عنوان الموضوع : لا تقبل بأقل مما تستحق رسالة أب إلى ابنه للرجل
مقدم من طرف منتديات الشامل

بُنيّ يا أحبَّ الناس أجمعين،، كم أحبُّ لك أيها الغالي أن تتعلم، في وقت مبكر من عمرك، هذا

الذي سأحدثك عنه حول قيمة الشعور بالاستحقاق، فإني لم أُدرك قَدْرَ تلك القيمة، ولم أعرف آثار

غيابها، إلا بعد أن انقضى من العُمر جُلُّه، ولم يبقَ منه - فيما أظنُّ - إلا أقلُّه، وفقاً لما يؤشر إليه

منحنى الصحة، الذي استدار واتّجه نحو الانحدار. وحين دخلتْ قيمة (الشعور بالاستحقاق) تلك

مجال الانتباه والوعي لديّ، متأخرةً، كانت آثار جهلي القديم بها، أو غفلتي عنها، قد استشرتْ

واستحكمتْ، وغلبتْ وتمكّنتْ، وكانت جذورها قد امتدت في عمق الماضي، وتغلغلت فروعها في

مكوّنات الحاضر وجَنباته، فما عاد اجتثاثها ممكناً، ولا الحدُّ من تمددها بمقدور عليه.

الشعور بالاستحقاق يا بُنيّ، جزء من الثقة بالنفس، لكننا كثيراً ما نغفل عن أهميته وقيمته حين

نبحث في جوانب تلك الثقة أو نتحدث في أمرها. والمقصود بهذا الشعور هو إحساس المرء بأنه جدير

بأن تثبت له جميع الحقوق الطبيعية والقانونية التي يتمتع بها الإنسان، وبأن من حقه أن يحصل

على أفضل ما يتناسب مع قدراته وإمكاناته وطاقاته المبذولة. إنه إيمان الفرد بأن من حقه أن يختار،

وينجح، ويتفوق، ويعيش حياة كريمة، ويتمتع بالحرية والكرامة، وينال مقابلاً عادلاً لجهوده. لا يمنّ

أحد عليه في ذلك، فليس لأيٍ كان أن يدعي فضلاً حين يؤدي إلينا حقوقنا. فحقوقنا ليست منحة

يتفضّل بها علينا شخص أو مؤسسة أو جهة، وحين يسلبنا أحدٌ أَياً من تلك الحقوق ثم يردها إلينا،

فإنه يكون بذلك قد انتهى عن فعل خاطئ أتاه، ولا يكون متبرعاً ولا متفضِّلاً.

ولست أعني في حديثي هذا إليك عن الحقوق، تلك الحقوق القانونية وحسب، وإنما أعني الحقوق

الطبيعية كذلك، وجوهر الحق ومحوره ومداره – يا ابْني - هو (قيمة) معنوية أو مادية، تثبت لك

فتستأثر أو تختص بها، ويكون تصرفك بما يترتب عليها مباحاً، وذلك بحكم كونك كائناً بشرياً، وبحكم

الأخلاق، وبمعيار طبائع الأشياء ومنطق الأمور، وبإملاء من المبادئ الإنسانية، وليس بحكم القانون

وحسب، والحق بهذا المعنى تكون له قدسية خاصة، وحماية تحيطه وتمنع مساس الآخرين به،

ويغدو احترامه واجباً، وأداء الناس له أو لما يترتب عليه أمراً يفرضه القانون، أو توجبه الأخلاق.

يا بني، إن الشخص الذي يفتقد الشعور بالاستحقاق يقبل مثلاً بوظيفة أقل بمستواها أو بأجرها

مما تؤهله له ملكاته ومهاراته، ويرضى بمستوى من التعليم أقل مما يستأهله قياساً لقدراته

العقلية واستعداداته، ويرضى بخيارات كان يمكنه أن ينال أفضل منها. فلا تقبل يا ابْني بموقع أو

موضع أو عمل أو زواج أو صحبة أو بيئة تقلُّ في مستواها عما تستأهله وتستحقه. ولست أدعوك

في كل ذلك إلى الاستعلاء، ولا أنهاك عن التواضع، فالتكبّر من أسوأ الأخلاق، والتواضع من أجلّها،

