عنوان الموضوع : المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية - شريعة اسلامية
مقدم من طرف منتديات الشامل

السلام عليكم ورجمة الله وبركاته






المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية
أميـــر بن محمـــد المــــــدري
إمام و خطيب مسجد الإيمان - اليمن - عمران

(63)يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم .... الآية - (64) يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن .... الآية - (65) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا
(63)يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم .... الآية
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) الحجرات 11 .
وقد يسخر الرجل الغني منالرجلالفقير . والرجل القوي من الرجل الضعيف , والرجل السوي من الرجل المؤوف . وقديسخرالذكي الماهر من الساذج الخام . وقد يسخر ذو الأولاد من العقيم . وذو العصبيةمناليتيم . . . وقد تسخر الجميلة من القبيحة , والشابة من العجوز , والمعتدلة منالمشوهة, والغنية من الفقيرة . . ولكن هذه وأمثالها من قيم الأرض ليست هي المقياس , فميزان الله يرفع ويخفض بغير هذه الموازين !
ولكن القرآن لا يكتفي بهذا الإيحاء , بل يستجيش عاطفة الأخوة الإيمانية , ويذكر الذين آمنوا بأنهم نفس واحدة من يلمزها فقد لمزها: (ولا تلمزوا أنفسكم). . واللمز:العيب
فبين المعاملة التي ينبغي أن تكون بين الأقوام رجالا ونساء ، شعوبا وقبائل بكافة ألوانهم وعقائدهم ومراتبهم الاجتماعية ، وحث المؤمنين على أن يكونوا القدوة في الالتزام بهذا التوجيه القرآني الذي ينهى عن ثلاث مساوئ خلقية تمنع المودة وتصد عن طريق الحق ، وتثير الأحقاد والفتن والعناد ، وهي : السخرية واللمز والنبز .
فالسخرية هي أن ينظر الإنسان إلى أخيه بعين الاحتقار والاستصغار ، ولعل من سخرت منه أو احتقرته أعلى وأجل منك في ساعته تلك ، ولعله يتوب بعد ذلك فتقبل توبته ، ولعله يسلم فيحسن إسلامه وتكون مرتبته عند الله أعلى منك . ولعل سخريتك منه تثير في نفسه العزة بالإثم ، فيزداد صدودا عن الحق وحقدا على أهله ، فيكون لك من الوزر بذلك نصيب .
واللمز :هو ذكر الإنسان أخاه في حضرته بعيوبه .
أما النبز: فهو مناداة الإنسان أخاه بألقاب يكرهها أو يعدها محقرة ، أو مثيرة للسخرية .
وسواء كانت السخرية واللمز و النبز بين الأفراد أو بين الأقوام والجماعات ؛ فإن ذلك محرم يجب الإقلاع عنه ، والمؤمن أحق من يلتزم بذلك ؛ لأنه داعية إلى الإسلام وقدوة فيه ، لاسيما إذا ارتكب هذا الإثم في حق المؤمنين ؛ لأنه بذلك يكون قد نبز نفسه وحقرها وسخر منها ، فالمؤمنون جسد واحد ، ولذلك قال سبحانه :{ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب } أي لا ينادي بعضكم بعضا بها .

وصلى الله على محمد وعلىآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
(64)يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن .... الآية
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد:
قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ، واتقوا الله إن الله تواب رحيم )) الحجرات 12 .
وإذ حض سبحانه وتعالى في الآية السابقة على إساءة الظن بالفاسق و التبين في أقواله وتصرفاته، نهى هنا عن إساءة الظن بالمؤمنين وعن التجسس عليهم ، ومحاولة الاطلاع على أسرارهم أو نقلها إلى أعدائهم ، وعن اغتيابهم ، وانتهاك أعراضهم في غيبتهم ، وقد أخرج البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم (( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك )) .
والغيبة ثلاثة أوجه في كتاب الله تعالى : الغيبة ، و الإفك ، والبهتان . الغيبة أن تقول ما في أخيك ، و الإفك أن تقول فيه ما بلغك عنه ، والبهتان أن تقول ما ليس فيه .
وقد عد سبحانه وتعالى هذه الموبقات بمثابة أكل لحم المؤمن ميتا ، فقال : (( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )) ، وهذا غاية البشاعة واللؤم والانحطاط . وكما أن الميت لا يحس بأكل الآكلين ، كذلك الغائب لا يسمع ما يقوله فيه المغتاب . والفعلان معا ( الغيبة وأكل لحم الميت ) في التحريم سواء . وفي الحديث المستفيض : (( فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم)) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أكل بمسلم أكلة ، فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسي ثوبا برجل مسلم ، فإن الله عز وجل يكسوه مثله من جهنم ، ومن قام برجل مسلم مقام رياء وسمعة ، فإن الله تعالى يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة )) (الأدب المفرد 1/93 - حديث 240 ).
وفيحديث رواه أبو داود:عن أبي هريرة قال:قيل:يا رسول الله , ما الغيبة ? قال صلى الله عليه و سلم ذكرك أخاكبمايكره ( . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ? قال صلى الله عليه و سلم (إن كان فيه ما تقولفقداغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقولفقدبهته " . . ورواه الترمذي وصححه .
وقالأبو داود: , عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا"قال عن مسدد تعني قصيرة ( فقال صلى الله عليه وسلم لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)قالت:وحكيت له إنسانا . فقال صلى الله عليه وسلم ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا" . .
وروىأبو داود بإسناده عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( لما عرج بيمررتبقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم . قلت:من هؤلاء يا جبرائيل ?قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) .
ولما اعترف ماعز بالزنا هو و الغامدية , ورجمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إقرارهما متطوعين وإلحاحهما عليه في تطهيرهما , سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه:ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب ! ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر بجيفة حمار ,فقال( أين فلان وفلان ? انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار ) . قالا:غفر الله لك يا رسول الله !وهل يؤكل هذا ? قال صلى الله عليه وسلم فما نلتما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه . والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها "
كما أن التعفف عن دماء المؤمنين وأعراضهم وأموالهم طريق للتقوى ومدعاة للتوبة والرحمة وهو ما يشير إليه قوله تعالى (واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) .
وصلى الله على محمد وعلىآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً

