عنوان الموضوع : الكاميرا وتصوير أعمالنا الصالحة ؟ - نقاش
مقدم من طرف منتديات الشامل

الكلام هنا حساس جدا أيهاالكرام، وأرجو ألا يخرج عن مقصده، ولا أحد يفهمه مشقلب، وهو عن عمل الخير من صلاة،وصيام، وحج، وعمرة، وصدقة ....... الخ

والكاميرا نلاحظ في الفيس والتوي أن بعض الناس لا يعمل خير إلا وينشره كما يقول للفائدة، أو للتحفيز ،ومن الأشياء التي تثير اشمئزازي وهو تصوير الصدقات للعائلات، يتصور صاحبنا مع العائلة ويقول لقد وزعت صدقات على هؤلاء،

أحسن من جهة وأساء من جهة أخرى،لعل هذا يؤذي مشاعرهم ولكن الحاجة أجبرتهم على التبسم والتصوير، ما كتبته وجهة نظروأريد وجهة نظركم على

أسئلتي لكم.



·هل أفقدتا لكاميرا روحانية الأعمال الصالحة وسريتها من وجهة نظرك ؟

·ما الفرقبين الصدقة والعمل الصالح بكاميرا وبدونها من وجهة نظرك ؟

·هل ترىأن التصوير في أذى لمشاعر المتصدق عليهم وما فائدة التصوير في حال تراه جيدا ؟

·العمرة والحج والصلاة من يصور نفسه ليري الناس رحلته والنيات يعلم بها الله هل هو عمل حسنوهل ممكن تعمل التصوير لأعمالك الصالحة ؟

·أي إضافات أخرى ؟


ملاحظة : والأصل هو احسان الظن ولكن بعض الأمور مبالغ فيها .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




السلام عليكم ورحمة الله


أسعد الله مسائك بكل خير أخي وصديقي العزيز

امير البيان

صدقني أخي من الصعب الحكم على مثل هذه التصرفات فلكل ظروفه

فأحيانا يكون هناك موكل من أحد المتصدقين ممن أنعم الله عليهم ومؤتمن على توزيع صدقات هذا الرجل
وتجده يلجأ إلى التصوير من أجل إثبات أنه قد قام بما أوكل إليه من عمل
والله أعلم وأعلى وأجل

وعلى أي حال كانت يهمنا أنها قضت حاجة مسلم أو مسلمة

ولنا بالظاهر والنيات نوكلها لمن لاتغفل عينه ولاتنام سبحانه وتعالى

ولاتنسى قول الله تعالى : ( وإن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير )


يعطيك العافية أخي على الطرح

تقبل تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم

أعذب ميسان



__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أعذب ميسان


السلام عليكم ورحمة الله


أسعد الله مسائك بكل خير أخي وصديقي العزيز

امير البيان

صدقني أخي من الصعب الحكم على مثل هذه التصرفات فلكل ظروفه

فأحيانا يكون هناك موكل من أحد المتصدقين ممن أنعم الله عليهم ومؤتمن على توزيع صدقات هذا الرجل
وتجده يلجأ إلى التصوير من أجل إثبات أنه قد قام بما أوكل إليه من عمل
والله أعلم وأعلى وأجل

وعلى أي حال كانت يهمنا أنها قضت حاجة مسلم أو مسلمة

ولنا بالظاهر والنيات نوكلها لمن لاتغفل عينه ولاتنام سبحانه وتعالى

ولاتنسى قول الله تعالى : ( وإن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير )


يعطيك العافية أخي على الطرح

تقبل تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم

أعذب ميسان



أهلا عزيزي أعذب ميسان

لعل كلامي كان عاما أكثر من اللازم ولكن إذا أعتمرت وحجيت وصليت وصوّرت نفسك
ونشرته في الفيس بوك هل الأمر كذلك ؟

أيضا سؤالي هل الأمر أفقدها روحانيتها ولم أقل أجرها الله أعلم عن الأجر والنيات ؟


على العموم إطلالتك البهية نوّرت الصفحة وأسعدت صاحب الصفحة
بورك المجيب وبوركت الإجابة

تقديري


__________________________________________________ __________
نبدا بالاولى -كما تفضلت وهو حسن الظن- فانا لى الظاهر
والله اعلم بالنوايا

ولكن انا لا احبذ ابدا تصوير اعمال الخير و لو من باب التحفيز
فى تقديرى ..انه المن والاذى الذى نهى الله عنه(....ثم لا يتبعون ماانفقوا منا ولا اذى..) الايه

