عنوان الموضوع : مفهوم البر بالوالدين في مجتمعاتنا - نقاش حر
مقدم من طرف منتديات الشامل

[BACKGROUND="100 #CCFFCC"]


بســــــم اللــه الرحمــــن الرحيــــــم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمدلله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه

ومن والاه .. وبعــــــــد ..

قد يتبادر إلى ذهن القارئ لعنوان الموضوع أنني سأتكلم

عن حقوق الوالدين على الأبناء و آتي بصور و قصص

عن بر الوالدين وفضلهما و أطرح أسئلة نقاشية حول

أسباب العقوق و طرق العلاج و ما إلى ذلك ...



ولكني أعتقد بأن هذا الموضوع بالذات قد تم طرحه كثيرا جدا


و على الرغم من كثرة البرامج التي تُذكِّر بحقوق الوالدين

ووجوب البر بهما إلا أن العقوق لا يزال ينتشر و يستشري

في مجتمعاتنا..

وقصص العقوق باتت تملأ صفحات المنتديات


و مواقع التواصل الإجتماعي و الواتس آب و غيرها ...


ولذلك ..

أريد اليوم أن أناقش معكم هذا الموضوع من خلال المفهوم

السائد عند بعض الشرائح في مجتمعاتنا ، إن لم يكن أغلبها ،


ذلك المفهوم الذي رسخ في أذهاننا منذ الصغر .. عندما


كنّا نقرأ في كتبنا الدراسية ..

*** أحب والديّ لأنهما سبب وجودي في الحياة بعد الله تعالى

فأمي قد حملتني في بطنها تسعة أشهر وعانت عند ولادتي

و هي التي تسهر على راحتي إذا مرضت.. وهي التي

وهي التي ... و هي التي ...

ووالدي يتعب و يعمل من أجل راحتنا و تربيتنا و يقدم لنا

ويفعل كذا وكذا ... ***

إلى آخر تلك التضحيات التي يقدمها الوالدين في سبيل

تربية الأبناء ..



فقد تربينا على أن الوالدين هما من قدما وهما من فعلا و هما

من ضحَّيا ..

فكان لزاما علينا كعرفان بالجميل لهما أن نَبُرَّ بهما و نحسن

إليهما ...

فنجد الشخص الذي يتعرض للظلم من قبل والديه أو أحدهما

أو يهجره و الديه أو أحدهما أو يسيئان معاملته أو يقصران

في حقوقه ..

نجده غالبا يعاملهما بالمثل وتتولد لديه مشاعر الكره و البغض

لهما ..

فإن ذكره أحد بوجوب بر الوالدين .. يقول : (( هما لا يستحقان

أن أبرهما لأنهما لم يقدما لي شيئا ..

حرماني من كذا

فعلا بي كذا و كذا ..




ثقافة بر الوالدين في مجتمعاتنا عند كثير من الناس باتت

تقوم على أساس المقايضة ..

إن أحسنا إليّ أحسنتُ إليهما .. و إن أساءا إليّ أسأتُ

إليهما ...

مع أن المبعث الأساسي لبر الوالدين لابد أن يقوم على

أسس الإسلام و نهج القرآن و الامتثال للأمر الرَّباني

في قوله تعالى : (( و إن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك

به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ...... )) لقمان آية 15

والمصاحبة بالمعروف تعني البر بهما و الإحسان إليهما وخفض

الجناح لهما كما نصت عليه الآيات الكريمة في سورة الإسراء

في قوله تعالى :

(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك

الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل

لهما قولا كريما * و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل

رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )) الإسراء آية 23_24




فأين هو التطبيق القرآني في مجتمعاتنا لمفهوم البر بالوالدين ؟؟؟

ولماذا لا نُرسِّخُ في أذهان أجيالنا أن بر الوالدين أمر رباني قبل أن

يكون واجبا إنسانيا ؟؟؟

لما لا نقتدي بنبي الله إبراهيم عليه السلام في أدب التعامل

مع الوالدين من خلال قصته مع والده الكافر و حواره معه في

سورة مريم ؟؟؟




أترك المجال لأقلامكم الرائدة و آرائكم السديدة ..

سائلة المولى عزوجل أن يلهمنا
الصواب فيما نكتب

و أن يهدينا سبيل الرشاد ...





احترامي للجميع

أختكم شمــــوووع

********



[/BACKGROUND]


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

هذي النقطة تحديدا تغيبـ عن كثير من الناسـ


أن بر الوالدين أمر إلهي - يعني الشخص يتقرب لله بطاعتهمـ


مو مثل الفكرهـ السائدة انهـ تخليص حق أو رد دين


إعجابي لفكرة الموضوعـ ولطرحكـ


__________________________________________________ __________

وعليكم السلام ..

الذي قرأ قوله تعالى ..
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا
وتم له فهم المعنى اتجاه والديه
ثم بعد ذلك أصبحَ عاقٌ لهما
فأيُ نُصحٍ يُقدم له ؟؟؟
وقد عرف أن عبادة الله سبحانه وتعالى
مقرونةٌ بالإحسان والطاعة لوالديه .

