عنوان الموضوع : انفلونزا الطيور - طب و صحة
مقدم من طرف منتديات الشامل



إنفلونزا الطيور



فيروس لا يعرف أي حددود


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ يومه بهذا الدعاء: (أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خَلَقَ وذَرَأ وبَرَأ)، وقد ندرك جزءاً من الحكمة النّبويّة من هذه الاستعاذة بالله من شرّ ما خلق الله تعالى ولو كنّا لا نراه، وذلك عندما يشهد العالم وباء أو بلاء ما. وقد شهدنا مرضاً من قبل هو الإيدز ثم السّارس واليوم نشهد مرضاً أكثر فتكاً وهو إنفلونزا الطّيور.

إنّه فيروس معدٍ جدّاً وينتقل بسرعة ويؤثّر على جميع أنواع الطّيور، وقد تمّ اكتشاف هذا الفيروس المميت في إيطاليا عام 1900 ويسمّى Avian Flu ويتوقّع العلماء أنّه سيقتل الملايين إذا لم يتمّ إيجاد علاج ناجع له!!

ثمّ تفشّي هذا المرض من جديد للمرّة الأولى في آسيا عام 1997 وسبَّب أكثر من مئة إصابة بشريّة توفي نصفهم على الأقل، وتسبب في قتل وذبح أكثر من مئة مليون من الطيور. وقد سُجلت إصابات في هذا الفيروس في كلّ من الصّين وأوربا والولايات المتّحدة الأمريكيّة والعديد من الدّول مثل تركيا واليونان (وأندونسيا)[1].

ومن المعتقد أنّ هذا الفيروس يضرب كلّ عدّة عقود، ففي القرن العشرين ضرب في إسبانيا عام 1918 -1919 مسببّا وفاة أكثر من 50 مليون شخص!! ثم في 1957 – 1958 سبّب انتشار هذا الفيروس وفاة 70 ألف شخص في الولايات المتّحدة فقط!

أنواع الفيروس

هنالك 15 نوعاً من هذا الفيروس على الأقلّ ولكن الّذي يسبّب الموت للإنسان يدعى H5N1، وهذا الفيروس مستوطن الآن في البطّ البرّي في آسيا، وهو لا يؤثر كثيراً على البطّ البرّي ولكن عندما ينتقل إلى الدّجاج يتحوّل إلى فيروس قاتل ومرعب، وقد ينتقل للإنسان فيهلكه أيضاً.

وتكمن الخطورة في هذا الفيروس أنّه يغيِّر تركيبه باستمرار، وإذا ما تفشّى هذا الفيروس على مستوى عالمي، فإنّ الوقت الّلازم لإنتاج لقاح مناسب هو أربعة أشهر على الأقلّ، يكون خلالها المرض قد انتشر بشكل واسع.

ويصنّف العلماء هذا الفيروس إلى نوعين: فهو يمكن أن يكون خطيراً أو معتدلاً. النّوع الخطير يسمى “highly pathogenic avian influenza” وهو قاتل للبشر وتصل درجة خطورته إلى 100%. أما النّوع الآخر فهو منخفض التّأثير وقد يقتصر تأثيره على بعض أنواع الطّيور.

أعراض هذا المرض

يسبّب هذا المرض أعراضاً مختلفة مثل السّعال وذات الرّئة والتّنفّس الحادّ والحمّى والتهاب الحنجرة وغير ذلك من المضاعفات. ثمّ تتطوّر هذه الأعراض مسبّبة التهابات حادة تؤثر على أجزاء الجسم مسببّة موت المريض.

ومع أنّ أعراض هذا المرض مشابهة لأعراض مرض السّارس SARS ويشبهه في سرعة الانتشار، إلّا أنّ الفيروس مختلف ويُعتبر هذا النّوع من الإنفلونزا أشدّ خطراً باعتبار أنّه لا يمكن احتواؤها مثل السّارس فعزل المريض في هذه الحالة لا يكفي.

كيف يعمل هذا الفيروس ؟

يتواجد هذا الفيروس في الطّيور والدّجاج، وينتقل إلى الإنسان أثناء احتكاكه المباشر معها، وعلى ما يبدو أنّ جميع الإصابات الّتي سُجلّت كانت بسبب التماس المباشر بين الطّيور والإنسان، ولم تسجّل أيّ إصابة لانتقال الفيروس من إنسان لإنسان.

خطورة هذا الفيروس تأتي من خلال اختراقه لجدار الخليّة البشريّة وأنّه يقوم بصنع نسخة من مورثاتها، وهذا يعني أنّ الخليّة لن تتعرّف على هذا الفيروس في المرّة القادمة، بل تظنّه غذاءً لها فتسمح له بالدّخول والتّكاثر فيها.

ويعتبر هذا الفيروس مرناً جداً في تغيير شكله بما يتناسب مع خلايا الإنسان، وبالتالي لا يعرف أي حدود ولا توجد أيّ قوّة يمكن أن تمنعه من ممارسة نشاطاته الفتّاكة. ولكن هل تمكّن العلماء من إيجاد علاج لهذا المخلوق المرعب؟



شكل (1) يقوم فيروس إنفلونزا الطّيور باختراق جدار الخليّة البشريّة ويمارس تأثيراته الفتّاكّة على خلايا الجسم، حيث يقوم بصنع نسخ من مورّثاتها وبالتّالي يصبح جزءاً من نظام عمل الخلايا.

علاج الفيروس

حتّى الآن غير معروف ما إذا كان هذا الفيروس قادراً على الانتقال بين البشر، أي من إنسان لآخر. ولكن إذا حدث هذا فسيكون هنالك وباء عالمي في المستقبل.