وخير صدقه هى التى كانت فى السر فلا تعلم شماله مااخرجت يمينه

وكما قلت اخى الكريم ان هؤلاء البسطاء قد يجبرون على التبسم امام الكاميرا وقلوبهم تبكى الما فقد كسبوا مالا ...ولكنهم قد خسروا جزءا من الكرامه

بصراحه شىء مهين للنفس

.......
·هل أفقدتا لكاميرا روحانية الأعمال الصالحة وسريتها من وجهة نظرك ؟

نعم
الا فى حالات بعينها
كمحتاج لمبالغ ماليه كبيييرة ولا بد من وجود كاميرا لجمع هذا المبلغ

·ما الفرقبين الصدقة والعمل الصالح بكاميرا وبدونها من وجهة نظرك ؟

الصدقه بكاميرا من المن والاذى فماذا ساستفيد من اعطاء الناس مالا وسلبهم انسانيتهم على مراى ومسمع من الناس؟


·هل ترىأن التصوير في أذى لمشاعر المتصدق عليهم وما فائدة التصوير في حال تراه جيدا ؟
نعم فيه اذى للمشاعر كبير


·العمرة والحج والصلاة من يصور نفسه ليري الناس رحلته والنيات يعلم بها الله هل هو عمل حسنوهل ممكن تعمل التصوير لأعمالك الصالحة ؟

الصلاة صله بين العبد وربه لا يصح فيها تصوير الانسان نفسه ليراه الناس- مش هم اللى حيدوله الثواب-

فى الحج والعمرة
اعتقد بتكون للذكرى -والاعمال بالنيات-
انا نفسى فى العمرة اتصورت ونيتى انها لذكرى جميله ارجو ان يمن الله بها علينا جميع -وليس هدفها رياء ولا سمعه
·أي إضافات أخرى ؟
شكرا لك

__________________________________________________ __________

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتك أخي الفاضل أمير البيان وجعلها عامرة بالطاعات و القربات



·هل أفقدتا لكاميرا روحانية الأعمال الصالحة وسريتها من وجهة نظرك ؟


بصراحة ،،

نعم ، وهذا أمر مشاهد .


·ما الفرق بين الصدقة والعمل الصالح بكاميرا وبدونها من وجهة نظرك ؟


صحيح أن السرائر لا يعلم بها إلا الله ، ولكني اعتقد بأن هذه الأمور لو قام بها المرء بدون

استخدام الكاميرا فإن ذلك سيكون أقرب للإخلاص .

وقد يلجأ البعض إلى التصوير من باب الحث على أعمال البر

وهذا أمر جميل ، ولكن ليس في كل الأوقات .


·هل ترى أن التصوير في أذى لمشاعر المتصدق عليهم وما فائدة التصوير في حال تراه جيدا ؟



نعم أراه كذلك ، فربما هؤلاء الفقراء كانوا من قَبْلُ أهل عز و ثراء ، ثم تبدلت أحوالهم بسبب

الحروب ، أو الأزمات الاقتصادية و غير ذلك .


ولكن قد يفيد التصوير في بعض الأحيان إذا كان بطلب من العائلة نفسها و أراد أفرادها أن يوصلوا

رسالة إلى مسؤول ، أو شكوى ، أو عرض مشكلة وليس لديهم وسيلة لإيصال شكواهم إلا هذه

الطريقة .



·العمرة والحج والصلاة من يصور نفسه ليري الناس رحلته والنيات يعلم بها الله هل هو عمل حسن وهل ممكن تعمل التصوير لأعمالك الصالحة ؟



كل إنسان حر بتصرفاته طالما أنه لا يرتكب محرما و لا يؤذي أحدا .


هذه خصوصياتهم ، و نواياهم لايعلمها إلا الله .






موضوعك قيم أخي الفاضل وفيه لفتة هامة في مسألة التصوير لا سيما عند القيام بأعمال البر

لا بد للمرء أن يحتفظ ببعض السرية في هذه الأعمال لأنه يؤديها لله تعالى وليس للناس .


بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى .

احترامي





__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أعذب ميسان
ولاتنسى قول الله تعالى : ( وإن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير )

فقط تصحيح للآية الكريمة

( إن تبدوا الصدقات ...............)