والغرور جهل، وخفض الجناح حكمة، لكن الثقة بالذات والشعور بالاستحقاق شيء آخر، وأساسهما

إيمان الشخص بنفسه واطمئنانه إليها، واقتناعه بخصائصه وصفاته ورضاه بها، واعتقاده بأنه جدير

بالتمتع بالحقوق الطبيعية والقانونية، وشعوره بأنه لا يقل قدراً أو شأناً عن أحد من حيث إنسانيته،

وإيمانه بمواهبه وقدراته ومميزاته ومهاراته ومؤهلاته، وبقدرته على القيام بأدواره وإثبات ذاته. فإن

ملك المرء هذا الإيمان والاقتناع والاطمئنان لم يكن ثمة ما يدعوه للقبول بأقل مما يستأهل

ويستحق.

ولعل شيئاً من معنى (الشعور بالاستحقاق) هذا، هو ما كان قصده المنفلوطي حين قال في

(النظرات) : { وعندي أن من يخطئ في تقدير قيمته مستعلياً، خير ممن يخطئ في تقديرها

متدلياً، فإنَّ الرجل إذا صَغُرتْ نفسه في عين نفسه، يأبى لها من أعماله وأطواره إلا ما يشاكل

منزلتها عنده، فتراه صغيراً في علمه، صغيراً في أدبه، صغيراً في مروءته وهمته، صغيراً في ميوله

وأهوائه، صغيراً في جميع شؤونه وأعماله، فإن عظُمتْ نفسه عظم بجانبها كل ما كان صغيراً في

جانب النفس الصغيرة}.

حتى على مستوى الأمم والشعوب يا بني، فإن المجتمعات التي لا تشعر بأنها تستحق الحرية

والديموقراطية والعدالة والرفاه والتقدم والنصر والرفعة، تظل تعيش القهر والظلم والفقر والهزيمة،

وتبقى في ركب الأمم المتخلفة، تفرح بأي قليل تناله، فتروح تتغزل به كأنه أكثر مما تستأهل

وتستحق، بل ربما راحت تبحث عن التفسيرات والمبررات التي تقنع بها نفسها بأنها ليست أهلاً

للحقوق التي نالتها المجتمعات المتقدمة..

وبعد، هل سمعت يا ابنيْ بالمثل الشعبي الدارج الذي يقول (رضينا بالهمِّ، والهمِّ ما رضي فينا) ؟

إني أفهم هذا المثل على أنه يُلخّص ببساطة وبلاغة آثار عدم شعورك بأنك تستحق الأفضل، مما

يدفعك للرضا بالأقل.

فتكون النتيجة أن لا يرضى بك هذا القليل الذي قبلت أنت به.

وخذها يا بنيّ مني، فإنك في كثير من الأحوال التي ترضى فيها بأقلّ مما تستحق، أي ترضى

بالهمّ، على حد تعبير المثل الشعبي، سَتُفاجَأ بأن ذلك القليل ذاته لم يرضَ بك.. فكأن الهمَّ إياه لم

يقبلكَ رغم أنك قبلته وهو أقلُّ مما تستحق..

وتلك مفارقة كما ترى عجيبة، لكن يبدو أنها عقوبةٌ (من جنس العمل)

لمن يقبل بأدنى مما يستحق.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

رسآآله سآآميـــه ,,


يـسعدِكـ ربــي ع النقل الــجمــيل و الرآآئع .....


لآتحرمينآ جـديدِكـ ..

..

__________________________________________________ __________
كلاااااااااااام راااااااااااااائع

والاب ارووووووووووع من راااااااائع



__________________________________________________ __________
كلام’جميل’يسلمووووووووووووووووووووووياعسل

__________________________________________________ __________
ألسسلأام ع‘ــليكم ورح؛ــمة أللهـ وبرك:ــاته..~


تسلمينْ أختيٍْ ع الط"ـــرحٍْ وأللهـٍْ يع‘ـــطيجٍْ ألفٍْ عأفيةٍْ ..@

ووووووووووو..&


فيٍْ أنتـــظارٍْ ألمز.ـــيدٍْ مــــــنٍْ صو,ـــــبج ..*

يحفظجٍْ ألرح؛ــــمنٍْ..~



__________________________________________________ __________
يعطيك العااااااااافيه


يسلممووو

وددي لكـ