(65) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، و بعد:
قال تعالى : ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) الحجرات 13.
كان النداء في هذه الآية بقوله تعالى ( يا أيها الناس ) خطابا لما يعم المؤمن والكافر مما ترتب على كونهم من أصل واحد هو آدم وحواء ، وتذكيرا لهم بحقيقة كونية ، هي أنهم خلقوا من نفس واحدة ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )) النساء 1 وهذا ما يؤكد الأخوة البشرية الشاملة التي لا تفرق بين مسلم وكافر ، أبيض أو أسود أو أحمر إلا بالتقوى ، وأن هذه الأخوة مدعاة بين الأفراد والشعوب والقبائل إلى التعارف بما يؤدي إليه من أعمال البر والإحسان والتناصح والمعاملة الكريمة ، والتعاون على معرفة الحق والعمل بمقتضاه . وأن ما يميزهم عن بعضهم شئ واحد هو التقوى التي هي ثمرة الإيمان الحق الذي هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان ، واتقاء الشرك ظاهرا وباطنا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله ))
ياأيها الناس . يا أيها المختلفون أجناسا وألوانا , المتفرقون شعوبا وقبائل .إنكممن أصل واحد . فلا تختلفوا ولا تتفرقوا ولا تتخاصموا ولا تذهبوا بددا .
ياأيها الناس . والذي يناديكم هذا النداء هو الذي خلقكم . . من ذكر وأنثى . .وهويطلعكم على الغاية من جعلكم شعوبا وقبائل . إنها ليست التناحر والخصام . إنماهيالتعارف والوئام .فأما اختلاف الألسنة والألوان , واختلاف الطباع والأخلاق ,واختلافالمواهب والاستعدادات , فتنوع لا يقتضي النزاع والشقاق , بل يقتضي التعاونللنهوضبجميع التكاليف والوفاء بجميع الحاجات . وليس للون والجنس واللغة والوطنوسائرهذه المعاني من حساب في ميزان الله . إنما هنالك ميزان واحد تتحدد به القيم ,ويعرفبه فضل الناس: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). . والكريم حقا هو الكريم عندالله. وهو يزنكم عن علم وعن خبرة بالقيم والموازين: (إن الله عليم خبير). .وهكذاتسقط جميع الفوارق ,وتسقط جميع القيم , ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة ,وإلىهذا الميزان يتحاكم البشر , وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف البشر في الميزان .
وقدحارب الإسلام هذه العصبية الجاهلية في كل صورها وأشكالها , ليقيم نظامهالإنسانيالعالمي في ظل راية واحدة:راية الله . . لا راية الوطنية .ولا رايةالقومية . ولا راية البيت . ولا راية الجنس . فكلها رايات زائفة لا يعرفها الإسلام .
قالرسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم بنو آدم , وآدم خلق من تراب . ولينتهين قوم يفخرونبآبائهم , أو ليكونن أهون على الله تعالى من الجعلان ) .وقالصلى الله عليه وسلم عن العصبية الجاهلية( دعوها فإنها منتنة ) .اللهم تب علينا توبة صادقة نصوحاً. اللهم اغفر لنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك . أشهد أن لا إله إلا أنت .

و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

بوركت في ما طرحت

جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك

و جمعنا على فعل الخير


__________________________________________________ __________
بارك الله فيكي أختي ..

موضوع قيم ..جعله ربي في موازين حسناتك .

__________________________________________________ __________


جزآك الله خير الجزاء ونفع بِك
وأسأل المولى أن يجعل الجنة مثوانا ومثوآك
بغير حساب ولآ سابقة عذاب .
بحفظ الرحمن .


__________________________________________________ __________
اسئل الله الا يحرمك الأجر .

__________________________________________________ __________


اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك اللهم كل خير
وجعل مقامك جنان الفردوس في عليين
طبت بحفظ المولى ورعايته



بارك الله فيك وجعل الأجر ثوابك