احتــرامـــــي


أمير البيان

طرحت فأجدت ، موضوع رائع وآن الأوان للحديث عنه

·هل أفقدتا لكاميرا روحانية الأعمال الصالحة وسريتها من وجهة نظرك ؟

هنالك جزءان يحتاجان لجواب ، الروحانية مرتبطة في عدد من الشهور كـ رمضان ، لأن علاقتنا كانت بالله أقوى , فالروح تحتاج إلى الإتصال بالله عز وجل وكذكل الإكثار من الصلاة , الصدقة , قراءة القرآن وجميع هذه الأعمال جعلتنا نحس بهذه الطمأنينة ، أما بعد رمضان فتقل هذهـ الطمأنينة للبعد غن المداومة على الطاعات " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل " ، أما عن السرية ، إن كنت تقصد الصدقة فسوف أبينه في الرد على سؤالك الثاني .

·ما الفرق بين الصدقة والعمل الصالح بكاميرا وبدونها من وجهة نظرك ؟

أن مجال العمل الصالح واسع بشكل كبير لا يقتصر على صلاة وصدقة وصيام.
إنما يشمل كل نواحي الحياة .. فالبرّ عمل صالح والعفّة عمل صالح وأداء الأمانات عمل صالح وترك المحرمات عمل صالح وغض البصر عمل صالح وستر المسلمين عمل صالح وهذا من رحمة الله بهذه الأمة إذ ما من إنسان إلا ويوافق هواه نوعا من هذا السيل العارم من الأعمال الصالحة فقد يكون قيام الليل صعبا على بعض الأشخاص لكن خدمة المسلمين سهلة عنده وقد يكون صيام النّفل صعبا عند البعض لكن الصدقة سهلة عندهم وهكذا فلا تجد إنسانا إلا وقد وافق هواه نوعا من العمل الصالح وهذا من فضل الله ومّنته فإن الله سبحانه وتعالى لم يحصر العمل الصالح في نوع أو جهة أو زمان أو مكان حتى يوسع على هذه الأمة ويُكثّر المقبلين عليه سبحانه و إن سر النجاح أن يعرف المسلم أي الأعمال الصالحة هو قادر عليها متقن لها فيتمسك بها ويؤديها حتى تأتيه يوم القيامة منافحة عنه ومحاجة له .

لكن الكمال أن يمر المسلم من أمام كل عمل صالح فيوقع بقربه ليأتي يوم القيامة شاهدا له معترفا بأن فلانا قد مر من هنا
يمر أمام قيام الليل فيكتب اسمه ويمر من أمام الصدقات وقضاء الحوائج وستر العورات وحسن الخلق وصلاة الفجر في المسجد فيوقع بقرب كل عمل صالح أن فلانا قد مر من هنا وهو يطمع أن ينادى يوم القيامة من أبواب الجنان المختلفة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ: " نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ " متفق عليه

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى ( اعلم أنه لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من أهله ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا أمرتكم بشيء فأتوا من ما استطعتم " متفق عليه ) الأذكار للإمام النووي
ومن فوائد العمل الصالح الأخرى أن الله سبحانه وتعالى اشترطه للحياة الطيبة والهنية والسعيدة ولم يشترط لها أي شرط آخر سوى الإيمان { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } النحل97
فإن كنت راغبا في الحياة السعيدة متشوقا لها فقدم العمل الصالح على راحة الرضا تأتيك الحياة الطيبة على طبق السعادة
ومن فوائد العمل الصالح أيضا أن الله جعله جسرا للتمكين في الأرض وجعله سببا للحصول على الأمن في الدنيا قبل الآخرة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55


·هل ترى أن التصوير في أذى لمشاعر المتصدق عليهم وما فائدة التصوير في حال تراه جيدا ؟

سأكتفي بهذهـ الآية ،
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } (البقرة:264)

·العمرة والحج والصلاة من يصور نفسه ليري الناس رحلته والنيات يعلم بها الله هل هو عمل حسن وهل ممكن تعمل التصوير لأعمالك الصالحة ؟

سأسرد إستفسارك بالتفصيل

أ) الصلاة : وشرط قبولها التجرد،فقد كان الصحابة فى بادئ المر يتكلمون في أثناء الصلاة فيما يعرض لهم من حاجات عاجلة . حتى نزلت هذه الآية{ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة : 238]، فعلموا منها أن لا شغل في الصلاة بغير ذكر الله والخشوع له والتجرد لذكره.وفى الحديث القدسي عن علي –رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم-عن رب العزة- جل وعلا-قال:\" إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ولم يتكبر على خلقي وقطع نهاره بذكرى ولم يبت مصرا على خطيئتي يطعم الجائع ويؤوى الغريب ويرحم الصغير ويوقر الكبير فذاك الذي يسألني فأعطيه ويدعوني فأستجيب له ويتضرع إلى فأرحمه فمثله عندي كمثل الفردوس فى الجنان لا يتسنى ثمارها ولا يتغير حالها\".(13)

