول الدكتور فريد الأنصاري: "اللباس عموماً في الإسلام، سواء منه ما تعلق بالرجال، أو ما تعلق بالنساء، له دلالة سينمائية ترجع في رمزيتها إلى مقاصد دينية تعبدية، تضرب حقيقتها في عمق التصنيف الاعتقادي، وتتشكل صورتها في صلب الانتماء الحضاري، والتميز الثقافي.


ونسوق في هذا الإطار قصة ذكرها الدكتور عبد الوهاب المسيري لبيان الأبعاد الحضارية للزى الذي يرتديه الإنسان، حيث يحكي قائلا: "حين وصلت إلى الولايات المتحدة عام 1963م ذهبت إلى جامعة ييل لقضاء الفصل الصيفي فيها، ودعيت إلى حضور مسرحية لشكسبير، فذهبت لمشاهدتها دون أن أرتدي جاكتة، ولا رباط عنق، فهمس أحد الأساتذة الأمريكيين في أذني بأنني لا بد أن أفعل وقال: "ألا يستحق شكسبير منك ذلك؟" ، وحيث إنني أحب شكسبير وأجله، عدت إلى غرفتي، فارتديت جاكتة ورباط عنق علامة احترامي لشكسبير وذهبت، وشكرني أستاذي على حسن أدبي.


ولكن قبل عودتي إلى مصر في عام 1969م ارتديت الجاكتة ورباط عنق للذهاب إلى المسرح مع بعض الأصدقاء الأمريكيين، فكنت موضع سخريتهم؛ لأن ارتداء الجاكت كان قد أصبح موضة قديمة وعلامة من علامات التخشب والتجمد.
أدركت ساعتها أن الجاكت ليس مجرد شيئا ماديا يستر به الإنسان جسمه، ويدفئ بدنه، وإنما هو علامة على شيء ما، لغة حضارية كاملة (ساعتها قررت أن أتحدث لغتي، وألا أتحدث لغة الآخرين، وإلا أصبحت ببغاء في أسوأ تقدير، وقردا في أحسنه! ساعتها قررت ألا أتبع الموضة أو آخر صيحة وأن أخضع كل شيء للاجتهاد).


اللباس والحرب الاقتصادية:


الصراع امتد من كونه صراع عقدي وحضاري، إلى صراع اقتصادي، تشنه حضارة مغايرة على مجتمعاتنا لاستنزاف مواردنا، ودفع فتياتنا وبناتنا لإنفاق المليارات على منتجاتهم الملابس العارية بدعوى مواكبة (الموضة)، حتى أصبحت متابعة الموضة هي الشغل الشاغل لكثير من فتياتنا، حتى قدرت إحدى الدراسات سوق الموضة في الخليج بنحو 6.6 مليار دولار في العام، كما أن مستوى الإنفاق عليها يشهد نمواً كبيراً.
إن تلاعب مصممو الأزياء يستغلون النساء في الترويج لتجارتهم؛ لأن المرأة مفطورة على ، والظهور بالمظهر اللائق، لذا يُركزون على مفاتن المرأة، ففي كل عام يصممون موضة جديدة، وملابس جديدة، وجعلوا لكل وقت لباس خاص به، فلباس الصباح لا يصلح للمساء، وجعلوا للسهرة وللفرح وللزيارة ألبسة خاصة بها، وجعلوا كل موسم لباس خاص به، فالشتاء غير الربيع، غير الصيف، وإذا انتهت موضة الملابس لا تُلبس حتى وإن كانت جديدة، وجعلوا لكل ثوب، أحذية خاصة بها، حتى عجزت الدواليب عن حمل ما فيها. إن أعداء المسلمين بما يُقدمونه من موضات وأزياء، يُفسدون المرأة، ويستنزفون أموال المسلمين، ويسخرون بعقول النساء.


وبعد هذا يمكننا أن نتفهم العلاقة بين الدعوة السافرة الموجهة ضد المرأة المسلمة للسفور والعري الجسدي - باسم الزينة والحضارة والثقافة والتقدم والمودة ! - وبين الخطة الصهيومسيحية للسيطرة على الأمة الإسلامية وتدميرها.













[/BACKGROUND]


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

جزاك الله الفردوس الأعلى
وكتبه بموازين حسناتكــــــ .....


__________________________________________________ __________
موضوع و طرح راقي
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________