نسأل الله العفو والعافيه
والله الهادي لسواء السبيل


موضوع جميل
يعطيك العافيه


__________________________________________________ __________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بك أخيتي الفاضلة وكاتبتنا القديرة : شموووع

طرحك مميز وأسلوبك جميل في الكتابة فاستريم على نهجك أختـــاه

أخيتي الفاضلة .. نحن قوم لا نقدر نعم الله عز وجل إلا حينما نفقدها
قالها لي أحدهم قبيل 8 سنوات بالضبط .. حينما كنت اتمتع بإجازتي السنوية بالقرب من والداي
قالها بالحرف الواحد "استغل لحظات مكوثك بجوارهم ولا تتوان في برهم بأقل شيء يطلبانه وبادر في برهما ، فربما لا تدركهما في إجازتك القادمة"
أصبحت عبارته هذه تخالج قلبي في كل لحظة أراهما فيها .. وأصبحت المعين لي بعد الله في البر بهما ..
أخيتي .. الكثير من علاقاتنا وخاصة مع والدينا تبنى على مفهوم المقايضة والمصلحة .. كما ذكرتني من خلال حديثك ..
لا نرى للجانب الديني والروحي بقدر ما نراه في أرض الواقع ..
وهذا ضعف في الجانب النفسي لدينا والجانب الديني ..
وتأكدي .. من سأل الله بصدق بلغه الله ما تمنى .. وفتح له من أبواب البر ما الله به عليم ..
أسعدك المولى وسدد قلمك وقلبك وفكرك ..

__________________________________________________ __________


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يعطيك العافية أختنا الكريمة وكاتبتنا القديرة

شموووع

على الطرح الرائع والذي يستحق النقاش في هذا الزمن الذي للأسف إنتشر فيه العقوق بشكل ملحوظ

هذا تسجيل حضور ولي عودة إن شاء الله للمشاركة


شكرا لك أخيه

تقبلي تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم

أعذب ميسان



__________________________________________________ __________
جزاك الله خير على التنبيه فعسى ان يستفيد منه شخص غفل عن هذا الامر الرباني العظيم

تحياتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيف أنثى


أهلاً بك أختي الكريمة

بعيداً عن المثالية تبادل الاحسان أمر مهم .. لا أستطيع أن ألوم شاب أو فتاة ذاقوا الويل من والديهم وهربوا عنهم !

الانسان لديه مشاعر يكره ويحب .. يبغض ويحسن .. ليس من الملائكة وليس من الشياطين ..

هو ملك شيطاني .. يظهر خيره للخيرين ويظهر شره للاشرار ..!

وأخيراً السوي من يجعل التسامح ديدنه في أمور حياته ..!

يعطيك العافية


دمت
رفيف

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى الجبال
لا ألوم ابنا عاقا على عقوق والديه
كيف يحترمهم كبارا وهم عذبوه صغيرا
عندما قرأت عنوان الموضوع ظننت بأنك
ستتحدثين عن بر الأولاد قبل الوالدين
ما يحدث للكبار هو تعليمهم للصغار

يعافيك


أختي الغالية رفيف و أخي الفاضل صدى الجبال ..

أهلا بكما ومرحبا شرفتما الموضوع و أنرتما المتصفح ..

أخواي الكريمين ...

لا تظنا بأنني طرحتُ الموضوع لأدافع عمن يظلم أولاده ويسيئ

إليهم ..

لا والله ...

أنا أتحدث عن مبدأ سائد في مجتمعاتنا .. أن الوالدين لا يستحقان

البر و الإحسان إلا إذا كانا صالحين عادلين مضحيين ..

أما إن كانا ظالمين فلا حرج إن عقهما أبناءهما ..

مع أن الآية الكريمة عامة ..

بسبب هذا المبدأ الخاطئ .. بات العقوق عند بعض شرائح المجتمع

أمرا عاديا .. فالابن عندما يعقُّ والده الظالم لا يكون هناك من

ينهاه ويقدم له النصيحة لأنه معذور في نظرهم حيث أن والده كان

ظالما فهو مستحق للعقوق ..

أنا مثلكما لا ألوم من يصدر منه العقوق بسبب ظلم والديه له ..

و لكني لا أؤيده ولا أوافقه على ذلك .

ففرق بين أن تتعاطف مع إنسان و تلتمس له العذر ولكنك في الوقت

نفسه تناصحه و تذكره بحق الله تعالى و حقوق العباد ..

وبين أن تؤيده و توافقه على الخطأ ..

أنا لا أدعي المثالية .. و لا أدعيها لأحد حتى الآباء و الأمهات ..

لا يوجد إنسان متكامل من جميع النواحي ..

والإنسان بطبعه ضعيف .. وطبيعي أن تبدر منه البادرة السيئة من

قول أو عمل تجاه والديه خاصة إن أساءا إليه ..

ولكن الله تعالى يقول : (( إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين

غفورا )) .


نحن في النهاية سنموت .. و كلا سيحاسب على أفعاله .. ولا تزر

وازرة وزر أخرى ..

فالله تعالى سيحاسب الوالدين الظالمين على ظلمهما .. و أيضا

سيحاسب الابن العاق على عقوقه لوالديه ..

**********

أخواي الفاضلين رفيف و صدى الجبال .

أشكركما من الأعماق على مشاركتكما الفعالة في هذا الموضوع

و نقاشكما المثمر ..

وجميل جدا أنكما تطرقتما لهذه النقطة تحديدا ..


*******

أسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول و العمل و أن يوفقنا

لما فيه الخير و الصلاح و العاقبة الحسنة في الدنيا و الآخرة

*******

احترامي و تقديري لكما ..


شمــــوووع