والطّريقة الوحيدة المتوفّرة اليوم لعلاج هذا المرض هي قتل الطّيور المصابة. وهنالك مشروع لتطوير لقاح ضد هذا المرض الخطير. وتجدر الإشارة إلى أنّه ليست جميع الحالات قاتلة. إنّما هنالك حالات تلعب مناعة الإنسان دوراً في مقاومة الفيروس وكذلك قدرة الفيروس نفسه على مهاجمة خلايا الجسم.

ويؤكد العلماء بأنّ استعمال دواء مضاد لهذه الفيروسات مع الطّيور سيؤدي إلى اكتساب الفيروس الموجود في الطيور مناعة تجاه هذه الأدوية، مما يؤدي إلى عدم جدوى هذا الدّواء مع الإنسان المصاب بهذا الفيروس المقاوِم!



شكل (2) يقوم العلماء اليوم باختبارات متواصلة محاولة منهم لإيجاد علاج ناجع لهذا الفيروس، وقد يكون تلقيح الدّجاج بالمضادّات المناسبة عملاً غير فعّال في مواجهة المرض. ولكن الطّريقة الوحيدة المتوفّرة اليوم هي قتل الطّيور المصابة والمشتبه بإصابتها.

مستقبل الوباء

إنّ المخاوف الآن أن يتحوّل هذا الفيروس إلى فيروس إنساني معدي، أي ينتقل من شخص لآخر. وقد يتطوّر هذا الوباء ليصبح وباءً عالمياً.

وربّما نتذكّر أثناء عامي 1983 - 1984 حين أصاب هذا الفيروس من نوع H5N2 بعض الطّيور في أمريكا وهو نوع منخفض التّأثير ولكنّه سرعان ما تحول إلى النّوع الخطير خلال ستّة شهور ممّا اضطر إلى التّخلّص من 17 مليون طير، بخسارة بلغت 65 مليون دولار.

أمّا في عامي 2017 - 2017 في إيطاليا فقد انتشر فيروس H7N1 المنخفض التّأثير بين الطّيور وقد تحوّل إلى الشّكل الخطير خلال تسعة شهور ممّا أدّى للتّخلّص من 13 مليون طير [2].

في أواخر 2017 وبداية 2017 ضرب هذا الفيروس الطّيور في بعض بلدان آسيا، منها كمبوديا والصّين وأندونيسية واليابان وكوريا الجنوبيّة، ممّا أدّى إلى موت وقتل أكثر من 100 مليون طير [3].

ويعتقد العديد من العلماء بأنّ هذا الوباء قادم والمسألة مسألة وقت فقط. ولكنّه إذا ما حدث فإنّ أضراره ستكون بالغة جداً ويقدّر الخبراء أضرار هذا المرض في الولايات المتّحدة فقط بوفاة 200 ألف إنسان وتكاليف تصل إلى 166 ألف مليون دولار [4].



شكل (3) تمّ الكشف عن هذا الفيروس وقد أصاب العديد من الطّيور في دول مختلفة في أنحاء العالم ربّما يكون آخرها الدّجاج التّركي. وقد يكون هنالك سلسلة من الإصابات في دول أخرى.

فالله خير حافظاً

وسبحان الله! مخلوق بهذا الصِّغر وهذا الضّعف ولا تراه الأعين، يستطيع أن يفتك بالبشر ويرعب الدّول القويّة، فإذا كانت هذه قدرات فيروس ضئيل وصغير، فكيف بقدرة ربّ السّماوات والأرض عزّ وجلّ؟!

ونحن كمؤمنين يجب أن نتذكّر دائماً أنّ هذا الفيروس مخلوق من مخلوقات الله تعالى يعمل بأمره، ولا يصيب أحداً إلا بإذنه سبحانه وتعالى. ولكنّ العبرة واجبة، فالله تعالى هو القائل: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21].

فما هذه الأوبئة الّتي تصيب البشر من حين لآخر إلّا عذاب من الله لعلّهم يعودون إلى خالقهم ورازقهم عزّ وجلّ، ويتذكّرون قوله: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. وينبغي أن نتذكر ضعفنا أمام قوة الله تعالى. فما هذه الأوبئة إلا إنذار من الله تعالى للرجوع إليه والخوف منه وأن نتّقي الله ما استطعنا ليحفظنا من شرّ هذه المخلوقات.

ويحضرني في هذا المقام قول يعقوب عليه السلام: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف ]. وهذا ما ينبغي على المؤمن أن يفعله في حال انتشار وباء كهذا وهو الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به من شرّ هذا الفيروس وغيره من مخلوقات الله.

اللهم قِنا عذابك يوم تبعث عبادك

المراجع

[1] [url]https://en.wikipedia.org/wiki/Avian_influenza[/url]

[2] [url]https://www.who.int/csr/don/2017_01_15/en/[/url]

[3] [url]https://www.cdc.gov/flu/avian/outbreaks/asia.htm[/url]

[4] [url]https://www.cdc.gov/flu/avian/gen-info/pandemics.htm[/url]

[5] [url]https://www.nature.com/news/2017/050...ll/435415a.html[/url]

منقول للفايدة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

كيفي


يسلمووووووووو ع الموضوع

بكل ماافيه من معلومات مهمه مفيده

والله يبعد المرض عنااا ويحفظنااااا


كيفي

الله يعطيج االعافيه

__________________________________________________ __________
تسلمين ود على المرور العاطر

والله يعافيج يالغلاااااااااااا

__________________________________________________ __________
يسلمون على الموضوع المفيد
ويعطيج العافية

__________________________________________________ __________
يعطيج العافية الجازي على مرورج الطيب

الي نور الموضوع

__________________________________________________ __________