ه)-الحج : والحج من أهم العبادات التي يستشعر فيها المسلم المعنى الحقيقي للتجرد، فهو يترك الأهل والوطن، ويتجرد من ثيابه، فيرتدي ثوبًا أشبه بالكفن، ويؤدي مناسك لا يعلم حكمتها إلا الله، ويستشعر المسلم معنى التجرد في طوافه الخالص لله بالكيفية التي أرادها الله، وفي التلبية التي يهتف بها الحاج معلنًا تجرده لله وبراءته من الشريك والنظير .. وفي ذلك كله التجرد من شهوات النفس ومطالب الهوى،قال تعالى:{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ }[البقرة : 197]

أمير البيان

دعني أبين الستر حكمه وضوابطه

دعانا الشارع الحكيم إلى التجاوز عن العورات والستر على أصحاب المعاصي والسيئات , وجعل ذلك من الأخلاقيات الطيبة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم , فالله تعالى لا يحب أن يجاهر الإنسان بكلام السوء ولا بإشاعة السوء , قال تعالى : " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) . سورة النساء.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.أخرجه أحمد 2/312(8103) و\"البُخاري\" 6064 .
فكل ما كان سيئًا من القول، فالجهر به لا يحبُّه الله عزَّ وجلَّ , والتفتيش عن عيوب الناس وتتبع عوراتهم وسوء الظن بهم ليس من أخلاقيات المؤمن ,قال تعالى : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا \" . سورة الحجرات: 12.
قال المُفسِّرون: التجسسُ: البحثُ عن عيبِ المسلمين وعورتهم، أمَّا خَيْر الخلق وأَعْرفُ الخلق بما يُرضي الله - تعالى - فقد كان عظيمَ الحياء، عفيفَ اللِّسان، بعيدًا عن كشف العورات، حريصًا على كَتْم المعائب والزلاَّت، كان إذا رأى شيئًا يُنكره ويكرهُه، عرَّض بأصحابه وألمح، كم من مرَّة قال للناس: ((ما بال أقوام يقولون كذا وكذا))، ((ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)).
ففي تتبع عورات الناس وفضحهم نشر للرذيلة بين العباد , وحباً لإشاعة الفاحشة بينهم ,وهو ما حذرنا الله تعالى منه , قال سبحانه : \" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19). سورة النور:19.
لذا فقد اهتم علماء الإسلام بهذا الباب المهم من أبواب الأدب , فقد بوب البخاري رحمه الله في كتاب الأدب من صحيحه ( باب ستر المؤمن على نفسه ) ثم ذكر الأحاديث الدالة على ذلك ، وبوب أيضاً في كتابه الأدب المفرد ( باب من ستر مسلماً ) وبوب الإمام النووي رحمه الله في كتابه شرح صحيح مسلم : ( باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه ) ثم ساق الأحاديث ، وبوب ابن ماجة في سننه في كتاب الحدود ( باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات ) , أما الفقهاء وأصحاب السلوك فقد بوب البغوي رحمه الله ) باب النهي عن تتبع عورات المسلمين ، وباب الستر ) , وفصل في ذلك ابن مفلح الحنبلي في كتابه الآداب الشرعية . وكذلك المفسرون عنو بهذا الموضوع عند ذكر الآيات الدالة كابن كثير في تفسيره .
والستر معناه : تغطية المسلم عيوبه وإخفاء هناته , وعدم كشفها للناس مع طلب التوبة والندم عليها , وتيقنه بأن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات , عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النهارِ، وًيبْسُطُ يَدَهُ بِالنهارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. أخرجه أحمد 4/395 ومسلم 8/99 .
وها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جاءتْها امرأةٌ، فأخبرتها أنَّ رجلاً قد أخذ بساقها وهي مُحرمة - أي: حاول كشف عورتها - فقاطعتها عائشةُ، وأعرضت بوجهها وقالت: \"يا نساءَ المؤمنين، إذا أذنبتْ إحداكُنَّ ذنبًا، فلا تخبرن به النَّاس، ولتستغفر الله، ولتتب إليه؛ فإنَّ العباد يُعيِّرونَ ولا يُغيِّرون، والله يُغَيِّر ولا يُعيِّر. مكارم الأخلاق للخرائطي (503).